كَلِمةُ الإِدَارَة |
|
جديد المواضيع |
|
إبْدَاعُ قَلَم لـ القِصَّة والرِوَايَة (يُمنَـع المَنقُـول) مِن نَسْجِ الْفِكْرِ وَ مَحبَرَةِ وَ قَلَم يُدَوَّنُ الْحَكَايَا والْقِصَص .. خَاص بِإبْدَاعَاتِكُم و بِـ ملَكَةِ أُفُق خيَال الكُتَاب |
الإهداءات |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
07-05-2022, 12:42 AM | #1 |
|
خطِيئَة ذَاتُ رِدَاءِ أبْيَض
وضَع يَدهُ على يَدِهَا وهُوَ يقُول.. أحْبَبتُك أكثر مِن نفِسِي لآ أعرِف إن كَان جُنُون أو صَرع أصَابَ فِكْرِي ... هُو حُبٌ توَالَد معِي ولم أفهَم دوَاعِيه ولَم أسْتَطِع تَفْسِيرَه.... مَلآمِحُكِ ،، حَرَكَاتُكِ ،، إبْتِسَامتُكِ ،، جَمَالُكِ ،،حَنَانُكِ ،، قَلْبُكِ ،، كلّ شَيْءٍ فِيكِ جعَلنِي أنجذِب إليْكِ .. لآ أعْلَم هذَا التغيُّر المُفَاجِئ الذِي أَفْقَد السَيْطَرَة علَى نفْسِي ويَتَغَيّر الحُب العفْوِي البَرِيء إلَى حُبِ رَجُل لِإمْرَأة... تَسَمَّرَت فِي مكَانِهَا والذهُول والدَهْشَة أصَابَتْهَا بِـ البُكَم لِدقَائِق ثُمَّ جَذَبَت يدَهَا بِقُوّة وصَفَعَتْه صَفْعَة كَاد أن يُغْمَى عَلَيْهِ ... نَظَر إليْهَا وعيْناهُ جَاحِظَتْينِ وكأنّه أفَاق لتوِّ من الغيْبُوبَة لِيَنجلى مِن بصَرَهِ ذَاك الوهَم. .. فَتح إبْرَاهِيم بَاب السَيَّارَة وجلَسَ وهُو مُسْتَاء وأطلَق زفْرَة وقَال: أعْتَذِر جَعَلْتُكُمَا تَنْتَظِرَانِي..لم أجِد طلَبِي عِندَ صَاحِب المحَل بِرَغْمِ أنّهُ وعَدَنِي أنْ يأتِيَ بِه عِنْدَمَا يُسَافِر ووضَع يَدَهُ عَلَى كَتِفِ أمّهِ وقَال مَازِحًا أعْرِف أنّ عِصَام خَجُول وقَلِيل الكَلَام .. هَل ضَايَقَكِ فِي غِيَابِي ..وأسْترْسَل فِي الضَحِك نَظَر إليْهِ عِصَام والوُجُوم يَكاد يخْنُق صَدرَهُ والجَزَع ورّمَ أحْدَاقه .. وقَال بِصَوْت مخنُوق لَا يكَادُ يُسْمَع .. حَسَنًا سَأرْجِعكُمَا لِلبَيْتِ عِنْدِي مَوْعِد هَام.. .. لَم تَقْوَ عَلَى السَيْرِ فَشَعَرَت بِدُوَارِ أصَابَهَا،حَاوَلَت أن تتمَاسَك حَتّى لَا تَسْقُط. فتقَدّم مِنهَا إبْرَاهِيم وأمسَكَهَا مِن ذِرَاعهَا وسَألَها والخوْفُ بَادِي عليْهِ..هَل أَنْتِ بِخَيْر ..؟ قَآلت : نعَم أنَا بِخَيْر ..فقَط أمْسِك بِي حَتى لَا أَقَع ،، يَبْدُو أنّ رَأْسِي عَاوَدَهُ الأَلَم وإلْتَفَتَ إلَى عِصَام مُشِيرًا له أنّه سَيَلْتقِي بِه لَاحِقًا.. لَم يُجِيبَه وأنطَلَق مُسْرِعًا فأحْدَث ضَجِيجًا وهو يُغادِر بِالسَيَّارَة .. سَاعدَهَا عَلَى الجُلُوس بِكُلِّ رِفْقٍ عَلى السَرِير .. وقَال لهَا وهُو يَنْزع مِن علَى رجليْها الحِذَاء لتسْتلْقِي على السرِير يَجِب أن تَذْهَبِي إلى الطَبِيب لِيُشَخِّص نوع هَذَا الألَم الذِي يَزُورِك مِن حِينٍ لِآخَر . قَالت : إن شَاءالله سَأذْهَب فلَا تقْلَق.. أغمَضَت عيْنَاهَا وكأَنَّهَا تُرِيد الهُرُوب من الوَاقَعِ لِتخْتلِي بِنفْسِها ولن تَسْتفِيق مِن ذاك الحَادِث الذِي عكّر يَومَهَا فَتَرَكَهَا لترْتَاح وأسْتأذنَ مِنهَا بِصَوتِ خَافِت : أنَا فِي غُرْفَتِي.. إن أحتجْتِي شَيْئًا نَادِينِي أنتِ تعْرِف رَقْم جَوَالِي قَالَهَا مَازِحًا إبْتسَمت ومَا فَتِئَت أن عَاوَدهَا الحُزْن بَعْدمَا تَذكّرَت تِلك الحَادِثَة البَائِسَة.. تَلبّدَت أفكَارُهَا بهَزِيز مِن الغيْض و الغضَب قَائِلة: معَاملتِي لم تخْتِلف عَن مُعَاملَة أبْنِي لهُ ..لِمَا يفْعل ويَتصَرّف هَكذَا معِي...!! كُنْتُ له أمًا حَنُون......فقَطَع عنهَا خلْوتهَا والوجَل بَادِي علَيْهِ،،، أمِي جَاءَنِي إتِصَال بِأنّ عِصَام فِي المسْتشْفَى وحَالَته خَطِيرَة.. أرتجَف قَلْبُها مِن الخَبَر وسَألَتْهُ : مَابِهِ...!!؟ لَا أدْرِي سَأذْهَب إلَيْهِ الآن لأعْرِف مَا الذِي جرَى لهُ .. تَوجّه الَى المسْتشْفَى وسَأل عن مكانِه .. فدخَل للمكَان الذِي تُوجَدُ فِيهِ حالَاتُ الطوَارِئ فسَمِعَهُ يَئِن بِصَوتٍ يتفطّر له القَلْبُ وهُوَ مُضَرّج بالدِمَاء وبِجَانِبه الطَبِيب يتَفَحّص حَالتَهُ .. فَأمَر بِتَجْهِيز غُرْفَة العَمَلِيَات فالحَالَة خطِيرَة... فإقْترَب المُمَرّض مِن إبْراهِيم وأعطَاه أورَاقه التِي كَانَ يحْملُهَا وهَاتِفه فنظَر إليْهُم وأرَاد أن يصْرُخ لَا يُرِيد أن يفقِد أعزّ صدِيق له ... فَلَقَدْ تربّى معًا وكبِرَا سوِيًا وكَان بِمثَابَةِ أخٍ لَهُ .. مُنذُ الطفُولة لم يفْترِقَا .. ينَامَانِ، يأكُلَانِ ، يُذَاكِرَانِ ،يَتشَاجَرَان ويسَافِران معًا تملّكه الحُزن واليَأس الشدِيد وهو يُتابِعَهم وهُم يُدخِلَانِه الى غرْفةِ العملِيَات .. مرّت سَاعَات وكأنّها أسَابِيع وهو ينتظِر لِيزُفّ الخَبَر لوَالِدتِه أنّه بخيْرٍ .. مَافتِئت ذَاكِرَتُه تسْترِد لحَظَاتِه معَه حِين كَان صغِيرَان وكَان كـ التوْأمَان لَا يفَترِقَان وجمِيع الحيّ يعرِف مدى تعَلُّقِهِما والأخوّة التِي تجْمعْهُمَا كَان عِصَام يهْرُب من بيْتِ أبِيه ويلْجَأ إليْهُم مُسْتأنِسْ الدِفء الأسرِي الذِي يجِده فِي مُعاملَة وَالِدتِه .. كَانت رحِيمة معه ومترَفِّقة لحَالِه.. أسْمَعُهَا دَائِمًا ترَدّد على مسَامِعِي أنّه يتِيم الأم ووجَب عليْنَا أن نعَاملَه بكلّ رِفَق وحنَان .. أمِّي عطُوفَة جِدًا وطيِّبة ، تمْسَح على رَأسِه حِين يكُون خائِفًا ومتَضَايِقًا مِن سُوءِ معَاملةِ أبِيه ومِنْ زوجَةِ أبِيه التِي كَانت تعَاملُه بقَسْوة ،، فيَحْمِل نفْسَه إليْنَا ليَجِد الرَاحة والمُعاملَة الحَسَنة فِي كنَفِ بيْتِنَا كَان ينَام بغرْفَتِي وله سَرِيرهُ الخَاص الذِي خَصَصَتْه والِدتِي له وأعتبرْته إبْنًا لهَا .. لَم تفرّق بَيْنِي وبيْنَه فِي المعَاملَة ،..حتّى الملَابِس حِين تشْترِيها لَنَا بِنفْسِ السِعَر والمَارْكة لَم تتزوّج بِرغْمِ أنّها مَاتَزَالُ إمْرَأة شَابَة ومَا تتمتّع بِه مِن جَمَال ، رفْضَت الزَواج من الذِين تقَدّمُون لهَا بِرَغْمِ أنّهم كَانُوا من خِيَار النَاس عزَفت عنِ الزَوَاج ووهبَت عُمرَها لِـ تتفرّغ لترْبِيتِي ووفَاءًا لذكْرى أبِي ثُمّ أطلَقَ زفْرَة مكتظة بحِنْقة وغَصّة تجرّعهَا بِمَرَارَة ..ورَفع بِبَصَره يتوسّل الغوْث من الله . . ...يُتْبَع |
التعديل الأخير تم بواسطة منال نور الهدى ; 08-23-2022 الساعة 09:19 PM
|
07-05-2022, 12:47 AM | #2 |
|
رد: خطِيئَة ذَاتُ رِدَاءِ أبْيَض
فُتِح البَاب على مِصْرَاعيْهِ والمُمرَضِان يجرّان السرِير المُتَحَرّك الذِي بِهِ عِصَام
فَتَقَدّم إبْرَاهِيم مُسْرِعًا ليَرَاه لكِنّهم أبْعَدُوه عنْهُ ثُمَّ أدخلُوه لغرْفَة العِنَايَة المُرَكّزَة وأُغْلِقُوا البَاب .. وبقِي حائِرًا يُرِيد معرِفة حَالتِهِ ومانوعُ الحادِثَة التِّي تعرّض لهَا.. ومَاهِي إلّا لحظات خرَج الطبِيب وعلَامة التعَب بَادِيَة عليْهِ فتقدّم مِنه إبِرَاهِيم بلهْفَة وسَأله ..فطلب منْهُ أن يَتجَلّد بالصَبَر وقَال:سَنَنتَظِر سَاعات أخرَى لِنتَأكّد من نجَاح العملِيَة بدَت علَامات الفزَع علَيْهِ فرتّب الطَبِيب على كتفِه وغَادر .. .. وبقِي مع مخيلَاتِه التِي مَسّها القُنُوط .. وبِخُطى متَاثقِلَة أتجه نحو بَابِ الخرُوج ورَكِب سيَارتَه ورَجع لِلبيْتِ . فسَالتْهُ أمّهُ بِنظَرَاتِهَا ،، فَأخبرَها أنّه فِي غرْفة الإنعاش تحت الرعاية الخَاصَة فأنتابها البُكاء وردّدت بصَوتِ مخنُوق لَا تقُل أنّ إبْنِي عِصَام سيَمُوت.. أقترَب مِنهَا وشَدّ على يديْها وقَال لَا تخَافِي سيَكون بِخيَر إطمئِنِّي..ورَدّدهَا بخوفِ سيَكُون بِخيَر.. نظَرت إليْه أمّه وعيْناهَا إمتلَأت بالعَبْرَة وقَالت مَالذِي جَرَى له ..!! قَال : لَا أعلم عَن تفَاصِيل الحَادِثَة .. .. ، ، أرتجَفَ جَسَدُهُ وكَأنّ صَاعِقَة أصَابتْهُ فدنَا منه المُمرِّض الذِي بِجانِبِه وأخذَ يُتابِع حرَكَاتُه وهو يُحرِّك سبَابَة أصبُعِه اليُمنَى ويقُول كلَام غيرَ مفهوم وبلسَان بطِيء الحرَكة ثُمّ غَاب عنِ الوَعْيِ فخرَج المُمرّض مُسْرِعًا متجِها لطبِيبِه المعَالِج فأخذ يفحصُ نبَضَات قلبِه ويرَى فِي عيْنيهِ .. وقَال مَازَال تحتَ تأثير المخدِّر سَيفِيق حوالِي سَاعة .. ، ، يَالِمتغَيّرَات الأيَام ويَالِسُلطَة الوسْواسِ الخنَّاسِ على النُفُوسِ، يُبْعِدُ ويُفرِّق والهَلَاك مِنهُ يَجُوس يَا الله ألطُف بِنَا ولَا تُسَلِّمْنَا لِمَنْ يُغيِّر القُلوب ويبعَث فِيهَا الشُرُور يارَب تعلَم أنِّي أتَخَذْته ولَدًا لأكسِب الأَجْرَ وأنجِيه من المكَارِه والظنُون يَارَب أرفَع عنه الضُرّ وأرْجع لبدَنِه العَافِيَة وردَّ له الحيَاة .. وأعِد لهُ الرُشْدَ والثَبَات فهُو ولَدُ طيِّب وخَيِّر.. ثُمّ أجْهشَتْ فِي البُكَاء وهِي مَاتزَال جالِسَة عَلَى سِجادةِ الصَلاة.. سمِعهَا إبْرَاهِيم ورَدَّد أمِين ..وأتخَذ مكَانًا بِجانِبِهَا والدمْعُ من عيْنيْهِ يفِيض .. قَالت له:لَا تخَف يَا بٌنَي سيَعُودُ لنَا أخُوكَ عِصَام قَالَ متَسَائِلًا ..متأكّدة أمّاه قبّلَتْ جبِينَه وقَالت : ثِق بالله فرحمَتُه وَاسِعَة .. فِي صباحِ البَاكِر أتجَهَا للمُسْتشْفَى مع الحِيرَة والخوْفِ و الشَوقِ لرُؤْيتِهِ لم يجدَاه فِي الغُرفة الذِي كَان فِيهَا، فتوجّهَا الَى الإسْتعلَامَات لِمعْرِفة مكَانه وجدَا المِصْعد مشْغُول فصَعِدَا الدُرْج بِخُطى سَرِيعة وهُما يبحثَانِ عن رَقَم غُرْفتِهِ فلم يستدلُّوا ويهتدُو لمكَانِه وبلَغ مِنهُما التعَب والخوْف وفِي غمْرَة البحْث وجَد إبْرَاهِيم غرفتَه فِي آخِر الرِوَاق.. ندَاها بصوتٍ عالِي وأتجهَت نحوَهُ مهرْوِلَة.. فدخلَا إليْهِ وعِندمَا رأتْهُ بمنظرِهِ الذِي يَبْعَث بالشَفقَة ردّدَت بقلبِ الأمّ الحَانِيَة إبْنِي كيْفَ أنتَ..؟ فأرتجَف قَلْبَهُ حِين سَمِعَ صَوتَهَا الذِي حرّكَ الأمَل فِي نفْسِه وأرتسَمت إبْتِسَامة على محيَاهُ نظَر إليْها ثُمّ أسْتطرَدَهُ الحزْن وطَأطَأ رأسَه حيَاءًا وتَلَعْثَم لِسَانَهُ عنِ الحدِيث وأغْروْرَقت عيْنَاه بالدُمُوعِ ونظَرَ اليْهَا نظْرَة التشَفُّع يُطَالِب بالصُفْحِ والتَوبَة النَصُوح مِن الخطِيئَة التِي لوّثَت حَبْل الوِدّ الذِي بيْنهُمَا وفِي غمْرَةِ هواجِسِه راَى رِدَاءًا أبْيَض يَبْسُطُ النُورَ ويُعِيدُ الصَفَاءَ لِقلبِهِ .. . دَنَا مِنْهُ إبْراهِيم وقَال الحَمْدُلله عَلى سَلَامتِك يَارَجُل لم نذُق طَعمَ الرَاحة لمُصَابِك فقَال بِنبْرَةِ نَدَم : الحمدُلله على كلِّ حَال هَذَا إمتِحَان مِن الله ونَظَر إليْهَا بإنكِسَار وخُنُوعْ يَسْتجْدِي مِنْهَا الغُفْرَان .. فتيَقّنَت أنّ تَرْبِيتهَا ورِعَايَتهَا له لَمْ تذْهَب هبَاء... فأنفَلق الأمل مسْتَبْشِرًا بِـ أسَارِير الرِضَا ..لِـ يَحْضُنَ القُلُوب بِـ التوَادٍّ بِقَلَم الحَسْنَاء 2014/10/30 |
|
09-22-2022, 08:46 PM | #3 | |
|
رد: خطِيئَة ذَاتُ رِدَاءِ أبْيَض
يبدُوا أنّ قصتِي لم تُعجِب أحَد..!!!!!
|
|
ا
اقتباس:
|
10-03-2022, 09:25 PM | #4 |
|
رد: خطِيئَة ذَاتُ رِدَاءِ أبْيَض
بَل أعجَبتْنَا وأكثَر أيتهَا الحسنَاء
فقط كان إنْشِغال مِنِي وعدم تركِيز و يجِب أن يَكُون ردِي يلِيق بقصتِك وحرْفُكِ المُميّز لِي عودة تلِيق بهَذَا الودق المزهِر |
أطروحاتكم وردودكم الراقية تعكس ما مدى توازن فكركم و ثقافتكم. جملوا حضوركم بتفاعلكم الذي يترك أثار طيبة وينثر روائح زكية.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
خطِيئَة، ذَاتُ ،رِدَاءِ ،أبْيَض |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|
HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags