سَمَاءُ الأُنسِ تُمطِر حَرْفًا تُسْقِي أرْضَهَا كلِمة رَاقِيَة وبِـ قَافِيَة مَوزُونَة و نبْضُ حرْفِ يُفجِّرُ ينَابِيع الفِكْرِ سَلسَبِيلًا، كُن مَع الأُنِسِ تُظِلُّ بوارِفِ أبجدِيَتِهَا خُضْرَة ونُظْرَة وبُشْرَى لـ فنِّ الأدبِ و مَحَابِرَهُ. وأعزِف لحنًا وقَاسِم النَاي بِروحَانِيَة وسُمُوِ الشُعُور و أَرْسُم إبْدَاعًا بِـ أَلْوَانٍ شَتَّى تُحْيِ النَفْسَ بِـ شَهقَةِ الفَنِّ نُورًا وسًرُورَا كَلِمةُ الإِدَارَة







جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ صَرِيـر قَـلَم وَ حَرَفٌ يُعَانِـق الْوَرَق ~ | > رِيَأضُ رُفُوفِ الأُنْس

رِيَأضُ رُفُوفِ الأُنْس (كل ما يشمل من سيرة الادباء و أعمالهم الأدبية و الشعرية وتحميل وقراءة الروايات)

الإهداءات
منال نور الهدى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) منال نور الهدى : (حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ) منال نور الهدى : (اجْعَل لَنَا مِن لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَدُنكَ نَصِيراً) منال نور الهدى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) منال نور الهدى : (رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 08-11-2015, 01:17 PM   #1
سليلة الأبجدية



الصورة الرمزية عاشقة الأنس
عاشقة الأنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 07-22-2023 (09:39 AM)
 المشاركات : 4,471 [ + ]
 التقييم :  2789
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مي زيادة - فراشة في سماء الأدب



مي زيادة



أديبة وشاعرة متميزة ومثقفة، وصاحبة مكانة متميزة في الأوساط الأدبية والثقافية، اسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة، ولدت في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886م، لأب لبناني وأم فلسطينية، أتمت دراستها الثانوية في الناصرية، ثم انتقلت إلى لبنان حيث التحقت بمدرسة الراهبات في "عين طورة ".

عرفت مي بين الأدباء والصحافيين بثقافتها الواسعة وتألقها الأدبي والفكري، وصالونها الأدبي الذي كان يزخر بالعديد من الأدباء والمفكرين الذين يتبارون في عرض إنتاجهم الأدبي والثقافي مما كان له تأثير كبير في تنشيط الحركة الأدبية في ذلك الوقت.

هجرتها إلى مصر

هاجرت مي زيادة إلى مصر وبالتحديد إلى القاهرة عام 1907م مع والدها الذي أنشأ جريدة باسم "المحروسة" حيث قامت بكتابة المقالات الأدبية فيها، بالإضافة لقيامها بتدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية ومتابعتها لدراسة عدد من اللغات الأخرى مثل الألمانية والأسبانية والإيطالية.

سعت مي خلال فترة تواجدها بمصر إلي إتقان اللغة العربية وإجادة فن التعبير بها، كما أقبلت على دراسة الأدب العربي، والتاريخ الإسلامي والفلسفة بجامعة القاهرة، ومن خلال إطلاعها على الأدب الغربي قامت بترجمة بعض الأعمال الغربية إلى اللغة العربية.

اشتهرت مي زيادة بثقافتها الواسعة والتي كانت تعمل دائماً على زيادتها بالقراءة والدراسة وأطلعت على العديد من الكتب سواء العربية أو الغريبة ساعدها في ذلك إلمامها بالعديد من اللغات، تعرفت مي على العديد من الشخصيات سواء من الكتاب أو الصحفيين وعرفت كأديبة وباحثة وناقدة، كما كانت لديها قدرة رائعة على الخطابة.

اشتهرت مصر خلال هذه الفترة بصالوناتها الأدبية التي كانت تزخر بالعديد من الأدباء والمفكرين، وعرف صالون مي زيادة كواحد من أشهر الصالونات الأدبية في مصر وكان يعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع حيث كان ملتقي لعدد من الأدباء ورجال الفكر من أمثال أحمد لطفي السيد، ومصطفى صادق الرافعي، محجوب ثابت، عباس محمود العقاد، وهيكل، وطه حسين، وشبلي شميل وأنطون الجميل ومصطفى عبد الرازق وغيرهم الكثير .

مؤلفاتها


نشرت مي زيادة العديد من المقالات والكتابات في عدد كبير من الصحف والمجلات نذكر منها: المقطم ، الأهرام، الزهور، المحروسة، الهلال، المقتطف، وقدمت العديد من الأعمال الأدبية كان أولها ديوان شعر بعنوان " أزاهير حلم" والذي صدر باللغة الفرنسية، ثم صدر لها عدد من الروايات التي قامت بترجمتها من الفرنسية والإنجليزية والألمانية.

توالت بعد ذلك أعمالها الأدبية المميزة فصدر لها باحثة البادية، كلمات وإشارات، المساواة، غاية الحياة ، ظلمات وأشعة، بين الجزر والمد، الصحائف، سوانح فتاة – وهي مجموعة من الخواطر والآراء في الناس والحياة، ابتسامات ودموع.

مي وجبران

كان يوجد علاقة قوية بين مي وجبران خليل جبران امتدت لمدة طويلة من الزمن لم يلتقيا فيها أبداً وعلى الرغم من المسافات الشاسعة التي تفصل بينهما حيث كان يقيم جبران في نيويورك ومي بالقاهرة إلا أنه كان يوجد بينه وبينها الكثير من التفاهم والحب والصداقة، واستمرت المراسلات بينهم لمدة عشرين عاماً حتى وفاة جبران في نيويورك.

يعرف جبران بأنه كان أديباً وشاعراً ورساماً وقد جمع بينه وبين مي كتاب "بين الجزر والمد" مي كاتبة وجبران رساماً .

الفصل الأخير

مرت مي في نهاية حياتها بالعديد من المواقف البائسة منها صدمتها بوفاة والديها، ومن بعدهم وفاة جبران الأمر الذي أشعرها بالوحدة القاتلة بفقدان الأهل والصديق، وتفاقم الأمر بعد ذلك عندما أتهمها أقاربها بالجنون طمعاً في الاستيلاء على ثروتها حيث تم إيداعها في مستشفى للأمراض العقلية ببيروت إلى أن تدخل بعض أصدقاءها وقاموا بإخراجها منها وعادت مي إلى القاهرة مرة أخرى وتوفت بها، وكان لوفاتها أثر بالغ على العديد من الشعراء والأدباء اللذين شعروا بالحزن الشديد لفقدها.



استحوذت قصة حياة مي زيادة على العديد من الأدباء والمؤلفين الذين حاولوا من خلال كتبهم ومؤلفاتهم تناول حياتها وجميع الأحداث التي مرت بها أو تجميع لأعمالها المتفرقة.

نذكر من هذه الكتب:

" مي زيادة وأعلام عصرها" ترجمة وتحقيق الأديبة سلمى حفار الكزبري، " الشعلة الزرقاء رسائل جبران إلي مي زيادة" تأليف سهيل شروني وسلمى حفار الكزبري، "أحاديث عن مي زيادة وأسرار غير متداولة من حياتها " تأليف حسين عمر حمادة، وكتاب " مي زيادة " تأليف سميحة كريم وهو كتاب من سلسلة مشاهير الكتاب العرب للناشئة والشباب.

مقتطفات من أعمالها

هذا جزء من خواطر قامت مي زيادة بكتابتها في كتاب سوانح فتاة تحت عنوان "عام سعيد " ولقد رغبنا في تناوله للتعرف على أسلوب مي زيادة وفكرها الأدبي.

"عام سعيد"

كلمة يتبادلها الناس في هذه الأيام ولا يضنّون بها إلاّ على المتشح بأثواب الحداد, فإِذا ما قابلوه جمدت البسمة على شفاههم وصافحوه صامتين كأنما هم يحاولون طلاء وجوههم بلونٍ معنويٍّ قاتم كلون أثوابه.

ما أكثرها عادات تقيِّدنا في جميع الأحوال فتجعلنا من المهد إلى اللحد عبيدًا! نتمرّدُ عليها ثم ننفِّذ أحكامها مرغمين, ويصح لكل أن يطرح على نفسه هذا السؤال: (أتكون هذه الحياة (حياتي) حقيقة وأنا فيها خاضع لعادات واصطلاحات أسخر بها في خلوتي, ويمجُّها ذوقي, وينبذها منطقي, ثم أعود فأتمشى على نصوصها أمام البشر)?

يبتلى امرؤٌ بفقد عزيز فيعين لهُ الاصطلاح من أثوابه اللون والقماش والتفصيل والطول والعرض والأزرار فلا يتبرنط, ولا يتزيا, ولا ينتعل, ولا يتحرك, ولا يبكي إِلاّ بموجب مشيئة بيئته المسجلة في لوائح الحداد الوهمية, كأنما هو قاصر عن إِيجاد حداد خاص يظهر فيه - أو لا يظهر - حزنه الصادق المنبثق من أعماق فؤاده.

إِذا خرج المحزون من بيته فلا زيارات ولا نُزَه ولا هو يلتقي بغير الحزانى أمثاله. عليه أن يتحاشى كل مكان لا تخيِّم عليه رهبة الموت; المعابد والمدافن كعبة غدواته وروحاته يتأممها وعلى وجهه علامات اليأس والمرارة.

وأما في داخل منزله فلا استقبالات رسمية, ولا اجتماعات سرور, ولا أحاديث إِيناس. الأزهار تختفي حوله وخضرة النبات تذبل على شرفته, وآلات الطرب تفقد فجأة موهبة النطق الموسيقي; حتى البيانو أو الأرغن لا يجوز لمسه إِلاّ للدرس الجدي أو لتوقيع ألحان مدرسية وكنسية - على شريطة أن يكون الموقّّع وحده لا يحضر مجلسه هذا أحد. أما القرطاس فيمسى مخططًا طولاً وعرضًا بخطوط سوداء يجفل القلب لمرآها.

كانت هذه الاصطلاحات بالأمس على غير ما هي اليوم, وقد لا يبقى منها شيء بعد مرور أعوام, ولكن الناس يتبعونها الآن صاغرين لأن العادة أقوى الأقوياء وأظلم المستبدين.

إن المحزون أحق الناس بالتعزية والسلوى; لسمعهِ يجبُ أن تهمس الموسيقى بأعذب الألحان, وعليه أن يكثر من التنزه لا لينسى حزنه فالحزن مهذب لا مثيل له في نفسٍ تحسنُ استرشاده, وإِنما ليذكر أن في الحياة أمورًا أخرى غير الحزن والقنوط.

ألا رُبَّ قائلٍ يقول إن المحزون من طبعه لا يميل إِلي غير الألوان القاتمة والمظاهر الكئيبة, إِذن دعوه وشأنه! دعوه يلبس ما يشاء ويفعل ما يختار! دعوا النفس تحرّك جناحيها وتقول كلمتها! فللنفس معرفة باللائق والمناسب تفوق بنود اللائحة الاتفاقية حصافة وحكمةً.

بل أرى أن أخبار الأفراح التي يطنطن بها الناس كالنواقيس, ومظاهر الحداد التي ينشرونها كالأعلام, إنما هي بقايا همجية قديمة من نوع تلك العادة التي تقضي بحرق المرأة الهندية حيةً قرب جثة زوجها. وإِني لعلى يقينٍ من أنه سيجىءُ يومٌ فيه يصير الناس أتم أدبًا من أن يقلقوا الآفاق بطبول مواكب الأعراس والجنازات, وأسلم ذوقًا من أن يحدثوا الأرض وساكنيها أنه جرى لأحدهم ما يجري لعباد الله أجمعين من ولادةٍ وزواجٍ ووفاة.




وتمهيدًا لذلك اليوم الآتي أحيِّي الآن كلَّ متشّحٍ بالسواد; أما السعداء فلهم من نعيمهم ما يغنيهم عن السلامات والتحيات.

أحيِّي الذين يبكون بعيونهم, وأولئك الذين يبكون بقلوبهم: أحيِّي كلَّ حزين, وكل منفردٍ, وكل بائسٍ, وكل كئيب. أحيِّي كلاًّ منهم متمنية له عامًا مقبلاً أقلَّ حزنًا وأوفر هناء من العام المنصرم.

نعم, للحزين وحده يجب أن يقال: (عام سعيد)!


مي زيادة



أديبة وشاعرة متميزة ومثقفة، وصاحبة مكانة متميزة في الأوساط الأدبية والثقافية، اسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة، ولدت في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886م، لأب لبناني وأم فلسطينية، أتمت دراستها الثانوية في الناصرية، ثم انتقلت إلى لبنان حيث التحقت بمدرسة الراهبات في "عين طورة ".

عرفت مي بين الأدباء والصحافيين بثقافتها الواسعة وتألقها الأدبي والفكري، وصالونها الأدبي الذي كان يزخر بالعديد من الأدباء والمفكرين الذين يتبارون في عرض إنتاجهم الأدبي والثقافي مما كان له تأثير كبير في تنشيط الحركة الأدبية في ذلك الوقت.

هجرتها إلى مصر

هاجرت مي زيادة إلى مصر وبالتحديد إلى القاهرة عام 1907م مع والدها الذي أنشأ جريدة باسم "المحروسة" حيث قامت بكتابة المقالات الأدبية فيها، بالإضافة لقيامها بتدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية ومتابعتها لدراسة عدد من اللغات الأخرى مثل الألمانية والأسبانية والإيطالية.

سعت مي خلال فترة تواجدها بمصر إلي إتقان اللغة العربية وإجادة فن التعبير بها، كما أقبلت على دراسة الأدب العربي، والتاريخ الإسلامي والفلسفة بجامعة القاهرة، ومن خلال إطلاعها على الأدب الغربي قامت بترجمة بعض الأعمال الغربية إلى اللغة العربية.

اشتهرت مي زيادة بثقافتها الواسعة والتي كانت تعمل دائماً على زيادتها بالقراءة والدراسة وأطلعت على العديد من الكتب سواء العربية أو الغريبة ساعدها في ذلك إلمامها بالعديد من اللغات، تعرفت مي على العديد من الشخصيات سواء من الكتاب أو الصحفيين وعرفت كأديبة وباحثة وناقدة، كما كانت لديها قدرة رائعة على الخطابة.

اشتهرت مصر خلال هذه الفترة بصالوناتها الأدبية التي كانت تزخر بالعديد من الأدباء والمفكرين، وعرف صالون مي زيادة كواحد من أشهر الصالونات الأدبية في مصر وكان يعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع حيث كان ملتقي لعدد من الأدباء ورجال الفكر من أمثال أحمد لطفي السيد، ومصطفى صادق الرافعي، محجوب ثابت، عباس محمود العقاد، وهيكل، وطه حسين، وشبلي شميل وأنطون الجميل ومصطفى عبد الرازق وغيرهم الكثير .

مؤلفاتها


نشرت مي زيادة العديد من المقالات والكتابات في عدد كبير من الصحف والمجلات نذكر منها: المقطم ، الأهرام، الزهور، المحروسة، الهلال، المقتطف، وقدمت العديد من الأعمال الأدبية كان أولها ديوان شعر بعنوان " أزاهير حلم" والذي صدر باللغة الفرنسية، ثم صدر لها عدد من الروايات التي قامت بترجمتها من الفرنسية والإنجليزية والألمانية.

توالت بعد ذلك أعمالها الأدبية المميزة فصدر لها باحثة البادية، كلمات وإشارات، المساواة، غاية الحياة ، ظلمات وأشعة، بين الجزر والمد، الصحائف، سوانح فتاة – وهي مجموعة من الخواطر والآراء في الناس والحياة، ابتسامات ودموع.

مي وجبران

كان يوجد علاقة قوية بين مي وجبران خليل جبران امتدت لمدة طويلة من الزمن لم يلتقيا فيها أبداً وعلى الرغم من المسافات الشاسعة التي تفصل بينهما حيث كان يقيم جبران في نيويورك ومي بالقاهرة إلا أنه كان يوجد بينه وبينها الكثير من التفاهم والحب والصداقة، واستمرت المراسلات بينهم لمدة عشرين عاماً حتى وفاة جبران في نيويورك.

يعرف جبران بأنه كان أديباً وشاعراً ورساماً وقد جمع بينه وبين مي كتاب "بين الجزر والمد" مي كاتبة وجبران رساماً .

الفصل الأخير

مرت مي في نهاية حياتها بالعديد من المواقف البائسة منها صدمتها بوفاة والديها، ومن بعدهم وفاة جبران الأمر الذي أشعرها بالوحدة القاتلة بفقدان الأهل والصديق، وتفاقم الأمر بعد ذلك عندما أتهمها أقاربها بالجنون طمعاً في الاستيلاء على ثروتها حيث تم إيداعها في مستشفى للأمراض العقلية ببيروت إلى أن تدخل بعض أصدقاءها وقاموا بإخراجها منها وعادت مي إلى القاهرة مرة أخرى وتوفت بها، وكان لوفاتها أثر بالغ على العديد من الشعراء والأدباء اللذين شعروا بالحزن الشديد لفقدها.



استحوذت قصة حياة مي زيادة على العديد من الأدباء والمؤلفين الذين حاولوا من خلال كتبهم ومؤلفاتهم تناول حياتها وجميع الأحداث التي مرت بها أو تجميع لأعمالها المتفرقة.

نذكر من هذه الكتب:

" مي زيادة وأعلام عصرها" ترجمة وتحقيق الأديبة سلمى حفار الكزبري، " الشعلة الزرقاء رسائل جبران إلي مي زيادة" تأليف سهيل شروني وسلمى حفار الكزبري، "أحاديث عن مي زيادة وأسرار غير متداولة من حياتها " تأليف حسين عمر حمادة، وكتاب " مي زيادة " تأليف سميحة كريم وهو كتاب من سلسلة مشاهير الكتاب العرب للناشئة والشباب.

مقتطفات من أعمالها

هذا جزء من خواطر قامت مي زيادة بكتابتها في كتاب سوانح فتاة تحت عنوان "عام سعيد " ولقد رغبنا في تناوله للتعرف على أسلوب مي زيادة وفكرها الأدبي.

"عام سعيد"

كلمة يتبادلها الناس في هذه الأيام ولا يضنّون بها إلاّ على المتشح بأثواب الحداد, فإِذا ما قابلوه جمدت البسمة على شفاههم وصافحوه صامتين كأنما هم يحاولون طلاء وجوههم بلونٍ معنويٍّ قاتم كلون أثوابه.

ما أكثرها عادات تقيِّدنا في جميع الأحوال فتجعلنا من المهد إلى اللحد عبيدًا! نتمرّدُ عليها ثم ننفِّذ أحكامها مرغمين, ويصح لكل أن يطرح على نفسه هذا السؤال: (أتكون هذه الحياة (حياتي) حقيقة وأنا فيها خاضع لعادات واصطلاحات أسخر بها في خلوتي, ويمجُّها ذوقي, وينبذها منطقي, ثم أعود فأتمشى على نصوصها أمام البشر)?

يبتلى امرؤٌ بفقد عزيز فيعين لهُ الاصطلاح من أثوابه اللون والقماش والتفصيل والطول والعرض والأزرار فلا يتبرنط, ولا يتزيا, ولا ينتعل, ولا يتحرك, ولا يبكي إِلاّ بموجب مشيئة بيئته المسجلة في لوائح الحداد الوهمية, كأنما هو قاصر عن إِيجاد حداد خاص يظهر فيه - أو لا يظهر - حزنه الصادق المنبثق من أعماق فؤاده.

إِذا خرج المحزون من بيته فلا زيارات ولا نُزَه ولا هو يلتقي بغير الحزانى أمثاله. عليه أن يتحاشى كل مكان لا تخيِّم عليه رهبة الموت; المعابد والمدافن كعبة غدواته وروحاته يتأممها وعلى وجهه علامات اليأس والمرارة.

وأما في داخل منزله فلا استقبالات رسمية, ولا اجتماعات سرور, ولا أحاديث إِيناس. الأزهار تختفي حوله وخضرة النبات تذبل على شرفته, وآلات الطرب تفقد فجأة موهبة النطق الموسيقي; حتى البيانو أو الأرغن لا يجوز لمسه إِلاّ للدرس الجدي أو لتوقيع ألحان مدرسية وكنسية - على شريطة أن يكون الموقّّع وحده لا يحضر مجلسه هذا أحد. أما القرطاس فيمسى مخططًا طولاً وعرضًا بخطوط سوداء يجفل القلب لمرآها.

كانت هذه الاصطلاحات بالأمس على غير ما هي اليوم, وقد لا يبقى منها شيء بعد مرور أعوام, ولكن الناس يتبعونها الآن صاغرين لأن العادة أقوى الأقوياء وأظلم المستبدين.

إن المحزون أحق الناس بالتعزية والسلوى; لسمعهِ يجبُ أن تهمس الموسيقى بأعذب الألحان, وعليه أن يكثر من التنزه لا لينسى حزنه فالحزن مهذب لا مثيل له في نفسٍ تحسنُ استرشاده, وإِنما ليذكر أن في الحياة أمورًا أخرى غير الحزن والقنوط.

ألا رُبَّ قائلٍ يقول إن المحزون من طبعه لا يميل إِلي غير الألوان القاتمة والمظاهر الكئيبة, إِذن دعوه وشأنه! دعوه يلبس ما يشاء ويفعل ما يختار! دعوا النفس تحرّك جناحيها وتقول كلمتها! فللنفس معرفة باللائق والمناسب تفوق بنود اللائحة الاتفاقية حصافة وحكمةً.

بل أرى أن أخبار الأفراح التي يطنطن بها الناس كالنواقيس, ومظاهر الحداد التي ينشرونها كالأعلام, إنما هي بقايا همجية قديمة من نوع تلك العادة التي تقضي بحرق المرأة الهندية حيةً قرب جثة زوجها. وإِني لعلى يقينٍ من أنه سيجىءُ يومٌ فيه يصير الناس أتم أدبًا من أن يقلقوا الآفاق بطبول مواكب الأعراس والجنازات, وأسلم ذوقًا من أن يحدثوا الأرض وساكنيها أنه جرى لأحدهم ما يجري لعباد الله أجمعين من ولادةٍ وزواجٍ ووفاة.




وتمهيدًا لذلك اليوم الآتي أحيِّي الآن كلَّ متشّحٍ بالسواد; أما السعداء فلهم من نعيمهم ما يغنيهم عن السلامات والتحيات.

أحيِّي الذين يبكون بعيونهم, وأولئك الذين يبكون بقلوبهم: أحيِّي كلَّ حزين, وكل منفردٍ, وكل بائسٍ, وكل كئيب. أحيِّي كلاًّ منهم متمنية له عامًا مقبلاً أقلَّ حزنًا وأوفر هناء من العام المنصرم.

نعم, للحزين وحده يجب أن يقال: (عام سعيد)!


 
 توقيع : عاشقة الأنس


كل الشكر للأستاذة المصممة البارعة سوالف احساس على التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 08-22-2015, 12:37 PM   #2



الصورة الرمزية آفراح
آفراح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : اليوم (05:04 PM)
 المشاركات : 15,170 [ + ]
 التقييم :  1818
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اديبة رائعة برغم اعمالها القليلة
شكرا عاشقة على الطرح المفيد
تحية


 

رد مع اقتباس
قديم 08-30-2015, 11:58 AM   #3
سليلة الأبجدية



الصورة الرمزية عاشقة الأنس
عاشقة الأنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 07-22-2023 (09:39 AM)
 المشاركات : 4,471 [ + ]
 التقييم :  2789
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آفراح مشاهدة المشاركة
اديبة رائعة برغم اعمالها القليلة
شكرا عاشقة على الطرح المفيد
تحية
امتناني لحضورك الزاهر الجميلة أفراح
ودي


 
 توقيع : عاشقة الأنس


كل الشكر للأستاذة المصممة البارعة سوالف احساس على التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 09-12-2015, 12:47 AM   #4


الصورة الرمزية وجدان
وجدان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 368
 تاريخ التسجيل :  Feb 2014
 أخر زيارة : 12-14-2020 (09:51 PM)
 المشاركات : 2,219 [ + ]
 التقييم :  158
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



تعريف جنيل للاديبة


 

رد مع اقتباس
قديم 12-18-2015, 03:46 PM   #5
سليلة الأبجدية



الصورة الرمزية عاشقة الأنس
عاشقة الأنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 07-22-2023 (09:39 AM)
 المشاركات : 4,471 [ + ]
 التقييم :  2789
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجدان مشاهدة المشاركة
تعريف جنيل للاديبة
الأجمل حضورك وجدان
ودي


 
 توقيع : عاشقة الأنس


كل الشكر للأستاذة المصممة البارعة سوالف احساس على التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 )
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لوكنت زجاجة عطر على من تنثري عطرك احلام رياض ملتقى المرح 87 03-26-2019 05:52 PM
السودان عراقة و تاريخ و سياحة السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 0 07-15-2018 04:35 PM
اليابان عشق لا ينتهي مع فراشة أبوظبي، ربيع 2015 السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 21 10-30-2017 03:41 PM
طرق زيادة الدخل الشهري منال نور الهدى رياض تطوير الذات وتنمية المهارات 1 08-22-2015 12:27 PM
سورة الحجرات من الآية 9 إلى الآية سجى رِيَاضُ الإعْجَازُ القُرْآنــي 9 05-03-2013 07:27 PM

HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags

أقسام المنتدى

|~ هدي الرحمن لتلاوآت بنبضآت الإيمان ~| @ رياض روحآنيآت إيمانية @ رياض نسائم عطر النبوة @ رياض الصوتيات والمرئيات الإسلامية @ |~ قناديل الفكر بالحجة والبيآن ~| @ ريـــــــآض فلسفــة الفكـــر و الــــــرأي @ ريــــآض الـــدرر المـنـثـــــورة .. "للمنقول" @ رياض هطول الاحبة @ رياض التهآني و الإهدآءآت @ |~ صرير قلم وحرف يعانق الورق ~ | @ رياض منارة الحرف وعزف الوجدان "يمنع المنقول" @ رياض القصيدة و الشعر "يمنع المنقول" @ رياض القصة و الرواية المنقولة @ رياض صومعة الفكر واعتكاف الحرف @ رياض رشفة حرف @ |~ لباس من زبرجد وأرآئك وألوان تعانق النجوم~| @ رياض حور العين @ رياض آدم الانيق @ رياض الديكور و الاثاث @ رياض المستجدات الرياضية @ رياض ابن بطوطة لسياحة والسفر @ |~ فن يشعل فتيل الإبداع بفتنة تسحر ألباب الفنون ~| @ رياض ريشة مصمم @ رياض الصور المضيئة @ رياض الصور المنقولة @ |~ أفاق التكنولوجيا والمعلومآت الرقمية ~| @ رياض البرامج و الكمبيوتر @ رياض المنسجريات @ رياض الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية @ |~ دستور الهيئة الإدارية ~| @ رياض مجلس الادارة @ رياض المشرفين و المراقبين @ رياض الشكاوي والاقتراحات @ رياض الارشيف @ نــــور الأنــس @ ذائقة الشعر و القصائد المنقولة @ "ذائقة الخواطر والنثريات المنقولة" @ رياض رفوف الأنس @ رياض صدى المجتمع @ ريآض الآحاديث النبوية @ رياض الاعجاز القرآني @ ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين @ ريآض الطفولة والأسرة @ ريآض أروقــــــة الأنــــــــس @ رياض ملتقى المرح @ رياض نفحات رمضان @ ريآض شهِية طيبة @ ريآض فعآلية رمضآن المبآرك @ ريآض الفوتوشوب @ ريآض القرآرآت الإدآرية العآمة @ ريآض برنآمج كرسي الإعترآف @ ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية @ ريآض التاريخ العربي والعالمي @ ريآض إبن سينآ لطب والصيدلة @ |~ وشوشة على ضفآف شهد التحلية ~| @ ريآض مجآلس على ضوء القمر @ ريآض YouTube الأعضآء " لأعمآلهم الخآصة والحصرية " @ ريآض YouTube العآم @ ريآض فكّر وأكسب معلومة جديدة @ ] البصمـــة الأولــــى [ @ رياض Facebook "فيسبوك" @ ريآض المؤآزرة والموآسآة @ رياض تطوير الذات وتنمية المهارات @ رياض فضاء المعرفة @ رياض Twitter "تويتر‏" @ رياض شبكة الأنترنت @ رياض المحادثات @ رياض سويش ماكس @ رياض الأنبياء والرسل @ رياض Google @ رياض الإدارة والمراقبين العامين @ قسم خاص بالشروحات برامج التصميم بكافة أنواعه @ رياض لأعمال المصمم المبدع "ابوفهد" @ ابداع قلم للقصة والرواية (يمنــــــع المنقــــــول) @ أرشيف فعاليات رمضان ( للمشاهدة) @ رياض خاص بأعمال المصممة الرائعة ذات الأنامل الماسية "سوالف احساس" @ |~ بانوراما للإبداع الفتوغرافي ~| @ رياض خاص بأعمال المصممة المبدعة ذات الأنامل الذهبية "سهاري ديزاين" @ |~ واحة غناءة تغازل الأطياف وتتماوج بسحر الألوان ~| @ رياض خاص بالصحفي المتألق محمد العتابي @ رياض عقد اللؤلؤ المنثور "يمنع المنقـــول" @ رياض لتعليم الفتوشوب من الألف الى الياء @


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2012 vBulletin ,
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.