المقالة الأولى لصحفي محمد العتابي

آية السياسيين ثلاث
محمد كريم العتابي
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (آية المنافق ثلاث) اذا حدثَ كذب وأذا وعدَ اخلف وأذا أئتمن خان..
صدق رسول الله..هذا كلام ليس انا قائله انما قاله اشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم..
قاله وهو اعلم بمعانيه ونتائجه ،فكلام رسول الله يصلح لكل زمانٍ ومكان، سياسيينا ومسئولينا
هم اول من يحمل هذه الصفات المنبوذة في ديننا الاسلامي، فقبل الانتخابات حدثونا من انهم جاءوا
كي يخدموا العراق وشعب العراق ،جاءوا بشتى انواع العمائم وبجميع الالوان وبمختلف الالقاب
والمناصب ،لم نعرف من قبل اصلهم او فصلهم او حتى جنسياتهم،حدثونا عن الديموقراطية والحرية
التي كانتا معدومتان عندنا في عهد الطاغية ،جائتنا مسلفنة ومفصلة وعلى مقاييسنا الجسدية والعقلية،
استبشرنا خيراً وقلنا هؤلاء رجال صادقون ولكن وبعد مرور اياماً معدودات من الزمن توضحت اكاذيبهم
وتبينوا على حقيقتهم انهم كذابون وبامتياز، الآية الثانية لنفاقهم هي وعودهم الكاذبة من ان العراق سيصبح
بلداً متقدماً وسيتم انشاء الكثير من المشاريع واعادة البنية التحتية التي دمرتها الحرب عند دخول الامريكان للعراق ،
وعدونا بتذليل الصعاب وزيادة مفردات الحصة التموينية وهي المتنفس الوحيد للعراقيين ،وستوزع اكثر من اربعين
مادة من المواد الغذائية والخدمية وايضاً توزيع واردات النفط وبالدولار ،سيتم بناء بيت على الطراز الاوروبي
لكل مواطن حتى اني قلت لافراد اسرتي مازحاً سيكون عندنا ستة بيوت لان عدد افراد عائلتي ستة افراد ،كنت اصدق
الوعود التي وعدونا بها ولم اعرف انهم كذابون منافقون وعديمي الوفاء ، لم ارَ او اسمع من ان سياسياً واحداً
بعد الانتخابات وبعد توزيع المناصب الحكومية بينهم نزل للشارع ووفى بوعده وزار ناخبيه الذين جازفوا بحياتهم
وتحملوا المشقات رغم المخاطر آنذاك، لم يحصل اي تغيير نحو الافضل فالبناء والعمران توقف آلاف المشاريع
الغيت وتوقفت بحجة الوضع الامني تقاسموا الاموال المخصصة للبناء تهدمت الكثير من المدارس ودور العلم ،
تفشت الامراض نتيجة انعدام الدواء والغذاء الصالح ،كثرت البطالة في بلد يعد الاغنى والاكثر انتاجاً للنفط
ومشتقاته،واخيراً ائتمناهم على اموالنا وعلى ثرواتنا ، لكنهم خانوا الامانة سرقوا اموالنا من حصة نفطنا
اتخموا كروشهم قبل جيوبهم خصصوا لهم رواتب خيالية لا بالاحلام ولا بالافلام الهندية، رواتبهم تعدت عشرات الملايين
رغم اننا لم نرَ منهم اي جهد او اي انجاز يذكر لصالح الشعب ، ركبوا السيارات الحديثة وسكنوا قصوراً لم يكن
حتى يحلموا بها ،لم يؤدوا الامانة للشعب المظلوم ،اموالهم سحتاً حرام في بطونهم، سيلعنهم الله والتأريخ
والشعب ،وسيحاكمهم الهاً عادلاً جباراً لا يخفى عليه خافية..









.