بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
فقالت لها مريم
ــ اختي سناء هل تسمحين لي بعناقك وتقبيلك
هنا ولاول مرة أرى سناء تذرف دموع
ــ نعم حبيبتي مريم ...نعم ولِما لا ...
فقفزت واقفة وعانقت مريم لدقائق
فقلت انهاء لهذا المشهد المؤثر
ــ هذه مريم الجديدة الطيبة الحنونة ياسناء
فهل تقبليها ....؟
قالت سناء وهي تبتسم بفرح وتنظر لمريم
ــ وكيف لا أقبلها ، فقد قبلتها من قبل وقبلت أفكارها وأزعاجاتها
فكيف لا أقبلها الان ....؟
الحمد الله الذي تتم به الطيبات ....
فقالت ليلى
ــ لقد أتت لنا مريم بمرطبات
ــ بارك الله فيها وعليها واكرمها الله بما هو أهل لها ولآل بيتها
ردّت مريم قائلة
الله يبارك فيك يافقيهة زمانك
وأنطلقت ضاحكة .....
فضحكنا كلنا حتى سناء .....
وأردفت مروى قائلة
ــ هل علمتم أن ماجدة ستشترك في المعرض .فقد أخبرتني مريم بذلك...؟
فقالت سناء
ــ نعم فقد أخبرتنا ماجدة الأن ،ونحن نشجعها ونشد على يدها
وقد أوضحت لها كل مفاصل وطريقة الأشتراك فما عليها
الا ان تجتهد وتنسق قصتها وتُرسلها للجنة اختيار النصوص
وتنتظر الرد منهم ....
ــ تمام وعليه لا نريد أن نُعطلها فهل خرجتي ماجدة من هناء
أن لم يكن لك مُحاضرات اخرى وتذهبي لبيتكم لتشتغلي
ــ حاضر أختى مريم
سأذهب ...ولو اني لازلت مُرتبكة في كيفية مُشاركتي
ولكن سأبذل جهدي لأصل الى ما أريد ....
وقبل أن أغادر بادرتني ليلى بسؤال
ــ ماجدة ماهي أخبار صاحب الحديقة ....؟
ــ اخباره جيدة ولا بأس به ....
فقالت ( سناء )
ــ ياماجدة الم يأن الأوان لتتركي هذه الأمور ....؟
ــ كما قلت لك اختى سناء ، آن الأوان لترك كل شيء وستعلمين
من تكون أختك ماجدة .....
والان استاذنكم وأراكم غدا أو بعد غد
ــ أحذري فموعد قبول النصوص
هو يوم الغد وسيكون اخر يوم ...
إن شاء الله ....مريم
وغادت وتركت مريم وسناء وليلى .ومروى...
وانا في طريقي للبيت بدأت أفكر في كيفية تنسيق قصتي
حتى وصلت لرأي هو ان أكتبها على قُرص مُدمج
ونقلها من المذكرة المكتوبة بخط اليد ...
وإثناء ذلك يمكن تصحيح وتعديل كل شيء أريده
بالأضافة لدعمها ببعض الدراسات والبحوث حول الفكر الماسوني
حتى تكون ذات مصداقية للكل ....
وبالطبيعي ساغير الأسماء الى اسماء مٌستعارة
الا أسماء من خربوا البلاد وعقول العباد ، فسأترك أسماءهم علناً
وحتى اماكن تواجدهم علناً ....
والله المُستعان ....
وبعد وصولي للبيت ونزولي من الحافلة
التى لم أشعر حتى في هل كانت فارغة أم مملؤة بالركاب
من فرط انشغالي وتفكيري بالذي سأفعله ....
ــ السلام عليكم ماما
ــ وعليكم السلام بُنيتي
ــ اريد ان اجلس في حجرتي فلديّ كتابات كثيرة
ولكن ياماجدة مشروعك لم يحين وقته بعد ..أليس كذلك
ــ نعم ماما ولكن هناك من البحوث التى اريد أن انسقها
وربما سأشترك بها في المعرض الخاص بالجامعة...
ــ ربنا يوفقك ويكرمك
ــ بارك الله فيك ماما
بعد أن سلّمت على ماما إستأذنت منها
الى حجرتي وأبلغتها بأهمية أنشغالي في كتابة بحث
للمشاركة به في الجامعة ....
فغادرت الى حجرتي .....
وأخذت في طريقي للحجرة من أمي بعض قطع الخُبز المُحص
مع كوب من الشاي ....لأستعين بهم على ما سأفعل ....
وضعت اوراقي وحقيبتي فوق السرير
وجلست على كرسي مكتبي المتواجد فيه ( جهاز الحاسوب خاصتي )
وفتحته وأنشات ملف جديد ...
وبدأت في نقل ماكتبته في المذكرة بخط يدي ، الى الحاسوب
فأستمررت في الكتابة ، وبين الحين والحين
أتوقف قليلاً لأتمعن في بعض الحوارات التى مرّت من امامي
وبالتحديد التى كانت بيني وبين ( مفيد ) في الأيام الأولى
من لقائي به في الحديقة ....وكيف رجعت من أول لقاء
مُثقلة بالأحلام والأحباطات ،
ومُمسكة بالمُغلف الذي فيه ( تمثاله )
وكيف منّيت النفس ، في كيفية الأتصال به
إثناء وجود رقم هاتفه في نتؤات التمثال ....
وكيف التقيت به ، وزادياد خفقان قلبي ....
وكيف ناقشت ( الأستاذ شكري )
وما رأيته في نادي الروتاري من شخصيات ...
وحتى الممارسات والمشاكل الخاصة بمجتمعنا
سوى في البيوت أو في الشارع وحتى في الحافلة
كل ذلك قرأته وكتبته ، مع التوقف قليلاً لأسترجع تلك اللحظات...
فأستمر الحال حتى العصر .....
فشعرت بالتعب ، فتركت الكتابة وقلت في خاطري
سأستريح قليلا وبعدها اُكمل ، فلا بد أن أنهي هذا الأمر
الليلة حتى أخذ ( القُرص المُدمج ) للجنة غداً
وقبلها سأنشر القصة في موقع اللجنة في المعرض ....
فنزلت الى المطبخ فتناولت بعض ما تم أعداده للغذاء
وملئت كوب الشاي مرة اخرى وصعدت لحجرتي
لأكمل مابدأته ....
ــ السلام عليكم ماجدة
ــ وعليكم السلام جيهان ، كيف حالك وحال الدراسة
الحمد الله ...لا أريد أن أُعطلك على الكتابة في بحثك
ولكن أردت أن أطمأن عليك ، فقد قالت لي ماما
انك مشغولة بكتابة بحث تحتاجينه للجامعة ...
ــ نعم هو كذلك وها أنا أرتحت قليلاً وسأبدأ في أستكماله
بارك الله فيك ياطيبة ....
ــ اي خدمة تحتاجينها مني لآتي بها اليك ....؟
ــ لا شكراً تسلمي وبارك الله فيك ....
وخرجت جيهان ، وأغلقت الباب ورجعت لمكتبي
وبدأت في أستكمال كتابة ونقل مذكراتي ....
وقد عدّلت فيها قليلاً ...لتُصبح كالقصة أو الرواية
ووضعت فيها البحث الذي كنت قد أعددته بخصوص التنظيم
الماسوني في قالب درامي قصصي .....
وأستمر الحال الى منتصف الليل
وكانت ماما تأتي لي في فترات متفاوته بالشاي وبعض الأكل الخفيف
الى أن أنهيت نقلها وكتابتها في ( الحاسوب الخاص بي )
وتمت مراجعتها جيداً لغوياً ، وبالطبيعي غيرت فيها الأسماء
وعند وقوفي على أسم ( مفيد )
أو والده أو والد سناء أو والد مريم
أستبدلت أسماءهم بأسماء اخرى .....
الا أسم الدكتور ( شكري ) فقد تركته كما هو ليتم فضحه
وحتى أسم المدرسة التى كان يُدرس فيها ....
أما أسم ( مفيد ) ففكرت كثيراً في هل اترك أسمه كما هو
ام أغيره ....
وهنا تكلم قلبي فقال لي ...
لاتكتبي أسمه ، فقد تغير الرجل ولا داعي للتشهير به
ولكن شخصيته وتواجده في القصة بأسم أخر ...لايضر السياق العام...
فهو الشخصية المهمة التى تدور الأحداث حولها ...
فقررت ان أسميه في القصة بأسم ( حازم )
وإسمي أنا ( سهير ) وأسم مريم ( رحاب )
وأسم سناء ( زهرة ) وأسم ليلى ( منيرة )
وإسم مروى ( دلال )
أما باقي الأسماء فتركتهم كما هم ...
وبعد ان انهيت كل خطوطها ، وقفت في مشكلة
تسمية القصة او الرواية ، فلا بد أن يكون لها أسم
يشمل كل مافي القصة من أحداث ومن رسائل والنتيجة النهائية
فأخترت أسماء كثيرة ، ولكن قد أحترت في التسمية
فما كان مني الا أن قررت أن أسمي قصتي بأسم
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
وعندما كتبت الأسم وعنونته كعنوان للقصة
قلت وبصوت شبه عالي
نعم هو هذا الأسم الدال على ما أريد قوله والأفصاح به في القصة
نعم الرجوع من الذهاب ...بعيداً
وبعد ان انهيت كل شيء ، فتحت الموقع الخاص للجنة المعارض
في الجامعة ، فوجدت بيانات الخاصة بالمشتركين
من أسم والسنة والفصل الدراسي وأسم المشاركة
فكتبت أسمي والفصل الدارسي والقسم وأسم الرواية
وارسلتها للجنة ....
وكما أخبروني البنات أن هناك معلومات مهمة
خاصة بالمشتركين في المعرض
من ضمنها أن أي مشاركة سيطلع عليها أعضاء اللجنة
ومن ثم حتى الطلبة وكل من يدخل لموقع المعرض
ليعطوا رأيهم ويتم التصويت عليها من القُراء
بالأضافة للراي الخاص من لجنة القبول.....
وهذه الطريقة هي لتبرئة اللجنة إن قالت أن المشاركة
لايستحق صاحبها الأشتراك بها ،
فربما تكون المشاركة ممتازة وخوفاً من ظُلم اللجنة للمشارك
فجلعوا المشاركة مُتاحة للكل للأطلاع عليها
وإبداء رأيهم فيها ، حتى يعلم الجميع في هل هي تستحق
او لا ......
وهنا تنفست الصُعداء ...وقلت
الحمد الله الذي تتم به الطيبات ...فالكرة الأن في ملعب اللجنة
فإن وافقوا عليها ، فساعلم بهذا الامر قبل
إفتتاح المعرض ، وهذا يجعل مني أنتظر بقلق للنتيجة
نسخت القصة في ( قرص مُدمج ) ووضعته في حقيبتي
فنظرت للساعة ، فوجدتها تشير للثانية والنصف صباحاً
فسحبت جثتي للسرير وهمست للمخدة ، بان تتلطف بي
فأني أحتاج للراحة والنوم العميق ....
حتى اجدد نشاطي غداً إن شاء الله ....
وفي حوالي الساعة التاسعة صباحاً
نهضت من نومي مُتثاقلة وكأني لم أنم لأسبوع كامل
ونزلت فتناولت فطاري ، وحزمت امتعتي وخرجت
للجامعة لتسليمهم ( القرص ) ....
فتجاوزت كل ما أمر به في رحلتي الصباحية
من زِحام ومضايقات في الحافلة
حتى وصلت لنطاق الجامعة ، فأتجهت مباشرة
لقاعة الأحتفالات المُخصصة للمهرجانات والمعارض
وكل الفعاليات الثقافية في البلاد
فوجدت مُلصقات خاصة بموعد بدء إفتتاح معرض الكتاب
السنوي ....فعرفت حينها وتأكدت أن الموعد سيكون بعد أيام
اي بالتحديد ثلاثة أيام اخرى ...
فسألت احد الأعضاء المنظمين للمعرض
ــ السلام عليكم اخي
ــ وعليكم السلام
ــ هل تدلني أين يقع مكتب إستلام المشاركات الخاصة بالمعرض
ــ نعم ...في آخر الرواق الممتد امامك مُباشرة
ستجدين احد أفراد لجنة التنظيم ، وهو المُكلف بأستلام
المشاركات وتنظيمها وأخذ بيانات إضافية للمشارك
ــ شكراً أخي بارك الله فيك
وأنطلقت مُسرعة للمكان الذي دلّني عليه
فقرعت الباب ، بالرغم من انه كان مفتوح
ــ السلام عليكم اخي الفاضل
ــ وعليكم السلام ...تفضلي اختي الكريمة
ــ أنا اريد أن اقدم مُشاركتي في المعرض
ــ في أي صِنف من أصناف المٌشاركين
ثقافية أو علمية او عامة أو نشر كتاب أو ماذا
ــ أنا مُشاركة تحت بند مُشاركات الطلبة الثقافية من قصة
ــ نعم ....انت من فئة القصص
ــ هل أحضرتي ( قرص مُدمج ) لمشاركتك ....؟
ولكن قبل ذلك ماهو أسمك ، فربما تكون قصتك قد تم
إستقبالها من خلال موقع اللجنة
ــ نعم فقد وضعتها في موقع اللجنة ليلة امس
...اسمي هو ماجدة عبد السلام
ــ انتظري لحظة من فضلك
فكتب أسمي على جهازه المُقابل له ، وبدأ يتفحص محتويات
الصفحة والمُشاركات ....
ــ نعم أنت ماجدة عبد السلام صاحبة رواية
الرجوع.....
فقبل أن يُكملها قلت له بلهفة وفرح
ــ من الذهاب بعيداً ....
فنظر لي نظرة وسألني
ــ هل أنت بالفعل صاحبة القصة أو تم نقلها أو هي لكاتب أخر
فقلت له وقد تشنجت قليلاً
ــ لماذا تسأل.....؟ هي لي وانا كتبتها
فإن لم تعجبك فألغي تواجدها وأمحوا أثرها ....
حرّك قلم كان أمامه وقال
ــ أنا اعتذر يا أنسة لم أقصد تكذيبك ولكن لأني وجدت هنا ملاحظات
عليها ....فأردت ان أتأكد
ــ تتاكد من ماذا ....؟
ــ أتأكد أنك صاحبتها وليس مُرسلة من قِبل شخص اخر
ــ حسناً للتأكد هذه بطاقة تعريف الجامعة خاصتي وفيها أسمي
بالكامل ...ويمكنك مقارنته بالأسم الموجود في المشاركة
بالأضافة الى أني قد ملئت النموذج المُخصص للمشاركين
ــ نعم ..نعم....انا أسف
ــ على كل حال حصل خير ...ولكن قلى من فضلك
ماهي الملاحظات التى وجدتها فيها
ــ الحقيقة ليست ملاحظات بل تنبيه
.................................
اخوتنا الكرام الطيبين
بعد أن سهرت ( ماجدة ) لأستكمال تنسيق قصتها
ونقلها من مذكراتها لتصبح قصة
فأتت
للجامعة لتسليم المشاركة للجنة
فما الذي سيحدث هناك من اخبار
تقلق ماجدة....
هذا ماسيتم معرفته في الجزء التاسع والعشرون
من
الرجوع من الذهاب ...بعديداً
تقديري وامتناني لكل المتابعين لهذه الرواية
والتى اوشكت فصولها على الانتهاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها