المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيل مدرار الرجوع من الذهاب ..... بعيداً (الجزء 1 ،2 ، .....31)


اندبها
09-24-2017, 12:21 AM
http://www.riyadelounss.com/vb/uploaded/1_nnnn.gif











http://wahjj.com/vb/imgcache/13142.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13143.imgcache.png (http://www.qqq4.com/)
أقدم لكم أولى نتاجاتي وقد سبق وان نشرتها
...في مجال كتابة القصة
وفي أعتقادي بأن أي قصة لابد وحتماً ان تكون ذات رسالة
وليس مجرد مُتعة فارغة ، تنتهي فصولها دون الخروج
منها بنتيجة ، أو هدف ، او إصلاح ..
فكل كاتب ( وأنا في الحقيقة لا أضع نفسي في موضع الكُتّاب )
له أسلوبه في توصيل رسائله ...
فمنهم من يبتغي المُتعة على حساب التوافق الأدبي
فيكتب بالفاظ نابية سطيحة يدغدغ بها مشاعر وأحاسيس القارئ
لتغذيته بأفكار تزيد من هوة إفساد الثقافة العربية
وتؤكد أفكار وثوابت خارجية لاتمت للمجتمع العربي بصِلة
فنراه يحبب القارئ للممارسات والسلوكيات الغربية
ومنهم من يحترم نفسه ، ويحترم البيئة العربية والمجتمع العربي
المسلم ، فيعطيه كل مايلزم من مُتعة نظيفة ، غير مُبتذلة أو خيالية
بل واقعية تمس الحياة الخاصة والعامة للمجتمع بتفاصيلها...
ويُرسل رسائل بطريقة ممتعة سهلة غير مُعقدة ...
تهدف للتنبيه والتحذير والأصلاح بطريقة سلسة حوارية ممتعة
وهناك من يكتب ويستغل التهافت على الرومانسيات والعواطف
ويدغدغ مشاعر القُراء بقصص ليس لها هدف ، سوى إفساد
الذوق العام ، ....وأحياء الشهوات.....
والحقيقة أخيكم اندبها يضن أنه من النوع الذي
يحب المُتعة النظيفة الهادفة الغير خيالية والتى تحمل رسائل
إصلاحية للمجتمع بطريقة فيها الحبكة الدرامية ، والعوطف الطبيعية
الغير مُصطنعة ، والمليئة بالحلول والاهداف والرسائل البسيطة
التى تهم كل مواطن عربي مسلم ،
فأخترت أن تكون اولي نتاجاتي القصصية من واقع أُمتنا
العربية ومن مجتمعاتنا ومانعانية من انتكاسات ثقافية
وهجمات من كل حدب وصوب ، فصورت بيت عربي مسلم
بسيط فيه من التناقضات المعروفة
ومن ناحية اخرى جعلت الأشخاص في القصة ممن توجهاتهم
الثقافية طيبة وعالية ، في اكثر المواقع إدراكاً للثقافة ومنابع العلم
مثل الجامعات ....
وهذه القصة هي محاولة لأيضاح مانعانية في مجتمعاتنا
من مشاكل اختلطت بمآسينا اليومية ،
فكنت اعتقد انها ستكون قصة قصيرة نلهوا بقراءتها
ولكن اتضح لي بعد ان كتبت الفصل الأول منها ، أنها ستكون
امانة ، والامانة لابد وأن تكون كاملة مُفصلة
فوضعت فيها كل ما أعرفه وكل ما أشعر به تجاه ديننا ووطننا
وبيئتنا العربية المسلمة ....
في قالب درامي حواري مترابط بشخوصه ....
وستكون على اجزاء متسلسلة حتى يسهل متابعة فصولها
والأستمتاع بما فيها ....
وقد أخترت لها عنوان
الرجوع من الذهاب بعيداً

http://wahjj.com/vb/imgcache/13144.imgcache.png (http://www.qqq4.com/)

فاتمنى لكم قضاء وقت مُمتع مليء بالأفادة والأستفادة
والمُتعة الأدبية النظيفة الترفيهية .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ....اندبها

اندبها
09-24-2017, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13145.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13146.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)

تحطم قلبي على مشارف حديقة
في الوقت نفسه ، لملم جزيئاته وأشتد عوده
في صورة من صور قلب فتح
أبوابه لأول غازي فطمع في الأمل
كي يشعر الأخرين به ويعلموا
أن هذا القلب يحمل الحُب لمن يقدّر قيمته
فكان اللقاء في حديقة قريبة من بيتنا
فكانت هي دائماً الملجأ لي للتنفس والترويح عن نفسي
وأحياناً لألتقي بأحد زميلاتي في الجامعة التى تسكن قريباً منها
وأحيانا نتمشى فيها أنا واخواتي وأمي معنا
فجلست في أحدى زواياها البعيدة نسبياً عن منتصفها
ورحت مع خيالاتي وشرودي وفكري المشوش
والمليء بمتطلبات فتاة تريد أن تجرب الأختلاط
بالرغم من تواجد الجنس الاخر وبكثرة في الجامعة
إلا أنها تريد أن تكون أولى تجاربها خارج نطاق الجامعة
ففترة تواجدها في الجامعة أصبحت على وشك الأنتهاء
فلم يبقى لها الا فصلين فقط ...
ثم تأتي فترة التخرج ودخولها لسوق العمل ...
فخروجي اليوم يأتي ربما لإيجاد منفذ لمصاريع قلبي لتنفتح لأحد
فكانت الحديقة جميلة وكأني أراها لأول مرة ...
متناسقة لايوجد عيب فيها سوى
الطرف المقابل الذي أطمع أن يشاركني أحساسي
وشعوري تجاه نباتات هذه الحديقة
التى أتيت اليها هذا اليوم لكى أُفرغ شحنة
إمتلأ قلبي بها بعد أن قلّبت قنوات التلفاز الوحيد
المركون خِلسة في أحد زوايا بيتنا والذي شهِدت
صراعات على من يمتلك جهاز التحكم عن بُعد
مع أخواتي اللاتي يتصارعن من تأخذ
دورها لمشاهدة الحلقات الرومانسية الأتية من الهند
ألمليئة بخيالات ووجوه كالحة مليئة بالأصباغ لتُخفي
سواد بُشرتهم وتجعلها مُشابهه ومُنافسة للوجود التركية
أو المكسيكية .... ليتعلمن الحُب على أصوله
والخيانة بحذافيرها وعبادة الأوثان بتفاصيلها
فكانت أخواتي لكل واحده منهُن إتجاه فمنهُن من تتابع
الرومانسية في المسلسلات المكسيكية لألتهام كلمات
الحُب الزائفة مع الأستمتاع بملابس الممثلات الشبه عارية
والتى أصبحت دعاية ونشر لخطوط التفصيل ( الموضة )
والتمتع بالممارسات والأحضان وما الى ذلك
وأحياناَ يتابعن الوجوه الكالحة من المسلسلات الهندية
التى تُظهر الترف والثراء الفاحش من خلال القصص
وبيان كيف يلتجيْ أو تلتجيء بطلة المسلسل لحجر أو تمثال
وتسجد له طلباً في رجوع حبيب أو شفاء خطيب من مرضه
بسكب العبرات والدموع المليئة والمختلطة بمساحيق الزينة...
وأحياناَ يشتركن في متابعة المسلسلات التركية والتى مُعضم ممثليها
يُحسبون على الأسلام الحديث المٌفصل تفصيلاً بالمقاس
والمُفرغ من القيم الشرعية فنراهم بلبساهم العاري وبعبارات الحُب والهيام وإتباع المباديء الغربية من زنى وخيانة
وهروب من الأرتباط الزوجي وتربية الُلقطاء ....
فيوحي المسلسل للمشاهد بالتعاطف ، مع من أرتكتبت الحرام
فيجعلها هي لُب القصة ومحورها ، فيفرض على المتابع
أنها بريئة ورقيقة ورومانسية تستحق أن يحبها المشاهد...
ومنهُن من تتواصل مع المسلسلات المصرية
المنسوخة نسخ من الأفكار وحتى الشخصيات المُبتذلة لهليووود
والتى نافست المسلسلات الأجنبية في كمية كلمات الحُب
والهيام فأصبحت مادة دسمة لمن يحب هذا الكلام
وأيضاً أصبحت سبب في تفرق الأسرة العربية وامتناعها
عن مشاهدة هذه البرامج والمسلسلات ...
مثلها مثل المسلسلات الخليجية للأسف والتى أصبح
مُمثليها ومُمثلاتها يتنافسن في تغيير قسمات وجوههُنّ
بكُثرة عمليات الشد والنفخ والتمطيط والتضخيم...
وإظهار مدى البذخ وكيفية التعامل مع بقية الجنسيات ...
كل هذه الأفكار والقيم إمتلأ رأسي بهم وشبعت منهم
وتمنيت أن أعيش ولو لحظة واحدة أسمع فيها عبارات الحُب
والهيام مع أول من يقابلني حتى تكون لي قصة اعيشها
مع نفسي ومع زميلاتي في الجامعة التى أرتادها كل يوم
حتى وأن لم تكن لي فيها محاضرة ...
فالمهم هو أن أتي اليها
لنتناقش في كيف قبّل البطل التركي او المكسيكي حبيبته في المسلسل
او كيف هربت البطلة الهندية مع صاحبها ونسيت كل شيء
وتركت كل شيء الا تمثال بسيط صغير الحجم لتستمد منه القوة
والعون على مافعلته ....
عندها تنتهي مناقشاتنا بسكب الدموع لحال أبطال مسلسلاتنا
فهذا هو حال أسرتي والتى هي نموذج
لحال الأسر العربية المسلمة
التى فرّقها الجهاز السحري المُسمى ( تلفزيون )
وأصبح تجمعهم كأسرة واحدة لايكتمل الا إذا أنقطع
التيار الكهربائي على البيت...
والذي حلّ محل التربية والتوجيه الصحيح...
ومادون ذلك الكل يغني على ليلاه...
حتى الأهل من والدين أصبحوا للأسف
مشغولين بتوفير لقمة العيش والسعى
ليل نهار وراء الدنيا وزخارفها
وتم ترك التربية والتنشأة للظروف
المحيطة بالمجتمع من تفسخ وهجمات إعلامية
ذات ثقافات دخيلة على أصول المجتمع ....
فقلت في نفسي سأروح على نفسي واخرج قليلاً
فجلست في الحديقة بجسدي فقط أما فكرى فهو مليء
بأوهام وأفكار ومخططات أبحث عن كيفية تنفيذها ....
عندها رأيت خيالاً لرجل أو هكذا صًور لي
جالس في حدى زوايا حديقة ظاهرة أنعم الله عليه
من خلال قيافته المُرتبة وكأن الذي خاطها إيطالي أوفرنسي
على كرسي طويل مُخصص لأكثر من فرد
وبجانبه حقيبة مُبعثرة محتوياتها من أوراق وصًحف قديمة
وتماثيل صغرة الحجم لاتنفع الا لتزيين أرفف البيوت
بعد أن حلّت محل الكُتب والمصنفات والدواووين
وبين الحين والحين يحنوا على تمثال صغير
لم أتبين ماذا يعني في هل هو تمثال لحيوان او لأنسان أو لكائن غريب
يُقربه الى فمه وكأنه يهمس اليه
بعد أن يلثم الورود ويداعبها بِرقة
ويحنوا عليها وكأنها وليد صغير يخاف عليه من هوس
الذباب او الحشرات الضارة
فما كان منه الا أن نظر للطرف المقابل للحديقة
وهو يبتسم إبتسامة في ظاهرها بريئة وفي باطنها وسيلة لجذب
المتفرج له لأيقاعه في حبائله
ليُسمعه ماينقصه من عبارات وكلام يُذيب حجر الكهوف
ويأخذ منه مايريد لقاء مايطلب ...
فالكرسي الذي يجلس عليه هو مسرح لخططه
وعملياته ومكان لنسج شِباك ضحاياه ...
فأعتماده على وسامته وقامته وحُسن اختيار قيافته
ولسانه الذي يقطر شهداً .....
وتصرفاته تجاه الأشياء المنظورة للناس
في الحديقة العامة من حنوه بالورود
ولمسها بِرقة والأبتسام للماره
ورد السلام والتطفل على الناس لتقديم خدمات لهم
كل ذلك ليجلب اليه الطرائد ...
فكم من ضحية وقعت في حبائله ...بتوزيع ابتسامته
المُغرية للذباب البشري الذي ليس له مأوى...
فوجدني مُبتسمة ليس له
بل للموقف الجميل الذي أسر قلبي
من أن هناك من يستطيع أن يداعب الورود بهذا الحنو والرِقة
فشطح قلبي بعيداً ضناً أن الأبتسامة هي لي
لي وحدى وليس للورود
فتماديت وقلت لابد وأن ابادله بأبتسامة أخرى
لان مصاريع قلبي أنفتحت لأبتسامته
وخلف تلك الأبتسامة المٌشرقة طمعت في أن
ينفتح قلبه لي ....لي وحدى حتى الورود لا أريدها أن تشاركني
فحلمت وغبت عن واقع جلوسي في الحديقة
وكأني انتظر من يهزني ويخرجني من خيالاتي
ولكن تحطمت جدران الصمت حين أتى بطوله الفارع
وهو يمشي في أتجاهي
بخطوات مُتقنة مدروسة وكأن الذي علمّه هذا
الفن هو خبير ( الأتيكيت الهليووودي )
فوق البساط الأحمر الخاص بأحتفالات مشاهير هليووود
وقف بجانبي
وقال:
ـ الحديقة اليوم مزدانة بأنواع شتى من الورود
وأنت أحداها
فلم تكن حياتي من قبل فيها شيء اسمه خجل
بل قوة شخصية وعنفوان وشجاعة وقدرة على تمييز الخطأ من الصواب
ولكن تغير كل شيء وأصبحت سلعة ووسيلة لتنفيذ ما أُحب
وما أشتهي وما أريده ، أسوة بزميلاتي في الجامعة ، في أن يكون لي
عشيق يُسمعني ويوجهني الى حيثما يريد، فبطلات المسلسلات
لسن أفضل منى ولا أجمل ولا يملكن ما أملك ...
فالفارق فقط هو انهم يعيشون في الأضواء
أما انا فأعيش في بيت ،وأسرة متوسطة الحالة
لست بالثرية ولا المُعدمة
الكل فيها مشغول بخصوصياته
فاخي الشاب ليس له عمل او مشروع ثقافي او علمي سوى
السهر طوال الليل وهو يحادث الطرف الاخر بالتليفون ...
وأخواتي البنات عملهن هو التنافس فقط ، في أيهن تحفظ أسماء
فناني وممثلي السينما والتلفزيون....
فأردت أن أجرب وسائل الجذب ، التى املكها من جمال
وقسمات تُغرى من ينظر اليها مع ثقافة تلفزيونية
وقليل من الثقافة الاكاديمية ، وأنعدام الثقافة الأسلامية...
وبعد أن أسمعني تلك الكلمات ...
مع وقوفه بجانبي أصبح
خافقي هو من يحركني ، وهو من يُملي شروطه على أنفاسي
فتوردت وجنتاي خجلاً مُصطنع كُنت أجهزه ليكون دعماً لإرتعاش اطرافي
فقلت في خاطري هذا هو عشقي
فحاولت ان ابحث عن كلمة ليس للشكر بل
لفتح باب كان موصد من سنين
باب مصاريعه غُلفت بالصدأ
فصدقت خافقي في خفقانه ، وهربت الكلمات التى
كنت اريد أن أقولها له
فخرج فحيح وصوت لايكاد يُسمع
وقلت له وإمارات الارتباك ظاهرة على تصرفاتي:
ـ شكراً على توصيفك ووقوفك بجانب ورودك....
وإمعاناً في تأكيد وتقييد شباكه حولي
رد عليّ وقال:
ـ العفو يا أنسة ...
أنت هي الوردة الناقصة في هذه الحديقة
التى إكتمل جمالها بتواجدك في أركانها
فزادت سعادتي وحبوري لهذا اتيت إليك لاكلمك ....
عندها حلمت وهو واقف ينتظرني أن أتكلم
فبادرني وقال :
ـ أعتذر عن إن تطفلت عليك
أو لعلني أزعجتك او قطعت ماكنت تفكرين به ...
فنظر اليّ نظرة مدروسة ليجعلني أطيل
الأرتباك والتلعثم كي يستغل هذا الوضع
في أحراجي وجعلي أدقق ملياً في أدبياته المصطنعة
فهمّ بالأنصراف ...وقال:
ـ أرجوا المعذرة فعندي مايُشغلني الأن ....
فحاولت أن استوقفه ، لأقول له كلام كثير
لأبدأ معه صفحة أعيش فيها مع خيالي ومع لمساته
الرقيقة الحانية على الورود ولكن
ضاع كل شيء ، وانصرف وتركني جالسة
مُلتصقة على خشبات الكرسي القاسية الخشنة
والتى كانت قبل قليل وكأنها وسادة وثيرة محشوة
بالقطن المصري المعروف بطويل التيلة ...
بعد أن أنصرف أو بالاحرى تركني لأفكاري
وحيرتي في كيف أستطيع أن اراه مرة اخرى
وساتعلم كيف أرد عليه وأُسهل له الطريق لقلبي
ولكن هيهات أن تعود هذه الفرصة مرة اخرى
فهممت بالوقوف والتمشي قليلاً لعلي أُنفس عن غضبي
من عدم الطلب منه حتى عنوانه أو سؤاله في هل يعود
أو هل له أهل أو أين يسكن أو ماهو شغله ومصدر أعاشته...
وأنا في هذه الحيرة إلتفت متتبعة لبصري الى حيثما يقودني
فعاد بي الى المكان الذي كان يجلس عليه
فتخيلته جالس هناك فذهبت الى المكان
وجلست في نفس الكرسي الذي كان يشغله
وبدأت اتحسس عليه وكأني أريد أن ابحث عن رائحته
لأحفظها فربما يمر من أمامي يوماً ما ...
فوقع بصري على مُغلف به صندوق صغير
مفتوح فاخذني الفضول فنظرت في محتواه
فأذا بتمثال صغير لم أتبين ، هل هو لحيوان او لمخلوق ادمي
ففيه اكثر من يد وأكثر من قدم وآكثر من رأس...
فقلت في نفسي هذه فُرصة لرؤيته من جديد
حتى اعيد له لعبته أو تمثاله الذي كان يهمس له ....
وضعته في حقيبتي وقبضت على مغاليق الحقيبة
حتى لايسقط مني وانا راجعة البيت ....
دخلت أمي قبلي بقليل الى المنزل بعد أن أفرغت
محتويات سلة الخُضار التى أشترتها من السوق المجاور
حيث أوصاها ابي بتأمين لوازم البيت من تموين
وما شابه ذلك...
فابي ليس له وقت للبيت واحتياجاته أو لنا نحن بناته
او حتى لاخي الوحيد ...فقد ترك هذه المهمة لأمي
هي من تدير البيت واهله من مصاريف واكل وكل شيء
فألتزاماته لتوفير المصاريف لنا تُحتم عليه
الجلوس من الفجر حتى صلاة العشاء في دكان وصالة أثاث
الذي يقع في نهاية الحي الذي نسكن فيه....
والذي كان قد تحصل عليه من احد أصدقائه الذين كانوا
يقرضونه البضاعة فيبيعها لهم ، بتوزيعها على مراكز البيع
ويأخذ حصة من الربح
ولما أشتهر بأمانته وطيبته وخُلقه
بادره صاحب الصالة وباعه أياه على أقساط
فأستمر في هذا العمل حتى سدد كل الألتزامات وتم تمليك المحل
لذلك كان غيابه علينا طول الوقت كان له مايبرره
فالمصدر الوحيد لمعيشتنا هو عمل ابي في التجارة
أما أخواتي فهُنّ مازلنا في سن الدراسة
فأحداهُنّ طالبة في الشهادة الثانوية
والأخري في بداية المرحلةالثانوية
أما أخي فهو مازال يدرس في أحد المعاهد التخصصية...
وترك أمى للقيام ببقية الأعمال المنزلية
ذلك لعدم أهتمام أخي أو بالاحرى خروجه المستمر
للسهر مع من يسميهم أصحاب
وعدم اللامبالاته بشؤون البيت
فبادرتني بأبتسامة حانية مليئة حُب ورأفة وقالت :
ـ أين كنتي أبنتي الحبيبة ...؟
فنظرت اليها ملياً وأنا أحتقر نفسي في نفسي
لأني سأكذب بعد قليل ...
ـ انا كنت عند صاحبتي في الجامعة
لاخذ منها بعض الأشياء التى أريدها ....
وها أنا رجعت ....
فهل تريدين شيئاً قبل أن أذهب لحجرتي...؟
فردّت أمي قائلة:
ـ لا ...أبنتي الحبيبة لا أريد شيء
سوى سلامتك ونجاحك فقط .....
فألتفت الى الجهة الأخري اثناء انصرافي
منها والدموع تنهمر من عيوني لمعاملتها البليغة معي
ومع اخواتي بالرغم من أ ني قد كذبت عليها
ولم أكن فعلياً عند حُسن ضنها بي ...
من اني مهتمة بدراستي فقط ولا شيء يشغلني عنها...
في الوقت نفسه كان كل اهتمامي بنفسي
وبخيالاتي العبثية المريضة ....
فأرتميت على سريري وأكملت بقية تفريغ
دموعي تحسراً على سلوكي وكذبي على امي
وأيضاً على عدم تشجعي وسؤال رفيق الحديقة
عن هويته او عنوانه ...
فكل ماتركه صندوق صغير فيه تمثال لمخلوق عجيب...
وأرتميت على سريري أعيد شريط ماحصل في الحديقة...
وأنا مُمسكة بتمثال من تركه لي ليُذكرني بنفسه إن نسيت
عندها قررت أن استمر في معركتي العاطفية
ومغامرتي التى لا اعلم نهايتها ....فأخذت اتفحص
تمثاله وكأني أبحث عن شيء ماء يدلني على صاحبه
وأنا كذلك حتى وجدت مجموعة أرقام مكتوبة في قصاصة ورق
ومحشورة في أحد نتؤات التمثال
ففتحتها وتبين لي أنه رقم هاتف شخصي ...
هنا رجع الدم ليتدفق من جديد وبات الأمل في لقاء
سالب فؤادي وعقلي وقلبي ...قريب جداً
فهرعت مُسرعة لحقيبتي
وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال بهذا الرقم ...
فما الذي سيحصل إثناء محاولة ( ماجدة )
الأتصال بالرقم الذي وجدته ....
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الثاني
من
الرجوع من الذهاب ...بعيداً
متابعة ممتعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها

اندبها
09-24-2017, 04:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13145.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13189.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)


فهرعت مُسرعة لحقيبتي وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال لهذا الرقم
وحين بدأ النداء حتى سمعت دقات قلبي
اكثر مما سمعت الطرف المقابل حين
قال
ـ نعم من الذي يتكلم....؟
فهرب الكلام وانعقد لساني ...لبُرهة وجيزة
تم تشجعت وقلت له:
ـ مرحباً انا من كنت في الحديقة منذ قليل وقد وجدت
في مكانك الذي كنت تجلس عليه ...تمثال صغير
في داخل صندوق ...ووجدت رقم هاتفك....
فقال:
ـ نعم هو أعز ما أملك فإن ضاع هو
ضاع كل شيء فهو رفيقي وتميمتي التى تجلب لي الخير والعون
منذ كنت طفل صغير لا أفقه شيء
فهل من الممكن أن نلتقي لتسليميني أياه ...؟
فقلت له :
ـ أين تريد أن نلتقي ...فأنا حاضرة ومستعدة
لأرجاع الأمانة لأصحابها ...هكذا تعلمنا ....؟
فردّ بصوت مليء بالفرح والغبطة:
ـ هل تستطيعين مساء هذا اليوم أن تجلسي
في نفس المكان الذي إلتقينا فيه ....؟
فقلت :
ـ نعم أستطيع ...
فأستدرك الأمر وقال:
ـ ولكن المساء سيكون مُظلماً وربما يمنعك اهلك
من الخروج في هذا الوقت ....
فأنطلق لساني وكأن هناك من تحداه
ليتكلم ويدافع عن نفسه من ظُلم وقع عليه :
ـ لاتهتم لهذا الامر فانا من عائلة متحررة
ولنا أدبيات خاصة بنا وثقافتنا لاتأبه للثقافات
الرجعية التى تشدنا للوراء ....
في الواقع لست من عائلة متفسخة أو متحررة ولكن
مثلها مثل كل العائلات التى دخلها التحرر مع مقاومة رفضه
فقلت هذا الكلام لأبين له وأعطيه حُجة للقائي .....
فعقّب قائلاً:
ـ حسناً أذا لنا لقاء هذا المساء ...
وأقفل الخط مع قفله للخط قُفلت ابواب فكري
وعقلي وبدأت أصول تربيتي في الظهور أمامي
وبيان انني لست بتلك البنت التى تربت تربية
أصيلة يحكمها الدين ولا العرف ولا حتى التقاليد العربية
بل ظهرت تلك البنت التى اُشبع فكرها
وثقافتها بمن يحيطون بها ممن ألبس عليهم أبليس
ثقافته وهديه وطريقته عن طريق الحرب الأعلامية
الشرسة التى دخلت للبيوت العربية وأفسدت كل شيء
حتى وصلت للدين فغيّرت وبدلت أصوله وجعلته ممارسات
كهنوتيه مثل النصاري لايعرفون
من الدين سوى أن هناك رب فقط
او كالذين يعتقدون بان الأرحام تدفع والارض تبلع
وان الطبيعة هي من تسير هذه الدنيا وليس الله سبحانه وتعالى
وإثناء سرحاني في هذه التفاصيل
جاء صوت صاعق يهز كيان من نسيه
وهو الأذان لصلاة الظهر .....
والذي أصبح للأسف مصدر إزعاج للسُكان
وللسواح الأجانب ...
وهذا قول أحد المسلمات أو التى تدعيّ الأسلام
( نوال السعداوي )
والتى تعتنق التحرر والعلمنة الزائفة في أحد مقالاتها...
فحاولت بتثاقل أن اصارع نفسي وأقوم لأصلي
ولكن فكري المبهور بصاحب الحديقة منعني من القيام للقاء ربي
بحجة أن الوقت مازال طويل ...
فامتثلت لهذا الامر وأسترخت مفاصلي ونمت قليلاً
ولم أدري بنفسي الا وأنا خارجة من البيت
بعد ان رتبت ملابسي ووضعت قليل من العطور التى أشتريتها
حديثاً لتكون وسيلة للفت الأنتباه
كما تفعل صويحباتي في الجامعة
ففي المساء خرجت مُسرعة أسابق الزمن في أن أكون
أن من ينتظر حتى إُلملم شِعاث نفسي واتجهز للقاء ...
لمقابلة من سيكون وكان السبب في كذبي على أمي
وخيانة ثقة أبي الذي يسعى ليل نهار.....
إثناء مروري بالحديقة وولوجي
لمكان جلوسنا في أطراف الحديقة
مررت بعائلات وأطفال يسرحون ويمرحون وتتعالى أصواتهم
مع صراخهم المُحبب ...
فأخترقت تلك الموجات البشرية وأتجهت للمكان المُتفق عليه
فإذا بصاحب الحديقة قد سبقني في الأنتظار ويحمل
في يده كتاب لمحت أن هناك وردة تتدلى من وسط صفحاته
ـ مرحباً بالانسة
أرجوا ان لا اكون قد أزعجتك بالحضور .....
نطق بهذه الجملة مُحملة بأبتسامة ....
ـ أهلاُ بك ....
نطقت بهذه الجُملة وأنا مُرتبكة في كيف سيكون الحوار
ـ تفضلي بالجلوس يا أنسة ...
قالها بعد أن لاحظ مدى ارتباكي...
فبادرني وقال بعد أن جلست
ـ أنا أسف لجعلك تتكبدين مشقة
إرجاع لعبتي بعد أن نسيتها في الحديقة
ـ لابأس عليك فهذا من واجبي أن اُرجع أمانات لأصحابها...
أردف قائلا ..
: نعم هي امانة غالية وذكرى عزيزة على قلبي من إمرأة
مقامها رفيع عندي يناهز مقام امي وأكثر ....
هنا شعرت بسيل جارف من الغيرة وكذلك بموج من الفرح
عند قوله هي بمثابة امي ...
فقلت في نفسي أن غيرتك ليس في محلها
فربما تكون هذه المرأة من قامت بتربيته أو تعليمه أو نحو ذلك...
ـ على كل حال تفضل أمانتك ...
.قلت له هذه الجملة بعد أن خرجت
من متاهات أفكاري وتفاسيرها....
الحقيقة فقد فتحتها ووجدت بداخلها تمثال غريب لم أفهمه
هل هو لحيوان او مخلوق عجيب فقلت في نفسي لادخل لي فيه
فهذا أمر يخصه وما عليّ الا إرجاعه لصاحبه
ـ نعم يا أنسه .. ـ
قاطعته وقلت له:
ـ أسمي ماجدة
فيمكنك مناداتي بأسمي دون لقب .....
ـ لايمكن الا أن اناديك بآنسة ماجدة
لأضفاء قيمة شخصية تميزك
عن غيرك ....وأسمي هو مفيد ....
ـ طالما أنك ستناديني بأنسة فسأدعوك بالأستاذ مفيد....
وهنا زادت غبطتي وفرحى من حصولي على مثقف وسيم
ذو ابتسامات رائعة وأيضاً يفهم ويستوعب أسلوب التعامل
مع النساء .....
فاوقضني من سُبات أفكاري وسرحاني
بقوله:
ـ أين تدرسين في أي جامعة
على اعتبار ان عمرك لايصلح الا ان يكون عمر من تخرجت
او على وشك التخرج ....
اما بالنسبة لمناداتي لك بأنسة هذا لأني نظرت الي يديك فلم
اجد خاتم ( محبس ) للخطوبة او الزواج
من هنا عرفت أنك آنسة ....
فقلت له:
ـ بالفعل ملاحظتك قيمة تُنبيء
على مقدار سرعة بديهة وثقافة واتزان
وحُسن تصرف مع الاناث ....
ـ شكرً آنسة ماجدة
ـ العفو يا أستاذ مفيد ولكن أريد أن أفهم ماحكاية لعبتك
والتى أحببتها أنا بدوري لانها ساهمت في تعرفي عليك ....
ولكن قبل كل شيء هل هي صدفة أن وضعت فيها رقم هاتفك
او هي مقصودة حتى تضمن أن لاتضيع ....؟
فتح فاه بتعجب
وقال:
ـ انا سعيد جداً بفكرك وانتباهك للتفاصيل
وهذا يشعرني بأنك ستكونين رفيقة مُحببة وصديقة رائعة
فانا أحب أن يكون من أعاشره يملك الكثير من الثقافة والفهم
والأستيعاب وكذلك الجراة والشجاعة والمغامرة ....
أبتسمت له على ماقله من غزل أنيق لايرقى
للغزل الذي اسمعه من صويحباتي من كلام مُباشر عن الحب
وما شابه ذلك ....
ـ وبالنسبة لقصة هذه اللعبة فليس الان وقتها
وربما في لقاء اخر ...
فأحسست بأنه يريد أن يماطل ويفتح الطريق للقاءات اخرى
وهذا الذي ابتغيه تماماً ....
ـ ولكن قبل كل شيء ارجوا ان تقبلي مني هذه الهدية
اخرجني من فكري مرة اخرى بقوله هذا...
ـ شكراً لك أستاذ مفيد
ـ العفو ماجدة ...سأناديك بماجدة ولتتركي صفة استاذ مفيد
أبتسمت فرحة من هذا التطور السريع
ـ حسناً مفيد شكرا على هديتك وعلى الوردة الجميلة
التى زُرعت في داخل صفحاته....
ـ انت تستحقين كل طيب فأريدك أن تقرأي هذا الكتاب
وفي لقاء اخر سنرى مدى إستيعابك لأفكاره وما جاء فيه
فانت فتاة جميلة وطيبة ومثقفة
فمن خلال قراءتك لهذا الكتاب اريد أن افهم لأي مدى
من الثقافة والأستيعاب تكونين.....
هنا تبلدت أحاسيسي لاول وهلة وقد ساورني الندم للحظة
في مقابلته وبناء خيالات عاطفية وهمية
فلم أسمع من صديقاتي اللاتي يحببنا القصص العاطفية الرومانسية
انه في أولى جلسات التعارف يكون الحديث عن الثقافة
والدراسة والعلوم والقليل القليل من الأوصاف الجميلة
والتى لايُطلق عليها غزل .....
ولكن فى حالتى هذه قررت أن أتحداه
واظهر أمكانياتي الفكرية والثقافية وقوة شخصيتي وفهمي للمجريات
فكانت أمنيتي أن يكون لي حبيب او صديق او عشيق
وليس مُدرس اكاديمي لايفهم الا في الكُتب والمراجع
ولكن سأستمر وأرى الى أين سيصلني فكري معه....
ـ أنت لم تجيبيني على أستفساراتي ....ماجدة.....
خرجت من توهاني بكلمته ...
ولأسهل عليك الامر أنا أحب من أقترن بها أن تكون
ذات ثقافة وتحدي لكل ماهو مألوف ....
أبتسمت وتنفست الصُعدا بعد سماعي لكلمة اقترن بها
فهذه تعنى ان هناك تواصل وحب ورومانسية
تختتم بالزواج
ـ انا كذلك ...
.فخروجي في هذا الوقت لملاقاتك لهو دليل على تحرر فكري
وثقافتي وأنطلاقها بعيداً عن التكبيل ورجعية التفكير...
قال وهو يزهوا وكأنه انتصر:
ـ نعم أنا أستمع وأتلذذ بكلامك فأستمري بالكلام
فانا مثلك مُتحرر الفكر والثقافة
لهذا طلبت منك قراءة الكتاب حتى أتبين هل أنت من النوع
الذي يقبل أفكار جديدة أو هو متحجر ومُلتصق بالقديم...؟
فتربيتي هي هكذا ....
فقلت مختتمة جلستنا او بالاحرى محاولة
لأطالة الجلسة اكبر قدر ممكن ....
ـ على ذكر تربيتك مفيد
ماقصة لعبتك المفضلة...؟
فقال:
ـ هذه سنتركها للقاء اخر ...
والان استأذنك للمغادرة فالوقت تقارب على العاشرة ليلاً
وهذا أمر لا أرتضيه لك
قبل أن ينهي كلامه تشجعت وقلت له
ـ انا معجبة بأفكارك وساكون حيثما تريدني أن أكون
ـ شكراً لك وأنا ايضا جمالك وفكرك كانوا السبّاقين لقلبي
هذا ماحصل في لقاء ( ماجدة ) و ( مفيد )
ولكن بعد رجوعها للبيت حدث أمر ...مهم
سيتم التعرف عليه في الجزء 3
متابعة ممتعة مع قصة
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
ولنا لقاء أن شاء رب العباد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ..اندبها

اندبها
09-25-2017, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله


http://wahjj.com/vb/imgcache/13254.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13255.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)
رجعت للبيت حامله معي عواطف جياشة من ناحية
ومن ناحية اخري إشارات إستفهامية كثيرة تحيط
بالسيد مفيد الذي أستطاع في جلسه بسيطة أن يغير
مفاهيمي العاطفية وجعلها تنحنى بأتجاه أفكار
غريبة وغير مفهومة منها
1.قصة لعبته التى يقول عنها أنها جالبة للحظ والخير وهي هدية من إمراة مقامها يفوق مقام أمي ...
2.إصراره على أن أقراء الكتاب الذي لم أتصفحه بعد
حتى عنوانه لم أعرفه ولم أقرأه فقد كانت واجهته مُغلفة
3.أهتمامه الشديد لفكري وثقافتي ومدى تقبلي لأفكار جديدة
4.حرصه الشديد أن يعطيني جرعات محسوبة من الغزل
حتى اكون طوع امره ان قال فيّ معلقة في الغزل
5.معرفته المُسبقة باني في الجامعة وكلامه عن عمري
في أنه يناسب طالبة في الجامعة...
فكيف عرف عمري لاني لم اقول له عن عمري شيء
ولم المح له عنه...
6.ولماذا وضع رقم الهاتف في التمثال
وكأنه يريد منى الاتصال به
كل هذه التساؤلات دارت في ذهني فلم أجد لها
أجابة مقنعة منه.....ولكن
جاملته وشكرته وبينت له أنه ذكي فقط من باب المجاملة
وعلى هذا الأساس قررت أن أحل هذه الألغاز
فلم يعد يهمنى كلامه الجميل أو تغزله بالقدر مايهمني
الان هو معرفة من يكون وماهي شخصيته وماذا يريد
مني بالتحديد ....
كل هذه الضنون حملتها معي الي البيت والي فراشي
بعد أن تحاورت
مع أمي إثناء وصولي للبيت ودخولي اليه
ـ مرحباً ابنتي
لقد سالت عنك أخواتك فلم يجيبني احد
لانهم لايعلمون أين ذهبتي
حتى ان والدك رجع للبيت وسأل عنكِ ودخل
حجرته لينام ....
ـ اهلاً ماما
أني متعبة قليلاً فقد تمشيت في الحديقة مع احد
صويحباتي في الجامعة ...
ـ وهل هناك من صاحباتك ممن يسكُنّ هنا بالقُرب من بيتنا
حتى تلتقي بها هنا ....؟
ـ نعم امي هي تسكن في المنطقة المجاورة لنا ...
ـ حسناً أبنتي
هل تريدين شيء لتاكليه....؟
ـ لا ...امي شكراً لك فقد اكلت مع رفيقتي ....
وانصرفت أمي.....
وسرحت في أكاذيبي التى كثُرت هذا اليوم على أمي
فاني لم اقابل صاحبتي بالرغم من سكنها القريب فعلياً مِنّا
بل قابلت الأستاذ مفيد
فما الذي حدث لي اليوم بدأت بالكذب وخيانة ثقة امي ووالدي
فجالت في نفسي هذه الأفكار
وأنا أقترب من خزانة ملابسي لأغير ما لبسته لأستعد
للنوم....بأستلقائي على السرير منهوكة القوى
مُحتضنة الكتاب المليء بعبق الوردة التى فاح
شذى عطرها بين الصفحات....
وإثناء تأملي للوردة راحت أصابعي تتحسس الكتاب
وكأني أربت على حيوان اليف لكسب وده
وانا أتذكر صاحب هذا الكتاب
فنزعت غلافه الخارجي
فرأيت شِعار وصور لمثلث هندسي مقلوب
وفوقه فرجار وفي أعلاه عين
وفي داخلهم حرف لاتيني ( جي )
http://wahjj.com/vb/imgcache/13256.imgcache.jpg (http://www.3rbz.com/)
فقلت ربما هذا كتاب يخص الهندسة المعمارية
على أعتبار أن المهندسين هم من يهتمون بهذه الادوات
هنا تبادر لذهني سؤال اخر وهو
مالفائدة من قراءة كتاب هندسي
واستيعاب مافيه والأستعداد
لمناقشة مفيد فيه....؟
فتخصصي هو ليس الهندسة المعمارية او حتى الانشائية
بل تخصصي هو العلوم الأساسية قسم أحياء ...
على كل حال الان لست في مزاج جيد لأقرأ كتاب مليئ
بالأرقام والحسابات ....
بالرغم من اني لم اتصفحه
ولكن خمنت فقط من خلال رؤيتي لصورة الغلاف...
فطرحت الكتاب جانباً وحضنت مخدتي كي تساعدني
على النوم والراحة من مشقة التفكير طوال اليوم ...
ـ صباح الخير ماجدة
الوقت قارب على ذهابك للجامعة...
فتحت عيوني بحذر كي لا يذهب النوم والنعاس
لاني من المحتمل ان ارجع لانام ...
ـ صباح الخير ماما
نعم ساقوم .....
فقررت الذهاب ليس لأنه هناك محاضرة
او ربما تكون هناك محاضرة لأني غائبة وليس معي جدول
مادة الكيمياء ...ولا أعلم بموعدها...
بل أيضاً لملاقاة صديقاتي والتحدث عن التطورات التى
حدثت معي ....
فنزلت لصالة الأكل في البيت فوجدت اخواتي
على طاولة الاكل ...
ـ صباح الخير لكم جميعاً
فاخذت كوب عصير وقطعة خبز مُحمص بالزبدة
وخرجت بسرعة لألحق الحافلة المغادرة لوسط المدينة
فحشرت نفسي في الحافلة المليئة بالبشر
فالواقف فيها اكثر من الجالس
ومما زاد الامر ارباكاً هو العادة الصباحية في الزحام
من مضايقات ومعاكسات وتحرشات
كل ذلك لم اهتم له فانا متعودة على مثل هذه الأمور
في الزحام ....فكان كل مايشغلني هو فكري
واستفهاماتي عن مفيد ....
وصلت الحافلة للمحطة الأخيرة والقريبة
من الطريق المؤدي للجامعة ...
فنزلت منها وأنطلقت أحُث الخطى ليس لأني حريصة
على المحاضرة ....فقط ...
بل حرصي أشد على
ملاقات صويحباتي لأتحدث معهُن عن مغامرتي
وفي اثناء ذلك رأيت أحداهُنّ وأسمها ( مريام )
وينادونها بأسم ( مريم ) وهي من أصول يونانية
فامها يونانية ووالدها عربي مسلم
وهي التى كذبت بشأن لقاءها معي عند أمي
حين سالتني أين كنتِ
فقد كانت تسكن بالفعل قريبة من الحي الذي أسكنه....
وهي ذكية نشطة ولها نشاطات فكرية ولها خبرة في تنظيم
المظاهرات الطلابية والتجمعات النسائية
فاحيانا تشارك في إضرابات تخص بأحتياجات الطلبة
او بأضرابات عامة لدعم قضية معينة
وكانت لها أفكار غريبة ومعتقدات مستوردة ...
تجعلها عُرضة للجدل والنقاشات
وأحياناً حتى للخلافات مع الطلبة
ومع ذلك حين نجتمع نحن وباقي الزميلات ننطلق
في الحديث عن كل شيء من مغامرات عاطفية
أو بتصفح المجلات او المواقع الألكترونية لمعرفة
أخر ما أٌنتج من برامج او مسلسلات مُدبلجة او اخبار
ممثلي وممثلات هوليووود ....
اما الجانب السياسي فلم يكن له الحظ الكبير في نقاشاتنا
وذلك لحدوث موقف وقع بيني وبينها في خروجنا
لمظاهرة تأييد لأبطال غزة يوم ان دخلت القوات الاسرائيلية
وقصفتها في يوم ( السبت الموافق 27 ديسمبر 2008
حيث بدأت العملية يوم السبت الساعة 11.30
التى راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد والف جريح
في الدقائق الاولى من بدء قصف الطيرات الأسرائيلي على غزة
صباحاً وأستمرت حتى زاد عدد الشهداء والجرحي
والتى أرتفعت هامات الشعوب العربية وهتفت
لنُصرت غزة وأبطالها ودعمهم حتى بالهتاف
في غياب الدعم المادي من الحكومات العربية الخانعة...
فخرجنا في ذلك اليوم نهتف لفلسطين وغزة
فما كان من زميلتي ( مريم ) الا أن فاجأتنا كلنا
فقالت:
ـ نحن ابناء عمومة مع اليهود فلماذا الشتم والسب
لماذا لا نتعايش مع بعض وننبذ الخلافات
فكما للعرب حق في فلسطين ايضاً أسرائيل لها الحق فيها
لانها أرضهم وجزء من تاريخهم...
هنا صعد الدم العربي الأصيل لرأسي
وصرخت في وجهها:
ـ أسكتِ ...أسكتِ هل انت معنا أو مع اليهود ....؟
فأنطلق لساني صارخاً فيها
امام الطلبة
وقلت ردا على كلامها بكلمات
لاقت في مابعد إستحسان الطلبة وهناك
من كتبها في مذكراتهم ...:
ـ لا أحسنت يا مريم القول والتعبير
ولا أجدتِ اظهار المشاعر والتصوير
و لا أعطيت صوراً ومختلجات قلوب أنعشتنا
بهواء فلسطين العليل ....
فكل الذي قلتيه هو زيف وبهتان مليء بالتظليل ...
ففلسطين بحُبيبات قلبها من غزة ورفح وجنين
والضفة والقدس وأحياء الجليل ...
لم ولن تكون لليهود وطن ومرتع ومقيل...
فشوارع وأزقة وأحياء الخليل...
كلها تُنذر بني صهيون أن لا مقام لهم الا الرحيل...
فتاريخ يهود خيبر وثقيف
يشهد على شرذمتهم في الآفاق طمعاً في البديل...
فقط وجب أن نثق في الخالق
في أن تكون نهايتهم على يد من يخاف الجليل...
ولا نركن للدعة والوداعة
والاعتماد على أصحاب العروش ففي اقوالهم
يكمن السفه والتظليل ....
فلا بكاء ولا لطم ولا تحسر
يُرجع الأرض من أيدي المغتصب الذليل....
فالأزمان تقول أن بني صهيون
هم اجبن القلوب والحناجر وغثاء اصواتهم والصهيل....
فأثارت كلماتي هذه حماس الطلبة
وتم التشابك بالأيدي
حتى وصل لمراحل متقدمة من الشتم في مابين
الطلبة و( مريم )
حتى تدخلت احدى الزميلات وقالت :
ـ انتم اخوات وزميلات دراسة وسكن فلا تجعلوا
الخلافات السياسية سبب في إفساد صداقتكم وحُبهم لبعض ...
وأُجبرت على التنازل والصفح والاعتذارات
وقررنا عدم الخوض في نقاشات سياسية او دينية
ـ اهلاً مريم
ـ اهلاُ ومرحباً بك ماجدة
كيف حالك وكيف حال الأسرة....
ـ الحمد الله الأسرة جيدة ولكن لماذا لاتقومين
بزيارتي حتى في البيت بالرغم من انكِ تسكنين بالقرب
من الحي الذي أسكن فيه ....؟
ـ بالفعل كنت مشغولة ولكن ربما في المستقبل ....
أين بقية زميلاتنا ....؟
ـ لا أعلم فقد وصلت الأن من بيتنا ....
ـ حسناُ تعالي لنجلس في الأستراحة ( الكافيتيرية )
لنشرب شيئاً .....
هل تطلبين شيئاً
ـ لا ...شكراً لا أريد الا كوب ماء فقط فقد لاقيت
اليوم من تعب الزحام ووقوفي في الحافلة مالاقيته...
قالت مريم:
ـ لابأس هذا حالنا جميعاً نعيش في الفوضى والزحام
ولا نعلم هل السبب في الشعب نفسه وعدم تحضره
أو نلوم الحكومات والمسؤلين لتقصيرهم
ام هل السبب هو في غباء الشعب وعدم اقتناعه
بتحديد النسل والتنظيم وتحجيم كُثرة الأنجاب مثل الفئران
وأعتمادهم على مقولات عفا عليها الزمن
مثل الرزق على الله وتكاثروا فاني اباهي بكم الامم يوم القيامة
هذه ياماجدة كلها اوهام تم زرعها في عقول الناس
لتخذير عقولهم كي لا يلتفتون للمشاكل الحياتية الأخرى
وتكون فيضانات بشرية ....عندها لن نجد ما ناكله ...
رددت عليها وكأنها لمست كرامتي كأنثى من قولها
الاناث مثل الفئران لايفهمن الا الانجاب فقط ...
بالرغم من أني لست ملتزمة التزام ديني كامل ولكن تحركت فيّ
عروق فطرية جعلتني اقول:
ـ ارجوك حبيبتي مريم لاتقولي هذا الكلام
فالذي أعرفه عن يقين هو ان الأرزاق بيد الله وما البشر
الا وسيلة لأستخراج الرزق من الأرض والتنفع به
فالرزق ليس من أعمال البشر بل من تيسير الله له
وعليه لاتقولي أن سبب ضنك المعيشة هو الكُثرة والأنجاب
المُبالغ فيه وتشبهين بنات جنسك بالفئران ....
فهذه افكار غير صحيحة بالمرة فارجوا أن تتوقفي عن هذه
الشطحات الخيالية الوهمية والتى مصدرها وسوسة الشيطان
ليوهم تابعيه ويشكك حتى في اعتقادهم في الله سبحانه وتعالى
فقالت وكأنه مسّها مس وانتفضت :
ـ لا ..لا...لاتقولي الشيطان ، فلا دخل له في نقاشنا هذا
فالشيطان بريء مما نحن فيه من سبب في الكوارث
التى نراها اليوم وما الفاظ الشيطان والنفس والدين والأعتقاد
ماهي الا وسيلة لتخذير عقول الشعوب العربية
حتى ينسوا
فانا حبيبتي لست من النوع الخانع الإمعة الذي يقول
مايقولون ...بل من النوع العقلاني الحر التفكير...
هنا اتضح لي اكثر أن مريم هذه متجهة نحو اتجاه مغاير
للفكر العربي المسلم السليم والمنبثق من الدين
وحتى العُرف وايضاً العادات ...
ولكن مضطرة في أن اوقفها عن هذه النقاشات على الأقل
الأن ....فتحملي لسلوكها هذا ينبع من حرصي على
الوفاء بالعهد و الامانة والوصية من أبيها الذي
اوصانا نحن زميلاتها بمسايرتها وتحملها من بعد الصدمة
التى تلقتها في هجران اُمها اليونانية لأبيها وهي صغيرة ..
فقام والدها بتربيتها فترك لها العنان في كل شيء
ضناً منه انه يعوض لها عن فقدان امها ...
ـ حسناً اختي مريم فانسي هذا الأمر وهذا النقاش وتاكدي
بأني أستطيع ان اجيبك وأرد عليك بالصيغة التى تريدي
ولكن كما هو معروف عنك أن قابليتك للفهم والاقتناع صعبة
لذلك لا أريد أن أخسر زميلة أو صاحبة ....
ـ تمام ياماجدة انت الان ترتكبين خطأ وهو انك تتهمينني بالغباء
وعدم الفهم وكأنك تشيرين وتلوحين بتكفيري .....
ـ لا..لآ ...لآ لم أقل أنك كافرة فليس من حقي تكفير أحد
أو إخراج أحد من المِلة
ولكن واجبي هو أن انبهك على أن أفكارك هذه ستوصلك
لنقطة تجحدين فيها حتى وجود الله ....
وهذا ما لا أريده لكِ...
ـ ياماجدة تأكيدي ايضاً بأن علمي وثقافتي وحرية فكري
هي السبيل لفهم مجريات الحياة وليس بالضرورة أن اتبع
افكار غيري والتى عفاء عنها الزمن وأصبحت رجعية ...
ـ ماذا تقصدين بكلامك هذا ....؟
ـ لا أقصد شيء وسوف يأتي عليك يوم وتوافقيني رأيي
وتقتنعي بما أقول فأصبري قليلاً
فكوني متاكدة من ذلك حبيبتي ماجدة ....
والأيام بيننا ...
ثم أنطلقت مُسرعة وكأنها لاتريد أن أكمل كلامي معها
وعلامات النصر والتحدي بادية على مُحياها ....
وكانها تقول في نفسها أصبري فهناك طبخة تطبخ لكِ
على نار هادئة ....فقلت لها:
ـ لا تنسي سنلتقي في
مُدرج المحاضرة المخصصة لمادة الكيماء العضوية...
فنهضت بدوري من مكاني وأحسست بتعب فكري
وجسدي وأرهاق عام ....من خلال نقاشي معها
وظهور استفسارات وعلامات استفهام حول كلامها
فتارة تكون مرحة وتارة تلعن السياسيين وتارة تلعن
الألتزام وأهله وتارة تجاهر علناً برفضها للمضاهرات
التى تنضمها ...فامرها عجيب ....
واكثر شيء تكرهه هو الحديث عن الدين او الجلوس
مع زميلتنا الملتزمة
فمرات عِدة أشعر انها تجاملنا فقط لغاية في نفسها
فشعورنا يقول عنها احيانا أنها مُلحدة وليس بمسلمة
مثلنا ...
ولكن الذي زاد في حيرتي هو تأكيدها على أنني ساكون مثلها
وساعتنق أفكارها يوماً ماء ...!!!!!

فما الذي جعلها متاكدة هكذا....؟
هذه الأستفهامات وطريقة تأكيد ( مريم )
ل(ماجدة ) بأنها ستعتنق فكرها ...
هو مايشغل بال وفكر ( ماجدة )
ففي الجزء الرابع القادم
ستتضح بعض الأمور لماجدة في فهم
ماترمي اليه ( مريم ) من تهديد...
من قصة
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
مُتابعة طيبة وممتعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ...أندبها

اندبها
09-27-2017, 12:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13303.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13304.imgcache.jpg (https://www.0zz0.com)
بعد أن إلتقت ماجدة ومريم في مقهى
الجامعة ( الكافيتيريا ) في نهاية الجزء 3 وتم النقاش مع مريم
في موضوع تحديد النسل وتوصيفها للنساء
بالفئران ، وكيف كان رد ماجدة عليها
وتهديد مريم المُبطن لماجدة بأنها سوف تعتنق أفكارها
يوماً ما ....
انسحبت مريم للذهاب ، على أمل اللقاء في مدرج الكيمياء
لحضور محاضرة في ( الكيمياء العضوية )مع بقية الزميلات
، وبقيت ماجدة في المقهى...
ـ أرجوك أعطني كوب من الماء
أتجهت لعامل المقهي وطلبت منه ذلك.....
ثم بعد ذلك ذهبت لأتأكد متى سيكون التوقيت
للمحاضرة وأيضاً لمعرفة الجدول الخاص بها

وخرجت لأسأل رئيس قسم الكيمياء عن المحاضرة
لانه هو من سيدرسنا مادة ( الكيمياء العضوية )
والتى تعني بدراسة المواد الكيميائية التي
تحتوي على روابط بين ذرات الكربون
فهي من ضمن مادة ( الاحياء الدقيقة )
فمررت بالبهو المؤدي لمكتب الدكتور ( راشد )
فطول الممر يُشعرك أنه قصير لِما فيه من مُلصقات وشهادات
تخرج للطلبة في السنوات الفائته...
فأقتربت من مكتب الدكتور (راشد ) وقرعت الباب
ليسمح لي بالدخول
فقد تمتع هذا الدكتور بشخصية قوية صارمة لاتهتم الا بالمناهج
فقط ولا سبيل لتوزيع ابتساماته للكل ....
حتى يُفهم من غيره أنه يستغل منصبه مثل مايفعل
الدكتور ( نادر ) أستاذ مادة (الكيمياء الحيوية )
والتى تعني بدراسة التعامل مع التراكيب
والعمليات الكيميائية التي تحدث داخل الكائنات الحية
. والذي لاينفك
في أن يقايض نجاح أو رسوب الطلبة وبالتحديد الطالبات
بمدى قبولهن لأنشاء علاقات خاصة والجلوس معهُن
في المقهي او في ممرات الجامعة ....
ومن تتمنع او ترفض ببساطة يُسقط لها نتيجة المادة
ويعرقل تصفيتها والانتقال لمادة اخرى
وحجته ان مادة ( الكيمياء الحيوية) صعبة وهو الوحيد
الذي يفهمها اما الباقي فعددهم قليل من يتجاوزها
واختياره لضحاياه يخصصه
فقط للتى يري فيها استجابة بسيطة
اما من يري فيها صرامة فيتعامل معها بقسوة ....
أو من ليس له القدرة على تيسير أعماله ومتطلباته
المدنية فمثلاً كان يسأل ويتقرب من كل طالب
يعرف أن أبوه له مكانة إقتصادية أو إعتبارية أو له معارف
في الدوائر الحكومية ...
فكان يسأل أي طالب أو طالبه عن مهنة أباءهم ...
فمثل هذه النماذج منتشرة للأسف في الجامعات

ـ السلام عليكم دكتور ( راشد )
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أبنتي ماجدة
نعم ماذا تريدين ...؟
ـ اريد أن أسأل متى ستكون محاضراتك لقسم الأحياء
فقد قيل لي أنه لديك محاضرة لنا الأن ....

لاني كنت غائبة اثناء توزيع جدول المحاضرات ...؟
ـ نعم ....هي الأن بعد ساعة ...
والأيام الأخري هي السبت ...والأثنين ....والخمسي ...
ـ شكراً دكتور
ـ العفو أبنتي
ـ أستأذنك ...
ـ تفضلي ....
فخرجت مُسرعة لقاعة المحاضرات
ودخلت قبل الموعد كي أجهز نفسي
فمادة الكيمياء أحبها كثيراً فأسلوب الدكتور لتوصيل
المعلومة هو اسلوب سهل وشيق ....
فبدأ الطلبة والطالبات بالدخول لقاعة المحاضرة
فرأيت زميلاتي مريم وسناء الملتزمة ومروى
( فمروى ) هذه أنسانة هادئة جداً وإن تكلمت أبلغت
وهي من عائلة شبه ثرية فعندهم خادمة من الهند
وعامل مصري للحديقة ...
ومع ذلك لا نراها تتباها أو تتبجح أو تتكلم عن معيشتهم
وعندما نلتقوا جميعاً تذوب الفوارق في ما بيننا
وتنطلق مروى مثلها مثل بقية البنات في عمرها
في الأهتمام بمظهرها دون شطط أو مُغالاة
وتهتم بالقصص الرومانسية والعلاقات بين الزملاء
في الجامعة ...
اما ( سناء ) فهي ملتزمة بالحجاب ومحافظة حتى على
علاقتها بزملائها الطلبة فنراها تحادثهم علناً في الممر
بتواجد الطلبة ولا تتخذ الأركان أو الزوايا المنعزلة لفعل ذلك
وجُل وقوفها معهم هو للسؤال عن كتاب او محاضرة
أو أستفسار فقط ....
حتى أثناء جلوسنا مع بعض وحكاياتنا عن العلاقات
والمسلسلات والفنانين والأغاني
كانت ساكتة لا تشارك لانها ترى ان العلاقة الحقيقية
هي التى تنشأ وتأتي من الأبواب الشرعية من خطبة
وزواج ...اما المراسلات واللقاءات وما الى ذلك
كانت ترفضه وتقول دائماً ساحتفظ بكلمات الحب والغرام
لمن سيكون زوجي فليس سهلاً أن أتلفظ بهذه الكلمة
وأستعملها لكل من هب ودب ....
فكُنّا نحترم رأيها ونقدرها تماماً ونلتجيء اليها في مساائل شرعية فقهية....
وكلنا تقريباً في الفصول الأخيرة للدراسة في
كلية العلوم قسم كيمياء ...
ولم يبقي الا سنة أوأقل...على تخرجنا
ـ أهلاً يابنات تعالوا فقد حجزت
لكم مقاعد مع بعض
ـ أهلاَ ماجدة
ـ مرحباً بك اختى سناء
كيف حالك ان شاء الله تكوني في أحسن حال
ـ الحمد الله لازلنا نصارع مصاعب الحياة
ـ مروى كيف حالك
وكيف حال والدك فقد سمعت أنه مريض...؟
ـ بارك الله فيك اختى ماجدة
الحمد الله هو في تحسن ولكن العمر له دور كبير
فأصبح يشكوا من كل شيء
قالت سناء
ـ الله هو الشافي المعافي فأحرصي اختى مروى
على الأهتمام بوالدك فيكفي أن الله أوصانا بالوالدين
فهما الخير والبركة ورضاهم هو السبيل لنجاحنا في الحياة....
ــ ان شاء الله اختى سناء وها نحن نحاول
والله هو المساعد ....
قالت مريم وكأنها تريد أن تغير مسار الحديث
عن المرض والموت والوالدين .
لأنها تعلم مُسبقاً كيف يكون رد سناء
وهي لاتريد ان تحتك بها كثيراً.:
ــ نعم يابنات بعد المحاضرة لابد وأن نذهب لحجرتنا
كي نسري على أنفسنا ونفرح ونتحدث عن أخر مغامراتنا
دخل الدكتور (راشد ) ووضع كتبه وبعض الأوراق على طاولته
بجانب جهاز ( البروجكتر)
ليعرض شروحاته لدرس الكمياء
فقال:
ــ السلام عليكم
فردوا جميعاً وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته دكتور
فدخل مباشرة في الدرس حول مادة الكيمياء العضوية
وأهميتها في معرفة المعادلات في علم الأحياء الدقيقة
وأرتباطهما ببعض ...
وتخلل الدرس بعض النقاشات بينه وبين الطلبة
ليزيد من فهم مايريد توصيله لهم....
وبعد ساعتين انتهت المحاضرة فطلب من الحضور
أن يعدوا بحث لبعض النقاط ....
ــ اراكم في المحاضرة القادمة ...
وخرج الدكتور( راشد )
وهنا قمت وزميلاتي وانطلقنا للحجرة المخصصة لاحد
زميلاتنا والتي تتخذها سكن داخلي لها
لبُعد المسافة بين بيتها والجامعة وايضاً لصعوبة ايجاد
مواصلات لنقلها من والي الجامعة
ولظروفها المادية السيئة تم خصيص سكن لها في الداخلي
فكُنّا نستغل هذه الحجرة لجلوسنا وأيضاً لوضع الكُتب وأشياء
اخرى فيها حتى لانضطر أن نحملها يومياً الى بيوتنا....
وهذا الامر بموافقة زميلتنا ( ليلى ) صاحبة الحجرة
فليلة هذه أنسانة بسيطة من عائلة بسيطة جداً ويقطنون خارج
نطاق المدينة...فكانت تسكن طوال الأسبوع
وتتركها يومي الخميس والجمعة لتعود للبيت ....
وهذه المرة غابت ولا نعلم مالذي حدث لها ...
وكانوا يلقبونها ( بالخام ) اي التى ليس لها تجارب عاطفية
او نشاطات فكل الذي تهتم به هو دراستها وأستكمال تعليمها
لتدخل لسوق العمل كي تساعد اهلها مادياً ....
فمن شضف العيش احياناً كانت لاتستطيع أن تذهب للمحاضرة
لانها لا تملك ثمن تصوير المحاضرة ونسخها ....
فكُنّا نساعدها على هذا الامر ولا نتركها هكذا ....
بالمقابل كانت تسمح لنا بأستعمال حجرتها في أي وقت ....
ففتحنا الغرفة وقلت:
ــ الواجب أن نقوم بتنظيف الحجرة ونرتبها وبعدها
نستطيع أن نجلس فيها على راحتنا .....
فاخذت المكنسة وبدأت في كنس وتنظيف الحجرة
وقامت مريم للمطبخ لتعُد لنا الشاي
اما مروى وسناء فجلسوا يراجعون ماتم كتابته من محاضرة
الدكتور ( راشد )
وفي لحظات انتهينا من التنظيف وترتيب الغُرفة
وأجتمعنا على سفرة الشاي مع بعض المُرطبات التى أحضرتها
سناء من بيتهم فهي مُبدعة في تحضير المرطبات والحلويات
وبدء الضحك والمشاغبات البريئة في ما بيننا
حتى وصلنا للموضوع الرئيسي وهو المغامرات العاطفية
لكل مِنّا ....أو النقاش حول أخر المستجدات في المسلسل
الهندي المعروض في تلك الأيام ...
فقلت لهم :
ــ الحقيقة انا لم اشاهد الحلقة الماضية لاني كنت مشغولة
وليس لي مزاج حتى للجلوس على التلفاز ....
هنا انطلقت مريم وكأنها تريد أن تعرف أكثر عن انشغالي
ــ ماجدة مالذي حدث لك من انشغال
هل هو الحب الجديد ....أصدقينا القول ...
فمن هو وما عمره وكيف شكله وهل قال لك شيء ....؟
فقلت لها:
ــ أنتظري قليلاً ولا تستعجلي المعرفة .....
فأنطلقت صيحات استهجان وسخرية مختلطة بالضحك
تأييد لكلام مريم في معرفة المزيد ....
الا سناء فقد التزمت الصمت ولم تعلق
فقلت لهم بعد أن عدّلت جلستي :
ــ ساخبركم بشيء حدث لي أمس
ولا اعلم هل أنا على صواب
أو خطأ ...
فقالت مروى ومريم بلسان واحد :
ــ هل لمس يدك هل تمادى ...هل ...هل تغزل فيك ...؟
فقلت لهم:
ــ هو شاب مثقف ووسيم وذكي وغريب بعض الشيء...
فقالت مروى:
ــ هذه توصية خاصة لكِ فهوا متكامل كما تريدين ....
فقلت لهم:
ــ لا ...ليس توصية خاصة او مصنوعة
بالمقاس على ما أريد
ولكن هي الصدفة المحضة فقط ....
فقالت مريم:
ــ كيف ذلك ...ونحن نعرف عنك أنك رومانسية وعاطفية
وبجانب ذلك ذكية ومثقفة ومميزة في الدراسة ...
فانت تستحقين التوصية والصناعة المخصوصة لكِ ...
فالحب والوله والعشق هو مانسعى اليه ...
فجاء صوت سناء بعد صمت :
ــ الحب الذي نسعى اليه ليس مثل هذا وليس بمثل
هذا المقياس أو المنظور والذي نشاهده هنا وهناك
ومن اشخاص لاقيمة لهم الا اللعب بالكلمات وبعواطف
الفتيات الغافلات ....
فنظرت اليها مريم وقالت :
ــ ماذا دهاكِ ياسناء حتى الحب تتفلسفين عليه وتضعين له
شروط ومقاييس ...
فأتركي الأمر على طبيعته ودعيه ينطلق
فردّت عليها سناء بعد أن عدّلت جلستها
وكأنها ستدخل لمعركة كلامية مع مريم :
ــ الانطلاق يامريم لابد له من وسيلة ومشروع وهدف
فوسيلة الأنطلاق لا بد وأن تكون صحيحة وسليمة وشرعية
والهدف لا نقرره نحن بل يقرره أولياء امورنا
في مدى صلاحية من نختار وليس نحن
لاننا لانعرف الغث من السمين ومن الكاذب من الصادق
ومن الأنتهازي والحقيقي الذي يريد بناء أسرة ....
فكل الذي نراه هو الشكل ومدى براعة من نقابله في
الغزل والكلام المُنمق الذي يذيب الصخور....
ــ لا...لا...ياسناء
تفكيرك رجعي وبالي فليس من حق أحد ان يختار لنا الا
نحن أصحاب الشأن....
ــ يامريم لم أقل يختارون لنا ونحن مُغيبون
بل قلت هم من يساعدوننا على تصحيح خياراتنا ومساعدتنا
في أتخاذ القرارات المصيرية ويكون ذلك بتعليمنا حًسن
الاختيار وليس تجريب ما نختاره وكأننا نصارى
بل نختار على أسس سليمة واضحة بشرط عدم التعدي
على التشريعات التى نؤمن بها ....
وهنا أريد أن أسألك يامريم
هل الصادق هو الذي يأتي للبنت مباشرة ويقول لها كلمة
واحدة وليس معلقة في الغزل ....
انا اريد ان اعرف بيتك
وأهلك لاني رأيت أنك تعجبينني واريد الأرتباط بك ....
او الذي يقول وجب أن نعيش لحظات عشق وهيام وحُب
ولقاءات تحت الاشجار وفي زوايا الجامعة
وندرس سلوك بعضنا بعض مثل مايحدث في المجتمعات
النصرانية التى تبيح العيش مع
( البوي فرند ) وكأنه زوج
وبعدها إما يقررون الزواج أو الأنفصال عن بعض
فقولي لي وبصراحة
أيهما يصلح أن يبني بيت وأنشاء اسرة...؟
أم الذي يُشبع غرائز الفتاة من كلام في الغزل والهيام
والتمنيات وبعدها ينطلق لأخرى ...بعد أن يأس منها...
فقالت مريم لتنهي النقاش مع سناء
ــ انا اتكلم عن نفسي وأقول لا أحب
الا أن أكون حُرة في كل شيء
وأعيش بعواطفي كاملة مع من أخترته قبل الزواج
حتى وأن فشلت في الأختيار
فلا بأس هكذا الحياة هي تجارب ....
فشعرت أن النقاش وصل لمرحلة لابد وأن أتدخل
لأفض الشبه نزاع ...
فماذا حدث إثناء النقاش حول مغامرات ماجدة....؟
بين ( سناء ) و ( مريم )
وكيف توصلت ماجدة لمعرفة أن مريم لها شبه علاقة
من قريب او من بعيد بالمدعو ( مفيد )
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الخامس
من
الرجوع من الذهاب ......بعيداً
مُتابعة ممتعة
تقديري الكبير لكل المتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم....اندبها

عاشقة الأنس
09-28-2017, 04:03 PM
قصة أكثر من رائعة وجميع فصولها مترابطة الاحداث
الهمتني كثيرا في قراءتها
ننتظر ما تبقى من الاحداث أستاذ أندبها
ودي لك

عاشقة الأنس
09-28-2017, 04:12 PM
سرد رائع وقصة مشوقة
في انتظار باقي الأحداث
ودي لك

اندبها
09-28-2017, 10:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13423.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13424.imgcache.jpg (https://www.0zz0.com)

وأستمر النقاش بين البنات
في حجرة( ليلى ) حتى أحتدم بينهم
فحاولت ( ماجدة ) إيقاف ذلك بقولها :
ــ الهدوء يابنات
ولا تنسوا أنكم تتكلمون على مشكلتي فاجعلوا الأمر محدد
ولا تتطرقوا لمسائل ليس وقتها ولا مجالها...
ــ حسناً قولي لنا ياماجدة مالذي حدث
بالدقة والتفصيل
قالت مريم هذا الكلام لتدخل لصُلب موضوع ماجدة
فقلت :
ــ لم يحدث شيء سوى أني ألتقيت به وكان رومانسياً بأمتياز
يداعب الورود ويتاملها وكأنه يراها لأول مرة....
فخرجت أهات وآهات من مريم ومروى وقالوا:
ــ هل من مزيد ...أستمري في الكلام ....
فقلت :
ــ فأبتسم لي وأبتسمت له وبادرني بالتحية ثم أعتذر وذهب
فقالت مريم:
ــ وكيف يحدث هذا وبدون ان يتغزل فيك او يترك شيء ليُذكرك بنفسه
هنا لفت أنتباهي لملاحظتها وكأنها تعلم مالذي حدث
ولكن أستبعدت الامر وقلت:
ــ نعم لقد نسي شيء خاص به فاخذته
فلم أفهم شكله ولا خِلقته فليس بحيوان ولا انسان ففيه
اكثر من يد وأكثر من قدم وأكثر من عين....
فوجدت فيه لفافة ورق مكتوب عليها رقم هاتفه...
فهزّت مريم رأسها إعجاباً بالموقف وقالت:
ــ هكذا يُفترض أن يكون الأمر...
وعلّقت سنا بقولها:
ــ الدمية التى تركها كيف شكلها....؟
فقلت لها:
ــ شكلها كذا وكذا وكذا .....
فقالت سناء
هذه مثل التميمة او التماثيل التى يعبدونها الهنود ويعتقدون
أنها آلهة من دون الله ...فنراهم يقدسونها
بكل ما تحملة معنى كلمة تقديس ....
فقلت :
ــ لم أفكر في هذا الأمر مع أني مُدمنة على المسلسلات الهندية
او الأفلام الهندية ولكن لم يخطر ببالي هذا الامر ....
فتوقفت قليلاً لأسترجع ماقاله لي مفيد عن لعبته هذه
من انها غالية عليه جداً هي تميمة تحمل الخير والبركة
وقد اعطتني اياها هدية امراة مقامها أكثر من مقام امي ....
عندها أسترسلت في الكلام وتركت التفكير في امرها الى وقت اخر....
فقالت مريم:
ــ وماذا حدث بعد ذلك....؟
فقلت:
ــ لقد اتى لي بهدية اخرى وفيها وردة جميلة
اثناء أرجاعي للعبته بعد أن أتصلت به من الرقم الذي وجدته
في داخل اللعبة....
فكلمته وأتفقنا على لقاء أخر....
فقالت مريم :
وماذا حدث بعد ذلك ....؟
فقلت:
لقد أتى لي بهدية وفيها وردة جميلة ....
فصاحوا البنات مريم ومروى :
ــ نعم هذا هو الحب من اول لقاء ....
فما هي تلك الهدية ....؟
فقلت لهم :
ــ هي للأسف كتاب هندسة لم أفهم حتى عنوانه وهو يختص
بالهندسة المعمارية او الانشائية او البناء والتشييد
المهم هي هكذا فهمتها من خلال الصورة على واجهة الكتاب...
فقالت مريم:
ــ وهل قرأتيه.....؟
فقلت لها بحزم:
ــ لا ....لم أقرأه
ولم اتصفحه حتى....
فقالت مريم:
ــ ولماذا لم تقرأيه ....لماذا .....؟
هنا أستغربت إصرارها على قراءته وقارنت
إصرارها بأصرار وإلحاح مفيد حين أعطاني اياه
فوجدت تشابه في الأهتمام بقراءة الكتاب..!!!!
فقلت لها:
إمعاناً في تحديها وتحدي مفيد ورفضي لطلبها
وطلبه ....
ــ لا ....لن أقرأه ...فما الذي أعطاني أياه
ثمن قراءته حتى أنه لم يغازلني أو حتى يظهر
أهتمامه بمعرفتي
او حتى لم يسمعني لابوح ولا بيت شعر
سوي إصراره على القراءة
وكأني في فصل دراسي ليختبرني ويختبر ثقافتي....
هنا امتعضت مريم وقالت:
ــ لماذا تخافين من قراءة كتاب اُهدي اليك....؟
فحاولي قراءته اليوم....
فقلت وهذه المرة أصبح الامر تحدي:
ــ لن ألمسه أو حتى اتى لناحيته حتى أتأكد من أن صاحبي
هذا يستحق أن أجازف وأنفذ له مايطلب
فالكتاب هو كتاب عادي ربما يختص بمجالات علمية
ولكن المبدأ هو أن لا أُصغر نفسي وأجعلها مطية وفرض رأي
في أن يملي عليّ مايريد ....فهذا...لن يكون.....
ــ حسناً ....حسناً ....متى ستقابلينه مرة اخرى...؟
قالت مريم هذا الكلام وهي تنتظر الرد من ماجدة.....
فقلت لها:
ــ لا أعلم فلم يأخذ رقم هاتفي ولايعلم شيء عني
الا مكان تواجدي في الحديقة احياناً....
فقالت مريم:
ــ لابأس ...لابأس ....
قالت ذلك بعدها أستأذنت
أستأذنكم يابنات
لأخرج قليلاً لقضاء حاجة لي وسأعود....
فخرجت لفترة وجيزة تتعدى الربع ساعة
ورجعت بوجه غير الذي خرجت به وقالت لماجدة:
ــ فكري في مقابلته ثانية اليوم
فربما تجدينه .....
ــ حسناً سارجع فلن اخسر شيء
على الأقل لأملي عليه شروطي في ان لايفرض
عليّ شيء لاأحبه أو لا أقبله
فالأشياء التى تاتي بتلقائية لها وقع في النفس...
فلا يمكن أن تكون أولى تجاربي العاطفية فيها الكثير
من الأجبار أو الأكراه في أفعلي ...كذا ولا تفعلي كذا ..
فالعلاقات الأجتماعية العامة والعاطفية خاصة بداياتها
تكون تحت حُكم نبضات القلب وتحرك الأفئدة ووحى المشاعر
وهنا التلقائية في تآلف القلوب شيء ضروري
فلا يمكن أن يكون هناك شعور عاطفي والتى يتوج
بالحُب والوله يأتي بأفعل كذا ولا تفعل كذا....
وأمر جوارحنا في أن تتحرك كذا ...وكأننا أمام
مقابلة تحضيرية لقبول دور في مسلسل أو مسرحية ...
فالمشاعر يابنات هي من تتحرك بتلقائية فإن شعرت
بشيء تجاه الطرف المقابل فهنا وجب معرفة هذا الشيء
في هل هو مريح ومطمئن أو هو مُزعج ويكدر الصفو
أما أن تكون المشاعر العاطفية مثل الصنعة التى يتم طلبها
فهذا لايصلح ....
إنبهرت مريم من قولي هذا
وقالت وأمارات التعجب بادية على مُحياها:
ــ ماهذا الحس المُرهف ياماجدة
لم اعلم أنكِ تملكين من الفهم والأستيعاب
والفكر الناضج تجاه المشاعر وكأنك شاعرة أو أدبية ...
فالذي يقول مثل قولك هذا لابد وأن يكون شعوره
تجاه من يُحب أو يكره ...شعور صادق ....
ولكن أيضاً لايمنع ياماجدة من أن تتعاملي مع صاحبك
تعاملاً بشرياً بترك المشاعر والأحاسيس تتكلم وحدها
بتلقائية دون حساب مُسبق أو تنسيق....
ـ نعم هذا ماكُنت أريد أن أوصله لكم ....
لاشروط لاتنازلات وأيضاً لا أشياء مُبهمة
وساكون هناك اليوم في المساء ....
قالت مريم:
ــ فليكون المساء أذاَ....
مروي:
ــ ماهذا يامريم نلاحظ أنكِ مهتمة بماجدة وصاحبها
وكأنكِ خاطبة تحاولين تزويج أثنين .....
فأنطلقت ضحكات من البنات على كلام مروى.....
أما مريم فقد أسرّتها في نفسها وتبسمت ولم تُعقب ...
وكأنها تقول في نفسها نعم أنا الخاطبة...أنا كذلك ...
ومن خلال ملاحظة مروى
اتضح لي ان تخميني حول حرص مريم وتحديدها لموعد اللقاء
بعد خروجها ورجوعها مباشرة ... يزداد تأكيد ...
حول علاقتها المُباشرة بالموضوع ....
هنا زاد الامر ريبة وشكوك في الكثير من روابط الأستفهامات
حول كلامها إثناء نقاشنا الحاد في موضوع الانجاب
وقولها سترين كيف ستوافقيني على أفكاري ....
ــ هيا بنا يامُراهقات للأستعداد لمحاضرة الدكتور ( نادر )
قالت سناء هذا الكلام وهي تضحك ....
بعدها وقفت وألتقطت أوراقها هي ومروى ومعهم مريم
فقلت :
سألحق بكم بعد قليل
خرجوا البنات للمُدرج الخاص بمادة ( الكيمياء الحيوية )
للدكتور ( نادر )...
أما انا فبقيت في الحجرة قليلاً لأنظف الحُجرة بعد أن
تم جلوسنا فيها وتجميع بقايا الحلويات وأكواب الشاي...
فلا أريد أن تأتي ( ليلى ) في الأيام القادمة وتجد حجرتها
غير مُرتبه...
ففي إثناء ترتيبي للحجرة سرح خيالي قليلاً في الأحداث
المُتسارعة في هذا اليوم من نقاشات مع زميلاتي
ونقاشنا حول ( مفيد ) الذي لم أذكر أسمه أمامهم
حتى أتبين من يكون ، بالأضافة لبعض الأستفهامات
المحيطة حوله...وبالتحديد حرصه الشديد على قراءة الكتاب
وفهم محتواه ....وأيضاً إصرار ( مريم ) على معاودة مقابلته
ولكني نسيت في كيف لا أسألها في لماذا لا تكون لها علاقة
مع احد الطلبة ، طالما هي تشجع مثل هذه الأمور ...
ولكن أستدركت الأمر لأني أعلم مُسبقاً انها مرت بتجارب
فاشلة سوى مع أعضاء هيئة التدريس وبالتحديد مع
الدكتور( نادر ) الذي حاول معها ونجح في البداية
ثم تم الأنفصال في ما بينهم ، بعد أن نجحت في مادته
ليس لأنها رضخت لمطالبه ، ولكن لأنها اعطت المادة
لدكتور أخر ....
فكانت لها تجارب عديدة ولكن علمت ان لها صديق
خارج الجامعة ....فتوقفت عن مشاكسة زملائها في الجامعة
والحقيقة الكُل يخشاها ، لانها حادة الطباع وجدلية
ومؤخراً أصبح لها أفكار تخيف من يصادقها
أو يتقرب منها...
اما تحملنا أياها كان للوفاء بعهدنا لوالدها ....
فاليوم ان شاء الله سأقرا الكتاب
ولن أقول لأحد أني فعلت ذلك ....
بعد ان أنهيت من ترتيب الغرفة ومُحاكات نفسي
خرجت لألتحق بزميلاتي ( سناء ومروى )
في مدرج ( الكيمياء الحيوية ) أما مريم فلن تكون
في المحاضرة لانها سبق وأن نجحت فيها ....
وستنتظرنا خارج المُدرج ....
فالتحقت بهم وحضرنا المحاضرة مع الدكتور ( نادر )
والذي رحب بنا وأظهر قليل من الحزم والكثير
من الأبتسام الغير مُبرر ...
وبدأ في شرحه المُسهب على هذه المادة
والتى تعني العلم الذي يبحث عن كيمياء الكائنات الحية
سواء نباتية أو حيوانية اوكائنات دقيقة
وهي دراسة تركيب المواد الكيميائية في الخلية والتغييرات
التى تطرأ عليها ...
ودراسة مكونات النواة والأسس الكيميائية لعلم الوراثة
وإثناء شرحه لاحظت على مروى أنها متضايقة
من نظراته اليها ، فما كان منها إلا أن غيرت مكان
جلوسها بحجة أنها لاترى جيداً عن قُرب ...
وبالطبيعي ( سناء ) لايستطيع أن يقترب منها
الا في حدود الدرس ....فلا أعلم لماذا يخشاها
فربما هو معرفته بوالدها الذي رآه أكثر من مرة
حين يوصلها أو يأخذها معه للبيت ....
بالأضافة أنه يعلم انها مميزة في مادته هذه ...
أما انا ففكري مشغول بما في نفسي ...
فجسدي فقط في المحاضرة اما الباقي ففي مكان آخر...
وأيضاً في اللقاء المُرتقب مع ( مفيد )
فماذا سيحدث في هذا اللقاء...وكيف تكتشف
نقاط أخرى تُدعم شكوكها حول مايخططون لها
مريم ومفيد ...
هذا ما سيتم معرفته في الجزء السادس
من
الرجوع من الذهاب.....بعيداً
تقديري وامتناني لكل من اراد المتابعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها

اندبها
09-29-2017, 02:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على رسول الله



http://wahjj.com/vb/imgcache/13482.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)



http://wahjj.com/vb/imgcache/13483.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)



وعند انتهاء المُحاضرة خرجنا ، فوجدنا ( مريم )


في الأنتظار ونحن في الطريق لبيوتنا


قالت:


ــ مارأيكم في أن نذهب للنادي وهو قريب من هنا


لنلهوا قليلاً وبعدها نرجع لبيوتنا...


فقلت لها:


ــ أعذروني فأنا لا أستطيع فاني تعبة جداً وربما مرة اخرى...


ـ نعم تعبة جداً لانك ستقابلين صاحبك المُزعج


قالت ( مريم ) هذا الكلام وتخللته ضحكات ....


فقلت لها:


ــ ساحاول أن ألتقيه أن تيسر لي ذلك...


والا فسيذهب للجحيم ...يكفي تصغير نفسي وإذلالها ...


هنا أنقلبت ملامح ( مريم ) وفتحت فمها وقالت:


ــ ماهذا ياماجدة تقولين عنه فليذهب للجحيم...لماذا ...؟


ــ نعم فليذهب للجحيم ..فلا أريد ان أكون أسيرة أحد


وعندما أريد ان اكون أسيرة ، فسيكون أسري برغبتي


وبأرادتي وبمزاجي فقط ...


والان مع السلامة يابنات ....


وذهبوا في طريقهم ( مريم ومروى ) اما سناء


فكالمعتاد فقد أتى والدها وأخذها معه ....


وتبدأ معاناتي مع بقية هذا اليوم


فرجعت للبيت مُنهكة جسدياً وفكرياً


فوجدت أمي كالعادة تجهز الغذاء


فدخلت معها للمطبخ لأساعدها في التحضير


مع اني مُتعبة من زحام الحافلة ومن كل شيء


الا أني أردت أن اقف بجانبها فهذا أقل القليل


تجاه والدتي وقُرة عيني الحبيبة أُمي ...


ــ مرحب حبيبتي ماجدة


كيف حالك اليوم وحال الدراسة ...؟


ــ الحمد الله ماما


كل شيء على مايرام


حشر لنا الدكتور ( راشد ) والدكتور ( نادر )


عقولنا الصغيرة بكثافة هائلة من المعلومات ...


بدأت أمي تضحك وقالت:


ــ أنت دِماغك كبير ولست أنت من يشكوا صعوبة


المناهج ...فأني أعرفك مميزة في كل شيء ...


ــ شكراً ياحبيبتي


انت هكذا دائماً تشكرينني على أتفه شيء


لأنك أمي ...ولايشكر الأبنة الا الأم مهما أخطأت ...


ـ وماذا فعلتي أيضاً ...؟


إلتقيت بزميلاتي وقضينا وقت ممتع ...


ــ حسنا أبنتي يمكنك أن تستريحي الأن


وسوف أُكمل الطهي ...


ــ شكراً ماما بالفعل انا أحتاج للراحة قليلاً ...


وبعد ساعة أو أكثر بقليل


سمعت احد أخواتي تقرع باب حجرتي


ــ ماجدة الغذاء جاهز ونحن ننتظرك ...


ــ حاضر سآتي بعد قليل .....


جلسنا أنا وأخواتي ومعهم أخي ( أحمد ) بالأضافة لأمي


وبدأنا نلتهم في الطيبات التى أعدتها الرائعة امي ...


وفي أثناء ذلك قال أخي أحمد :


ــ ماجدة هل أجد عندك ( بطاقة ذاكرة إضافية )


ــ ولماذا تريدها ....؟


ــ لأن هاتفي النقال مملؤ وكذلك بطاقة ذاكرته


احتاج لاخري ....


ــ ولماذا تحتاجها ،

فيمكنك نقل ماتريد الى جهاز ( الكمبيوتر )


الخاص بك وهكذا تستطيع أن تستعمل


بطاقة الذاكرة مرات كثيرة


فقال:


ــ لا ... أفضل هذه الطريقة ، لاني أحتاج للبطاقة وهي في هاتفي


حتى يتسني لي مشاهدة أي ( فيديوا او اغاني او صور )


مع أصحابي ....


فعلقت عل كلمة أصحابي وقلت وأنا أهمس في أذنه


ــ وصاحباتك أيضاً اليس كذلك ....


فتفاجأ وقال :


ــ أسكتي أرجوك فأمي دائما تعيرني


بأني اتكلم كثيراً مع البنات


وهذا غير صحيح ....


فشعرت أني أحرجته فقلت له:


ــ ليس عندي بطاقة ذاكرة أحتياطية ولكن أن كنت تحتاجها


فعلاً فسأشتريها لك اليوم ....


قلت هذا الكلام وكأني أريد ان أعلم الجميع باني سأخرج


هذا المساء ...


وستكون حُجة لي....وللخروج ...


فقال أخي:


ــ شكراً ياماجدة وساذهب معك لشرائها ...


ـــ لآ.. لاداعي إبقى هنا في البيت وأنتظرني ...


ولكي أغير مسار الحديث وأهرب من طلبه في مرافقتي


قلت وكاني أحقق معه لأستفزه :


ــ قل لي ماهذه البرامج


والأفلام التى تُحمِلها في جهازك


ولاتريد أن تحتفظ بها في


( الكمبيوتر الخاص بك )....؟


فقال:


ــ لا شيء هي فقط بعض الأغاني ولقطات للاعبين المُفضلين


عندي مثل ( رونالدو البرازيلي وكريستيانوا البرتغالي

وزيدان ولويس فيقو

وروبيرتو كارلوس ..

.الا ميسي فأني لا أحبه ...)


وبعض أشياء اخرى طريفة ....فقط....


ــ فقط ...!!!! فهل تسمح لي بمشاهدة ماعندك ....؟


ــ ياماجدة هل تفهمين في كرة القدم حتى تشاهدي ما عندي ...؟


ــ نعم أفهم فيها جيداً فالأسماء

التى ذكرتها هي للاعبين مشهورين


ويلعبون في نادي واحد مع بعض

وهو نادي ( ريال مدريد )...


فتح أخي فمه وهو مملؤ بالطعام تعجباً مما سمع


وقال والكلام لايخرج بسلاسة من جراء مافي فمه ...


ا ــ نت تفهمين أيضاً في كرة القدم ..!!!!!!.؟
وتشجعين ايضاً نادي ( ريال مدريد ) المُفضل عندي !!!!



ــ نعم وماهي المشكلة ....وأزيدك من الشعر بيت


واللاعب ( لويس فيقو ) كان يلعب مع نادي ( برشلونة )


وانتقل لريال مدريد ...

حتى في أحدى المباريات التى جمعت


( مبارة الكلاسيكوا ) بين ريال مدريد وبرشلونة في ملعب برشلونة ،( الكامب نو )

قام الجمهور الكاتلوني


بشتم وقذف لويس فيقو بالحجارة والزجاجات الفارغة...


وكلهم أعتزلوا اللعب ،

الا كريستيان رونالدوا لازال يتألق ...


وهو نجم الفريق الملكي ......


فهل أزيدك أيضا .....؟


ـ الله أكبر ماهذا ....؟


وتفهمين أيضا في مشاكل اللاعبين ...!!!!!


ولكن عادة الأهتمامات الكروية مقتصرة


على الشباب فقط أما البنات فلهُنّ اهتمامات اخرى


مثل ما أري من صراع أخواتي على التلفزيون لمشاهدة


المسلسلات والبرامج الغنائية .....


ــ لا يأخي فالعالم اليوم أصبح مُتاح فيه كل شيء


مفهوم ومتداول ،

فالقنوات الفضائية جعلت العالم كأنه زقاق


في أحد الأحياء...

تستطيع أن تدخل هنا وهناك وتنتقل حيثما تريد


ففيه العلم والمعرفة والثقافة وأيضا المفاسد ....


وهنا اردت أن أنبهه للأمر بطريقة شبه ذكية ....


فقلت له:


ــ وهذا الزقاق فيه من المفاسد الشيء الكثير وأيضاً المنافع


الشيء الكثير ايضاً ، فاحذر من الدخول للازقة المُظلمة


كي لا تتوه ...


فالقنوات الفضائية لم تعد مثل قبل تحت رقابة الدولة


بل أصبحت خارج نطاق رقابتها ، هنا ظهر سوق


لتشجيع المفاسد والترويج لها .....


ولكن لايمنع من أن الشبكة العنكبوتية لها منافع أيضاً


فمثلاً الدكتور ( راشد ) والدكتور ( نادر ) كثيراً


ما كانوا يطلبون من الطلبة بحوث لعلماء في الكيمياء


وهذه البحوث نجدها في مواقع خاصة بهم ...


حتى في المدارس الأبتدائية يطلب الأستاذ من التلاميذ


البحث عن مواضيع تختص بالمنهج المخصص لهم


كل ذلك ليعلمهم البحث عن الفوائد ....
وأيضاً هناك منتديات اجتماعية تواصلية ثقافية رزينة ومحترمة
يسعون اهلها لنشر الطيبات بُغية الأجر والثوابا ....
ويعلمون جيداً أن كل كلمة تُشر ستُحسب لهم او عليهم
فنراهم حريصون على كل شيء ....



وهنا قال أخي( أحمد ) كلام لم اكن أتوقعه :


ــ ولكن يا ماجدة هذه التقنية فيها أيضاً مفاسد وثقافات


غريبة تُفسد العقول وتغير المفاهيم ....


ــ ولماذا أنت لاتدخل لمواقع هذه الثقافات الغريبة


أو المفاسد كما تقول ....؟


فقال:


ــ أنا مثلي مثل أي شاب يحب ان يطلع ولكن تربية


كل شاب والبيئة التى خرج منها هي التى تحدد نوع المشاهدة


او المتابعة التى يريدها....


ولكن لكي لا أظهر امامك بأني مثالي الفكر


أقول لك نعم أرتكتب أحياناً أخطاء في بعض الحالات


وأشعر أني أستهلك مصروفي الخاص في تحميل وشراء


( كروت الدفع المُسبق للنت ) وكل ذلك بلا فائدة تُذكر


ولكن من باب اللهو في تجميع الصور فقط ....


نعم هذه مشكلة شباب الأمة ....


فنظرت أمي لنا وقالت:


ــ لقد حولتم جلسة الغذاء الي


قاعة مناقشة ، فاتركي أخاك


يهنأ باكله ....


ــ حسناً ماما ولكن اخي أحمد من

المرات القلائل التي يجلس فيها


معنا وندخل سوية في نقاشات جدية ....


وألتفت لأخي وقلت له:


ــ حاضر اخي الحبيب سأشتري لك ماتريد .....


قمنا جميعاً من على طاولة الأكل


وانطلقنا نحن البنات لتنظيف الأواني ومساعدة الوالدة


وبعد ان أنهينا عملنا في المطبخ ...


ذهب كُلاً الي حجرته وذهبت بدوري لمكمن


راحتى أحيانا وشقاء نفسي أحيانا ً اخرى...


لأرتاح قليلاً وأستعد في المساء لتجديد اللقاء ...


فوقع نظري على الكتاب الذي دار حوله نقاشات كثيرة


فقلت ساتصفحه ، ولأرى مافيه ...

ففتحت الصفحة الأولى


فوجدت كلمات جذابة تغري القارئ وتعلمه بأن


النتيجة النهائية حتى قبل أن تقرأ الكتاب هي


( حرية ، إخاء ، مساواة ، إنسانية )


فكأنه يوحي للقارئ بالنتيجة المُسبقة حتى لايتفاجأ


بما في داخله من معتقدات أو تصورات او أوهام ...


فقلت في نفسي


هذه بادرة طيبة من خلال هذه الكلمات لكتاب هندسي ...


وتركته ونمت ....


وفي المساء جهزت نفسي ، ولكن هذه المرة


لم أبالغ في لباسي مثل المرة الماضية


بل تركت نفسي على سجيتها وخرجت بنفس الملابس


التى ذهبت بها للجامعة ، فلم يعد يهمني مظهري


بقدر مايهمني ما سألاقيه في الحديقة ...


ونزلت فوجدت اخي ينتظر


خروجي فبادرني وقال :


ــ لاتنسي ما أوصيتك عليه ....


ــ حاضر سأفعل ....


فالمهم الأن هو إنهاء هذه المسرحية وأسدال الستار


على بداية فصولها ، أو فتح الستائر لها وأكون أولى


المشجعات لفصولها ....


وفي اثناء مروري ودخولي لنطاق الحديقة


فكرت في أن أشتري له هدية ....ولكن تراجعت


وقلت تكفي وردة اقطفها من مصدرها هنا ...


كما فعل هو ...


أخوتنا الكرام


هل ستجد (ماجدة ) ( مفيد )


وتقابله لتتعرف أكثر عنه....وتكون سعيدة بلقائه


أم ستكره الدقائق التى جمعتها به ....؟


هذا ماسيتم معرفته في الجزء السابع القادم


من


الرجوع من الذهاب.... بعيداً


تقديري لكم ولكل مُتابع


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اخوكم... اندبها

اندبها
09-30-2017, 09:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13514.imgcache.jpg (http://www.qqq4.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13515.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
فلم تمضي دقائق من وصولي للحديقة وأنا احرك رأسي يميناً وشمالاً
باحثة عن خياله ، فكنت متأكدة بانه سيأتي
فمن خلال إصرار ( مريم ) وثقتها بأنه سيأتي هو
ما أعول عليه ....
وبالفعل لم تمر لحظات حتى رأيته من بعيد بقامته الفارعة
واناقته المُبالغ فيها ولا شيء في يديه ...
سوى بعض المطويات الدعائية
والتى عرفتها بعد أن جلست
بجانبه ...
فأتجهت ناحيته وأنا أمشي وكأن على رأسي الطير
فتقدم خطوات في أتجاهي ووقف حتى أصل أليه ...
ــ مرحباً آنسة ماجدة....
زهرة الحديقة وزنبقتها الجميلة ...
ــ أهلاً أستاذ مفيد ...
ــ كيف حالك ...
ــ حالي ياوردتي هو حال الياسمينة التى تتلهف شوقاً
لمن يلثم أريجها ويتحسس مباهجها ويتنسم عبيرها
فأنا ياوردتي هكذا لا أرتاح حتى أتمتع بلقياك وأجلس
في ظِلك وأستمع لصوتك ...لأشحن وأستزيد قبل
فقدك أن فكرتي عدم الرجوع ....
هذا هو حالي ياوردتي ماجدة ...
هنا أنقلبت كل موازين فكري فأنشرح صدري
وتحركت أوصالي وأهتز كياني هزة عنيفة
ففتحت مسامات فؤادي لكلامه الذي لم أكن أتوقعه
وكأنه كان على علم بما أريد من سماع هذه
الخواطر الجياشة ...
فأنطلق لساني يترجم مافي نفسي بكلام لا أدري
كيف خرج وبأي لسان نطق ...ولكنه نطق وقال:
ــ نعم يامفيد هي هكذا
وردتك وحديقتك التى لم يسبق لأحد أن شم أريجها
ولا تحسس أوراقها
ولا جُرحت انامل من ملمس سيقانها
هذه هي وردتك التى أحتفظت بشذاها
ومخازن قطرات نداها
وإخضرار أوراقها فلم يعبث بها أحد أو سلاها ...
وستكون هكذا لمن يستحقها ويُحبها ويرعاها ...
وإن تطفل عليها أحد فلا يجد الا الأشواك
والقهر والندم من فرط التعدي على حِماها...
فأحذر يا من غزوت القلب
فوردتك مصاريعها مفتوحة فلا شمس ولا قمر
يستطيع إفساد ضوءها ولا جو سماها ...
ــ وردتي ماجدة
القُرب من الورد من غير سبب فناء
ومُحاكات أريج عِطرها يجدد اللقاء
فهذا قلبي ومفاتيحه تحت إمرة ماجدة سيدة الحديقة واللقاء ...
ــ لا فُض فوك ولا أندثرت حياتك تحت الفناء
فلا أستحق هذه الكلمات
الجميلة الخارجة ندية من قلب مليء بالرجاء ..
الرجاء لقبول زفّة قلبين تحت بريق النجوم في السماء ...
فمازال قلبي يدق ويرتعش
باول ضغط على شرايينه كي يشعر
أنه ليس بنائم أو مُكبل لحركته في هذا اللقاء ...
بادرني بعد ان صغت كلماتي والتى لا أدري
هل وصلت فكرتي له ليحذر ويعلم من انا ...
ــ ماجدة كيف انت وماهي اخبارك
فاني اعلم بأني تركتك دون أن أفسر لك ما تريدين فهمه
فان أردتي الأستفهام عن شيء فأنا جاهز لك ...
فقلت له وأنا مُنتشية من كلامه وخواطره
ــ لاتوجد أستفهامات سوي ماسألتك عنه بخصوص لعبتك
وأيضاً أريد أن أعرف من تكون أنت ...؟
اما أنا فبأختصار فتاة من طبقة متوسطة
فقاطعني وقال :
ــ اعلم ذلك من خلال طيبتك وسلوكك الطيب
فأستغربت مرة أخري في كيف يعلم وأنا لم احدثه عن نفسي
ولكن سأستغل الموقف وأستمع له بخصوص لعبته
ــ نعم ....ماهي قصة لعبتك...؟
ــ قصة لعبتي او كما تحبين ان تسميها هي
تمثال عاشرني وأنا طفل رضيع لازال في المهد ...
من هنا احببته ...
ــ ولكن كيف تحبه فمن أعطاك إياه ...؟
ـ أنا ياماجدة من عائلة معروف ثرائها
ولكثرة سفر والدي وأنشغال والدتي بالحياة الرغدة التى
نعيش فيها وأحياناً بسفرياتها
كُنت سبب في عرقلتهم في تنقلاتهم من هنا وهناك
فتم تكليف خادمة او سيدة فاضلة من الهند
وهي معروفة بنزاهتها وامانتها وحُبها للأطفال
فتم تكليفها كخادمة ومديرة ومدبرة المنزل
بالأضافة الاهتمام بي وباخوتي الأخرين
وتوفير متطلباتنا من أكل ونظافة وترتيب البيت
وأحيانا ً إستقبال الضيوف ...
فكانت هي الأم الثانية بعد والدتي
وكان هذا يرضي غرور أمي ويجعلها لاتهتم كثيراً
بمتطلبات طفل صغير لا زال يحبوا
فكانت هذه المُربية الفاضلة هي من تقوم بكل شيء
بدء بالعناية بي من نظافة واكل ولما كبرت
قليلاً ودخلت المدرسة كانت هي من تراجع لي دروسي
وبحكم انها تتقن الانجليزية ،
كانت تساعدني كثيراً في الواجبات
المدرسية ....فتجلس بجانبي وتهتم بي
حتى اتعب وانام فتنقلني الي فراشي ...
واحياناً اجلس بجانبها في حجرتها الخاصة
واكتب واجباتي تحت أشرافها ...
وعندما يتملكني النوم
انام بجانبها ...
وكانت امي لاترى في ذلك غضاضة
بل تفرح لأطمأنانها على أبنها وأنه في أيدي أمينة
ومن عادة هذه السيدة الفاضلة انها قبل أن تنام
تصلي ....
فلم أكن أدري ماهي الصلاة الا ماتعلمته من المدرسة
ولم يكن لأبي أو أمي أي دور حتى في تعليمي الصلاة
فكنت حينما أراها جالسة مع أعواد البخور
وهي متجهة نحو مُربع صغير فيه تمثال لأمراة لها أيدي كثيرة
كنت أسألها ماذا تفعلين ....؟
تقول :
ــ أني أصلي ....لربي هذا
وتشير للتمثال
فأقول من باب الأستغراب لاني لم أرى أي رجل من أهلي
او حتى امي يصلي أمام تمثال ...
ــ كيف تصلين لهذا الحجر ...؟
ـ فكانت تقول لي انه الإله الذي خلق الكون وهو من يعطيني
الصحة والنعمة والحياة ..والنجاح في كل شيء
فلفت أنتباهي لكلمة النجاح فقلت لها :
ــ هل أفهم منك أن صليت له سأنجح ....؟
فقالت :
ــ نعم ولكن أحذر أن يراك أحد من أهلك
ـ لماذا....؟
فالكل يصلي أمام بعض ولا مشكلة ...
ـ لا يا ابني الصلاة عندكم عامة
اما نحن فهي خاصة ونفعلها لوحدنا كي لا يرانا احد ....
لذلك ياماجدة من باب أني صغير وطفل لايفقه شيء
كنت اجلس بجانبها وأفعل ماتفعل وأذهب للمدرسة
فصدف اني نجحت لأني في الأصل أُعتبر من التلاميذ النشيطين
فأتيت لها في غياب والدي ووالدتي المتكرر
وقلت لها
ـ ماما ( كنت أناديها ماما )
انا نجحت ....ومن الاوائل
ـ فقالت ماذا تفعل أن نجحت ....؟
رددت عليها وقلت ....
ـ لا أعلم ...
فقالت :
ـ يجب ان تصلي لربك وتشكره
على أنه ساعدك على النجاح
فتعال معي ...
فذهبت معها الى حجرتها وجلست كما جلست
وأشعلت اعواد من البخور وبدأت أصلي للتمثال ...
فتعودت على هذا الامر
الي أن حصل موقف
من أبي حين دخل فجأة في احد الأيام
فبحث عني في حجرتي ...فلم يجدني
فصعد لحجرة المربية فوجدني أصلي بجانبها
فغضب غضباً شديداً وانهال عليّ بالضرب
وقال للخادمة أنت لاتستحقين البقاء هنا فانت أفسدت ابني
وجعلتيه وهو صغير لايفقه شيء ...جعلتيه
مثلك يعبد الأصنام ....
فاخرجي غير مأسوف عليك ...
فقالت له وسيل من الدموع تجري على وجهها:
أهكذا هو المعروف الذي أستحقه منك
فأين ذهبت تربيتي لأبنك وخدمتك أنت والسيدة الفاضلة
والاهتمام بكل شيء في غيابكم المتكرر ....؟
فهل أستحق كل هذا لمجرد أن أبنك يجلس بجانبي ...؟
فما كان من أبي الا أن طردها...وأبلغ السلطات
المحلية وسمع بها الناس وأنتشرت حتى في الصحف
من أن الخادمات الهنديات يُفسدنا أطفال المسلمين ...
فالحقيقة ياماجدة لم أخرج من هذا الأمر
ولم أنساه لانه أنطبع في قلبي ولم أرد أن اتخلي عنه
وهو حُبي لهذه المرأة وحُب كل شيء منها
بدء بحاجياتها التى رماها أبي في الشارع
فأسرعت حينها واخذت هذا التمثال ليبقى ذكرى لي منها ...
هنا بادرته بسؤال مُحرج
ـ ولكن يامفيد أنت كنت طفل ولا تعلم شيء
فلماذا تُصر على أهمية هذا التمثال حتى وانت كبير الان
وتقول عنه أنه جالب للخير والبركة والراحة ....؟
ـ نعم أنا أفعل ذلك للشعور الذي أنطبع في نفسي منذا الطفولة
ولم يغيره أحد حتى أهلي لم يستطيعوا تغييره
فقالوا ربما حينما يكبر سيعرف
لوحده الخطأ من الصواب ....
ـ هل تعلم يامفيد
ان مشكلتك تكررت كثيراً في الدول الخليجية
التى تتنافس على الخدم من الهند
والفلبين وسيرلانكا وحتى من اوروبا
وهل تعلم أن المشاكل التى يعاني منها المجتمع الخليجي خاصة
والعربي عامة جاء من جراء استقدام الخدم الوثنيين وتركهم
ليغيروا ويبدلوا اخلاق ومناهج اطفالهم بحجة التنافس
بين العائلات في من يستقدم جنسية مغايرة للتي عند الأخر
وهل تعلم ان المفاسد الأخلاقية انتشرت في داخل البيوت
عن طريق الخادمات الأسياويات.....
وهل تعلم ان انتشار الأوبئة والانحرافات الغير اخلاقية
اتت من هذه الشريحة الخدمية التى تستقدمها
الشركات المُدعية انها تساعد
على توفير العمالة الرخيصة....
ـ نعم ياماجدة اعلم ذلك ولكن وجب
أن نتطور أمام زحف العلمنة الفكرية والثقافية حتى نواكب
المسيرة ولا نتخلف عنها بأمور ثانوية
فكل تقدم او محاولة الوصول للقمة لابد لها من نتائج
سلبية ....ولكن لايهم طالما أننا ننجح في البناء والتشييد
ونبذ التطرف والتحيز لدين دون الاخر ومعاملة الكل
سواسية ولا نفرق بين جنسية واخري او دين واخر ...
فالعالم كله يستقدم الخدم من جميع الجنسيات
فلماذا يُحلل لهم ويُحرم علينا نحن العرب.....؟
سرحت بخيالي مع ( مريم ) حين سمعته يتكلم
وكأنها هي التى تحادثني الأن وليس هو فقلت:
ـ العالم الاخر يا مفيد هو صفحة مفتوحة تتلقى كل شيء
وتطبق كل شيء ولا تهتم الا بما يفيدها أقتصادياً فقط
اما اجتماعياً فهم لايهتمون له ...
أما نحن فبناء المجتمع هو الأساس لانه لدينا شرائع
وقوانين تشريعية سماوية تحكمنا ....
لذلك أقول لك هذه أحدى المفاسد التى اٌبتليت بها
امتنا العربية المسلمة وهي الثروة التى لم نقدرها حق
قدرها فاتت إلينا فجأة فأنطلقنا هنا وهناك نعبث بكل شيء
حتى وصل الأمر بدخول العبث لبيوتنا ولعائلاتنا ولمجتمعاتنا ...
واخيراً وصل الأمر لأفساد حتى ديننا ....
مثل ماحدث لك ولأسرتك تماماً ....
فأسمح لي يامفيد ان أقول لك
حتى وأن لم اكن مُلتزمة وكثيرة الاخطاء
ولكن أقول لك أن ماتفعله من عبادة غير الله هو كفر واضح
ولا يستحق الجدال فيه ....
ـ ماجدة أسمحي لي أن استأذن الأن
فلي بعض المشاغل وربما سألتقي بك مرة أخري
وأريد أن أستفسر ياوردتي الجميلة هل أعجبكِ الكتاب ...؟
فقبل قليل كان يناديني بوردتي
وكنت سعيدة مُبتهجة جداً ....أما الان
لأول مرة حين سمعت كلمة وردتي تمنيت أنه لم يلفظها
على لسانه ...لا أدري لماذا
ولكن شعرت أنها زائفة وأنها خرجت من فم كله شوك
وأسلاك شائكة .....لماذا .....؟
لا أدري .....
فقلت له :
ـ نعم هو كتاب مثل كل الكتب لا جديد فيه ....
فما كان مني الا أن أستأذنت بالانصراف وأعقبت
وقلت له:
ـ اسمح لي بالذهاب لقضاء بعض المشاغل ....
ـ حسناً هل أراك مرة ثانية
ـ ربما ولكن دع اللقاء للظروف ....
ـ شكراً على تخصيص وقتك لهذا اللقاء ...
ـ مع السلامة
فأنصرفت دون أن أنتظر منه كلمة
فقبل ذلك كنت أخر من يغادر ، أما اليوم
فسيعلم من أكون ....
.......
اخوتنا الكرام
مالذي سيحدث لماجدة بعد هذا اللقاء العاصف
وهل ستستمرفي سعيها للحصول عليه
أم ستنقلب عواطفها في اتجاه اخر...
هذا ماسيتم معرفته في الجزء 8
من
الرجوع من الذهاب....بعيداً
تقديري وامتناني لمتابعاتكم الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم...اندبها

اندبها
10-01-2017, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13541.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13542.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
وأنصرفت حتى دون ان انتظر منه كلمة ....
فقبل ذلك كنت آخر من يغادر ، بعد أن أراه يمشي
مُتثاقلاً امامي ، وكأنه يريدني أن أتمعن في مشيته ،
أما بعد ما سمعته وعرفت أفكاره ، غادرت أنا ...
وكلي فخر بموقفي من ناحية وأزدرائي لأفكاره من ناحية
أخرى ...والمتتمة لأفكار (مريم )
التى طرقت آذاني طرقا شديداً...
بعد أن إنفتحت مغاليق قلبي لكلامه الجميل الذي أسمعني أياه...
والذي إتضح لي أنه كان مصنوع ومقصود أن يُقال ، وكأن هناك
من أوصاه بقوله لي ...
فأردت أن أظهر له أن الجلسة وما تخللها من عواطف جياشة
تخللتها عواطف أخرى أكثر قوة وأتزان وتحدي ، بعد أن علمت
أحد اسراره والتى قالها بكل أريحية دون أن يطرف له جفن
وكأن الذي قاله شيء بسيط ولايحرك الجبال من مكانها...
فاخطرها هي أفكاره ومعتقداته ، وليس رومانسيته المصنوعة
خصيصاً لهذا اللقاء ....
فافكاره تتشابه كثيراً ولحد كبير بأفكار (مريم ) وكأن الصدر
الذي رضع منه هو نفسه الذي امتصت منه ( مريم ) رشفات
والتى تتمحور حول الأنفلات والتملص من كل معتقد تحت
ذرائع صحيحة في وقتها وغير صحيحة في غيروقتها ...
فتأثره بطفولته وتربيته التى عاشها في كنف أسرة
لاتأبه للدين ولا الروابط الأجتماعية ولا حتى العادات والتقاليد
بقدر أهتمامها بالثراء وكسب

الشرقية المحافظة ....
البرستيج ) امام الناس والعائلات ...) و
فأستطيع أن أسعى خلف عواطفي كأي بنت بطرق خاطئة
وأحياناً أعيش لحظة من لحظاتها وأستمتع بذكراها
أما ان أربح نقطة وأُرضي شهواتي برومانسية كاذبة
واخسر نقاط
وبالتحديد ديني ومُعتقدي ....
فأين أنا من نُصرة ديننا ورسالتنا ومنهجنا....؟
فهذا لن يكون أبداً...
وإثناء سرحاني في هذه الأفكار لم أعلم حتى كيف قطعت
المسافة بين الحديقة
ووقوفي امام احد محلات ( الهواتف النقالة )
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ هل أجد عندك ( بطاقة ذاكرة ) ذات سِعة كبيرة ....؟
ـ نعم ...
ـ أعطيني اياها لو سمحت ....
دفعت له ثمنها وخرجت من عنده متوجهه للبيت
وانا اتصارع مع نفسي في كيف
أجاهدها وإقلب الطاولة على من يصنع
الكمائن والألاعيت من ( مريم ) و ( مفيد ) حولي....
وأيضاً من المجتمع الذي سمح لمثل هؤلاء الطفيليين بالبقاء
والظهور والأنتعاش بأفكارهم الشاذة الغريبة....
دخلت للبيت فوجدت اخي ( أحمد ) ينتظرني في الصالة
وهو مُمسك بهاتفه يتفرج على أشياء لم أعير لها اهتمام
ـ مرحب ماجدة
ـ أهلاً ...هذه البطاقة ...تفضل
ـ شكراً لك اختي الطيبة ...
( مررت بأمي وأنا في طريقي لحجرتي )
ـ مساء الخير حبيبتي ماجدة
هل تريدين شيء ....؟
ـ مساء النور ماما
ـ لا ...شكراً ..أريد أن ارتاح فقط ....
ودخلت لحجرتي وكلي إصرار في محاولة فهم المسرحية
التى أصبحت أحد فصولها ....
فقررت أن أكون مُخرجتها وليس ممثلة ( كومارس ) فيها
لأكتشاف وربط خيوط اللعبة لأخرج بتصور أو خطة عمل
فقد بدأت الحرب ، فلست مُستعدة
ان اكون بيدق يؤمر فيطيع حامله
بل سأكون حجر رئيسي تتكسر على حوافه سنابك خيول البيادق
فاولاً لابد من قراءة الكتاب ، ولن أقول لأحد أني قرأته...
حتى أتبين وأفهم وأدرس ماجاء فيه
والأجابة على الأستفهامات
التى تقرع رأسي ....
فقبل أن أجلس ولأول مرة على سريري...
ليس لأني لم أصلي في ماسبق

ذهبت لأتوضأ لأصلي ...
ولكن كنت أُأخرها لوقت غير
وقتها وأحيانا أنساها واتذكرها في وقت اخر
اذا سمحت لي صحتي بذلك ....
اما اليوم فسأجعل الصلاة هي
الفيصل بين ما أنوي فعله كي أستمد
القوة لأجاهد نفسي وذاتي ومراجعتها ،
مُراجعة مُحاسب مصرفي
شك في أن هناك عملية إختلاس.....
فراودني سبحان الله شعور بالفخر والأعتزاز اني أجلس
امام الله وليس امام حجر واتمسح به ....كما يفعل ( مفيد )
وبعد ان أنهيت الصلاة ... تحركت قليلاً
لاتكيء على حافة السرير وأخذت الكتاب وبدأت بقراءة مقدمته
والتى تبين وتشرح وتُعرف القارئ على معنى
( السلام والحب والوئام والتسامح
وحُب الأخرين والتجاوز عن سيئاتهم )
والتفكير حول إيجاد آلية جديدة
تحمل تشريع جديد لمعيشة البشر
ونبذ كل الشرائع السماوية ، وأولها الدين الأسلامي ، لِما فيه
حسب أعتقاد مؤلف الكتاب ...لِما فيه من تطرف وتعصب
لفئة دون الأخرى والحقد والكُره للعقائد الأخرى ...
وأستمر المؤلف في شرح أن هناك منضومة عالمية تسعى
لأن تكون البديل الجديد والمتحضر والعالمي والعلمي للتعايش
بين البشر وإيجاد حلول جذرية تجمع كل الديانات
والسياسات والسلوكيات تحت مضلة
الحُب والتسامح والوئام بين البشر
وأستمر الكاتب أو المؤلف في قوله :
الحب والوئام لاتأتي الا اذا توحدت القلوب وتعايشت مع عقيدة
جديدة واحدة ودين واحد وسلوك واحد ....
بعيد عن إختلاف الأديان والمعتقدات ، وبعيداً عن التعصب
ويكمن هذا النهج الجديد في إتباع شخصية فكرية ، قامت بالتخطيط

لدين او معتقد ....
وتشييد أساساتها ، بعد أن تفقد ركائز العالم ، فأنشأ فكر ونظام
جديد وهو المهندس الأعظم الذي خرج من مهنة الهندسة
والبناء الدور والقصور الى هندسة وبناء الأنسان من جديد...
بدأت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً

بعد ان قرأت هذا الكلام ...
من هذا المنهج والكتاب بمؤلفه ، ماهو الا دعوى
ونشر منهج وتشريع وإتباع مشروع فكري تطبيقي
جديد يخالف كل الشرائع أو بالاحرى هو خليط
وهدف لفئة معينة وقع عليها الظُلم كما تدّعي
فأرادت الأنتقام من النظام العالمي بأفساد المعتقدات
وأباحة المفاسد بشتى انواعها ، وزلزلة الأيمان
في قلوب مؤمني الرسالات السماوية
وعلى رأسهم المسلمين بتاريخهم وتشريعاتهم...
وكأن العالم على رأي مُنظري هذا التوجه
ناقص و مختل التوازن وأن الله سبحانه وتعالى
لم يستطيع توحيد قلوب البشر ...
حتى ياتي أحدى هؤلاء البشر ويكفر بالخالق
ويدعوا لدين ومعتقد ومذهب جديد .....
فتوقفت عن القراءة وانا مذهولة بما قراته
وعاودة القراءة لأستزيد أكثر ، فأكملت بعض
فصول الكتاب ، دون ان أصل الى مُنشيء هذا النظام
او الجهة التى تسعى لأنتشاره ...
ولكن الذي لفت نظري هو تكرار كلمة المهندس الاعظم
وبجانب أسمه الشعار الذي رأيته في ما سبق في غلاف الكتاب
فقررت أن لا أتوقف عند قراءة هذا الكتاب
بل البحث عن حقيقة الأهداف المُعلنة والأهداف المُستترة
السرية التى لايعلمها حتى أشخاص مثل ( مريم ومفيد )
الذين اتبعوا كلمات حق يُراد بها باطل .....
حتى بتسنى لي مناقشة الطفيليين من أمثالهم
وغيرهم وفضح سياساتهم وفكرهم ...
وهو المثلث والمقلوب والفرجار والعين

فبدأت أفهم حقيقة الشِعار
ولكن قبل ذلك سأكتفي بهذا القدر من القراءة
بعد ان فهمت قليلاً التوجه العام لفكر ( مفيد ) و ( مريم )
والطريقة المُبتذلة السطحية للأيقاع بي ...
مُستغلين سذاجتي وعواطفي التى دائماً أُصرح بها علناً
كأي فتاة لم يكن تجارب والتزام ديني لتحصين نفسها ...
وطلبي والحاحي الدائم وعطشي المستمر لمعايشة
الحب والعشق والوله والرومانسية بشتى الطرق...
ولكن شخصيتي حتى وأن كُنت مُخطئة في بعض سلوكياتي
ولكن هناك حدود لايمكن لأحد أن يمر من خلالها
للحصول على مصلحة أو تغيير مفاهيم واتجاهات
عقائدية وعلى هذا الأساس قررت الاتي:
أن أبحث عن مصدر هذه المفاهيم التى وردت في الكتاب
لانه يدعوا أو يمهد للدعوى لمعتقد ونظام لأفساد كل شيء
بأسم ( الحُب والتسامح والعيش في وئام )
فهذه العبارات هي حق ولكن يُراد بها باطل ....
لعلني أستطيع أن اناقش واجادل وأُبين زيف هذه الأدعاءات
من تلك الفئة والمتثلة في ( مريم ومفيد ) ...
وقبل كل هذا لن أسمح ل( مفيد ) أن يناقشني في الكتاب
او ماورد فيه ، وساقول له لم أطلع عليه بعد
حتى أكسب الوقت ، وسأستعمل الأسلوب الذي دخل به عليّ
وهو الرومانسية والتى سأصنعها بنفسي ....
وسيأتي دور فك الطلاسم والروابط التى تربط بين فكر
( مريم ومفيد ) وستكون هناك خِطة للأيقاع بمريم.....
ـ ماجدة ...ماجدة ...
كان هذا صوت أمي من وراء باب الحجرة
ـ نعم ...ماما
والدك أتى الان وهو يسأل عليك ويريدك في أمر ...
حسناً أمي ساكون في الأسفل بعد لحظات ...
أستغربت طلب والدي لرؤيتي ...ولكن قلت ربما
يريدني في أمر مهم او أستشارة كالمعتاد
فأعتبار اني اكبر أبناءه ...فهو يثق في فكري وثقافتي ...
نزلت مُسرعة ...
فوجدته ينتظرني مع امي في الصالة ، فشعرت أن هناك همس
في مابينهم ...وإثناء دخولي عليهم لاذوا بالصمت ...
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام أبنتي الحبيبة كيف حالك وحال دراستك
فأعذريني لتقصيري والجلوس معكم ولكن أنت تعرفين
ظروف عملي ....
ـ لابأس أبي ساعدك الله فأنت من يهتم
لحياتنا ومعيشتنا ونحن نقدر ذلك
ـ الم يأن الأوان أن تتخرجي ونفرح لذلك ....؟
ـ أن شاء الله أبي ، فلم يبقى الا فصلين فقط على التخرج
أن وفقني الله في أجتياز المواد والمشروع بنجاح ...
ـ أن شاء الله أبنتي الحبيبة ، فأني أعرفك ذكية ونشطة
وتحملين قلب كبير يسع العائلة والعالم كله ...
ـ شكراً أبي فهذه مجاملة لطيفة لطفلتك المُدللة ...
ـ أنت ياماجدة لعلك تستغربين سبب دعوتي لك والجلوس معك
ـ نعم أستغربت ذلك ولكن انت هكذا دائما تفضلني على أخوتي
بعامل العمر وبعوامل أنت ذكرتها منذ قليل ...
وهذا شرف لي في أن تشركني في كل شيء في البيت ..
وهو وجود الثقة المُتبادلة بين الوالدين والأبناء ...
فقد انتهى عصر الأمية والجهل الذي جعل أسوار عالية
وحصون منيعة تفصل الأباء عن الأبناء بحجة
أن الأهل هم من يفكرون والأبناء مُعاقي التفكير ...
ـ بارك الله فيك حبيبتي ماجدة
وعلى هذا الأساس من النضج العقلي والفكري أريد أن استشيرك
بالفعل ، في موضوع لايختص بالعائلة بل بك أنتِ بالتحديد ..
فما هذا الموضوع الذي جعل فرائص ماجدة ترتعد
هذا ما سيتم معرفته ومعرفة التطور في علاقتها بمفيد
وسيكون ذلك في الجزء 9
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري كالمعتاد وامتناني لكل مُتابع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك...اندبها

آفراح
10-02-2017, 12:44 PM
قصة رائعة وهادفة ومتسلسلة لما بها من احداث ومغامرات
مبدع كاتبنا اندبها
تحية

آفراح
10-02-2017, 12:46 PM
جزء مشوق واحداث تستحق المتابعة
تحية

آفراح
10-02-2017, 12:48 PM
جزء ثامن رائع الاحداث
مبدع كاتبنا اندبها
تحية

اندبها
10-02-2017, 09:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13568.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13569.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

بعد أن أستدعى والد ماجدة أبنته ماجدة
أرتعدت مفاصلها فقالت له:
ـ تفضل أبي
أنا أعول على عقلك وفكرك ، فقد بلغت من العمر مايسمح
لك بالتفكير وتقدير وتقرير مصيرك ومصير أخوتك
هنا ارتعدت مفاصلي من هذا الكلام
وخشيت أن يتم تكليفي بمهمة أو أمر معين ولا أستطيعه ...
فبادرته وقلت له تفضل
ـ أني مُنصته لك ...
ـ ياماجدة يا أبنتي لم يبقى على
تخرجت الا فصلين او ثلاثة على الأكثر
وبعدها ستدخلين لسوق العمل ، والوضع الحالي في بلادنا
لاتوجد فيه ضمانات على حصولك على وظيفة جاهزة
بل ستتحصلين على الأنتظار شهور وربما سنوات ...
فأردت أن اطوي لك المسافة واقربها لك
فقد تقدم احد أصدقائي في التجارة مني لطلب يدك لابنه
وقد تكفل حتى بأيجاد وظيفة بعد التخرج مباشرة ، وذلك لامكانياته
المادية وعلاقاته مع صُناع القرار في البلاد ...
وابنه هذا هو شاب يشتغل في نفس
مهنة والده فما رأيك حبيبتي ماجدة...
هنا تنفست الصُعداء من ناحية أنه ليس هناك تكليف بأمر
ربما يؤخرني على مخططاتي التى رسمتها للأيقاع بالطفيليين ...
وضاق صدري من ناحية اخرى لمحاولة إدخالي في مواضيع
الزواج وبناء أسرة
وهذا الامر لازال الوقت عليه بعيد نسبياً ...
فأمامي التخرج والعمل ومساعدة اهلي على قدر أستطاعتي
على الأقل حتى يتخرج اخي ويساعد والدي ...
فقلت لأبي:
ـ العرض جيد ولا بأس به فطالما أنت راضٍ ، ولكن أعذرني
في عدم القبول على الأقل الأن ...فلم أفكر ولن أفكر في
الزواج في هذا الوقت ..
ـ لابأس أبنتي كما تريدين
فهذه حياتك ومستقبلك وأنت لست قاصراً عقليا ولا فكرياً
في معرفة مايصلح لك وما لايصلح...
فالاجبار والأكراه نتائجه وخيمة على الطرفين
فإن تم الزواج بهذه الطريقة تكون خسارة للرجل
لانه بنى أسرة على انقاض وأساس هش من الكُرة والبُغض
والاكراه والاجبار ...فنتيجة هذا الأمر هو الفشل الذريع ...
وخسارة للزوجة لانها ستعيش مُكرهه باغضة حاقدة
حتى على والديها لانهم أجبروها ...وهنا تعيقهما
ولا تبرهما وتُصبح بطريقة ما عاقه لهما...
ولن يكون هناك حُب ولا رأفة ولا ود بين الطرفين ...
على كل حال أكرمك الله بما هو أهل لك ...
ـ بارك الله فيك ابي الحبيب ولا حرمنا الله منك
وأستأذن أبي للذهاب للنوم وبقيت أنا وأمي
قليلاً نتحدث في شوؤن البيت ...
ـ تصبحين على خير أمي ...
سأحاول أن أدرس قليلاً ....وأنام ...
ـ تصبحين على خير حبيبتي ...
ودخلت لحجرتي وتصفحت بعض أوراق المحاضرة
الخاصة بالدكتور ( نادر ) فزهدت في مواصلة القراءة
وسحبت مخدتي ووضعتها تحت رأسي المليء
بالأفكار للخطة التى أزمع أن انفذها لكشف كل الملابسات
في موضوع ( مريم ) أولاً و( مفيد ) ثانياً ...
فوجدت طريقة وهي التظاهر بأهتمامي الشديد ل( مفيد )
حتى أثير غيرة ( مريم ) أن كان هناك شيء بينهم
وساتقرب منها اكثر لأشعارها بمدى أهميته عندي
حتى أكتشف علاقتها من قريب أو بعيد عن فكرها
وأعتقاداتها واوجه الشبه بينها وبين ( مفيد )....
فقد أتى سلطان النوم وأستدعاني .....
ـ صباح الخير ماجدة ...
طرقت أختى الصغيرة الباب وقالت
ـ الساعة الان الثامنة صباحاً ، وكلنا سنخرج
فهل ستذهبين للجامعة اليوم....؟
ـ نعم سأذهب ولكن ليس الأن فمحاضرتي تبدأ الساعة العاشرة ...
سمعت خطواتها وهي تجري خارجة مع صوت باب البيت ...
فقمت بعدها وجهزت نفسي وجلست قليلاً في المطبخ
وشربت كوب عصير واكلت قليلاً...
وبعدها خرجت وركبت الحافلة ...فنسيت افكاري فلم أنتبه
الا الى المعاكسات والتحرشات التى حاولت تفاديها
بجلوسي بجانب ( رجل كبير في السن ) أرهقه الزمن
وألقى بظلاله على قسمات وجهه ...
فرأيت أهتزاز يديه وهو مُمسك بعصاه التى يتوكأ عليها
وتجهم وجهه وعلامات الشقاء واليأس ...
فبادرني وقال :
ـ هذه هي الحياة يا أبنتي ، مثل الحافلة فيها كل شيء
ففيها الطيب والخبيث وفيها الذي يخاف الله
وفيها الذي يكفر به ، وفيها من يسعى ويجاهد نفسه
حتى يُخلصها من براثن الركاب ...
والناجح هو فقط من يحاول أن يجد لنفسه طريق وسبيل
للخروج من هذه الدنيا والتى مثلتها بالحافلة
يخرج منها بلا ضرر ولا ضِرار ...
ـ نعم ياعم صدقت والله هذا تصوير جيد للحياة
ولكن ياعم لماذا لايكون
هناك قانون يمنع الخبائث في الحافلات ...
فقال لي :
ـ القانون موجود ولكن العيب في من يطبقه
كذلك الدنيا فيها نواميس وقوانين وتشريعات أنزلها الله
ولكن البشر هم من يتركون تشريعات الله ويتبعون قوانين وتشريعات
خاصة بهم ...فمثلاً لو اخذنا رجل من الحافلة مشهور
بالمعاكسات ومضايقة البنات وتم عقابه على مايفعل
هنا القانون الخاص بالحافلات هو الحكم بين الخبيث الذي
يعاكس بنات الناس وبين من تقع تحت براثنه
وعندما يُعاقب يتم أعلامه بالقانون الخاص بالحافلات
حتى لايعود لتكرار ما فعل
لان القصاص هو منهج حياة للأخرين ....
كذلك الدنيا وضع الله لها قانون سماوي ينظم حركة البشر
فنجد البشر أنفسهم لايهتمون لهذا القانون ...
وبالتالي سيتم عقابهم أجلاً أو عاجلاً ...
العيب يا أبنتي ليس في القوانين
العيب في من يطبق أو لا يطبق القوانين ....
ـ هل تسمح لي بأن أسألك سؤال شخصي ...؟
ـ تفضلي أبنتي ، فليس لي شيء شخصي
فكل شيء مُعلن وحتى وإن كان مخفي فسأعلنه ....
ـ لاحظت من خلال كلامك أنك نلت قسط من التعليم لا بأس به ...
نعم كنت في ما مضى مُدرس إبتدائي ، حتى وصلت لسن التقاعد
وخلال عملي لا ألتفت لشيء الا للمدرسة او العائلة
فركزت جهدي للمدرسة فخسرت العائلة ...
ـ كيف ذلك ....؟
ـ ببساطة انشغلت على أسرتي بتوفير لقمة العيش
وأنشغلت أسرتي بحياتها الخاصة ونسيت من اكون
حتى وضعوني في خانة من يجلب ويوفر لهم سُبل العيش
وعندما توقف سيل الدعم لهم
بمرضي المُزمن ( حساسية الصدر )
من جراء ماكُنّا نستعمله في الكتابة على اللوحة ( الطباشير )
فبقيت مدرس احتياطي لفترة لابأس بها
وايضا لعلاجي من داء الصدر ...
حتى وصلت لسن التقاعد ....
فتقاعدت ، فلم أجد أحد ينتظر تقاعدي لأراحتى من عناء
ماقدمت ، بل وجدت من يمتعض ويقلق ويتضايق من تقاعدي
وكانني سوف احجر عليهم راحتهم وحريتهم ...
فما كان منهم بعد ان طال بي المرض وأنهكني
أن وضعوني في ( دار العجزة ) بحجة العلاج والرعاية ...
وها انا كما ترين أجلس يومياً في الحدائق العامة
لعلي اري من يعرفني ويحاول إصلاح مافسد بيني وبين عائلتي..
هذه هي مشكلتي يا أبنتي ....
ـ لا حول ولا قوة الا بالله .....كيف يحدث هذا ياعم
وأنت من أفنى عمره لاجلهم ....؟
أليسوا بمسلمين مثلنا ...؟
فطأطإ رأسه وأسنده على عصاه التي يتوكأ عليها وقال:
ــ للأسف لايعلمون من الأسلام وتشريعاته وضوابطه شيء
فكل الذي يعلموه هو اتباعهم لهوى النفس والثقافات الأتية من الغرب النصراني
وإثناء كلامي سمعنا صوت ( مُحصل التذاكر ) مُعلناً المحطة الاخيرة
فنزلت وقلت لهذا الرجل:
ـ هل تحتاج لشيء....؟
فقال :
ـ لا أحتاج لشيء فمصروفي معي من ( دار العجزة )
ولكن أريد أن أوصيك بوالديك خيرا ....فقط...
ـ بارك الله فيك ياعم واكرمك الله وأحسن اليك ....
عندها نزلت من الحافلة ، يعتصرني الألم في الكم الهائل
من التغييرات التى حدثت لمجتمعنا ، حتى وصلت لتحقير والدينا ...
واتجهت للجامعة ، واضعة
خِطة وهدف للوصول لخبايا نفس ( مريم )
فوصلت لمكان جلوسنا عادةً ننتظر بعض ...
ـ صباح الخير ياعاشقة ...
وتلاها ضحك ، فألتفتت فوجدت (مروى )
ـ صباح النور ، أهلاً بالثرية صاحبة الخدم والحشم ...
فأزدادت الضحكات عالياً حتى التفت الينا من كان بجانبنا
ـ أأنا ثرية ...من قال لك ذلك ....؟
فنحن بجانب الأثرياء نُعتبر أنفسنا من الطبقة المتوسطة ...
ولكن ياماجدة أريد أن أقول لك شيء
لا أحد يكره الثراء أو النعمة التي مصدرها حلال عندما تأتي
بالكد والجهاد والصبر والمصابرة ، والتى تكون نتائجها
التواضع وعدم الترفع والتكبر على الناس
وإشعارهم بأنهم أقل منزلة من الأثرياء ...
ـ أنا اعتذر لم أقصد أهانتك فأنتي لست ممن يحسدون الغير ..
ـ أعلم نيتك جيداً ...وأنت كذلك لست ممن يحسدون الغير ...
ولكن أردت أن أوضح المفهوم العام للثراء ومشاكله
فالثراء حبيبتي ماجدة هو نتيجة ووسيلة وهدف
فأي عمل أو نشاط مدعوم بالكد والأجتهاد والصبر
تكون نتيجته مادية او مالياً ...فيكثر النشاط
فتزداد المستحقات المالية حتى تفيض فتصبح ثراء
وبعد النتيجة يظهر عامل اخر وهو الوسيلة
وهي المال او النقود او الدراهم ...هذه كلها وسيلة
لنستطيع بها الوصول للأشياء التى نحبها او التي نريد أن نمتلكها
وهذه الوسيلة تزداد ولا تنقص ، اذا عاملناها كأنها مال زائل
ويكون بالصدقات والزكاة ....
والهدف من وراء الثراء هو الوصول للاكتفاء الذاتي لأحتياجات
الفرد والأسرة والمجتمع ....فبامكان الثري أن يُصلح مجتمعه
بتوفير الحاجات الضرورية لهم بأسعار أو بمناشط رمزية ...
هذا نوع من الأثرياء الحقيقيين الذي أثروا على حساب
الجهد والعرق والكد والصبر ...فعرفوا قيمة أموالهم
فحافظوا عليها وجعلوها وسيلة للرفع من قيمة المجتمع
وليس وسيلة لهدمه او إفساده ، كما يفعل باقي الأثرياء
الذين جمعوا أموالهم بطرق ربوية فيها الحرام
وفيها التدليس...فلم يلتفتوا للأخلاق ولا المعتقدات
ولا الى حتى التقاليد الأصيلة ...
فنراهم يحتقرون من هم أقل شأنا ، أو ثراءً ، فنجدهم
يستعملوه لأذكاء نار الحقد والحسد والبُغض في قلوب الاخرين
هل تعلمين أختي ماجدة أن العالم الغربي النصراني
لايحترمنا لذاتنا أو أصولنا العربية ، بل يحترموننا
بقدر مانملك من أموال ، هم في حاجة اليها لتنشيط
حياتهم وأقتصادهم ...فنراهم يتملقون سلاطين
وامراء وملوك تلك الدول الثرية ، ويغضون الطرف
عن الممارسات الخاصة بهم ، أو التى تحدث مع شعوبهم
أو حتى مع من يتعامل معهم ، وحتى فضائحهم
يغضون الطرف عليها.....لماذا....؟
لأنهم يعتبرونهم وسيلة عيش لهم ولأقتصادهم الراكد
فنرى أحيانا أن هناك ميزانيات ضخمة تضخها الدول
العربية الثرية للبلدان الأوروبية لأنعاش اقتصادياتها
المُنهارة أحياناً ....بالدخول معهم في صفقات لاتسمن ولاتغني
من جوع ...تقدر بالمليارات ....
فالثري العربي أختى ماجدة أصبح مستهدف من قِبل
الشركات الغربية ، ليكون زبون دائم لمصانعهم وشركاتهم
التى توقفت في فترة ما فأصابها الركود....
وهل تعرفين ياماجدة أن أبي يقول دائماً وهو الذي
علّمنا هذه الأدبيات....كان يقول إجعلوا لأنفسكم هدف
بالوسائل المُتاحة وليس بالوسائل التى لم تُتيح لكم
ولا تجعلوا الأهتمام مُنصب بالوسائل ونسيان الأهداف
فالمال هو وسيلة لتحقيق الهدف
فان كانت الوسيلة شرعية وحلال ونظيفة
سيكون الهدف ناجح وله فوائد
وإن كانت الوسيلة تم جمعها بالحرام والأنحرافات
سيكون الهدف مهما كان نبيل ....دمار وضرر لكل من يتعامل به
فيساهم في الفساد والأفساد
والدليل مانراه وما نسمع به من فساد أخلاقي في مجتمعات
أنتشرت فيها طبقات الأثرياء ، الذين جعلوا كسب وأنفاق
المال في حلاله وحرامه هو حق مشروع لهم ...
فأنهارت اخلاقهم وفسدت بيئتهم ....
تصوري ياماجدة أن أصحاب أبي دائماً يقولون له
لماذا لا تُرسل أبنتك للدراسة في الدول المتقدمة
والبيئة النظيفة والتعليم الراقي ....؟
كان يقول لهم ، فمن سيرفع من قيمة تعليمنا
ومن سيشجع البُنى التحتية التعليمة ويدعمها بما يستطيع
حتى لو أفترضنا أن التعليم في بلادنا ضعيف
فلنبحث عن سبب ضعفه وندعمه بالمل والكوادر التعليمية
ونجلبها من الخارج ....لنستفيد
منهم ونتعلم منهم ونحن في
بيئتنا وبين أهلنا ....؟
فما الفرق بين دكتور في علم معين يجلس في مكتبه
في اوروبا ويعطي محاضرة ،
وبين أن يجلس في مكتبه في بلدنا
ويعطي محاضرة ...؟
لا فرق في التعليم....
بل الفرق هو أن أبناءنا يدرسون وهم تحت أنظارنا
والبلاد تتعلم وتوفر كل وسائل التى يحتاجها هذا الدكتور
فتتم الأستفادة منهم للمساعدة في تكوين كوادر قادرة على النهوض
بالعملية التعليمية ...
أما أن نترك اولادنا يسرحون ويمرحون في اوروبا بحجة التعليم
ويرجعون لنا باخلاقيات وسلوكيات وتغيير مفاهيم
فصحيح أنهم أحيانا ينجحون ويأتون لنا بشهائد أكاديمية
ولكن يفتقدون لروابط اخرى تركوها هناك ، وأحضروا معهم
مفاهيم جديدة وثقافات جديدة ...
فتوفير الكوادر التعليمية الجيدة والمحترفة في بلادنا
هو من يجعلنا نُحصن اولادنا من الهجمات الثقافية والبيئية
في بلاد الغرب ، الذي لا ينظر للأخلاق الا بمقدار النظر للمال فقط...
فدورنا نحن الأثرياء هو تقليص ومساعدة دولنا ومجتمعاتنا
في الوقوف على أقدامها في توفير مايحتاجونه من مشاريع
تعليمة اجتماعية تفيد البلاد والعباد ....
أما ان نثري على حساب بلداننا ، وننفق الأموال خارج أوطاننا
فهذا هو الفساد بعينه ....
ـ الله عليك يا ( مروة الثرية )
فضحكت ضحكة فخر واعتزاز لفكر وثقافة مروة وطريقة التربية
التى تربتها في بيتها ....فقلت لها:
ــ لقد علقت فقط من باب المُزاح ولا أقصد شيء اخر ...
وها انت تعطيني ملامح بسيطة لنوعية الثراء والأثرياء
وأني أعلم انك لست ممن ذكرتي ....
ـ نعم حبيبتي ماجدة اعلم ذلك بانك لست ممن ينظرون
للأخرين بمنظار الحسد على مايملكون ....
وأريد أن انهى مشاغبتي معك بالقول
هل تعلمي أن الخادمة الهندية التى تخدم في بيتنا ، لاتقيم
في البيت ، بل تأتي كل يوم لتقوم بمساعدة أمي
والأهتمام بالبيت ، في الفترات التى نكون نحن فيها
خارج البيت ، ولايسمح لها بالبقاء والأختلاط بالأسرة
والدخول في خصوصياتها....
فيتم التعامل معها كموظفة تقوم بخدمة فقط ...
والخدم الرجال لايدخلون البيت اطلاقاً فمثلاً
العامل المصري الذي يخدم في الحديقة ويهتم بالبيت من الخارج
مقيم هو وزوجته في جناح خاص خارج البيت ....
فهذا هو وضعنا ياماجدة ....
.......
وفي اثناء لقاء ماجدة ومروى ...إنضمت لهن ( سناء )
وتم البحث عن ( مريم ) ...فهل يتم ايجادها ....؟
وماهو التطور الذي حدث لماجدة اثناء لقائها ( بمريم )،
بعد أن رسمت ماجدة خِطة ذكية للأيقاع بها
هذا ما سيتم معرفته في الجزء العاشر
من
الرجوع من الذهاب....بعيداً
تقديري واحترامي للمتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم...اندبها

اندبها
10-03-2017, 01:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13577.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)



http://wahjj.com/vb/imgcache/13578.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)




ـ السلام عليكم عزيزاتي



ـ وعليكم السلام ( سناء )



ـ مرحب بك...



ـ أهلاَ ماجدة ....



اين تلك المشاغبة ( مريم )



فردت عليها مروى :



ـ لم تأتي بعد ولا أضن أن عندها محاضرة اليوم ....



فقلت في نفسي أتمنى ان تأتي ( مريم ) لأبدأ في خطتي معها ....



ونحن كذلك إذ تبادر لذهن ( مروى ) امر ...



ـ ماجدة ماهي أخر أخبار صاحب الحديقة ....؟



ـ لقد ألتقينا ولا شيء جديد، سوى أنه تعلق بي كثيراً ،



فامطرني بوابل من الكلام الجميل .....



فقالت ( سناء )



ـ متى تتوقفين ياماجدة عن هذه الأمور ، فنحن نعرفك برجاحة عقلك



ـ قريباً حبيبتي ( سناء ) وسوف تتفاجأين ....



فردت ( مروى ) قائلة :



ـ أعتقد أن الطريدة وقعت في الفخ ...



ـ نعم وقعت ولن أتركه حتى أعلّمه معنى الحب والوله ...



فاردت تغيير الموضوع فقلت :



ـ فلنترك أمرصاحبي ولنبحث عن ( مريم ) ربما نجدها هنا او هناك



فقالت ( مروى )



ـ ولماذا البحث ...فيمكنني أن اتصل بها لمعرفة أين هي ...



فرقم هاتفها عندي ...فقد أعطتني اياه يوم أن ذهبنا الى النادي...



قالت ( سناء )



ـ بالفعل طريقة سهلة فأتصلي بها ...



فأتصلت ( مروى ) ب ( مريم ) ....وعلمت منها انها



في الجامعة عند المُسجل العام لمساعدة أحد الطالبات الجُدد ...



وأنها سوف تأتي لنا ....



فقلت فرحة:



سيكتمل المربع الخطير بعد قليل



فضحكنا وقررنا الذهاب للمكتبة للبحث عن كتاب ( الكيمياء العامة )



الذي طلبه الدكتور( راشد ) للأستعانة ببعض مافيه...



بالرغم من نجاحنا فيه ....



فقالت ( سناء )



ـ على حسب معرفتي أنك نجحتِ في مادة ( الكيمياء العامة )



فلماذا تحتاجينه ....؟



ـ كما قلت لك لقد طلب الدكتور ( راشد ) البحث عن مرجع يختص



بالكيمياء العامة لاخذ بعض النقاط المهمة في ( الكيمياء العضوية )



ـ حسنا هي بنا للمكتبة ( قالت مروى )....



فجلسنا في المكتبة مع بعض الطلبة المنتشرين في كل ركن



من أركانها ....فإذا ب( مريم ) وقفت بجانبنا وقالت :



ـ مرحب يابنات...اسف على التأخير...



فقلت :



ـ لابأس عليك ...فعملك لمساعدة الجُدد هو طيب ...



انهمكت ( مروى وسناء) في تصفح الكُتب ...



وانا ذهبت لاحد الرفوف للبحث عن الكتاب المطلوب



فإذا ب( مريم ) تلحقني وتقترب مني وتسألني :



ـ ماذا حدث مع صاحب الحديقة ...؟



ـ لاشيء ...سوى أنه أسمعني مُعلقة من الكلام الجميل



فأسعدني به وقد تعلق قلبي به ...



ـ وهل أنت بالفعل تعلقتي به ام هي مجرد شعور عابر ...؟



ـ نعم تعلقت به جداً ....



هنا تغيرت ملامح ( مريم ) من كلمة جداً ...



فقالت :



ـ ماذا تعني بكلمة جداً ...؟



ـ تعني يامريم بأني لن أتركه أبداً مهما كان ...



ـ وهل قرأتي كتابه ....؟



ـ لم أقرأه وسأترك هذا الأمر مرة أخرى ....حتى يقع في شباكي..



ـ اذا أنت تنصبين له شِباك ...؟



ـ نعم وشِباك دقيقة خصيصاُ للأسماك الصغيرة جداً ...



وانطلقت ضحكة مني اريد بها أستفزاز مريم ...



ـ الست أنت من شجعني في التواصل معه ...؟



ـ نعم ولكن أردت منك أن تستمتعي وتتعلمي وتعيشي الجو الرومانسي...



هنا زاد شكي كثيراً من أن هناك امر في مابينها وبين ( مفيد ) ..



ـ الحُب ياحبيبتي لايعرف الا الوقوع وعدم النهوض ...



وهو وقع ووقعت معه ....



فقبل ذلك كنت اريد إضاعة الوقت فقط معه



ولكن عندما أسمعنى كلام جميل



وعرّفني عن نفسه تعلقت به



هكذا ببساطة ...



وإمعاناً في إثارة غيرتها قلت لها:



ـ حتى وأن أراد التعرف على عائلتي ، فسأوافق



وسيأتي يوم وسيتعرف عليهم .....



فتغير صوتها وقالت :



ـ هل تعلمين ياماجدة ربما يلهوا بك فقط ...



فأحذري فأني اخاف عليك .....



هنا واجهتها وقلت لها:



ـ اذا لماذا تُصرين عليّ لمقابلته وقراءة كتابه ...؟



ولماذا تتابعين اخبارنا وكأنك تنتظرين أمراً ما ...؟



ـ أردت فقط خدمتك لانك صاحبتي وعزيزة على قلبي ...



ولا أريد أن اكون السبب في ضياعك .....



هنا شعرت ان مريم بكلامها الأخير تخاف أن أقع في أمر



خطير وسيء ....فلا اعلم ماهو .....



ـ شكراً مريم ...فلن أنسى لك صنيعك ....



والان يامريم دعينا من هذا الكلام فأنا اليوم سعيدة



وأريد أن اطلب منك طلب بسيط ...هذا ان سمحتى لي بذلك ...



ـ تفضلي ماذا تطلبين ....؟



اعلم أنك دائما تستمعين للأغاني اثناء المحاضرات



مما يُدخلك في مشاكل مع الأساتذة ....فأريد أن أستعين بهاتفك



لأستمع لأحد هذه الاغاني وأنا اتصفح هذه الكُتب ...



ـ ليس هناك مشكلة تفضلي ...



وهنا قررت أن أبحث عن أخر الأرقام التى تم الأتصال بها في سجل



المكالمات الصادرة بتايخ اليوم الذي كُنّا فيه في حجرة ( ليلة )



عندما خرجت ( مريم ) ورجعت بسرعة ...



بالفعل اخذت منها الجهاز وتركتني وذهبت لمروى وسناء



فأسرعت وبحثت عن المكالمات الصادرة فوجدت ثلاثة ارقام هاتف



في نفس التوقيت لذلك اليوم ...



فقمت بنقلها لهاتفي بسرعة ....وتظاهرت بالأنسجام مع الأغنية



بتحريك رأسي يميناً وشمالاً حتى ترانى ...وبالفعل



كانت تراقبني من بعيد وعندما رأتني منسجمة ، أبتسمت لي وأشارات



بأصبعها علامة الهدوء وعدم أزعاج القُراء ....



فأتيت لهم فقالوا:



ـ ماذا فعلت بك الرومانسية ...حتى ترقصين مُبتهجة أمام الطلبة ....؟



فقلت لهم :



ـ جنون ...وجنون ...وقِلة عقل ...



فضحكوا جميعاً وخرجنا من الكتبة



فأكملنا بقية يومناً مابين المحاضرات ....



ورجعنا لبيوتنا ...



ـ السلام عليكم ...امي



وعليكم السلام حبيبتي ....



ـ كيف حالك ....



ـ الحمد الله ...



ـ ربنا يكرمك ويعطيك من فضله ويرضى عنكِ....



ـ هل تريدين شيء امي ....؟



ـ لاشيء أذهبي وأرتاحي ...



ـ أين أخي ....أريده فقط لأسأله عن هاتفه وهل بطاقة الذاكرة أعجبته ...؟



ـ ستجدينه في مكانه المُعتاد يتفرج على كرة القدم ...



ـ السلام عليكم .( أحمد )...كيف أنت وكيف دراستك



فلم تقول لنا شيء حولها ....



ـ الحمد الله كل شيء تمام ولازلت أتصارع معها ....



ـ اريد منك خدمة ...تخدم بها أختك الغبية....



ضحك أخي وقال :



ـ أأنت غبية ....؟.فمن يكون الذكي أن كنت أنت غبية ....؟



ـ نعم اختك غبية وأريدك أن تساعدني ...



ـ تفضلي وأسألي أخيك الذكي ...



ـ لقد أخذت اليوم رقم هاتف أحد الأساتذة من زميلاتي



لأسأله عن أمر معين يختص بمادته...



وأسمه الدكتور ( سالم )



طبعاً هذا الأسم وهمي ولايوجد دكتور أسمه سالم ....



ولكني نسيت أن أسجل الرقم بأسمه



فاختلط رقم هاتفه بأرقام أخرى ،



فاريد منك أن تعرف لي



أيهما رقمه ....



ـ وماهي المشكلة ..فهي بسيطة أتصلي بالأرقام المشكوك فيها



وأسألي عن الأستاذ حتى يرد عليك ....فقط...



ـ لا أستطيع أخي لاني لو أتصلت بأي رقم مجهول وكلمني احد



فسيتعرف على صوتي بأني بنت ويبدأ في مضايقتي وازعاجي...



لكن ان اتصلت أنت فلا مشكلة ....



ـ نعم كلامك صحيح ....اعطني الأرقام وساتصل بهاتفي



واخذ اخي الأرقام مني وبدأ في الأتصال بها ...



نعم من معي ...الدكتور سالم .... ـ



ـ لا ...انت مُخطي فلست بالدكتور سالم



ـ بل الأستاذ يوسف ....



ـ أعتذر عن أزعاجك أستاذ ...



وأتصل برقم أخر ...



ـ مرحبا مساء الخير أختى هل هذا تلفون الدكتور سالم ..؟



ـ لا أبني ....



أسف على الأزعاج ....



ولم يبقى الا رقم واحد ...فأتصل به وانا بجانبه



فقلت له إفتح مكبر الصوت الخارجي ...



ـ مرحباً من معي ....هل أنت الدكتور سالم



فجاء صوت هز كياني وجعل مفاصلي ترتعد من هول المفاجأة



لا...لست بالدكتور سالم



ـ من تكون إذا ...؟



لا دخل لك بأسمي فأنت مُخطيء في الأتصال ....



فأشرت على أخي في أن يغلق الهاتف ويعتذر من الرجل ...



ففعل وانتهى الأمر ....



ـ شكراً اخي بارك الله فيك



وساحاول غداً أن أخذه مرة ثانية وأكتبه بأسمه ....



ـ لامشكلة ماجدة .....



خرجت مُسرعة لحجرتي وجلست مشدوهة واضعة يدى على رأسي



وكأني أشكوا من صداع رهيب ....



فتمالكت نفسي وقلت لابد أن أعرف من يكون ( يوسف هذا )



الذي ردّ على اخي ...؟



فأتصلت ب( مروى ) وقلت لها:



ـ مرحباً مروى...لقد كتبت أسماء زميلاتي في مذكرتي



ولكن المشكلة أني نسيت الأسم بالكامل ...فانت اعرف أسمك بالكامل



اما مريم وسناء فلا أعرف ...



ـ بسيطة أسم والد سناء هو ( علي ) ، وأسم والد مريم هو( يوسف )...



تمام بارك الله وبقية الزملاء عندي أسماءهم ....



مع السلامة ....نلتقي مرة اخرى ....



فا بمجرد أن أنهيت المكالمة مع ( مروى ) وقع ثقل كبير



يناهز الجبال على رأسي من هول ماسمعته ...



فصوت ( مفيد ) هو ما صعقني لأني اعرف مخارج



بعض الحروف لديه ....



وهنا اتضح لي جلياً من خلال إصرارها المتكرر



لمقابلته ...وأيضاً خروجها عندما كُنّا في الحجرة



ورجوعها باخبار في ضرورة لقاءه اليوم



وتغيير أسلوبه معي ....



فلا بد وأن يكون هناك رابط بينهم ، سوى فكرياً



او عاطفياً ....ففكرياً واضح تماماً ان هناك رابط



فهما يحملان نفس الفكر والمعتقد ....



أما عاطفياً فلا اعلم بذلك ....ولكن ساسعى لأيجاد



الأجابات ...



الان أستراح فكري وحصلت على أجابات مهمة...



ولم يبقى الا الأستمرار بأطمئنان في أستفزازها



حتى تُصرح لي بكل شيء ....وعندها ساعالجها



او سانهي علاقتي بها نهائياً ....



فالتعامل مع مثل هؤلاء الطفيليين لابد وأن يكون



بحذر وحكمة وفهم مجريات الأمور حتى يتسني لي توقيفهم وفضحهم



وهذا الامر لايأتي الا أذا فهمت ودرست وأستوعبت



المخطط المحبوك حولي وحول مجتمعنا ....



فالمهم الأن هو معرفة علاقة ( مريم ) ب( مفيد ) والى أي درجة



هي ....أما الأستاذ ( مفيد ) فالأن عرفت أن مايقوله كذب



وتزوير وتزلف ليصل لغاية وهدف ....يخطط له هو



والطفيلية ( مريم ) .المُغيب فكرها والواقعة تحت تأثيرهم

.......

أخوتنا الكرام



فما الذي ستفعله ( ماجدة ) للفهم أكثر



من ان تدرس ما جاء به الكتاب وتستوعب



خيوط المؤامرة عليها

وعلى المجتمع بأسره



وستتفاجأ بمحتواياته



كل ذلك سيكون في الجزء الحادية عشر



من



الرجوع من الذهاب ....بعيداً



تقديري واحترامي لكل مُتابعي الاحداث



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أخوكم...اندبها..

اندبها
10-04-2017, 01:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13610.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13611.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

فأستلقيت على السرير

وأخذت الكتاب وقرأت فيه بعض الفصول ، حتى وصلت لمبتكر

هذا النهج ووصف هذا المعتقد وتكرار توصيفه بالمهندس

الأعظم الذي سيعيد بناء وتشييد العالم وفق رؤيته ...

بأتخاذ ( الفرجار والمثلث والعين وحرف جي )...

فوضعت أولوية فهم الشعار أولاً ومن بعد سأبحث عن هذه المنظمة

فشبكة التواصل الأجتماعي ( الانتر نت مليئة بهذه الدراسات )

فبعد تجميعي معلومات قيمة حول هذه المنظمة

استغربت فكيف تكون سرية المنهج ، وهي معلومة لدى الكُل

بتفاصيل تنظيمها وشخصياتها وأهدافها ...

ورسالتها ، ومع ذلك لازال هناك من يتبنى فكرها ومنهجها

فقد أتضح لي أن الذين يتبعون منهجها من إلحاد وكفر

ونبذ كل الشرائع السماوية ...والطعن فيها

كما يحدث لمثقفينا العرب المسلمين الذين لايتورعون

في نقد تشريعاتنا الأسلامية ويصفونها بالرجعية والتخلف

فلا أعلم ،هل إطلعوا على أقوال مؤسيسيها الأوائل

ومنهجهم .....؟

ام هم هكذا يتبعون سياسات وأفكار هذه المنظمة

ولايهتمون بأهدافها الحقيقية ...

على كل حال فهمت مايعني الشعار الخاص بها

وأيضاً حتى أسمها وهي الماسونية ....

ففي ترجمة الكلمة تعني ( البناءون ) ....

و أضيفت لها فى الانجليزية كلمة Free
فأصبحت البناؤون الأحرار
( Free Masons )
فالمثلث والفرجار يعني أدوات
يستعملها البناءون في البناء والتشييد

وهي منظمة سرية تدّعي أنها من أصول قديمة ساهمت في بناء

هيكل ( سيدنا سليمان عليه السلام )

وأهدافها تعني بأفساد الأديان ومحاربة معرفة الله ، ونشر الألحاد

والتفسخ الأخلاقي للبشر ، ومحاربة كل العقائد وبالتحديد الأسلام

وهي يهودية الصُنع والتكوين ...

فهي منظمة يهودية سرية هدامة ، إرهابية غامضة ،

محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم

وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد ،

وتتستر تحت شعارات خداعه

....( حرية - إخاء - مساواة - إنسانية )

.وأعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم ، من أدباء ومفكرين

وحتى سياسيين ، وفنانين وكل الشخصيات الأعتبارية التى لها

القدرة على التأثير على الناس ،

ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع

والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيداً بحفظ جمهورية ديمقراطية عالمية
وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية
الله أكبر ....ماهذا الذي أقرأه ....؟

انها منظمة ( ماسونية )
يهودية عالمية قديمة ، تحكم ولازالت تسيطر

على عقول من لا عقول لهم ،
فأفسدت ذمم وعقائد بأسم حرية الفكر

والأنفتاح العالمي ، ونبذ الكُره والحقد على اليهود ...

نعم هذا ما كانت تقوله ( مريم ) يوم أن خرجنا في مظاهرة

تأييد لأبطال غزة .....

والأكثر غرابة أن هذه المنظمة اغرت الوطن العربي

بتبني أفكارها ، من سلم مع العدوا والتعايش السلمي مع الكل

ونبذ الشرائع والقوانين الأسلامية ...

ونشر التفسخ الاخلاقي والسماح للاعلام بنشر

كل ما من شأنه إفساد المجتمع

وجعلت لأعضاءها تجمعات خاصة بهم لتلقي الأوامر

او المساعدة في بث روح الهزيمة وتحسين صورة اليهود

وهذه التجمعات منتشرة للأسف في الوطن العربي

وهي أندية تسمى ( الروتاري ...والليونز )....

لا اله الا الله محمد رسول الله ...

فأين العلماء والمثقفين في هذه الحالات ..؟

فالعالم كله يعرف أهداف هذه المنظمة ....الا نحن

نعرف ولا نهتم او بالأحرى لانصدق ماجاء في أهدافها ...

فأصبح مصطلح التعايش مع العدوا ، من أصول الدين الأسلامي

واليهود بني عمومة ، لاينبغي التعرض لهم

بل مقاسمتهم ما اغتصبوه عنوة من ارض العرب ..

والدين من المناهج التى يفترض التخلي عنها لقدمها ولرجعيتها

بالفعل أصبح الكل سوى مثقفين أو فنانين او سياسيين

يتكلمون كثيراً ويفسرون الدين وتشريعاته على هوى أفكار

الماسونية اليهودية ، وهم يشعرون أو لا يشعرون ...

من هنا أردت ان أفهم وأعالج وأنقض كل من تورط

في هذا الأمر ...وبالتحديد ( مريم ) و ( مفيد )

ويكون ذلك بأقناعهم بخطأ أعمالهم وفرض رجوعهم

لجادة الصواب ....

وضعت الكتاب جانباً ...

فقد إمتلا دماغي باجابات نحتاج للوقت لأستيعابها ...

وغدا أن شاء الله سأرى كيف سيكون تعاملي مع ( مريم )

اما ( مفيد ) فسأرى كيف يكون الحال معه ...

وسأضع الكرة في مرماه وأحرجه ،

نزلت للصالة لأجلس مع أخواتي وأمي

فقد إفتقدت مشاكساتهم وصراعاتهم وأخبارهم ....

وفي المساء جلسنا سوياً أمام الجهاز الذي

فرّق الجماعات ، وجعل الأسرة الواحدة لا تلتقي

الا وهم مشدوهين لبرنامج أو مسلسل فقط

وتنتهي الجلسة بأنتهاء ما كان يجمعهم ...

ـ السلام عليكم يابنات ...

ـ وعليكم السلام ماجدة ....

ـ الم تقولي بأنك ستنامين وأنك مرهقة ....؟

ـ نعم لقد نمت قليلاً والأن جاء دور أزعاجي لكم...

فضحكت وضحكوا على كلامي ...

فوجدت أصغرنا تقرأ في دروسها

ـ كيف حال دروسك معك هل تحتاجين لشيء اساعدك فيه...؟

ـ ماجدة مرحباً وشرفتي جلستنا ، انا بالفعل أحتاج لشرح

بعض المعادلات الكيميائية بأعتبار
أن تخصصك هو كيمياء

ـ ماهي المشكلة اذا ....؟

ـ المشكلة يا أستاذة هو سؤال طلبت الأستاذة أن نجيب عليه ..

وهو لماذا يكون ( حامض الكبريتيك المركز ) تركيزه فقط

98% وليس 100% ، وكيف يكون شكله
في الطبيعة

حين أستخراجه ....؟

ـ هذا سؤال مهم ، لمعرفة أصل كل المواد الكيميائية

ومدى تركيزها

حتى يتم التعامل معها في المختبر ،
وفي الحياة العامة...

أسمعيني جيداً ....

عُرف الكبريت منذ الالاف السنين على طبيعته

في الأرض فكانوا قدماء المصريين يستعملونه

في تبييض الأقمشة ...

تم التعرف على حامض الكبريتيك

Sulphuric acid

منذ القرن الثامن الميلادي

عن طريق العالم المسلم (جابر بن حيان ) والذي أستطاع

أن يستخرج الحامض السائل بتركيز يتقارب من 97%

وكان يُعرف بأسم ( زيت الزاج )...بأستعماله طريقة

تسخين ( كبريتات الحديدوز المائية ) والتى كان يسميها

بالزاج الاخضر ....
الى درجات حرارية عالية فتحصل

على حامض الكبريتيك وأسماه ( زيت الزاج )

وهناك طُرق اخرى لأستخراجه من تسخينه في حالته

الطبيعية الصلبة قليلاً من باطن الأرض ...وتسخينه

بدرجات حرارة عالية ...
فكل درجة تنتج تركيز معين

فمثلاً درجة الحرارة عندما تكون 440 مئوية ...

تنتج حامض تركيزه 98%

وعندما تكون أقل بالطبيعي يكون التركيز أقل

وتسمي هذه الطريقة في التحضير ( طريقة التلامس )

وهناك طريقة اخرى تم أكتشافها

سنة 1891ميلادي

وتُسمى ( هيرمان فراش ) وذلك بأستخدام جهاز
من ثلاثة أنابيب

ويُدفع فيها بخار الماء في درجة 130مئوية
في اتجاه الكبريت

فينصهر ، فيخرج مصهور الكبريت من احد الأنابيب

مختلط ببعض فقاعات الهواء ويتم تنقيته بالتقطير

فيصبح تركيزه 99.9%.....

فتركيز الكبريت في أصله لا يصل لهذه الدرجات

ولكن يتم تحضيره او تنقيته حتى يصبح بهذه الفعالية ....

نعم حبيبتي هل فهمتي ماقلت ام اعيد ....؟

فضحكت من شرحى وقالت

ـ لا ...أرجوك كفاية ...لو زدتِ قليلاً فسأنسى كل شيء......

وأكملنا السهرة بين الضحك والمزاح في مابيننا

حتى أحسست بصراع في جفوني

بالأستسلام للنوم

فاستأذنت منهم

، صعدت الى حجرتي

لأنام بعد أن أستراح فكري مبدئياً ، بحصوله على إجابات

شافية لبعض المواقف لكل من ( مريم ) و ( مفيد ) ، وفهمت

الخطة التى حبكوها لجلبي لمفاهيم ومعتقدات باطلة

، ضناً منهم بأني ساذجة وسطحية ومعوقة فكرياً

ولا اعرف الخطأ من الصواب ، فكان أعتمادهم على

تسرعي ورغبتي العاطفية، لأضاعة الوقت، أنهم يستطيعون

تمرير مفاهيمهم الخطيرة وإيقاعي في شباكهم، ولكن

الذي إتضح لي بعد أن إطلعت على المنهج الماسوني

الذي يتبعونه ، فالشروط الواجب توفرها في المنتسب لهذا

المنهج أو هذه الطائفة ، لا تنطبق إلاّ على ( مفيد )

أما ( مريم ) فهي تابعة للمنهج وطبقة له ، وليس في درجة

تؤهلها أن تدعوا أحد أو تشارك في المحافل الماسونية ...

وايضاً هناك فئات يعتنقون المذهب الماسوتي

بأفكاره دون أن يشعرون أنهم يتبعون
فئة ضالةصاحبة المنهج

فمثلاً إن قلت لهم أن هذا الأتجاه هو
إتجاه يهودي ، يريد إفساد

العالم ، يقولون لك ليس يهودي ،

ولكنه عالمي وحضاري

لادخل لليهود فيه ، وهذه الفئة يمكن إقناعها بالحجة والدليل

أن المصدر هو يهودي مشبوه ....

فالشروط لأي عضو لحضور المحافل
( الأجتماعات الخاصة السرية )

لايحضرها الا كبار الشخصيات من رؤساء دول وحكومات

وشخصيات فنية مشهورة او إدباء ،
لهم التأثير على عوام الناس

ولهم القدرة على إحداث الفارق في العالم ....

وسوف تكون خطتي مع ( مريم )

لمعرفة في أي مدى ومستوى

من العضوية في المنظمة ....

اما إن كانت معتقداتها عبثية من خلال تأثرها

بالثقافة العامة الغربية

فهذا أمر ...أخر ....
............


وفي الصباح

طلب والد ماجدة في أن ترافقه الى محلة

لتساعدة ....فهل ستلبى رغبته في مرافقته

أم تعتذر له ...

هذا ماسيكون في الجزء الثاني عشر

من

الرجوع من الذهاب ....بعيداً

تقديري وامتناني لكل من تابع وشجع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم ....اندبها

اندبها
10-05-2017, 10:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13740.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13741.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

بعد ما جلست مع أسرتي ، صعدت الى حجرتي
لأنام بعد أن أستراح فكري مبدئياً ، بحصوله على إجابات
شافية لبعض المواقف لكل من ( مريم ) و ( مفيد ) ، وفهمت
الخطة التى حبكوها لجلبي لمفاهيم ومعتقدات باطلة
، ضناً منهم بأني ساذجة وسطحية ومعوقة فكرياً
ولا اعرف الخطأ من الصواب ، فكان أعتمادهم على
تسرعي ورغبتي العاطفية، لأضاعة الوقت، أنهم يستطيعون
تمرير مفاهيمهم الخطيرة وإيقاعي في شباكهم، ولكن
الذي إتضح لي بعد أن إطلعت على المنهج الماسوني
الذي يتبعونه ، فالشروط الواجب توفرها في المنتسب لهذا
المنهج أو هذه الطائفة ، لا تنطبق إلاّ على ( مفيد )
أما ( مريم ) فهي تابعة للمنهج ومطبقة له ، وليس في درجة
تؤهلها أن تدعوا أحد أو تشارك في المحافل الماسونية ...
وايضاً هناك فئات يعتنقون المذهب الماسوتي
بأفكاره دون أن يشعرون أنهم يتبعون فئة ضالةصاحبة المنهج
فمثلاً إن قلت لهم أن هذا الأتجاه هو إتجاه يهودي ، يريد إفساد
العالم ، يقولون لك ليس يهودي ، ولكنه عالمي وحضاري
لادخل لليهود فيه ، وهذه الفئة يمكن إقناعها بالحجة والدليل
أن المصدر هو يهودي مشبوه ....
فالشروط لأي عضو لحضضور المحافل ( الأجتماعات الخاصة السرية )
لايحضرها الا كبار الشخصيات من رؤساء دول وحكومات
وشخصيات فنية مشهورة او إدباء ، لهم التأثير على عوام الناس
ولهم القدرة على إحداث الفارق في العالم ....
وسوف تكون خطتي مع ( مريم ) لمعرفة في أي مدى ومستوى
من العضوية في المنضمة ....
اما إن كانت معتقداتها عبثية من خلال تأثرها بالثقافة العامة الغربية
فهذا أمر ...أخر ....
وفي الصباح خرجت من حجرتي ، فوجدت أبي ينتظرني
ـ صباح الخير بابا
ـ صباح النور حبيبتي ...
هل أنت ذاهبة للجامعة ....؟
ـ نعم ولكن يمكنني التأخر ...أو حتى لا أذهب
فمحاضرة اليوم هي محاضرة عملية في ( المختبر ) لتحضير مادة
كيماوية ......فتفضل أبي أي أمر تريده ....
ـ الله يبارك فيك أبنتي
أريد منك أن تذهبي معي للدكان ...فقد أحضرت بضاعة جديدة وأريد
ان أستفيد بوجودك في عمل الحسابات ...فليس لي الوقت الكافي
لفعلها ...نظراً لغياب العامل الذي يساعدني ، واقوم أنا بالحسابات
فمجرد أن تنتهي يمكنك الذهاب للجامعة او الرجوع للبيت .....
ـ حاضر أبي ...
( عادةً تحدث هذه الامور في الحسابات ،
فكان اخي أحياناً يقوم بذلك )...
ـ بارك الله فيك بُنيتي ....
فذهبت انا وأبي في سيارته التى أشتراها حديثاُ ( نصف نقل )
يستعين بها لنقل البضائع من والى المحل ...
وفي الطريق تحدثنا عن الدراسة والبيت ...اي على أشياء عامة
يتخللها بعض النُكت والمراقف الطريفة التى تحدث له مع الزبائن
من ضمنها أنه كان هناك زبونة دائماً تأتي مع زوجها لشراء بعض
الحاجيات من كراسي أو صالونات أو تستبدلها أو ستائر او أقمشة ...
فمرة من المرات أتت لوحدها لشراء ستائر للمطبخ...
وبعدما دفعت ثمن الستائر ،
وإثناء خروجها قالت لأبي شكراً حبيبي
فما كان من أبي الا أن ضحك وقال لها :
لست بحبيبك ... ولن اكون كذلك ....فحبيبتي تنتظرني في البيت....
فقالت له والغضب والغيرة الانثوية بادية عليها
انا أسفة فقد تعودت ان أقولها لزوجي بأستمرار ،
وإثناء خروجها وقفت وكأنها تذكرت شيء وقالت ::
بالأضافة أنك لاتصلح أن تكون حبيب أحد....
وخرجت غاضبة من المحل ولم تعد الا ومعها زوجها
، حتى وأن دخلت لاتتكلم وتنظر الى أبي من بعيد ...
وهناك مواقف أخرى منها نسيان الزبائن لهواتفهم وحقائبهم
وكلها مواقف طريفة....
نزلنا من السيارة وتوجهنا للمحل ، فموقعه ياتي بين
المحل الأخير قبل الناصية ، والذي يبيع نفس البضاعة
وهي الأثاث المنزلي والمفروشات ....
فقلت لأبي :
ـ كيف يتم البيع والتعامل بين الزبائن ، فالذي تبيعه أنت
هو نفسه مايبيعه جيرانك التجار ، فالبضاعة واحده
ومصدرها واحد ....؟
فقال أبي :
ـ ياماجدة الأرزاق بيد الله وليس بيد البشر ...
وفي حالة مثل حالتنا نحن التجار ، لاننظر للأمر من باب أن
مانبيعه أفضل من غيرنا ...ولكن ننظر للأمر بقدار تعاملنا
مع الزبائن ومساعدتهم ...من هنا ياتي الزبون للمحل الذي
يجد فيه التعامل الجيد والمساعدة وتقديم الخدمات وأيضاً
السعر المناسب له ...
فأنا والحمد الله ربحي مهما كان بسيط يكفيني ،
فمثلا إشتري صالون جلوس بسعر الجُملة ، وأبيعه بهامش
ربح وهو عبارة عن أجرة التنقل والمصاريف والأخرى
أي تقريباً يكون ربحي مابين 15% و 20% من ثمن الصالون
وبهذه الطريقة تكون أسعارى معقولة وتجلب الكثير من الزبائن
والتجار الأخرين مايهمهم هو الربح فقط مهما كان
فيشترطون ربحهم مابين 30% و 40% من ثمن البضاعة الأصلي
هنا يشعر الزبائن أن الثمن مرتفع ، فيذهبون لمحل أخر
ثمن بضاعته أقل قليلاً ، وبهذه الطريقة
أكسب الزبائن وأساعدهم وأوفر لهم خدمات ...
تتناسب مع ربحي البسيط ،.....وهكذا ....
ـ هل تعلم أبي كيف كان يبيع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما كان تاجراً لخديجة رضى الله عنها ...؟
كان يبيع بأن يشتري شيء أو بضاعة ...ولا يحدد الربح
مُسبقا، بل يترك الزبون هو من يحدد هامش الربح ...
فمثلا يشتري بضاعة بثمن درهم ويقول أثناء بيعها
أنا أشتريتها بدرهم ، فأربحوني ...اي حددوا أنتم هامش الربح
فيقول له الشاري نشتريها بدرهم ونصف ....
فيقول قبلت ....وهكذا....
أما تجار هذا الزمن فيحددون الربح مُسبقاً ويجعلوا نسبته تصل
الى الضِعف احيانا....وإذا سألته بكم أشتريتها من المصدر
لايقول لك الحقيقة ، بل يكذب حتى تعذره إن زاد ثمن البضاعة ...
نعم أبنتي هي هكذا تماماً كما قلتِ... ـ
فحدث أن أشترى أحد الزبائن حجرة أكل ، وبعد ان دفع ثمنها
قال لي :
ـ اخي اريد أن أسألك ...لماذا بعتني أياها بهذا الثمن الذي ناسبني
وجارك يبيع مثلها تماماً بثمن اعلى ....؟
أليست من مصدر واحد وبنفس المواد الخام ......؟
فقلت له:
ـ كل تاجر له قناعة خاصة به في طريقة البيع والشراء ، فهناك
من يرضى بالربح القليل ويحمد الله عليه ، وهناك لايرضى
الا بربح كثير ...إعتقاداً منه ان البضاغة الغالية هي ذات
جودة ومميزة ، وهي في الواقع نفس البضاعة التى أبيها
وبنفس الجودة ومصدرها المورد لها هو واحد ...
فقال الزبون:
ـ بارك الله فيك اخي وجعل رزقك حلال ...
ـ نعم أبي الأرزاق بيد الله ، وانا فخورة بك وبعملك ...
ـ يكفي شكر في أبيك واذهبي للمكتب لأعداد الحسابات ...
وذهب هو ليفتح ابواب صالة العرض ...
وبعد ان انتهيت ، أعلمته بذلك فقال:
سلّمك الله ياحلوتي ...
ـ ويمكنك الرجوع للبيت أو الذهاب للجامعة أن أردتي ...
فنظرت للساعة فوجدتها تقاربت من العاشرة والنصف ...
فقلت له ساحاول الذهاب للجامعة ...
فوضع يده في جيبه واخرج منه قليل النقود وأعطاني أياها
فقلت له:
ـ لا أحتاجها فعندي مصروفي اليومي ...او نسيت أنك كل يوم
تعطي امي مصروفنا ....؟
ـ لا ...لم أنسى ولكن هذه رشوة لك ( وأتبعها بضحكات )
ـ فقلت له أن كانت رشوة فلا أريدها
وأن كانت لقاء ماعملته لك أو هديه فهاتها ...
فخطفتها من يده دون أن انتظر ماذا سيقول ....وهربت
مُسرعة ....فسمعته يضحك ويقول لازالت طفلة صغيرة مشاكسة ...
فألتحقت بالحافلة ، وذهبت مباشرة لمبنى المختبرات والمعامل
مع الأستاذة ( لازالت تحضِّر رسالة الماجستير ) وهي المشرفة
على المختبرات الخاصة بقسم الكيمياء ...
وهي سيدة خلوقة مميزة ومتزوجة ، فكانت دائما نراها مع
زوجها إثناء انتهاء عملها ، أو قدومها للجامعة ...
ـ السلام عليكم أستاذة ( منال )...
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ماجدة...
ـ عسى المانع خير ...فقد تأخرت عن الشغل والتحضير
ـ لقد كنت من والدي لأعد له بعض الأعمال ....
ـ لابأس لدينا الوقت لأستكمال العينات وحسابها...
وبعد الأنتهاء من التحضير قالت لي :
ـ ماجدة أنا وقتي انتهى وقريباً سيأتي زوجي ، وعليه
يرجى تنظيف المُعدات والمخابر قبل أن تغادري ...
ـ حاضر أستاذة سأفعل ذلك ...
وبعد الأنتهاء من التنظيف والترتيب ذهبت
لبقية المدرجات ، أتجول هنا وهناك ، لأنه لم تكن لي
أي محاضرة اخرى .....
فحزمت أوراقي وركبت الحافلة ورجعت للبيت
وأستمر الحال كما هو لم يستجد شيء
سوى ذهابي المعتاد للجامعة ، فنلتقي مع الزملاء
وأعود أدراجي للبيت ، فبقيت على هذا المنوال
تقريباً ...أسبوع ذهبت فيه للجامعة مرتين
فقط ، وباقي الأيام أبقى في البيت
وقد خطرت على بالي فكرة كتابة مذكراتي الشخصية
ليس لنشرها بل لتحديد أولويات أفكاري والاحداث المُتسارعة معي
وأيضاً لأرتب اوراقي واعد خطة لمريم ومفيد ...
فبدأت بكتابة كل شيء حدث معي ومع مفيد ومع زميلاتي
فلماذا فعلت ذلك ....؟
لا أدري ربما كان هناك وقت فراغ فقط .....
وكثيراً ماوردتني اتصالات من زميلاتي
يسالن عن غيابي .....
وكان ردي أني تعبة ولاتوجد محاضرات ذات أهمية
وفي أحد الأيام من الأسبوع الذي أتى بعد غيابي
ذهبت للجامعة ، وصدف أن أستاذة المختبرات ،
سألت عني لأستكمال ما بدأناه الأسبوع الماضي
وبالفعل دخلنا للمختبر وأتتمنا بعض التجارب
وعملنا حسباتهم وقياساتهم ...
وكالمعتاد أوصتني بتنظيف وترتيب المختبر
وعند الأنتهاء ...رتبت كل شيء وخرجت ...متوجهه لحديقة
الجامعة لأستنشق الهواء المُنعش بعد درس المعمل ....
فجلست هناك أتصفح ما كتبته من نتائج للتجربة التى أجريتها....
فأذا ب( سناء ) قد أتت في أتجاهي مع والدها
ـ السلام عليكم ماجدة...أين كنتِ لم نراك منذ أيام ...؟
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.....ها أنت قد رأيتيني ماذا
تريدين ( أتبعتها بضحكة )
والتفت لوالدها وقلت له:
ـ كيف حالك عمي على ...
ـ الله يبارك فيك أبنتي ...ألست أنت ماجدة.....؟
ـ نعم انا هي بشحمها والقليل من لحمها ...
فضحك هو وأبنته وقال:
ـ لقد تحدثت سناء عنك بكلام طيب ...
فضحكت وقلته له :
ـ لاتأخذ كلامها بمحمل الجد ...فهي فقيهتنا وشيختنا والموجهه لنا ...
ـ حتى انت الخير والبركة أبنتي ...
فقالت سناء:
ـ أحذر يا أبي منها ، فلها لسان لاذع بالرغم من ذكائها
وافأنطلقنا جميعا هي وأنا ووالدها بالضحك على تعليقها ...
ـ هل تريدين شيء أبنتي أو أوصلك للبيت مع سناء ...؟
ـ لا ياعم بارك الله فيك ، فما زال لي أشغال هنا ..
( الحقيقة ليس لي أشغال سوى البحث عن مريم فقط )
فنظر لأبنته وقال لها:
ـ انا أنتظرك في السيارة فلا تتأخري.... ...
فسألت سناء عنها فقالت:
ـ لم أراها في المحاضرة ولكن سمعت من احد الزميلات أنها ذهبت
للمكتبة ....فربما تكون هناك ....
ولكن ياماجدة أريد أن أسألك ....فانا مستغربة قليلاً في تعاملاتك مع
( مريم ) فأنتما النقيض بعينه في كل شيء ...فكيف تتحملينها...؟
ـ يا سناء ياحبيبتي ....الا تذكرين عندما تعرفنا عليها أول مرة
حينما جاءت مع والدها للتسجيل في الجامعة ...
وجلسنا مع بعض وتم التعارف في مابيننا ، فأستغل والدها ذهابها
لأحضار بعض الأوراق ....
ـ نعم ياماجدة لقد تذكرت حين قال لنا :
أن مريم طيبة ولكن فيها عيوب منها العناد والأفكار الغريبة التى
دائماً تتكلم عنها ومرد ذلك لتربيتي لها ، فقد كنت أنا أُمها وأبيها
وكل شيء لها ، فتنازلت عن أشياء ، كي لاتشعر بعدم وجود والدتها
التى تركتها وهي صغيرة ، فوفرت لها كل شيء
حتى وصلت للمرحلة الثانوية فقد سجلتها في مدرسة خاصة
لايرتادها الا أبناء الأثرياء والشخصيات الأعتبارية ...
وهذه المدرسة تضم شرائح ثقافية مختلفة ، من جنسيات عربية
واخرى أجنبية مقيمة في البلد ....
والظاهر أنها تاثرت بهم وبثقافاتهم ، فأصبحت تميل أليهم كثيراً
وتفعل مايفعلون حتى اللباس بالرغم من أنه زي موحد
الا أنها كانت دائما تتطالب بأشياء تُرهقني مادياً ...
فتأثرت بأسلوب معيشتهم وأفكارهم ....فأستمر الحال حتى انتهت
المرحلة الثانوية ...فكانت علاقاتها بزميلاتها في المدرسة
سيئة مع الملتزمات وفي السنة الأخيرة أصبحت علاقتها
مع الكل شبه معدومة ، فقد عُرف عنها االعناد وكُثرة المشاكل
الا فئة معينة أستمرت علاقتها بهم حتى الان ....
وانا خائف عليها فأوصيكم بها خيراً وتحملوها
وأن أستطعتم أصلاحها فأفعلوا ما فسد من أفكارها ....
فأكملت سناء بالقول :
ـ نعم هو كذلك لقد قال لنا كل شيء ،
فقلت لسناء :
ـ ولهذا السبب نحن
نتحملها ونتعامل معها كما ترين ....وسأحاول أن اغير مافي
أفكارها ...فلا يجب تركها لقمة سائغة للأفكار الغريبة ...
لهذه الأمور أتحملها ومهتمة بها بالرغم من مساؤيها
الا أن في داخلها طيبة وترجع بسرعة بعد أن تغضب ....
فقالت سناء:
ـ هذا صحيح ...فقط أردت أن أستفهم عن قدرتك العجيبة في تحملها
وأنا أيضاً أتحمل نقاشاتها وأحياناً أغض الطرف عن كلامها
ـ سناء ...سناء ....هيا لقد تأخرنا ...
جاء صوت عمى علي من أطراف الحديقة وهو ينادي على أبنته ....
ـ مع السلامة ياماجدة
ـ تحياتي لك يافقيهة زمانك ...( واتبعتها بضحكة )
ـ أأنا ....فقيهة زماني....وأنت ماذا شقية ومشاكسة زمانك ....؟
بعد أن ذهبت ( سناء )...إنطلقت للمكتبة للبحث ( مريم )
بالفعل فقد وجدتها في القسم المخصص لمراجع وكُتب قسم الكيمياء
وهذا القسم في زاوية المكتبة ،
وبعيد نسبياً عن صالة جلوس الطلبة
ـ السلام عليكم مريم
ـ مرحبا ماجدة
فجلست بجانبها وقررت أن أبادرها ببعض
الملاحظات ، لأرى أي مدى
ستتحمل ما أقوله ، لأبدأ معركتي معها ....
...................
اخوتنا الكرام ما الذي سيحدث
لماجدة اثناء جلوسها مع مريم
هذا ماسيتم التعرف عليه في الجزء الثالث عشر
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري كالمعتاد لكل المتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم.....اندبها

اندبها
10-06-2017, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13689.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13690.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
ـ يامريم لماذا لاتردين السلام ....
وأستبدلتيها بكلمة مرحباً ...؟
هل نسيتيها أم ماذا ...؟
( وقصدي هو استفزازها لتُخرج مافي جعبتها )
فقالت:
ـ وما الفرق ...
ـ الفرق يامريم كبير وهو عندما أقول لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتردين وتقولي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فهذا يعني السلام والأمن والطمأنينة
عليك من ناحيتي فلا خوف مني
والرحمة هي السكينة من الله لقلبك وجوارحك ...
بالأضافة للأجر والثواب من الله لقائلها

أما كلمة ( مرحبا ) فلا تعنى
الا التعبير عن إعلام الشخص المُرحب به
بأنك رأيتيه وترحبين به ...
فأيهم أفضل أن ترحبي بالطرف المُقابل
وتشعريه بالطمأنينة والأمن
وتذكريه بالله سبحانه وتعالى ....؟
ـ أنا أفضل أ ن أقول مرحباً وهاي وباباي وتشاو وهللو ...
فهي عصرية حضارية عالمية ولا تنتمي لفئة أو معتقد ...
فأنا لا أريد ان أحيي أحد بلفظة تدل على مذهب أو دين أو معتقد
وتهميش الأخرين المختلفين معي في ذلك ...
فالكل عندي سواسية فلا فروقات عقائدية او ثقافية او دينية ...
فتصوري ياماجدة عالم بلا دين وفيه من الحرية الشيء الكثير
فلا قيود ولا تقييد في هذا حرام وهذا حلال ...
بالطبيعي سيكون عالم جميل وعظيم ولا مشاكل فيه ...
أما أن نتقوقع في ركن ونشتم هذا وأجلعه عدوي وأحاربه
لانه مختلف عن ديني وثقافتي ...فهذا لا أريده ...
أو ان يأتي أحد ويقيد حريتي ويفرض أشياء عفى عنها الزمن ...
فهذا ايضاً لا أريده ...
هنا احسست أن مريم أظهرت كل أفكارها ومعتداتها مرة واحدة
إعتقاداً منها أنها على صواب ....
وفي الواقع كلامها هو نفسه
الكلام الذي ورد في كتاب المنهج الماسوني اليهودي ...
وهو خلق دين جديد ومعتقد جديد يخالف كل الشرائع السماوية
وبالتحديد الاسلام ....
فأحسست بأن هذه فرصتي لأدخل لعالمها لفهمها أكثر وعن قُرب
ومن اوحى لها بهذه الأمور ومدى فهمها لهذه المنظمة الخبيثة
ولا يأتي هذا الا أن تظاهرت بأني متأثرة بفكرها
وانا على أستعداد أن اكون مثلها ...
فقلت لها:
ـ يامريم أقول لك أمر وأحفتظي به لنفسك ولا تذيعيه
هنا مريم أستغربت من عدم الرد عليها
ومجادلتها كالمرات السابقة
والدخول معها في مناقشات تبديء ولا تنتهي ....
ـ ماجدة مابك....هل أنت مريضة ...؟
هل الأجازة والغياب أثر فيك ....؟
ـ لماذا تسألين ...؟
ـ أسأل لأني أستغربت موقفك وعدم الوقوف على كلمة أقولها
كما عودتيني بذلك ....
ـ يامريم ياحبيبتي :
العمر في أزدياد والعقل ينضج ويفكر ويتعلم كل يوم ...
نعم كنت أعارضك ولكن أحيانا ً أجد أفكارك سليمة وصائبة
تستحق الوقوف عندها وفهمها ...
.نعم فلوا عاش عالم كله
( بالحب والعدل والمساواة وعدم تهميش أحد سوى دينياً او عرقياً
لعاش العالم في سعاد ملية بالحرية الكاملة الغير محصورة
في هذا حلال وهذا حرام ...بل كل شيء مسموح...
فقالت مريم وهي تفقز بكلامها فرحة مبتهجة الملامح
ـ ماجدة هل قرأتي الكتاب الذي أُهدي اليك من صاحبك....؟
ـ لا...لم أقرأه بعد وربما في المستقبل .....
هنا لاحظت على مريم أن هناك تردد او شيء لم أفهمه
فتعلثمت عندما نظرت اليّ مطولاً وتنهدت ...!!!!!
ـ تعرفي ياماجدة
حتى وأن لم تقرأيه فكل كلامك الأن
هو نفسه ماستجدينه في الكتاب
فما رأيك فيه ....؟
فقلت لها وقد أحسست أنها وقعت في شباكي
ولكن هناك امر لم أفهمه في نظراتها وتنهدها :
ـ اعتقد لو أن الكتاب فيه مثل هذه الأفكار التى قلتها أنا والتى
ذكرتيها أنتِ ...فهذا طيب وجميل ، فقد آن الأوان أن نفكر
ولانجعل لتفكيرنا حدود...
فهتفت مريم بصوت سمعه رواد المكتبة :
ـ نعم سلمتٍ يا أستاذة ....
فاشرت عليها بتخفيض صوتها ....
فرجعت لصوتها الطبيعي وقالت:
ـ لقد زاد حُبي لك الأن ، لأنكِ نضجت فكرياً .....
ـ وكيف لي أن أتعلم أكثر بدون ان أقرأ الكتاب ، فانا أريد
من يوجهني ويعلمني ويكون الشخصية التى أثق فيها ...
فأريد أن أسألك وتجيبينني بصراحة ....
ـ نعم حبيبتي تفضلي ...
ـ كيف تعلمتي ذلك وعرفتي هذه الأفكار الرائعة والفلسفات العميقة...؟
أقول لك ياماجدة:
ـ بالنسبة لي تعلمت ذلك ليس الأن بل منذ أن كُنت في الثانوية
وهنا تذكرت كلام والدها عن دراستها في الثانوية ...
فقد تعرفت على أستاذ ، عمره تقريباً عمر الدكتور( راشد )
وهو محترم، فقد لاحظ مدى إهتمامي بأغاضة زميلاتي المحجبات
والملتزمات في المدرسة ، والتهكم على لباسهُن...
فحدث أن أستدعاني بعد إنتهاء الحصة ...
( وكان يدرسنا اللغة الأنجليزية )
الى مكتبه وقال لي:
ـ يا مريام ....لماذا تتهكمين كثيراً على زميلاتك المحجبات ...؟
فقلت له وبصراحة ...
لا أحبهم لانهم دائما ينتقدونني في كل شيء
فمرة يقولون لي لماذا لاتصلين ومرة لباسك غير محتشم وهكذا
ويقولون لي لماذا لاتهتمين بحصة مادة الدين .....
فقد أضطررت لحضور حصة الدين كي انجح فيها فقط ...
فقال لي الأستاذ ( شكري ):
ـ أنت أفكارك جيدة وعندك شخصية وشجاعة لايملكها غيرك ..
وعندك طريقة في التاثير على الاخرين ..
.الشيء الكثير
ولكن هذا لايكفي ان تحتفظي برأيك لنفسك ، بل الواجب هو
التعريف بأفكارك النيرة للكل ، حتى تظهري لهم قوة شخصيتك
وثقافتك وعلمك ، وبالتالي سيحترمونك ...
فعندما قال لي الأستاذ ( شكري ) هذا الكلام ،
شعرت أن هناك من يدعمني
ويقف في صفي حتى في الأدارة أن أشتكت أحد الطالبات مني ...
فأصبح يعاملني كابنته....
ـ وماذا حدث بعد ذلك ....؟
ـ الذي حدث أنه عند أنتهاء الحصص أذهب إليه في مكتبه
بحجة تعليمي بعض المفردات للغة الأنجليزية
أو مراجعة بعض الدروس
فأصبحت هذه عادتي كل يوم ، فتعلمت منه كل شيء
وأصبح يوجهني في أفعلي هذا ولا تفعلي هذا ....
عندها أقتنعت بأفكاره...
ولكن يامريم:
ـ انت كنت صغيرة في السن ...فهل خاف منك
عندما تخرجين من الثانوية
وتذهبين للجامعة ، من أن ماعلمك أياه سيضيع وتنسينه ...؟
ـ الأستاذ كان يعلم ذلك جيداً وكان يقول لي
لابد من تربية الأجيال بهذه الأفكار بدء بالمدرسة حتى تتشبع
عقولهم بهذا الفكر وعندما يصلون لمراحل عمرية متقدمة
يكون عندهم الأساس الأول ، فيستقبلون تعليم هذا الفكر
بسهولة من قِبل المرشدين والمعلمين الذين سياتون لاحقاً ...
فلم يدعني حتى بعد نجاحي في الثانوية
فكانت هناك اتصالات بيننا وكنت أستشيره في كل شيء
وهو يقوم بتوجيهي ...
ـ ولكن يامريم ...الكلام الغير مباشر شيء والجلوس
مع الموجه والمُرشد شيء أخر ....
فقالت مريم:
ـ لم أفهمك ....؟
ـ أقصد لابد من منهج أو كتاب لتوضيح مصدر هذه الافكار
ومناقشتها مع القادرين على فهمها والتعامل معها
هنا أردت أن أستعلم عن موقف ( مفيد )
وموقعه في هذا التنظيم
ـ ياماجدة في البداية كنا نتحدث فقط وبعد أن تطور الأمر وزادت
ثقته فيّ بعد أن أقتنع بشاجعتي وعنادي وصراحتي أمام الكل
قال لي في أحد توجيهاته:
ـ يامريام أنت الان في الجامعة وجاهزة لأطلعك على كل شيء
حتى تفهمي بأن الذي تفعلينه لم يأتي من فراغ ، بل هو
نتاج علم وثقافة وعبقرية من سبقونا
من جهابذة الفكر العالمي...
فقلت له:
ـ ما أسمهم وما جنسياتهم وماهو تاريخهم ...؟
فقال لي هل يهمك من يكونون أم يهمك الفكر نفسه والعقيدة نفسها ...؟
فقلت له الفكر هو مايهم واما الباقي فلا أهتم له ....
حتى وأن كان الشيطان نفسه هو من يقول ما أقول فساوافق ...
طالما فكره ومعتقدة مثلي فلا أبالي ...
فقال لي:
ـ هكذا انت بالضبط أصبحت مستعدة ويُعتمد
عليك في نشر الفكر الجديد
ولكن يامريم الم يقل لك على الأقل أسم
هذه المنظمة حتى أدخل فيها
معك ...؟
الحقيقة سألته مرة عن ذلك ...
فقال لي يامريام هذه المنظمة لها نظام ودرجات ، فهناك من هم
الدرجة الاولى وهم المؤسسون الاوائل لهذه المنظمة
وهناك من هم أقل درجة منهم
، وهم المسؤلين عن ماتحتهم
من اعضاء وهم الذين يحضرون الاجتماعات السرية
في ( المحافل الخاصة بالمنظمة ) ...
وهناك من هم في درجات متفاوتة عملهم
هو تنفيذ مايُطلب منهم فقط
ولايسألون عن اكثر من ذلك ولايحق لهم حتى الأطلاع على ألأسرار الخاصة...
ـ اذا يامريم انت لاتعلمين الا الأهداف الظاهرة فقط للمنظمة
اما الاهداف الغير مُعلنة والسرية فلا تعلمينها ....
ـ لا...أعلم فقط الأهداف الظاهرة المُعلنة علناً اما الاهداف الباطنة
والسرية الأخرى فلا أعلمها وحتى الأستاذ ( شكري لايعلمها )
فهو ينفذ ما يُطلب منه ....حتى يرتقي لدرجات أكثر ...
ـ اعتقد يامريم أني أحببت هذه المنظمة
وأريد الأنضمام اليها
ولكن لم أفهم ، وأريدك ان تقولي لي وبصراحة لأكون مثلك
هل تم أمرك من قبل في أستدراج طلبة وطالبات هنا في الجامعة
للدخول واعتناق هذا الفكر والمعتقد ....؟
ـ نعم يامريم فقد امرني الأستاذ (شكري ) بذلك وكان يوجهني
ويعطيني حتى أشياء لتغرى من يريد الدخول ...
ـ كيف يغري وما هي الأشياء التى يعطيها لك...؟
مثلا عندما أقول له هناك بنات أريد أن اتكلم معهم في الامر
يقول لي أبحثي عن نقطة ضعف فيهم وأستعمليها لصالحك
فحدث ان هناك طالبة تحب وبشكل كبير ، ادوات الزينة
والهدايا والتُحف ....فذخلت عليها بهذه الطريقة
ان وفر لي الأستاذ ( شكري هدايا وأدوات زينة وأحياناً أموال )
لأغري بها من تقع تحت طائلتي ....
وتكون علاقتنا وطيدة ...
وبالفعل بالرغم من أن طالبات الجامعة هم الشريحة الاكثر
تفهم وعلم وثقافة ونشاط ، الا أن لهم بعض النواقص في شخصياتهم
وبُعدهم عن ما يُسمى الواعز الديني وحُبهم لأشياء احيانا ً تافهة ..
.فهم بشر وليسوا ملائكة ....
ـ هنا عرفت شيء أخر وهو أنه تم أستغلالي لضعفي تجاه الحب
والعشق والوله والصداقات ....
ـ ولكن يامريم ألم يساعدك أحد في مهامك هذه ....؟
ـ نعم في البداية كنت بمفردي ومعي الاستاذ ( شكري ) بالهاتف
وأحياناً أذهب اليه في المدرسة ...اما هنا في الجامعة
أحسست أن هناك من يتابعني ويوجهني مرات بالرسائل
ومرات بمكالمات ...
أما اللقاء المباشر معه فلم يحصل لي ذلك ...
فقد عرّفني به الأستاذ ( شكري )
بعد أن أعلمني بوضعه في المنظمة
ـ ربما يكون الأستاذ ( ربما يكون أحد الأساتذة في المدرسة )
ـ لا لم يكن هو ولا أي شخص من المدرسة
بل شخص من أثرياء البلد ...ووالده له علاقات
وصلات كبيرة بكبار صُناع القرار في البلد ....
ـ وهل سعيتم في جلب وتطويع اخرين ....؟
ـ نعم كما قلت لك هناك طلبة وطالبات ولكن لايعرفهم أحد
لانهم لازالوا يدرسون الفكر وتم تعليمهم في كيفية اختيار الهدف
المطلوب استقطابه ...والبحث عن مايحب وما يكره ....
ـ وكيف تتواصلين مع من يرشدك أو مع الطلبة الذين
يحملون نفس فكرك ....؟
حتى اجلس معهم وأتعلم ويكون هناك أٌلفة وصداقات .....
ـ هذا ياماجدة بصراحة لا أستطيع أن أقوله لك ، لأني
أقسمت لهم أن لا أذيع أسم أحد من الأعضاء المسؤلين ....
او حتى أسم المنظمة ....
فقد تجاوزت فقط في ذكر أسم الأستاذ
( شكري ) لك ...
ـ ولكن كيف العمل يامريم
وأنا أريد المزيد لأفهم ....؟
ـ ياماجدة ياحبيبتي ، إقرأي الكتاب فهو يتحدث عن كل شيء...
ـ لا...لا اريد أن أقرأ أريد أن أجلس مع أحد الموجهين
الكبار مباشرة ....كما جلستي أنت
مع الأستاذ ( شكري ) وعلمك ووجهك....
ـ وأحذري ياماجدة أن طلب منك شيء غير طبيعي ، وتقبليه...
فجلستك التى ستكون معه ، فقط للتعارف ولتتعلمي منه ....
ـ فهل تستطيعين ان تعلميني أنت كل شيء ....؟
ـ الحقيقة ياماجدة بالنسبة لي الذي تعلمته قلته لك وهذا الذي
اعرفه أما مقابلة أحدهم فهذا أمر لا أستطيع البث فيه...
...............
إخوتنا الكرام
كيف أستطاعت ( ماجدة ) خداع ( مريم ) والدخول
لفكرها ومعرفة كل مايحيط بالمنظمة وشخصوها
فهل سيكون هناك تطور في علاقتهما
ام ستنتهى
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الرابع عشر
من
الرجوع من الذهاب ........بعيداً
تحياتي وتقديري لكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها

اندبها
10-07-2017, 09:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13715.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13716.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/2791bcfb61.html)
هنا عرفت أن مريم تكذب لانها تعرف مفيد
وتتصل به وتنسق معه ....
اما لماذا لم تقل لي على أسمه ....؟
أيضاَ لماذا أصبحت فجأة حذرة ومترددة وتخاف عليّ
من التورط أكثر مع المنظمة ....؟
فهذا ما ساعرفه لاحقا ....
وفي اثناء ذلك سمعنا صوت المسؤل عن المكتبة وهو يقول:
ـ يرجي الخروج فالوقت أنتهى الساعة الأن الثانية والنصف ...
فخرجنا من المكتبة وهي تحتضنني بين الحين والحين
وتقول لي أحبك وأحببتك اليوم أكثر من قبل...
ـ فأرد عليها وأقول لها وأنا كذلك ...
ولكن يامريم أن هناك اعضاء اخرين مثلي فهل تحبينهم
مثل ماتحبينني ...؟
فقالت :
ـ نعم احبك أنت أكثر منهم فانت صديقتي في كل شيء
حتى مشاغباتنا وجلوسنا ونقاشاتنا مع بعض
حتى والدي يعرفك تماماً ويحبك ....
اما الاخرين فلا بيننا الا المنظمة فقط ....
هنا علمت أن مريم طيبة ولاتعلم الكثيرعن هذه المنظمة
ولا أسرارها ولا أهدافها ،
هي فقط تردد شعارات فاسدة
أفسدتها أو في طريقها للفساد ...
فقد تاثرت بأفكار الأستاذ ( شكري )
ولم تجد في ذلك الحين
من يردعها ، فوالدها لم يستطيع حتى مناقشتها في شيء
حرصاً وخوفاً عليها من الضياع في عدم وجود والدتها...
وأيضاَ أصبحت في الفترة الأخيرة مترددة
وحذرة ، بالأضافة خوفها الواضح على عدم دخولي للعمق....
بعد أن أنطلقت مريم وودعتني بطريقة لم أعهدها من قبل...
وصلت لمحطة الحافلات ....ورجعت للبيت
واستأذنت في عدم أزعاجي لأني سانام .......
وقبل المساء بقليل ، خرجت لقضاء بعض الحوائج
برفقة اختى الصغيرة ، فذهبنا للتسوق ، فمررنا
بالحديقة ، فقالت أختى :
ماجدة مارأيك أن نستريح قليلاً ونأخذ بعض المرطبات
حسناً لابأس ....قليلا فقط ...
فجلست أختى مع المشتريات التى اشترتها
وذهبت أنا للكُشك ، لأشتري لها بعض المرطبات
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام أبنتي
ـ هل عندك ......
ـ أعطها ماتحتاجه وسأدفع أنا .....
فنظرت لمصدر الصوت فإذا به ( مفيد ) فالجمتني المفاجأة
فلم يكن في الحسبان أن التقي به ، حتى أنظم أموري وأخطط
ما الذي يجب فعله ، ولكن لا أعلم ما الذي أتى به ...
ـ مابك ماجدة ...مفاجأة كبيرة أليس كذلك ....؟
ـ مرحباً أستاذ مفيد
ـ مالذي أتى بك هنا ...هل مررت بالصدفة أم ماذا...؟
ـ الحقيقة أسمحي لي بأن أقول لك إني أشتقت لك...
فأردت أن أحاول المجيء هنا لعلنى أحظى بلقائك..
ـ شكراً أستاذ مفيد ...
وهنا أردت أن أجعله يعلم بأني لست مهتمة لمجيئه
او كالسابق مستعجلة وأتشوق للقياه...
فلا أعلم هل هي رزانة أم تعقل أم شعوري بأنه يمثل
عليّ هذه المسرحية ...
ـ أسمحلي في أن اغادر فهناك من ينتظرني
وهو له مقام عندي أكثر مما تتصور ....فلا أريده
أن يقلق بشأني إن تأخرت عليه ....
فهو يقلق إن تأخرت ، ويفرح أن اتيت ، ويحزن إن ألمًّ بي
مكروه ، وأنفاسه تتحرك كموجات على خصلات شعري
حين ينام بجانبي ....
( بالطبيعي كنت أقصد أختي )
هنا لاحظت تغير في نبرة صوته ، وأرتبك قليلاً وقال:
ـ هل قلتي هناك من ينتظرك ...؟
ـ نعم ...قلت ذلك ....فهل هذا الامر يضايقك ....؟
ـ أنا كنت أنتظر هذه الفُرصة وكلي أمل في أنكِ
تنتظرينها مثلي ...
وعندما تأتي تقولين لي أن لي من ينتظرني
فكيف يكون ذلك ....؟
ـ أستاذ مفيد اريد أن أقول لك شيء مهم
وهو أنه ليس شرطاً أن تقول أني أحُبك
وليس شرطاً أن تنتظر أن أرد عليك
وليس شرطاً إن قُلت لك أنك مهم بالنسبة لي
وليس شرطاً أن يخفق قلبي لك
فالمشاعر والأحاسيس تصنع نفسها بنفسها ، ولايصنعها
من لايعرف قيمتها للوصول لهدف أو غاية...
فالأهداف لايفترض إقحامها ووضعها حجر عثرة
في طريق مسالك ودروب القلب ومختلجاته....
فأفهم ماقلت لك وراجع أحاسيسك ، وقيمها
وضعها في أي خانة هي تصلح لها....
وعندما تنتهي من تقييمها ، قل لي ماهو وضعي
بالنسبة لك ....
عندها ستلاحظ لهفتي لرؤيتك
أو غض طرفي عن مشيتك...
ـ ماجدة وردتي الجميلة
كيف تقولين لي ذلك وماالذي غيرك ناحيتي...؟
فكنت اعتقد أننا تجاوزنا الكثير
حتى وصلنا لما نُحب ونشتهي ...
ـ لا تقول لي وردتي ، فأنك لم تمتلكها بعد ،
اقول لك أنا لم أتغير أنا ، بل تغيرت أنت
فقد راجعت كل شيء حدث معك...
فلم يخفق قلبي بصورة منتظمة ، فمرة يخفق فرحاً
ومرة يخفق إرتباكاً وعدم ثقة فيك ....
أراك غامضاً ، وراءك أشياء وتحاول إخفائها عني
وحين تقابلني أشعر بك وكأنك تؤدي في عمل أو رسالة ....
مُجبر على تأديتها ....
فأجعل قلبك هو من يُجبرك على لقائي
وليس شيئاً آخر ...
فعندما تثق في قلبك وتعرف مايحمله تجاهي ..فستجدني
على كل حال راجع نفسك أولاً ......
وستجدني في يوم
من الأيام هنا أنتظرك ....
تحياتي لك والسلام عليكم
فتركته مشدوه ومُرتبك ولأول مرة أشعر بالأنتصار
على ذاتي وشهواتي وعنفواني الشبابي ...
فما كان منه الا أن مشى خطوات هزيلة مرتبكة ،
وكأنه يجر خلفه
أثقال ينؤ بحملها من هم أقوى منه ...
ـ مرحبا أختي حبيبتي
ـ اهلا ماجدة لقد تاخرتي وضننت أنك نسيتيني ...
ـ فكيف أنسى حبيبتي الصغيرة ....؟
ـ لماذا تأخرتي ، ومن هو الرجل الذي كُنتِ تحادثينه....؟
أنه وسيم وقد رأيته يمشُي وهو مطأطيء الرأس
هل صرخت في وجهه .....؟
فأني أعرفك ياماجدة ، صلبة وشخصيتك قوية
ولا تقبلين بأنصاف الحلول ....
وأطلقت ضحكات ....
ـ هل تتجسسين على أختك ياشقية ...؟
الحقيقة حاول التحدث معي ، فصددته ...
هذا كل مافي الأمر...
والان دعينا منه ، ولنذهب للبيت ...
وصلنا للبيت فوجدت العائلة مُجتمعة بأستثناء والدي
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام ....لقد تأخرتم فقلقنا عليكم
ـ لاتقلقي أمي ، فأختى ماجدة مثل الرجل...
ـ ماهذا الأجتماع ...إن شاء الله خير ...فقليلاً ماكُنّا
نجلس مع بعض في غياب( التلفزيون ) مُفرق الجماعات
ومُزلزل روابط الأسر والعائلات ...
فقالت امى:
ـ لا شيء ...فقد جلسنا لنتسامر مع بعض
فقد أشتقت للجلوس مع عائلتي ، فقد أخذتنا الدنيا
ومشاغلها ، فلسنا نسكن في فندق ، الكل مشغول بنفسه
بل نسكن ضمن إطار عائلة ، يفترض أن تجمعها
الحميمية والحُب ومعرفة مشاكل بعض ...
ـ نعم أمي كلامك صحيح وطيب ، هي هكذا العائلات
العربية الأصيلة كيف يجب أن تكون ، ولكن الزمن تغير
واصبحت التقنيات والاهتمامات الحديثة
من شبكات التواصل الأجتماعية
( الأنتر نت والتلفزيونات والهواتف الذكية )
هي التى حلّت محل الجلسات الحميمة ، في الأسرة الواحدة
ـ نعم ماجدة
( تكلمت أختى جيهان والتى تدرس في الشهادة الثانوية )
هذا للأسف ماوقعنا فيه ، فدائما ما نجلس مع بعض
ولكن الكل مشغول بما في يده ، حتى الهاتف أصبح وسيلة
إلهاء ، فأصبح مكتبة متنقلة فيها كل شيء ، ولم يقتصر
عمله على الأتصلات فقط ، بل أصبح أستديو لسماع الأغاني
والأفلام والصور والألعاب ...والتصفح والمحادثات ...
فقد أصبح محطة إرسال كاملة ،
من هنا أصبح أجتماع العائلة
بالأجساد فقط .....
فقالت أمى:
ـ لماذا لا نحاول أن نخصص يوم معين لنجلس فيه
ونتباحث في مشاكل كل واحد منّا ...
ولانقترب من أي شيء يشغلنا ....؟
فقلت :
ـ على الأقل نساعد بعض ، أما أن تكون أجسادنا متواجدة
وأفكارنا مشغولة خارج البيت ...فهذا أمر غير صحيح ...
المشكلة ياامي هي البيئة والمجتمع ، ونوعية الحياة
في هذا الزمن ، هو مافرض هذه الثقافات....
الثقافات يا أبنتي المفترض أن لا نسمح لها
بالدخول لبيتنا ، وحتى وأن دخلت لانسمح لها بالتأثير
علينا.....
ـ فالحل بأيدينا يا ماجدة ،
فصحيح أن التقنيات مهة...وفوائدها كبيرة
ولكن لايجب أن نجعلها تسيطر حتى على
جلساتنا الحميمية في داخل الأسرة ....
ـ ماشاء الله عليك ماما
كُنتِ دائماً مشغولة بتوفير الأحتياجات الخاصة بنا
ولم نكن نعلم انك تحملين عبء الأسرة
من نواحي اخرى ...مثل هذه الأمور من حميمية
وتوادد ، فمن خلال كلامك أحسسنا بأننا مقصرين
تماماً ، في أشعارك بأننا من أسرة واحدة ..
نجتمع ليس للأكل فقط ...
بل لنزيد الروابط الأسرية
ونتعلم ونستمع لنصائحك ، ولنتعرف حتى على
ماتحتاجينه ، وما يغضبك وما يُسرك ...
أما أن نلتقي فقط إثناء وجبات الأكل وكأننا من قاطني الفنادق
فهذا امر لسنا نحن من وقع فيه، بل المجتمع كله
فقالت جيهان:
ـ ياماجدة المجتمع كله صعب إصلاحه ، ولكن لماذا
لانُصلح من حالنا أولاُ ، على الأقل في أسرتنا
فأعجبني كلام جيهان فقلت :

الله يبارك فيك حبيبتي جيهان
انا فخورة بك ، أنت قليلة الكلام في المعتاد
ولكن أن تكلمت أبلغتِ...
ـ تصوري ماجدة
ان زميلاتي في المدرسة الثانوية دائماً ما نناقش مثل
هذه الامور ، فهناك غضبة عارمة تشعر بها
كل العائلات وكل المجتمع في سيطرة التقنية الحديثة...
على أفكار المجتمع....حتى نحن في أسرتنا
اصبحنا لا نلتقي الا نادراً ، فكل الذي يجمعنا للأسف
هو المسلسلات فقط ، وتنتهي جلستنا بأنتهاء حلقاتها
ماما لم تقولي لنا يوماً أنك تريدين الخروج للتنزه
او عمل رحلة عائلية في أي مكان ....؟
ـ أبنتي جيهان أن مشاغلى اليومية وأهتمامي بكم وبوالدكم
قد انساني حتى النظر لنفسي وأحتياجاتها .
لكن تأكدي بأنه مهما نقص عندي شيء ، لايعوضه
الا رؤيتي لكم سعداء متفوقين في دراستهم ،
وهذا هو همي .....واهتماماتي ....
ـ أكرمك الله بالصحة ماما
وأن شاء الله سنخصص يوماً على الأقل لنتباحث فيه
عن مشاكلنا وأخبارنا ، طالما اننا في هذا الزمن أصبحنا
نبحث عن مواعيد ، وكاننا سنقوم بتكوين وتنظيم مؤتمر...
حتى والدي يجب ادخاله في هذا النظام الجديد
بالرغم من أن راحته الأسبوعية هي الجمعة ...
ولكن سنخصص يوم الجمعة للأسرة فقط ...
....................
أخوتنا الكرام
أستمرت جلسة السمر لعائلة (ماجدة )
وأستمر معها النقاش ، وهناك تطور
غير متوقع يحدث ل(ماجدة ) في الجامعة
فما هو هذا التطور ....؟
هذا ما سيتم معرفته في الجزء الخامس عشر
من
الرجوع من الذهاب .......بعيداً
تقديري واحترامي للمتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها

عاشقة الأنس
10-07-2017, 12:40 PM
ذكية عرفت كيف تحكم الخيط لصالحها
متابعة للجزء التالي
ودي لك

عاشقة الأنس
10-07-2017, 12:49 PM
جزء ممتع ومشوق أفدتنا به أستاذ أندبها
في انتظار ما سيحدث لماجدة من تطور في الجامعة
ودي لك

اندبها
10-08-2017, 02:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13738.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/13739.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/36c3478da1.html)
لازالت جلسة السمر مع عائلة ( ماجدة)
فعندما قالت ماجدة
ـ أكرمك الله بالصحة ماما
وأن شاء الله سنخصص يوماً على الأقل لنتباحث فيه
عن مشاكلنا وأخبارنا ، طالما اننا في هذا الزمن أصبحنا
نبحث عن مواعيد ، وكاننا سنقوم بتكوين وتنظيم مؤتمر...
حتى والدي يجب ادخاله في هذا النظام الجديد
بالرغم من أن راحته الأسبوعية هي الجمعة ...
ولكن سنخصص يوم الجمعة للأسرة فقط ...
فقالت أمي :
ـ بارك الله فيكم جميعا ولا حرمنا الله من تواجدكم
ونظرت الى جيهان وقالت لها
ـ حبيبتي جيهان جهزي السفرة وأعدي العشاء ...
ـ حاضر ماما وستاكلون الليلة من عمل يدي
ضحك الجميع وقالوا بصوت واحد:
لا ....ارجوك نحن لا نريد ان ناكل ....
فقلت :
ـ فنحن نعرف أعدادك
للطعام وعدم الانتباه له ، فكثيراً ما نراك في المطبخ
تمسكين كتاب أو مجلة او هاتفك وتلعبين به ...
وفي الختام تأتي الاكلة التى أعددتيها سيئة ومحترقة ..
ـ ستاكلونها شئتم أم أبيتم
ـ ابنتي جيهان هي طباخة ماهرة ، فأصبروا عليها ...
ـ شكراً ماما ...أعلم ان الأبنة لاتشكرها الا امها ....
إستدركت امي أمراً وقالت:
ـ اين ذهب اخوكم احمد....؟
فقالت جيهان :
ـ في المساء كان هنا ، ثم ذهب كالمعتاد لأصحابه ...
فقالت امي:
ـ نعم ...وهذه مشكلة اخرى في كيف نُصلح حاله ...؟
فقلت :
ـ أن شاء الله سينصلح حاله ، فبعد ان تناقشت معه
في المرة السابقة ، علمت ان عقله يميز بين الخطأ والصواب
ويحتاج فقط للنصح والتوجيه ، فعمره يستلزم ذلك ..
وبعد ان تشاكسنا مع جيهان على سفرة الأكل
أستأذنت للذهاب للنوم ....
فجلست في حجرتي وأبدلت ثيابي وتمددت على
السرير لأرتاح قليلاً من المشي طول اليوم...
فاخذني النُعاس ، فما وجدت نفسي
الا وأنا أسمع طرقات على الباب مع صوت أمي تقول:
ـ ماجدة ...ماجدة...انهضي الوقت قد تأخر
ـ حاضر ماما ، ساقوم ....
نهضت مُسرعة واخذت حاجياتي وهي مجموعة
محاضرات ، وانطلقت للجامعة....
وفي الجامعة ألتقيت ...بزميلتنا ( ليلى )
فلما رأتنى في أتجاهها أسرعت وحضنتني :
ـ السلام عليكم ماجدة
ـ وعليكم السلام ورحمة الله اختى ليلى
ـ أن شاء الله المانع خير فقد تأخرت عن المجيء الأيام الماضية
ـ لقد توفي أحد أقاربنا ، فأضطررنا الذهاب كلنا
لخارج البلدة ، وبالتالي لم أستطع المجيء للجامعة ...
فهل نجد عندك المحاضرات التى لم احضرها
ـ نعم هي عندي ....
لقد أشتقنا لك ، ونحن نتذكرك دائماً ، وقد أستغللنا غيابك
وجلسنا في حجرتك ، وجعلناها كمكب للنفايات من الفوضى
فضحكت وقالت:
ـ لستم أنتم من يفعل ذلك
فاني أعرفكم جيداً ....
نعم كيف حال الشيخة الفقيهة ( سناء ) والثرية ( مروى )
والمزعجة الغريبة الأطوار ( مريم ) فقد أشتقت لكم كثيرا
ـ الحمد الله كلهن في صحة جيدة ...
ماذا تفعلين الأن ليلى....؟
ـ عندي محاضرة في مدرج علوم الأحياء ....
وانت ....؟
ـ عندي درس عملي في المختبر ...لأستكمال ما عملته يوم أمس
وبعدها ساذهب للدكتور ( راشد ) ....
وأن أنتهيتي سوف نلتقي في حجرتك ....
ـ تمام ...ساحرص أن أُبلغ بقية المزعجات بالتلفون ...
وأستأذنت مني وذهبت في طريقها ...
أما انا فقد توجهت للمختبر ، فوجدت الأستاذة ( منال )
ـ السلام عليكم استاذة
ـ وعليكم السلام ورحمة الله ماجدة
اليوم سنُكمل ماعملناه يوم أمس ، ونراجع بعد الحسابات والموازين
للمادة التى تم تحضيرها ....
فهي تحتاج لأكثر من يوم لأستكمال إعدادها ....
وبعد انتهاء عملنا توجهت كالمعتاد للحديقة لأستنشق هواء نظيف
وبدأت أقلب بعض الأوراق الخاصة بالمختبر ....
حتى أتى صوت رنات التلفون...فقرأت اسم المُتصل
فلم اجد أسم ، بل الرقم فقط ...
ففتحت وقلت :
ـ السلام عليكم ...من معى...؟
فجأني صوت هاديء وخافت ، فأحسست بنبضات قلبي
قد أزدادت سرعتها ، وكأني على موعد مع خبر سيء ...
ـ انا مفيد أنسة ماجدة ....
نعم استاذ مفيد ...
كيف وصلت لهاتفي ....؟
أنتظري حتى أُكمل .....
.فقاطعته وقلت له:
ـ كيف عرفت رقم هاتفي ومن أعطاك إياه .....؟
ولو اني أشك أنه يعرفه من خلال أتصالي به ، عند
لقائي به ، يوم ان أرجعت له لعبته ....
ولكن أردت ان استفهم أكثر من أين حصل على رقم الهاتف
تلعثم وسكت قليلاً وقال :
أريد أن أراك اليوم ...إن لم يكن لديك مانع.....لأشرح لك
كل شيء ...وأجيب على كل أستفساراتك ...
ـ قبل أن تشرح لي وتجيب ...
من تكون أنت لتقول أريد.....وكأنك تأمرني بطاعتك....
وتنفيذ رغباتك وأحقق لك ماتريد ....؟
ـ أنسة ماجدة أرجوك أعطيني فُرصة لأشرح لك
ـ انا لا احب الخداع....والطُرق الملتوية
أجبني كيف حصلت على هاتفي .....؟
ـ انسة ماجدة لاتُتعبيني أكثر ....
فمساء يوم أمس ، كان من أثقل الأيام عليّ
بعد ما قابلتك بالصدفة عند بائع المرطبات في الحديقة...
وقد أسمعتيني كلمة ، إستقرت في عقلي وقلبي
وهي قولك
فأجعل قلبك هو من يُجبرك على لقائي
وليس شيئاً آخر ...
نعم ياوردتي قلبي هو الذي أجبرني على أن
أكلمك وأطلب رؤياك ....فلا تتعبيني أكثر.....
ـ وهل تعتقد أنك لم تُتعب الأخرين وبالتحديد أنا ...
المُسماة زوراً وردتك ....فهي لاتحب مُعاشرة أمثالك الذين
يمتهنون اللعب على عواطف الناس
وإخفاء امور لتظليلهم.... وكأنك تعمل
وتتصرف طبقاً لأوامر تقوم بتنفيذها كالآلة ، دون تفكير
وهذا الامر لا أحبه ....
لذلك انسى موضوع لقائي بك ...
فقد أنتهت رومانسيتك الكاذبة وكلامك الذي لاتعنيه
وسبق وأن قلت لك في أخر مرة من الأسبوع الماضي في المساء
بأن تراجع نفسك وتفكر وتضع ما بيننا أو بداية مابيننا
في ميزان حساس ، يزن كل شيء ....
لذلك لن ألتقي بك ....
فهتف مذعوراً وقال :
ـ لا ..لا .... أرجوك لاتقفلي الخط ، أنا أعتذر عن كل شيء
عن أصراري حتى على قراءة الكتاب
فليذهب الكتاب للجحيم ، فلست مستعد ان أخسرك
هنا جاءتني أشارة مهمة وهي قوله فليذهب الكتاب للجحيم
وهذا امر أراه بادرة خير ...
ـ انتظر وانتبه لكلامك
كيف تقول عن الكتاب فليذهب للجحيم
بعد أن أصررت عليّ لقراءته ، في كل جلسة نجلسها مع بعض
وكــأن هذا الكتاب هو مايربطك بوردتك كما تقول ....؟
ـ نعم فليذهب للجحيم
فلم أعد أهتم له ، فقد مللت من عمل ساعي بريد
وحتى وأن لم تلمسيه ، فلا أبالي
فلم يعد يهمني ، فأنت من تهمينني الأن لذلك
فانا أريد مقابلتك ...أرجوك ...آنسة ماجدة
ـ قلت لك أنا مشغولة هنا في الجامعة وأيضاً
في البيت وسأخرج اليوم مع من أحبني بصدق دون مصلحة
ولم يخفيء عني شيء أطلاقاً ، حتى أرقام ملابسه لم يخفيها عني
( وهنا اقصد أختي الصغيرة .)..
فقلت هذا الكلام لأزيد جرعة الغيرة والرزانة
بالأضافة لتحديه وجعله يُخرج ما عنده سوي شعوره تجاهي
أو مايحمله من أفكار ، وهذه فرصتي لأستفزه
بعدما سمعت منه كلمات مطمئنة عن كرهه للكتاب ومايحويه
واهتمامه بي خاصة....
أن كان صادقاً في شعوره ناحيتي
بعيدا عن التنظيمات والأفكار ...
وأردفت قائلة بعد لحظة صمت:
ـ وأنني لست محتاجة لك ولأمثالك الذين يمثلون ..للوصول لغايات واهداف.
ـ أرجوك اعطني فرصة واحدة فقط وبعدها احكمي
وساشرح لك كل شيء ....
فبعد ان رجعت للبيت من لقاء الأسبوع الماضي ، ولقائي المصادفة بك
مساء أمس ، تغيرت مفاهيمي كلياً
تجاه ما أشعر به ناحيتك....فأصبحت كالمعتوه ابحث عنك
كل يوم في الحديقة ...ولم أجدك ....
ـ استاذا مفيد .... هذا كله لا يفيد ، كما قلت لك.... لا
فلا أعلم متى ولكن دع الأمر حتى ينضج
وأغلقت الهاتف قبله ، بعد أن قلت له:
ـ السلام عليكم .....
والحقيقة كان بامكاني قطع المكالمة من الثواني
الأولى ، ولكن شيئاً ما منعنى من ذلك ، فقلت
سأسمعه ماأريد وهذه فرصتي .....
وهنا أختلط الأمر كلياً عندي ، ومليون سؤال وأستفسار
اريد الأجابة عليهم ...
فتوجهت للمقهى وطلب قنينة ماء ومشروب غازي
وتوجهت لحجرة ليلي ......
وبمجرد وصولي للحجرة ، أرتميت كالجثة الهامدة
فوق سرير ( ليلى ) ، وفي يدي علبة المشروب الغازي التى
كنت أشرب منها
فسحبت مخدة وأسندت رأسي المليء باكثر من مشروع
منه ما هو مايختص بالدراسة ومنه مايختص بالمفاجأة
التى الجمتني حين أتصل ( مفيد ) وماقلته له
والكلام الذي قاله عن الكتاب ، واهتمامه الخاص بي ....
ومنه ما أحضِّر له بشأن ( مريم ) ....
فمن فرط الأرهاق الفكري والنفسي ، لم أشعر بنفسي
الا وليلي وبقية البنات الا مريم ملتفين حولي
ويضحكون ، على مافعلته قنينة المشروب الغازي في ملابسي
إثناء نومي المفاجئ ....
فقد وضعتها دون ان أدري بجانبي وأنا مُمسكة بها
وهي مفتوحة ....حتى نمت ،
فتكفلت القنينة بغسل ملابسي والسرير .....
ـ ماهذا ياماجدة نائمة مع علبة المشروب
وأنطلقت ( ليلى ) تضحك ضحك هستيري ....
ـ ماذا أفعل فقد أعجبها دفء السرير ....
واردفت قائلة بكلام متقطع من فرط الضحك :
ـ في المرة القادمة سأشتري لها فراش خاص
حتى لا تبللني .....
فتكلمت ( سناء ) بعد أن مسحت دموعها
من شدة الضحك :
ـ مالذي تفكرين به وأنشغلت بشأنه ، حتى نمت
كالميتة لاتشعرين بشيء ....؟
ـ فكرت في كل شيء ، في المحاضرات
وفي البيت وفيكم انتم المزعجات ....
ـ وهل يستدعي ذلك هذا الارهاق الجسدي
الذي جعلك تسبحين في مستنقع للمشروبات الغازية...؟
فانطلقت ضحكات مرة اخرى على تعليقها....
والتفتت سناء ل( ليلى ) وقالت لها:
ـ ليلي لقد أشتقنا لك ، فمكانك دائماً خالي
لايشغله احد سواك ...
ـ بارك الله فيك حبيبتي سناء ، انت هكذا دائماً
الكلمة الطيبة تسبق أي شيء عندك...
ـ دعينا من ذلك وقولي لي كيف حال اسرتك
وما هو السبب في غيابك الايام الماضية...؟
ـ الاسرة الحمد الله طيبة
وسبب غيابي سبق أن قلته لماجدة ، وهو
ان احد أقرباء والدي قد توفيّ ، فأضطررنا
للذهاب ، للتعزية ومعاونة تلك الاسرة ومساعدتها...
ـ عظّم الله أجركم ورحم الله ميتكم ...
ـ بارك الله فيك وأحسن الله إليك وشكر الله سعيكم ...
ـ اختى ( ليلى ) لاتهتمي للمحاضرات التى لم تحضريها
فنسجمعها لك ....
ـ قالت لي ماجدة ذلك ...فبارك الله فيكم ولاحرمنا الله
من صحبتكم....
وألتفتت لمروى وقالت لها
ـ كيف حالك ياثرية وأردفتها بضحكة ....
ـ الحمد الله الحال طيب ، فكيف أنت يا ( خام )
ضحكت ليلى من وصف خام وقالت:
ـ نعم انا خام ، وسابقى خام الى ان يكتشفني احدهم
ويصنع مني مايشاء ....الى ذلك الوقت ، فلن أسمح لاحد بالأقتراب منى
الا الذي سيكون من نصيبي...
فقلت لأغير مسار الحديث:
ـ أين مريم فلم نراها ، لقد أشتقت لمشاكستها
فقالت ليلى:
ـ أنت يا ماجدة ...تشتاقين اليها ..!!!!؟
ـ نعم وما المستغرب في ذلك ...؟
ـ الغريب انك دائماً ما تنتقدينها واحياناً تصل بكم المرحلة
للصراخ على بعض والنقاش بأصوات عالية ...
وتقولين انك مشتاقة اليها ....فكيف يكون ذلك ...
الا تذكرين ماحصل في مظاهرة تأتييد ( اهل غزة )
وما حصل معك ، ومعها ....؟
ـ ياليلى نحن كل يوم ننضج سوى فكرياً او ثقافياً وحتى عمرياً
فلا تنسي ان مرحلة دراستنا قاربت على الأنتهاء
فلم يبقى الا فصلين بالأكثر ونتخرج ...
ومن ثم الكل له مشاريعه ، فلماذا
نجعل من فرصتنا الان مع بعض ، في أن نكون اخوات
مُحبات لبعض ، ونتحمل مشاكل بعض ونُصلح حال بعض ...
فقالت ليلى:
ـ نعم والله ...وهذا الذي شعرت به اثناء غيابي
فقد اشتقت لكم جميعاً للثرية مروى والفقيهة سناء والمزعجة مريم
والرومانسية انتِ ....
وكنت انتظر اليوم الذي ارجع فيه للجامعة ...
فكما تعلمون أن نجاحي وتخرجي يترتب عليه اشياء كثيرة
لذلك حرصي أن انهي دراستي اهم لي من أن افكر في امور
اخرى ....مثل ماسمعت من مروى
كيف وقعت أنت في شِباك أحدهم ، وأصبحت تسمعين كلام الغزل
ليل نهار ....اليس كذلك ياماجدة ...أم انا مخطئة ....؟
ـ للأسف نعم ...وقعت ووقعت ووقعت
ولكن وقوعي جاء برغبتي وأرادتي فلم أُجبر على ذلك
وقياد نفسي بنفسي ، فعندما أريد ان انهي
هذا الامر ، أنهيه بسهولة ، وأن اردت الأستمرار فيه
أستمر ولا اهتم لأحد يعترض طريقي ....
فأنت تعرفين نقاط ضعفي وهي الاحلام والرومانسية
والكلام الجميل ....
فقالت ليلى:
ـ سبحان الله الذي اعطاك من العقل والفكر والثقافة والذكاء
الشيء الكثير ، ومع ذلك متأصلة في نفسك
الصغائر من الرومانسيات وحُب الكلام المنمق ....
ـ نحن بشر ياليلى ، لنا أخطاء ولنا تصويبات
ولكن الصحيح هو ان نوازن بين كل شيء
...................
أخوتنا المتابعين الكرام
جلسة البنات في حجرة ( ليلى ) مستمرة
في غياب ( مريم )
ولكن هناك تطور يحدث إثناء تواجدهم
فما هو هذا التطور الذي سيحدث
عند خروج البنات من الحجرة
هذا ماسيتم التعرف عليه في الجزء السادس عشر
من
الرجوع من الذهاب ......بعيداً
تقديري لكل متابع ومهتم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم.....اندبها

اندبها
10-09-2017, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13861.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13862.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/f333d40745.html)
وفي اثناء حديثنا ، قُرع باب الحجرة
فأسرعت مروى لفتح الباب ....
فسمعنا صوت ضحك وصراخ في آن معاً
فأستغربنا ذلك ...فمكان جلوسنا في ركن يغطي
باب الحجرة ، فلا نرى باب الحجرة ...
فصرخت فيهم وقلت:
ـ تعالوا هنا وشاركونا هذا الضحك ...
ـ حسناً ياماجدة ، هذه مريم انظري
ما ذا احضرت لنا .....؟
فدخلت مريم حاملة رزمة صغيرة شبيهه بصندوق
ومروى مُمسكة بمغُلف بحذر ، وكأنها تخاف عليه من الوقوع
ـ مرحباً يابنات
ـ اهلاً يامريم ...
ـ كيف حالك سناء وأنت ياليلى اما ماجدة حبيبتي
فأني اشتقت لها ، ولكم ايضاً ....
فأستغربوا البنات من قولها لماجدة حبيبتي
وقد زاد الأستغراب عندما فتحت مريم
العلبتين ، ووضعتهما فوق طاولة صغيرة بجانبهم
وقالت:
ـ هذا قليل من المرطبات لكم ، احتفالاً بقدوم ليلى
وتكريم ماجدة بمناسبة لقائها مع الحبيب المنتظر ...
وأردفت كلامها بضحكة رقيقة على استحياء ...
فقالت مروى :
ـ كل شيء متوقع منك يامريم ، الا امر واحد
وهو ان تقولي على ماجدة حبيبتي وانك مشتاقة اليها
فهذا ما لا افهمه ...
ـ ماهو الشيء الذي لم تفهميه ، ببساطة
اشتقت لمناقشاتها وصراعها معي والوقوف على كل
كبيرة وصغيرة انطق بها ...
أم قولي لها حبيبتي ، فانا اقولها لكم ايضاً ...
فأنتم كلكم احبابي حتى سناء هي ايضاً حبيبتي ....
فأنتم من يتحملني بشغبي وبطيشي وأيضاً بأفكاري التى تزعجكم
أما غيركم فقد اتخذوا موقفاً ضدي ، وأصبحوا يهابونني ...
اليس من حقي الان ان اقول واصفكم بأحبابي وحبيباتي ...؟
فقالوا لها بصوت واحد :
ـ بارك الله فيك يامريم ولا حرمنا الله من صداقتنا واخوتنا...
فوقفت سناء وذهبت للمطبخ لأعداد
اكواب للمشروبات التى احضرتها مريم ...
وهنا إقتربت مريم مني وقالت :
ـ ماجدة ...لقد أشتقت اليك وقد حاولت أن ازورك في البيت
ولكن عدلت عن الأمر ، فخفت أن أسبب لك ازعاج ...
لأني اريد ان أطمأن عليك ، بالرغم من اتصالي بك
اكثر من مرة ....وطمانتي بأنك بخير
الا اني اشتقت لك ، وأصدقك القول أن ماقلتيه ذلك اليوم
جعلني احبك واشتاق لسماع اي شيء منكِ ...
ـ وانا كذلك يامريم طوال الوقت وصورتك لاتفارقني
ففي رأسي أسئلة واستفسارات وامور
لا أستطيع قولها لاحد الا لك ....
فبعد الخروج من هنا سأراك ...اليس كذلك ...؟
وهنا اردت ان انفرد بها وليس معها احد من الزميلات
حتى انظر ماذا سيجري من حديث معها ....
ـ نعم بالطبيعي ساراك فعندي لك اخبار مهمة
ـ ماهي هذه الاخبار
ـ لن أقولها لك هنا
ـ ارجوك قولي حتى كلمة واحدة
ـ لن اقول وساتركك هكذا في حيرة ......
فاعدلت مريم جلستها بعد وصول البنات وتجهيزهم للمكان ...
فتكلمت ( مروى ) بعد ان قامت بتوزيع المرطبات
على الكل ....:
ـ هل تعلمون أنه منذ أيام جاء رجل صديق أبي وخطبني لأبنه
فصاحوا البنات وقالوا:
ـ تهانينا وكل شيء بالبركة ومبارك عليك ...
فقلت لها:
ـ وكيف حصل ذلك ....؟
ولماذا لم تعلمينا به ...... الا الآن....؟
ـ ببساطة لاني أردت أن تكون ليلى حاضرة وحين نجتمع كلنا
أخبركم به ....
فتكلمت ( سناء )
ـ ربنا يبارك لك فيه ويبارك له فيك ....
ـ فكيف تم الأمر فلم تخبرينا بمقدماته من قبل ....؟
ـ الحقيقة هذا الامر ليس جديداً ، فهو منذ فترة تقريباً من اكثر من شهر
وهو صديق أبي في التجارة والعقارات ، فرآني مرة
عندما زارنا في البيت هو وأسرته ، فأسّرها في نفسه
وتحين الفُرصة وكلّم أبي في الأمر ....
وهنا تكلمت ( مريم ) :
ـ وهل تكلم والدك معك ام وافق بدون مشورتك ...كالمعتاد في مثل
هذه الحالات ، في مجتمعنا الذي يستحق التغيير والتطوير ....
ويترك الأمر للفتاة ولايتدخل الأهل في ذلك ...
ــ يا مريم ان الذي حصل هو ان والدي اوصل الخبر لوالدتي
وأراد اخذ رأيي في الأمر ....
ـ فكيف يأخذ رأيك وأنت لم تتعرفي حتى على الرجل المفترض
أن يكون زوجك .....ام يأخذ رأيك من باب المجاملة فقط
وهو قد اكمل الأتفاق والموافقة ....؟
ــ انتظري يامريم قليلاً لأشرح لك وبعدها عقبي :
ـ تفضلي وأسمعينا...
ـ الشاب اعرفه بحكم انه كان ياتي مع والده ، واحياناً
ياتي لأبي بتوصية خاصة من والده...
في امور خاصة بالشركة التجارية لوالدي ....
والحق يُقال هذا الشاب لم نرى منه أي شيء سيء
فهو مُتعلم مثقف ، يدرس في السنة الاخيرة في المعهد العالي للتجارة ...
تخصص مُحاسبة ....
ـ اذا كيف تعرفتي عليه ....؟
اي بمعنى هل هناك قصة حُب مثل قصة ماجدة ...؟
ام كل شيء بالمراسلة من بعيد ....؟
قالت مريم هذا الكلام وهي تنظر لماجدة ...
لترى ردة فعلها .....
ـ اطمانك ليس هناك قصة حُب ولا شيء
كل ماهنالك ان هذا الشاب خلوق وحتى وأن جلسنا كلنا مع
بعض ، أي أسرته واسرتنا ( فأحياناً تتم الزيارات المتبادلة العائلية )
نراه لايتكلم الا في الأمور التجارية مع والده ووالدي
وهم يستعينون به في بعض المقترحات ....
فحدث ان تكلمت والدته مع والدتي ، دون علمي
او علم والدي ...عن امر خطوبته مني ....
فأبلغت امي أبي وعرضت عليه الامر
فأصرّ والدي على موافقتي اولاً ، ومن ثم التفكير في الموضوع
فجاءتني والدتي وطرحت لي الموضوع ...
فقلت لها:
ـ انا لازلت أدرس ولم يبقى لي الا فصلين او ثلاثة
ولست مستعجلة على الزواج ، فإن أراد الأنتظار فلا بأس بذلك
وان أصرّ على الزواج في وضعي هذا ...فاعتذري لامه ....
وعندما اوصلت امى رأيي لأبي ، وقد كنت ولازلت
استحى منه في النقاش حول هذه المواضيع ....
اراد أبي أن يطمأن أكثر بأن يسمعني مباشرة ، دون واسطة من امي
فأستدعاني منذ يومين في مكتبه في البيت:
ـ تعالي حبيبتي ....اجلسي
ـ نعم أبي ...هل تريد شيئاً
ـ نعم أبنتي ....كما تعلمين باني إنسان عملي لا احب المقدمات
او التلون في أتخاذ القرارات ، واحب ان أرتاح بضميري حين أٌقرر أمر
وهذا الامر لايخصني وحدي بل يخصك
وهنا تقريباً فهمت المغزى ....
ـ نعم تفضل أبي .....
فقلت هذه الكلمة وانا مطأطية لرأسي ، لاني شعرت بأستحياء
ـ يا أبنتي مروى جاء نبيل أبن عمك هاشم وطلب يدك ، أو بالأحرى
جاء والده ومعه زوجته ، فأستأذنوا وطلبوا يدك ....
فامهلتهم حتى آخذ رأيك .....
وعليه اقول لك لاتبالي برأيي ، فالمهم هو رأيك انت ...
فماذا تقولين .....؟
ـ أبي الحبيب انت علمتنا بان نكون صُرحاء معك
صراحة محترمة وليس صراحة مُبتذلة ، تُكسر الروابط بين الأهل
بل صراحة يتكلم الحق على لسانها ...
وعليه اقول لك أنت تعرف مايشغلني الان
ــ نعم اعرف ان دراستك هي أهم لك من هذه المشاريع
ــ نعم هو كذلك ...وعلى هذا الأساس دارستي لايمكن أن اقطعها
أو أقوم بتأجيلها لأي سبب ، حتى وأن كان زواج ....
ـ نعم ابنتي هذا ماقلته تماما لوالد نبيل
بان لا تتم الخطبة حتى تُكملي دراستك ....
وأيضاً حتى هو الى أن يُكمل تعليمه ويتخرج وبعدها
لكل مقام مقال ....
ـ نعم ابي هذا ما أود قوله ....وفي الختام الرأي رأيك
ــ وطالما أن هذا رأيك ...فاني اوافق على كل ماتراه مُناسب لي ....
فتكلمت مريم
ـ اذا ليست خُطبة بالمعنى المتداول من لقاءات
الخطيبين والخروج مع بعض لقضاء حوائجهم
كالمُتعارف عليه ومعروف ....
ـ لا ....ليست خُطبة بالمعنى الذي قلتِ عنه
بل هو مجرد إقتراح لربط عائلتين برباط الخطوبة والزواج
أي أن المشروع سيؤجل الى حين تخرجه هو وانا ....
هنا تكلمت وقلت:
ا سمعي يامروي هذا هو الرأي الصحيح الذي قاله
والدك ...فانعقاد الخُطبة قبل الزواج في حقيقتها ليست صحيحة
فاني لا أفهم في أمور الدين او التشريع ...
ولكن على حسب رأيي هو ان لا تطول الخُطبة حتى لاتتعقد الأمور ...
طبعاً قلت رأيي هذا وكلي خوف من رأي مريم ، لعلها لاحظت
اني عكس أفكارها ، وقد سبق لي وأن صرّحت لها
بأني أتبني أفكارها وموافقة عليها ، فكيف اذا أقول هذا الكلام
المُخالف لرأي مريم .......
ـ الحقيقة اختي مروي ( هنا تكلمت سناء )
رأيك ورأي والدك هو صحيح وطيب ، من لا تُعقد خُطبة
قد تطول ، وقد يستغلها البعض ، بأنتهاك الحُرمات
الخطيبة بحجة أنها خطيبته ....
فيبيح له الخروج معها والخلوة وفعل أفعال لايقوم بها
الا الازواج ....وهذا خطأ فادح تقع فيه الكثير من الأسر
وأعلان الخطبة يعتبر عكس إعلان الزواج ....
فالمستحب في الخطبة هو إسرارها ( إخفائها ) ،
وذلك خشية الافساد والحسد
بالاضافة علي مافيه من تكاليف تُرهق أسرة الفتاة وأسرة الشاب فتعتبر
هذه الامور مخالفة لسنة النكاح ....
امّا الزفاف....فلابد من إشهاره والاعلان عنه ،
ليعلم الناس أمر زواجهم
وأما طريقتك هذا أعتبرها معقولة وطيبة
من باب أنك ستنتظرينه وينتظرك الي حين
بمعنى أنت وهو لاتلتفتون الا لدراستكم فقط ...
فمشاكل اختيار الزوجة أو الزوج تعتبر بالنسبة لكم متوفرة
ولا مشكلة فيها ....
ـ نعم وهذا الذي حصل عندما قلت لكم جاء رجل ليخطبني
ولم اقل خطبني وأنتهى الأمر ....
فقالت ( ليلي )
ـ ربنا يكمل عليكم بستره بالسعادة والهناء وقبلها بالنجاح...
وعندما رأت مروى وسمعت كلام ليلي
قالت:
ـ وأنت ياليلى هل هناك مشروع مثل هذا ....؟
ليس هناك مشروع الا مشروع واحد هو تخرجي ومساعدة اهلي
اما مادون ذلك فسأتركه للنصيب وللوقت ...فهو كفيل به ....
لاحظت ان ( مريم ) لم تُعقِب على كلامي
أو كلام سناء ....فأستغربت الامر ، لانه ليس من طبعها ....
فقلت في نفسي سوف أتحدث معها واسألها في لماذا لم تتكلم ...؟
وبعد أن هرجنا قليلاً وتحدثنا في مختلف المواضيع
والمستجدات في المسلسلات ....
أعتذرت سناء وقالت :
ـ حان الان موعد مجيء والدي .....
فقلت لها :
ـ كيف حال عمي على.....هل انزعج من طريقة كلامي معه ...؟
ـ لا أبداً ...بل قال عنك كلام سيء للغاية...!!!!!!!
ـ ماذا ...قلتي سيء للغاية...
ماذا فعلت اوقلت .....؟
ـ امزح معك ياغبية ، كنت اناديك بالذكية ، ولكن اتضح انك
غبية بأمتياز ...(.وانطلقت بالضحك ....)
ياغبية قال عنك أنك مميزة وطيبة وخلوقة
ولولا حيائي لقلت له كفاك شكر فيها ، فهى ليست مرتبطة
فتزوجها اذا ....من فرط تزكيته لك ....
ـ الله يبارك لنا في عمي على ، هو افضل منك بكثير
فهو يعرف قيمتي أكثر منك ....
فضحكوا البنات على كلامي ....
وقامت مريم وغمزتني بطريقة لم يلاحظها أحد وقالت:
ـ أستاذن انا فلي مشاغل وسأذهب بعدها للبيت ...
فقلنا لها :
ـ مع السلامة وأحذري أن يضربك أحد أن تكلمتى .....
فخرجنا جميعاً بعدها وتركنا ليلى ترتب الحجرة ...
فسناء ذهب لملاقات والدها ، ومروة ذهبت لمحل التصوير
لتأخذ نُسح من المحاضرات لليلى ....
امـأ أنا فذهبت لحديقة الجامعة وجلست في زاوية
كنت أحب الجلوس فيها ، فهى هادئة وعادة يجلسون فيها
طلبة الكليات الأخرى ....
ولم تمض دقائق حتى اتت مريم وعلى ثغرها ابتسامة عريضة
وكأنها تُرحب بي من بعيد ....
ـ مرحب حبيبتي ماجدة
ـ اهلا مريم
ـ نعم ماهي الاخبار فقد أشتقت لأخبارك
ـ وأنت قلتِ لي في حجرة ليلي أنه عندك خبر سار لي
فما هو هذا الخبر ....؟
ـ هو ليس بخبر بل موافقة على مقابلته .....
ـ من هو الذي تمت الموافقة على مقابلته....؟
بسرعة فقد أقلقتيني ....
أخوتنا الكرام
ماهو الخبر المهم الذي نقلته مريم لماجدة
ومن هو الشخص المٌرشح لمقابلتها...
وماهو التطور الخطير الذي لم تكن تتوقعه ماجدة ...؟
كل هذه الأستفسارات ستجيب عليها مريم
في الجزء 17
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري وامتناني واخترامي لكل المتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها

اندبها
10-10-2017, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13968.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13969.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/7a5e72e8ee.html)

في الجزء السادس عشر وفي نهايته
جلست ماجدة مع مريم لسماع الخبر المهم
او الموافقة على امر خططت له مريم
حيث قالت:
ـ كما قلت لك من قبل في المكتبة
انا لست مُهيئة لتقرير من تقابلين أو تجلسين
الا بأذن مُسبق من قِبل الدكتور ( شكري )
ـ اذا أنت أتصلت به لتعليميه
ـ نعم اتصلت به وقلت له كل شيء
وهو مُرحب بك جداً ، وقد وافق على مقابلتك
والجلوس معك لبضع دقائق ، فكما قلت لك هو انتقل من المدرسة
التى كنت ادرس فيها في الثانوية ، الي مدرسة اخرى
بعيدة من هنا ، ولكن سيأتي بزيارة تمكنه من رؤيتك
ـ وأين سيكون اللقاء ...؟
ـ اللقاء سيكون في نادي ( الروتاري ) المعروف في المدينة
ـ وهل هناك خطر او امر يُزعج الرواد....؟
ـ لاتخافي فكل أو مُعضم رواده هم يحملون نفس المنهج ولهم العضوية
الخاصة بالمنظمة .....
اندهشت لهذا الخبر ، فكنت أتوقع ان يكون ( مفيد ) هو الشخصية
المهمة في هذا اللقاء ....
ولكن قلت في نفسي سارى هذا الطُفيلي ( شكري )
وما يحمله من اوامر أو افكار ....
الحقيقة قد خالطني بعض الخوف ، لخوضي غمار هذا
التحدي والدخول لعمق التنظيم والى مُفكريه....
ولكن توكلت على الله ، ففي سبيل فضح هؤلاء الأنذال
لابأس من خوض المصاعب ....
وابديت لمريم فرحي باللقاء كي لا تشك في الامر...
ـ تمام سلمت يامريم ياحبيبتي على هذا الخبر الطيب المُفرح
الان استرحت فهكذا تتم الأشياء ...
ـ ماجدة اقول لك أمر وبصراحة ، بعد ان تأكدت من نيتك تجاهي
هل بالفعل تحبين صاحب الحديقة ،
أم هو كلام فقط لتستفزيني به ...؟
ـ اقول لك يامريم وبصراحة مُطلقة
هل تجيبيني على سؤالي بكل ماتحمله الكلمة من معنى الصراحة
عندها ساجيبك على أستفساراك ......؟
ـ فمن الان لن أخفي عليك شيء
فأسألي ماتريدين ...
ـ هل تعرفين صاحب الحديقة ....
وهل هو من يراقبك من بعيد ويوجهك
وهل مقامة كبير في المنظمة ....؟
هنا تغير لون وجه مريم ، وقالت:
ـ لم اكن أتوقع أن تسأليني هذا السؤال .....
ولكن طالما انك سألتي....، فسأقول لك الأتي:
هذا الرجل لم أراه أطلاقاً ، وكل الذي أعرفه أنه هو الشخص
نفسه الذي كلفني الأستاذ ( شكري ) بالتواصل معه...
حين أخبرته بقصتك وترشيحك للدخول في المنظمة
هنا شعرت بأني مجرد بيدق يتلاعبون به ، ويخططون
في كيف يضعونه في فوهة المدفع لحمايتهم
ويسلخونه من دينه وبيئته والأحضان الدافئة المحيطه به
كل ذلك للفساد و الأفساد...
فلم أتمالك نفسي فخالجتني زوبعة وإعصار من الغضب

فنسيت ماخططت له وتكلمت ثأراً لكرامتي ...
ـ نعم ...اذا انا كنت فأر تجارب ليتم اصطيادي ...
أليس كذلك...اليس كذالك...؟
ـ حبيبتي ماجدة ارجوك لاتزعلي ،
أنا قلت لهم أن لي صديقة
واخت ممتازة ذكية ونشطة ومميزة في الدراسة
ويحبها الكل
فما رأيكم في أن أكلمها ....؟
فقال لي الأستاذ ( شكري ) أنت لاتكلميها ابداً ...
لانها بالمواصفات التى ذكريتها ،
ستغلبك ولن تتحصلي منها على شيء
وعليه سأرشح لك من يقوم بهذا الأمر خارج الجامعة ....
ـ نعم ...وقلت لهم نقاط ضعفي
من حُبي للرومانسية والكلام الغزل وبأنني مُسيّرة وألهث وراء شهواتي
اليس كذلك ....؟
ولاول مرة أشعر أني اريد أن أنقض عليها واخنقها ....
ولكن أستبدلت هذا الشعور بالصراخ في وجهها
ـ هكذا هي الصداقة والاخوة والمحبة ،
ان تُحيكي لي الدسائس من وراء ظهري
وتقدميني لُقمة سائغة للغرباء ، بحجة اني احب الرومانسية
لماذا ...لماذا ....لماذا ....ماذا فعلت لك ...؟
فقد أحببتك جداً بالرغم من خلافاتنا .....
فعندما مثلت عليها هذا الدور لأظهر لها مدي تأثري بموقفها
لأضعها في موقف ضعيف ، عندها يسهل استدراجها
في عدم اخفاء أي أمر عني...
لاني ببساطة كنت اعلم من خلال استنتاجاتي ان لها ضلع
ويد في التنسيق بيني وبين ( مفيد ) فالامر ليس بجديد
ولكن أردت ان أبين لها صدمتي فقط لاغير
ومن داخلي أضحك على سذاجتهم ،
فقد سبقتهم بخطوات ....
هكذا هي الصداقة والأخوة يامريم
فهل أثق فيك في المستقبل في أن لاتخفي عني شيء
هذا ما أشك فيه ....
ـ حبيبتي ماجدة
اقسم لك أني احبك .....
هنا واجهتها لشعوري انها بدأت تكذب حتى على الله
فصرخت في وجهها صرخة حقيقية ، نُصرة لله

ـ تقسمين لي ومن أين لك بالقسم ،
ألم تنبذي كل الديانات
والتشريعات ولاتعترفين بدين أو معتقد الا ماعلموك أياه
فبأي قسم تقسمين ...؟
فهل تكذبين حتى على الله وتقسمين به من ناحية
ومن ناحية اخرى تسبينه
وتكفرين به وبتشريعاته...؟
هل تقسمين بأصنام من علموك أن الطبيعة هي الأم
فالارحام تدفع والأرض تبلع....؟
هل تقسمين بالذين يسيرونك وكأنك قطعة بيدق
في لوحة ( شطرنج ) يتلاعب بها مجهولين..؟
هل تقسمين بوعود زائفه تغطي
العقل والفكر الصحيح....؟
هل تقسمين بوالدك الذي يموت كل يوم كمداً
على سوء تربيته فيك
وعدم قدرته على إصلاحك وجعلك سوية التفكير....؟
فمباذا تقسمين يامريام....؟
بماذا تقسمين وأنت انخلعتي من بيئتك ودينك وحياتك
ومن حضن والدك ، لاحضان غريبة
لاتربطك بهم الا وعود واهية ، تُفسد ولا تُصلح ...؟
فمهما أقسمتي ( يامريام ) فلن أصدقك ...أبداً ....
هنا ولاول مرة شعرت أني كنت قاسية جداً معها
حين رايتها تبكي بُحرقة لم أعهدها فيها من قبل أطلاقاً
فخفت عليها من الأنهيار ...
فألتصقت بها وربتت على كتفها ،
فا بمجرد أن شعرت بقربي لها
زادت دموعها وبكائها بصوت عالى وكأنه أنهيار ...
فلم أجد بُد إلا أن اقول لها كلام خطير ، ربما تكتشف من خلاله
أني أمثل عليها إعتناقي لعقيدتها التى تتبناها
ولكن في تلك اللحظة قررت أن اكون صادقة
وسأحاربها بالصدق والحُب الحقيقي تجاهها
فهذه فرصتي الثمينة لأرجاعها لجادة الصواب
ولتفسر ماتفسر ، فأني سأقنعها بعكس ماستفهم :
أبكي حبيبتي أبكي
فالبكاء هو غسل لأدران النفس
ومحو الخطايا
وأندثار السيئات ....
ابكي واخرجي كل ماعندك
فهذه فُرصتك لترجعي لنا ولوالدك الذي أحبك
ابكي حبيبتي
فلا شيء يستحق أن نبكي عليه الا أنفسنا التى ضاعت
او التى ستضيع تحت مسميات واهية خاطئة ...
فالله موجود وهو يعلم السر وماتخفي الصدور...
وبعد قولي كلامي هذا لها
شعرت بها تبكي بصمت أي بمعنى تنظر اليّ
بعيون مفتوحة تدفع بسيل من الدموع كأنه رذاذ مطر
في يوم شاتٍ....
مع خروج أصوات بُكاء من صدرها الذي يعلوا ويهبط
وكأنها كانت تجري في سباق للمارثون ....
فما كان منى الا أن خِفت عليها من الأنهيار
فلم أكن اعتقد انها حساسة لهذه الدرجة
فألتصقت بها اكثر وحضنتها
وبكيت معها ، فلما رأت دموعي قالت وهي تنهج
بصوت متقطع من شدة البُكاء :
ـ احضنيني ياحبيبتي ماجدة
احضنيني فليست لي أم لترأف بي
أحضنيني فليست لي أخت لأنام على مخدتها
احضنيني فأبي قاطعته ونسيت مافعله معي من طيبات
احضنيني وان أستطعتي اضربيني
فلن يستقيم حالي الا بشخص مثلك ، بحُبه
لي وخوفه عليّ وحرصه على مداوات جرحي
وانهمرت بالبكاء مجدداً في أصوات
سمفونية أشتركت في توزيع
نغماتها ....
فأستمر هذا الوضع لدقائق
حتى هدأت بعد أن مددت يدي لحقيبتي لأناولها قنينة ماء
وأسقيتها كالطفلة التى لاتستطيع أن تُمسك إناء الشرب
فلما شربت قالت :
ـ ياماجدة هل أقول لك اختى من الأن انت اختى
وقد أحببتك وساسعى لعدم إغضابك من الان
فأفعلي بي ماشئت ....
فأردت أن اختبرها بعد هذا الأنهيار
في هل هناك أمل في تغيرها ..
ام هي مجرد طفرة عاطفية
فقط ...
ـ أني أختك وساكون اختك الى أن اموت
فقط أقسمي لي بأنك ستكونين أخت كما أحب أن تكوني
فقبل أن أنهي كلامي معها
قالت وهي تنظر اليّ بنظرات مملؤة دموع
وصدر يعلوا ويهبط ...
ـ أقسم لك بالله أني سأكون كما تحبين اختي ماجدة
فعندما أقسمت لي ، أصابني دوار شديد وأنهمرت أنا
بالبكاء وكأني سمعت لتوي وفاة والدي ....
ولكن هذه المرة بُكاء فرح وسعادة بمريم الحقيقية الغير زائفة
فأعقبت وقلت لها
ـ نعم هذا هو القسم الحقيقي ، القسم بالله
الذي خلقك وأنشاك وأعطاك من نِعمه وفضلة
فأصبحت مميزة في كل شيء ....
ردت وقالت:
ـ نعم والله
وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله
اصدقك القول اختي ماجدة
أنه كان هناك حمل ثقيل على صدري أشعر به منذ
فترة وأنا معك وبالتحديد حين نجلس مع البنات وأسمع نقاش
سناء ....وشعوري بأني مختلفة عليكم
فكاان هناك صراع عنيف بيني وبين نفسي
وهذا سبب إلتصاقي بكم وعدم ترككم بالرغم من أزعاجي لكم
الا أنكم قابلتموني بكل الحب والود والرعاية
فالان اشعر باني خفيفة ، وقد أنزاح هذه الثقل من على كاهلي
فكنت أحتاج لهزة عنيفة تخرجني او تدخلي الى مجهول
لا أفكر فيه ....المهم أن ارتاح
وهذه الهزة أتت منك انت وبشعورك نحوي
وبالحب الذي غمرتي به قلبي المُشتت ...
فعندما سمعتك تلومينني بطريقة قوية عنيفة
عن قسمي لك ، شعرت بأني ضئيلة مثل كائن لاوزن له
مليء بالتكبر والكذب والرياء والعناد
شعرت باني ضئيلة تافهة امام الله سبحانه وتعالى
شعرت باني إمعة أقول مايقولون وتفعل مايفعلون
في الوقت نفسه ، هناك منهاج وطريق قويم
أغلقت مساربه ودروبه ، بأفكار تم حشرها في عقلي
حينما كان يحتاج لمن يرعاه ، ويحافظ عليه
في البيت وفي المدرسة ...
فعندما أقسمت ، كنت أنوي الكذب عليك بالقسم
كي أرضيك ، ولكن تذكرت القسم لمن سيكون
عندها أتى صوتك الجهوري القوي وبين لي
ماهو القسم وتفاصيله ....
فبمعاملتك الطيبة معي وبحضنك الدافيء استرحت ...
وأحسست ان هناك احضان اخرى تنتظر أن اعيش في حماها
هل تعلمين اختى ماجدة ، أني في شوق لأرجع للبيت
لأحضن أبي ....؟
، فطالما تمنى أن يحضنني ويشعرني بابوته
وها انا الان احن لحضنه ، الذي طالما تكبرت عليه
تحت مسميات تم حشرها في عقلي
لأني لم اجد الرادع لردعي ، فكل الذي وجدته هو محاربتي
وأذلالي وأقصائي ، ولم يشعرني أحد بُحبه لي ليُصلح من حالي
فالكل كان يمهد لي بطريقة وأخرى ، الذهاب بعيداً عن طبيعتي
مُستغلين تمردي وضياعي وفقدى لمن يرشدني
وليس لمن يستجيب لطلباتي فقط ...
الكل يا ماجدة كان خائفاً مني ، ومن لساني
الكل كان يخشاني ، فمنهم من ينافقني بحبه
فقررت التمرد على نفسي وعلى مجتمعي وعلى بيئتي
حتى اكون مميزة في كل شيء ، حتى وأن كان التميز الخاطيء
فكنت اعلم بنفاق المنافقين الخائفين مني ، ومع ذلك
ارحب بكذبهم لأشباع ما نقص عندي
من حُب حقيقي كالذي رأيته منك ومن حبيباتي البنات ...
فلما أكملت جملتها ألاخيرة ، ابتسمت ابتسامة مُشرقة
توردت فيها وجنتيها المليئة بالدموع
وأردفت قائلة
بالأمكان ياماجدة أن يتم تغيير كل شيء الى الأفضل
بالحُب والصدق والرأفة ....
كما فعلتي أنتِ معي .....
ــ اختى مريم المشاكسة
هنا ازدادت ابتسامتها المشرقة على استحياء ...
لابد وأن نفكر في الخطوة التالية...
ــ أي خطوة تقصدين ....؟
أخوتنا الكرام
بعد الذي حدث مع ( مريم ) وأنهيارها
وتفكرها بخطأها قررت أمر غير مألوف
فما هو هذا الأمر الذي أصرت على فعله
بعد ماسمعت ( ماجدة ) تتحدث عن المقابلة
هذا ماسيتم معرفته في الجزء 18
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري وامتناني لمتابعاتكم الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها

اندبها
10-11-2017, 12:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/13978.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/13979.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/4c54c2cee0.html)
بعد التطور الذي حدث والذي لم أتوقعه ولم أحسب له حساب
هو ضغطي على ( مريم ) ومواجهتها بكل قوة
مع مجازفة قولي الحقيقة الفعلية التى أتخذها
للضغط عليها في أن تصدقني القول ، في كل شيء
بدء بتوضيح علاقتها ب( مفيد )
فكان هذا قصدي المبديء
ولكن بعد أن واجهتها بالقسم شعرت بأن هناك
فُرصة تلوح من بعيد ، قد أتت دون تنسيق أو حساب
وهي محاولة أصلاحها أصلاً والعمل على أخراجها
من عنق الزجاجة التى حشرت نفسها فيه ...
وعند رؤيتي لانهيارها ، قررت أن أبدأ معها في الأصلاح
وليس الأستدراج في معرفة التفاصيل الخاصة بالمنظمة
فالذي يهمني هو انقاذها من براثن هذه الفئة...
وبعدها تاتي الامور الأخرى ....
وبعد ان أوضحت لي وشعرت بصدقها تجاه كل كلامها
وندمها ، أستغللت الامر وقلت لها :
ـ حبيبتي ( مريم )
مالعمل وانا على موعد مع الأستاذ ( شكري )
فعندما قلت الاستاذ شكري ، نظرت اليّ نظرة
وكأنها تلومني على ماقلت ....
ـ اختي ماجدة ...هل انت جادة في مقابلته
والنزول لحضيضهم ومراذلهم ، فيكفي أني جربت
وعشت وغُيب عقلي معهم ، حتى أصبحت دُمية
يحركونها بالهاتف ...فأنتُزعت شخصيتي
وعقلي وديني وبيئتي ....
فانقذتيني من براثنهم ، فهل تعتقديني
اني ساتركك تمشين في ذلك الدهليز ....؟
أبداً والله ...حتى وأن كان قتلك هو الحل ...
فلما سمعت كلامها ، في البداية شعرت بخوف شديد
مُختلط بالفرح ، فالخوف أتى من لفظها لكلمة قتلي
أن استمررت في البحث عنهم
وفرحى هو تأكدي أنها في طريقها للتملص منهم
فقلت لها لتأكيد مافي فكرها وأختبار مصداقية كلامها
ـ هل أنت جادة في قولك بأنك ستمنعيني من مقابلتهم
ـ نعم وهل رأيتيني أمزح بعد أن عرّفتيني بحقيقيتي
والتى كنت انتظر من يقوم بذلك وهزّ كياني لأفيق
وأخرج من النفق الذي كنت سائرة فيه....
فأنت تستغربين كيف لي أن اتراجع وارفض الذهاب بعيداً
مع المنظمة ...هكذا بسهولة ...
ـ نعم ليس إستغراب وذلك لان الله قادر على كل شيء
ولكن لم أكن اتوقع منك ماحدث
وذلك لانني لم أكن أعلم شعورك الفعلي المخفي...
ـ لا ياماجدة لم يكن الأمر بسهولة ...
فقد مرّت عليّ ايام كنت اصارع نفسي بنفسي ، دون ان يدري
احد ، خوفاً من أن يحتقرني البعض ، حين إظهر ضعفي امامهم
وأخر مرة تألمت فيها وجلست لنفسي ، يوم أن قلتِ لي
أني اريد أن أكون مثلك ، في الفكر والتفكير والأعتقاد ..
ذلك اليوم حين رجعت للبيت ، لم أشعر بالفرح كما كنت تعتقدين
بل شعرت أني ساجني عليك كما جنيت على نفسي بنفسي
ولا أذيع لك سِراً إن قلت لك
أن هناك امور حدثت مع الأستاذ ( شكري )
تذكرتها فأقشعر منها بدني وهي أنه في أحد الجلسات
معه بعد ان قلت له عنكِ ، قال بالحرف:
يامريام أنت أصبحت كالجندية التى تفدى معتقدها وفكرها حتى بجسدها
فقلت له لم أفهم ماتقصد بجسدها
فما كان منه الا ان قال لو تطلب الأمر التضحية لنجاح أي مهمة
تُربح اهداف المنظمة وتقوي مكانتها ، فافعلي وأستعيني بجسدك ...
لأغواء الشباب إن تطلب الامر ....
وحينما ناقشته في هذا الأمر
قال
هذه المنظمة هي في الأصل تحارب كل معتقد أو دين او تشريع
او قانون او حتى تصرف أجتماعي بسيط
وعليه عملها هو مخالفة كل هذا
وجعل الحرية الفردية هي الحاكمة ، ولاسيطرة عليها
من هنا كل شيء مُباح فعله او قوله او التعامل معه ....
فقلت في نفسي فكيف أذا سأعمل مع ماجدة
فهل سأجني عليها وأدخلها في هذه المتاهات ....؟
منذ ذلك الوقت قد حصلت لي خضّة وهزّة عنيفة ، لم أكن اتوقع حصولها
ولا سماعها ممن كنت أثق في توجهاتهم وفكرهم ...
فقررت أن اتنصل منهم ، ولكن خوفي من أسالبيهم هو ماجعلني
اطاطيء رأسي أمام طلباتهم وتوجيهاتهم ....
وقد أتيت للجامعة بحثاً عنك ، ولكني لم أجدك فقد قيل لي
انك غائبة لفترة ، ولما رأيتك اليوم فرحت لرؤيتك لدرجة
ان الزميلات علقن على قولي حبيبتي ماجدة ...
ـ نعم بالفعل لقد علّقوا على قولك ...
ففعلت ذلك لأني شعرت بطمانينة في وجودي معك
وحين جلسنا هنا وواجهتيني بكلماتك القوية العنيفة ، التى كانت
هي الشعرة التى كنت انتظرها لتقسم ظهري وليس ظهر البعير
تأتي بعد هذا وتقولين ما العمل وكيف نقابلهم ...؟
ـ ولكن لابد من وجود خطة عمل للأيقاع بهم ،
فالحمد الله ها انت
تملصت منهم بعد أن جربت وعلمت وعايشتي فكرهم
ولكن غيرك مالعمل معه ، فهل سنتركه هكذا تحت رحمتهم
ام نوضح له ونكشف له أسرارهم كلها علناً وعلى الملاء....؟
قولي لي ما العمل .....؟
كنت بالفعل اريد منها رأي ، حتى تكون هي المُبادرة بالتخطيط
ولو انه سبق لي وأن خططت ووضعت استراتيجية لمحاربتهم
ولكن أردت ان اعطى دفعة معنوية لمريم ، حتى تكون في الصورة
وتشعر أني أثق فيها ....
وبالفعل أصبحت أثق فيها ....
ـ اختي ماجدة
اريد ان أسألك سؤال وأني اعلم مُسبقاً أنك صادقة معي
وهو هل كنتِ جادة في قولك لي لأنك تحبين الأنظمام
للمنظمة وانكِ أصبحت تحملين نفس المعتقد ....؟
ولو أني رأيت من خلال هزّتك العنيفة معي أنكِ لازلت
ماجدة التى اعرفها ولم تتغير ....
ـ حبيبتي مريم
اصدقك القول بأني كنت أمثل عليك ، وذلك لاني أحببتك
وأردت أن انقذك من براثن هؤلاء ، بالادعاء بأني مثلك
حتى أصل للطفيليين الذين خربوا فكرك
وأتى ذلك من باب حرصي عليك قبل كل شيء وخوفي عليك ...
هنا مريم وقفت وواجهتني فأستغربت ذلك
وبعدها وضعت كِلتا يديها على اكتافي وانا جالسة
وسحبتني برفق لأقوم ، وقالت لي والدموع تملأ عيونها
ـ احبك ...احبك اختى ماجدة ...
لم أدري مافعلت لتحبيني وتجازفي
هكذا لأنقاذي منهم ....
وحضنتني بقوة ....
ـ اختي الطيبة مريم ، مايهمني هو أنت ، وليس هذا
الامر مُستجد ، بل منذ أن سجلتي في الجامعة
وكان ذلك وصية من والدك عمي ( يوسف )
حين أوصانا كلنا عليك ،....
فانت اختنا يامريم ومنذ ذاك الحين ونحن نحرص عليك
بدون ان تشعري .....
ـ نعم والله ....الأن تذكرت في كل مرة أدخل فيها لبيتنا
يبادرني والدي بالقول ، هل رأيتي زميلاتك
فأقول له نعم ، فيقول لاتتركيهم فهم يحبونك
بدون مصلحة أو مطمع ....
فمنذ ذاك الحين بدأت أشعر اني مُلتصقة بكم
واحياناً ازعجكم بكثرة كلامي ونقاشاتي العنيفة ...
ومع ذلك أحس انكم لم تتخذوا موقف ضدي
مثل ما رأيته حين كنت في الثانوية ، من تجاهلي واحياناً
عزلي وتهميشي عن مخالطة زيملات الثانوية ...
ـ لذلك يامريم جازفت ومثّلت عليك لأدخل لفكرك
لعلني استطيع ان انتشلك ، واحارب من هم السبب ...
نظرت اليّ مريم نظرة لم اعهدها من قبل
نظرة مليئة بالرقة والحب وقالت:
ــ قومي بتفصيل اي شيء وأنا ألبسه ،
وقررى وأنا أنفذ ...وسيرون من تكون
مريم واختها ماجدة ......
ـ حبيتبي مريم اريد أن أسألك
ـ لاتساليني بل أطلبي ، ولكن اعلم وأعرف ماتريدين
السؤال عنه ....
فهل تتذكرين يوم أن قلت لي أنك أحببت صاحب الحديقة
فقلت لك ياماجدة احذري لعله يلعب بك وله مطامع اخرى
هل تعلمين لماذا قلت ذلك .....؟
ـ كنت أعتقد أنها غيرة منكِ.....
لا لم تكن غيرة ، لأني لم اراه ولكن
قلت ذلك في تلك الفترة التى عشت فيها ارهاصات الرفض
لهذه المنظمة ، لاني شعرت أني سأجني عليك ...
بعد ان تورطت في تعريفك بصاحب الحديقة ..
وعليه سأبوح لك بكل شيء
صاحب الحديقة أسمه .....
فبادرتها وقلت:
ـ أسمه ( مفيد )
فنظرت لي وقالت:
ـ نعم هو كذلك أسمه ( مفيد )
وهذا الرجل لم أراه من قبل وكل الذي بيني وبينه
هو الأتصالات فقط ، فقد عرّفني به الأستاذ ( شكري )
وقال لي هو من تتصلي به وتتعاملي معه فقط
في حالة صاحبتك ماجدة .....
والباقي أنت تعرفيه ....قصة الحديقة
القريبة من بيتكم ، ومعرفتي في انكِ دائماً تتنزهين فيها...
ومعلومات عنك وعن عمرك وعن مستواك التعليمي
كلها وضعتها للاسف بين يديه عن طريق الهاتف
فقلت لها :
ـ تصوري يامريم أني اعلم كل ذلك ، ولم يغيب عن بالي
كل الذي مررت به ...بدء بمعرفته بكل شيء عنى
وانتهاء بأتصالك به ، بعد أن خرجت من حجرة ( ليلي )
وتغيره تغيير كامل وأصبح يلقي على مسامعي معلقات في الغزل
علمت حينها انك طلبت منه الترفق بي واسماعي ما اريد ...

ــ للأسف نعم ....فعلت ....-
ولكن حين علمت منك انك بالفعل أحببتيه
هنا دخلني شعور ولوم في كيف أسمح لك وله بالأستمرار ....
فجانبهم ليس آمن ...
فكل شيء بالنسبة لمعتقدهم وفكرهم هو مُباح ...
لهذا السبب قلقت بشأنك جداُ....
- على كل حال حبيبتي مريم
انا سعيدة جداً وفرحة بعودة اختنا الحبيبة المشاكسة مريم
وسعادتي أكثر حين تعودين للبيت وتقبلين عمي ( يوسف )
وتشعريه أنك أبنته وليس أبنة من لايخافون الله ....
ولكن لايمنع يامريم في أن نخطط سوياً للأيقاع بهم
فما رأيك ....؟
فقالت مريم:
- رأيك أن نستمر وكأن شيء لم يحدث ولنترك الأمر
حتى تقابليه وبعدها نقرر ماذا نفعل ....
ـ نعم هو هكذا بالفعل ...فلندعم يطمأنون لنا
وبعدها تأتي الضربة القاسمة لهم ....
ـ وأما بخصوص ( مفيد ) فماذا ستفعلين .....؟
ـ بالنسبة للعاشق مفيد ، فقد أسمعته أخر مرة كلام لايعجبه
ولا أعتقد أنه سيحاول مرة اخرى معي ....
اذاَ نلتقي غداً ، لنرى ماسيحدث
مع وإثناء مقابلتك للأستاذ ( شكري )
- نعم ولكن الم يقل لك متى سيكون الموعد
............................
اخوتنا الكرام
كيف سيتم التنسيق للمقابلة مع الأستاذ ( شكري )
وهل سترافقها ( مريم ) أم تذهب ( ماجدة ) متحدية الصِعاب
بمفردها....هذا ماسيتم معرفته في الجزء 19
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري كالمعتاد لكل المتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم...اندبها

عاشقة الأنس
10-11-2017, 04:46 PM
ما أجمله جزء وتوبة مريم والرجوع لجادة صوابها أستاذ أندبها
ودي لك

عاشقة الأنس
10-11-2017, 04:59 PM
في انتظار الجزء الآخر فلقد أستهوتني القصة كثيرا
ودي لك

اندبها
10-11-2017, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13978.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/14049.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/f537acea3d.html)


في الجزء الماضي

توقفنا عندما قالت ماجدة

- نعم ولكن الم يقل لك متى سيكون الموعد

فقالت ( مريم ):

ـ في الواقع لم يقل شيء ...فقد ترك لي حرية اختيار الوقت

فما رأيك في أن اكلمه الأن لأحدد معه اللقاء ....؟

ـ لابأس أتصلي به ....بشرط أن تكوني معي

ـ حسناً وهذا الذي اريده .....

واخذت مريم ( هاتفها ) من حقيبتها وأتصلت ، وبعد لحظات

قالت:

ـ الو ...مرحباً إستاذ ( شكري )

قبل الأستصال فتحت ( مريم ) مكبر الصوت الخارجي ،

لتسمعني ماذا يدور بينهما ....

ـ مرحب مريام....كيف حالك

ـ تمام ومعي الأن ماجدة التى حدثتك عنها ، وهي على

أستعداد لمقابلتك في النادي....

ـ حسناً لابأس أبلغيها أني ساكون اليوم مساءً في النادي

ـ شكراً أستاذ (شكري )

ـ مع السلامة....

وقفلت مريم الهاتف ، ونظرت لي وقالت:

ـ مارأيك ... ماجدة هل يناسبك الموعد والتوقيت....؟

ـ لابأس وسامر عليك من البيت لنذهب سويا.

ـ تمام ....الى اللقاء ....

واثناء توديعها لي ليس كالمعتاد ، بل بالأحضان والقبلات

فقلت لها:

ـ ما أروعك حين تكونين على طبيعتك يامشاكسة

فضحكت وقالت :

ـ وهل تعتقدين اني ساترك مشاكستكم .....

وأنصرفت .....

بعدها جلست قليلا في نفس المكان وبدأت أراجع

هذه الأحداث المُتسارعة ، والامر الذي حصل مع مريم

فلم أجد له تفسير ، سوى أني قلت

سبحان الله الذي يغير ولا يتغير ....

والحمد الله الذى اكرمني بأنقاذ مريم من الكُفر والألحاد ...

فأنطلقت مني بسمة رضى خفيفة من يراها يقول أن صاحبتها

تشعر بسعادة غامرة ....

فذهبت مباشرة لمحطة الحافلات وركبت راجعة لبيتنا

ـ السلام عليكم ماما

ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ـ ماما متى اخر مرة قلت لكِ فيها أحبك ماما

فضحكت أمي وقالت:

ـ ليس شرطا ان تقوليها لي أحبك

بل شرطا ان تفعلي بمقتداها فعلاً

فالام يأبنتي تنقص من عمرها لتفدي عمرك

فيكفيني قولك ماما

فهى حسبي وحسبك ....

ـ الله ...الله ....ماهذا الكلام الجميل

احبك ...احبك ....ملء الأرض والسماء

أحبك ..ملء الكون ومجراته والفضاء

ـ ماجدة ...ماجدة ....مابك أبنتي

هذه ليست من عادتك اثناء رجوعك من الجامعة...

فاليوم نراك سعيدة ومٌبتسمة وتقولين خواطر ...

فهل هناك سعيد الحظ ، قد تغزل فيك ....؟

ـ لا أمي أحس اليوم اني راضية عن نفسي من نفسي

فاحببت أن امتع نفسي بالتغزل في نفسي ....

ـ ربنا يكرمك بالسعادة والهناء ....

ـ أين أخوتي ...؟

ـ هناك من لم يأتي بعد مثل أخوك أحمد

واما اخواتك فقد وصلنا من المدرسة منذ قليل ...

ـ حسناً ماما انا صاعدة لغرفتي لأراجع بعض الأشياء

وحين تجهزين الغذاء ، فأبلغيني ....

وبعدها انصرفت الى حجرتي وجلست على حافة السرير

ووضعت كِلتا يدي على وجهي وكأني أفكر في أمر

وبالفعل لا أزال لم أستوعب ماحصل مع مريم....

فلم ادري كيف خرجت من فمي كلمة :

ـ سبحان الله ...

عندها توضأت وقمت لأصلي صلاة الظهر ....

وبعد أن انتهيت ، سحبت مذكرتي وبدأت أكتب ماحصل مع مريم

ومع الزميلات الأخريات ....

وكيف ستكون مقابلتي بالأستاذ ( شكري ) ...

فقررت أن لا أضيع الوقت وأقرأ بقية الكتاب ، كي اكون مُستعدة

لمجابهة الأستاذ ....

فأخذته وفتحته من حيث توقفت ،وبدأت ألتهم الصفحات

حتى وصلت الى كلام لم يقنعني ، فعلمت حينها أن هذا الكتاب

لا يُظهر السلبيات بل الأيجابيات والكلام العام فقط

فتناولت مجموعة أوراق كنت قد اعددتها كبحث لموضوع

( الماسونية تنظيم وقرارات وأسرار ) ...

فأنبهرت بترجمة شعارهم الخاص بهم وهو المثلث المقلوب

والفرجار والعين وحرف جي....

فالبحث الذي أعددته يقول أن ( الماسونية )
تاسست سنة ( 44م )

والذي أسسها هو ملك من ملوك الرومان بمساعدة وأيحاء من

مستشاريه اليهوديين

حيران البيود ....فشغل منصب نائب الرئيس

وموآل لامي ......فشغل منصب كاتم سر أول

أما كيف وصلت هذه المعلومات السرية للعلن ، وأصبحت

في متناول الكل ....؟

وصلت بالماسونيين أنفسهم سوى في خطاباتهم ، اثناء

اجتماعاتهم السرية في محافلهم ...

او الماسونيين الذين تنصلوا من المنظمة ....

وأحيانا يصرحون بما يريدون هكذا جهاراً نهارا

فحتى المهتمين بهذا الشان يستدلون على ذلك بمقتطفات من احاديث

الماسونيين أنفسهم والتى يعلنون فيها محاربتهم لله وللدين

صراحةً ، تماماً مثل ما اعلنه أحدهم في مؤتمر الطلاب الذي
إنعقد في سنة 1865م في مدينة ( ليدج ) والتي يعتبرها البعض


أحد أهم مراكز الماسونية ....عندما قال:

يجب ان يتغلب الأنسان على الأله ، وأن يُعلن الحرب عليه

وأن يخرق السموات ، ويمزقها كالأوراق ...

وقد جاء في المحفل الماسوني الأكبر سنة1922

وبالتحديد في الصفحة رقم 98 مانصه:

سوف نقوى حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة
وسوف نعلنها صراحةً حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية وهو ( الدين )
وأستبداله بأتخاذ النفس البشرية معبوداً لها...
وأن تكون غايتنا هي الأنتصار على المتدينين ومعابدهم ومساجدهم
ففي سنة 1903 ورد في مضابط المؤتمر
الماسوني العالمي صفحة 102

فقالوا :

ستحل الماسونية محل الأديان
وان محافلها ستحل محل المعابد والمساجد

وهي منظمة يهودية سرية أرهابية غامضة ...مٌحكمة التنظيم

وهدفها هو تمكين اليهود الانجاس
من السيطرة على العالم ، وإفساد

كل شيء ، من ديانات واعتقاد
وأستبداله بالألحاد والأباحية والفساد

ومن المعلوم انها تتستر تحت شعارات حقيقية يُراد بها باطل

مثل الشِعار الذي وجدته في الكتاب الذي أهداه لي ( مفيد )

مثل ( حرية ، إخاء ، مساواة ، إنسانية ) ....

وتكون جلساتهم في اماكن مُخصصة لهم

وأندية لايدخلها العوام ، وهي اندية للأسف مُنتشرة

في وطننا العربي وتُسمي ( الروتاري ...والليونز )

يا الله ماهذا البلاء الذي أصاب العالم وأنتقل لنا نحن العرب...

المسلمين من طُفيليين للأسف يدّعون الأسلام ....

فهل مثقفينا لايعلمون أهداف هذا المنظمة الفاسدة اليهودية...؟

والتى تقول أن أهدافها في أحد محاضر جلسات المحافل

من أفكار ومعتقدات تقول:

. 1.الكفر بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات

2. ويعتبرون ذلك من الخزعبلات والخرافات

وبالتالي يعملون على تقويض الدين والشرائع السماوية

3. العمل على اسقاط الحكومات الشرعية ، وألغاء انظمة الحُكم الوطنية فيالبلاد ...
والتى لاتتماشي مع رغبات اليهود في البقاء ....

4. أباحة الجنس وأستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة

6. العمل على تقسيم الفئات الغير يهودية
الى أمم تتصارع في مابينها

5. بث النزاع داخل البلد الواحد ،
وأحياء النعرات الطائفية والقبلية ....

6. أستعمال الرشوة لشراء الأنفس والشخصيات الخاصة

والشخص الذي يلبي رغباتهم يُشترط عليه الكفر والألحاد والتنصل

من كل شريعة ومذهب ....

يا الله ماهذا .....؟!

انها أخطبوط شديد الخطورة ....لا اله الا الله

كل ذلك للأسف مُتاح للمثقف العربي المسلم

ومع ذلك أن قلت له أن هذه أفكار يهودية ماسوينة ...

يقول لك لا أنما هي نتيجة التطور الفكري وحرية النقد والبحث

والنقاش وحرية وفتح مجالات واسعة للفكر والتفكر ....

رميت البحث جانباً وقلت في نفسي

هل من المعقول أن البيادق التى نراها هنا وهناك ممن

يتخلقون بأخلاق اليهود ، يعلمون هذه المخاطر والدسائس ....؟

على كل حال

سأستريح قليلاً ، الى ان يأتي المساء

وأذهب لمريم لمقابلة من يدّعي الفهم

والعلم والثقافة الأستاذ ( شكري)

..................

فما هي أخوتي الكرام الأستراتيجية الجديدة

الأن بعد ان تحصنت ( مريم ) بأختها ( ماجدة )

لمحاربة من تم تظليلها .....

وكيف ستكون المقابلة مع الأستاذ ( شكري )

وماهي الأحداث الاضافية والتعاملات مع ( مريم )

كل ذلك واكثر سيكون في الجزء 20

من

الرجوع من الذهاب ....بعيداً

تقديري كالمعتاد لكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم...اندبها

اندبها
10-12-2017, 01:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14174.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/14175.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/86e1fa8029.html)

وفي المساء إستعدت ( ماجدة ) للقاء المُرتقب
مع الأستاذ ( شكري ) ، فأخذت هاتفها وأتصلت ب( مريم )
ليتم التنسيق في ما بينهم
ـ مرحب السلام عليكم مريم
ـ انا أنتظرك في الحديقة .....
ـ حسناً .... ـ
ـ مع السلامة .....
وأقفلت ( ماجدة ) هاتفها وخرجت ، وبعد أن قطعت
المسافة بين بيتهم والحديقة ...وصلت لحواف وبالقرب
من المكان الذي شَهِد لقاءها الأول مع ( مفيد )
فتذكرت جلساتها وأنتظارها ، في هل يتكلم ويتغزل فيها
بعد أن ينهي أبتساماته الجذابة ....
فقالت في نفسها ...الان كل شيء أنتهى ولم يعد له وجود
بعد أن أسمعته ما لا يرضى ....
ولا أعتقد أن هناك من يرضى لنفسه الأهانة والصد ، من أن يرجع
مرة أخرى ويتأمل خيراً من جلاده ...!!!!!
فأن فعل ذلك ...فهذا يعني أنه يحب جلاده ويسعى لمرضاته
أي بمعنى ... .يحبه...بدون مطمع .....
ـ السلام عليكم ماجدة
اين سرحت انا هنا .......ِ
فألتفت فوجدت مريم واقفة بجانبي وتضحك وتقول
في ماذا تفكرين ياعاشقة
اعتقد أنكِ تفكرين في مالذي حصل هنا في الحديقة من أحداث
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يامريم والله صدقت
كنت أفكر في سذاجتي وقِلة عقلي يوم أتيت الى الحديقة
لأشتري الحُب والكلام الجميل .....
في الوقت الذي أغمضت عيني على أنواع الحُب الأخرى
التى فيها كل ما أريد ....
فحُب الله وحُب عباده وحُب الوالدين وحُب الأخوة وحُب
المشاكسات المزعجات مثلك ....
وأنطلقت ضحكات بيني وبين ( مريم )....
ـ نعم ياماجدة هناك من الحُب مانعجز عن فهمه حتى
نقع فيه ....دون ان نصطنع الوسيلة او الطريقة للحصول عليه
ولكن رغبتنا في الحُب السهل ، وكأننا نستعطفه من الغُرباء
هو الذي أوقعنا في ظُلم أنفسنا والاخرين ....
وبعد ان أستقلينا سيارة أجرة ، أصرت ( مريم ) أن تدفع أجرتها
وصلنا وترجلنا ...لمسافة ليست ببعيدة ....
ـ مريم ....مريم....انظري هناك
فنظرت مريم في أتجاه يدي وهي تشير للافتات ضخمة
مُحاطة بالأضواء الكاشفة على كلمة
نادي الروتاري العائلي ....!!!!!!
ـ هل هذا هو النادي ..؟
فتذكرت كلمة ( الروتاري وهو النادي الخاص بأعضاء المنظمة الماسونية)
فقالت لي:
ـ نعم هو هذا
ـ فما شاء الله على مثقفينا ينظرون لهذا الأسم ليل نهار
ولا يساورهم شك أبداً ، في محتواه ....
ـ نعم هو بعينه ....هي بنا ندخل اليه
ولكن ليس معنا إذن أو تصريح للدخول ....
ـ ليست هناك مشكلة فبأمكاننا الأتصال من الأستعلامات
وطلب أحد المتواجدين فيه....
ـ وهل هناك أحد نريده .....؟
فضحكت مريم وقالت:
ـ فلمن اذا أتينا هنا.....؟
للاستاذ ( شكري ) أم نسيتي .....؟
ـ نعم تذكرت ، ولكن قد سرحت قليلاً ، في كيف سيكون اللقاء
ـ لاتخافي وكوني شجاعة وأستمعي فقط ولا تعلقي
فنحن في حماهم وبيئتهم وحصنهم.....
فأقتربت مريم من الأستعلامات وقالت لهم:
ـ نريد الأستاذا ( شكري)
فقد أستدعانا هنا لمقابلته .....
ـ لحظة ياانسة .....
وفتح مكبر الصوت وقال :
ـ يرجي من الأستاذ ( شكري ) القدوم للأستعلامات ....
وبعد دقائق وصل رجل يبتسم من بعيد وكانه يعرفنا
فقلت لمريم:
ـ هل هذا هو الأستاذ ( شكري )
ـ لا ليس هو ....ربما أحد موظفي النادي ...
ـ تفضلي ياآنسات إتبعوني
فمشينا وراءه ...وكأننا محكومين بالاعدام نسير خلف الجلاد ...
فرأيت في طريقي مربعات كاملة العدد ، فهناك من يقرأ الصحُف
وهناك من يلعب الشطرنج وهناك من يجادل ويحرك يديه كثيراً
وهناك من يكتب وينهمك في الكتابة....
وهناك عائلات تظهر عليهم النعمة ، من خلال لباسهم
وتغنجهم ، مصحوبين بأطفالهم ، الذين لايشبهون اطفال
الحواري والأزقة التى نعيش فيها ....
فسألت مريم
ـ قولي لي من ذالك الرجل الجالس في الركن....؟
كأني أعرفه ،
ـ هو الفنان المشهور ,,!!!!!
ياالله حتى هو هنا ....
ـ نعم ...وغيره الذين يدعون الوطنية في أفلامهم ومسلسلاتهم
وفي المساء ياتون هنا لدعم صندوق اليهود ، بأشتراكهم في النادي
ـ والأخر الكبير في السن هناك
ـ هذا الأديب والكاتب المعروف الذي كفّره الأزهر ، عندما طعن في
أصول الدين والتشريع ....
وهل لازال هنا ......الم يحاكموه .....؟
قاموا بمحاكمته وأجبر على الأقامة الجبرية في البلاد ...!!!!!
ـ اخيراً من تلك السيدة الفاضلة التى تقرأ في كتاب ....
ـ هذه أحد تلميذات ( نوال السعداوي ) المتحررة وعدوة الدين وأصوله
وصاحبة أقوى المراكز الثقافية الخاصة بحرية المرأة ....
ـ تفضلوا بالجلوس هنا حتى أستدعي الأستاذ ( شكري )
قال لنا ذلك مرافقنا ....
فجلسنا ننتظر فترة دقائق
حتى أتى رجل طويل وتشبه هيئته هيئة وزير بقيافته وأناقته
ونظاراته الطبية ....
وهو يبتسم ....فأتجه ناحيتنا وقال:
ـ اهلاً أنسة ( مريام )
ـ مرحب أستاذ ( شكري )
ـ أعرفك على الأنسة ماجدة التى حدثتك عنها
ـ نعم ...
فلما رأيته لعنت الساعة واليوم والدقيقة وحتى الثانية
التى سأضيعها مع هذا الطفيلي ...ولكن انا هنا لغاية وهدف
فلا بد أن أكون كما يريدني أن اكون ...
فقلت له مُبادرة:
ـ مرحب أستاذنا وقديرنا ومُرشدنا المميز ( الأستاذ شكري )
الذي أستطاع بقدرته المثالية ،
في دعم المنظومة بأفكاره النيرة
في نشر الأفكار التى طالما تمنى
نشرها وتبيانها المهندس الأعظم ..!!!!
هنا رأيت فيه عينيه نظرات
تشبه نظرات المعجبين أو المستغربين
او المحتارين كيف يردون ....
فقال بعد ان عدّل نظارته ،
كنوع من ( البرستيج الكاذب ) :
ـ أأنت الأنسة ماجدة ....؟
التى لم تحدثني عنها مريام
بصورة حقيقية ....بل قالت كلام عادي وكأنها تتحدث عن
انسانه مبتدئة في الشكل والفكر والأعتقاد
ولكن الذي رأيته وسمعته يفوق وصف وكلام مريام عنك ...؟
ـ شكراً استاذنا المُرشد ( شكري )...
ـ انت هي المُرشدة الجاهزة بلباقتها وأناقة كلماتها
فلا تستحقين التوجيه او الأرشاد ...
فبدأ يزكي في تصرفاتي بكلمات ، فيها من الأعجاب وأحيانا
التغزل العفيف ، اثناء تعليقه على لباسي قائلاً
هذا الذي نريده في مجالنا هو البساطة كي نأسر قلوب الأخرين
بثقافتنا وأستيعابنا للفكر عملياً وليس فقط للتباهي به
وعندها نطعنهم ....
فانتبه لكلمة نطعنهم ....
وأستبدلها بكلمة نوجههم للخير العميم
فقلت له إمعانا في جعله مشدوه ومحتار في كيفية التعامل معي :
ـ لاتخشي سيدي الفاضل من كلمة نطعنهم
بالفعل سنطعن كل من يحاربنا ويحاول أن يقف في طريق
نشر فكرنا الذي أتى به المهندس الأعظم لهذا العالم
فشقاء وتعب أبناء العمومة
حيران البيود .... نائب الرئيس
وموآل لامي ...... كاتم سر أول
الذين أسسوا المنظمة ....وجعلوها منارة للعالم
لن يذهب سُدى ....فنحن جنودهم ....
فذكرت له اليهودان اللذان أسسا المنظمة
كي أفهمه أنني لا أحتاج لنصائحه ولابهره
وايضا كي يعلم انني لست بلقمة سائغة له ولأمثاله الطفيليين
فما كان منه الا ان نزع نظارته الطبية وعدّل من جلسته
ونظر اليّ بأنتباه وقال:
ماهذا الذي أراه وأسمعه ....
ونظر الى مريم قائلاً
كيف تخفين عني هذه الدُرة طوال هذه السنوات
الم اقل لك أبحثي ...
وكأنه يهددها بتوجيه اصبعه ناحيتها ...
ووجه كلامه لي يريد أن يتكلم ، هنا قاطعته
لأصغر من قيمته وليعرف حجمه
أرجوك لا أريد أن تًهان أختي مريم وانا متواجدة :
أستاذنا الفاضل لاتلوم أختي وحبيبتي ( مريام )
فهو تحاول معي منذ السنوات الأولى من تعارفنا
ولكن كنت عاصية ولا اهتم لهذه الامور ...
فالواجب عليك شكرها لا لومها ....
وحين قلت الواجب عليك ...قلتها وأنا انظر لعينيه
موجهه أصبعي اليه وكأني أهدده ....
فما كان منه الا أن قال:
ـ لا أقصد أهانتها ولكن من فرط أعجابي بك لمتها
وعليه سأشكرها بالطريقة التى تلائمها
ـ لا ....سيدي الفاضل هي من عرفتها قبلك
وقد أحببتها ، وشكرها هنا هو الذي يريحني والا
سأغادر ....وليمشي الكل في طريقة وطريقته الخاصة ....
وأصطنعت أني أحرك الكرسي الى الوراء لأنسحب
فما كان منه الا أن بلع الطُعم وقال:
ـ ما هذا حتى الشخصية قوية ....انا اعتذر منك يامريام
وأشكرك على كل شيء ، فهل رضيتي
قال هذا الكلام وهو ينظر لمريم...
فما كان من مريم الا ان قالت :
ـ هل تعلم أنها المُرشدة لي في الجامعة وتوجهني
الى حيثما أريد ، بعد ان انظمت لمنظمتنا
والذي بيننا هو الحُب والأخوة ......
وهي أحرص عليّ من نفسها ....
لهذا السبب طلبت منك الاعتذار ...فهي تستحق ان تطلب ما تشاء
لانك رأيت وسمعت وعلمت قولها وشخصيتها المؤثرة ...
أم انا مُخطئة في تقديرك ....؟
.........................................
أخوتنا الكرام
مالذي سيحدث مع الأستاذ ( شكري )
بعد ان أسمعته ( ماجدة ) و ( مريم ) من الكلام ما لايطيق
فهل سيتوتر ويتخذ موقف ، أم سيصمت مطاطيء الرأس
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الحادي والعشرين ....
من
الرجوع من الذهاب ....بعيدا
تقديري وامتناني لمتابعاتكم الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....أندبها

اندبها
10-13-2017, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/14208.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/14209.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/03119bb432.html)
بعد أن قالت ( مريم ) تعقيباً على قول ( ماجدة ) في طلبها
للأعتذار من الأستاذ ( شكري )
ردّ عليها وقال:
ـ لا لست مُخطئة وأنا فخور بك
لتعريفي بطاقة مميزة مثل ماجدة
فتدخلت وقلت:
لابأس أستاذي الفاضل لك الحق في الأستغراب
والأندهاش ، ولكن منظمتنا تستحق أن يتم دعمها بكوادر
حركية تتحرك بسلاسة وحرية ولها أسلوب في نشر
معتقادتنا ، وليس العصبية او التوتر أسلوب راقي لمثلنا .....
ـ نعم آنسة ماجدة كلامك صحيح
وعليه أقول لك أنت لاتحتاجين لأرشاد أو توجيه
فأستمري في عملك ونظامك التى تتبعينه ، وتشاطري مع مريام
في كل ماتحتاجونه من تنسيق وبحث وأستقطاب ...
وفي إثناء كلامه هذا ...لاحت لنظري منظر لم أكن
اتوقعه ، فقد رأيت خيال من بعيد يجلس منفرداً وواضعاً يديه
على رأسه ، وكأن مشاكل الدنيا أنهمرت عليه ...
فدققت النظر ملياً ، فقلت دون ان أشعر حتى بمن حولي
ـ هذا الأستاذ ( مفيد ) من الذي أتى به هنا....
فألتفتت ( مريم ) وقالت
ـ ومايدريني أنا به ، أو أننا هنا ، فلم أراه من قبل
ولكن مالذي حصل له ليجلس واضعاً رأسه على يديه ...؟
هنا أنتبه الأستاذ ( شكري ) لنا فتتبع أتجاه أنظارنا
فهز رأسه وقال :
ـ نعم هو الأستاذ ( مفيد ) اعتقد انك يا آنسة ماجدة تعريفينه
ـ بالطبيعي أعرفه فهو من تعرفت اليه مؤخراَ ....
ماهي مشكلته فهو جالس مُنعزل عن الجميع......؟
قلت هذا الكلام موجه الى الأستاذ ( شكري ) لأتعرف عن
( مفيد ) بطريقة أخرى ممن أرسلوه لدماري وأغوائي ....
فقال الأستاذ ( شكري )
ـ لانعلم بالتحديد ماهي مشكلته ، فمن قبل كان هو المُحرك
والنشط في جميع المجالات ، ولكن في الفترة الاخيرة
اصبح هائم لايريد أن يتكلم مع أحد ،
حتى انه صارحني بأمور خطيرة ....
هنا انزعجت والحقيقة انتابني شيء من الخوف فقلت:
ـ استاذ ( شكري ) لا أعتقد أنك لازلت تشُك في مقدرة مريام
أو انا في الحفاظ على خصوصيات منظمتنا المُبجلة ...
ـ بالطبيعي فأنا فخور بكُنّ ...
ــ وعلى هذا الأساس لو سمحت فافصح لنا عن حقيقة ( مفيد )
حتى لانقع في مطب أفكاره إن كانت مُزعجة ....
فقال الأستاذ ( شكري )
ـ الحقيقة أقولها هي أن الأستاذ ( مفيد ) قد تغير كثيراً
منذ لقائه بك آنسة ماجدة ....
فأظهرت له أستغرابي حتى لايشك وقلت له:
ـ لقائي أنا ....!!!!!!
وما دخل لقائي به بحالته المزرية هذه ....؟
ـ للأسف آنسة ماجدة أقول لك هذا الكلام لثقتي في مقدرتك
في فهم ما اعنيه ....
وهو انه تم ترشيحه ليتواصل معك مباشرة كي يغريك
بالأنظام لمنظومتنا المُبجلة ....وأشترطنا عليه الا يذهب بعيداً
في علاقته بك ...بمعني لاحُب ولا عشق ولا وله ...
فيفعل ما يشاء مع الهدف ،فكل شيء مُباح
إلا أن يكون للقلب
تأثير عليه ...ليستمر

فيُكمل رسالته وينطلق لرسالة وهدف اخر .....
ـ نعم ومالذي بدله وغيره وأتجه أتجاه آخر
مُخالف للنُظم والقوانين ..
او هل أحبني بالفعل فتأثر بي ...أم ماذا ....؟
قلت هذا الكلام لأبين للأستاذ ( شكري )
اني لا أهتم له ولا الى مافعله معي ....في الوقت نفسه
أنشغل فكري به ، فترة زمنية ،
بأدبه وأسلوبه وعواطفه الجياشة
فقال الأستاذ ( شكري ):
ـ الحقيقة بالنسبة لأمر وقوعه في غرامك لا أعلم بالضبط
ولكن لمح لي بقوله أنه لايريد أن
يستمر في الكذب على الأنسة ماجدة
فهي لاتستحق مني الخداع ، فهي مميزة بالفعل ومثقفة
وطيبة وقد مِلتُ اليها بطريقة لا أعلم ماهي ....
هنا تنفست الصُعدا وفرحت في
داخلي بأن ( مفيد ) قد أحبني بالفعل
وها هو يصرح بذلك للأخرين حتى في عدم وجودي ....
فقلت متمادية في إظهار عدم مُبالاتي به وبعشقه :
ـ انا لا اهتم لهذه التفاهات ،
فالواجب هو أن لايخلط العمل بالعواطف
فهتف الأستاذ ( شكري ) قائلاً
ـ انت رائعة ياآنسة ماجدة .....انت رائعة بفكرك ونضجك المميز
كل هذا الكلام واختي مريم تنظر لي وهي تبتسم
لانها تعلم تماماً اني اميل ل( مفيد ) وأعتقد أنه غزى قلبي
ولكن مُبتهجة بأسلوبي الذي سحقت به الأستاذ ( شكري ) ...
ـ نعم انت مميزة ، فابالفعل هو عشقك وأحبك
وليس هذا فقط ،
بل أصبح يقول أحياناً أنه سينسحب من المنظمة
لانها لاتفي بمتطلبات الحُب والحقيقة والمصداقية
وأنه لايريد أن يتواصل معها فيكفي ماعمله لها
وأنه يريد أن يرجع أنسان طبيعي سوي لأصدقائه ووالديه
وبيئته .....
فعلقت على قوله :
وذلك لأستفسر عن التبعات أو المخاطر التى سيواجهها
من ينفصل عن المنظمة ....
بالتحديد خوفي على مريم ...وعليه ...:
ـ يا أستاذ شكري ...
ـ نعم آنسة
ـ ماهي المشكلة ...إن أعتزل وترك ورجع لبيئته السيئة
المليئة بوباء الجهل والسطحية والتعقيد والتحيز ....
فليذهب حتى للجحيم ، فالمنظمة والفكر ليس مُقتصر عليه...
فهناك من هم اقدر منه مئة مرة .....
هنا لاحظت عن مريم أنها منتبهه جداً لكلامي
وتنتظر رد الأستاذ ( شكري ) ....
فردّ الأستاذ ( شكري )قائلاً:
ـ الحقيقة كما قلتِ فليذهب للجحيم ، ....
فمنظمتنا وأفكارنا منتشرة جداً في كل مكان ، فلا خوف عليها
من الضياع ، وشخصياتنا الأعتبارية المهمة
تُعلن وبصراحة مواقفها جهاراً نهاراً أمام الناس
ولا تُبالي بشيء .....
لذلك من اراد أن يبقى فله ذلك ومن أراد أن ينسحب
له ذلك .....الا في حالة واحدة...
فقلت له
ـ وماهي هذه الحالة .....؟
ـ هي أن كان العضو من مستوى الأول أو الثاني أو الثالث
هنا وجب توقيفه أن تكلم وأباح ونشر أسرارنا الغير مُعلنة...
والتوقيف يأتي بعدة طُرق منها فضحه أي تلفيق فضيحة
أخلاقية من جنسية أو سرقة أو رشاوي نصنعها نحن لتدميره
هذا يحدث في الحالات الخاصة جداً
ومن اعضاء اعتباريين مثل الوزراء او الرؤوساء أو من لهم
مكانات أقتصادية عاليه جداً تؤثر على نُظم وقوانين المنظمة
أما مادون ذلك من أعضاء بُسطاء
هم كالجنود عندما تنتهي واجباتهم ، لايهتم أحد لهم ...
فليفعلوا مايريدون .....فلن يستمع لهم أحد ولن يؤثروا فينا ....
أبتستمت مريم أبتسامة عريضة
كادت أن تفضحها وقالت:
ـ نعم فليذهب للجحيم ....ولنذهب معه أن تركنا
فالمنظمة لا تأبه لمثل هؤلاء هم فقط بيادق لتوصيل الفكر
وينتهي دورهم بالنتائج التى حصلوا عليها ....
رد الأستاذ ( شكري ) قائلا
ـ نعم فليذهب من يريد بقدميه للجحيم ، طالما خدم المنظمة
فلا بأس .....فأرصدتنا من الرجال والنساء لايتأثر بغياب أوأنسحاب احد...
هنا أصلحت مريم من جلستها
وبدأت وكأنها مطمئنة لِما ستفعله ....
نظرت للساعة وذلك لأبين له أن وقتنا أنتهي
ونريد المغادرة ....ففهم الأستاذ ( شكري ) قصدي وقال:
ـ نعم لقد تأخرتم فيمكنكم المغادرة ....
وسوف أنسق لك آنسة ماجدة لتحصلي على بطاقة خاصة
بأعضاء النادي ، حتى تأتي متى شئتِ....
اما مريام فعندها عضوية كاملة في النادي ....
فنادى أحد خدم المقهي وطلب لنا مشروبات ومرطبات
وقال :
ـ أستمتعوا بها وبعدها يمكنكم المغادرة ....
أما أنا فسأستأذن منكم للمغادرة فالوقت قارب المغرب
فوصولي للبيت سيأخذ وقت .....
ـ مع السلامة أستاذنا الكريم ( شكري )
ـ مع السلامة آنسة ماجدة ومريم
وشُرفت باللقاء بكم ....وسيكون لنا تواصل في المستقبل
مع السلامة
وغادر الأستاذ ( شكري ) مقعده
فنظرت لمريم وقلت:
ـ مارأيك
قالت
ـ أنت رهيبة جداً وأنا فخورة بك جداً ياعاشقة
وضحكت ونظرت في أتجاه ( مفيد )
فقلت لها:
ـ هل أعجبتك .....؟
ـ نعم أعجبتيني جداً وأرحتيني جداً وأسعدتيني جداً ...
فضحكت على قولها وتكرارها لكلمة جداً ، فقلت
ـ هي بنا يامريم جداً ...لنذهب جداً ...
.ونخرج من هذا المستنقع جداً ....
فأنطلقت بالضحك وقالت:
ـ لماذا لاتذهبين لحبيبك جداً فقد رأيتك تنظرين اليه جداً.....
فقلت لها
ـ لن اذهب جداً .....
فانطلقنا نضحك فمررنا بالطاولات ولم ندري ونحن منهمكين
بالتعليق على الحوار...حتى سمعنا من ينادي:
ـ مرحباً....... انسة ماجدة .....آنسة ماجدة
فالتفتت الى مصدر الصوت فرأيت ( مفيد ) يلوح بيديه لي
فتوقفت قليلاً وبعدها واصلت المسير انا ومريم،
فقالت مريم:
ـ توقفي ربما يريدك .....
ـ لن أتوقف وسأرى ماذا سيفعل ....
فلحق بنا وهو يتخطى الناس والأطفال ، حتى لحق بنا.....
...................
اخوتنا الأفاضل
ماذا يريد ( مفيد ) من ( ماجدة ) بعد الذي حصل
له منها من لوم وعتاب وقسوة ....
فهل ستقف وتنتظره ليتكلم .....؟
أم ستهمله ولا تهتم له .....
هذا ماسيتم معرفته في الجزء 22
من
الرجوع من الذهاب .....بعيداً
تقديري لكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم..أندبها

اندبها
10-14-2017, 01:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14228.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/14229.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/f54862bdb5.html)
عندما قالت لي مريم:
ــ توقفي ربما يريدك في امر
فقلت لها :
ــ لن اتوقف ....
حتى لحق بنا فقال:
ـ لماذا تهملينني هكذا ياوردتي
توقفت ونظرت له قلت:
ـ أولاً هل تعرف هذه ( وأشرت على مريم ) ....
حتى تتكلم أمامها ...؟
فقال
ـ لا أعرف شخصيتها
ولكن طالما هي معك ، وأنتِ هنا فربما تكون ( مريام )
فضحكت مريم وقالت
ـ نعم انا مريام التى طالما أزعجتني بتلفوناتك وطلباتك ....
فردّ عليها قائلاً
ـ اطمئني فلن أزعجك مرة أخرى ، وأنصحك
أمام وردتي ، بأن تعيدي التفكير في أعتقاداتك وأفكارك
وأرجعي لبيئتك الطبيعية .....
فأستغللت الموقف وقلت له
ـ وأنت متى تطبق هذه النصائح على نفسك وترجع
لأصلك وبيئتك ودينك وتترك تمثالك الذي تعبد فيه ...
عندما تفعل ذلك ستجدني في انتظارك ...
أما وأنت لازلت تتجول هنا في هذا المكان ....
فلا حاجة لي بك .....
ـ ارجوك أسمعيني فقط وصدقيني فقد تغيرت
ليس بأقناعي بالكلام ، بل بأمر لمسته
وعشته وشعرت به حين أكون معك
فهو الحُب ياوردتي ...الحُب ولاشيء أخر ....
فأقولها لك الأن وبجانب مريام ...
أنا أحببتك ....وسأحبك طالما في رئتي هواء .....
عندما قال لي كلمة أحبك ياوردتي
قلت في نفسي وأنا كذلك احببتك يا راعي وردتك
ولكن اردت ان أبين له أكثر أن ما بيننا
هو حد فاصل بين الخطأ والصواب
وبين العشق والهيام وبين الضوء الساطع والظلام
وعندها يأتي الحد الفاصل بين الكفر والأيمان .....
ـ لاتنطقها على لسانك حتى تعرف قيمتها
فاترك الحُب جانباً وفكر ملياً في من تكون
وكيف ستكون ومن تختار وكيف ستختار .....
نعتذر منك وأتركنا نغادر
تحياتي لك .....
وتركناه وهو ينظر الينا ، بعد أن استند على طاولة
كانت بجانبه وكأنه يخاف من السقوط ....
حتى توارت خيالاتنا عن ناظرية ....
فقالت مريم
ــ أنت مُذهلة اليوم ...فموقفك مع الأستاذ ( شكري ) رائع
ولم اكن أتوقعه أبدا ، وختمتيه بكلامك مع ( مفيد )
لا اعلم ياماجدة من اين أتيتي بكل هذه التحديات
سوى تحدي قلبك وحُبك لمفيد ، او تحدي المنظمة وشخوصها
في اول مقابلة لك معهم ....!!!!!!
ـ الحمد الله يامريم ، في الحقيقة خِفت قليلاً من المقابلة
لأني لا اعرف شخصية ( شكري ) ولا كيف سأدخل عليه
ولكن توكلي على الله هو الذي سهّل لي الأمر ...
بعد أن عزفت قليلاً على وتر شخصياتهم الهشة الناقصة التكوين
بكلام غزل وتزكية ومقتطفات من التاريخ الماسوني
حتى يعلم أني لست أُمية في الثقافة ولا جاهلة لمراميهم ...
فعندما تريدين فعل شيء يامريم ، وهذا الشيء حقيقي
وصائب ومفيد ، هنا ستجدى الدعم من الله بدون ان تشعري
وهذا الذي حصل معي ....
اما ماحصل مع ( مفيد ) فأقول لك وبصراحة لقد تأكدت
من حُبه لي ....وعندما نطقها أمامك
رددت عليه في نفسي وقلت حتى انا أحبك
ـ اذا لماذا لم تظهري له ذلك مباشرة
ـ لم أرد فعل ذلك لاني لا أريد أن يعيش هذه الحالة
وهو يعلم أن الفرق بيننا كبير وكبير جداً
وهو المعتقد والأفكار....
فلن أسمح لنفسي بالأرتباط بشخص يكفر بالله ويتهكم على
معتقادتنا الأسلامية ....
فان أرادني فسوف يجعله كلامي يتغير ويتبدل
ويرجع لطبيعته التى احببته من خلالها ....
ـ ما شاء الله عليك ياعاشقة
أبدعتي.... ففخراً لوالديك بك ....
ـ على ذكر الوالدين كيف حال عمي ( يوسف )
ـ نعم الم أخبرك ماذا حصل لي معه ....؟
ـ لا لم تخبريني يامشاكسة
ـ عند مغادرتنا من حديقة الجامعة ورجعت الى بيتنا
كُنت في حالة تشبه حالة العروس التى ستدخل الى بيتها الجديد
وتلاقي زوجها من فرط الأرتباك والحيرة في كيفية التصرف معه
فاثناء دخولي للبيت ، وقفت في الصالة
وبدأت بالبحث عنه بالنظر لجميع زوايا وأركان البيت
لعلى أراه ....فالمعتاد في هذا الوقت يكون متواجد
في البيت وينتظر وصولي لتناول
الغذاء التى تُعِده عمتى ( نزيهة )
التى تقوم بخدمتنا اثناء غيابي أو انشغالي
وعمتى هذه اكبر سناً من والدي ، وهي تحبه جداً
وبالرغم من التزاماتها الخاصة مع أسرتها ، الا انها
ترفض جلب ( خادمة ) لبيتنا بحجة ، ان أخيها ( والدي )
لايحب اكل الخدم ولا يثق فيهم ..
فكانت تأتي لأعداد وجبة الغذاء فقط ، اما باقي الوجبات
فأعدها انا ، وأحياناً يأتي لنا أبي بوجبات جاهزة ...وهكذا
هنا تذكرت اخي أحمد عندما أتصل بالأرقام التى اعطيتها له
فمن ضمنها سيدة ردت عليه ....
وهي التى أتصلت بها مريم
عند أتصالها بمفيد ليلاقيني في الحديقة ..
وأستكملت مريم كلامها قائلة:
ولكن اليوم لم أراه ، ربما كان في عمله او تأخر
وأنا واقفة في مكاني ، إذ بعمتي ( نزيهة ) تأتي
من أتجاه المطبخ ،
ــ مرحب مريام حبيبتي
ــ مرحب عمتي الجميلة ....وأطلقت ضحكة
أأأنا جميلة يامجرمة ......؟
( كانت تناديني بالمجرمة تحبباً لاني أشاكسها دائماً )
ــ نعم انت جميلة وفخراً لزوجك ان تحصل عليك
ــ مريام حبيبتي ماذا حصل لك اليوم اراك سعيدة ومبتهجة
لماذا لاتذهبين لحجرتك كالمعتاد حتى يأتي والدك ....؟
ــ لا ياجميلة لن أذهب وسانتظره هنا فقد أشتقت إليه
ـالله اكبر ماهذا الكلام الذي أسمعه
من أين لك هذا الصبر على انتظاره
وعدم طلب طعامك في حجرتك ...؟
ـ من اليوم ياجميلة ....من اليوم .....
ونحن في هذا الحوار إذ دخل والدي ، فلمّا رأيته
ارتجفت وتصرفت كالطفلة بكل
معنى هذه الكلمة وهرعت في إتجاهه
بعد أن رميت حقيبتي في مكان وقوفي ...
فلمّا رأي والدي تصرفي هذا لم يشأ الا أن يلاقيني بنفس
الطريقة فرمى حاجياته بما فيهم بعض
مستلزمات الطبخ على الأرض
وأتي لي ، فقفزت في حضنه وأنا أصرخ وأقول
ــ احبك ابي ..أحبك أبي ...سامحني فلم أكن أنا
وبدأت الدموع تنهمر وكأنها كانت مُعتقلة في حصن منيع ...
فما كان منه الا ان انبهر من تصرفي هذا
وضمني الى صدره وبدأ يلف بي وهو يقول
ــ نعم اعلم انك تحبيني وانا احبك حبيبتي فانت طفلتي مهما
حصل وبدر منكِ ، فانت في نظري طفلتي
وستكونين حتى وأن بلغت من العمر عتياَ
ولكن مالذي حصل لك هذا اليوم ....
هل دخل العِشق لقلبك
ام ماذا ....لتكوني سعيدة بهذا الشكل ....؟
ــ نعم أنا عشقت وأحببت وساجدد عشقي وحُبي لك انت وحدك
فقد اهملت نفسي وأهملتك ولم اقدر مافعلته من اجلي ....
فسامحنى وأعلم انني لن اكون الا كما تريدني أن اكون ...
هنا والدي لم يتمالك نفسه وهويغمرني بأحضانه
فبكى بصوت ، وعندما نظرت الى وجهه
وجدته يبتسم بالرغم
من دموعه .....
هنا علمت انه سعيد جداً
ففي هذا الخِضم رأيت عمتي ( نزيهة )
من بعيد تمسح في عيونها
وأضن انها كانت هي أيضاً تبكي ....
عندها اخذني أبي وانا لازلت امشي ملتصقة بحضنه
الى الصالة وجلس ، وجلسنا وقال لي :
انا فخور بك وبسعادتك ، فهذا الذي أريده ان يكون
فلم أستطع ان أسعدك واجعلك سعيدة ، مثلما انت اليوم
ونظر الي عمتي وقال
ــ يانزيهة أعدي لها طعامها
المعتاد وأرفعيه لحجرتها
فقلت له
ــ ليس بعد اليوم من اكل في الحجرة او في زوايا البيت
الا وأنت معي ، حتى في حجرتك
فأنطلق ضاحكاً مع عمتي ...
ــ وقال ربنا يكرمك ويسعدك ويحفظك من أسوى مخافوك ...
هنا تكلمت بعد ان صاغت ( مريم ) ماحصل مع والدها
بطريقة جعلتني ابكي من فرط الموقف الشاعري
بين الأب وأبنته .....فقلت:
ــ ما شاء الله عليك ياطفلة ، هكذا أريدك
أرأيتي كيف أدخلت السعادة لقلوب من أحبوك ....
فكسبتي مرتين في آن واحد ، كل ذلك بتصرف طبيعي سلس
مرة كسبتي قلب والدك وأشعرتيه بمدى اهتمامك به
وكسبت الأجر والثواب من الله على طاعته ....
ــ نعم صدقتِ ، الحمد الله على كل حال ...
فلم ندري بأنفسنا الا ونحن في
المحطة المخصصة لسيارات الأجرة
فركبنا ، وهذه المرة أردت أن ادفع ثمن تعريفة نقلنا ...
وبعد وصولنا لمشارف الحديقة أنفصلنا وودعت مريم
ورجعت للبيت .....
وأنا اردد وأقول الحمد الله الذي تتم به الطيبات ...
ــ السلام عليكم يا اهل البيت
فردّت امي قائلة
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يااحد سُكان هذا البيت
وأطلقت ضحكة لطيفة ...
فقبلتها ، وجلست بجانبها في المطبخ
ــ ماما
ــ نعم حبيبتي أني جائعة جداً
ــ أعلم أنك جائعة فان أردتي سأعُد لك بعض الفطائر
التى أعددتها لأخوتك هذا المساء
وإلا انتظري طعام العشاء مع والدك ...
ــ لابأس اعطيني قليل من الفطائر ، سأصبر بها نفسي
وفي العشاء سنلتقي ....
فاستأذنت للذهاب لحجرتي
واستلقيت على السرير وانا مغتبطة وفرحة
ليس بنجاحي في مقابلة ( شكري ) بل بشعور مفيد نحوي
وشجاعته في قول مايريد للطفيليين وفي عُقر دارهم
والتصريح لهم بحُبه لي ...
وأيضاً بتصريحه الذي رددت عليه في نفسي
حين قال أحبك ..أحبك ...ياوردتي ...
ــ ماجدة ...ماجدة ...انا جيهان
وجيهان هذه هي أختي وهي طالبة في الشهادة الثانوية العامة
ــ تفضلي جيهان ..ادخلي ....
فدخلت اختى وقالت :
ــ ماجدة انت اكبر مننا وبالتالي نرجع اليك حينما نحتاجك
ــ تفضلي فانا اختك والذي يهمك يهمني
ــ اريد أن اقول لك على امر ،
بشرط ان يبقى سِراً بيني وبينك فقط
حتى ماما لا اريدها أن تعلم ...
..............................
أخوتنا الكرام
ماذا تريد ( جيهان ) من اختها ( ماجدة ) في هذا الوقت
وماهو الامر الذي جعلها تقول لها لاتخبري ماما بهذا الامر
هذا ماسيتم التعرف عليه في
الجزء الثالث والعشرون
من
الرجوع من الذهاب .....بعيداً
تقديري وامتناني وشكري لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها

آفراح
10-15-2017, 01:26 PM
جزء رائع وفيه احداث ممتعة جدا
مبدع كاتبنا الرائع في سرد القصص
تحية

اندبها
10-15-2017, 07:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14482.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/14483.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/8faa9459e6.html)

فلما واجهتني ( جيهان )
برغبتها في التحدث معي
في الحقيقة ساورني الخوف قليلاً ،
فقمت من سريري وجلست ، فجلست بجانبي وهي مطأطية الرأس
هنا ازداد خوفي من ان هناك مشكلة وقعت لها
ولا أستطيع أن اساعدها ....
ــ تفضلي ماذا حصل لك .فقد قلقت عليك...
ــ لاتقلقي ماجدة ، فقد حدث لي امر وقد تكرر مرات عِدة
ولا أعرف كيف أتصرف فيه
ــ تكلمي بدون مقدمات مالاأمر....؟
ــ في طريقي للمدرسة شبه كل يوم يعترض طريقي
شاب يسكن مقابل الحديقة ، ويترصد لي في الطريق
ويحاول ان يتكلم معي دون البنات اللاتي مكُنّ معي
وبالتحديد كان ينادي ويقول اريد ان اكلمك ياجيهان
وأستمر الامر على هذا الحال
فكنت لا اعير له اهتمام ، وأستمر مع زميلاتي
لاننا نعرف التحرشات والمعاكسات المنتشرة في صفوف الشباب
وبالذات للطالبات اللاتي مثلنا في الثانوية
بحُكم اننا صِغار في السن ومن السهل الضحك علينا ...
ــ نعم اكملي فماذا حدث .....؟
ــ وأخرها امس حين عودتي من المدرسة فاستوقفني وقال
اريد ان اتحدث معك لاني احبك وأيدك أن تكوني صديقيتي
وإن رفضتي ، ساكلم اخيك احمد ، لاني اعرفه
وأقول له أن أختك جيهان لها العديد من الصداقات مع الشباب
فلما قال لي ذلك ، خفت كثيرا
وتركت الامر وقلت لعله قال هذا الكلام من باب المعاكسة
ولكن تكرر الامر اليوم وقال نفس الكلام
فقررت ان أقول لك اولاً لترشيديني كيف أتصرف ولمن أشكوا
ــ اولاً ياجيهان خيرفعلتي في عدم الاهتمام به وبكلامه
ولا بتهديده لك فطالما انت نظيفة وبريئة فلا تخشي الا الله فقط
وثانياً خيراً فعلتي أيضاً في
عدم اخبار والدتك او والدك او حتى اخيك
فلوا تم أخبار اخيك لذهب أليه ولأصبحت مشكلة كبيرة ...
ولكن اريد أن سألك وتجيبي بصراحة
ــ نعم تفضلي
ــ هل أنت بالفعل رافضة لمقترحاته
في التنزه معه واتخاذه صديق لك
أم موافقة على ذلك ، وتخشين تهديداته ...؟
ــ انا رافضة اصلاً أسلوبه في الكلام معي وطريقته الوقحة في ذلك
وثانياً لا احب هذه الامور لاني لازلت صغيرة عليها
ولا اريد ان أقحم نفسي في هذه المجالات ...
ــ بارك الله فيك هكذا أريدك ان تكوني
ولكن الحل سنفعله الان ....
ــ ماذا ....ماذا قلتي ....الأن ....كيف .....؟
ونحن على مشارف صلاة العشاء ....وفي الليل ..كيف ....؟
ــ لاتخافي وقولي لي هل تعرفين المكان الذي يسكن فيه
وأسمه ....؟
ــ بالنسبة للمكان اراه دائماً بقرب مقهى صغير مقابل الحديقة
وأما أسمه ، فقد سمعت مرة من المرات احد يناديه بأسم عادل
ولا اعرف هل هو أسمه او أسم غيره ....
ــ تمام نقول لامك الأتي
سوف تذهبين لصاحبتك وأنت معي لأستعارة كتاب او شيء تحتاجينه
وبعدها نذهب الى حيث يقف وسنري مايحدث
ــ ولكن ان سمعت ماما او بابا او اخي بالامر ...ستكون مشكلة
ــ لاتخافي فسنحل المشكلة من أصلها ولا يسمع بها احد ...
ــ حسناً ساذهب لأعد نفسي
وأنتظرك عند ماما
ــ حسنا أذهبي وسالحق بك
فقمت من سريري وقلت في نفسي ماهذا الذي يحدث
لبنات بيتنا هذا ، الكل يحبهم ويتمنى الجلوس معهم ....؟
ــ السلام عليكم ماما
ــ وعليكم السلام ما الامر نراكم مع بعض
ــ نعم ماما سنذهب انا وماجدة
لصديقتي لأستعير منها كتاب مهم ...
ولن نتأخر ....
ــ حسناً لابأس طالما اختك ماجدة معك ....
فخرجت انا وجيهان وذهبنا الى المكان الذي قالت لي عنه
فرأيت شباب يجلسون في مثل هذه الساعة من الليل وهناك الكثير
من العائلات في الحديقة....
فقلت لها
ــ هل تستطيعين أن تحددي اين هو من بين هؤلاء الشباب
نعم ...هو الواقف هناك في ركن المقهي
ــ حسناً انتظري هنا في الحديقة مع العائلات وساعود لك
فذهبت فوجدت المقهي مزدحم بالزبائن من النساء والرجال
فوقفت وحددت الهدف وأتجهت صوبه
فلاحظت شاب فيه القليل من الوسامة ويمسك بيدة لفافة تبغ
ويمجها بأستمرار خوفاً عليها من الانطفاء ...
ــ مرحب أنت اسمك عادل
ــ نعم انا هو ....( وبدأ يتفرس فيّ وكأنه يعرفني )
هل اعرفك من قبل ،
ربما أعرفك ....نعم ...نعم ... أنت أخت أحمد
اليس كذلك ...؟
ــ نعم انا أخته وأخت جيهان أيضاً
أذا أنت تعرفنا ...؟
ــ نعم اعرفكم فانتم جيراننا ،
حتى وأن كُنتم تسكنون بعيداً عن بيتنا
ــ يااخي عادل فطالما نحن جيران ، فهذا يعني
اننا عائلة واحدة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول
حق المسلم على المسلم ست ،
قيل ماهي يارسول الله...؟
فقال :
إذا لقيته فسلّم عليه ، وإذا دعاك فأجبه
وإذا أستنصحك فأنصح له
وإذا عطس فحمد الله فشمّته
وإذا مرِض فعده ، وإذا مات فأتبعه ) رواه احمد في صحيحه
إذا فهناك حقوق على المسلمين ، فمابالك حين يكونون جيران
فالله سبحانه وتعالى يقول
عن الجار والاحسان إليه ....
﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ

وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ

إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ﴾ النساء36
فنحن يا أخي عادل جيران ....
فهل يستحق الجار من جاره الأحسان
أو الأهانة والظُلم والتعدي ...؟
فهل انا مخطئة .....؟
هنا رأيت منه بادرة خيرة وهو حين سمع بأسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
رمى بلفافة التبغ وقال اللهم صل وسلم عليه
ــ اذا نحن لسنا مختلفين من حيث المبدأ
ــ ماذا تريدين بالضبط ...
ــ نريدك ان تُحسن لجيرانك وتحترمهم وتقدرهم
كما يقول الله ورسوله ....أليس كذلك ....؟
ــ وماذا فعلت لتقولي لي هذا الكلام والأن بالذات ......؟
ــ الذي فعلته أنك ضايقت اختي جيهان وهددتها ، وهذا امر
غير صحيح ، فأصدقني القول هل عندك اخوات
ــ لماذا تسألين ....؟
ــ اجب عن سؤالي
ــ نعم عندي اثنين كِبار احدهم تدرس والثانية تشتغل في البلدية
ــ وهل ترضى أن يعاكسهم احد
او يهددهم ان لم يرضخوا لمطالبه ...؟
هنا فزع وتشنج وقال
ــ انا لم اهدد احد ولم اعاكس احد
ــ بلى أنت هددت أختي جيهان
والبنات الذين كانوا معها شهود على ذلك
فهل تنكر ....؟
هنا طأطأ رأسه وقال
لا أنكر ذلك ، فقد كان مجرد كلام فقط ولا أعنيه ...
ــ اسألك سؤال اخير
ــ هل تعرف أحمد اخي .....؟
ــ نعم أعرفه ولا أعرفه .....
ــ كيف تعرفه ولا تعرفه....؟
ــ اعرفه لانه ياتي هنا احيانا مع أصحابه ويجلسون ولاهم لهم
الا الحديث عن كرة القدم او التفرج على التلفزيون فقط
ولا أعرفه لانه لايخالط المدخنين او الذين يتعاطون الممنوعات
هنا سُعدت بهذا الخبر بأن أخي شاب شبه مستقيم
ولاخوف على خروجه مع أصحابه مرة ثانية ...
ولماذا تسألين عن علاقتي بأحمد
ــ أسأل لانك صاحبه أو على الأقل تعرفه
فهل ترضى لأختك أو أمك أو زوجته ،
أن يُعاكسها أحد أصحابك أو يهددها....؟
فالمفترض أن أصحابك هم من يحمون شرفك في غيابك
اليس كذلك ....؟
ــ نعم صحيح وانا أسف وأعتذر منك ومنها أيضاً
ولن أسمح لنفسي أو لاحد من المساس ببنات جيراننا
ــ هل تعدني بذلك أم هو مجرد كلام فقط....؟
ــ أعدك وأسأليها أن ضايقتها مرة أخرى ...
ــ هل تعلم بأن اخي احمد لو سمع مافعلت ، لجمع أصحابه
ولفعل في من تعرض لأخته أشياء لاترضاها أبداً ....؟
ــ نعم اعلم ذلك فأصحابه رياضيين ويحبون الرياضة ...
ــ والأن اذهب حيث ماكنت جالس مع اصحابك
وسأنهي هذا الامر ولن اقول لاحد ....
وربنا يهديك ويُصلح حالك ...
وانصرفت من المكان ورجع هو الي
ما كان عليه مع اصحابه في المقهى
فرأيت اختي جيهان تتجه نحوي
وهي تقول
ــ اخبريني ماذا حصل معك ....هل انتهت المشكلة ....؟
ــ نعم انتهت والحمد الله ،
فهذا الشاب حاربته باخواته وأمه وعائلته
وقد ذكّرته بالله وبحقوق الجيران ...
فقد نجح الأمر .....والحمد الله
ومرة اخري اختى جيهان لاتذهبي للمدرسة بمفردك
بل مع زميلاتك وأن لم تجدي فسيأخذك
اخيك احمد في طريقة الى مدرستك
ورجعنا للبيت وأنتهت المشكلة
فقالت جيهان لي ونحن في البيت
ــ ماجدة انت رائعة ويُعتمد عليك ربنا مايحرمنا منك ...
ــ وغداُ ان شاء الله أخبريني بما يحصل معك
والأن دعينا نذهب لماما ونساعدها
ونجلس معها قليلاً .....
وبعد أن اجتمعنا وتناولنا العشاء مع الوالد
صعدت لغرفتي بعد أن قمت لصلاة العشاء
وأخذت مذكرتي وكتبت ماحصل معي اليوم بكامله ....
ونمت ، فدماغي لايستوعب ولايستطيع أن يفكر في شيء
وفي صباح اليوم التالي
ايقضتني امي بعد جهد من الطرق على الباب
حتى أستيقظت ، من فرط التعب الجسدي والنفسي
فتناولت الفطار وكالمعتاد قررت عدم الذهاب للجامعة اليوم
لاني تعبه جداً ، ومرهقة ولا أستطيع حتى حمل حوائجي
ــ ماما
ــ نعم ماجدة
ــ اليوم لن اذهب للجامعة وأحس بتعب وأريد أن ارتاح
فربما أتصلت بي أحد زميلاتي فقولي لها انها نائمة
وهذا هاتفي خذيه معك ....فلا أريد أي ازعاج منه....
وصعدت مرة ثانية وقذفت جشتي على السرير ونمت
حتى صلاة الظهر ، فسمعت الاذان ، فقمت للصلاة ثم عاودت النوم
وفي المساء نزلت وجلست مع الاسرة وتسامرنا جميعاً
ــ ماجدة
ــ نعم جيهان
ــ الم تساليني ماذا حدث اليوم اثناء ذهابي للمدرسة
ــ نعم لقد نسيت ماذا حدث....؟
ــ لقد رأيته من بعيد ولم يكلمني كالمعتاد
بل ألتفت الى ناحية اخرى وكأنه لم يراني
فأستغربوا زميلاتي من هذا التصرف وقالوا:
جيهان ماذا حدث لعادل ماذا اصابه كي لا يشاكسك كالمعتاد...؟
لا اعلم ربما هداه الله وعرف اني مثل أخته ....
فقالوا :
ونِعم بالله ....
ــ الحمد الله ياجيهان ان الامر انتهى وهو على وعده
فحافظي على نفسك ولا تتركيها مطية لمن لايقدر قيمتك
وحين ياتي الوقت في المستقبل ستجدين من هو اهل لك ...
فواجبك الان هو الدراسة ثم الدراسة ثم الدراسة ولاشيء اخر ..
ــ نعم ماجدة ....
ونحن في هذا الأمر أذ أتت امي وقالت
ــ ماجدة لقد نسيت فقد اتصلت بك
واحدة أسمها مريم أكثر من مرة
وقالت لي ارجوك ياعمّة ايقضي ماجدة فاني اريدها لامر هام
فقلت لها انها نائمة ولاتستطيع أن تكلم احد...
فاخذت منها الهاتف وخرجت من الصالة
وأتصلت بمريم......
................
أخوتنا الكرام
لماذا اتصلت مريم بماجدة وبألحاح
وماذا قالت لها بعد الأتصال بها
والذي سيجبر ( ماجدة ) الخروج ليلاً من بيتها
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الرابع والعشرون
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري وامتناني لكل مُتابع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ....اندبها

اندبها
10-16-2017, 05:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/14550.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/14551.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/f01834b959.html)

قالت امي بعد ان رأتني :

ــ ماجدة لقد نسيت فقد اتصلت
بك فتاة تقول انها زميلتك أسمها مريم أكثر من مرة

وقالت لي ارجوك ياعمّة ايقضي
ماجدة فاني اريدها لامر هام

فقلت لها انها نائمة ولاتستطيع أن تكلم احد...

فاخذت منها الهاتف وخرجت من الصالة

ــ السلام عليكم مريم ....ماذا حصل هل طلبتيني

ــ وعليكم السلام ، اعتذر عن إزعاجك ، فقد أتصلت

في الصباح ، فقالت لي أمك انك نائمة وتعبه

ــ المهم ماالأمر ....قد قلقت ماذا حصل لتتصلي وتلحي

ــ الحقيقة ياماجدة هناك خبر ،
وأعتقد أنه يهمك ، فقلت لابد

أن اعلمك به ،

ــ ماهو الخبر بسرعة ...لماذا تماطلين بالآمر...؟

ــ الخبر يختص ب( مفيد )

ــ ومادخل مفيد بأتصالك ولهفتك للتحدث معي ...

كما قلت لك مساء امس هذا المُسمى ( مفيد ) لايهمني ....

ــ أعلم أنكِ قلتِ لايهمك ، ولكن عندما تسمعين الخبر

ربما يهمك ....

ــ هاتي ماعندك

ــ مفيد منذ مساء أمس وهو في المستشفي

ــ ماذا في المستشفي ....يا الله ....ماذا حصل

هل قتلوه...هل دبروا له مكيدة فأودة بحياته .....هل....؟

ــ انتظري ....انتظري لم يقتله أحد ، بل أنت قتلتيه ...

ــ أأنا قتلته ....كيف ذلك
أرجوك أشرحي لي ماذا حصل له

ــ عندما غادرنا امس من لقاء الاستاذ ( شكري )

وتركنا ( مفيد ) واقف ونحن أنصرفنا ....

قالوا شهود العيان الحاضرين للموقف

أنه بعد لحظات من انصرافنا ، سقط مغشياً عليه

ولم يدري به أحد الأ بعض رواد النادي لمعرفتهم به شخصياً

فتم تبليغ الاستاذ ( شكري ) بالهاتف

بعد أن تم نقله للمستشفى

ــ اسمعي ....أسمعي ....لاتكملي

في أي مستشفى هو الأن

ــ هو في المستشفي المركزي ،
ويتطلب الأمر ركوب حافلة

أو سيارة اجرة ....

ــ حسناً سأذهب هناك حالاً

ــ ولكن ياماجدة لم يبقى على غياب الشمس الا ساعة ،

فهل توفقين في الوصول والرجوع لبيتكم

والأ اتركي الأمر لغداّ صباحاً .....

ــ لا...لا....سأذهب الآن ....

ولكن قبل أن انهي المكالمة اريد أن أسأل

من الذي أبلغك بهذا الخبر ....

ــ الذي أبلغني به هو الأستاذ ( شكري ) الذي بدوره أبلغه

والد ( مفيد ) الذي طلب ممن يعرفون أبنه ، في أن يتصلوا

بماجدة .....

ــ مع السلامة الأن وأراك لاحقاً

وعندما سمعت الخبر وقعت مباشرة على ارض الصالة

فتحاملت على نفسي وزحفت حتى وجدت كرسي فجلست فيه

فسمعوا اخواتي صوت الوقوع ، فأسرعوا في أتجاهي

وقالت اختي جيهان

ــ ماذا حصل ماجدة ، أن شاء الله خيراً ...من الذي مات

ماهو الخبر الذي جعلك تقعين ...؟

ــ أين أخي أحمد ، أريده حالاً

ــ أحمد في حجرته ويستعد للخروج كالمعتاد مع أصحابه

ــ نادوا لي عليه ، أريده حالاً

فلما جاء أحمد قال لي:

ــ مالامر ماجدة ....لماذا طلبتيني ....ماذا تريديدن ....؟

ــ أحمد لي استاذ أعرفه جاء خبر
مرضه وهو في المستشفي

فهل تذهب معي لنزورة لمدة دقائق ونرجع، فلا أستطيع

أن أذهب بمفردي ، فالغروب يقترب ....

ــ ولكن بشرط أن لا نتأخر ...

ــ حاضر أخي ....

فلبست ملابس الخروج وانطلقت انا واخي أحمد

لمحطة ( سيارات الاجرة ) وركبنا إحداها

فقلت للسائق

ــ المستشفي المركزي من فضلت .....

وفي الطريق ، لم أجد ما
أسعف به نفسي الا ماسمعته من مريم

اثناء قولها ، والد (مفيد ) هو من
أتصل بالأستاذ ( شكري ).....؟

فكيف يعرفني والد ( مفيد ) ومن أبلغه بأسمي حتى يطلبني ...؟

ولماذا وقع ( مفيد ) وأُغمى عليه.....؟

وهل طلبني ( مفيد ) بالأسم ام هو مجرد تخيل ( مريم )

في محاولة لتقريب المسافة بيني وبين ( مفيد )

لانها تعلم انه يحبني ، وأنا صرّحت لها بحبي له .

ومع ذلك صددته....

فلماذا كل هذا.....؟

يارب سلّم ....يارب سلّم ...اللهم إهديه الى سواء الصراط ...

فنزلت دموع دافئة دفء مشاعري تجاه ( مفيد ) ..

فلاحظ اخي احمد الدموع فقال:

ــ ماجدة ...ماجدة.....أين سرحت

ماهذه الدموع ....كأني بهذا الأستاذ له مقام رفيع عندك

حتى تبكين لأجله ...!!!!!

فلم أفق الا على صوت أخي أحمد وهو يعلمني بقرب الوصول

للمستشفي ....

فقلت لاخي

ــ نعم له مقام رفيع عندي ....

واثناء توقف ( سيارة الأجرة ) أمام مدخل المستشفي ،

لم أدري بنفسي الا وانا اجري ، تاركه ورائي اخي احمد يدفع لصاحب

السيارة أجرته ....

ــ انتظري ماجدة ...انتظري ...

لم اهتم لمناداة اخي احمد ، حتى وصلت للأستعلامات

ــ فقلت لهم أن هناك مريض
أسمه ( مفيد ) في أي قسم هو

هنا وقعت في حيرة من أمري...حين سألتني موظفة الأستعلامات

عن أسم والده ....فقالت:

ــ نعم مفيد أبن من ...يآنسة نريد أسمه بالكامل .....

فلم أدري ماذا أصنع الا أن قلت:
أنا طالبه عنده واسمي ماجدة

فنظرت لي نظرة لم افهم مغزاها وهي متجهه نحوي بشكل

فيه من الأستغراب او الذهول ....

حين رفعت رأسها قليلاً وخفظته قليلاً وكأنها تشير لاحد من ورائي

بالموافقة على امر ما ....

فجاء صوت جهوري رزين هاديء :

ــ نعم آنسة ماجدة من هنا تفضلي ....مرحباً بك

كُنّا ننتظرك منذ صباح اليوم ....

فنظرت إليه ، وأنا مُستغربة من تصرفه وتصرف موظفة الأستعلامات

في كيف تسمح لي بالدخول ، بالرغم من انني لم أقول لها

الأسم بالكامل ، ومستغربة أيضاً من هذا الرجل الذي

أومأ لموظفة الأستقبال بأن توافق على السماح لي بالدخول

فسألته ....وقبل ذلك قال لي أخي احمد

ــ إذهبي أنت بمفردك وأنا انتظرك هنا في الأستقبال ...

ــ من تكون أستاذي الفاضل .....؟

ــ انا الاخ رأفت والد ( مفيد )

ــ مرحباً بك عم ( رأفت ) كيف حال مفيد الأن...؟

ــ لا أعلم فقد تركته منذ الظهر ، وذلك لانتظارك هنا ....

ــ انتظاري انا.....؟

ــ نعم ....

هنا خالجني شعور لا أعرف بماذا أوصفه

فلهفتي للأطمئنان على مفيد ، وخوفي عليه ، وقلقلي

من ان يصيبه مكروه ،
هذا الشعور والاحساس لم يكن شفيعي

حتى امام اخي لاظهر له
دموعي ولهفتي على مريضي ....

بل هناك شعور آخر هو من فعل بي هذه الأفاعيل ....

وهو نفسه الشعور الذي جعل
والد ( مفيد ) عمي ( رأفت )

ينتظرني على باب المستشفي منذ ساعات

فهل انا مهمة لهذه الدرجة ، ......

وفي الطريق للمصعد ، قال والد ( مفيد )

وهو ينظر لي نظرة حادة ،
وكأنه يعاتبني على تأخري للمجيء

وفي ثواني يغير هذه النظرة بعد أن مزجها بابتسامة هادئة

مع ميلان برأسه على اليمين وإرتفاع حاجبيه علامة الأستغراق

في التأمل وكأنه وجد اجابة على تساؤل حيّره ....

ــ إذا انت الآنسة ماجدة

فأرتبكت قليلاً وبعدها تمالكت نفسي وقلت له

ــ أنت ياعم ( رأفت ) تنظر اليّ وكاني فعلت أمراً مشيناً لأبنك

فلم أفهم نظرتك لي

هل هي استنكار أو إعجاب
أو أستغراب أوعدم تصديق ....؟

لذلك أقول لك ،سازور ( مفيد ) واطمأن عليه

فلم أعلم ماحلّ به الا منذا ساعات فقط ....

وساغادر فوراً ، فصحة مفيد تهمني جداً ، كما تهمك انت

فلا داعي لأستفزازي بنظراتك ....!!!!

هنا رأيته يبسم ويُظهر لمعان أسنانه المرصوفة والتى تلائمت مع

قيافته المُرتبة وكأنه أحد رجال الأقتصاد

والتى تُنبيء بعمره التقريبي الذي يناهز العقد السادس ...

ــ قد صدق أبني في ما يقوله

نعم لقد صدق ......!!!!

وقبل أن افهم ماذا يقصد بقوله لقد صدق أبني

وجدت نفسي أمشي بعد أن وصلنا
للقسم الذي فيه ( مفيد )

وعند وصولنا للركن الخاص بالنزلاء

دفع الباب بيده تاركاً المجال لي للدخول ....

فدخلت وكل جسمي يرتعش ومفاصلي تفككت عن مواضعها

وأصبحت تتحرك اللا إرادياً مني

ومن يراني من بعيد يقول أن بها عيب في مشيتها ...

من فرط رهبتي ، من المكان اولاً ومن المحيطين بسرير

لم أتبين بعد من الراقد فيه ...

فحول السرير تجلس سيدة تقريباً في العقد الخامس من العمر

مُحجبة بطريقة عصرية ،وتظهر خصلات من شعر رأسها

وبجانبها فتاة عادية الملامح والملابس ، ترتدي

جلباب طويل وتضع ( إيشارب ) على رأسها بدون ظهور

لخصلات الشعر ، ومن ملامحها تتبين أنها مُحافظة

ومن الناحية الأخرى ، رجل أعتقد أنه الدكتور الخاص به

وبجانبه فتاة وهي ممرضة تمسك بعض الأدوات والأوراق بيدها

فاقتربت منهم لأتبين ( مفيد )

فلمّا رأتني السيدة الجالسة ، زادت من حِدة توتري

بوقوفها مُرحبة بي ، بعد أن سمعت والد ( مفيد ) يقدمني ويقول

هذه هي الآنسة ماجدة ياسادة

وألحقها بأبتسامة تقترب من الضحك الخفيف ....

كل ذلك ولم أنتبه للراقد في السرير ...

لأني وقفت متسمرة في مكاني وكأني إستأذن من الحاضرين

لرؤية الراقد في السرير ...

ــ السلام عليكم

فردّت السيدة وقالت

ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تفضلي أبنتي ...تفضلي ...

فسلمت عليها وانا أنظر لها من ناحية ومن ناحية اخري

أسرق بعض النظرات للراقد ( مفيد )

فتشجعت وقلت

ــ مابه الأستاذ ( مفيد ) ...ماذا حصل له ....

كيف حصل له ذلك...ومتى كان ذلك ....؟

.....................

إخوتنا الكرام المُتابعين

بعد أن وصلت للحجرة التى فيها ( مفيد )

لاحظت الكُل ينظر اليها وكأنها المُنقذ لأبنهم

فهل ستنجع في جعله يتكلم ويتواصل مع أهله

أم أن المشكلة أصبحت أكبر وأكثر مما تتوقع ....؟

هذا ماسيتم معرفته في الجزء الخامس والعشرون

من

الرجوع من الذهاب ....بعيداً

تقديري وشكري وامتناني لكل مُتابع لهذه الرواية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم....اندبها

اندبها
10-16-2017, 11:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/14560.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/14561.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/65df6f51b8.html)
وأنا أقترب منه ، فلما رآني الدكتور ملهوفة على رؤياه

تنحى جانباً وترك لي المجال لأتمعن في من سرق قلبي

فعذبته وقتلت فيه المشاعر ، كل ذلك ليرد لي أنفاسي

التى خطفها بأدبه وخُلقه وطيبته وأيضاً بوسامته ...

فلم اتبع مع أسلوب الحُب والهيام لأرجاعه عن غيه...

بل كُنت قاسية عليه قسوة الزمن على إطفال امتنا في الحواري

والأزقة ، فلم أُربت على كتفيه لاطمأنه بأني معه وله

بل صددته ، وحاربته ، وقررت في فترة ما ، أن أطمسه من الوجود

والذي أسميته الطفيلي البشع ....

فلما تمعنت في وجهه وخصلات شعره تنزل على وجهه

كنت اتمنى ان أرفعها بيدي لاري تلك العيون التي ساهمت

في ذبولها ....فسبقتني السيدة الجالسة

فرفعت خصلات شعره ووضعتها جانباً برِقّه ونعومة

وكأنها تحافظ عليه من ان يصحوا ...

ــ مابك أستاذ ( مفيد ) ....ماذا حصل لك

أُسعد الحاضرين بكلمة تُفرحهم وتطمأنهم عليك

فانا اعرفك قوي ، فلا تهزك النكسات إن وجدت ...

وكأني لست صاحبة النكسات والمُغامرات ....

فالكل بما فيهم عمي ( رأفت ) ينظرون له وكأنهم ينتظرون

منه ان يتكلم ....

ــ تكلم أبني حبيبي ...تكلم قل شيئاً ....

ــ اخي حبيبي مفيد مابك شارد الذهن ....انت في صحة جيدة

تكلم ارجوك ....

وهنا جاءت كلمة لفظتها أخته ( عرفت أنها أخته عندما قالت أخي )

كادت ان تصعقني من فرط قوتها والتى لم

اكن اتوقعها ، من رجل مارست عليه كل أصناف الصد والهجوم

ــ تكلم أخي حبيبي ، هذه ماجدة التى تنادي باسمها

وانت في طريقك للمستشفي وحتى وأنت تحت المسكنات ...

هذه ماجدة ....انظر اليها وتكلم ....

فلماّ فهمت المعنى والمغزى ، لم اجد الا دموعي قد تحطم سدُها

فلم يعد يتحكم فيها ويحجزها لتروي صفحات خدودي ...

وأقتربت منه وأنا أبتسم وهو ينظر لي

ــ قُل شيئاً وإلاّ سأخرج ....

فلماذا تفعل ذلك باهلك الذين يحبونك ويخافون عليك ...

فلماذا تفعل بالسيدة الجالسة هنا وهي تنتظر منك كلمة

تطمئنها عنك

ماهذا العِند والعنجهية والتكبر على هذه الصفوة الطيبة

الحقيقية الغير غريبة عنك ....

حسناً لاتريد أن تتكلم ......

وساتكلم انا...

فوجهت كلامي للدكتور والذي وضع يدية على بعضهما وكأنه

ينتظر لامر ما

ــ دكتور هل تقول لنا حالته كيف هي ....؟

ــ حالته ياآنسة ماجدة هي تلقيه لصدمة عصبية شديدة ، أوقعته

مُغمى عليه ، ولا نعلم من فعل له ذلك وتحت اي ظرف كانت

ولكن الذي تحققنا منه ان اعضاءه الحيوية كلها جيدة

ولا مشكلة فيها وبالتحديد تحسنت حالته بعد الأمصال

التى أُعطيت له بمجرد وصوله ...

فحالة جسده كانت سيئة بسبب إمتناعة عن الاكل وشُرب

السوائل ولا النوم ، مما ادى بحالته للهبوط العام

والذي زاد الامر سوء هو تشنجاته العصبية بين الحين والحين

وبعد ان تم اسعافة وتزويده بالأمصال

والسوائل لتعويض النقص الحاصل ، تحسن قليلاً

فنبظه وتحاليل دمه كلها عادية ، ولم يبقى الا تجاوبه

معنا والخروج من حالة الصمت الذي لاذ بها هروباً ...

وإثناء وصوله كان يردد أسمك ويقول

ماجدة ...... ماجدة ....انتظري

وحتى الشهود من كانوا في النادي ، قالوا لنا نفس الكلام

من انه ينادي بأسم ماجدة ....

فان تستطيعوا أو تستطيعي آنسة ، أن تحادثوه

فأرجوا منكم عدم الضغط عليه ولا استفزازه ، فهو لازال تحت المراقبة

هنا علمت اني السبب ، وفي الحقيقة لم أدري هل قسوت عليه

ام من الضروري أن أقسوا عليه ليتعلم ويرجع عن غيه

ولكن قدّر الله وما شاء فعل ....

نظرت لمفيد نظرة ليس ككل النظرات السابقة من تحقير وتحدي

واستفزاز ، بل بنظرات كلها ترجوه أن يتكلم وتعِده ان يكون لها

دائماً مُحباً مُخلصاً له ....

ــ إبنتي ماجدة

فالتفتت لمصدر الصوت ، وهي السيدة الجالسة فقلت

ـ نعم ...ياخالة

ـ أنا والدته وبامكانك أن تناديني ماما

ياأبنتي لانعلم ماأصاب ( مفيد ) ولكن الذي نعلمه

انه في الفترة الأخيرة أصبح لايأكل جيداً ، ولاينام جيداً

ولا يهتم حتى بعمله مع والده في المكتب ....

حتى اصحابه لم يعد يذهب اليهم

فكان كل مساء يذهب الى مكان لانعلم اين....

( فضننت أنه كان يذهب للحديقة للبحث عني )

ثم يرجع وكأن احمال الدنيا على ظهره ....

واخر هذه الأمكنة النادي الذي تم إسعافه فيه ....

فعندما نطق بأسمك بحثنا عنك لعلك تساهمين في إرجاعه

لنا ، فلم نبرح انا او اخته او والده من مكاننا منذ الصباح

فأرجوكِ ان تساعدينا على ذلك

ـ ياخالة أو ياماما

إبنكم بخير وسيكون بخير بأذن الله

فلوا سمحتوا أن تتركونا انا وهو ووالده فقط

لبضعة دقائق ....

فبمجرد أن سمعت السيدة كلامي ، نهضت فوراً هي وأبنتها

وخرجن....فلحق بهم الدكتور والممرضة ....

فقلت لعمي ( رأفت )

ـ أرجوا أن تعذرني في طلبي مغادرة زوجتك وأبنتك

فهناك كلام أريد أن أقوله لمفيد وبحضورك أنت

لِما أعرفه عنك من رزانة وحِمية لدينك ولبلدك ولعائلتك

فالذي ستسمعه لا أريده أن يصل لوالدته أو أخته

فهذا الكلام إما سيصلح من حاله أو سيستمر

في تعذيب نفسه وتعذيبكم

وأيضاً أريدك ان تعلم من تكون ( ماجدة )

التى ربما تضن بها أنها السبب في صدمة أبنك ...

وهذا الذي سأفعله وأقوله هو السبب في حالة أبنك

ولابد أن يسمعه ، فحالته العامة جيدة على رأي الأطباء ..

ولم يبقى الا العلاج النفسي ...

ــ تفضلي أبنتي قولي ما شئتِ

فحدسي يقول انك لاتقولين إلا الصواب

كل ذلك ومفيد ينظر ألينا ولا يتكلم

لأني أردت أن أزيد من جرعات التحدي له

والتى كانت السبب في صدمته فإما أن يتعافي أو يهلك

الى الأبد ...وما فعلي ذلك الا لثقتي بالله ثم به

في أنه سيرجع كما أريد ، وطمعه فقط هو سماع

كلمة تطمأنه أني احبه

ولكن قبل ان أقولها له هناك أمر لابد من قوله

وفضّلت قوله أمام والده

كي يعرف أبنه وأتجاهاته ويعرفني عن قرب

من أنني لست بفتاة لعبت بأبنه وأوصلته لحافة الموت في المستشفي

فنظرت لمفيد وأقتربت منه وقلت

ــ الحمد الله علي سلامتك وأريدك أن تسمع كلامي جيداً

فان رضيت به ، سأبقى وأن لم ترضي فساخرج

وأصمت أنت الي يوم القيامة كما تشاء

ولن أبالي بك ماحييت

هل تعلم يا مفيد ، حين قابلتك في الحديقة لأول مرة

كنت أرى فيك الأنسان الشهم الحقيقي الغير مزيف

الأنسان الذي تربى في كنف عائلة محترمة تخاف الله وتُجله

الأنسان الراقي الذي لايهتم لصغائر الأمور

الأنسان الذي يضع نُصب عينيه الله ثم والديه ثم وطنه وأمته

الأنسان الذي لايسمح لأحد في أن يحركه كالبيدق على رقعة

شطرنج يلعب بها كما يشاء ، ولاقدرة ولاحيلة له للأنفلات من قبضة اللاعب

الأنسان الذي طمعت في أن أحبه وابني به إسرة مسلمة حقيقة

تبني ولاتهدم تُنشيء جيل صالح ولاتُساعد على نشأة جيل كاره لربه

ولوطنه ولعائلته ولمجتمعه ...

كل ذلك رأيته فيك في أول لقاء

فقد تحرك قلبي حينها ....

ولكن بعد ذلك إتضح لي أنك دُمية مثل

التى تحملها والتي أسميها ( لُعبة )

وما صدّي لك أمس مساءً ، والأيام التى قبلها

الا لمحاولة مني من تحريرك

من براثن افكارك ومعتقداتك السيئة

وقد قلت لك من قبل أن كان حُبك لي وشغفك واهتمامك بي

حقيقي ، فأرني الدليل والبرهان على ذلك

فلست مستعدة ان أبني بيت وأكوّن أسرة على أنقاض ديني

ومُعتقدي وبيئتي ووطني وأمتي ....

فلست بمثالية حين أقول هذا الكلام

ولكن هي فقط أساسيات لايمكن ان يتم التنازل عليها او تركها

فهل أنت مُستعد لفعل ذلك والتبرؤء من كل مافعلت

وامام والدك الذي احبك

ام انت لازلت كما انت ...

هنا صمت لحظة وحاولت ان أُكمل

فأستوقني والده وقال:

ـ أنت رائعة ياأبنتي ....رائعة بمعنى الكلمة

نعم والله ...لايتغير الأنسان الا بالحُب فقط

وأنا أعلم تماماً عن ماذا تتكلمين ، وقد حاولت مراراً وتكراراً

وقد تفاءلت خيراً في المدة الاخيرة

بتغير واضح في سلوكه وتصرفاته ....

ـ نعم عمي ( رأفت )

نعم أعلم أنك طيب ومُحب ، ولكن ماذا نفعل في هذا المشاكس

الذي أمامنا ...والذي لايريد أن يتكلم

وهنا أبتسمت أبتسامة ووجهتها لمفيد

وكأني أهدده ، كل ذلك لأضفي القليل من الهدوء والأسترخاء

بعد كلامي له ...كي نعطيه فُرصة في التمعن

ماجدة وردتي .....ماجدة وردتي

ـ الله اكبر ....الحمد الله ابني نطق أخيراً

نظرت اليه ووضعت كِلتا يدي على بعض وكاني لا أريد

أن ألمس شيء وقلت له

لست بوردتك .....حتى أسمعك

وإن فضلت الصمت وعدم الكلام ، فلن أسقي وردتك قطرة ماء

فلنتركها تذبل ، ولنترك البستاني يموت...

كي لا يجد مايلمس أويتمعن أويهمس لها ....

ـ وردتي ماجدة ....

ووجه نظره لوالده قائلاً

ـ الست مُحقاً يا أبي في طلبي لأحضار هذه الوردة

فأبسم والده وقال

ـ انت مُحق ولكن الورد ة ليست لك بل للأنسان الذي

ذكرته ماجدة ....فان أردت أن تكون هو

فقاومه وكُن مثله او كُن هو نفسه ...

أصابني الخجل مما أسمع من رجلين يتغزلون فيّ

وأنا صامته ....فقلت لنفسي

( مابك ياماجدة الا تستحين ، كنتي تتمني رجلاً واحد

فأصبحوا رجلين ....ماهذا الطمع ....؟)

ـ ماجدة وردتي ، اريد أن أسألك سؤال

ولا تتطلبي مني سبب قوله أو لماذا

فقط أجيبي عليه

متى سيكون أقرب أحتفال في الجامعة أو أي مناسبة

طلابية .....؟.....

.............................

ماهذا الكلام التى تريد أن تسمعه ( ماجدة )

فهل من المفترض أن يعلق على كلامها أو يرفضه

ولكن ليس بأن يسألها عن امور خارج نطاق

ماكانت تتحدث به ....وهو سؤاله عن أي مناسبة

او احتفال طلابي في الجامعة....

وسينتهي الأستغراب عن معرفة مايريده ( مفيد )

في الجزء السادس والعشرون

من

الرجوع من الذهاب ....بعيداً

تحياتي وتقديري لكل مُتابع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم...اندبها

اندبها
10-17-2017, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/14583.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/14584.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/a913a0bb06.html)

بعد أن سأل ( مفيد ) ماجدة عن أي مناسبة
سوى معرض أو أحتفال في الجامعة
ورفضه الكلام أو الرد او التعليق على ماقالته له ماجدة امام
والده ....فما كان من ( ماجدة ) أن حدثت نفسها قائلة
فأستغربت منه ذلك السؤال ، ولم أستوعب مايرمي اليه
فانا احدثه عن المشاعر وعن تغيير منهجه
وهو يكلمني عن الاحتفالات والمناسبات في الجامعة...!!!!
ماهذا الذي أسمعه ....؟
ولكن هنا دخلني شبه يأس من أن مفيد
لازال الوقت مُبكر عليه ليبتعد عن مُريديه ،
ولازال الوقت بعيد عنه ليقترب من مُحبيه ...
فشعرت بشبه إحباط .....فلم تداويني بكلمة وردتي ...
ولكن الذي فرحت له هو كلامه وانطلاق لسانه
فلم أجد بُد الا أن اجيبه
ــ نعم هناك مناسبة بعد أسبوع وهي معرض للكتاب
وفي المعتاد يحضرها كل الادباء واساتذة الجامعة
ويتم دعوى مثقفين ومؤلفين من جميع انحاء البلاد ...
ولكن مادخل هذه المناسبة فيك ....
نحن نتكلم عن امر وأنت تتكلم عن امر أخر ..!!!!
ـ لاتهتمي ياوردتي ......
وأعدك بأني لن أزعجك اطلاقاً حتى نهاية معرض الكتاب
فنادي لي والدتي واختي من فضلك
هنا نظرت لعمي ( رأفت ) قائله له
ـ نادي على الأسرة
ـ فقال لا لن أناديهم بل أنت من يقوم بذلك
لانك أصبحتِ من الأسرة .....
فخجلت مما قال وترددت ، فما كان منه الا أن دفعني برفق
للتقدم ناحية الباب لانادي الأسرة والدكتور
فتحت الباب
فوجدت والدة مفيد واضعة رأسها على يديها
واخته واقفه تنظر ناحية الباب
أما الدكتور والممرضة فلم يكونوا معهم...
ــ تفضلوا ماما
وأنت اختي ...بالدخول فالمزعج مفيد يريدكم
فأبتسمت والدته ونهظت بسرعة حتى تزاحمت مع ابنتها على الدخول
ـ مفيد حبيبي ....ماذا حصل لك...؟
ـ أخي المزعج كيف حالك...؟
فضحك مفيد وقال
ـ لو أتيتم لي بالدكتورة ماجدة منذ الصباح
لرجعت معكم للبيت بدون ضرر ولا ضِرار
فأقتربت منه والدته وبدأت في تقبيله في وجهه
وكذلك أخته ....
اما والده فنظر اليّ ومسك يدي وسحبني
على جانب في ركن الغُرفة
وقال :
ـ ياماجدة ياأبنتي أهلك وبيئتك وتربيتك فخراً لك
وفخراً من يُسعفه الحظ في ان يقترب من أسرتك
واني أعلم تماماً عن ماذا تتكلمين منذ قليل ...
ـ أعلم ياعمي ( رأفت ) اعلم انك مُحب لأبنك
وانك تحاول إصلاحه ....
ـ ولكني أخطأت كثيراً بحقه وبحق تربيته ، فأردت أن أعوض
عدم اهتمامي به ، باخته كي لاتقع في منزلق ماقع فيه مفيد
ـ أطمئن ياعم سيرجع مفيد بأذن الله
فقد لمّح لي من قبل ....
فلا تخشي شيء ....
ولكن الذي أستغرب له هو لماذا يسئل عن معرض الكتاب
ولم يعلق عن ماقلته له ولا بكلمة ....
ولكن الذي يهم الان هو خروجه من هذه الازمة الصحية
وأسعادكم ....
ـ بارك الله فيك ياأبنتي ....وسننتظر ماذا يفعل ....؟
فاخذني من يدي وأقترب من السرير فوجد أبنته
تاركه للكرسي المخصص للزوار
وجلست بجانب اخيها وتهمس له
وهو يضحك وينظر لي ....
فقلت لمفيد
هذه هي اسرتك وهذه هي حِماك وهذه هي بيئتك الجميلة
وهذه هي حديقتك الغنّاء
وهذه هي أرضك التى تُنبت الأخلاق والقيم
فحافظ عليها ....كما نراهم يحافظون عليك
فليس بينهم لاعب شطرنج ولا بيادق لاحول لها ولا قوة
بل بينهم الدفء والحُب والرأفة والسكينة والهدوء
ـ نعم ياوردتي .....
ـ ماذا قلت لها وردتي ....وانا ماذا ستناديني
قالت هذه الكلمات أخته ( فاطمة ) وهي تضحك وتنظر لي
فقال :
ـ ماجدة وردتي وأنت ووالدتي ووالدي الحديقة كلها ...
فازداد خجلي وأستأذنت في الخروج
قبلها طرق الدكتور الباب فوجد الجو الحميمي
فقال:
ماذا حصل له
ونظر لي وقال
ـ دكتورة ماجدة ...هناك مرضى أخرين مثله
فهل تذهبين معي لرؤيتهم ( وأبتسم )
فقال مفيد ووالده في نفس اللحظة
ـ لا,,,,لآ.... هذه دكتورة خاصة بنا .....
فضحك مفيد وعائلته على تعليق مفيد ووالده ....
فودعت السيدة والدته وقبلتها فهمست لي
لايحكم ابني ولايُصلحه الا أنت وسترين ذلك
ـ ابداً ياماما انت الخير والبركة
فأنت والدته وكل شيء بالنسبة له
فلايوجد أمراة تحل محل الوالدة مهما صنعت
فأكثري له من الدعاء ....
وقبلتني اخته (فاطمة ) قائلة ( وهي تمزح )
هل علمتي أختك ( فاطمة ) شيء
لعلي احتاجه في المستقبل
فقلت لها بعد أن عرفت أن أسمها فاطمة:
يافاطمة انت لاتحتاجين للتعليم
فيكفي من رآك سيدخل كأخيك للمستشفي...
فأنطلقت ضاحكة
واثناء خروجي ودعتهم ولحق بي عمي ( رأفت )
حتى أوصلني للأستعلامات
وودعني على أمل أن يلتقي بي مرة اخرى
فوجدت اخي احمد ينتظر قائلاً
ـ هذه هي الدقائق أصبحت ساعة ونصف
ـ دعنا من هذا الكلام ولنرجع للبيت
فقال عمي ( رأفت )
ــ هل تريدين أن اقول للسائق لتوصيلكم لبيتكم...؟
ـ لا...لا بارك الله فيك
فأخي معي وسوف نذهب لمكان أخر قبل البيت
فأرجع للمزعج ابنك ، وكُن معه ....
ـ بارك الله فيك وعليك وسنراك قريباً
ـ أن شاء الله ياعم .....
وودعنا ورجع للمستشفي
أما انا وأخي فأخذنا ( سيارة اجرة ) ورجعنا للبيت
وفي الطريق سالني اخي أحمد
ـ ماجدة ....مابال ملامحك تقول أنك مُبتهجة وسعيدة
هل حدث للأستاذ شيء وأفاق من غيبوبته
ـ نعم اتمني أن يفيق من غيبوبته
فهو في تحسن الان ....وهذا امر يفرحني ...
فبعد لحظات لم أحسبها إثناء وصولي أنا واحمد
بقرب بيتنا ....فنزل هو وذهب لأصحابه....
ودخلت الى البيت ....
حتى اني سلّمت على والدتي التى وجدتها تنتظرني
وصعدت لغرفتي ....
كل ذلك ...لم انتبه له ، وكانني تحت التخذير أو التنويم المغناطيسي
، فقد كُنت مشغولة في التفكير
وهذه للأسف عادتي السيئة ، في أني لا أترك للأمور
ان تسير هكذا صدفة ، فاحسب كل شيء وأُدقق فيه
حتى تكون قراراتي صائبة على قدر أستطاعتي
فا بالرغم من سماعي وإطمئناني لكلام ( مفيد )
وفرحتى بقيامة سالماً من ازمته الصحية التى
كُنت انا للأسف السبب فيها ...
الا أنني وقفت حائرة كالمعتاد في تفسير طلبه أو سؤاله
عن الجامعة ، في هل هناك مناسبة او احتفال أو معرض
لم أجد إلا مذكرتي الخاصة وبدأت اكتب كل شيء
حصل معي في المستشفي بالدقة والتفصيل...
كل ذلك حتى أصحو من تفكيري وأراجع كل شيء
ولكن الوسادة كانت السبّاقة لحمل رأسي على النوم ...
فلم افعل شيء الا توقيت المُنبه ليحاول ايقاظي صباحاً
فهناك مُحاضرات مهمة إحداها في المعمل والباقي في المدرجات
ــ ماجدة ...ماجدة....إصحي فقد تأخرتي
ــ نعم من الطارق ....؟
ــ انا ماما ...مُنبهك أيقظ سُكان البيت إلا انتِ
ــ صباح الخير ماما
سانزل بعد لحظات ....
وضعت مذكرتي بعد أن ملئت صفحاتها بكل ماحدث معي
جانباً وقُمت وجهزت نفسي ونزلت مُسرعة
حتى كِدتُ ان أقع من فرط سرعتي
فوجدت اخي أحمد ، يستعد للذهاب للمعهد الذي يدرس فيه
ــ صباح الخير ماجدة
ــ صباح النور احمد ...الم تذهب بعد....؟
ــ الان ساذهب ...هل ترافقيني الى المحطة....؟
ــ نعم ...فاحمل معي حقيبتي حتى اراجع بعض اوراقي لعلي نسيت
أحداهما ....
ــ حسناً بسرعة راجعي قبل ان نخرج من البيت ....
فبعد ان تأكدت أني أحمل كل ما احتاجه
خرجت وأخي الى المحطة ....فركبنا مع بعض في الحافلة
والحمد الله فقد وجدت كرسي شاغر ،
فوضعت فيه جثتي وبقى اخي بجانبي
وأستمر حال الزحام كالمعتاد الى ان وصلنا
فاتجه هو في طريقة ...وواصلت انا الى الجامعة...
فانطلقت كالسهم لمدرج الكلية ، لاأني تأخرت
على مُحاضرة على مُدرج الدكتور ( عبد الكريم )
دكتور مادة ( الكيمياء التحليلية )
والتى تعني بدراسة
التركيب للمواد الكيميائية الطبيعية
والاصطناعية بخلاف الفروع
الاخرى من الكيمياء ، فالكيمياءالتحليلية غير محصورة
بنوع محدد من التفاعلات الكيميائية للمركبات ....
وهذا الدكتور هو عربي الجنسية من بلد شقيق ،
فهو غزير العلم ، مٌشكلته الوحيدة هي التأخير
عن دخول محاضرته
بمعني لايسمح لاحد ان يدخل للمدرج ،
إن دخل هو وبدأ في المحاضرة
وهذا السبب الذي يجعل كل الطلبة حريصون على التواجد مُبكراً
اما بالنسبة لي ....فلا أعلم هل يقبلني ويسمح لي بالدخول
او سيطردني كما يفعل بالطلبة .....؟
وعند وصولي لعتبة باب المُدرج وجدت
الدكتور ( عبد الكريم ) واقف مع أحد إداريي القسم
يحمل معه بعض الأوراق ليسلمها له ...

ــ السلام عليكم
ــ وعليكم السلام ورحمة الله
نظر اليّ الدكتور ( عبد الكريم ) وقال:
ــ مابك تلهثين وكأنك مُطاردة من قِبل أحدهم....
ــ انا اسف دكتور ، كنت اجري خوفاً من فوات الأوان على المحاضرة
ــ هل انت معي الأن ....؟
ــ نعم ..إن قدّر الله لي ذلك....ثم انت إذا رضيت بتأخري...
ــ المعلوم عنك بانك مواضبة ومهتمة للمحاضرات
وعليه سأشفع لك هذه المرة ، وإن تكررت ، فأبحثي عن مسار
لسباقات المارثون وأجري كما شئت ...حتى ينقطع نفسك ...
ــ شكراً دكتور
ودخلت ...وبقى هو مع الاداري ليستلم منه بعض الاوراق
فلما رأتني ( مريم ) و ( ليلي ) و ( مروى )
ضحكنا بصمت وهُن ينظرن لي
فجلست بعيداً عنهم ، كي لا أزيد
من غضب الدكتور( عبد الكريم )
عندها دخل الدكتور وبدأ في محاضرته

وأستمر الدكتور( عبد الكريم ) في شرحه عن الكيمياء التحليلية
وكالعمتاد فتح باب الأستفسارات عن النقاط الغامضة في المحاضرة
وبعد أنتهاء المُحاضرة ...خرجت
ووقفت بجانب باب المُدرج ، لانتظر
( مريم ) و ( ليلى )و( مروى)

ــ مرحبا كيف حالك ماجدة
كُنّا نتمنى أن يطردك الدكتور ( عبد الكريم )
قالت هذا الكلام ( ليلى ) وبدأت بالضحك هي و( مريم )
إن شاء الله سيتم طردي في القريب العاجل من الجامعة كلها
وعندها لن تجدوا من تستفزونها يامزعجات ...
فانطلقن بالضحك ، فاعقبت ( مريم )
ــ ما رأيكم في أن نذهب ( للكافيتيريا ) لنشرب ونأكل شيئاً
إستعداداً للمحاضرات القادمة
فقالت ليلى:
ــ بالنسبة لي ولمروى سنذهب للحجرة ، فليس لي مُحاضرات
الا بعد ساعتين من الأن ....
فقلت لها:
ــ حسناً نراك هناك بعد أن نجلس قليلاً هنا ونُكمل
حضور المُحاضرة القادمة والتى هي ( المعمل )
أما ( مريم ) فلا إعلم ماذا ستفعل ...؟
فقالت مريم:
ــ بالنسبة لي سأبقى قليلاً مع ماجدة ، وبعدها سنلحق بك ...
.......................
اخوتنا الكرام
بعد وصول ماجدة للجامعة ، وحضورها
لمحاضرة الدكتور ( عبد الكريم ) إلتقت مع ( مريم )
وقررت ( ماجدة ) فعل أمر مهم ، للتشهير
بهذه الفئة الباغية ، عن طريق معرض الكتاب
فكيف سيكون ذلك وما هي الخطة التى تنوي
العمل عليها....
هذا ماسيتم معرفته
في الجزء 27
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري كالمعتاد لكل المتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها

اندبها
10-18-2017, 01:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14615.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)

http://wahjj.com/vb/imgcache/14616.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/3ee5f52c55.html)

فأنسحبت ( ليلى ) و ( مروى ) بعد توديعنا ...
فبقيت انا ومريم
ــ ماجدة....
ــ نعم مريم...
ــ هل ذهبتي للمستشفي ...؟
ــ نعم ورأيته وتم الأطمئنان عليه وعلى وضعه الصحي...
ــ تمام الحمد الله....
ــ ومتى سيخرج من المستشفي ...؟
ــ الحقيقة لا اعلم ولكن في أعتقادي ربما اليوم أو غداً
المهم يامريم لقد حيّرني بسؤاله عن أي فعالية او أحتفال
أو معرض في الجامعة .....
فلم أعلم ماذا يقصد بذلك ....؟
ــ ربما يريد أن لايشغلك بمقابلاته إثناء هذه الفترة
لعلمه باهمية هذه النوعية من المعارض بالنسبة للطلبة
ــ ربما ...ولكن ليس هذا السبب
ــ على كل حال ماذا ستنوين فعله حبيبتي ماجدة
للخطوة القادمة ...لمحاربة تلك الفئة الضالة ....
ــ الحقيقة يامريم
ليس هناك خطة مُحددة ....ولكن ساستغل أي ظرف
يتيح لي للتشهير بهم وباعمالهم ...
ــ اذا لم تضعي خِطة محددة ....
ــ لا لم أضع ولكن افكر في أمر ربما يكون صائب
وهو إشتراكي في معرض الكتاب ....
ــ ماذا قلتي إشتراكك في معرض الكتاب...!!!!
فهل أنت ناشرة أو صاحبة مكتبة أو حتى أديبة
أو تملكين من المؤلفات النادرة ، حتى تشتركي في المعرض ...؟
ــ لأ أعرف الى الأن ماهي الخطوة الأخرى
ولكن من المعتاد أن المعارض الخاصة بالكتاب
والتى يحضرها الأدباء والمثقفين والمؤلفين وأصحاب دور
النشر ، وكل من له صِلة بالكتاب والثقافة ...
فمنهم من يشترك في المعرض ببيع كُتبه ومنشوراته
ومنه من يشترك في المعرض ، بنشر وبيع مؤلفاته الشخصية
ومنه من يراقب من بعيد لتبني أي مؤلف جديد أو كتاب جديد...
وكما تعرفين اختى مريم
بإن أحدى أيام المعرض ، تكون هناك مُحاضرات
يلقيها طاقم التدريس في الجامعة وبالتحديد عميد كلية الآداب
وأيضاً الضيوف االمدعوين للمشاركة
ــ نعم ماجدة
المعرض هو فعالية فيها التجارة في بيع الكُتب العلمية
والثقافية والدينية وأيضاً التخصصية التى يحتاجها طُلاب الجامعة
بمختلف تخصصاتهم ...
ولكن السؤال هو تحت أي بند ستشتركين في المعرض
فانت لست بمؤلفة أو ناشرة أو حتى
تملكين مكتبه لتبيعي كُتبك ومنشوراتك....؟
ــ الحقيقة لست من هؤلاء
ولكن لي رأي ربما يكون صائب
ــ وما هو ....؟
ــ أعتقد انه يُسمح لبعض الطلبة في نشر محاولاتهم الأدبية
أو مشاريعهم العلمية او الثقافية ...
وبالطبيعي يسمحون لهم بالتحدث أحياناً
إن وجدوا أن الطالب او الطالبة يملك من الثقافة والعلم والشجاعة
الادبية في إلقاء بيان او شرح فكرته أو مشروعه على الكل
ــ نعم بالفعل هذا يحدث
فقد حدث العام الماضي أن تم ترشيح أحد الطالبات من كلية
الطب البشري ، في شرح بنود من مشروعها والذي تحدث
عن بعض الامراض المستوطنة ، من باب إعطاء فرصة
للطلبة في المشاركة ودعمهم وتشجيعهم ...
ــ نعم بالفعل ...أذكر أنها ألقت حتى أبيات شعرية
بعد شرحها العلمي على الأمراض ...
ــ بالفعل كانت موهوبة ومثقفة .....
ــ ولكن يامريم المشكلة هي في كيف أشترك في المعرض
وأنا لا أملك شيء ذو قيمة ، تجعلني اتحدث واناقش وأيضاً
تكون شفيعي للوقوف أمام جهابذة اللغة والثقافة والادب ...
فانا أرتجفت وقاربت على الوقوع ،
إثناء كلامي مع الأستاذ ( شكري )
ــ انتظري ...انتظري ....هناك فكرة جميلة جداً
ــ ماهي أسعفيني بها حالاً ...فلم يبقى على بدء المعرض
الا أيام معدودة ...ومًهلة الأشتراك تنتهي غداً ...
ــ الفكرة بسيطة ولا تستحق منك شيء سوى ان تُفرغي نفسك
وتجتهدي ....
ــ في ماذا أُفرغ نفسي ....؟
ــ ياماجدة ..نراك دائماً سوى هنا أو كما تقولين أنك تكتبين
في مذكراتك الخاصة ، كل شيء يحدث منذ لقاءك الأول مع
مع ( مفيد ) وحتى الحوارات التى دارت بينكم
ــ نعم أفعل ذلك كل يوم ، فكنت أكتب كل صغيرة وكبيرة
من احداث وآخرها ماكتبته البارحة ، بعد لقائي ب(مفيد )
ــ تمام ....وصلنا للُب الموضوع
وهو انك تنسيقين ماكتبتيه وباسلوب ادبي شيق
ولكن لي سؤال....؟
ــ تفضلي قولي .....
حين تكتبين الأحداث .....هل تكتبينها بشعورك وأحساسك
تجاه كل ما تمرين به ، أم تكتبين رؤوس مواضيع ونقاط فقط
ــ الحقيقية يامريم
اكتب كل شيء ...حتى أحساسي اثناء مقابلة ( مفيد )
وحتى حين نتناقش أنا وأنت في مختلف المواضيع ...
وحتى علاقاتي بأسرتي ...بأختصار أكتب كل شيء ...
ــ تمام .....
هل تستطيعين ان تجعليها ( رواية ) أو قصة وتعنونينها بعنوان
وتشاركي بها في المعرض ....؟
ــ ماهذا الذي تقولينه ....؟
ــ أأأنشر مذكراتي الخاصة على الملأ ....!!!!
ــ يا ماجدة ألم تقولي مرة أنك على أستعداد لفضح الفِئة الضالة
من طُفليين ممن أتبعوا المسلك اليهودي الماسوني
وأنك تنتظرين الفُرصة لفعل ذلك وعلى رأس الأشهاد...
ــ نعم كنت أُفكر بذلك ....
ــ اذا هناك فُرصة لن تتكرر وهي اشتراكك في المعرض ونشر
قصتك مع ( مفيد ) فهى تحتوى على نقاشات وأفكار
تختص بالفكر والمُعتقد الماسوني
أليس ذلك صحيح....؟
ــ نعم ...فقد كُنت اكتب مايجول في نفسي بالدقة والتفصيل
وحتى ماقراته وما بحثت عنه عن الفكر الماسوني اليهودي...
ــ جميل ياعاشقة ...جميل
فهذه فُرصة تلوح في الأفق لفضح ممارساتهم وهنا في الجامعة
في معرض الكتاب .....ولا تنسي أن بعض القنوات
الفضائية المحلية ستكون حاضرة ...
وهذه ضربة قوية للفكر من خلال معرض الكتاب ....
ــ والله فكرة طيبة ولكن كيف لي أن أشترك
ــ بسيطة ماعليك الا أن تنهي ( روايتك ) وتجعلي لها أسم
وتعطيها للجنة النصوص في المعرض ، بأسمك تحت بند
المواهب الأدبية الجديدة ....
فإن قبلوها ...ستشتركي بها في المعرض
على الأقل تناقشي محتوياتها أمام جمع غفير من الطلبة والأساتذة
والضيوف والمفكرين والمؤلفين والناشرين
يعني هذه ضربة قاسمة ووسيلة رائعة في فضح كل ماتريدينه
أن ينكشف ....
فقالت ماجدة :
ــ لقد أغريتيني يامريم بالامر ....
وساختار لها عنوان يتطابق مع أحداثها وشخوصها
وهنا إنطلقت ضحكة من مريم وقالت
ــ ولكن احذري لاتذكري أسمي بالاسم ....
ــ نعم ...أدرك ذلك وساغير الأسماء ...إلا أسماء الطفيليين
فستكون أسماءهم الحقيقية ومواقع تواجدهم حقيقي
ــ حتى ( مفيد )
ــ نعم حتى هو .....انتظري
لا اعلم ربما ساترك أسمه كما هو ، وربما ساغيره ...
ياالله لقد سرقنا الوقت .....
صرخت مريم ووقفت وأخذت اوراقها وقالت
ــ نلتقي بعد المحاضرة ....
فوقفت وذهبت في طريقي للمعمل ....
وبعد أن انتهى العمل في المعمل ، ذهبت لحجرة ( ليلى )
فوجدت ( سناء ) و ( ليلى ) ...
ــ السلام عليكم
ــ وعليكم السلام ياماجدة ...
ــ كيف حالك أختى سناء
ــ الحمد الله على كل حال
ـفأين المزعجة ( مريم ) و ( مروى الثرية )
ــ عندها مُحاضرة وسوف تلتحق بنا هنا هي ومروى...
أسمعوا يابنات
عندكم عِلم بأن هناك معرض سوف يقام الأسبوع القادم
قالت سناء
ــ نعم ....وفيه من المنشورات والكُتب المختلفة
ــ مارأيكم في أن أشترك فيه
ــ تشتركين ..؟
كيف تشتركين وأنت لست ممن لهم نتاجات ثقافية
او حتى علمية ....؟
ــ سأشترك بقصة كنت اكتبها منذ فترة
ــ وهل ياأختي ماجدة مجتمعنا لازال يحتاج لقصص عاطفية
تدغدغ مشاعرهم ، وهم في حاجة للقمة العيش
ومُحاربة الفساد والفكر المُضاد ....؟
ــ كلامك صحيح ...وهذا الذي كنت اريده للأشتراك في المعرض
هل تذكرين حين تناقشنا في وضع ( مريم )
وأفكارها وأعتقاداتها الغريبة ....؟
ــ نعم فعلنا ذلك وأذكر أنك قلتِ ، سوف نحارب من أجلها
كل من ساهم في إفساد عقلها وعقول الاخرين
ــ وعلى هذا الأساس أنا بحثت في قصتي على الأفكار
والمناهج المتطرفة التى انتشرت في المجتمع
وقد لاحت لي الفرصة لأحاربهم بالثقافة والبيان ونشر غسيلهم
ــ وهل عندك القدرة الأدبية والثقافية التى تساعدك على فعل ذلك...؟
ــ أنت من يجيب على هذا السؤال
هل تشكين في مقدرتي الثقافية حتى إثناء الأعتصامات
والمظاهرات التى نخرج فيها ...؟
ــ طبعاً لا فقد كنت أول من يصعد للمنبر والكلام والتشجيع
وأذكر خاطرتك عن غزة ، حين أستطدمتي ب( مريم )
وقد أُعجب بها الطلبة ، لدرجة انهم كتبوها في مذكراتهم
وتم نشرها بين الطلبة ....
ــ نعم اذكر ذلك .....
ــ اذا لا مشكلة فنحن من نشجعك على مُحاربة الفساد أين ماوجد
ــ ولكن يفترض أن يكون في قالب درامي قصصي لطيف
حتى لا يملّ القارئ ...
ــ وهذا الذي أزمع عمله من خلال مُذكراتي التى كنت ولازلت أكتب فيها
فقالت ليلى
ــ فهل ستنشرين قصة عشقك لصاحب الحديقة
ــ نعم ...فهو الشخصية الرئيسية فيها ، وحتى أنتم وكل من يعرفني
اليست مذكرات شخصية ....؟
فقالت ليلى
ــ اذكري من شئت الا أسمي وأسم سناء أيضاً مريم
فلا نريد الأشهار أو وضعنا في موضع الأستغراب أو الانتباه لنا
ــ نعم ...سأغير الأسماء بأسماء أخرى
ــ ولكن كيف يمكن لك من جعل لجنة قبول النصوص المٌشاركة
تعرف وتتطلع على القصة أو الرواية في هذه المُدة القصيرة ...؟
قالت هذه الملاحظة ( سناء )
فأعقبتها ليلى بالقول
ــ بسيطة لامشكلة ، ماعلى ماجدة الا إكمال تنسيق قصتها
وتضعها في ( قُرص مُدمج ) وتعطيها للجنة
وأيضاً تنشرها عن طريق موقع لجنة قبول النصوص
قلت لها
ــ نعم بالفعل فهذا الطريقة سهلة وتمكنهم من الاطلاع عليها
وأبداء الرأي في هل تصلح للمشاركة ..ام لا ...
فأن قبلوا بها تعطيهم النسخة الأصلية ....
فقالت سناء
ــ نعم ...اللجنة المُختصة بالمشاركات
أوضحت ذلك لكل من يريد أن يشترك أن يملء بيانات
خاصة بالمُشارك ...مع وضع مشاركته للأطلاع عليها
في موقع اللجنة ...وهذا متداول في المعارض ...
بالأضافة وهذا مهم هو أنه بأستطاعة الطلبة
وكل من يدخل لموقع اللجنة ، أن يطلع على المشاركات
ويصوت لأيهم الأفضل وتستحق المشاركة
وذلك دعماً لرأي اللجنة في حُسن الأختيار ....
ــ الحمد الله ، فقد وضحت الرؤية ولم يبقى لي
الا أستكمال القصة وتنسيقها ووضعها في قالب أدبي
على ( قُرص مُدمج )....وأنتظر بعدها ما سيكون من أمر ...
ويمكنكم أن تتطلعوا على قصتي غداً في موقع المعرض
فقالت سناء
بالتأكييد ساطلع على أخبار عشقك
وانطلقت ضاحكة ....
ــ السلام عليكم يا أطيب بنات مُزعجات
دخلت مريم و أطلقت السلام وهي تحمل بين يديها كيس فيه المرطبات
ومعها مروى
بعد أن فتحت لهم ليلى الباب
هنا فتحت ( سناء ) فمها إستغراباً وقالت
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ــ حبيبتي سناء كيف حالك لقد أشتقت إليك
ــ الله يبارك فيك مريم
............................
بعد ان إتضحت الرؤية لماجدة في كيفية أشتراكها
في المعرض ، وتحت بند المشاركات الخاصة
للطلبة ....ومن أن هناك فرصة تلوح بالأفق
لفضح كل ممارسات الطفيليين الماسونيين في الجامعة
وفي البلد كلها .....
وعند لقاء مريم بسناء
يحدث أمر لم تتوقعه سناء من مريم الجديدة
التى نبذت كل ما كان يُهلك فكرها
هذا ماسيتم التعرف عليه وأكثر
في الجزء الثامن والعشرون
من
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري وامتناني الكبير لكل مُتابع لهذه القصة
متابعة طيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها

حسام الدين بهي الدين ريشو
10-19-2017, 09:29 AM
سرد شيق
تمكن من آليات القصة
لك تحياتى

اندبها
10-19-2017, 10:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14650.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/14651.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/8a4cf78f77.html)
فقالت لها مريم
ــ اختي سناء هل تسمحين لي بعناقك وتقبيلك
هنا ولاول مرة أرى سناء تذرف دموع
ــ نعم حبيبتي مريم ...نعم ولِما لا ...
فقفزت واقفة وعانقت مريم لدقائق
فقلت انهاء لهذا المشهد المؤثر
ــ هذه مريم الجديدة الطيبة الحنونة ياسناء
فهل تقبليها ....؟
قالت سناء وهي تبتسم بفرح وتنظر لمريم
ــ وكيف لا أقبلها ، فقد قبلتها من قبل وقبلت أفكارها وأزعاجاتها
فكيف لا أقبلها الان ....؟
الحمد الله الذي تتم به الطيبات ....
فقالت ليلى
ــ لقد أتت لنا مريم بمرطبات
ــ بارك الله فيها وعليها واكرمها الله بما هو أهل لها ولآل بيتها
ردّت مريم قائلة
الله يبارك فيك يافقيهة زمانك
وأنطلقت ضاحكة .....
فضحكنا كلنا حتى سناء .....
وأردفت مروى قائلة
ــ هل علمتم أن ماجدة ستشترك في المعرض .فقد أخبرتني مريم بذلك...؟
فقالت سناء
ــ نعم فقد أخبرتنا ماجدة الأن ،ونحن نشجعها ونشد على يدها
وقد أوضحت لها كل مفاصل وطريقة الأشتراك فما عليها
الا ان تجتهد وتنسق قصتها وتُرسلها للجنة اختيار النصوص
وتنتظر الرد منهم ....
ــ تمام وعليه لا نريد أن نُعطلها فهل خرجتي ماجدة من هناء
أن لم يكن لك مُحاضرات اخرى وتذهبي لبيتكم لتشتغلي
ــ حاضر أختى مريم
سأذهب ...ولو اني لازلت مُرتبكة في كيفية مُشاركتي
ولكن سأبذل جهدي لأصل الى ما أريد ....
وقبل أن أغادر بادرتني ليلى بسؤال
ــ ماجدة ماهي أخبار صاحب الحديقة ....؟
ــ اخباره جيدة ولا بأس به ....
فقالت ( سناء )
ــ ياماجدة الم يأن الأوان لتتركي هذه الأمور ....؟
ــ كما قلت لك اختى سناء ، آن الأوان لترك كل شيء وستعلمين
من تكون أختك ماجدة .....
والان استاذنكم وأراكم غدا أو بعد غد
ــ أحذري فموعد قبول النصوص
هو يوم الغد وسيكون اخر يوم ...
إن شاء الله ....مريم
وغادت وتركت مريم وسناء وليلى .ومروى...
وانا في طريقي للبيت بدأت أفكر في كيفية تنسيق قصتي
حتى وصلت لرأي هو ان أكتبها على قُرص مُدمج
ونقلها من المذكرة المكتوبة بخط اليد ...
وإثناء ذلك يمكن تصحيح وتعديل كل شيء أريده
بالأضافة لدعمها ببعض الدراسات والبحوث حول الفكر الماسوني
حتى تكون ذات مصداقية للكل ....
وبالطبيعي ساغير الأسماء الى اسماء مٌستعارة
الا أسماء من خربوا البلاد وعقول العباد ، فسأترك أسماءهم علناً
وحتى اماكن تواجدهم علناً ....
والله المُستعان ....
وبعد وصولي للبيت ونزولي من الحافلة
التى لم أشعر حتى في هل كانت فارغة أم مملؤة بالركاب
من فرط انشغالي وتفكيري بالذي سأفعله ....
ــ السلام عليكم ماما
ــ وعليكم السلام بُنيتي
ــ اريد ان اجلس في حجرتي فلديّ كتابات كثيرة
ولكن ياماجدة مشروعك لم يحين وقته بعد ..أليس كذلك
ــ نعم ماما ولكن هناك من البحوث التى اريد أن انسقها
وربما سأشترك بها في المعرض الخاص بالجامعة...
ــ ربنا يوفقك ويكرمك
ــ بارك الله فيك ماما
بعد أن سلّمت على ماما إستأذنت منها
الى حجرتي وأبلغتها بأهمية أنشغالي في كتابة بحث
للمشاركة به في الجامعة ....
فغادرت الى حجرتي .....
وأخذت في طريقي للحجرة من أمي بعض قطع الخُبز المُحص
مع كوب من الشاي ....لأستعين بهم على ما سأفعل ....
وضعت اوراقي وحقيبتي فوق السرير
وجلست على كرسي مكتبي المتواجد فيه ( جهاز الحاسوب خاصتي )
وفتحته وأنشات ملف جديد ...
وبدأت في نقل ماكتبته في المذكرة بخط يدي ، الى الحاسوب
فأستمررت في الكتابة ، وبين الحين والحين
أتوقف قليلاً لأتمعن في بعض الحوارات التى مرّت من امامي
وبالتحديد التى كانت بيني وبين ( مفيد ) في الأيام الأولى
من لقائي به في الحديقة ....وكيف رجعت من أول لقاء
مُثقلة بالأحلام والأحباطات ،
ومُمسكة بالمُغلف الذي فيه ( تمثاله )
وكيف منّيت النفس ، في كيفية الأتصال به
إثناء وجود رقم هاتفه في نتؤات التمثال ....
وكيف التقيت به ، وزادياد خفقان قلبي ....
وكيف ناقشت ( الأستاذ شكري )
وما رأيته في نادي الروتاري من شخصيات ...
وحتى الممارسات والمشاكل الخاصة بمجتمعنا
سوى في البيوت أو في الشارع وحتى في الحافلة
كل ذلك قرأته وكتبته ، مع التوقف قليلاً لأسترجع تلك اللحظات...
فأستمر الحال حتى العصر .....
فشعرت بالتعب ، فتركت الكتابة وقلت في خاطري
سأستريح قليلا وبعدها اُكمل ، فلا بد أن أنهي هذا الأمر
الليلة حتى أخذ ( القُرص المُدمج ) للجنة غداً
وقبلها سأنشر القصة في موقع اللجنة في المعرض ....
فنزلت الى المطبخ فتناولت بعض ما تم أعداده للغذاء
وملئت كوب الشاي مرة اخرى وصعدت لحجرتي
لأكمل مابدأته ....
ــ السلام عليكم ماجدة
ــ وعليكم السلام جيهان ، كيف حالك وحال الدراسة
الحمد الله ...لا أريد أن أُعطلك على الكتابة في بحثك
ولكن أردت أن أطمأن عليك ، فقد قالت لي ماما
انك مشغولة بكتابة بحث تحتاجينه للجامعة ...
ــ نعم هو كذلك وها أنا أرتحت قليلاً وسأبدأ في أستكماله
بارك الله فيك ياطيبة ....
ــ اي خدمة تحتاجينها مني لآتي بها اليك ....؟
ــ لا شكراً تسلمي وبارك الله فيك ....
وخرجت جيهان ، وأغلقت الباب ورجعت لمكتبي
وبدأت في أستكمال كتابة ونقل مذكراتي ....
وقد عدّلت فيها قليلاً ...لتُصبح كالقصة أو الرواية
ووضعت فيها البحث الذي كنت قد أعددته بخصوص التنظيم
الماسوني في قالب درامي قصصي .....
وأستمر الحال الى منتصف الليل
وكانت ماما تأتي لي في فترات متفاوته بالشاي وبعض الأكل الخفيف
الى أن أنهيت نقلها وكتابتها في ( الحاسوب الخاص بي )
وتمت مراجعتها جيداً لغوياً ، وبالطبيعي غيرت فيها الأسماء
وعند وقوفي على أسم ( مفيد )
أو والده أو والد سناء أو والد مريم
أستبدلت أسماءهم بأسماء اخرى .....
الا أسم الدكتور ( شكري ) فقد تركته كما هو ليتم فضحه
وحتى أسم المدرسة التى كان يُدرس فيها ....
أما أسم ( مفيد ) ففكرت كثيراً في هل اترك أسمه كما هو
ام أغيره ....
وهنا تكلم قلبي فقال لي ...
لاتكتبي أسمه ، فقد تغير الرجل ولا داعي للتشهير به
ولكن شخصيته وتواجده في القصة بأسم أخر ...لايضر السياق العام...
فهو الشخصية المهمة التى تدور الأحداث حولها ...
فقررت ان أسميه في القصة بأسم ( حازم )
وإسمي أنا ( سهير ) وأسم مريم ( رحاب )
وأسم سناء ( زهرة ) وأسم ليلى ( منيرة )
وإسم مروى ( دلال )
أما باقي الأسماء فتركتهم كما هم ...
وبعد ان انهيت كل خطوطها ، وقفت في مشكلة
تسمية القصة او الرواية ، فلا بد أن يكون لها أسم
يشمل كل مافي القصة من أحداث ومن رسائل والنتيجة النهائية
فأخترت أسماء كثيرة ، ولكن قد أحترت في التسمية
فما كان مني الا أن قررت أن أسمي قصتي بأسم
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
وعندما كتبت الأسم وعنونته كعنوان للقصة
قلت وبصوت شبه عالي
نعم هو هذا الأسم الدال على ما أريد قوله والأفصاح به في القصة
نعم الرجوع من الذهاب ...بعيداً
وبعد ان انهيت كل شيء ، فتحت الموقع الخاص للجنة المعارض
في الجامعة ، فوجدت بيانات الخاصة بالمشتركين
من أسم والسنة والفصل الدراسي وأسم المشاركة
فكتبت أسمي والفصل الدارسي والقسم وأسم الرواية
وارسلتها للجنة ....
وكما أخبروني البنات أن هناك معلومات مهمة
خاصة بالمشتركين في المعرض
من ضمنها أن أي مشاركة سيطلع عليها أعضاء اللجنة
ومن ثم حتى الطلبة وكل من يدخل لموقع المعرض
ليعطوا رأيهم ويتم التصويت عليها من القُراء
بالأضافة للراي الخاص من لجنة القبول.....
وهذه الطريقة هي لتبرئة اللجنة إن قالت أن المشاركة
لايستحق صاحبها الأشتراك بها ،
فربما تكون المشاركة ممتازة وخوفاً من ظُلم اللجنة للمشارك
فجلعوا المشاركة مُتاحة للكل للأطلاع عليها
وإبداء رأيهم فيها ، حتى يعلم الجميع في هل هي تستحق
او لا ......
وهنا تنفست الصُعداء ...وقلت
الحمد الله الذي تتم به الطيبات ...فالكرة الأن في ملعب اللجنة
فإن وافقوا عليها ، فساعلم بهذا الامر قبل
إفتتاح المعرض ، وهذا يجعل مني أنتظر بقلق للنتيجة
نسخت القصة في ( قرص مُدمج ) ووضعته في حقيبتي
فنظرت للساعة ، فوجدتها تشير للثانية والنصف صباحاً
فسحبت جثتي للسرير وهمست للمخدة ، بان تتلطف بي
فأني أحتاج للراحة والنوم العميق ....
حتى اجدد نشاطي غداً إن شاء الله ....
وفي حوالي الساعة التاسعة صباحاً
نهضت من نومي مُتثاقلة وكأني لم أنم لأسبوع كامل
ونزلت فتناولت فطاري ، وحزمت امتعتي وخرجت
للجامعة لتسليمهم ( القرص ) ....
فتجاوزت كل ما أمر به في رحلتي الصباحية
من زِحام ومضايقات في الحافلة
حتى وصلت لنطاق الجامعة ، فأتجهت مباشرة
لقاعة الأحتفالات المُخصصة للمهرجانات والمعارض
وكل الفعاليات الثقافية في البلاد
فوجدت مُلصقات خاصة بموعد بدء إفتتاح معرض الكتاب
السنوي ....فعرفت حينها وتأكدت أن الموعد سيكون بعد أيام
اي بالتحديد ثلاثة أيام اخرى ...
فسألت احد الأعضاء المنظمين للمعرض
ــ السلام عليكم اخي
ــ وعليكم السلام
ــ هل تدلني أين يقع مكتب إستلام المشاركات الخاصة بالمعرض
ــ نعم ...في آخر الرواق الممتد امامك مُباشرة
ستجدين احد أفراد لجنة التنظيم ، وهو المُكلف بأستلام
المشاركات وتنظيمها وأخذ بيانات إضافية للمشارك
ــ شكراً أخي بارك الله فيك
وأنطلقت مُسرعة للمكان الذي دلّني عليه
فقرعت الباب ، بالرغم من انه كان مفتوح
ــ السلام عليكم اخي الفاضل
ــ وعليكم السلام ...تفضلي اختي الكريمة
ــ أنا اريد أن اقدم مُشاركتي في المعرض
ــ في أي صِنف من أصناف المٌشاركين
ثقافية أو علمية او عامة أو نشر كتاب أو ماذا
ــ أنا مُشاركة تحت بند مُشاركات الطلبة الثقافية من قصة
ــ نعم ....انت من فئة القصص
ــ هل أحضرتي ( قرص مُدمج ) لمشاركتك ....؟
ولكن قبل ذلك ماهو أسمك ، فربما تكون قصتك قد تم
إستقبالها من خلال موقع اللجنة
ــ نعم فقد وضعتها في موقع اللجنة ليلة امس
...اسمي هو ماجدة عبد السلام
ــ انتظري لحظة من فضلك
فكتب أسمي على جهازه المُقابل له ، وبدأ يتفحص محتويات
الصفحة والمُشاركات ....
ــ نعم أنت ماجدة عبد السلام صاحبة رواية
الرجوع.....
فقبل أن يُكملها قلت له بلهفة وفرح
ــ من الذهاب بعيداً ....
فنظر لي نظرة وسألني
ــ هل أنت بالفعل صاحبة القصة أو تم نقلها أو هي لكاتب أخر
فقلت له وقد تشنجت قليلاً
ــ لماذا تسأل.....؟ هي لي وانا كتبتها
فإن لم تعجبك فألغي تواجدها وأمحوا أثرها ....
حرّك قلم كان أمامه وقال
ــ أنا اعتذر يا أنسة لم أقصد تكذيبك ولكن لأني وجدت هنا ملاحظات
عليها ....فأردت ان أتأكد
ــ تتاكد من ماذا ....؟
ــ أتأكد أنك صاحبتها وليس مُرسلة من قِبل شخص اخر
ــ حسناً للتأكد هذه بطاقة تعريف الجامعة خاصتي وفيها أسمي
بالكامل ...ويمكنك مقارنته بالأسم الموجود في المشاركة
بالأضافة الى أني قد ملئت النموذج المُخصص للمشاركين
ــ نعم ..نعم....انا أسف
ــ على كل حال حصل خير ...ولكن قلى من فضلك
ماهي الملاحظات التى وجدتها فيها
ــ الحقيقة ليست ملاحظات بل تنبيه
.................................
اخوتنا الكرام الطيبين
بعد أن سهرت ( ماجدة ) لأستكمال تنسيق قصتها
ونقلها من مذكراتها لتصبح قصة
فأتت
للجامعة لتسليم المشاركة للجنة
فما الذي سيحدث هناك من اخبار
تقلق ماجدة....
هذا ماسيتم معرفته في الجزء التاسع والعشرون
من
الرجوع من الذهاب ...بعديداً
تقديري وامتناني لكل المتابعين لهذه الرواية
والتى اوشكت فصولها على الانتهاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها

اندبها
10-20-2017, 07:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14659.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
http://wahjj.com/vb/imgcache/14660.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/c7bf71c56e.html)
بعد أن ذهبت ماجدة لتسليم مشاركاتها
قال لها عضو لجنة استلام المشاركات
كلمة ، بعد أن تأكد من ملكيتها للمشاركة
ــ هناك تنبيه على قصتك
ــ تنييه ..!!!!!!!!؟

تنبيه على ماذا.....؟
ــ تنبيه بأن هناك من حاول حذفها ، وقد فشل

روايتك ياأخت قد تعرضت البارحة
لقرصنة من قِبل فئات ليس لها مصلحة
في نشرها أو المشاركة بها في المعرض
والحمد الله تم احتواء الموضوع وإرجاع القصة ولكن نحتاج للقرص المضغوط
لأستبدال النص الموجود بالنص الأصلي ...فهل احضرتي معك النسخة الأصلية
ــ نعم هي معي الأن
وقبل أن اعطيها له فكرت وقلت في نفسي ، لقد بدأوا الحرب على القصة
وهنا ستكون المُتعة والمجاهدة ....
ــ عفواً أخي هل تم القبض عليهم ....؟
ــ التحقيق لازال مستمر ....فلا تهتمي للأمر فهو بأيدينا الأن
وبالنسبة للتوصية هي توصية خاصة
باعتمادها في المعرض من قِبل أحدهم
فشطح فكري بعيد جداً وقلت ربما ( مفيد ) قد أوصى بها
أو ماذا ...؟ ولكن مفيد لايعلم أني مٌشاركة في المعرض
ــ فمن يكون أذا ...؟
ومن هو هذا الذي أوصى بها....؟
ــ هو نائب رئيس اللجنة المُنظمة للمعرض
في أن يتم إعتمادها ومناقشة كاتبتها أمام اللجنة
إثناء عرض مشاركات الطلبة في هامش المعرض
بالأضافة لتواجد عدد كبير جداً من المهتمين بالشان الثقافي
الذين دخلوا لقراءة الرواية
وكلهم أجمعوا على إعطاء فرصة لصاحبة الرواية
في أن تُعرض في المعرض ويتم تبنيها وأيضاً
لمناقشة صاحبتها عن فصولها وما جاء فيها
حتى يتم التأكد من أنها هي التى
كتبتها ولم تنقلها من مؤلف أخر
وحتى يعرف الزائر والقارئ أسباب المحاولة اليائسة في طمسها
ومحاربها ، ومن هنا أتت أهميتها للمشاركة ومناقشة كاتبتها
وهنا إشرأبت قامتي قليلا فخرا وقلت:
ــ ماذا تعني بقولك سيتم مناقشتها مع ....؟
ــ القصد هو مجرد روتين مُتبع في جميع المعارض
فحين يتم نشر أو مشاركة معينة يتم
إستدعاء صاحبها ليتعرفوا عليه ، ويتم مناقشته
عن ما جاء فيها ....فقصتك أثارت زوبعة بين اللجنة
عندما إطلعوا عليها ...فقرروا إعتمادها ومناقشة صاحبتها
ــ هكذا اذاَ ...!!!!!!
ــ نعم وأيضاً على حسب المتداول فهناك مشاركين
من خارج الجامعة من مثقفين وكُتّاب ومؤلفين
وأيضاً من ناشرين ...
وهذه فُرصة ثمينة ، فربما يتم نشرها وطبعها
من قِبل أحد دور النشر ، وهذا تعتبره الجامعة من أساسيات
المعرض ، في أن يتم تشجيع الأقلام الواعدة ودعمها ...
والحقيقة في السنوات الماضية
لم يتم إعتماد قصة أو ديوان شعرى
للطلبة المشاركين ، وذلك لعدم وجود القيمة الثقافية الواعدة
التى تجعل من الناشر وحتى من الجامعة في أن يتم المجازفة بطبعها...ونشرها
ــ ولكن اخي الفاضل الا يمكن تشجيع المواهب ودعمها
فليس شرطا ان يتم تدخل الناشرين في ذلك
فتكتفي الجامعة بنشر المشاركات داخلياً في أوساط الجامعة ...؟
ــ نعم وهذا حدث بالفعل في كل عام
ولكن الذي أقصده هو الناشر أو دور النشر الخارجية
التى تعني بنشر كُتب ومصنفات ودواوين لشعراء وأدباء وكُتّاب
وبالتالي يصبح العامل المادي مهم بالنسبة لهم
وعادة يكون بنسبة مئوية بينهم وبين الكاتب وصاحب المشروع
ــ بارك الله فيك أخي الفاضل الطيب
على هذه المعلومات وأعتذر إن أخذت من وقتك الثمين
ــ لابأس أختنا الكاتبة ماجدة
وأبتسم لي ....
فخجلت وقلت له
ــ لست كذلك ما انا الا هاوية فقط ...
ولكن ماذا عليّ أن أفعل الأن في الكيفية
ــ ماعليك الأن الا ان تنتظري إفتتاح المعرض وستجدين
بيان بأسماء كل المشاركين من الطلبة
وأسم مؤلفاتهم ومشاريعهم ...التى تم الموافقة عليها ...
ــ بارك الله فيك وأكرمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله
ــ وعليكم السلام
وخرجت من مكتبه وأنا كلّي فرح وسعادة وحبور
لأن مشروعي أصبح على قيد التنفيذ ، ولكن المشكلة
كيف لي بأن أتجرأ وأقف امام المثقفين والكُتاب والناشرين
وأتكلم معهم وأشرح ماجاء في قصتي ...؟
هذه التساؤلات دارت في خُلدي وأنا أُغادر المبني المخصص
لمثل هذه التظاهرات ....
فقلت في نفسي لماذا لا أذهب للمزعجات
وأخبرهم بما حصل معي ...فاليوم ليس لي رغبة في حضور
أي مُحاضرة ....فالرغبة محصورة فقط في الكلام
مع زميلاتي ومشاركتهم في ورطتي هذه ....
فمررت بالمقهي ( الكافيتيريا ) لعلي أجد أحداهن
فلم أجد أحد ...فجلست قليلاً وأنا مُستمتعة بما حصل معي اليوم
وفجأة وردت مكالمة من مريم
ــ الو مرحبا السلام عليكم
ــ وعليكم السلام ياعاشقة
ــ أين أنت ...فاني أريدك ...ألست في الجامعة
ــ نعم انا في الجامعة .....وفي المقهي
ــ حسناً انتظري هناك فقد خرجت من المحاضرة وسوف
آتي اليك حالاً ....فلا تذهبي ...
حسنا سانتظرك هنا ــ
فطلبت لها ماتحب أن تشربه وجهزته لها
وبعد أقل من ربع ساعة أتت( مريم ) وهي تبتسم من بعيد
ــ السلام عليكم
ــ وعليكم السلام حبيبتي مريم
إشربي ماطلبته لك وبعدها ارتاحي وأفصحي عن سبب
إبتسامك لي من بعيد وكانك تحملين خبر طيب...
فأرتشفت من فنجان ( القهوة ) التى تحبها
وقالت :
ــ اهنئك ياعاشقة ...من كل قلبي فأنا وكل زميلاتك
فخورين بك جداً ...
ــ الله يبارك فيك ولكن على ماذا تهنيئيني يامجرمة ....؟
ــ أهنئك على روايتك ....
ــ روايتي ....وكيف حصل معها ...هل قرأتيها ....؟
ــ نعم رواية الرجوع من الذهاب ....بعيداً
ــ يا الله ...حتى انت قرأتيها فقد أنزلتها البارحة فقط
فمن أين لك الوقت لتقرأيها .....؟
ــ لقد قرأتها أنا وكل الزميلات ومعضم الطلبة
ــ يا الله إذا أنا أصبحت مشهورة .....
فضحكت من كل قلبي وأعتراني الخجل بالفعل
وكأني أمام خطيب جاء ليخطبني ....
ــ نعم أصبحت مشهورة وكل الطلبة سألوني عنك
بالأضافة أني وجدت في صفحة المشاركات
دخول أساتذة ومثقفين وأعضاء اللجنة الخاصة بالمعرض
وأيضاً بعض الناشرين المعروفين
فنظرت لها نظرة استزادة من كلامها الطيب هذا
وقلت لها:
ــ بالله عليك يامريم قولي لي ماذا كتبوا عنها
فأني لم أطلع عليها الى الآن ...
ــ قالوا عنها كلام طيب وأصروا بتوصيات بقبولها
ومناقشة صاحبتها التى هي انت ياعاشقة زمانك ..
وأردفت كلامها بضحكة جميلة ...
ــ الحمد الله الذي تتم به الطيبات
ــ نعم حبيبتي مريم ، لقد قال لي احد المُكلفين بأستقبال المشاركات
فقد كُنت عنده منذ قليل لأسلمه
النسخة الأصلية في ( قرص مُدمج )
وها أنا اتيت فرحة لأزف لك الخبر
فوجدتك انت من تزفين لي اخبار رائعة ...
تصوري يامريم ماذا حصل للقصة ....؟
في ساعات متأخرة من الليل بعد ان نشرتها في موقع اللجنة...؟
ــ ماذا حصل ...؟
ــ لقد بدأت الحرب ...؟
ــ حرب ماذا وعلى من ....؟
ــ الحرب على اختك ماجدة وروايتها ، فقد قال لي مشرف أستقبال المشاركات
بأن روايتي تعرضت لعملية ( هكرز ) لأفسادها وشطبها
وتغيير ملامحها برسومات وألفاظ
وسب وشتم وتهديد أن تم نشرها ...
ــ يااا الله ...لاحول ولا قوة الا بالله
ولكن لايهم ...فليظهروا علناً وسيرون مالا يعجبهم ...
فأستمري أنتِ ونحن معك ولاتخافي ...بالأضافة نحن وانت كُنّا نتوقع
هذا ...فلماذا الخوف والأربتاك....؟
ــ الحقيقة لست خائفة اطلاقاً ولكن شيء ما اغضبني منهم .....
ــ حبيبتي ماجدة اريد أن أقول لك شيء لنغير هذا الحديث
ــ تفضلي ....
ــ وهو إثناء قراءتي للقصة كلها والتمعن في أحداثها
وبالتحديد ماقلتيه عني في بداية الرواية..
الحقيقة تألمت كثيراً لأني أزعجتك وأزعجت زميلاتي
بالمواضيع التى كُنت أطرحها بدون دراية ولا فهم
وإثناء قراءتي لها ، تمنيت أن تموت صاحبتك ( رحاب )
التى هي أنا ...
فقد كرهتها جداً ، وهذا رأي كل من قرأ القصة
ولكن بعد ذلك ، فرحت فرحاً غير متصور ، بعد ما دخلت لقلوب القُراء
عندما بدأت في الرجوع الي طبيعتي ،
وبالتحديد الجزء الذي
جلست فيه معك في الحديقة واقسمت لك
فقد كانت تلك اللحظة من أروع اللحظات في القصة
وأيضاً لقد علمت أشياء أخرى ، لم تقولي لي عليها
ــ وماهي يامزعجة....؟
ــ ماحدث معك ومع ( مفيد ) عندما أبلغتك بأنه في المستشفي
فلم تحكي لي بالتفصيل ما حدث مع والده ووالدته واخته
ومعه أيضاً ...سوى أنك قلتي هو سألني عن اي نشاط
او معرض أو أحتفال في الجامعة ....
وقد أعجبني جداً الحوار الذي دار بينك وبينه
بحضور والده .....
أنت رائعة ...جداً
ــ بارك الله فيك ياطيبة
فأنت يامريم كُنت المُلهمة لي والشخصية الأساسية في الرواية
بما فيها من تناقض ونشاط وازعاجات ولكن كُنت مليئة بالحب
ــ نعم قرأت ذلك من خلال ماذكرته لك
من دخولي على والدي ومع عمتي ( نزيهة ) ....
الان زاد حُبي لك وسأدعمك ماحييت
ولكن هناك خبر بالرغم من أن صاحبه قال لي لا تقوليه
ولكن كما وعدتك لن أخفي عنك شيء
وهنا تبادر لذهني ماهو هذا الخبر ....هل هو من ( مفيد )
أو من والده او من الأستاذ ( شكري ) أو ممن ....؟
ــ قولي لي أن أردتي ذلك ...فهذا امر عائد لك .....ويهمني كثيراً
ــ سأقول لك جزء منه فقط والباقي ستعرفينه أنتِ
في حينه ....
ــ حسنا قولي الله يهديك ويكرمك
الخبر يقول أن ( مفيد ) أتصل بي اليوم قبل دخولي للمحاضرة
وقال لي ......
وقبل ان تُكمل حديثها بادرتها قائلة
ــ هل خرج من المستشفى ...وكيف حاله .....؟
ــ نعم خرج من المستشفى وهو بصحة جيدة
هل ارتحتي الأن ....؟
ــ وكيف عرف أن هناك معرض في الجامعة ...؟
فقد سبق وأن سألني عن أي مناسبة أو معرض أو أحتفال
في الجامعة ...فكيف عرف ....؟
ــ سألته فقال لقد علمت من خلال أحد أصدقاء أبي
وهو ناشر ويملك دار نشر ....
على كل حال قال لي أعتذر منكِ اخت مريم
لأتصالي بك ولكن لأمر مهم وهو عن ماجدة
فقلت له وماهو الأمر المهم...؟
فقال اصدقيني القول هل أشتركت ماجدة في المعرض
أو هل ستأتي أم لا .....؟
هنا بصراحة ......
فقاطعتها مرة اخرى قائلة
ــ هل قلتِ له ...وماذا قال ....وكيف تقبل الأمر ....وووووو؟
ــ أنتظري قليلاً ولا تقاطعيني يا أسوء عاشقة
نعم قلت له هي بالفعل مُشتركة في المعرض
فقال:
كيف لها أن شترك في أي صنف أو أي قسم ستشترك
فالمعرض مُختص على حسب معلوماتي
بنشر الكُتب وهو معرض كتاب
فقلت له هي ستشترك في بند مشاركات الطلبة الأدبية
فأستغرب مني ذلك قائلاً
ــ وهل لها نشاطات أدبية تجعلها تشارك في هذه التظاهرة الكبيرة
ــ نعم هي ستشارك برواية اي قصة كانت تكتب فيها
منذ فترة وهي مذكرات شخصية فحولتها لقصة ...
ــ حسنا هل تخدميني وتقدمي لي خدمة ولا تقولي لها شيء
ــ تفضل بشرط أن تكون الخدمة غير مُزعجة أو فيها ضرر لها
فهي احب أليّ من أختي ....
ــ لا لا لا تخافي فمقامها عندي أكبر مما تتصورين
هل تقولين لي كيف أصل للقصة وأطلع عليها قبل نشرها ...؟
فقلت له
ــ بأمكانك وأنت في مكانك أن تقرأها ، فاعطيته
رابط النصوص المٌشاركة في المعرض
فقال لي:
ــ وكيف أعرف مشاركتها ....؟
ــ عنوان القصة هو ( الرجوع من الذهاب ...بعيداً )
وستجد أسمها في المشاركة ( ماجدة عبد السلام ) ...
فقال لي
ــ بارك الله فيك يامريم
ولكن لاتقولي لها شيء اطلاقاً ....
ــ هكذا أذا وماذا حصل بعد ذلك ، فهل أتصل بك
ليعلمك رأيه في ما كتبت .....؟
ــ لا لم يتصل بي لاني بمجرد ما أقفلت معه دخلت للمحاضرة
وعند انتهاء المحاضرة أتيت لك مباشرة ....
ــ اولاً يامريم بارك الله فيك وعليك
فقد نزعتي فرحتي وشغلتي فكري بأمر لم أتوقعه ...
ــ لماذا شغلت فكرك ....فالسيد مفيد مهتم بك ....
ــ المشكلة يامريم
هي عندما يقرأ القصة سيجد نفسه فيها
وسيتطلع في بداياتها على كُرهي له وشتمه والتعليق على
تصرفاته ...وهذا أمر ربما سيزعجه
ــ هذا صحيح ولكن فلتنظري للأمر من ناحية أخرى ايجابية
وهي وصفك له وشعورك الداخلي تجاهه
وأيضا ً زيارتك له للمستشفى وما حدث فيها
ــ نعم ربما هذا يشفع قليلاً عندي له
ــ وأيضاً أنت نسيتي أمر مهم وهو حديثك المطول عن
المنظمة والماسونية وحتى لقاءك مع الأستاذ ( شكري )
كل ذلك يصب في مصلحته ومصلحتك
في علاجه وتثبيت رجوعه لك إن كان صادقاً ...
ــ وهذا الذي اخشاه من أنه لازال متردد
بالأضافة انه لم يخبرني عن رده على كلامي له
في المستشفى وهذا مما يقلقني كثيراً ...
ــ توكلي الله ياماجدة ....فانت الأن في مفترق طرق
ومجاهدة ومُصلحة فتحملي تبعات ذلك
ــ نعم ...سأتحمل من أجل رسالتي ومن أجل ( مفيد )
ــ نعم هكذا أفصحي عن شعورك ....
وأبتسمت...
ــ تمام وباقي الخبر ...ماهو ....؟
ــ أسمحي لي أن أحتفظ به لنفسي وستعرفينه في حينه
ــ لابأس عليك ..على الأقل عرفت الأن ماذا يحدث حولي
كي لا أكون كما يُقال ( مثل الأطرش في الزفة )...
فضحكت وضحكت مريم ، وسالتها عن سناء وليلى
فقالت
ــ لم أراهم ....ولكن بالنسبة لسناء
أتصلت بي من بيتهم في الصباح قبل خروجي للجامعة
وقالت لي بالله عليك يامريم
أبلغي سلامي لماجدة وقولي لها
هكذا الأخوات اللاتي يُفتخر بهن ...
فقلت لها ما الأمر ماذا فعلت ، فقالت لي
لقد أشتركت ماجدة في المعرض برواية وقد قرأتها وعرفت
عنك أشياء رائعة يامريم ، فالان علمت كيف كانت تجاهد ماجدة
نفسها وتصبر لتصل لهذه النتيجة
فقلت لها
ــ ولماذا لا تتصلي بها أنت مباشرة
فقالت:
ــ فقد قالت أمس أنها لن تأتي للجامعة وستكمل القصةً
فربما هي في البيت ونائمة وبالتالي لا أريد أن ازعجها ....
فأردت الأتصال بك ، فربما تتصل بك أو تقابليها في عدم وجودي
فلن آت للجامعة اليوم...فليس هناك محاضرات ذات اهمية ...
ــ اذا أنت لم تقولي لها أنك قرأتي القصة قبلها
ــ لا لم أقل لها حتى لا انزع منها فرحتها من ضنها أنها
أول من قرأ روايتك .....
ــ انت رائعة يامريم تحافظين على شعورها
ــ بالطبيعي من لي غيركم فقد تورطت فيكم يامزعجات
وضحكت بعدها ....
فتنفست الصُعداء وأستأذنت مني لذهابها
وانطلقت أنا راجعة للبيت مُحملة بهدايا نفسية عظيمة
واخبار سارة وأيضاً تساؤلات عن ( مفيد ) ...
فاول مرة منذ فترة ، لم أستعجل في الرجوع لبيتنا
فقد أستغللت سعادتي وحبوري في تذكر كل شيء
عن مفيد وعن المنظمة وعن زميلاتي ، فأدخل ذلك
السعادة والفرح لنفسي ، وأصبحت الأن لا أهتم
الا بنتيجة واحدة وهي مدى نجاح مشاركتي والكيفية
التى ساواجه بها الجامعة بما فيها الطفيليين الذين أعاثوا
في البلاد فساداً ....واعلم اني ساواجه مخاطر لا اعلم ماهي
ولكن يكفي أني ألقيت حجر في بِركة راكدة
فاتمنى أن تصنع دوامة تاخذ في طريقها كل السلبيات...
وعند وصولي للبيت جلست
مع امي واخواتي لأبلغهم بما حصل معي
وشرحت لهم كل حيثيات القصة ...
....................................
اخوتنا الكرام بعد أن تأكدت ( ماجدة ) أن
قصتها تم أستحسانها مبدئياً وتم تزكيتها للمشاركة في الفعالية
وبعد جلوسها مع اسرتها
وأستعدادها مع اسرتها لحفل إفتتاح المعرض
ماذا سيدور من احداث مقلقه خلال الأيام التى تسبق افتتاح المعرض
سنتعرف على هذا الأمر في الجزء الثلاثون
من
الرجوع من الذهاب ...بعيداً
احترامي وتقديري لكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم..اندبها

اندبها
10-21-2017, 06:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله


http://wahjj.com/vb/imgcache/14677.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)


http://wahjj.com/vb/imgcache/14678.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/8e888d460a.html)

وعندما شرحت لأسرتي
في عدم وجود أبي وأخي أحمد
بالتفصيل عن مشاركتي في المعرض
قالت والدتي :

ــ اهنئك يا أبنتي ولكن الا تخافين من ان يصل لك

من ذلك ضرر ..فلا تنسي انكِ فتاة وليس شاب

ليتحمل التبعات ....

ا ــ الخوف يا امي هو من الله فقط وليس من البشر

وطالما أنا اسعى وراء هدف نبيل ...فلا ابالي بالنتيجة

وقد غيرت مجرى الحديث وقلت لهم

لاتنسي ياامي وانتم اخواتي ستكونون مدعوين

للحضور لدعمي وتشجيعي ولكي أفتخر بكم على العلن

فهتفت امي قائلة

ــ بالطبيعي سنذهب معك ، كلنا حتى والدك

فهذا فخرلنا أن تكون أبنتنا كاتبة ومُشاركة في المعرض...

وهنا تبادر لذهني امر وهو

سأبلغ سناء ومريم لأصطحاب أهاليهم معهم إثناء حضور

فعاليات المعرض ....

أما بالنسبة لمفيد ، فلا أستطيع أن أكلمه إطلاقاً

وساترك مُبادرته تأتي تلقائية من نفسه ....

ولو اني اتمنى ان يحضر عمي ( رأفت ) والد مفيد

ووالدته وأخته ( فاطمة )....فقد احببتهم ....

فجلست قليلاً مع اهلي وبعدها إستأذنت

فجلست في حجرتي اتفكر في كيف يكون الأمر

وأستمر هذا التفكير ليل نهار

وقد ذهبت للجامعة بعد ذلك ،.....

في الأيام الباقية قبل إفتتاح المعرض ،

ولكن لاتوجد أي دراسة

وذلك لتوقفها إستعداداً للتظاهرة الثقافية ...

فرجعت للبيت ....وأستمر الحال الى صبيحة يوم

إفتتاح المعرض ....فقمت مُبكرة وفي الواقع قد نمت

الا ساعات قليلة ، من فرط انشغالي وارتباكي وحيرتي

في كيف يكون الأمر .....

فنزلت بعد أن هيأت نفسي ، فوجدت والدي

ينتظر ومعه والدتي ، وأما اخواتي فكانوا يتشاورون

في نوعية ملابسهم التى سيلبسونها للمعرض

اما اخي احمد ، فقد أستعد هو أيضاً

ولكن بطريقة اخرى ، فقد خرج ليلتقي بأصحابه

ليدعوهم للمعرض ....

ــ السلام عليكم

ــ وعليكم السلام حبيبتنا الأديبة ماجدة

وأتبعها أبي بضحكة فخر ....

ــ مازال الامر على هذه الصفة طويل يا أبي

وما انا الا هاوية ومبتدئة فقط

وأن شاء الله تنجح رسالتي ...

وهنا تذكرت امراً وهو كيف سيكون الحال مع والدي

ووالدتي وأخي احمد

حين يعلموا اني قابلت ( مفيد ) من وراء ظهورهم

فقد أقلقني الأمر جداً ، ولكن قلت لابد من تحرى الصدق

وسيكون ذلك بعد سماع القصة وليس الان

فلا أريد أن أٌفسد عليهم فرحتهم ....

فنزلت أخواتي بعد أن لبِسّنَ

ــ السلام عليكم

فنحن جاهزات للأنطلاق بابا...

فقلت:

ــ نعم فلنذهب إذاُ ...

ولكن كيف نذهب وبأي سيارة ...؟

فقال ابي

ــ لقد اخذت سيارة صديقي وهي عائلية تحملنا كلنا

وتركت له سيارتي ليقضي بها حواجه

فقلت مازحة

ــ يعني مصالح مشتركة

ــ نعم هي كذلك .....
وفي المستقبل سوف أشترى سيارة عائلية
فقد نحتاجها ....


وانطلقنا مع بعض الا احمد ، فقد أتصل وقال

ياماجدة سنكون في الجامعة ننتظركم ....

وبالفعل وصلنا للجامعة تقريباً الساعة العاشرة صباحاً

فأوصلت أهلي للصالة الرئيسية للمعرض

فوجدت الكثير من الشخصيات والعائلات والطلبة في أنتظار

كلمة الأفتتاح والترحيب بالضيوف

فقلت لوالدي

ــ استاذنك أبي فلي مشاغل مع الأدارة لأرتب معهم

في الكيفية التى سأشارك بها ...

ــ لابأس أبنتي اطمأني فنحن بخير هنا ...بالتوفيق ان شاء الله

وذهبت مسرعة لأدارة المعرض فوجدت

سناء ومريم وليلى ومروى والكثير من زملائي في الجامعة

وعندما وصلت لهم هتفوا جميعاً

ــ مرحبا بك اديبتنا وكاتبتنا الأستاذة ماجدة عبد السلام

ــ مرحب بكم فلا تزعجوني اكثر ، فان حالتى لاتستحمل

فضحكوا وضحكت معهم ....

قالت سناء

ــ اذهبي للأدارة فقد سمعنا أن روايتك حازت الكثير من الأعجاب

وبالتالي فقد تم تاكيد مشاركتها وأيضاً فقد خصصوا لك

مجال لتلقي الأسئلة والتعريف بك اثناء عرض المشاركة

ــ حسناً ساذهب مع السلامة

وذهبت للأدارة فوجدت كل الذي قيل له صحيح

فأبلغني احد اعضاء اللجنة بان اكون مستعدة لألقاء كلمة

تعريفية تعرفين بها بنفسك وربما ستجيبين علي بعض

إسئلة الضيوف ....

وسيكون ذلك اثناء عرض المشاركات الخاصة بالطلبة

ــ بارك الله فيك اخي الكريم

وتركته وذهبت راجعة لسناء ومريم وليلي ومروى

فوجدتهم مُحاطين بعائلات ، فلم الحظ أحد منهم

الا عمي ( علي ) والد سناء وعمي ( يوسف ) والد مريم

أما الرجل الاخر فلم أراه من قبل وهو شاب في مقتبل العمر

ومعهم سيدات

لم أراهن من قبل ...

فهتفت سناء ومريم قائلة

ــ هذا المزعجة الأديبة ماجدة عبد السلام

تعالي لاتخافي ...سنضربك بعد ذلك وليس الأن

ــ السلام عليكم

ــ مرحب عمي على وعمي يوسف...

فقال عمي ( يوسف )

ــ مرحباً بك ابنتي ماجدة ، فخورين نحن بنشاطك

واعقب عمي علي

ــ اهلاَ بالنشطة ماجدة ، نحن في ضيافتك اليوم

فانتِ تستحقين الدعم والمشاطرة في هذا اليوم

وتكلمت بعدهم سيدة كبيرة قليلاً في السن قائلة

ــ مرحباً بالتى أدخلت السعادة لبيتنا

وآلفت القلوب ووحدتيها...

ــ أستغفر الله لم أفعل شيء ...

فالله هو الميسر للمعُسر وما نحن الا أدوات فقط ...

فقالت مريم

ــ هل عرفتي من هي هذه السيدة الجميلة جداً

فقلت لها

ــ هذا اللقب سبق وأن سمعته منك وأعتقد انها العمّة ( نزيهة )

فضحكت السيدة نزيهة وحضنتني قائلة:

ــ ماجدة مُرحباً بك من جديد

فنظرت ماجدة لليلى قائلة لها

ــ عرفّينا على هذا الأخ المُصاحب لك

ــ هذا اخي ( سامي ) اراد المجيء فله شغف بالكُتب وهو

لازال يدرس في الثانوية العامة ....

ــ اهلاً بك أخي سامي ...

وتقدمت مروى لي وقالت

ــ هذه والدتي قد حضرت فوالدي كما تعلمين فأنه مريض

ــ مرحباً ياخالة

ــ مرحب بأبنتي ماجدة لقد تحدثت عنك مروى كثيراً

ــ بارك الله فيك وفيها وكيف حال والد مروى

ــ الحمد الله صحته طيبة ولكن لايستطيع مغادرة البيت...

ــ ربنا يكرمه بالشفاء التام.....

بعدها فقلت لهم:

ــ تعالوا لأعرفكم على أسرتي

هتفت مريم وسناء وليلى ...
ــ هيا بنا لنشتكوا منك عندهم

وضحكنا كلنا وذهبنا في إتجاه المكان الذي تجلس فيه أسرتي

ــ مرحب بابا

هذا عمي علي والد صديقتي سناء

وهذا عمي يوسف والد صديقتي مريم التى تسكن قريبا من منزلنا

وهذه عمتي ( نزيهة ) عمّة مريم وهذه صديقتي ليلي

وأخوها ( سامي ) .وهذه والدة صديقتي مروى...

وهؤلاء هم والدي عبد السلام ووالدتي واخواتي

فقالوا جميعا مرحباً وتشرفنا بمعرفتكم

فقال ...عمي يوسف لوالدي موجهاً الكلام للكل

ــ فخراً يا أخ عبد السلام ان تكون لك أبنة مثل ماجدة

فرّد عليه والدي قائلاً

ــ بارك الله فيك ، فقد سمعت عن ابنتك مريم كل خير هي

وأختها سناء ، وليلى ومروى دائماً ماتأتي ماجدة على ذكركم بفخر

فقالوا جميعاً

ــ بارك الله فيكم

فدعوتهم للجلوس

ــ تفضلوا بالجلوس لنستمتع بهذا المعرض

وبعدها سنتجول في أرجاءه لنتعرف على منتجاته من كُتب ومصنفات

فجلسوا النساء في ركن والرجال ومعهم سامي في ركن

واما نحن فانطلقنا نتجول هنا وهناك

في الحقيقة ساورني شعور بان ( مفيد ) لا يمكن أن تفوته

هذه المناسبة ...ولكن ماذا يفعل بها

وهل والدته أو اخته أو امه سيكونون حاضرين أم لا

على كل حال فلنترك الامر في حينه....

حتى وصلنا لمقر اللجنة فوجدت جدول مناسبة الأفتتاح

ومن سيلقون كلمة أو يعقبون من ضيوف وأدباء وكُتاب

وأصحاب دور نشر ....وبعدهم وجدت أسمي في لائحة

المشاركين من الجامعة
وتحت أسمي عبارة ( إلقاء كلمة وستقبال أسئلة )

فأرتعدت مفاصلي ، حتى أستندت بمريم وسناء

فقالت لي مريم

ــ مابك هل خفتِ ...تشجعي فهذه فرصتك ونحن معك نُدعمك

وقالت سناء

ــ ماعليك الا قراءة الفاتحة وتوكلي على الله عند بدء كلمتك

ان شاء الله ولكن هذه اول مرة اكون محط انظار كل من يعرفونني

في الجامعة وخارجها وحتى امام من لم يعرفني اصلاً

فاعذروني ...فاني لست محترفة كلام ومناقشات علنية

فقالت مروى

ــ اسمعي ياماجدة

هيأي نفسك جيدا وأعلمي أن الكلمة ستتم اذاعتها ونقلها وتسجيلها

للتلفزيون ...الم تلاحظي سيارات النقل الخارجي للتلفزيون وانت في

الطريق الى هنا ....؟

ــ نعم لاحظت ذلك في بوابة الجامعة ....

ــ اذا لاتخافي ونحن معك .....

وبعدها رجعنا للعائلة....فوجدناهم يضحكون مع بعض

وكأن بينهم أُلفة سنين وليس لحظات تعارف بسيطة

فقالت مريم لهم وهي تضحك بحركات لطيفة:

ــ نعم هو هكذا أنتم هنا منسجمون مع بعض

ونحن نهديء في ماجدة ونشجعها ...وقريباُ ستهرب وتتركنا هنا

فقالت أمي

ــ لاتخافوا على أبنتي فهي أشجع من أبيها

ونظرت لوالدي

ــ فقال والدي نعم هي أشجع مني ولكن عذرها أنها اول مرة

ونحن في هذا الامر

حتى سمعنا صوت يقول

ــ هي ليست أشجع منك انك فقط ، ياسيد عبد السلام

بل أشجع ممن اعرفهم جميعاً ، فلا تخاف عليها فهي بأعيننا

وسوف ندعمها ......

فألتفتت فوجد صاعقة نزلت على رأسي من فرط الفرح

فالذي كان يتكلم هو والد ( مفيد ) السيد ( رأفت )

ومعه زوجته وأبنته ( فاطمة )

فقلت له مُرحبة به

ــ مرحب عمي ( رأفت ) ومرحباً
بالسيدة ماما واختي الطيبة فاطمة

موجهه كلامي لوالدة مفيد وأخته ....

فقالت والدة مفيد موجهه كلامها لوالدي وامي

ــ لكم الحق في ان تفتخروا بالوردة ماجدة....

فنظرت لمريم وانا مذهولة من لفظة وردة ،

فقد وصل لنا أريج نسماتها ، فأدخلت السعادة لقلوبنا

فمن حقها علينا أن نُدعمها في هذا اليوم

فهي وردتنا التى لانستغني عنها ابداً

فأحسست بمن يهمزني من جنبي فوجدت مريم

تشير لي بأصبعها على قلبها وتهمس لي

ــ هذه احد المفاجأت التى لم أقل لك عليها ،

وسوف ترين المفاجأة الاخرى السيئة جداً

فردّ عليه عمي يوسف

ــ هي وردتنا نحن أيضاً فلم نري منها الا السعادة

ولم نستنشق الا عبير اعمالها الصالحة ...

فانطلقت ماما وهي تمسح الدموع من عيونها

ــ لم اعلم أن أبنتي قد أدخلت كل هذه البهجة لقلوبكم

فأعتبروها أبنتكم ايضاً ....فلم أرى منها

الا الأزعاج والمشاكل وأستبدلت دموعها بالضحك والمُزاح

فأنطلقوا جميعاً يضحكون على تعليقها

هنا تكلم عمي ( رأفت ) وقال جملة حيّرتني جداً

ولم أجد لها جواب شافي ....

ــ هي كما قلتي ياسيدة هي ابنتنا وستكون وردتنا الخاصة

فبارك لك فيها وفي هذا الجمع الطيب

وجلسوا يتجاذبون اطراف الحديث

وبقيت أنا مع البنات من ضمنهم أخت ( مفيد ) فاطمة

فأستغللت الموقف وسألتها

ــ حبيبتي فاطمة أين مفيد لم أراه ....؟

هنا صُعقت من قولها

ــ لا أعلم فقد تركناه في البيت فلا يريد أن يأتي

هو فقط أبلغنا بالمعرض وتوقيته وماعدى ذلك لانعلم عنه شيء

ــ لا اله الا الله

مالذي حصل ايضاً .... كنت سعيدة وهاهي اللحظات التى

حاولت أستبدال سعادتي بشيء من الألم والحسرة

ولكن سأستمر في الجهاد ولن أتوانى أبداً

فإن أتى فله ذلك وأن لم يأتي فلن أرتمي على صخرة خيالة وابكي

فلما رأتني مريم هكذا قالت:

ــ لاتهتمي بالأمر وأتركيه الان وركزي في المعرض والمشاركة

وهذا يعطيك دافع قوي لتحدي كل من أبعدوا صاحب الحديقة

عن ملامسة شِغاف قلب صاحبة الرجوع من الذهاب بعيداً

فنظرت لها وقلت وبجانبنا مريم وليلى وفاطمة أخت مفيد

ــ نعم لن آبه به ولا بما يقول عني أو يشعر

انا الان في معركة ولابد أن أفوز بها ....

فردت فاطمة قائلة

ــ هكذا نريدك أن تكوني قوية ولا تهتمي لأخي فهو متقلب المزاج

وفي أثناء ذلك سمعنا عن طريق مُكبر الصوت

بدء الاحتفال والأفتتاح ...فتكلم المذيع الداخلي :

ــ مرحباً سيداتي سادتي الحضور في هذه الدورة من

معرض الكتاب والذي ترعاه وزارة التعليم تحت أشراف الجامعة

وجميعية الناشرين المحلية ....

فنرحب بالأساتذة الأفاضل من كُتاب واعضاء هيئة التدريس

بالجامعة ومن أعلام الثقافة والأدب في وطننا الحبيب

وأيضاً لايفوتني الترحيب بكل العائلات

التى رافقت المشاركين والزائرين لهذا المعرض

وأيضاً نرحب بوفد من وزارة الأعلام

والمتمثل في بعض القنوات الفضائية والصحافيين

الذين لهم اهتمامات بشؤون الكتاب والكُتب والأدب بصفة عامة

فنبتدي حفلنا هذا بالقرأن الكريم

وهذا احد الطلبة سيقرأ لنا ماتيسر من القرأن الكريم

فنهض طالب ووقف امام المنبر المخصص

وبدأ في قراءة آيات من الذكر الحكيم من سورة العلق

لِما فيها من بيان الله سبحانه وتعالى

للقراءة والتعلم ....والتى تعتبر من أول مانزل على قلب

المصطفي صلى الله عليه وسلم ...

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
(4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى
(8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى
(12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ
(15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
(18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19 )....سورة العلق

وعند الأنتهاء من قراءة السورة وأفتتاح الحفل

تابع المذيع الداخلي وهو أحد أعضاء لجنة التنظيم قوله:

والأن نتابع معاً كلمة الدكتور رئيس الجامعة

فتكلم رئيس الجامعة وشكر الحضور والمشاركين والضيوف وجاء دور كلمة عميد
كلية الأداب فأثنى على المشركين ورحب بالضيوف


وبعده اتي دور كلمة رئيس لجنة تنظيم المعرض فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

نرحب بكم اخوتنا الكرام ونرحب بالضيوف وكل العائلات والزوار

لهذه الدورة من معرض الكتاب والذي يضم فعاليات

مُصاحبة له ، وهذه الفعاليات تختص بمشاركات

ابناءنا الطلبة والطالبات في هذه الجامعة

وهنا سيكون تشجيع لهم في خوض غِمار الفكر والثقافة

والعلوم حتى تكون استفادتهم كبيرة من هذه الدورة

فلا يختص الامر بشراء الكُتب والمصنفات فقط

بل التعرف حتى على اهل الفكر وثقافتهم وأيضاً

التعرف على المشاركين المبتدئين الذين أثبتوا من خلال

مشاركاتهم أنهم أهل لان نسمعهم وندعمهم ونمهد لهم

الطريق ....

فانطلق دوي شديد من التصفيق والهتافات والصفير

فنظرت لاخر الصالة من الخلف فوجدت الشباب ومن ضمنهم

اخي احمد وأصحابه ، فهم من يصفقون ويطلقون الصيحات

التشجيعية ....

فأبتسمت وقلت في نفسي هكذا هم الشباب طاقة وتحدي

ونشاط ...واحمد انار لي الصالة بتواجده ودعمه لي...

والان لنتعرف على المشاركين في المعرض

وبدأ في سرد اسماء الادباء والمثقفين والشخصيات البارزة المهمة

وشركات ودور النشر ، فشكرهم على الحضور

ووصل الى أسماء المشاركين في المعرض من طلبة الكليات في الجامعة

في جميع أصناف العلوم ،

حتى وصل لفئة الأدب والثقافة العامة

فقال :

ــ واخيراً نصل للمشاركين في مجال القصة

هنا احب أن أنوه بالأتي ......
ان رواية ( الرجوع من الذهاب ...بعيداً )
للكاتبة الطالبة المشاركة ( ماجدة عبد السلام )


وهو أنه لم يتم أعتمادها من قِبل اللجنة فقط

بل حتى من قِبل الضيوف واعضاء هيئة التدريس

بعد أطلاعهم عليها في موقع اللجنة الخاص به

وأيضاً بما تحصلت عليه هذه المشاركة بتأييد واسع

من قِبل كل داخل ومُشاهد لهذه المشاركة

وبطلب من رئيس اللجنة أراد أن يتم التعرف

على صاحب المشاركة أو بالاحرى صاحبة المشاركة

لنقف جميعاً تكريماً ودعماً لها

فقد أثارت قضايا مهمة تختص بمجتمعنا وبيئتنا وبلادنا

وأمتنا العربية الأسلامية

في قالب عاطفي رومانسي نظيف وغير مُبتذل

فأستطاعت أن ترسل رسائل قيمة

وهنا أخوتنا الحضور وجب أن أضيف واقول

واوضح للكاتبه ماجدة عبد السلام ولكم انتم

من باب المصداقية والشفافية ، أنه حدث إختراق لموقع

اللجنة من قِبل مجموعة شباب مُنتمين لهذه الجامعة الموقرة

وحاولوا إلغاء ومسح مشاركة الطالبة ماجدة

بعد أن لطخوا القصة برسومات وشعارات كارهه لمحتوى القصة

مع تعليقات سيئة غير أخلاقية وتهديدات بشن ازعاجات للكاتبة

مما جعلنا نرجع للقرص المضغوط الذي سلّمته الطالبة لنا

لنعيد نشرها من جديد...

وقد حدث هذا الأمر ليلة البارحة

ولم تستمر عملية ( الهكرز ) الا ساعة فقط

وتم إرجاع محتوى القصة بتفاصيلها الى ما كانت عليه

وعند التحقق من الامر ،
عن طريق فنيي المنظومة الخاصة باللجنة

تبين أن من قام بفعل ذلك الأمر هم طلبة يدعمهم أحد أساتذة

الجامعة ....وقد تم التعرف عليه من خلال معلومة وصلت

من أحد الطالبات التى كانت من ضمن المشاركات في هذا الأمر

وعند التحقيق معها أوضحت أنها كانت

من ضمن التنظيم الماسوني المُنتشر في الجامعة

وقالت لقد ندمت ورجعت بعد قراءتي للقصة ....

.................................................. .....

فكيف ستتعامل ( ماجدة ) مع هذا التهديد

وهل ستنجح في توصيل فكرتها أمام الأشهاد

وماهي المواقف التى ستؤثر فيها في حفل الأفتتاح

هذا ماسيتم معرفته في نهاية العِقد لهذه القصة


من

الرجوع من الذهاب...بعيداً

تقديري لكم جميعاً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم...اندبها

آفراح
10-22-2017, 09:14 AM
ممتع ورائع هذا الجزء وقصة لها اهداف
تحية

آفراح
10-22-2017, 09:15 AM
جزء مميز و مشوق وفي انتظار الجزء التالي
تحية

عاشقة الأنس
10-22-2017, 12:26 PM
جزء رائع وكل جزء أجمل من الآخر
ودي لك

عاشقة الأنس
10-22-2017, 12:28 PM
جزء مدهش وحمستني لمعرفة الأحداث المتبقية
نحن في الانتظار
ودي لك

اندبها
10-22-2017, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على رسول الله
http://wahjj.com/vb/imgcache/14677.imgcache.jpg (http://www.up-00.com/)
وأكتمل العِقد
http://wahjj.com/vb/imgcache/14771.imgcache.jpg (http://www.wahjj.com/up/download/46f7c87cc7.html)

وعندما قال رئيس تنظيم المعرض كلمته واستكمل في قوله
ــ وهنا أخوتنا الحضور وجب أن أضيف واقول

واوضح للكاتبه ماجدة عبد السلام ولكم انتم

من باب المصداقية والشفافية ، أنه حدث إختراق لموقع

اللجنة من قِبل مجموعة شباب مُنتمين لهذه الجامعة الموقرة

وحاولوا إلغاء ومسح مشاركة الطالبة ماجدة

بعد أن لطخوا القصة برسومات وشعارات كارهه لمحتوى القصة

مع تعليقات سيئة غير أخلاقية وتهديدات بشن ازعاجات للكاتبة

مما جعلنا نرجع للقرص المضغوط الذي سلّمته الطالبة لنا

لنعيد نشرها من جديد...

وقد حدث هذا الأمر ليلة البارحة

ولم تستمر عملية ( الهكرز ) الا ساعة فقط

وتم إرجاع محتوى القصة بتفاصيلها الى ما كانت عليه

وعند التحقق من الامر ،
عن طريق فنيي المنظومة الخاصة باللجنة

تبين أن من قام بفعل ذلك الأمر هم طلبة يدعمهم أحد أساتذة

الجامعة ....وقد تم التعرف عليه من خلال معلومة وصلت

من أحد الطالبات التى كانت من ضمن المشاركات في هذا الأمر

وعند التحقيق معها أوضحت أنها كانت

من ضمن التنظيم الماسوني المُنتشر في الجامعة

وقالت لقد ندمت ورجعت بعد قراءتي للقصة ....


وهنا الحقيقة انزعجت جداً وساورني القليل من الخوف

بأن هناك من يريد أن لا يرى القصة
تخرج للنور كي لا يفتضح أمرهم

وأني اعلم أن هناك ممارسات وتهديدات ستُشن عليّ

ولكن حسبي الله ونعم الوكيل ...وأستكمل رئيس اللجنة بقوله:

ــ فتم توقيفه والتحقيق معه مٌستمر

وعليه اقول اخوتنا الحضور أن المشاركة

على حسب اللجنة والقُراء والضيوف

تعتبر من أفضل المشاركات التى وصلتنا حتى الان

وسوف نعطي مجال للتعرف اكثر على صاحبة المشاركة

وهذه المشاركة هي قصة

الرجوع من الذهاب بعيداً

للكاتبة الطالبة ماجدة عبد السلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعند سماع الأسم أنطلقت الصالة

بالتصفيق والهتاف والزغاريد ، فنظرت الى أسرتي

وضيوفي من أسر زميلاتي فوجدتهم يلوحون

بأيديهم نحوي ويهتفون بأسمي

وأمي وعمّتي نزيهة ووالدة مفيد ووالدة مروى مفيد يصفقن بشدة

وينظرن لي ....

واما أخي أحمد فقد فتح مُدرج كرة قدم من الخلف

مع أصحابه ، بالتصفيق والصياح والهتافات الشبابية...

بعد أن أنهى رئيس اللجنة كلمته

تكلم نائب رئيس اللجنة قائلاً

ــ بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أن نذهب ونتجول في أقسام المعرض

وجب أن نقف قليلا لندعم ونشجع ونتعرف على

الكاتبة ماجدة عبد السلام صاحبة رواية

الرجوع من الذهاب بعيداً ...

فقد نالت هذه الرواية الكثير من التأييد من قِبل

السادة الأدباء والمثقفين المشاركين بنتاجاتهم الادبية في المعرض

وحتى دور النشر أرادت ان تساهم في تنشيط

البُنية الثقافية في الجامعة بالتعاون مع الكاتبة

فأقول كلمة اخيره

قبل ان نترك المجال للموهبة الصاعدة الكاتبة

ماجدة عبد السلام

اٌقول إن أي دعم مهما كان نوعه في مجال الثقافة والعلم

بمختلف فروعه لابد وأن ياتي من الجامعات

والمدارس ، ففيهم طاقات هائلة تحتاج للدعم والتشجيع

والمستفيد النهائي من هذه الدعم

هو بناء البُنية التحتية الثقافية التى تُدعم

وجود الارضية الطيبة للمجتمع والبلاد

وعدم تهميش أي طاقة مهما كانت بسيطة ....

وأن من قام بمحاولة تهديد الطالبة ، أقول له

هدد من شئت ، فهذه بلادنا وهذا ديننا وهذه بيئتنا

ولن تصل الى مُبتغاك وسنشن عليك حرب لن نرحمك فيها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وتكلم بعده المذيع الداخلي وهو في نفس الوقت

احد أعضاء اللجنة

اخوتنا واخواتنا الكرام

نطلب من الكاتبة الطالبة ماجدة عبد السلام

الحضور هنا لنتعرف عليها وللصحفيين أو من أراد

أن يسأل أو يستفسر منها عن شيء فستتعاون معكم على ذلك

فعندما نطق أسمي ودعاني للحضور

نظرت لامي وكأني أطلب منها الدعاء ، فرأيتها

ترفع ايديها امام وجهها وكذلك كل السيدات الحاضرات

واما والدي وعمي يوسف وعلي ورأفت

وبالذات عمي رأفت فقد قبض علي يده وأغلقها وكأنه

يقول لي كوني قوية ولا تهابي شيء فنحن معك ...

واما صاحباتي مريم وسناء وليلى ومروى

واخواتي و فاطمة اخت مفيد

فقد إلتفوا حولي وأوصلوني حتى وصلت للمنبر المخصص

واحاطوا بي من كل جانب وكأني رئيس دولة حكم شعبه

بالحديد والنار ويحيط نفسه بحرسه الخاص مخافة الاغتيال ...

فهمست مريم لي قائلة

ــ هيا ياعاشقة ابدعي وأبهريهم

وضغطتت على يدي

ودفعتني الى امام مكبر الصوت ...

وبحركة اللا ارادية مسكت مكبر الصوت وكأني خائفة

عليه من السقوط بيدي الأثنين والصقت فمي مباشرة

بمعدن مكبر الصوت ....

فما كان من اختي جيهان وسناء يهمسن لي

ــ ابتعدي قليلاً ولاتلمسي مكبر الصوت

وقولي بسم وأقرأي سورة الفاتحة في قلبك ...وآيات من سورة طه

فلما سمعتهم هدأت قليلاً ورفعت رأسي فوجدت الصالة

مليئة بالحضور ورأيت اخي احمد من بعيد رافعاً يديه ليُسكت الحاضرين

فأحسست بأن أقل حشرة تمشي في نهاية الصالة ، أحسست أني

أسمع صوت مشيتها أو حفيفها ..من فرط الهدوء

والأنتظار لِما ساقوله ....

فبادرني وأخرجني من أرتباكي المذيع الداخلي قائلاً:

ــ نرحب بالكاتبة الطالبة ماجدة عبد السلام

فتفضلي بقول كلمة بالخصوص ....

فاقتربت واخذت نفساً طويلاً وقلت

قال تعالى في سورة طه

ــ بسم الله الرحمن الرحيم

( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)

وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)

والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده...

النبي الذي علمّنا في أول آية نزلت عليه ، أن نقرأ ونفهم ونتعلم

حتى يكون لنا سلاح يُبعدنا عن الجهل والمطامع من الجاهلين

اللهم صلِ وسلم وبارك عليه

الاستاذ الدكتور رئيس الجامعة الموقر

والأساتذة رؤساء الكليات والضيوف والأدباء والمثقفين

وكل الشرائح المُشاركة في هذه التظاهرة الطيبة

وأيضاً الى عائلتي وعائلة زميلاتي والذين أعتبرهم من الان

هم عائلتي الثانية .....والاخوة الزوار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا الطالبة ماجدة عبد السلام والمُنتسبة لكلية العلوم قسم كيمياء

والتى قررت فيها المُشاركة في هذه الدورة بقصة

حاولت جاهدة ان تكون فيها المُتعة الأدبية والرسائل المهمة

لأصلاح المجتمع والبيئة المحيطة ومن ثم البلاد والعباد

وهذه القصة هي عبارة عن مذكراتي الشخصية

الخاصة بي والتى كنت أكتب فيها كل شيء يخصني

في محاولة تذكيري بما فاتني والبحث عن اجابات لكل مايصادفني

وأني اعلم تمام العلم أن موضوع كتابة المذكرات الشخصية

غير صحيحة لان الله سبحانه وتعالي جعل لنا النسيان

نعمة ....فليس بالضرورة أن نتذكر امواتنا ومآسينا بأستمرار

كي لانقع فريسة البُكاء على أطلال الماضي

فالحياة هكذا لحظات وتنتهي والبراعة في كيف نستغل هذه

اللحظات ونستمر ، والامر الوحيد الكفيل بتذكره هو اخطاءنا

وأثامنا واجرامنا بحق أنفسنا ...حتى نسعى لأصلاح ذاتنا

ونُكثر من التوبة والأستغفار ....

من هذا الباب التذكر طيب ولا بأس به

وفي حالتي هذه في القصة كنت الحقيقة أكتب كل شيء

من باب تذكر ماذا حصل لي حتى أصل للمستقبل من تصرفات

صحيحة وأنتم بالتاكيد سادتي الحضور تعلمون محتوى

القصة والرسالة التى وردت فيها

والتى كانت السبب في تشجعي وأشتراكي في المعرض

فالواجب ليس مقتصر على رُعاة وحُكام البلاد في المحافظة

على المجتمع من الأنهيار والفساد والتشرذم

بل حتى القارئ البسيط او المثقف البسيط

حتى بكلمة ربما يتم الأصلاح بها فئات كبيرة

والفضل لله ثم لوالديا ولزميلاتي بالأسم مريم وسناء

وليلي ومروى واخواتي وكل من ساندني من أهلي

واخص بالذكر أعمامي يوسف وعلي ورأفت

فأقول لهم بارك الله فيك وأكرمكم ولي الشرف في مناداتكم

بأعمامي فأنت أخوة أبي الذي لا أخوة له ....

هنا انطلقت الصالة من جديد بالتصفيق الحاد

وقد رأيت رئيس اللجنة مع بعض الضيوف يهزون رؤوسهم

ببط وكأنهم مُعجبين بقولي مع التصفيق....

والان اقول لكم أنا مُستعدة لأي أستفسار عن القصة

ولكن قبل ذلك اود أن اقول لكل من حاول طمس الحقيقة

ومضايقتي وتهديدي أقول لهم باني أعرفهم جيداً

وأعرف فكرهم الضال وهشاشة أعتقاداتهم

وأن الله سبحانه وتعالى حامي دينه وعِباده من أمثالكم

ولن اتوانى في فضحكم بما أستطعت

فهذه أرضي وبيئتي وديني وأهلي وعشيرتي

فلن تستطيعوا فعل شيء ....فانتم سُكان الشقوق والظلام والدهاليز

فالذي ينتصر هو من يقف في النور وليس في الخفاء....

فنهض أحد الأساتذة من كلية الأداب قائلاً

ــ في البداية ارحب بك كمحترفة وليس كناشئة كتابة وتأليف

فقد أطلعت على روايتك منذ أن تم نشرها في الموقع

وعليه فأقول لك أحسنت ولي بعض الأسئلة

ــ تفضل

ــ هل كل الأسماء التى تم ذكرها في الرواية صحيحة وحقيقية

ام هي أسماء مُستعارة ....؟

ــ كل الأسماء كانت حقيقة في مذكرتي الخاصة

وعند أشتراكي بها أردت أن اغيرها ، مٌحافظة على خصوصيات

أصحاب الأسماء ، الا بعض الأسماء من ضمنهم أسم والدي

وأخي وأخواتي وأساتذة الجامعة في قسم الكيمياء

وأالأسماء الأخرى الواردة هي صحيحة وحقيقية

الا صاحب القصة أو بطل وبطلة القصة ...

ــ وهل المواضيع التى تم طرحها في القصة حقيقية أو مجرد

خيال كاتب وشطحات مؤلف

لأنه أن كانت حقيقية فهذا يعني أنك في موضع مُقلق قليلاً

فستواجهين استنكار واستهجان وأحياناً تكذيب ....

وتهديد كما حصل مع من هددك وحاول شطب القصة ...؟

ــ اولاً اقول هنا وانا مدعومة بتوفيق ربي ثم بدعم أسرتي وأصحابي

ولا أخاف الا من خالقي فقط

اما خفافيش الظلام فلن يستطيعوا شيء

وهنا رأيت عائلتي مُمسكة يديها ببعض مع عائلات زميلاتي

وكان هناك مكروه سيصيبني ....

وبالتالي أقول نعم كل الذي ذكرته صحيح ومعروف وعندي

كل الشواهد والأدلة والبراهين لأثبات أن ماقلته في الرواية

هو صحيح وليس كما قلت شطحات مؤلف ...

والدليل على مصداقية قصتي ، هو ماحدث من امر تهديدي

ومحاولة تحييد قصتي ومشاركتي

من ان هناك حتى هنا في نطاق الجامعة هناك من يحمل

الفكر المُضاد الضال والاعتقاد الفاسد الذي أتى من أيدي يهودية

نصرانية لاهم لها الا الفساد والأفساد ....

وانا أتحمل كامل المسؤلية ، فالقضية التى طرحتها

ليس قضيتي فحسب بل هي قضية بلدي ووطني وأمتي وبيئتي

فديني لن أفرط فيه لمن أتى بفكر وعقائد مُخالفة وكفريات

تحت مُسميات العلمنة والتطور والأندماج في ثقافات الغير

فثقافتنا هي التى تعطينا مانقص مِنّا.....

وهنا تكلم أحد الضيوف وهو أديب علمت بان له كُتب ستنشر

في المعرض ....قائلاً

ــ مرحب آنسة ماجدة

هل تعلمين أن ماطرحتيه هو متداول ومعروف ولاجديد فيه

والكل يعلمه ويعرفه ....فلم تأتي بشيء جديد....

ــ سيدي الفاضل أقول لك أني اعلم أن ماطرحته ليس بجديد

بل مُستشري في بلادنا العربية الأسلامية

ولكن هل تعلم أنت أن الطرق على الصخر بقطعة خشب

ستؤثر فيه حتى وأن طال الزمن ....

فإن لم يتأثر الصخر الأن ...فأقسم لك بأنه سيتفتت بعد فترة

وهنا يأتي دور المثقفين او الذين يدّعون الثقافة

أن لا ييأسوا ويندمجوا مع الموجود ، ولا يماروا الأخرين

بحجة أنهم لم يستطيعوا التغيير وهذا خطأكم معشر المثقفين

هنا انطلقت الصالة بالهتاف والتصفيق على كلمتي

وشعرت ان هذا الرجل هو من يحمل فكر مُضاد أو من النوع

الذي ينحني امام الصدمات ويخافها ويفضل الكتابة

التى تدغدغ المشاعر والهروب من طرح الوقائع ...

فسألته مرة اخري

ــ هل تقول لي سيدي الفاضل ماهو نوع كتاباتك التى أشتركت بها

في المعرض لعلني أستفيد منها ...؟

وهنا أعطيته جرعة خفية لأوقعه في شر فكره

فأصلح جلسته وأقترب من مكبر الصوت كي يُسمع الأخرين انتاجاته

مفتخراً بها قائلا:

ــ نعم بالنسبة لي فقد قمت بتأليف رائعه من روائع الأدب العربي

وهي رومانسية بلا منازع تماثل رائعة الكاتب العالمي التركي الأصل

( فريدون زعيم أوغلو ) صاحب رواية ( حُرقة الحُب )

فيمكنك أن تتعلمي منها فنون الحُب .....!!!!!

ولماذا تسألين ...فرواياتي أشهر من نار على علم....؟

ــ أسأل واقول لك هل نحن في وطننا المُحتل ثقافياً وعقائدياً

والتى تتكالب علينا الثقافات والاهواء والمُعتقدات الغربية

هل نحن في حاجة في هذا الوقت لمن يعطينا دروس في العشق والحب

وترك اليهود والنصارى يسرحون ويمرحون

ويغيرون ويبدلون كل شيء في وطننا

وديننا .....

ألم تكن لدينا نخوة ودين لنتعلم ماذا قال الله تعالى في حق من يتتبع

أهواء اليهود والنصاري وثقافاتهم بحجج واهية

ألم يقل الله تعالى في سورة البقرة

( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى

حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى

وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )120

فهل هذا هو الصواب برأيك ....؟

فسكت ولم يعقب ، وهنا شعرت بالزهو والأفتخار بأني أتكلم

بحرية ودون قيود أو خوف

فجائني سؤال مُباشر لم أكن أتوقعه

من أحد الضيوف وهو كبير في السن يناهز عمره عن العقد السابع

ــ مرحب أبنتي ماجدة

لقد أعجبني ردك وشجاعتك وفصاحتك ودفاعك عن فكرك

ولكن لي سؤال وهو هل أسم بطل القصة هو ( حازم )

أسمه الحقيقي أو مُستعار ، وهل هو بالفعل كان ولازال

مُنتمي لهذا التنظيم أم على حسب روايتك أنه تراجع

وهل هو موجود حالياً ليعطينا فكرة كشاهد عيان

على ماذكرتيه في قصتك ....؟

هنا الجمني هذا السؤال وارتبكت في كيف سأرد عليه

وكيف سأدافع عن ( مفيد ) فشعرت أن قلبي سيقف

فقررت أن اتخطى هذا السؤال وهذا من حقي

أن لا أجيب على أي سؤال أراه يزعجني

فقلت بعد أن أصلحت من وقفتي

ــ سيدي الفاضل اقول لك لا أجابة .....

فلم أدري بنفسي ألا وأني أتحرك جانباً لأفسح المجال

لعاصفة قد أتت تشق الحاضرين بعنفوانها

المعهود وترفع يدها وتقول من بعيد

ــ أنتظري ياوردتي ....لاتتوقفي

فنظرت اليه فوجدته حبيبي ومن خفق له قلبي

انه ( مفيد ) راعي وردته ....

وهو يحمل بيده مُغلف حتى وصل الى حيث أقف

وغمز لي بطرف عينه وقال

ــ كنتي رائعة ياوردتي ..فابتعدي واعطيني فرصة

فلم أدري ما أقوله سوي أني أبتسمت له أبتسامة باهته

وأشرت له بالتفضل ليحل مكاني ووقفت جانبه

ــ السلام عليكم اخوتنا الحضور

لعلكم تستغربون من أكون وكيف أدخل عليكم

بدون أستئذان او تضنون بأني متطفل على مهرجاناكم الثقافي

ولكن حين تعرفون السبب ستتوقف قلوبكم

أنا ياسادة هو نفسه ( حازم ) بطل الرواية

وأسمي الحقيقي هو ( مفيد رأفت ) ...

وأن كل ماتم ذكره في القصة هو حقيقي وأنا مستعد

للأجابة على أي سؤال .....

والأجابة على سؤالك أستاذنا الفاضل

هو نعم انا شاهد عيان على هذا الأخطبوط

الذي وضع اصابعه وأذرعه حول بلادي وحول

وطننا العربي الكبير وحول معتقداتنا وديننا

وثقافتنا .....وهذا الأخطبوط هو من تسمونه خطأَ

بأبناء العمومة وهم اليهود وتابعيهم من أنصاف مُثقفي هذه الامة

وأني أعلم أن من بينكم الأن مُحبي ومُنتمي الى التيار اليهودي

المُسمى الماسونية ....وانه أحد أعضاء نادي ( الروتاري )

وأنا هنا أتحدى الكل في نفي أنه ليس هناك من

هو مُشترك ودائم العضوية في الأندية الماسونية ....

فسكت الحضور لبُرهة ، وتراجع صاحب السؤال

فقد كان من خلال جلسته أنه سيناقشني ....

وأنا هنا أقول لوردتي ماجدة عبد السلام

انا معك ماحييت ، وسأنشر كل أسماء ومواقع وأماكن هذا التنظيم

فليفعلوا مايشاؤن ....لأني كُنت معهم ومُتبع لفكرهم

ولكن بحُب ومصداقية وردتي ...عرفت المنزلق الخطير الذي

عشعش في فكري ...حتى جعلني اقدس أحجاراً من دون الله

ثم ألتفت لي وهو حامل لعبته وقال:

وهذه اللعبة التى طالما حيرتك هي امامك أدوس عليها

بقدمي لأشتري راحتى وعقلي وديني وبيئتي وعائلتي

وأنت معهم .....

فوضع تمثاله تحت أقدامه وضغط عليه فتهشم

فانطلقت الصالة من جديد بالهتاف والتصفيق

لدرجة ان عمي رأفت قفز من مكانة وأتى لمكاننا وهو يقبل

أبنه مفيد ويحضنني ويقول وهو يقترب من مكبر الصوت

ــ وانا والده الأستاذ رأفت وهذا أبني وأنا فخور به

وبوردته ....

هنا إقتربت حبيبتي مريم وقالت بعد أن مسكت مكبر الصوت

ــ وأنا أسمي ( رحاب ) في القصة وأسمي الحقيقي هو مريم يوسف

وتتابعت زميلاتي سناء وليلى ومروى بذكر أسماءهم الحقيقية

وهم يحضنوني ويبكون

فقال مفيد

ــ نعم هذه هي وردتي التى أصلحت من شاني ليس بالكلام

بل بالحُب والرأفة والمصداقية فأرجعتني لربي ولأسرتي ولمجتمعي

فلماذا تغضون الطرف عن الأخرين المنتشرين في ما بينكم وفي الجامعة

وفي البلاد من أمثال الأستاذ ( شكري ) والأندية المفتوحة

ليل نهار تحت مُسمي الروتاري والليونز ...لماذا......؟

ممن تخافون ....لا شيء يخيف فهذا البُعبع هو هش

ويعشعش في الظلام وبين الأزقة المُظلمة

فليخرج للنور وسيرى كل البنات هُن ماجدة وكل الرجال هم مفيد

اخيراً أسألكم سؤال واريد الأجابة عليه حالاً

هل بلادنا ووطننا العربي الكبير وديننا الأسلامي لايستحق

أن ندافع عنه ونحرص على المحافظة عليه

ام العلاقات الخارجية والتمدن والتحضر والعلمانية المقيتة واليهود

هم أولي في المحافظة عليهم .....؟

فسكت من سأل ولم يُعقب

فألتفتت لمفيد وانا مُحاطة بوالده وزميلاتي

وقلت له لماذا يامجرم تفعل بي هكذا وتركتني فريسة

لأفكاري في عدم مجيئك وتركي اصارع لوحدي

فضحك عمي رأفت وقال

ــ أنا من شجّعه على عدم الأفصاح لك بما سيفعل

وقلت له نريدها مُفاجأة تُلجم الكُل

ــ نعم ياعمي فقد ألجمتني ....

وفي هذه اللحظات قال المذيع الداخلي

ــ نشكرك اختنا ماجدة والأستاذ مفيد

ولم يبقى الا سؤال واحد وهو من أحد أصحاب

دور النشر فليتفضل

ــ السلام عليكم

وعليكم السلام

هل تنوين نشر قصتك ليس في نطاق الجامعة

بل خارج نطاقها لتصل لأكبر شريحة ممكنة من القٌراء ...؟

ــ حالياً أستاذي الفاضل

عندما كتبتها لم يدور في خُلدي الربح المادي ، أو محاولة

نشرها للكل ، بل كانت فكرتي أني سأعرضها هنا في المعرض

فقط لمحاولة سماع صوتي في الدفاع عن ديني ومعتقدي

فردّ صاحب دار النشر قائلاً

ــ أنا على أستعداد لنشرها بعد طباعتها وكل الحقوق الأدبية

هي للمؤلف وستكون هناك عقد مالي بيننا

ليضمن لك حقوقك في بيعها ....ما رأيك ....؟

فأقتربت من مكبر الصوت وقلت

ــ في الحقيقة .....

فقاطعني عمي رأفت قائلاً

ــ بارك الله فيك أخي ولكن الرواية سبق وأن تم

حجزها للطباعة منذ أمس وبالتالي

نعتذر منك على ذلك ....

هنا نظرت لعمي رأفت وقلت له:

ــ ماذا فعلت

طبعاً بعد ما اغلقت مكبر الصوت بيدي

فقال :

ــ انتظري وسوف أقول لك كل شيء وليس الأن

صفق الحاضرون على مُبادرة عمي رأفت

وقال المذيع الداخلي

ــ اختنا ماجدة هل تريدين أن تضيفي شيء

قبل الذهاب للتجول في أقسام المعرض ، فأنت موهبة تستحقين

أن نستمع لك ....

ــ الحقيقة ليس لي أضافة وما علىّ الا شكركم جميعاً

فأوقفني عمي رأفت مرة أخرى قائلاً:

ــ انا لي إَضافة لو سمحت من فضلك

ــ تفضل استاذ ...

فنظرت لمفيد هامسة له ماذا يريد عمي أيضاً

فهمس قائلاً:

ــ انتظري القنبلة القادمة

ونظرت لمريم مُستغربة

فأشارت لي بأصابعها الأثنين وهمست

ــ هذه المفاجأة الثانية ...

إستكمل عمي رأفت كلامه

ــ وإضافتي اخوتنا الكرام هي اني اريد أن أستدعي

الأستاذ عبد السلام والد الطالبة ماجدة ...الي هنا

فرأيت والدي يتحرك تحت التصفيق من احمد وجماعته

فوصل للمكان بعد ان قبلني قائلاً

ــ لم أدري أن أبنتي الحبيبة مميزة وقوية ولها عُشاق

لم أعلم بهم ...

.وأردف كلامه بضحكة

فخجلت وقلت له:

ــ سامحني بابا أعلم أنه خطأ

ولن يتكرر .....

فقال عمي رأفت موجهاً كلامه للحاضرين

ويتجه من حين الى حين لوالدي ولي ولأبنه

ــ هل تسمح لي استاذ عبد السلام في أن نتوج هذا الحُب

بزواج أبني مفيد من أبنتك ماجدة ....؟

فضحك وأبتهجت ملامحه قائلاً:

ــ لا أجد ما أقوله عن أبنك بعد أن عرفت

كل شيء عنه وعنك وعن أبنتي ومغامراتها

ولكن الامر ليس بيدي....بل بيد ماجدة نفسها

وأشار لي بيده في أن اقترب

فخجلت وقلت:

ــ له أفعل ماتراه مناسب وأنا موافقة

ففرح مفيد وقفز على والدي مُقبلاً اياه في كل مكان من وجهه

وأنطلقت عاصفة من التصفيق

وألتفت زيملاتي مريم وسناء وليلي

ومروى واخت مفيد ( فاطمة )

حولي وهم يصيحون

ــ ويقولون واخيراً فٌزت ياعاشقة

هي بنا لنخرج من هذه الورطة

قلت لهم هذا الكلام وأنسحبت على أصوات

عاصفة من التصفيق

وأتيت لوالدتي ووالدة مفيد وعمّة مريم ووالدة مروى

فألتفوا حولي قائلين:

ــ مرحباً بابنتنا المشاغبة

المُحبة أو كما يقول عنك مفيد وردتي

فلم أجد بُد ألا ان بكيت من فرط فرحتي

وخرجنا جميعاً من الصالة وتجولنا في أرجاء المعرض

ورأيت والدي مع عمي رأفت يتحدثان

على أمر لم أعرفه الا لاحقاُ وهو تاجيل الزفاف

حتى تنتهي فترة دراستي واتخرج أي بعد شهور

وبالفعل تم زواجي من مفيد

وسكنت مع والديه ...

بعد ان تخرجت مع سناء وليلي ومريم ومروى

وأصبحنا نتزاور في ما بيننا ولم تنقطع علاقتنا

وأنظمت لنا اخت مفيد ( فاطمة ) ....

وقد أفصح لي والد مفيد عمي رأفت ، بأن هديته لي

كانت طباعة قصتي ونشرها وكل عوائدها المالية هي لي

فأشترى لنا بها بيت مُنفصل ،

ولكني رفضت الأنتقال اليه وفضّلت السكن مع العائلة

أما ماحدث مع من ذكرتهم في الرواية

فقد تم التحقيق مع الدكتور ( نادر ) الذي تم أتهامة بالتحرش

في الطالبات ، بعد ان أنكر ولكن تم جلب الكثير من الطالبات

ليشهدن ضده ـ وبالفعل اعترف وقال فعلت ذلك بحسن نية

وبخصوص الجامعة ، فقد تم مراقبة المكتبة العامة

من التثبت من الكُتب والمنشورات الخارجة عن نطاق

العلم والثقافة الغير مدسوسة

وتم القبض في ما بعد على مجموعة ومن ضمنهم أستاذ

في الجامعة الذين حاولوا الدخول لموقع المعرض وشطب قصتي

واتضح انهم ينتمون لنفس التيار والفكر...

فتم التعامل معهم ....بتوقيفهم عن الدراسة الي حين

فأصبح العداء الواضح لليهود والماسونية في الجامعة

عن طريق المُلصقات والمناشط الطلابية ....

اما ماكان من أمر الأستاذ شكري

فقد علمت من مريم أنه سافر لجهة اخري من البلاد

ولم يعد له نشاط ...وقد إفتضح أمره

بعد ان تم نشر الرواية على أكثر من صعيد

والذي دعم الموقف هو ماقدمة حبيبي مفيد من خلال قائمة

تضم شخصيات اعتبارية وفنية واعلامية تنتمي للماسونية اليهودية...

كوثيقة مُرفقة بالرواية ...

حتى وصلت للمنتديات الأجتماعية فتبنوا نشرها

لما فيها من إفادة واستفادة ومُتعة

وقد تعرضنا في البداية للمضايقات والتهديدات

، وبعدها إنتهى امر إزعاجنا

وجهاد هذه الفئة الأخطبوطية ، مازال لم ينتهي بعد..

وهذه هي نهاية قصتي التى أكملت بعض أحداثها

بعد إفتتاح معرض الكتاب في مذكرة اخرى تكملة للأولى

وها انا الأن مًمدة على كرسي في الصالة اطوي اخر صفحة فيها وأتفرغ

للمزعج حبيبي مفيد صاحب الحديقة

وللمولود الذي سيأتي بعد شهر ....

أختكم ......

ــ حبيبي مفيد ...مفيد ....أين ذهبت...؟

ــ نعم ياوردتي ....

ــ هل احضرت لي كوب من الماء

ــ أنت تأمري ياوردتي ...فشكلك مُضحك وأنت مُمدة ، ببطنك المنتفخة

وأعقبها بضحكة لطيفة

فأشرت له بإخراج لساني له تهكماً عليه كالطفلة....

فإن شاء الله يكون أول مولود هو بنت

وساسميها وردة......

ــ أطلق عليها الأسم الذي تريد فإن أسميتها وردة

فسترى منها مارأيته من أُمها ....

ــ أتمنى ذلك ولي الفخر ....

ــ والان دعني أختم قصتي بتوقيع

ماجدة عبد السلام ومفيد رأفت

http://wahjj.com/vb/imgcache/14772.imgcache.gif (http://www.wahjj.com/up/download/d1c588132b.html)

أخوتنا الكرام

وبعد أن أكتمل عِقد اللآلي لهذه القصة

آملاَ أن تكون قد نالت اعجابكم

ويكفيني انها أولى محاولاتي والتى عِشت معها

بتفاصيلها حين كتبتها وقد وجدت الأستمتاع الكثير

لدرجة انه في احد الحوارات وهي كثيرة تأثرت جداً بالمواقف

وكأني أرى أبطال القصة أمامي وبالتحديد في

في لقاء ماجدة مع مريم في حديقة الجامعة

والاحتفال بأفتتاح المعرض

فتوقفت عن الكتابة ....ثم واصلت الكتابة

فقد وصل بي الأمر أني أقرأ في كل جزء أكثر من مرة

قبل أن أعتمده ...لأستمتاعي الشخصي بحواراتها

فأقول لكل من تابع وتواصل وشجع

بارك الله فيكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم

وأشكر أختي الاستاذة منال
على متابعاتها واهتمامها بدمج الاجزاء


ولدعمها الشامل مع باقي اخوتنا المميزين

تقديري وامتناني الكبير لكم

وأقول ماكان لله دام وأتصل

وما كان لغير الله أنقطع وأنفصل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم....اندبها
همسة
( لا احلل نقلها الا بكتابة منقول )

اندبها
10-23-2017, 12:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

الذي اتى بنهج ومسلك وتشريع يغنينا عن اتباع

اهواء وتخبطات من لا فكر ولا ودين يردعهم

اللهم صلّي وسلم وبارك عليه

الاخوات الفضليات

عاشقة الانس

والطيبة افراح

والأستاذ حسام الدين بهي الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة لم أرد على مداخلاتكم وردودكم

لاني تركت الامر في الختام لأتفرغ لقول ما شعرت به

من تقدير وامتنان وبهجة لمروركم وكتابة ماشعرتم به

خلال قراءتكم للقصة او الرواية

فأقول لكم بارك الله فيكم وعليكم

وأكرمكم الله بما هو اهل لكم ولآل بيوتكم

وحفظكم الله من شر الأهواء والفتن ما ظهر منها وما بطِن

فهذا هو ديننا وهذا هو تشريعنا وهذه هي رسالتنا

الخالدة فلنحافظ عليها ونتمسك بهدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم

ونحذر من الاهواء والافكار والتقلبات الفكرية والتى تأتي حتى

من بني جلدتنا من المسلمين او الذين يدّعون الاسلام

من انصاف المتعلمين والذين يعتنقون فكر خالف تُعرف

في رفض حتى تشريعاتنا المُلزمة بالتنفيذ وجعلها

قابلة للنقاش والتبديل والتغيير وهذا هو لُب الفكر الماسوني

في نبذ النظام الرباني واستبداله بنظام العلمنة والتحضر والمدنية المقيتة

تقديري وامتناني لكل من قرأ وشاهد حتى وان لم يكتب رد

فهذا لايهمني فكل الذي يهم ان يقراء ويعلم ويعرف

في أي منحدر أصبح العربي المسلم يُقاد منه

تقديري للكل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم ....اندبها

منال نور الهدى
10-23-2017, 07:14 PM
أخي أندبها والكاتب الرائع والامع تابعت وقرأت قصتك منذ البداية وكنت أتابع بصمت وأقرأ كل جزء تطرحه
ومن ثم أترك لك اعجاب دليل على قرائتي لها..
وكنت أنتظر الجزء الموالي بشغف لمعرفة الأحداث المتبقية لأن القصة فيها التشويق و الاثارة
وكذلك تحمل من المغزى الكبير و الهدف السامي الذي غزى على جميع أجزاء القصة وهذا ما جعلنا نتلهف لمعرفة النهاية
والقصة حملت فكرة ورسالة ماجعلها تنال على اعجابنا ومتابعتنا لها
ففيها الحبكة التي جعلت تسلسل الأحداث يتماشى مع كل جزء منها
واختيارك للأشخاص في اطاره وما تقتضيه القصة والحوار بها
وحتى الزمان والمكان لعب دور كبير بقصتك هذه والتي تلائن مع جميع مناسباتها
وكان أسلوبك اللغوي ممتع وسلس وبسيط ومفهوم للجميع الذي شد القارئ
فإختيارك للكلمات المعاني من الاستعارة والتشبيه والحوار الذي زادها متعة أكثر
أبدعت حقا في تركيب تلك الشخصيات وكان موضوع القصة برمته هادف وفكرته موحدة وشاملة
فلقد أردت أن أترك تعليقي وتعقيبي يكون في آخر العقد لهذه القصة حتى أعطيه حقه الكامل
أتمنى لك المزيد من التألق وأن يحقق لك ما تصبو اليه وتكون روائي بارع
وفي انتظار مثل هذه القصص التي منهلها غني ونجد المتعة عند القراءة
فلك وافر تقدير و النجاح ومزيدا من هذا العطاء أخي أندبها
لروحك السعادة

اندبها
10-24-2017, 09:43 PM
منال نور الهدى;72019[/font]]أخي أندبها والكاتب الرائع والامع تابعت وقرأت قصتك منذ البداية وكنت أتابع بصمت وأقرأ كل جزء تطرحه
ومن ثم أترك لك اعجاب دليل على قرائتي لها..
وكنت أنتظر الجزء الموالي بشغف لمعرفة الأحداث المتبقية لأن القصة فيها التشويق و الاثارة
وكذلك تحمل من المغزى الكبير و الهدف السامي الذي غزى على جميع أجزاء القصة وهذا ما جعلنا نتلهف لمعرفة النهاية
والقصة حملت فكرة ورسالة ماجعلها تنال على اعجابنا ومتابعتنا لها
ففيها الحبكة التي جعلت تسلسل الأحداث يتماشى مع كل جزء منها
واختيارك للأشخاص في اطاره وما تقتضيه القصة والحوار بها
وحتى الزمان والمكان لعب دور كبير بقصتك هذه والتي تلائن مع جميع مناسباتها
وكان أسلوبك اللغوي ممتع وسلس وبسيط ومفهوم للجميع الذي شد القارئ
فإختيارك للكلمات المعاني من الاستعارة والتشبيه والحوار الذي زادها متعة أكثر
أبدعت حقا في تركيب تلك الشخصيات وكان موضوع القصة برمته هادف وفكرته موحدة وشاملة
فلقد أردت أن أترك تعليقي وتعقيبي يكون في آخر العقد لهذه القصة حتى أعطيه حقه الكامل
أتمنى لك المزيد من التألق وأن يحقق لك ما تصبو اليه وتكون روائي بارع
وفي انتظار مثل هذه القصص التي منهلها غني ونجد المتعة عند القراءة
فلك وافر تقدير و النجاح ومزيدا من هذا العطاء أخي أندبها
لروحك السعادة


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
النبي الأمي الذي علمّنا وعلّم الدنيا كلها المنهج القويم
والمسلك السليم الخالي من الأبهامات والغموض
فأتى لنا برسالة نقية نقاء البرَد في السماء

وسلمنا أياها نظيفة نقية طاهرة للتنفيذ والتطبيق والعمل بها
فأوصانا بأتباعها ونبذ كل ما من شأنه أن يغيرها ا و يبدلها
من النصاري وتابعيهم اليهود فشككوا في اصول ديننا وبدلوا تشريعاتنا
ولم يكن الامر بالغصب بل بأقناع بني جلدتنا ممن يدعون بعلماء
ومثقفين عصريين استباحوا ارض التشريعات المُلزمة التنفيذ
وجعلوا منها وسيلة لطلب الشهرة والمجد وتطبيق مبدأ خالف تُعرف....
فألتصقوا بثقافات الغرب المقيت تحت بند العولمة والتحضر والانطلاق نحو التقدم الأتي من الغرب
فلم يدروا أنهم يُنفذون سياسات ومناهج من سبقهم من فُساد اليهود
الماسونيين دون أن يعلموا ذلك ، فأصبحوا للأسف دُعاة نُصرة لكل فكر غربي
ومعارضي لكل تشريع ديني اسلامي حقيقي
وقد تنبأ رسولنا الكريم بمثل هذه الافكار من قبل
فحذرنا من أن نتبعهم ونتبع فكرهم الممجوج
اللهم صل وسلم وبارك عليه
الاستاذة والسيدة الفاضلة منال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرورك ومتابعاتك اعلمها جيدا واعلم انك تتركين نسمة طيبة خلفك فليس
حُباَ في كلمات الشُكر بل رغبة في أن تتطلعي على ما كتبت
وكأنك تُعلميني بأنك مررت من هنا
وهذا الامر اعلمه تماما سوى بتركك لآثار مُزهرة خلفك أو بدمجك المميز
لكل جزء يتم نشره وهذا الذي كنت اريد فعله ، فقمت انت بفعله بأمتياز وكأنك انت
من كتبت الرواية وتشعرين كيف يكون حالها مع القُراء والمتابعين فأشكرك
واثني عليك الخير كله لك ولآل بيتك الطيبين
والحقيقة الرواية في كل مرة اتسلى بقراءتها من جهازي المحمول
وكانت تؤثر فيّ في كل مرة وأندمج معها وكأني اقرأها لأول مرة
بفضل تيسير الله لي في كتابتها والحمد الله انها وصلت بالكيفية والطريقة التى ابتغي
فجعلت فيها البساطة وتحريت الصدق في طرح القضايا الواردة فيها فلم آتي بمشكلة
او فكر خيالي بل جعلت الواقع الملموس لكل قارئ هو المسيطر لان بيئتنا العربية المسلمة
فيها من الوقائع الحقيقية الكثير جدا فوجب ان ندخل لدهاليزها لنخرج منها العِبر
والدروس المستفادة فزمننا هذا لايستحق ان نجعله زمن ووقت
للشهوات وتحريكها والضحك على القارئ
واسكاته بتوفير الملذات له ودغدت عواطفه
فالكاتب الحقيقي وجب ان يسعى لتحريك الساكن وليس لتسكين المتحرك وجعله
يهدا بجرعات فيها الابتذال والسطحية في الطرح
فأحترام القارئ وجب ان يكون هو المسيطر وعدم الضحك عليه بقصص تصلح للتندر واحياء الشهوات
وهنا اختي الكريمة منال
سأعتذر من بطلة القصة ( ماجدة ) لأقتبس منها ماقالته لأحد الأدباء المشاركين في المعرض
والذي كنت اعلم ان مثله كثير وكثير جدا في هذا الزمن فجعلته شاهد ومثل لأنحطاط ثقافتنا
عندما قالت تسأله
ــ هل تقول لي سيدي الفاضل ماهو نوع كتاباتك التى أشتركت بها

في المعرض لعلني أستفيد منها ...؟

وهنا أعطيته جرعة خفية لأوقعه في شر فكره

فأصلح جلسته وأقترب من مكبر الصوت كي يُسمع الأخرين انتاجاته

مفتخراً بها قائلا:

ــ نعم بالنسبة لي فقد قمت بتأليف رائعه من روائع الأدب العربي

وهي رومانسية بلا منازع تماثل رائعة الكاتب العالمي التركي الأصل

( فريدون زعيم أوغلو ) صاحب رواية ( حُرقة الحُب )

فيمكنك أن تتعلمي منها فنون الحُب .....!!!!!

ولماذا تسألين ...فرواياتي أشهر من نار على علم....؟

ــ أسأل واقول لك هل نحن في وطننا المُحتل ثقافياً وعقائدياً

والتى تتكالب علينا الثقافات والاهواء والمُعتقدات الغربية

هل نحن في حاجة في هذا الوقت لمن يعطينا دروس في العشق والحب

وترك اليهود والنصارى يسرحون ويمرحون

ويغيرون ويبدلون كل شيء في وطننا

وديننا .....

ألم تكن لدينا نخوة ودين لنتعلم ماذا قال الله تعالى في حق من يتتبع

أهواء اليهود والنصاري وثقافاتهم بحجج واهية

ألم يقل الله تعالى في سورة البقرة

( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى

حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى

وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )120

فهل هذا هو الصواب برأيك ....؟


فتقديري وامتناني الدائم لك وان شاء الله هناك مواضيع اخرىستكون مفيدة وقيمة يستحقها رواد هذا المنتدى الطيب بأدارته واقلامه
امتناني لك وشرّفني متابعاتك لي وكذلك اخوتنا سوى الاعضاء او الزوار فقد اثلجوا
صدرى بمتابعاتهم وهذا يدل على تعطش القارئ
الحقيقي للفوائد وليس لدغدت العواطف
أعتذر للأطالة في ردي هذا ولكن حسبي انكِ تستحقين أن أعطيك حقك كاملاً

تقديري لك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك ....اندبها