الحكمة

منال لا أريدك أن تفرقي بين الحكمة والفلسفة ..

فالحكمة هي الفلسفة والفلسفة هي الحكمة..

ولا فرق بينهما البتة..

صحيح أن الكثير قدجعلوا فروقًا بين هذين العلمين..

ولكن هذا لايعني أنهم على صواب..

فأكثر الناس يغلب عليهم البله والحمق..

وقد ذكر الله ذلك جليًا في كتابه الكريم فقال :

" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله "

وعلى ذلك جديرٌ بك أن تتبعي القلة ولا تتبعي الكثرة..

وبعد فإن الإنسان لا يكون حكيمًا إلا بشروطٍ ثلاثة..

أولها تقوى الله..

وثانيها أن يكون على إطلاع على علم الرياضيات خصوصًا الهندسة الفراغية..


على أن هذا الشرط قد أقترحه فيلسوف العقليات الفرنسي ديكارت..

وثالثها أن يكون أديب والأديب الذي أقصده هو الشخص القادر على إنشاء المقالات..

وهذا الشرط هو شرط الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس..

الآن جاء دورك يامنال أن تقولي لِما هذه الشروط بالذات..

وإن أستطعتي أن تفسري هذه الشروط ففسريها..

بل هناك فرق الحكمة منحة ربانية والفلسفة هي تأويل وتساؤل دائم عن معرفة الأسباب
وماهيتها والجدل قائم لا يتوقف لإسكات الخصم أو افحامه..
بكيف وماذا ولماذا وهل ولعل ....الخ
وأشهر الفلاسفة هم من الغرب أي شيوعيين ومسيحيين ولقد ظهرت وعرفت في القرن التاسع
والإسلام جاء في القرن السابع ونقدر أن نقول أن الحكمة مرافقة له،
فهي مستمدة من التقوى والورع ومخافة الله و المعرفة والخبرة والتجربة ..
و مذ أن ظهر الإسلام و العلم بارز به في جميع النواحي وأبرز العلماء هم مسلمون وعرب
ونقول أن علماء الإسلام هم من لهم الفضل في قيام وبروز العلم لحد الآن..
لا تقول أني خرجت عن الموضوع لكن أود أن نعرف أن الحكمة ليست توأم الفلسفة
بل الفلسفة هي من تجاري الحكمة وتلتمس منها العلم:
والحكمة يتفرع منها الذكاء والحنكة وعلم الكلام وكذلك الفراسة
التي هي نور من الله يبعثه في قلب المؤمن الذي أراد الله له ذلك
وفي الحديث النبوي الشريف الذي يقول " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"
والفلسفة لا تحوي هذا بل هي علم وجب أن يتعلمه الانسان ليقوي مهاراته ليتفقه فيه ليكون لبيبا في هذا العلم
الذي هو مبني على النظريات والجدل المفتوح...

الآن جاء دورك يامنال أن تقولي لِما هذه الشروط بالذات..

وبخصوص سؤالك أعتقد لتحصين واثبات الرأي بالقدرة والمعرفة التامة ليحوز
على الإقناع بالأدلة والبرهان دون الوقوع في النقيض أوالعدم وبين شتات الأمر.

وأحببت أن أقول أمر مهم أخي يماني هناك من علمه قليل لكن حكمته بالغة اذا نطق كان منطقه بالحق
واذا تكلم كان كلامه منصف وعادل وله من الفراسة الشيء الكثير.

منال نور الهدى..

انتِ فيلسوفة بالفطرة ليست مجاملة ولكنها الحقيقة..

وهذا الشيء نعمة من الله فاحمديه واشكريه كثيرًا..

وأي شيء أفضل للإنسان من أن يكون فيلسوف وحكيم..

إلا أنني اريدك تتوسعي في علم الفلسفة..

لأنه سيزيدك فطنة وذكاء..

وعليه فابدئي بالبحث عن كتب الفلاسفة واقرأي ولاتملي..

صحيح أنها ستكون غامضة في بداية الامر..

ولكنها مع الممارسة ستتضح لك وتصبح سهله..

مُجمل القول فأنا لست على يقين..

على أن هناك فروق أم لا..

وكأنني مضطرب في هذا الامر..

رأيك كان جميل جدًا..

تحياتي..!!