سَمَاءُ الأُنسِ تُمطِر حَرْفًا تُسْقِي أرْضَهَا كلِمة رَاقِيَة وبِـ قَافِيَة مَوزُونَة و نبْضُ حرْفِ يُفجِّرُ ينَابِيع الفِكْرِ سَلسَبِيلًا، كُن مَع الأُنِسِ تُظِلُّ بوارِفِ أبجدِيَتِهَا خُضْرَة ونُظْرَة وبُشْرَى لـ فنِّ الأدبِ و مَحَابِرَهُ. وأعزِف لحنًا وقَاسِم النَاي بِروحَانِيَة وسُمُوِ الشُعُور و أَرْسُم إبْدَاعًا بِـ أَلْوَانٍ شَتَّى تُحْيِ النَفْسَ بِـ شَهقَةِ الفَنِّ نُورًا وسًرُورَا كَلِمةُ الإِدَارَة







جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة > ريآض الآحاديث النبوية

ريآض الآحاديث النبوية آحاديث نبوية ، آحاديث الصحابة عن رسول الله وآحاديث قدسية

الإهداءات
منال نور الهدى : طهروا أفواهكم من الغيبة بالاستغفار.. وطيبوا مجالسكم عن اللغو بالأذكار.. وعطروا أيامكم بالصلاة والسلام على النبي المختار. منال نور الهدى : إذا كنت تنام متى ما تشاء.. و تقوم متى ما تشاء دون اي مراعاة للصلاة.. عندئذ ستبقى في دائرة الاحزان.. ما دامت الصلاة ليست في دائرة اهتمامك0

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 05-03-2018, 03:09 PM   #191


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وستة و ثمانون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسـلام على سـيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام:
ورد في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ القِيامَةِ ))


هذا الحديث أيها الأخوة على إيجازه، وقد لا ننتبه إلى أبعاده، من هو اللعان ؟ الذي لا يألف الناس، فإذا رأى منهم نقصاً أبعدهم، وأسقطهم من حسابه، ولم يعبأ بهم، اللعان صيغة مبالغة، يعني كثير اللعن، أي خطأ يُرتكب معه يهدر كرامة هذا الإنسان ويقسو عليه في الكلام ويصرفه، هذا اللعان لا يمكن أن يكون هادياً إلى الله، المعنى المعاكس أن الذي يتصدى لهداية الخلق يجب أن يكون صدره رحباً، ونفسه طويلاً، وقلبه كبيراً، وحلمه كثير، عليه أن يستوعب الناس، أن يترفق بهم، مثل من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام:
هل يستطيع شاب في حضرة النبي أن يقول له ائذن لي بالزنا، والزنا من الكبائر أمام أصحاب النبي، فالصحابة هاجوا وماجوا، فقال دعوه، تعال يا عبد الله، النبي ما لعنه ولا أبعده، ولا طرده، ولا وبخه، ولا أمر بضربه، ولا أمر بإخراجه، تعال يا عبد الله أتحبه لأمك ؟ تصور أمه يُزنا بها، فاحمر وجهه، قال له لا، قال له ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك ؟ قال لا، قال أتحبه لابنتك ؟ قال لا، قال أتحبه لعمتك ؟ قال لا أتحبه لخالتك ؟ قال لا، يقول هذا الشاب دخلت على رسول الله وليس شيء أحب إلي من الزنا، وخرجت من عنده وليس شيء أبغض إلي من الزنا.
إذاً لم يلعنه، ولم يوبخه، ولم يطرده، ولم يسبه، الآن تجد إنسان إذا شاهد آخر ترك جزئيات السنة يقيم الدنيا ولا يقعدها، قال له عيد مبارك، قال له يركب عليك جمل هذه الكلمة لم ترد عن رسول الله، ماذا فعل لك ؟ ماذا قال لك ؟ نبه بلطف.
شاب يصلي وإلى جانبه شيخ وقور، يبد أن هذا الشيخ أعجبته صلاة هذا الشاب فأثنى عليه، ودعا له أن يرزقه الله صلاة في الحرم المكي، طبعاً الدعاء طويل اختصره بكلمة واحدة، قال له حرماً إن شاء الله، جحظت عينا الشاب، وانتقع لونه، وأحد فيه النظر وقال هذا لم يرد عن رسول الله، أن تقول له حرماً، هذه بدعة، قال له وهل ورد عن رسول الله قلة الذوق ؟.
هذا الحديث دقيق جداً، يجب أن يكون قلبك كبير جداً، ونفسك طويلاً، وصدرك رحباً، ورحمتك غالبة، أن تحب الناس جميعاً على أخطاءهم، أن تأخذ بيدهم، أن تتلطف معهم، أن تترفق بهم، أن تعدهم مرضى وأنت طبيبهم، لذلك ورد في أحد الأحاديث القدسية:
(( إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ))
فهذا اللعان القناص، الذي يكثر اللعن والإبعاد، هذا لن يكون باباً إلى الله، لن يوظفه الله في الدعوة إليه، الذي يضع نفسه تحت قدمه، ويتواضع لمن حوله، قال تعالى:
﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)﴾
( سورة الإسراء )
ويقول في آية ثانية:
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)﴾
( سورة الشعراء )
ما لم يطبق الدعاة أخلاق رسول الله، أو ما يقلدوا أخلاق رسول الله، لن يستخدمهم الله ليكونوا باباً له، لذلك " لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعاءَ " لن تستطيع أن تهدي إنساناً وأنت تلعنه.
جيء بشارب خمر إلى رسول الله، وقد لعنه أصحابه، قال لا تلعنوه، إنه يحب الله ورسوله، شارب خمر ! مغلوب على أمره، النبي فرق بين معصية الكبر، ومعصية الغلبة، إبليس قال:
﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾
( سورة الأعراف الآية: 12 )
﴿ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61)﴾
( سورة الإسراء )
استنكف أن يعبد الله عز وجل، هذه معصية الكبر، لكن سيدنا آدم قال:
﴿ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (115)﴾
( سورة طه )
﴿ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)﴾
( سورة البقرة )
يعني أهون ألف مرة أن تقصر غلبة من أن تستنكف أن تعبد الله عز وجل، فالنبي قال لا تلعنونه إنه يحب الله ورسوله، والتي زنت وكانت محصنة، وجاءت النبي عليه الصلاة والسلام، تطلب إقامة الحد عليها، مع أنه في الحكم الشرعي ليست مكلفة أن تفضح نفسها، وما دام الله قد سترها ليست مكلفة، وليس كل إنسان مكلف أن يرفع للإمام من زنا لا، إلا أن الإمام إذا بلغه ذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( لا عفا الله عنه إن عفا ))
فجاءت النبي عليه الصلاة والسلام ليقيم الحد عليها، فقال، انتظري حتى تلدي ولدت، قال انتظري حتى تفطميه، فطمته، ثم جاءت وبيد ابنها كسرة خبز، يعني أكل فأقام عليها الحد، تنفيذاً لأمر الله عز وجل، بعض الصحابة لعنوها، قال لا تلعنوها، والله تابت توبة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم.
أيها الإخوة الكرام:
(( لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ القِيامَةِ ))
يعني ما ممكن الله يستخدمك بالدعوة وعندك حقد، لا يمكن الله يستخدمك بالدعوة وعندك قسوة، لا يمكن الله يستخدمك بالدعوة وأنت لا تحب الناس.
إحدى مديرات المدارس الخاصة، إن أرادت أن تعيين معلمة تسألها هذا السؤال هل تحبين الصغار ؟ إن كنت لا تحبين الصغار لا يمكن أن تنجحي عندي.
أقول لكم هذه الكلمة الأب يجب أن يحب أولاده، الأب الحاقد دائماً ينقد على أولاده لن يكون هادياً لهم أبداً، المعلم يجب أن يحب طلابه، الداعي يجب أن يحب إخوانه، لما يدخل الحقد، والنقد، واللعن، والقسوة، والإبعاد، والتكفير، والتشريك، والتبديع، انتهى الداعية، نحن لسنا أوصياء على الناس، نحن دعاة ولسنا قضاة، أنت لست قاضي، خالق الكون الذي حياتنا بيده، وكن فيكون، وزل فيزول، قال:
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾
( سورة البقرة الآية: 256 )
أفأنت أيها الإنسان تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين ؟ ادعوهم.
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
( سورة النحل الآية: 125 )
واحد دخل على ملك قال له سأعظك وأغلظ عليك، قال له لا يا أخي، ومن أنت ؟ لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، أرسل موسى إلى فرعون، ومع ذلك قال:
﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
( سورة طه )
إذاً لم يُبعث النبي لعاناً، بُعث هادياً، والدليل أنه في الطائف بالغوا بإيذائه وبالغوا بتكذيبه، وبالغوا بالسخرية منه، ومع ذلك لما جاءه ملك الجبال، وقال يا محمد أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين، قال: (( لا يا أخي اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله ))
دققوا في هذا الكلام: أولاً قال: " اللهم اهدي قومي " ما تخلى عنهم، ماذا قال النبي الكريم ؟ " اللهم اهدي قومي " ما تخلى عنهم، واعتذر لهم ودعا لهم، قال " اللهم اهدي فإنهم لا يعلمون " ورجا الله أن يخرج من أصلابهم من يوحده، هذه أخلاق النبوة.
حاطب بن بلتعة، ارتكب خيانة عظمة، قال لقريش إن محمداً سيغزوكم فخذوا حذركم، هذه خيانة عظمى في جميع أنظمة العالم، جاء به، قال ما هذا يا بلتعة ؟ جاء بالكتاب قال له سيدنا دعني اضرب عنق هذا المنافق، قال له لا يا عمر، إنه شهد بدراً لمَ فعلت هذا يا حاطب ؟ قال والله يا رسول الله ما كفرت ولا ارتدت، ولكني لصيق في قريش أردت بهذا الكتاب أن أحمي أهلي ومالي، وأنا واثق من نصر الله لك، فقال عليه الصلاة والسلام: إن صدقته فصدقوه، ولا تقولوا فيه إلا خيراً.
هذه أخلاق النبوة، فالذي يريد أن يكون داعية إلى الله يجب أن يتخلق بأخلاق رسول الله في الدعوة إلى الله " لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ القِيامَةِ " فإذا كان في القلب حقد ونقد وقسوة واستعلاء وكبر، سيد الخلق وحبيب الحق، وسيد ولد آدم، وسيد الأنبياء، وسيد المرسلين، أوتي الوحي، أوتي القرآن، أوتي المعجزات، أوتي الفصاحة أوتي الجمال، أوتي النسب، كل هذه الصفاة يقول الله له أنت أنت يا محمد:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾
( سورة آل عمران الآية: 159 )
الآن تجد واحد لا هو نبي، ولا رسول، ولا يوحى إليه، ولا معه معجزة، ولا معه قرآن، ولا جميل الصورة، ولا فصيح اللسان، وغليظ ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾
أيها الإخوة:
هذا الحديث على إيجازه، وعلى قصره دقيق جداً، الذي يلعن لا يستخدمه الله في هداية الخلق، ما لم تضع نفسك تحت قدمك لله.
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18)﴾
( سورة الجن )
هذا المسجد لله، وهذا المنبر منبر رسول الله، وهذا الكرسي كرسي الدعوة.





والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-03-2018, 03:11 PM   #192


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وسبعة و ثمانون )






الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسـلام على سـيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام:
النبي عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الإمام البخاري في عقوق الوالدين:

(("إِنّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرّجُلُ وَالِدَيْهِ ))

لكن واقعياً لا أعتقد واحد بالمليار يلعن والديه ، لكن النبي أراد معناً آخر ، ليس الذي يتبادر إلى أذهاننا ، أن إنسان يقف بين الناس ويلعن والديه ، أنت حينما تسيء للناس تسبب اللعن لوالديك ، أنت حينما تأكل أموالهم بالباطل يقال ابن من ؟ أنت حينما تعتدي على أعراضهم ، يقال ابن من ؟ فلو وسعنا الأمر أوسع بكثير ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ))

[رواه أحمد في مسنده والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان عن أبي هريرة ]
وقد يتبادر المعنى الذي ما أراده النبي أن المسلم الحقيقي لا يؤذي المسلمين لا بلسانه ولا بيده ، وكأنه يفهم أنه مسموح له أن يؤذي غير المسلمين ، لا ، ليس هذا المعنى المعنى من سلمت سمعة المسلمين من لسانه ويده ، المعنى أنك إذا أسأت إلى غير مسلم لا يتهمك بل يتهم دينك ، لا يقول فلان أساء إلي ، يقال الإسلام أساء إلي ، لكن لا سمح الله ولا قدر لو وقع خلاف بين مسلمين يقول المسلم الأول فلان الفلاني أساء إلي ، ويعتم على كلمة مسلم ، أما لو أسأت إلى غير مسلم لقال هذا الذي ليس مسلماً المسلمون متخلفون ، المسلمون أغبياء ، المسلمون قتلة ، نحن كيف نتهم ؟ نتهم أننا قتلة ، إرهابيون ، متخلفون ، جهلة فقراء ، متشاكسون ، هذه قائمة التهم التي نتهم بها في العالم الغربي ، لأنه في ممارسات خاطئة من بعضنا عممت على الآخرين ، أنا أقول لكم دائماً هذا الطرف الآخر أوربي أمريكي ، أسترالي ، لا يمكن أن يفهم الإسلام من القرآن ، ولا من السنة ، ولا من علماء المسلمين لا يفهم الإسلام إلا من هؤلاء المسلمين الذين أمامه ، فقط ، فإذا كان أكثرهم يكتب تصريحات كاذبة ، وإذا كان معظمهم في السجون ، وإذا كان سجون الغرب والشرق معظم نزلاءها من المسلمين لا يعبئون لا بقرآننا ، ولا بديننا ، أنت بالضبط حينما ترى إنسان سيء جداً ، متخلف ، لا يخطر ببالك للحظة أن تقرأ كتاباً عن دينه ، لو رأيت واحد بوذي بالطريق فقير ، قذر ، يتسول ، جسمه ظاهر ، هل يخطر في بالك لثانية واحدة أن تقرأ كتاب عن البوذية ؟ مستحيل ، هذا البوذي بهذه الطريقة حجبك عن دينه ، وأنا أقول لكم ، مئات بل ألوف بل ملايين المسلمين يحجبون العالم عن دينهم ، إذا أدى تصريح كاذب.
مرة كنت عضواً في لجنة الحج العليا ، وخطر في بالنا خاطر دائماً نقول الحج لمن بلغ 58 ، و62 ، يعني الحج فقط للمهرهرين ؟ فقط ، هذا الشاب الذي في أول حياته ألا يحج ؟ فخطر في بالنا تجربة جديدة ، أن نسمح لكل مواطن أي يقدم طلب للحج ، من دون نظر للسن إطلاقاً ، لكن بشرط أن يكتب تصريح أنه لم يحج سابقاً ، وأنا متأكد بالمئة مليار لو التزم المسلمون لسار هذا التوجيه لعشر سنوات قادمة ، شاب في أول حياته ، أنا أثناء الطواف لا أغبط إنسان بالحج إلا الشاب ، في جهد كبير الحج ، طواف ، وسعي ، قلت من قال الحج للمهرهرين ؟ لأصحاب الأعمار المتأخرة ؟ كتبوا هؤلاء المسلمين التصريحات جاءنا 28 ألف طلب ، نحن مسموح لنا فقط 20 ألف ، رجعنا على السن ، ثلثين الذين قدموا التصريحات كاذبين ، حجي ويكذب ؟‍! عبادة هذه ، صار في توجه جديد أنه كل إنسان يحج لكن إذا كان حاج سابقاً ارتاح ، اعمل عمرة أثناء الشتاء ، لا في ازدحام والجو لطيف ، ودع الحج لمن لم يحج سابقاً ، ثلثي الطلبات كتبوا تصريحات كاذبة ، وهو لعبادة ، ذاهب لعبادة.
فلذلك إخوانا الكرام: كيف يجب الإنسان أن يحترم المسلمين ؟ تجد على الطائرة الطائرة 300 راكب ، وكل راكب معه رقم المقعد ، ولا يمكن أن تمشي من دون راكب ، لا تقلع ، لأن الراكب خرج من سوريا ، يتقاتلون على السلم ، فكر قليلاً ، لو وقفت آخر راكب صعدت تنزل بمحلك الطبيعي المرقم على بطاقتك ، والطائرة لا تطير من دونك.
والله مرة كنا بالحج ، وانتظرنا 7 ساعات بمطار جدة ، في تأخر بالطائرة فقدموا لنا شطيرة وعلبة عصير ، في واحد لم يعطوه فسب الدين ، وهو آتي من الحج ! كيف تحترم المسلمين بهذا الوضع.
يا أيها الإخوة الكرام المعلومات ما عاد لها قيمة ، القيمة للسلوك ، والصحابة الكرام ارتقوا ووصلت رسالتهم إلى أطراف الدنيا لا بمعلوماتهم ، أقول لكم هذه الكلمة وأعني ما أقول ، لو فهم الصحابة الكرام الإسلام كما نفهمه نحن والله الذي لا إله إلا هو ما خرج الإسلام من مكة المكرمة ، للمدينة ما كان وصل ، أما أن يصل إلى أطراف الصين وأطراف باريس ، بالتطبيق.
أحد الصحابة أثناء الهجرة ألقي القبض عليه فقال ببساطة عهداً علي إن أطلقتموني لم أحاربكم ، صدقوه وأطلقوه ، وصل للمدينة ، أخبر النبي فرح به ، بعد سنة أو أشهر من فرحه بالجهاد انخرط ، قال له ارجع ، ألم تعاهدهم ؟ انظر إلى الدقة ، نحن لما نكون أخلاقيين لا تتكلم كلمة واحدة غلط ، ولا تأكل قرش حرام غلط ، ولا تحك الدواء إذا انتهى مفعوله ، ثمنه 800 ليرة يحك التاريخ ، يأتي طفل يبيعه ، يصلي ، يقول لك لا تصلي.
إخوانا الكرام:
كلمة قاسية أتكلمها ، إذا تغش المسلمين ضع صلاتك ، وصيامك ، وحجك بالحاوية ، إذا تغش المسلمين ، مرة واقف بمحل في بياع بندورة يبع بندورة ، نوع الكيلو بستة ليرات ماسك ، ونوع بليرتين تعبان ، ففي زبون عبأ الكيس كله من الذي ثمنه 6 ليرات ووضع على الوجه من الذي ثمنه ليرتان.

(( ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط ))

(( من لم يكن له ورع يرده عن معصية الله تعالى إذا خلا بها لم يعبأ الله بسائر عمله ))

[ رواه الحكيم عن أنس رضي الله عنهما ]

نحن أزمة تطبيق ، والله كل واحد منكم وأنا معكم معنا معلومات عن الإسلام لو طبقنا 10 % منها لكنا صحابة ، 10 % ولا مطبق ولا واحد بالألف منها ، معلومات معلومات ، صار في إدمان ، إدمان على سماع الدروس ، يقول لك اخرمت ، مثل السوسة نريد الآن تطبيق ، تطبيق واحد خير من مليون كلمة تسمعها غير مطبقة.
فلذلك أيها الإخوة من (( إِنّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرّجُلُ وَالِدَيْهِ ، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ يَلْعَنُ الرّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قالَ: يَلْعَنُ أَبَا الرّجُلِ فَيَلْعَنُ أَبَاهُ ، وَيَلْعَنُ أُمّهُ فَيَلْعَنُ أُمّهُ ))

فلذلك السفيه ينبغي ألا تستفزه ، لأنك إن استفززته يسب دينك ، ويسب إلهك ويسب نبيك.
أيها الإخوة:
المهم أن ندع الكلام ، وأن نأتي في تطبيق ، وكل إنسان يحاسب على عمله وكل إنسان يلقى الله باستقامة ، فالاستقامة هذه يمكن أن ترفعه إلى أعلى عليين ، يعني غير ممكن الطبيب أن يطلب 12 تحليل ، يتفق مع الخبر تحلل أول واحد ، والباقي الأجرة مناصفة تكتب طبيعي ، 11 تكتب طبيعي ، لا تحلل ، غير معقول ، فالطب يسقط ، المحاماة تسقط الهندسة تسقط ، التعليم يسقط ، فنحن عندنا خلل في السلوك خطير جداً ، هذا الخلل طال كل المهن ، حتى الراقية منها ، الطبيب مظنة صلاح ، يشير عليه بخلاف مصلحة المريض لا يحتاج إلى عملية ، تحتاج إلى عملية فوراً ، وإلا تتفاقم ، والله أنا عشرات ، والله زراني أخ الساعة الثانية بالليل ، بوضع نفسي منهار ، له بنت عمرها سنتين ، توقفت كليتها ، فشاهد طبيب فقال له تحتاج إلى عملية استئصال فوراً ، وطلب مبلغ دين ، قلت والله هذا المبلغ لا أملكه ، لكن أنا أعرف طبيب بولية من كبار أطباء دمشق نصحني ، قال لي كل شيء استئصال إياك أن توافق عليه إلا بعد رأي طبيبين ، قلت له أنا أنصحك اذهب للدكتور فلان قال له من قال لك أنها تحتاج إلى عملية ؟ قال لي الطفل بعمر السنتين في أمل بعد فترة تعمل الكلية ، والله غاب ستة أشهر ، عاودت وعملت ، هذا الطبيب بحق هذا المريض مجرم لماذا ؟ حتى يأخذ أجرة العملية ترك هذه البنت بكلية واحدة ، عندنا من بديهيات الكلية إذا تعطلت هو صغير في أمل أن تعاود عملها ، اشتغلت بعد شهرين ، رجعت طبيعية.
(( الدين النصيحة ))

[ رواه مسلم عن ابي هريرة ]

فلما ننصح بعضنا ، ينصح الطبيب المريض ، يكون دعوى ما في منها أمل إطلاقاً ، في اجتهاد في محكمة النقض لا يمكن تنجح ، يستطيع محامي لا يعرف الله يأخذ ويجيبه 8 سنوات ، بعد هذا يتهم القاضي أن بطنه كبير وأنت ما دفعت لي ، في عنده جواب بالآخر جواب مقنع بالآخر ، هذا ماله كله حرام.
فنحن ديننا ليس بالجامع ، هنا تتلقى التعليمات ، أما دينك بمكتب المحاماة بالمخبر الطبي ، بعيادة الطبيب ، بالمدرسة ، دينك بالمعمل ، ممكن فلاح يأتي بهرمونات ممنوعة دولياً ويكبر فيها الحبة ويرتفع سعر بضاعته ، ولا يعبأ بصحة الناس ، تبدأ من الفلاح للصناعي ، طحينة يضع فيها اسبداج فيها تبيض ، يأخذ بالكيلو عشر ليرات اسبداج مادة مسرطنة ، الطحينة بيضاء ناصعة ، شيء طيب جداً ، هي ليست بيضاء ، الطحينة سمراء أكيد ، وبياضها يأتي من مواد مسرطنة ، تجد لونها أبيض فاتح ، شيء جميل ، أما هؤلاء الناس مرضوا.
إخوانا الكرام:
السرطان عشر أضعاف الآن ، نسب السرطان في بلادنا عشر أمثال ، من الغش عنده معمل معلبات ، في مواد حافظة بنزوات الصوديوم ، مسموح واحد بالآلف يضع ثلاثة بالألف ، لو كسدت تباع ، أما لو كان المفعول المادي انتهى تطبل العلبة وتكب ، يضع ثلاثة بالألف ، ثلاثة مؤذية ، تحتاج إلى ضمير ، غير ممكن أن تصلح حياتنا بالقوانين ، أنه الدين يقوم على الوازع الداخلي ، والقوانين قد ما كانت شديدة تقوم على الوازع الخارجي.
واحد باع لحم كباب سنتين لحم حمير ، ففي بالسجن واحد ، أخذوا ووضعوه بالسجن ، قام واحد وضربه ضرباً مميتاً ، لماذا ؟ قال له أنا آكل عنده لحمة قد حمار ، زبونه كان ، لحم كباب ويبيع لحم حمير ؟
نحن عندنا خلل كبير في حياتنا ، خلل كبير جداً ، من يجلس من الفران الساعة الثانية ليلاً وهو يعجن ؟ فات وقضى حاجة ما غسل يديه ، إذا معه التهاب كبد وبائي ، ينقل المرض إلى 300 آكل خبزه ، هذا مرض قاتل ، ما له دواء ، التهاب الكبد والوبائي ، قد يكون بطور الحضانة ، إذا دخل على الحمام وما غسل يديه جيداً ، وعجن العجين ، وقرصه بيده ، ممكن أن ينقل المرض لـ300 إنسان.
لما نحن ناغي الدين ننتحر ، قال له بعني هذه الشاة وخذ ثمنها ، قال ليست لي قال له قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب ، قال والله لأنني أشد الحاجة إلى ثمنها ، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني ، فإني عنده صادق أمين لكن أين الله ؟.
لا يمكن أن تصلح حياتنا إلا بالدين ، مع احترامي للقوانين ، ونية الموظفين بالضبط لكن لا يستطيعوا ، لا يستطيع الموظف ، لأنه في قضية داخلية ، انظر أثر الدين في أيام الصيف الحارة بشهر آب ، الصيام 17 ساعة ، وأنت تموت من عطشك تستطيع أن تضع نقطة ماء بفمك ؟ هذا الدين ، أمر آية قرآنية ، أما لو كان الصيام أمر بقانون صدر فقط ، تصور الصيام ليس دين قانون ، كم واحد بالصيف يصوم ؟ ولا واحد ، لكن بالطريق لا يفطر، أما بالبيت يمكن لا يصوم بالألف واحد ، إذا كان بقانون معنى القانون له الظاهر.
كنت مرة بأمريكا راكب مع أخ ، ما في إلا يصدر صوت من سيارته ، ما هذا ؟ قال لي سيأتي عمود رادار يكشف السرعة غير العادي ، أنا معي جهاز عكسه ، ينبهني له قبل فترة ، معنى هذا الإجراء انتهى كله ، ما دام في بالسيارة جهاز ، الآن يصنعوا جهاز عند الدولة يكشف أجهزة السيارات ، معنى القوانين معركة بين عقلين ، الأذكى ينتصر ، وأيام يكون المواطن أذكى من الدولة ، ينفس لها كل قوانينها.
فلذلك أيها الإخوة لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بالإيمان بالله ، يجب أن تخاف منه وأنا لا أقنع إلا بالخوف من الله ، أما ممكن أن تلعب على مليون قانون ، لأن واضع القانون إنسان ذكي والمواطن قد يكون أذكى.







والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-03-2018, 03:14 PM   #193


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وثمان و ثمانون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام:
من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الاجتماعية قوله صلى الله عليه وسلم:

(( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّام ))
[ رواه البخاري ومسلم عن أبي حذيفة رضي الله عنه ]


النمام هو الذي يفسد علاقات البشر، يفسد علاقة أخ بأخيه، وشريك بشريك وأم بابنها، وابن بأمه، وأب بابنه، وابن بأبيه، وجار بجاره، هذه العلاقات كيف تفسد ؟ الشيء الذي يلفت النظر تجد مجتمع المسلمين يلفت النظر، على مستوى الأسرى على مستوى العائلة، على مستوى الحي، على مستوى القرية، كل تجمع سكني فئات ومحاور، وأحزاب، وتيارات، وكل واحد يكيل التهم للطرف الآخر بغير حساب، والأحقاد تتولد.
بادئ ذي بدء:
هذه العداوة والبغضاء بين البشر يحكمها قانون قرآني:
﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾
( سورة المائدة الآية: 14 )
يعني لو سألت عن تفسير علمي جامع مانع لهذا التفتت في المجتمعات البشرية هو أن كل طرف على معصية، ما دام على معصية لا يرجو الله، صار في مصالح، صار في تنازع مصالح، صار في رغبة بالسيطرة، إما لكسب مال، أو لكسب حظ، أو لكسب هيمنة، فتجد المجتمعات الإسلامية مع شيوع المعاصي فيها بأسها بينها، قوتها صفر الإنسان متى يقوى ؟ إذا وقفنا جميعاً صفاً واحداً، كيف نخرق ؟ للشروخ التي بين أفراد المجتمع، يعني مثلاً لما يكون في ظلم اجتماعي، يكون في استغلال أحياناً، يكون في طبقية مقيتة، واحد يملك مليون، ومليون لا يملكون واحداً، المجتمع ينشأ فيه خلل خطير، وهذا الخلل يدعو إلى خرقه، فتجد المجتمعات المتخلفة خرقها سهل جداً، يعني بدقائق ينتهي مجتمع بأكمله.
فلذلك أيها الإخوة أحد أكبر أسباب الخلخلة في المجتمع، والانشقاق في صفوف المؤمنين، هو النميمة، إنسان غضب من إنسان، اتهمه بشتى التهم، المستمع لماذا ينقل هذا للطرف الآخر ؟ بدافع من شيطانه.
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً (83)﴾
( سورة مريم )
هو الإنسان يحقق هدف مصلحي مقبول تصرفه، أيام يفسد العلاقات دون أن يكسب شيئاً، تدخل امرأة إلى بيت تسأل الزوجة على الولادة ماذا قدم لك زوجك ؟ تقول والله ما قدم لي شيء، مسكينة تستاهلي والله، لا يعرف قيمتك، وطلعت، ألقت بذور العداوة بينها وبين زوجها، تدخل امرأة ثانية إلى بيت صغير، كيف ساكنة فيه هذا ؟ غير معقول هذا البيت، لا يسكن هذا البيت، فدائماً الطرف الآخر الفسقة، الكفار، المنافقون، همهم عن وعي أو غير وعي، أو همهم بعقلهم الباطن تفتيت المجتمع، شريكين متفاهمين ثلاثين سنة يأتي إنسان ويزورهم، ماذا يعطيك ؟ والله الثلث بثلثين، ما بصير يجب أن تأخذ النصف انتهى العلاقة فسدت، أحياناً يبعث الزوج زوجته إلى بيت أهلها، تلتقي بخالتها أو بعمتها ترجع مقلوبة قلب، سيئة، غضبانة، تحاول أن تزعج زوجها بأي طريقة، هذه مشكلة المشاكل أيها الإخوة.
لذلك " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّام ٌ" لأنه أمتن علاقة بين المؤمنين حطمها، التواصل والمحبة، الآن أنت لاحظ بالمجتمع، يحكي لك شخص عن صديقه، أو عن أخوه، أو عن جاره، يحكي ساعة، هات صديقه لماذا يريد أن يسمعه تصبح الساعة دقيقة، لأنه كله كذب الذي يحكيه، فأنت أيضاً نصيحة كأب، كمعلم، كصاحب مصلحة، لا تقبل كلام واحد على واحد إلا في حضرته، إذا كنت صادق تكلم أمامه، تجد القضية تقلصت للعشر، تقلصت لـ1 % نحنا أكثر شيء يفتتنا النميمة، نقل الكلام، تجد شخص تحترمه ويحترمك، بغيبتك من هذا ؟ غير فهمان، حكاها وغلط، من الذي سبب بالقطيعة ؟ الذي نقل، ممكن أن يكون لك صديق حميم، توده، وفي عمل رائع بينك وبينه، وبساعة من ساعات الغفلة قام ذمك ممكن أن يذمك، وما حصل شيء، أما هذا الذي نقل، هكذا قال فيك، أنت تحقد انتهى قطعته، بالنهاية تجد المجتمع ممزق، المجتمع مشرذم، لذلك ورد في بعض الأحاديث:
(( وَإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخْطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِها في جَهَنَّم ))
[ رواه البخاري عن أبي هريرة ]
كلمة، وحينما تعد كلامك من عملك تنضبط، الآن الناس يفهمون أنه كلام بكلام من قال لك كلام بكلام ؟ يجب أن توقن أن كلامك جزء من عملك، لأنه في كلمة ترقى بها إلى أعلى عليين، وفي كلمة تهوي بها إلى أسفل السافلين، في كلمات تجعل الإنسان كالبركان ولا سيما إذا كان المتحدث عنه امرأة، في شرفها، ورد في بعض الآثار:
(( إن قذف المحصنة يهدم عمل مئة سنة ))
[ رواه الطبراني والبزار وفيه ليث بن أبي سليم ]
فقبل أن تقول، قبل أن تشير، قبل أن تتحرك هكذا، فلانة الله أعلم ؟ حكيت وخلصت، تكلمت وخلصت وانتهى الأمر.
أيها الإخوة:
ما لم نتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في موضوع الغيبة والنميمة، والبهتان والزور، مثلاً:
(( بِحسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلمَ ))
[ رواه الترمذي عن أبي هريرة ]
كفى بك إثماً أن تقول كل ما سمعت، أن تروي كل ما سمعت، في شيء لا يقال، لا يروى، في شيء غير صحيح، في شيء ما له دليل، في تجني، في تسرع.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)﴾
( سورة الحجرات )
القرآن يجب أن يعلمنا لما سيدنا سليمان جاءه الهدهد قال:
﴿ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)﴾
( سورة النمل )
في تحقيق، الآن ما الذي يحصل بمستوى الأسر ؟ تأتي البنت باكية، هكذا قال لي، ضربني، سب أبي مثلاً، هذا الأب لا يفكر لثانية يستدعي صهره ويقول له ما الذي حدث، أبداً، كلام ابنته طابو، الأب يأخذ موقف، يحردونها، يحقد، قد تكون شاتمة أبوه وأمه وعائلته أمامه، وضاربته أيضاً، ما تحمل، لا يخطر ببال أب أن يسأله صهره ما الذي أزعجك من ابنتي ؟ ما في إنصاف.
لذلك عدم التحقق، عدم التثبت، عدم المواجهة، والله أنا أتمنى لا تقبل كلمة من بنت على بنت، ولا من صهر على صهر، ولا من ابن على ابن، إلا أن يجتمعا معاً، تجد 99 % من الكلام الذي يمكن أن يقال تلاشى، لأنه أكثره كذب، والإنسان وحده سبحان الله يتكلم ما يحلو له، كل شيء لصالحه يحكيه، وكل شيء ضده لا يحكيه، فبحسب كلام الناس الكل معهم حق، حتى يروا طرفة:
أن مرة جحة صار قاضي، حكى له أحد المتخاصمين كلام قال له والله معك حق كلام منطقي ومعه أدلة، فلما حكى الخصم قال له والله أنت أيضاً معك حق، كلام قوي ومعه أدلة، فزوجته سمعت الموقف من وراء الستار، قالت له ما هذا الحكم يا جحة ؟ قال لها والله أنت أيضاً معك حق.
ما في تحقيق لأنه، فكل واحد يتكلم يعلم حاله ملك، مرة أخ زارني يزمع تطليق زوجته، بلغ ضجره منها حد لا يحتمل، فأنا لي أسلوب معه، قلت له يعني تخونك ؟ قال لي أعوذ بالله يا أستاذ ما هذا الكلام، شريفة، طاهرة، عفيفة، قلت له وسخة ؟ قال أعوذ بالله نظيفة جداً، طبخها سيء ؟ قال لا والله طبخها طيب، بعد هذا استدرك لوحده واستحى، كان غافل أنها عفيفة، وشريفة، وطاهرة، ونظيفة، وطبخها جيد، أما هو لوحده تراجع.
نحن أيام بدافع الشيطان لا نرى إلا الجانب السلبي، هذا ابن بلتعة ارتكب خيانة عظمى، توجب القتل، فقال سيدنا عمر للنبي الكريم دعني أضرب عنق هذا المنافق، لا يا عمر إنه شهد بدراً، النبي ما أهدر له عمله، كان صحابي جليل وشهد بدر، وأهل بدر لهم مقام عند الله، قال له لا يا عمر إنه شهد بدراً، فلما سأله قال له والله أنا ما كفرت ولا ارتدت ولكني لصيق في قريش، وأنا واثق من نصر الله لك، أردت بهذا الكتاب أن تكون لي عندهم يد بيضاء أحمي بها أهلي ومالي، فالنبي قال إني صدقته فصدقوه، ولا تقولوا فيه إلا خيراً.
فنحن 90 % من مشاكلنا تسرع وسماع من طرف واحد، وعدم تحقق، وعدم إنصاف، ما في إنصاف، يغفر للبنت كل ذنب، أما الكنة لا يغفر لها ذنب أبداً، إذا فاقت النبت الساعة 11 مسكينة تعبانة، إذا الكنة 11 فاقت هذه قردة ملفلفة، كسلانة، لماذا هذه تعبانة وهذه كسلانة، الاثنتين بنات، ما في إنصاف، ما دام في إنصاف المجتمع في حقد يصبح، في تمزق.
أخونا الكرام:
نحن بحاجة إلى تعامل شرعي، بحاجة إلى محبة، بحاجة إلى تعاون، بحاجة إلى تناصر، بحاجة أن نكون سداً واحداً أمام الطرف الآخر، بحاجة إلى ما يسمى بألفة اجتماعية، وهذا الحديث أحد أكبر أسباب التمزق النميمة، أن تنقل إنسان ما قال له فيه إنسان والنميمة لا تأتي إلا بالشر، والنبي قال:
(( فإني أُحِبُّ أنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وأنا سَلِيمُ الصَّدْرِ ))
[ رواه أبي داود والترمذي، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه ]
تجد أخ له مكان عند الشيخ، محترم، يأتي شخص يقول عنه: أنه غير مليح أزعجه أن يكون له مكان، لازم أن يحطم له هذا المكان، فلذلك الذين يبحثون عن عيوب الناس.
(( مَنْ تَتَبّعَ عَوْرَةَ أَخيهِ المُسْلِمِ تَتَبّعَ الله عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبّعُ الله عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِه ))
[ أخرجه ابن أبي الدنيا عن البراء ]
فأنا أرى الصلاة، الصوم، والحج، والزكاة، أركان الإسلام، لكن الإسلام شيء آخر، الإسلام صدق، أمانة، عفة، بعد عن الغيبة، عن النميمة، عن البهتان، عن الازدراء، عن الشماتة، عن التعيير، فإذا سلم المجتمع من هذه العيوب الاجتماعية كنا صفاً واحداً.
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) ﴾
( سورة الصف )










والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-03-2018, 03:17 PM   #194


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وتسعة و ثمانون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام:
الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه الاختلاط، وقد قيل الجليس الصالح خير من الوحدة والعزلة، لكن العزلة أفضل ألف مرة من الجليس السوء، بعد أن تؤمن بالله واليوم الآخر بقي عليك أن تحيط نفسك بأناس يرقون بك إلى الله، قيل لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله، ولا يدلك على الله مقاله، ولو تتبعت الانحرافات التي تجدها في الأفراد أو النكسات التي يعاني منها من سلك طريق الإيمان لعل في معظم الأسباب تعود إلى رفقاء السوء، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تشعر بثغرات الإيمان وأنت مع أهل الفسق والفجور، من هنا تأتي الآية الكريمة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾
( سورة التوبة )
كأن الله عز وجل يبين لنا أنه لن تستطيع أن تطيع الله إلا إذا كنت مع الصادقين والآية الثانية:
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾
( سورة الكهف )
بالمناسبة أيها الإخوة:
المعصية محببة، فيها ثمر عاجلة، وفيها كآبة آجلة، ثم فيها عذاب مستمر بعد الموت، يعني دائماً أضرب هذا المثل، أضربه كثيراً:
راكب دراجة، يمشي في طريق مستوي، ثم واجه طريقين، طريق هابط، وطريق صاعد، الآن بالكلام المعاصر معطيات البيئة الواقعية، طبيعة الإنسان، خصائص الإنسان، حاجات الجسد أن يسلك الطريق الهابط، يتوقف الجهد، تأتي النسمات اللطيفة الطريق معبد، الأشجار على الطريقين، الحدائق الغناء، أما الطريق الصاعد يحتاج إلى جهد كبير، والشيء الغريب أن الطريق الصاعد ترابي، وفيه عقبات، وفيه أحجار، وفيه حفر وفي عرق، وفي تعب، وفي جهد، فكل ما في الطريق الهابط يقول لك اسلك هذا الطريق وكل ما في الطريق الصاعد يقول لك ابتعد عن هذا الطريق، هذا اسمه لسان الحال، فالذي يحكمه الواقع يسلك الطريق الهابط، لكن لو رأيت لوحة جنب الطريق الصاعد يقول لك إن هذا الطريق ينتهي بعد عشرين كم، إلى قصر منيف هو لمن دخله، وفي هذا القصر ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لم تصدق، في صور، موضوعة، مشاهد من أبهاء القصر، والطعام في القصر، والشرفات في القصر، والحوريات في القصر، في مشاهد، وفي نص، وإلى جانب الطريق الهابط في لوحة، هذا الطريق الهابط على جماله ويسر سيره ينتهي بحفرة سحيقة ما لها من قرار فيها وحوش لم تأكل من شهر، وهي تنتظر من تأكله هذه اللوحة هنا، وتلك اللوحة هناك، ألا ينبغي إذا كنت عاقلاً أن تتخذ قراراً معاكساً 180 درجة، هذه القصة كلها.
(( وإن عمل الجنة حزن بربوة. ألا وإن عمل النار سهل بسهوة ))
[ رواه أحمد عن ابن عباس ]
(( حفت الجنة بالمكاره ))
[ أخرجه أحمد وصحيح مسلم والترمذي عن أنس و عن أبي هريرة وعن أحمد و ابن مسعود ]
صلاة الفجر متعبة، نائم للساعة الثانية، وتحب أن تنام للساعة العاشرة ثاني يوم النوم مريح، وإطلاق البصر شيء ممتع، أنت تتملى بمحاسن النساء، والحديث في فضائح الناس شيء ممتع أكثر، وأخذ المال بأي طريق ممتع وممتع، لكن الطبع يقتضي أن تأخذ المال والتكليف أن تدفعه، وسمي التكليف تكليفاً لأنه ذو كلفة، لذلك التكليف يتناقض مع الطبع، هذا التكليف لأنه ذو كلفة، ولأنه يحتاج إلى صراع وإلى جهد هو ثمن الجنة:﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾
( سورة النازعات )
فلذلك هذه اللوحة النصية مع بعض المشاهد، وتلك اللوحة النصية مع بعض المشاهد هذه ينبغي أن تعكس قرارك، فأنت أحد شخصين، إما أن يحكمك الواقع، وإما أن يحكمك النص، مثل آخر:
أنت ذاهب إلى حمص في أيام الشتاء لك قبضة مليون ليرة، هدفك حمص، رأيت في دوما لوحة وضعتها إدارة المرور كتب الطريق إلى حمص مغلقة، بسبب تراكم الثلوج في النبك، لو قرأ اللوحة ملون إنسان عاقل وهدفه حمص وليس النبك، يرجع، هذا الذي في رأسه عقل ما حكمه ؟ النص، دابة ماشية الطريق جاف، والشمس مشرقة، أما الثلجات بالنبك، أين تقف الدابة ؟ في النبك، ما الذي حكم الدابة ؟ الواقع، ما الذي حكم العاقل ؟ النص.
مثل آخر من حياتنا اليومية: الذي يترك الدخان بعد إصابته بسرطان الرئة دابة أما الذي يترك الدخان بعد قناعته أنه انتحار بطيء، ومحرم شرعاً يكون عاقل، هو كل إنسان بعد وقوع الذي توعد الله به يؤمن، الدليل أكفر كفار الأرض فرعون حينما أدركه الغرق قال:
﴿ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)﴾
( سورة يونس ).
المشكلة كلها أنه أنت خيارك مع الإيمان خيار وقت، لا خيار قبول أو رفض، دائماً وأبداً لك مع مليون موضوع خيار قبول أو رفض، عرضوا عليك تجارة وجدت الربح قليل والجهد كبير، وفي مخاطرة، ترفضها، عرضوا عليك بيت جهته شمالية، وسعره غالي وغير مناسب ترفضه، مليون موضوع لك معها خيار قبول أو رفض إلا الإيمان، لك معه خيار وقت فقط، إما أن تؤمن قبل فوات الأوان، وفي الوقت المناسب، وإما أن تؤمن بعد فوات الأوان، وفي الوقت غير المناسب، والدليل فرعون الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)﴾
( سورة النازعات )
والذي قال:
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
( سورة القصص الآية: 38 )
آمن لكن بعد فوات الأوان الله عاتبه وقال له:
﴿ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾
( سورة يونس الآية: 91 )
لذلك في ملمح من كلام رسول الله رائع جداً هذا الملمح أنه صلى الله عليه وسلم حينما استقبل خالد بن الوليد وقد جاء ليعلن إسلامه، فقال يا خالد عجبت لك، أرى لك فكراً.
في أمثلة كثيرة واقعية، وصارخة، والدنيا عرض حاضر، والآخرة وعد صادق، يحكم فيه ملك عادل، وكل إنسان يأمن بالآخرة ويعمل لها يعد اعقل العقلاء.
أنا تكلمت البارحة بدرس كل واحد له أقرباء يتوفون، لكن ما مرة لك قريب غني جداً، بيته ثمنه 80 مليون، تدخل للبيت فيه سجاد وكل سجادة ثمنها 800 ألف، أصفهان والثريات رشنج بلجيكية، واللوحات الزيتية، والرخام، والأونكس، وكله درجة أولى ما خطر ببالك أثناء التعزية أين جالس صاحب البيت الآن ؟ بباب صغير جالس، هذا المثوى الأخير، فهذه الحقيقة المرة، وهي أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
فلذلك مستحيل وألف ألف مستحيل أن تستطيع أن تستقيم، وحولك بيئة سيئة فالعزلة عزلة المجتمع أفضل وسيلة للحفاظ على استقامتك، لكن أحياناً تجد رجل عنده شخصية قوية جداً، وإيمانه قوي، متوهج، معه حجة قوية، لو جلس مع أناس وله عندهم هيبة صمتوا، اجلس معهم، وارتقي يهم إلى الله، يعني هي لعبة شد الحبل، إن شدوك إليهم ابتعد عنهم، وأن أمكنك أن تشدهم إليك، اقترب منهم ميزانك معك، عندك إمكان تؤثر بهم تغير تفكيرهم، يتأدبوا بأدب الإسلام، ينبغي أن تكون معهم، لأنه أنت لك في الدنيا مهمة يعني هذا الذي يجلس برأس جبل ماذا فعل ؟ ما فعل شيء، يأتي يوم القيامة مفلساً.
مرة كنا بمكان جميل، وفي فيلا فخمة جداً، لها إطلالة رائعة، قال لي أحد الإخوة الكرام من باب الدعابة لو أن الله أعطانا مثل هذه الفيلا وجلسنا بها وأمضينا حياتنا كلها مناظر جميلة، قلت له تأتي يوم القيامة مفلس، لازم تجلس بمدينة كلها تلوث، وكلها عي، وكلها مشاكل، وتحل مشاكل الناس، وتأخذ بيدهم إلى الله، وتسعى لهدايتهم، وتتحمل قسوتهم أحياناً، وغلظتهم أحياناً، وتطفلهم أحياناً، وتخدمهم حتى تأتي يوم القيامة معك عمل صالح، لأن هذا السرور يوم القيامة.
يعني ممكن طالب معلق آمال كبيرة على الدراسة يأتي بسخان للسندويش أمامه وقليل من الموالح، وكأسين عصير، وترمس شاي، وراديو صغير، وكم مجلة أثناء الدرس هذا سلوك طالب ؟ هذه تحصل عندما يتخرج، يشتري بيت، ويجلس في غرفة الجلوس ويرتب كل أموره، هذه بعد التخرج، أما أثناء الدراسة، الآن مقاعد الجامعة مقاعد خشبية ما في بالجامعة كلها مقعد بهذا الشكل، زاوية قائمة، خشب، لا في تكييف، ولا في تدفئة جيدة و سبورة وغبار وعفار ودكاترة، وتخرج من هنا طبيب، مهندس، حقوقي، مدرس، الآن الجامعة مع أنها متعبة، وفيها دوام 12 ساعة، وفيها قسوة مدرسين أحياناً، فيها وظائف شهرية، وفيها أسئلة غير متوقعة، وفيها تصحيح غير متقن، لكن تتحمل كل المتاعب، لأن في آخرة يوضع اسمك دكتور، الدكتور فلان، وفي شغل، في لقب علمي وفي شغل، أما إذا كانت دخلت إلى ملهى، الملهى أنيق جداً، الموكيت، والثريات، والديكورات، والراقصات، يخرج نوري الواحد منه، يخرج نوري من قطاع الطرق بالأخير.
أيها الإخوة الكرام:
القضية عزلة واختلاط، العزلة أفضل ألف مرة من جليس سوء، والاختلاط أفضل ألف مرة من العزلة إذا كان مع جليس صالح.
(( وَيَدُ الله عَلَى الْجَماعَةِ، وَمَنْ شَذّ شَذّ إِلَى النّارِ ))
[ رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه ]








والحمد لله رب العالمين







 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-03-2018, 03:19 PM   #195


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وتسعون )




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام:
الموضوع اليوم الترهيب من الغضب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم:

(( أوصني قال: " لا تَغْضَبْ " فردّد مِراراً، قال: " لا تَغْضَبْ ))
[ رواه البخاري ]



أيها الإخوة، لو تتبعت النتائج الخطيرة التي يسببها الغضب لعرفت قيمة هذه النصيحة، في ساعة غضب يطلق المرء زوجته، يشرد الأولاد، الشباب ينحرفون، والشابات تنحرفن أحياناً، في ساعة غضب تفك شركة، كان فيها دخل جيد لأسرة عديدة، في ساعة غضب تنشب حروب، لو تتبعت النتائج الوبيلة لغضب الإنسان، على مستوى الفردي والجماعي لكان شيئاً لا يصدق، الإنسان حينما يغضب يعطل تفكيره، حينما يغضب تعطل محاكمته حينما يغضب يتعطل ميزانه، حينما يغضب لا يقدر تبعات الأشياء، وحياتنا كلها موقف غاضب وراءه دمار، دمار أسرة، دمار شركة، دمار مؤسسة، دمار مجتمع أحياناً فالإنسان ماداما مالكاً نفسه رؤيته صحيحة، وقراره صحيح.
إخوانا الكرام:
أفضل نصيحة للإنسان أنه ينبغي أن يرجئ اتخاذ القرار حينما يغضب، لا تتخذ قرار وأنت غاضب، اغضب، توترت، غليت، مرجل، بركان، إياك أن تتخذ أي قرار لا بفصم علاقة، ولا بطلاق زوجة، ولا بإنهاء شركة، ولا بمحاربة أو بمقاطعة لهذا البيت أو لذاك البيت، إياك أن تتخذ قراراً وأنت غاضب، تأكد أن هذا القرار أحمق، قرار مدمر قرار مهلك، فلذلك هذا الحديث على إيجازه، وعلى أنه كلمتان، لا ناهية، وفعل مضارع " لا تَغْضَبْ " قد يسأل سائل كيف لا أغضب، والغضب شعور نفسي وليس إرادي، إذاً معنى الحديث ابتعد عن أسباب الغضب، يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه، يسأله سيدنا معاوية يا عمرو ما بلغ من دهائك، يقول عمرو والله ما دخلت مدخلاً إلا أحسنت الخروج منه، فقال له لست بداهية، قال له أما أنا والله ما دخلت مدخلاً أحتاج أن أخرج منه، إذا كنت داهية العرب ما دخلت مدخلاً إلا وأحسنت الخروج منه، فأنا أدهى منك، أنا لا أدخل هذا المدخل إطلاقاً أبلغ.
تروي الكتب التاريخية أن هذا الخليفة معاوية بن ابي سفيان جاءه كتاب من مواطن عادي، يقول كاتب هذا الكتاب:
أما بعد فيا معاوية ـ أنت ما فيك أن تقول للطبيب يا دكتور، وللعميد سيادة العميد، والوزير سيادة الوزير، لا تستطيع ـ أما بعد فيا معاوية، إن رجالك قد دخلوا أرضي، فانههم عن ذلك وإلا ـ مواطن لأمير المؤمنين، لحاكم الشرق الأوسط بأكمله ـ وإلا كان لي ولك شأن والسلام.
فسيدنا معاوية عنده ابنه يزيد، دفع الكتاب ليزيد وقال يا يزيد ماذا نفعل ؟ قال له لأرى أن ترسل له جيشاً، أوله عندك وأخره عنده يأتوك برأسه ـ هذا الحل عند يزيد، فسيدنا معاوية قال له: غير ذلك أفضل، جاء بالكاتب وقال اكتب أما بعد:
فقد وقفت على كتاب ولد حواري رسول الله، ولقد ساءني ما ساءك، والدنيا كلها هينة جنب رضاك، لقد نزلت له عن الأرض ومن فيها ـ يأتي الجواب الثاني ـ أما بعد:
فيا أمير المؤمنين ـ أول كتاب فيا معاوية ـ الثاني، أما بعد فيا أمير المؤمنين أطال الله بقاءك، ولا أعدمك الرأي الذي أحلك من قومك هذا المحل، يأتي بيزيد ويقول له اقرأ، ابعث له جيش ؟! أقرأ، قال يا بني من عفا ساد، ومن حلم عظم، ومن تجاوز استمال إليه القلوب.
كنا طلاباً في الصف الحادي عشر، وعندنا أستاذ جغرافيا، عصبي المزاج، شديد الغضب، فكان الطلاب يتلذذون في إثارة غضبه، فيأتون بأشياء غير لائقة ويضعونها على الطاولة، حذاء رياضة مثلاً، يعني شيء من القمامة على الطاولة، وهو نظيف، فإذا دخل ورأى هذا المنظر اختل توازنه، وزمجر وصاح، وعمل، وتكلم على التخلف، بهذه الثورة من الغضب الطلاب مستمتعون إلى أعلى درجة بغضبه، ويفعلونها كل درس، نصف الدرس يمضي في السباب والشتائم، والغضب، والوعيد، في أستاذ رياضيات لا يغضب أرادوا أن يطبقوا عليه ما طبقوا على أستاذ الجغرافيا، وضعوا على الطاولة أيضاً حاجات مزعجة جداً، فلما دخل قال أين العريف ؟ اذهب وائتِ بالآذن، قال له أقمهم، ولا عادوها مرة واحدة، ما غضب لأنه.
أنت كأب لا تغضب، كزوج لا تغضب، كمعلم لا تغضب، كمدير محل لا تغضب، مدير مؤسسة لا تغضب، الأمر عالجه بهدوء، معقول واحد يدخل على وزير الداخلية، يقول له اسمح لي أن أسرق ؟ هو مهمته ضبط السرقة، معقول أن تطلب منه أن تسرق.
دخل على النبي الكريم شاب وقال له ائذن لي بالزنا، سيد الخلق، حبيب الحق نبي، رسول، قائد، زعيم، شو زنا ؟ فالصحابة غضبوا وقاموا إليه، قال لا، دعوه، تعال يا هذا أتريده لأمك ؟ تصور أمه يزنا بها، فغلى الدم في عروقه، قال له لا، قال له ولا الناس يريدونه لأمهاتهم، تريده لأختك ؟ قال له لا، ولا الناس يريدونه لأخواتهم، تريده لأبنتك ؟ لعمتك ؟ لخالتك ؟ يقول هذا الأعرابي دخلت على رسول وما شيء أحب إلي من الزنا وخرجت من عنده وما شيء ابغض إلي من الزنا، لا تغضب، خليك هادئ.
(( كاد الحليم أن يكون نبيا ))
[ أخرجه الخطيب عن أنس رضي الله عنه ]
والحلم سيد الأخلاق، لكن في فرق بين الدم البارد، وبين الحلم، يقول دخل إنسان يركب مركبة بجسر يتسع لمركبة واحدة، فواجه سيارة أخرى أيضاً وحيدة، فهذا الداخل فرنسي، والذي واجهه إنكليزي، فأراد هذا الفرنسي أن يغيظ هذا الإنكليزي، فمعه بالسيارة قاموس لاروس، فتحه ويتسلى به، ما بيرجع هو، والثاني ما بيرجع، فقال له الإنكليزي عندما تنتهي أعرني إياه، طبعاً الحلم غير الدم البارد الذي لا يحتمل.
أما لا تغضب، لا ببيتك، ولا بعملك، لكن قالوا ما في إنسان لا يغضب، لكن بين أن يظهر غضبك، وبين أن يكون غضبك داخلياً، ذلك لا تستطيع أن تمنع الغضب عن نفسك، لكن البطولة أن يبقى هذا الغضب داخلياً، وأن تبقى بالمستوى الظاهري متوازن هادئ.
الآن في حالة معاكسة، في حالة التغاضب، أحياناً يقول سيدنا عمر حينما غمس بعض أصحابه لشدته، بكى، وقال والله لو يعلم الناس ما في قلبي من الرحمة لأخذوا عباءتي هذه، ولكن هذا الأمر لا يناسبه إلا كما ترى، لذلك الإنسان إذا كان في موقع قيادي، والأمر في تفلت، مسموح له أن يتغاضب، لا أن يغضب، أن يتغاضب، من الداخل هادئ، هذه حالة معاكسة، أحيان تكون من الداخل عما تغلي، لكن الظاهر من في غضب، هذا اسمه كظم الغيظ، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)﴾
( سورة آل عمران )
يقابل كظم الغيظ من الداخل هدوء وراحة، لكن من الخارج في تغاضب، لذلك التغاضب مطلوب أحياناً، أتغاضب ولا أغضب، وفي قول لأحد المفكرين الألمان قال: أنا أرضي أعدائي ولا أسترضيهم.
وفرق كبير بين أن ترضيهم، وبين أن تسترضيهم، الاسترضاء يكون أحياناً بالكلام، والتذلل، والضعف، أما الإرضاء بالفعل، أيام يكون لك خصم بالأسرة ( عديل ) وفي تنافس، وفي عداء، والله نحن نحب، والله كذا، هذا في ضعف، يقول نحن أهل أنت لو جاءك زائراً اكرمه بضيافة، لو طلب منك حاجة لبيه، بتلبية هذه الحاجة ترضيه وبتكريمه بطعام نفيس ترضيه، لكن لا تسترضيه بالكلام، الاسترضاء فيه ضعف، أما الإرضاء في قوة.
فلذلك الإنسان العظيم فعله كبير، وكلامه قليل، والإنسان التافه كلامه كبير وفعله قليل، فهذا المفكر يقول أنا أرضي أعدائي ولا أسترضيهم، إذاً لك أن ترضي دون أن تسترضي، ولك أن تتغاضب دون أن تغضب، ولك أن تتحلم دون أن تكون حليماً، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم ))
[ أخرجه الدارقطني عن أبي هريرة وعن أبي الدرداء ]
وإنما الكرم بالتكرم، فالصفة الأخلاقية أيها الإخوة درسنا الغضب يقابله كفضيلة الحلم، بالمناسبة أية فضيلة هي وسط بين رذيلتين، فإنفاق المال إسرافاً وتبذيراً رذيلة والشح رذيلة، والكرم بين الشح وبين إتلاف المال، الخوف الشديد والجبن رذيلة، والتهور رذيلة، والشجاعة بين الجبن وبين التهور، لو تتبعت كل المكارم الأخلاقية لرأيتها وسطاً بين رذيلتين.
الآن في إنسان غضوب، وفي إنسان دمه بارد، منسوب للإمام الشافعي قول من استغضب ولم يغضب فهو حمار، في إنسان غضوب وفي إنسان دمه بارد، لو أن محارم الله انتهكت ينبغي أن تغضب، وكان عليه الصلاة والسلام يغضب، لم يغضب لنفسه مرة، كان يغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل، لكن أحياناً البنت بثياب نوم شفافة، على الشرفة تنشر الغسيل، والطريق يعج بالمارة، وعيون الشباب نحو هذه البنت، والأب يرى ولا يغضب، لذلك ورد حديث ينخلع له القلب:
(( لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث ))
[ رواه أحمد في مسنده والنسائي والحاكم في المستدرك عن ابن عمر ]
من هو الديوث ؟ الذي لا يغار على عرضه، والذي يرضى الفاحشة في أهله والحالة الثانية نادرة جداً، أما الأولى لا يغار على عرضه، يعني زوجته بأبهى زينة تمشي معه في الطريق وهو يرى أن عيون الناس جميعاً تحملق فيها، وهو تأخذه النشوة، هذا بنص هذا الحديث ديوث، لا يغار على عرضه ويرضى الفاحشة في أهله.
فبين الدم البارد الذي لا يحتمل، واحد شاعر وصف شخص دمه بارد قال: لا يبالي، لا يبالي أبداً، وإذا بال، فمن بال يبول، في عندنا بال يبالي، وفي بال يبول، قال لا يبالي فإذا بال فمن بال يبول.
فنحن لسنا مع الدم البارد، تنتهك حرمات الله عز وجل لا يتأثر، لا يغضب أو غضوب لأتفه الأسباب.
والله مرة حدثني أخ: مركبته بكراج يمكن ما كانت منضبطة بمكبح، رجعت قليلاً في سيارة جديدة، بعني شيء من الرفراف تأثر، سب مليون دين، يا لطيف صاحب المركبة، أخذه صاحب السيارة المتسببة بهذا الشيء إلى عند أكبر مصلح أقسم بالله ما استخدم أداة، دخل يده إلى داخل الرفراف، رجع مثل ما كان، قال له كم دين سببت ؟.
المؤمن لو أصبحت مركبته عجينة يقول يا ربي لك الحمد، في شخص يغضب لأتفه الأسباب، وأكثر شيء يأتيني كشكاوى من الأخوات المؤمنات أن زوجها غضوب لأتفه شيء، تأخر الأكل دقيقتين، يسب ويسبسب، ملحة قليلاً الأكلة، الخبزات غير مسخنين النبي دخل إلى البيت قال أعندكم شيء ؟ قالوا لا، قال فإني صائم، ما شيء يأكله، فنحن لسنا مع الدم البارد، تنتهك حرمات الله عز وجل فلا يتأثر، ولسنا مع الغضوب الذي يغضب لأتفه الأسباب، لكن لو أنك غضبت لله هذا غضب مقدس.





والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-04-2018, 03:13 PM   #196


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وواحد وتسعون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً.
الخطوط الحمراء عند المسلمين
الدماء والأعراض والأموال
أيها الإخوة، في كل مجتمع، أو في كل نظام، أو في كل كيان، بالتعبير المعاصر خطوط حمراء، لا ينبغي تجاوزها، ومن تجاوزها دفع الثمن باهظاً.
الآن هل عندنا كمسلمين، أو في تعاملنا، أو في علاقاتنا، أو في مجتمعاتنا خطوط حمراء مقدسة لا يمكن تجاوزها ؟ هذه الخطوط بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم في بضع أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم، والبخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله يقول عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوادع:

(( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ))


ما دام المسلم لم يسفك دماً حراماً، ولم ينتهك عرضاً، ولم ينهب مالاً فهو في خير، وهو في بحبوحة، والأمور كلها سهلة، والصلحة بلمحة، أما إذا انتهك عرضاً أو أكل مالاً، فحقوق العباد مبنية على المشاححة.
أنا أقول لكم كلمة: لو أن الأعمال الصالحة رتبناها ترتيبا تصاعديا فأي عمل يقع في قمة هذا الترتيب ؟ أنا أجيبكم: أن يبيع الإنسان نفسه في سبيل الله، والفرق كبير جداً بين بذل النفس وبذل المال، ممكن تدفع كل مالك، وأن تبقى حياً، و هناك ظروف أبعدنا الله عنها، فحين يُخير الإنسان بين أن يُقتل، أو أن يؤخذ ماله كله، لا يتردد ثانية في أن يؤخذ ماله كله.
مرة ذكرت لبعض الإخوة عقب موت ملِك، قلت: هذا الملك وهو في أعلى درجة من السلطة، وفي أعلى درجة من الغنى، وفي أعلى درجة من أن كل شيء في خدمته في مملكته، وجاءه مرض عضال، ولو خُير أن يبقى حياً على أن يكون ضارب آلة كاتبة في قصره، والله لا يتردد ثانية، بمعاش يكفيه خمسة أيام في الشهر، لا يتردد، فالحياة أثمن شيء يملكه الإنسان.
حقوق العباد مبنية على المشاححة ف1
فهذا الذي يضحي بحياته في سبيل الله عز وجل، وهذا الذي يموت شهيداً، تفقد مالك عوضه، قد تفقد زوجتك تتزوج، قد تفقد ابنك، تتزوج، وتنجب ولدا، تفقد منصبك، تسعى لمنصب آخر، أما إذا فقد الإنسان حياته لا يبقَى شيء، هذا الشهيد الذي فقد حياته يُغفر له كل ذنب إلا الدَّين، فلا يغفر، معنى ذلك أن حقوق العباد مبنية على المشاححة، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة، حقوق العباد لا تسقط.
وهم خطير والرد عليه
إخواننا الكرام، في وهم كبير، وخطير، ومن يعتقد به فهو جاهل، أنه إذا حج بيت الله الحرام غفر الله له كل ذنب، لا، هذا فهم ساذج، غفر الله لك ما كان بينك وبينه فقط، لكن ما كان بينك وبين العباد لا يغفر إلا بالأداء أو المسامحة، هذا يستنبط من قوله تعالى:
﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾
( سورة الأحقاف الآية: 31 )
(من) للتبعيض،
﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ﴾
(من) للتبعيض،
((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ـ في عرفة ـ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ـ ذي الحجة ـ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ـ يعني البلد حرام ـ والشهر حرام، ويوم عرفة أقدس يوم في حياة الإنسان، ثلاثة مقدسات كبيرة ـ ألا هل بلغت اللهم فاشهد ))
، ثلاثة خطوط حمراء.
إذاً أنت بخير ما لم تأكل مالاً حراماً، وأنت بخير ما لم تعتدِ على أعراض الآخرين، وأنت بخير ما لم تسفك دماً حراماً.
بالمناسبة أيها الإخوة، أية قطرة دم تهرق من آدم إلى يوم القيامة في القارات الخمس لا بد من أن يتحمل هذا الدم إنسان يوم القيامة، إلا دماً واحداً يتحمله الله دم الذي قتل في حد، حيث أمر الله بقتل القاتل، فالقاتل إذا قتل دمه يتحمله الله، القاضي لا علاقة له، القاضي نفذ حكم الله، أما الظن فقضية سائبة.
﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً﴾
( سورة المؤمنون الآية: 115 )
﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)﴾
( سورة القيامة )
تأتي معلومات مغلوطة فيقصفون عرسا، إذاً المكان عرس، تجمع عرس والقتلى 125، يأتي البلاغ أنه صدر إطلاق نار من هذا المكان، هو قوي، ولا أحد يحاسبه، والإعلام معه، يظن أن القضية انتهت، أُشهد الله ما على وجه الأرض في القارات الخمس أغبى من الطغاة، والله لو علموا أنهم سيحاسبون لا عن كل قطرة دم عن كل اضطراب لماتوا.
هناك ضابط أمريكي اقتحم بيتا، في البيت بنت جميلة جداً تشبه أخته، فدخل بعنف وبإرهاب، فهذه البنت من خوفها ماتت، يبدو أنه استيقظ بقية من ضميره، ولجأ إلى تركيا، ثم إلى يوغسلافيا، وأجرى هناك مؤتمرا صحفيا، وقد نشر في الانترنيت، يقول: نحن في بلاد حضارة، إذا دخلنا إلى بيوتهم أكرمونا، وضيفونا، وتلطفوا معنا، وأطعمونا أطيب طعامهم، ونحن نتفنن بإذلالهم، ونضع الموقوف مربطاً في شاحنة، فتتكسر أضلاعه في أثناء سير الشاحنة، فإذا وصلنا إلى المكان نقذفه بأرجلنا، فيسقط من ارتفاع مترين تقريباً، وفي أحيان كثيرة تتكسر أضلاعه، ونبول عليه، وتحدث، وقال: لا يمكن لإنسان أن يأتي إلى هذا المكان وفيه بقية من إنسانية، والله إنه مؤتمر صحفي يكتب بماء الذهب، إنسان استيقظ ضميره، وتكلم عن وحشية الاحتلال.
واللهِ لم يبقَ في الساحة إلا الإسلام، كان آخر جهة تتمتع بمصداقية في العالم، أنه هذا البلد في حقوق الإنسان، بلد حرية، بلد ديمقراطية، بلد تكافؤ الفرص، حق المقاضاة... إلخ، كل هذه القيم أصبحت في الوحل بعد 11 من أيلول، وهذا أكبر نصر للإسلام.
إذاً عندنا خطوط حمراء، ما دام الإنسان لم يسفك دماً، ولم ينتهك عرضاً، ولم ينهب مالاً فهو في خير، لذلك:
﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31)﴾
( سورة النساء )
هذه الخطوط وردت في نص آخر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((... كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ))
( رَوَاهُ مُسْلِم )
كم تظن في دمشق وحدها من قروض لم تؤدَّ ؟ والله هي بالمليارات، كم من تاجر مكسور ببعض الملايين لأناس أخذوا البضاعة وباعوها، ولم يؤدّوا ثمنها ؟ لك أن الإنسان جاهل لا يعرف ماذا ينتظره، لذلك في الأثر: " ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ".
الدانق سدس الدرهم، " ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ".
أيها الإخوة، والله أنا لكم ناصح، الدين ليس في المسجد، في المسجد لتلقي التعليمات فقط، لكن الدين في المحل التجاري، يمكن أن تبيع دواء، ويكون منتهي المفعول ؟ والمشتري طفل صغير، معه وصفة، وأنت حككت التاريخ، وأخذت ثمنه 800 ليرة، أقسم بالله من يفعل هذا يضع صلاته، وصيامه، وعمرته، وحجته في الحاوية.
كنت أقف أمام رجل مرة بائع الطماطم، وهي قسمان: قسم جيد جداً، الكيلو بـ 6 ليرات، وكيلو السيئ جدا‌ً بليرتين، وواحد استغل انشغال البائع فملأ خمسة كيلو من النوع الجيد، وأضاف كيلو من النوع السيئ على الوجه، قلت لهم: يضع صلاته، وصيامه وحجه، وزكاته في الحاوية، لأن الناس يفهمون الدين أن تأتي إلى المسجد، لكنك تأتي إلى المسجد فقط لتلقي تعليمات الصانع.
لذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل إلى المسجد يقول:
(( اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوَابَ رَحْمَتِكَ ))
[ رواه أبو داود عن أبي حميد]
يا رب تجلّ على قلبي في الجامع، أما إذا خرج من المسجد يقول: اللهم افتح لي أبواب فضلك، فالدين في السوق.
أروي قصتين مؤثرتين جداً:
أعرف شخصًا من الفقر بمكان، إلى درجة أنه يبيع فضل أقمشة على الرصيف، جاءته امرأة إيرانية اشترت فضلة ثمنها خمسون ليرة، أي دولار واحد، أعطته خطأ مئة دولار، وهو يرجع بقية لامرأة أخرى وجد مئة دولار معه، هو دولار واحد، وأمامه محل تجاري، قال له: احرس بضاعتي، أنا سأتبع امرأة أعطتني بالخطأ مئة دولار، لحقها، وقال لها: أختي هذه مئة دولار، أنا أريد دولارا واحدا، أعطته واحدًا وشكرته، صاحب المحل أعجبته أمانته، فعنده محل لصرف العملة، وكانت هذه المهنة ممنوعة، واحتار ماذا يفعل، فوجد رجلا أمينًا، وقال له تشاركني ؟ قال له: أتمنى والله، النتيجة خلال أسبوعيين عمل رفوف، ووقّع عقدًا، وأصبح شريكه، والآن والله يسكن بيتًا ثمنه 8 ملايين، وسيارة فخمة جداً، ويعيش في بحبوحة، ووضعه الآن جيد جداً.
القصة ذاتها حدثت في سوق أخرى، أيضاً فضل وزيادة، والفضلة بخمسين ليرة، جاءت امرأة بالخطأ أعطته مئة ليرة عوض دولار، هذا طُرب، أبقاها في جيبه، عندما فقدت المئة ذهبت إلى المخفر، فأتوا به مقيّداً، وأنكر، فأقروه حتى أقرّ، ودفع مئة دولار، ودفع خمسة آلاف لئلا يحال إلى النيابة العامة.
انظر إلى المؤمن وغير المؤمن، القصة من غرابتها أنها نفسها، ولكن بشكل أو بآخر.
فيا أيها الإخوة، الإسلام في البيع والشراء، في الأسواق، في الصيدلية، في عيادة الطبيب.
هناك مهن راقية، والمشكلة المهن الراقية أن الإنسان لا يستطيع أن يكشف الخطأ، قال لك الطبيب مثلا: أريد 8 تحليلات، هل لك أن تناقشه ؟ وهو يحتاج تحليلا واحدً، واتفق مع محلل معين، ويقول له: حلّل أول تحليل، والباقي كله اكتب طبيعي طبيعي، والمبلغ مناصفة.
إذا كنت مواطن موكّلا، ولك قضية في القضاء، وقال لك المحامي: هي رابحة، وهو يعلم علم اليقين أنها لن تربح، ثماني سنوات لينتهي الحكم، في الأخير يهيئ كلامًا لك مقنعًا.
فنحن عندما نأكل أموال بعضنا بالباطل، أو لما نعتدي على أعراض بعضنا البعض نتفرق.
بدأ الحديث بالنظر، ثم بالتحرش، ثم، ثم، وينتهي بالزنا، ولما نسفك الدم الحرام نكون قد انتهينا عند الله عز وجل، وموضوع الدم الحرام قليل، أما الأكثر فنهبُ الأموال بالباطل، وفي قصر العدل فوق السبعة آلاف دعوى.
إذاً الخطوط الحمر:
(( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ))








والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-04-2018, 03:17 PM   #197


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة واثنان وتسعون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة
أيها الإخوة الكرام، في صحيح البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:


(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))
[ الترمذي]



هل يستطيع الواحد منا أن يستيقظ كل يوم كاليوم السابق إلى ما لا نهاية ؟ هناك مفاجاءات، لكن الإنسان أحياناً يستيقظ على ظاهرة جديدة في جسمه، وقد تكون بوابة الخروج، أو يكون له عمل تجاري ينتهي لسبب أو لآخر، معه وكالة سُحبت منه.
(( هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ))
دخْلٌ فلكي الزوجة، وانحرف الأولاد وتوسعوا، وتخطوا الخطوط الحمراء، وأصبح هذا البيت لا ينتمِي إلى المؤمنين، بل ينتمي إلى أهل الدنيا، فيه الفسق والفجور فالنبي عليه الصلاة والسلام وصف الغنى أنه مطغٍ، وإحدى المصائب الكبيرة أن تكون غنياً فاسقاً، وإحدى المصائب الكبيرة أن تكون فقيراً، حتى ينسيك الفقر كل شيء.
(( كاد الفقر أن يكون كفرا ))
[ أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أنس ]
إنسان في بلد عربي عنده محل، ليس له مثيل في هذه العاصمة، أربع واجهات في أربع واجهات، ومستودع ضعف مسامة المحل، ومكتب بحجم مساحة المحل، وبيت مساحته أربعمئة متر، أخذ قرضًا بفائدة من 200 ألف دولار فأصبح المبلغ مليون، مع تراكم الفوائد باع بيته، وباع بيت ابنه، وباع المحل، وباع المستودع، وباع المكتب، ولم يكف المبلغ، لذلك فإن الفقر ينسيك كل شيء، وكذا الغنى المطغي.
(( أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ))
أمراض عضالة، فشل كلوي، يا لطيف، تصبح حياة الإنسان جحيمًا، غسيل كلية مرتان كل أسبوع، وكل مرة تدفع ثلاثة آلاف ليرة، و8 ساعات، وانتظار، ويبقى من حمض البول بنسب قليلة، تحدث ردود فعل قاسية تحدث كآبة، فمن منا عنده ضمان ألا يصاب بمرض ؟ لا أحد
(( أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ))
(( أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا ))
كبر في السن، فصار حشريا، يعيد القصة مئة مرة، وكلما دخل ضيف يقول له: لا يطعموني، ويفضح أهله، هذا مرض مخيف، وأقرب الناس لهذا الإنسان يدعو له بالموت، لأنه فضيحة.
(( أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ))
ولعل أصعب من هذه كلها:
(( أَوْ الدَّجَّالَ ))
صاحب الحرية والديمقراطية، قتل، ونهب، وإهانة، وإذلال، وجئناكم من أجل حرياتكم وديمقراطيتكم.
(( أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))
هل ينتظر الإنسان الذي أعرض عن الدين، وأدار ظهره للإسلام، ولم يعبأ بالقرآن، ولا بما في القرآن من وعد ووعيد، والتفت إلى الدنيا، ماذا ينتظره ؟ أهل الدنيا أمامكم، 30 سنة يجمع مبالغ بسيطة ليشتري بيتا، بعد ثلاثين سنة اشترى بيت له إطلالة على شكل خط منحني، تكشف دمشق، القصة قديمة من ثلاثين سنة، بعدما كان يسكن في عمارة ببيت قميء صغير، تحت الأرض، أولاده أصابتهم الأمراض، وهو يجمع ثمن هذا البيت، بعدما استلمه وأثثه، ورتبه، جلس العصر في الشرفة، أتوا له بكاس شاي، والشام كلها مثل الكف أمامه، قال لهم: الآن أمّنا مستقبلنا، عاش بعد هذه الكلمة ستة أيام فقط
(( أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ))
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ))
ينسيك كل شيء الفقر
((أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))
هذا الذي أدار ظهره للدين، ولم يعبأ بالقرآن الكريم، هذا الذي أقبل على الدنيا فقط، هذا ينتظره أحد هذه السبعة.
ثم ماذا ؟
أنا أقول لكم أيها الإخوة، تحت عنوان: ثم ماذا ؟ معك ألف مليون دولار، بيل غيت صاحب ميكرو سوفت معه تسعون مليارا، ماذا يأكل ظهراً ؟ أوقية لحمة وصحن سلطة، على كم سرير ينام ؟ كم ثيابًا يلبس ؟ بذلة واحدة، يأتي إنسان عادي يلبس ثيابًا أكل، وشرب، ونام، وسكن بيتا مثله.
الدنيا لها سقف وحدود
بالمناسبة إخواننا الكرام، الحياة لها سقف، لو أنك تملك كل ما في الدنيا، لا تأكل إلا وجبة واحدة، وإذا أثقلت يزيد وزنك كيلوا، فتخرج العيون بالطول والعرض من أجل أن تنزل كيلو من وزنك، ومن أجل أن تنزل تحتاج إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، يموت مليون موتة لينزل كيلوا واحدا، هذا الطعام.
يريد أن يلبس ثيابا، ويسكن بغرفة، ينام على تخت واحد، عنده زوجة، عنده أولاد، عنده سيارة، وبعد ذلك، أما الآخرة فلا سقف لها.
أيها الإخوة، لذلك أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً، الكيّس، العاقل، الذكي، الموفق، الفالح، الناجح من دان نفسه، ضبطها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، هذا حال المسلمين، يقول: يا رب، نحن عبيد إحسان، ولا عبيد امتحان، يا رب، لا يسعنا إلا فضلك، لا يرغب أن يتوب، لكنه يتكلم بهذه الكلمات، هذه لا تقدم ولا تؤخر.
التقى رجل بعالم جليل فقال له: ادعُ الله لي، أجابه إجابة تقصم الظهر، قال له: لا تظلم، ولست محتاجاً إلى دعائي، فإذا ظلمت فإن المظلوم إذا دعا الله تصل دعوته إلى سبع سماوات، وليس بينها وبين الله حجاب، ولو كان كافراً.
لو دعا لك النبي عليه الصلاة والسلام، وعلماء المسلمين، والصحابة الكرام مجتمعين، وقد ظلمت لم ينفع الدعاء إطلاقاً.

﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)﴾
( سورة الأنعام )
المشكلة أن الذين آمنوا في هذه الأيام يلبسون إيمانهم بظلم، هناك ظلم في البيوت هناك ظلم بعدم العدل بين الأولاد، هناك ظلم بعدم العدل بين الزوجات، هناك ظلم إذا كنت مدير معمل.
أنا أسمع أشياء مثل الخيال، قال لي احدهم: يا أستاذ، أنا أعمل في مطعم بعد الظهر من الساعة السادسة إلى الساعة الثالثة بالليل، ماذا يأخذ ؟ عنده زوجة وأولاد، ويعمل ثلاثين يومًا، حتى يوم الجمعة، صاحب المطعم يصرف في اليوم الواحد عشرة آلاف، ويعطيه في الشهر ثلاثة آلاف، والله ما دام عندنا ظلم، ظلم بعلاقاتنا اليومية، ظلم في بيوتنا، فإذا كانا زوجة الابن في البيت، وليس لها أهل، أو أهلها مسافرين، أو أبوها فقير، أو بيتها صغير، ولا مجال لتذهب إليهم، فيتفننون بإذلالها وقهرها وإهانتها.
فلذلك أيها الإخوة، إذا كنا نظلم بعضنا والله لن نشم رائحة النصر.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))
[ رواه البخاري ومسلم]
لذلك:
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))
﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)﴾
( سورة الحج )
لي قريب بمصر، في وقت زلزال القاهرة حملت زوجته من شدة الخوف والهلع ابنها الرضيع، وانطلقت إلى الطريق، في الطريق نظرت إلى ابنها الرضيع فإذا هو حذاء زوجها، هل يمكن لامرأة تحمل حذاء وتتوهم أنه ابنها الرضيع،
﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)﴾
إخواننا الكرام، ينبغي أن نعد للقاء الله عدة، الآن كل واحد منا إذا كان فوق الأربعين عنده بعض المتاعب، يقول: والله عندي آلام بالمفاصل، معي أسيد أوريك عال جداً، أشعر بتنمل يدي، وآلام بظهري، وحموضة زائدة بالمعدة، هذه أعراض الصحة السلبية هي رسائل لطيفة من الله أن يا عبدي قد اقترب اللقاء بيننا، هل أنت مستعد لهذا اللقاء ؟ أيضاً رحمة بنا، لا يأتِي الموت فجأة، له تمهيدات، أن يا عبدي كبرت سنك، وضعف بصرك،
وانحنى ظهرك، وشاب شعرك فاستحي مني، فأنا أستحي منك.
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
***
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال شنيــع
لو كان حبك صادقاً لأطـعته إن المحب لمن يحب يطيـــع

مرة ثالثة:
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))










والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-04-2018, 03:20 PM   #198


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وثلاثة وتسعون )








الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، سيدنا سعد بن أبي وقاص يقول: << ثلاثة أنا فيهن رجل، ـ معنى رجل ؛ أي بطل، وكلمة رجل في القرآن والسنة تعني أنه بطل، وليس ذكراً ـ وما فيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ثلاثة أنا فيهن رجل، وما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا سرت في جنازة وحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها، وما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت حق من الله تعالى >> .
البارحة ذكرت حديثًا، وقلت لكم وقتها: إنه حديث يقصم الظهر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

[ الترمذي]

قومٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها

واليوم أنقل لكم حديثاً لا يقلّ أهمية عن ذاك، هذا الحديث:
عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:



(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

[ابن ماجه]


لهم علانية ولهم سريرة، لهم شيء معلن، ولهم شيء غير معلن، لهم جلوة مع الناس، ولهم خلوة مع المعاصي والآثام .
" ومن لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله " .
لكن الحديث الذي هو محور هذا الدرس ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويجب أن نأخذ كلام النبي على أنه حق من الله تعالى، لأنه:


﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾

( سورة النجم )
بل عند علماء الأصول يعد كلام النبي وحياً غير متلو، يعد القرآن وحياً متلواً والحديث وحياً غير متلو لقول الله عز وجل
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

مَن هو المفلِس ؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))

[مسلم]

(( أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ ؟ ))
ما معنى المفلس ؟ الصحابة الكرام فهموا الحديث على واقعه، من هو المفلس الآن ؟ الذي لا مال له .


(( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
أليس هذا الحديث كافياً على أن نهتم بالسلوك ؟ والاستقامة بأن تأخذ ما لك، وتدع ما ليس لك، لئلا تأخذ غير حقك، لئلا تغش المسلمين، لئلا تفتري عليهم، لئلا تتطلع إلى أعراضهم، لئلا تحتقرهم، لئلا توقعهم في حرج شديد، سبحان الله ! تجد الإنسان الآن يرى الدين أن يصلي، وأن يرتاد بيوت الله عز وجل، يرى الدين أن يصوم، وأن يحج، وأن يعتمر، وانتهى الأمر، أما الجلسة فكلها غيبة، وكلها نميمة، واختلاط، وذكرٌ للعورات، وفتن، وتطلعات إلى امرأة لا تحل لك، وإقامة دعوى كيدية، وتخليص محل تجاري، واعتداء على شركة، وأن تبيع بضاعة مغشوشة، تجد العالم الإسلامي يضج بالاحتيال والكذب والغيبة، والنميمة والسرقة، هذا الذي دعانا إلى ألا ينصرنا الله عز وجل، لا قيمة لصلاتنا، ولا لصيامنا ولا لصدقتنا، طالبوني بالدليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء .


العلاقة بين العبادات الشعائرية والعبادات التعاملية

أيها الإخوة، أهم شيء أن هذا الحديث يلغي قبول الصلاة وثمرة الصلاة إن لم تكن مسلماً مستقيماً، لأن عندنا شيئًا اسمه عبادة تعاملية، وشيئًا اسمه عبادة شعائرية، والعبادة الشعائرية لا وزن لها إطلاقاً إن لم تصح العبادة التعاملية .
ولو شئت مثلاً تطبيقيًّا فالعبادة الشعائرية كثلاث ساعات الامتحان آخر السنة، والعبادة التعاملية تسعة أشهر من الدوام، والحضور، والانتباه، وكتابة وظائف، والمذاكرة والمراجعة، وأداء واجبات، فإذا صح الدوام، والانتباه، وكتابة الوظائف، والمحاضرات تأتي في الامتحان معك معلومات غزيرة جداً، تشعر نفسك في هذه الثلاث ساعات أسعد الناس، كل سؤال جاء عندك جوابه، تمر الساعات الثلاث كلمح البصر، وقد قيل: دقيقة الألم ساعة، وساعة اللذة دقيقة، فالعبادة الشعائرية تشبه ساعات الامتحان، فالذي قرأ يستمتع إلى أقصى درجة، والذي لم يدرس يشعر بحرج وبإحباط وبضيق وملل .
إن الشيء البديهي أنّ عباداتنا الشعائرية لا تصح، ولا تقبل إلا إذا صحت عباداتنا التعاملية، لذلك لما سأل النجاشي سيدنا جعفر عن الإسلام ذكر له الشيء الذي لا يكاد يصدق، ما تحدث إلا عن المعاملات، قال له:

(( أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ... ))

[أحمد عن أم سلمة]
ما لم تكن منضبطاً في سلوكك، في كسب مالك، وإنفاقه، في غض بصرك، في ضبط لسانك، في ضبط علاقاتك الاجتماعية، في أفراحك، وأتراحك فلن تنجح، لذلك قال الله عز وجل:


﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾

( سورة الأنفال الآية: 33 )
يعني ما دامت سنة النبي قائمة فينا فنحن في بحبوحة من عذاب الله، وما دمنا نستغفر إذا أخطأنا فنحن في بحبوحة أخرى .


الصيام
أما الصيام:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:


(( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))

[ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة ]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:


((رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ))

[أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ]
هذا الصيام،


الحج
" من وضع رجله بالركاب وحج بمال حرام، وقال لبيك اللهم لبيك، نودي أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك " .
هذا الحج، ماذا عن غيرها ؟


الزكاة

﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾

( سورة التوبة )

شهادة أن لا إله إلا الله

وروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة، قيل: وما إخلاصها: قال: أن تحجزه عن محارم الله ))

[الترغيب والترهيب بسند فيه مقال]
هذه أركان الإسلام، الشهادة، والصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، والأركان الخمس من دون استقامة ما لها قيمة، تجد المسلم يصلي، ويصوم، ويحج، ويزكي، وقد اعتمر ست مرات، وفي التعامل اليومي ليس مسلماً .
قصة شهيرة، هذا الذي أحب فتاة من أمريكا جميلة جداً، واستأذن والده بالزواج منها، فوالده أقام عليه النكير، وهدده الحرمان من الميراث لو أنه تزوجها، فتعلق بها هذا الشاب تعلقا شديدا، فاستأذن والده مرة ثانية أنها لو أسلمت أيوافق ؟ قال له: أوافق، فأتى لها بعشرة كتب باللغة الإنكليزية عن الإسلام، والسيرة، والعقيدة، هي ذكية جداً، طلبت منه إجازة أربعة أشهر كي تقرأ هذه الكتب بعيداً عن ضغطه، فأعطاها إجازة، وقد عدّ هذه الأربعة أشهر لا بالأشهر ولا بالأسابيع، ولا بالأيام، ولا بالساعات، ولا بالدقائق، بالثواني، من شدة تعلقه بها، ومضت هذه الأشهر الأربعة، واتصل بها فكانت المفاجأة غير المتوقعة أنها أسلمت، فاختل توازنه من الفرح، لكنها قالت له: لن أتزوجك، لأنك لست مسلماً .
وأقول لكم كلمة قاسية وصريحة: قد تجد الشخص صائمًا مصليًّا، وفي بيته مصحف كبير، ويعلِّق في دكانه: إنا فتحنا لك فتحاً مبينا، وفي سيارته مصحف معلَّق تحت المرآة، وكل كلماته بسم الله، ونعوذ بالله، والله يوفق، لكنك تجد سلوكه غير إسلامي، لا في علاقته مع النساء، ولا في كسبه للمال، ولا في إنفاقه للمال، لذلك هذا لا يعبأ الله به .


(( من لم يكن له ورع يرده عن معصية الله تعالى إذا خلا بها لم يعبأ الله بسائر عمله ))

[ رواه الحكيم عن أنس رضي الله عنه ]
فأنا أدعو في هذا اللقاء الطيب: وفروا وقتكم، ووفروا جهدكم، ما لم تكن هناك استقامة دقيقة جداً فالعبادات الشعائرية لا تقطف ثمارها، ويصبح الرجل كما قال تعالى:


﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾

( سورة البقرة الآية: 74 )

﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ﴾

( سورة الحديد الآية: 16 )
تجد المسلم عنده فقط فكر إسلامي وعاطفة إسلامية، واهتمامات إسلامية، وخلفية إسلامية، وأرضية إسلامية، ونزعة إسلامية، لكنه غير مسلم، فنحن لا علاقة لنا بالناس، لكن كل واحد يحاسب نفسه حسابًا عسيرًا، فينظر إلى بيته، زوجته، بناته، أولاده، دخله، إنفاقه، علاقاته، أفراحه، أتراحه، فإذا كان مسلمًا يقطف ثمار الصلاة، والله الذي لا إله إلا هو مستحيل وألف ألف مستحيل أن تكون مستقيمًا على أمر الله ثم لا تذوق طعم العبادات، ومن غير المعقول من الله عز وجل خالق الكون الذي يقول لك : صلِ خمس مرات، و ما في الصلاة شيء، لأن الواحد عندما حين يصلي تأتيه كل مشاكله، فيحلها واحدة وَاحدة في الصلاة، ويقرأ التحيات وهو واقف، من شدة ما هو بعيد، وشارد، فهذه الصلاة لا يعبأ الله بها إطلاقاً .






والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-04-2018, 03:23 PM   #199


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة واربعة وتسعون )







الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
خطورة الأعمال المحتقَرة على المسلم
أيها الإخوة الكرام، قال عليه الصلاة والسلام:



(( إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضي بما تحقرون من أعمالكم ))
[ رواه أحمد عن أبي هريرة وأصله في صحيح مسلم]



فالأعمال التي يتوهمها المسلم صغيرة، حقيرة، قد تكون حجاباً عند الله عز وجل، في الأعم الأغلب المسلم لا يقتل، ولا يزني، ولا يشرب الخمر، ولا يسرق، هذه الكبائر، لكن آلاف الصغائر، وآلاف المخالفات متلبس بها، هذه الصغائر على أنها صغائر إذا أصر الإنسان عليها حجبته عن الله عز وجل.
اليوم مَا هذا الذي يبدو عند الناس صغائر ؟ إنه اللسان، يقول لك: ما فعلنا شيئًا كلام في كلام .
(( إنَّ الرَّجُل لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه تعالى ما يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّم سبحان الله سبعين خريفاَ ))
[أخرجه الترمذي ]
يمكن أن تكون مدينة ساحلية كبيرة جداً، ويمكن أن تكون المياه السوداء الناتجة عن هذه المدينة تصب في البحر، ويمكن أن يبقى أثر المياه السوداء التي تصب في البحر إلى 50 كيلومترا، ومع ذلك البحر طهور ماءه، ولا ينجس، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال للسيدة عائشة حينما قالت لأختها قصيرة، قال:
(( حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ ))
(( إنَّ الرَّجُل لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه تعالى ما يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّم سبحان الله سبعين خريفاَ ))
فالمؤمن يعدّ كلامه من عمله، ومَن عدّ كلامه من عمله سلم، أما من عدّ عمله لا علاقة له بكلامه فقد شقي وهلك.
الترهيب من كثرة الكلام
وفي الأحاديث اليوم الترهيب من كثرة الكلام، من كثر كلامه كثر خطأه، أحياناً كلمة تودي بصاحبها.
احفظ لسـانك أيها الإنسـان لا يلدغنك إنه ثـــعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان
* * *

أولاً: من كثر كلامه كثر خطأه، فالإيجاز في الكلام، وقد قيل: " نضر الله وجه من أوجز في كلامه واختصر على حاجته ".
يقول بعض الأدباء: " لي صديق كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظّمه في عيني صغر الدنيا في عينيه، فكان خارجاً عن سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثِر إذا وجد، وكان خارجاً عن سلطان الجهالة، فلا يتكلم فيما لا يعلم، ولا يماري فيما علم ".
حينما يضبط الإنسان لسانه يسعد ويُسعد، حينما يضبط لسانه يسلم ويُسلم، يُسلم غيره من التورط في كلام، فالنبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالُوا:
(( يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ))
آثار الكلمة السيئة على الفرد والمجتمع
هناك إنسان فضّاح، وإنسان قنّاص، وإنسان مبالغ، وإنسان مفترٍ، وإنسان يتأول الكلام بغير ما قيل فيه، وإنسان يبتدع، وإنسان يفرّق في كلامه.
والله أيها الإخوة، أحيانًا كلمة من امرأة لشابة متزوجة أنجبت ولدًا، وهنّأتها بهذا الولد، تقول لها: ماذا أهدى لك زوجُكِ في الولادة ؟ تقول لها: لم يهد لي شيئاً، فتجيبها: يا خسارتك فيه، ألا تستحقي أسورة ؟ وخرجت، جاء الزوج فوجدها منزعجة، ليست طبيعية، وجدت نفسها مغبونة معه، هذه كلمة قد تنتهي بالطلاق، كلمته كلمة قاسية، ورفعت صوتها فرفع صوته، تضاربوا، فطردها إلى بيت أهلها، فغذّت أمها وخالاتها مشاعر العداوة، فصار الطلاق، هي قالت لها: ماذا أهدى لك زوجُكِ في الولادة ؟

(( إنَّ الرَّجُل لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه تعالى ما يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّم سبحان الله سبعين خريفاَ ))
اشترى رجل بيتًا فزاره خاله، فقال له: ما هذا البيت، إنه صغير، لا يُسكن فيه، يا أخي أنت مسكين ! فاسودّ البيت في عينه، فذهب ليقلبه إلى صاحبه، فلم يقبل، تلاسن معه، وأقام دعوى عليه، كل هذا من كلمة.
والله أيها الإخوة، قد تُفكُّ شراكة بكلمة، ويُفكُّ مشروع بكلمة، وينتهي زواج بكلمة،
(( إنَّ الرَّجُل لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه تعالى ما يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّم سبعين خريفاَ ))
قال له أحدهم لصاحبه: هل تزوجت ؟ مبارك، مَن أخذت ؟ فقال له: فلانة، فتحوّل في وجهه، ولم يتكلم كلمة أبداً، فطلقها الرجل في اليوم الثاني، ما تكلم !.
أيها الإخوة، لعل أكثر مصائبنا من كلامنا، فقد تجد الأسر ممزقة بالغيبة، والنميمة، والحسد، والاستعلاء، والكبر، والإذلال والإهانة، وقد تجد زوجين متفقين ثلاثين سنة، تقول له: أنا من بيت فلان، نسبنا أشرف من نسبك، فحدث خلاف، وصراع، وكلها عنعنات جاهلية، ما أنزل الله بها من سلطان، هذا إذا دخل الشيطان، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾
( سورة فاطر الآية: 6 )
لعل خروج سيدنا آدم من الجنة ليعلّمنا الله هذا الدرس البليغ، لأنه درس لكل بني البشر.
أقسم بالله أنه عندما أسمع خصومة، أو مشادة، أو خلافًا أشعر أن أحد الأطراف في داخله شيطان، والنبي يقول:

(( من فرق فليس منا ))
[ أخرجه الطبراني في الكبير عن معقل بن يسار ]
أحياناً بنت صالحة تصلي قيام الليل، وتحفظ كلام الله عز وجل، وهي الأُولى في مدرستها، محجبة، جاء خالها، كان في الخارج، نظر إليها، وقال: لماذا أنت سوداء ؟ مَن تشبهين أنت ؟ لم يخطر في بالها أنها سوداء، غامقة، لم يخطر في بالها إطلاقاً، عالَمها عالم دراسة، عالم كمال، عالم صلاة، عالم قيام ليل، عالم طاعة لله، لها ثقة بالله كبيرة، قال لها: أنت سوداء، مَن تشبهين ؟ إن في داخله شيطانًا.
قد يزور أحدهم محلا تجاريًّا، وصديقه ليس في المحل، عنده موظف، فيقول له: ماذا يعطيك كمرتّب ؟ فيجيبه: والله يعطيني عشرة آلاف، عشرة ؟! أنت تستحق عشرين ألفًا، أنت تأخذ عشرة ؟! هذا الجل لعب بعقل هذا الموظف، فبدأ يطالبه بالمزيد، قال له صاحب العمل: ما عجبك الراتب اترك العمل، فخرج وبقي بلا عمل، عنده زوجة، ولم يجد عملا، وسرق بعد هذا، فانظرْ ماذا تتكلم ؟
مرة زرتُ أخًا في بيته، وربما لا تستطيع في أمور الدنيا أن تحسّنها في عيون أصحابها، زرت هذا الأخ الفقير جداً، فوجدتُ بين الطاولة والأريكة مكانًا لرجلٍ فقط، تجلس على الأريكة فتلمس برجلك طرف الطاولة، فاستحيا، فقلت له: مَن أنت أمام رسول الله ؟ هذا سيد الخلق وحبيب الحق، سيد ولد آدم، أعلى مخلوق في بني البشر، كان إذا أراد أن يصلي لا تتسع غرفة لصلاته، ونوم زوجته، فكانت تزيح جانباً كي يصلي، فهل أنت أشرف من رسول الله ؟
حسِّن البيت في عين صاحبه، تزوج أخوك، حسِّن زوجته في عينك، قال لك: والله لكن أهلها فقراء، قل له: هذا أكثر راحة لك، تبقى أنت ملكًا عندهم، أو قال لك: إنها قصيرة، قل له: العبرة بالمودة، والنبي قال عليه الصلاة والسلام:
(( تزوجوا الودود الولود ))
[ أخرجه أبو داود والنسائي عن معقل بن يسار ]
يجب أن تحسن دنيا الناس حتى تنعقد لك صلة مع الله عز وجل، هذا هو الإنسان المؤمن:
(( من فرق فليس منا ))
يقول أحدهم: والله إن ابني يتعبني، فتقول له أنت أمامه: والله عندي أولاد ملائكة، والحمد لله يا رب، حتى يحرق قلبه، عندي أولاد ملائكة، شكا لك همّ أولاده لازم فهل يجب أن تظهِر نفسك خيرا منه ؟ قل له: والله الزمن صعب الآن، هذه قضية عامة، والله سيهديه إن شاء الله، هذا الكلام يطيب القلب.
وُضِع الأكل فتقول: هذه التي عندي طبخها درجة أولى، الله يرضى عليها، ونظيفة، وأنيقة، ماذا يريدون من زوجتك ؟ إما أن يمدح زوجته زيادة، أو يذم النساء.
النتيجة أن هذا اللسان أحياناً يورد إلى النار:
((إنَّ الرَّجُل لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه تعالى ما يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّم سبحان الله سبعين خريفاَ ))
الآن هناك كلمات أخرى، إذا وجد الرجل رجلا سيئًا معه أموال طائلة يقول: سبحان الله ! الله يعطي الحلاوة لمَن ليس له أضراس، إذاً أنت تعترض على الله، إذاً أنت لا تعتقد أن الله حكيم.
هناك كلمات أيها الإخوة والله هي الكفر بعينه، دون أن تشعر، فنسأل الله عز وجل السلامة .
لا تشكر الله عز وجل أمام صاحب البلاء على أنه نجاك من بلاء، فالنبي علمنا إنك إذا رأيت مبتلى ينبغي أن تشكر الله دون أن يسمعك هذا المبتلى، فتقول أمام رجل ضرير: يا رب، الحمد لله الذي أعطيتنا بصرًا، هذا لا يقال، حتى النبي علمنا أن:
((ترك السلام على الضرير خيانة ))
[ أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة ]
هو لم يرَك، لكنك رأيته، فإن لم تسلم عليه فقد خنته
((ترك السلام على الضرير خيانة ))
(( يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ))
وحديث آخر أيضاً رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو:
(( وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ))








والحمد لله رب العالمين




 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 05-04-2018, 03:38 PM   #200


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



بسم الله الرحمن الرحيم



الحديث ( المائة وخمسة وتسعون )






الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
خطر سوء ذات البين
أيها الإخوة الكرام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ))
[الترمذي]
ما من تفتت، وما من خصومات، وما من عداوة، وما من بغضاء بين أفراد المجتمع إلا بسبب مخالفة توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام، وحينما قال أحد أصحاب النبي متسائلاً:
(( يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ))
[أخرجه الترمذي وصححه وابن ماجه عن معاذ ]
الكلمة الطيبة وأثرها في النفوس
لكن اليوم نأخذ الجانب الإيجابي، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:



(( إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ في الجنة ))


زرت أختك، وزوجها فقير فحدّثتها عن أخلاقه، وعن مكانته عند الله ، وعن أن هذا النموذج نادر، وأن هذا الذي يسعد في الدنيا والآخرة، وأن الرجل الصالح لا يُقدَّر بثمن، وأنك تجلّه، وتحترمه، وتتمنى أن يكون كل الأصهار مثله، فيمتلئ قلبها طمأنينة ، وتنام قريرة العين، وتزداد محبة له، وتزداد تعلقاً به، فهذه المحبة المتينة بين الزوجين بسبب كلمة أنت قلتها طيّبت بها قلب أختك.
قد تدخل بيتاً صغيراً، فتقول: إنّ الإنسان إذا كان ماله حلالا يبارك الله له في كل شيء، في بيته، وفي أولاده، وفي زوجته، فبيت يصلّى فيه بيت مبارك، بيت يلتقي فيه الأقرباء على طاعة الله بيت مبارك، يغدو هذا البيت جنة في نفس صاحبه.
قد يكون عقد القران متواضعًا جداً، في بيت عربي قديم، في منتهى التواضع، فتحدثهم عن نعم الله، وقد خَطَر لي أن أذكر لهم هذه القصة:
قلت لبعضهم: إنّ أحد أكبر فنادق دمشق من نوع الخمس نجوم ـ حتى مرة قال لي واحد إذا واحد مستواه أكبر من خمس نجوم أين مكانه ؟ قلت له: بقي له نجوم الظهر ـ فهذا الفندق من نوع الخمس نجوم يجني أرباحاً طائلة جداً من عقود القران، فعقدٌ في الشام كلف 85 مليونًا، وكان من الممكن أن نزوّج شابًًا في الغوطة بمئة ألف، فقسم 85 مليونا، فكان الناتج 850 شابًا يتزوجون بهذا المبلغ، مقابل حفلة بليلة واحدة، فقلت لهذا الأخ الذي أقام عقد قران متواضعًا جداً في بيت قديم، والبيت مهترئ، قلت له: هذا الفندق الخمس نجوم جنى أرباحاً طائلة من عقود القران، فأراد أن يشجع الناس على إقامة العقود في هذا الفندق، ماذا فعل ؟ أراد أن يكرم الذين عقدوا عقدهم في الفندق لستة أشهر سابقة، فطلب من الإدارة المالية أسماء هؤلاء، فكانوا ستة عشر عقداً، دُعي هؤلاء إلى حفل تكريمي في الفندق مع عشاء من أجل أن يشجعوا الآخرين على إقامة العقود في الفندق، المفاجأة أن 13 عقداً من 16 عقد انتهت بالطلاق قبل ستة أشهر، لأن أي عقد زواج إذا بني على طاعة الله ولو افتقر إلى معظم مقومات نجاحه يتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين، وأي عقد زواج إذا بني على معصية الله ولو توافرت له كل أسباب النجاح يتولى الشيطان التفريق بينهما.
والله مرة كنت أمشي في سوق الحريقة، فدعاني أحد الإخوة الكرام إلى أن أدخل المحل التجاري لأشرب فنجان قهوة، هو في باله شيء، فلما دخلت إلى محله التجاري طرح علي هذا السؤال، قال لي: خطب ابنتي شاب وسيم، جميل، صاحب معمل، ابن أحد أثرياء دمشق، وله سيارة أمريكية، وبيته بأرقى أحد أحياء دمشق، قال لي: هو ممتاز، لكن لا دين له، يا أستاذ ما قولك ؟ قلت له: أنت حينما تقرأ القرآن ماذا تفعل ؟ قال لي: أقرأه، قلت له: وحينما تنتهي منه ماذا تقول ؟ قال: أقول: صدق الله العظيم، طيب الآن يقول الله عز وجل:
﴿ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾
( سورة البقرة الآية: 221 )
فإذا قرأت هذه الآية، وقلت بعدها: صدق الله العظيم فينبغي أن تبحث عن شاب مؤمن، ولو كان فقيراً، فابتسم، وجاملني، وودعني، وودعته، ثم علمت بعد أسابيع أنه قبله زوجاً لابنته.
الحقيقة أنها حالة نادرة، معمل، وبيت، وسيارة، ووسامة، ماذا يريد غير هذا ؟ بعد العرس بسبعة عشر يوماً كان الزوج معها في منطقة الزبداني، واختلفا، فتح الباب، وركلها بقدمه، وكان آخر يوم التقى بها، وتركها في الزبداني، إذا بني الزواج على معصية الله يتولى الشيطان التفريق بين الزوجين.
هناك قصة وقعت، لكنها لا تصدق، هي لشاب خطب من أسرة مسلمة، والأب واعٍ جداً، قال له: يا بني، أنا أريد أدلة، عندك بيت ؟ قال له: طبعاً، تأتي لي بورقة الطابو، أريده باسمك، ليس لأبيك، قال له: طيب، في اليوم التالي جاءه بسند التمليك النظامي باسمه، عندك سيارة ؟ قال له: عندي، غداً تأتيني بالميكانيك، أريدها باسمك، أيضاً جاءه بالميكانيك، ورخصة السير، قال له: عندك عمل ؟ قال له: عندي، ماذا عندك ؟ قال له معمل: تريكو، باسم من الترخيص ؟ قال: باسمي، قال له: ائتني بالترخيص، جاء الترخيص، بيت، وسيارة، ومعمل، فوافق، وبدأ يتردد على هذه الأسرة، ومرة كان عند عمه في المحل التجاري إذ دخل بعض أصدقاء عمه، قال له: هذا خطيب ابنتي، فاكفهر لون أحدهم، قال له: خطيب ابنتك ؟! قال له: نعم، قال له: هذا ليس مسلماً، من أهل الكتاب، تعال إلى هنا، أنت مسلم ؟ قال له: لا، أنت لم تسألنِي عن ديني، طلبت ميكانيك السيارة، وطلبت ورقة الطابو، وطلبت رخصة المعمل، لكنك لم تسألنِي عن ديني، وهذه قصة تروى.
الكلمة الطيبة راب للصدع وتجميع للشمل
فلذلك حينما تتكلم بالكلمة الطيبة قد تصلح أسرة، وقد تصلح شركة، وقد تكون لهذه الكلمة آثار طيبة.
صدقوا أيها الإخوة، في تاريخ الدعوة 30 سنة، وأكثر من مئتين أو ثلاثمئة حالة زواج متعسرة كادت تنتهي إلى الطلاق، فبكلمات طيبة، بتعريف الزوج بقيمة زوجته، بتعريف الزوجة بقيمة زوجها، ترى أن هذا الزواج عاد إلى وضعه الطبيعي، وصار هناك تفاهم، فالكلمة الطيبة صدقة.
مرة كنت أصلح مركبتي عند أحد الإخوة، هذا الأخ غير متعلم، عنده صانع يحمل ليسانس بالفيزياء، ولم يجد عملا، فأحب أن يصغر من قيمة العلم أمامي، قال لي: هذا معه ليسانس فيزياء، انظر ماذا يعمل، رأيته غير حكيم في هذه الكلمة، قلت: هل تعلم ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟

(( ما كَسَبَ الرَّجُلُ كَسْباً أَطْيَبَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ))
[رواه أَبُو داوود والترمذي والنسائيّ عَنْ المَقْدَامِ بْنِ يَكرِبَ الذُّبَيْدِيِّ ]
قلت له: عمل اليد أشرف عمل، وقلت له: أحد أنبياء الله العظام داود كان يأكل من عمل يده، طبعاً كانت الآية والحديث مناسبة جداً لرد اعتبار هذا المثقف.
والله مرة أحد علماء دمشق الكبار قال لي: أنا زوجتي طالبة عندك بالماجستير ، قلت له: أهلاً وسهلاً، قالت لي: إنه إذا لم تقرأ كتاب الدكتور بالإعجاز لم تفهم شيئًا، من تواضعه قالها أمام عشرين عالمًا، قلت له: قل لها أستاذك تلميذي.
الكلمة الطيبة صدقة، تتواضع أمام الناس، تبين فضل الناس، تطيب قلب الزوجة إذا كانت أختك، تقنعها بزوجها، تقنع الشريك بشريكه.
مرة لقيت رجلاً عبوساً قمطريرا، قال لي: يا أستاذ، ماذا أقول لك، موسم التفاح عندنا الدولة استلمته بسعر غير معقول، قلت له: أنت عندك شيء تبيعه، وهناك إنسان ما عنده شيء يبيعه بتاتا، عندك 300 دنم زرعتها تفاحًا، والسعر لم يعجبك، لكن عندك شيء تبيعه، اشكر الله لو لم تملك شيئًا تبيعه، فستندب حظك ؟ هذه واحدة.
الشيء الثاني: إذا كنت مصابا بفشل كلوي فلا بد لك كل أسبوع مرتين بالمشفى لتبديل الدم، وكل مرة ثلاث آلاف ليرة، و8 ساعات على الجهاز، والتبديل غير كامل، وفي حالات معينة، اشكر الله على ذلك، قلت له: عندك شيء تبيعه، وصحتك تامة.
مرة طبيب كبير، كان في قسمه السفلي حبة سرطان صغيرة، وانتشرت، وما عنده علم حتى انتشر في كل جسمه، حتى في العمود الفقري، ذهب إلى فرنسا، نزعوا منه نصف مقعده السفلي، زرته في البيت هنا بالشام، وضعه سيئ، هو في أول حياته، وعمره 45 عاما، والله ما وجدت نعمة بعد الإيمان أعظم من الصحة، فلا بد أن تبين نعمة الله عز وجل للناس.
مرة جاء إنسان يريد تطليق زوجته، بشكل قطعي، قال لي: أبداً أخذت قرارًا، قلت له: تخونك ؟ قال لي: أعوذ بالله، أستاذ كيف تخوني ؟ امرأة شريفة، قلت: هل هي وسخة ؟ قال: لا، والله هي نظيفة يا أستاذ، قلت: كيف طبخها ؟ قال: طبخها ممتاز، قام واستحى، ووجد نفسه مخطئًا، هي مخلصة، ونظيفة، وطبخها جيد، قام استحى، فهِمها هو وحده.
الكلمة الطيبة ترأب الصدع، وتلمّ الشمل، ويمكن أن تصلح فساد ذات البين ، ويمكن أن تحنن أمًّا على ابنها، وابنًا على أمه، فالمؤمن يتكلم الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة تؤلف القلوب، وتمتن العلاقات، وتديم الود.
﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾
( سورة الشورى الآية: 23 )
تستطيع بأي مناسبة أن تتكلم، لأن الكلمة المناسبة التي تجمع القلوب.
عدم التسرع في الحكم على الناس
مرة أحد خطباء المساجد والله أنا أحترمه كثيراً، هاجم الأغنياء، والله هناك أغنياء تشتهي الغنى منهم، من تواضعهم، وإحسانهم، وشدة مودتهم، مرة هاجم المحجبات، لكن إذا كان بعض المحجبات لم يكن زوجاتٍ صالحات هل تعمّم ذلك ؟ التعميم من العمى.
مرة كنت في عقد قران دعيت له، ما شاء الله كان فيه ألف مدعو بمزرعة كبيرة جداً، ودفع ثمن الأكل مليون ليرة، انتهى الاحتفال فبقي أربعة أخماس الطعام، وكان عدد كبير من العلماء في هذا الحفل، أكثر من عالمين أو ثلاثة هاجموا الحفل على المنبر ثاني يوم، أنا ما تكلمت ولا كلمة، المفاجأة أن صاحب هذا الحفل دفع مليون ليرة لتزويج الشباب الفقراء، والأكل جُمع بأعلى طريقة، ووضع في ميتم، وأكله الطلاب 12 يومًا، لماذا تسرعت وهاجمت ؟ دفع مليونًا لتزويج الشباب، والأكل ما رمي، كله جُمع ووضع في البرادات، وأُصلِح، وأضيف له اللحم، لا تتسرع، الكلمة الطيبة صدقة، ورأب الصدع صدقة، ولمّ الشمل صدقة، وتطييب القلب صدقة.
أحيانا تجد محاسبًا معاشه الشهري لا يكفيه، فيتضايق، تعرف ماذا أقول له أنا ؟ أقول له: صاحي المعمل دخله غير محدود، لكن تأتي عليه أيام ينسى فيها حليب أمه، وقت جمع الأموال، ووقت تحويل العملة، ووقت المحاسبة بقانون مالي جديد، أنت ما عندك مشكلة، أنت عندك مشكلة واحدة، أن المعاش لا يكفيك، لكنك تنام قرير العين، في رضى ويسر.
مرة كنت بأمريكة ألقي محاضرة، فسألتني طبيبة قالت لي: هنا عندنا المصافحة ضرورية جداً، وهي محرمة، كيف أحل هذه المشكلة ؟ أنا طبيبة، والأمريكان لا يعرفون ديننا، يمد يديه فلا أصافحه، بعد هذا يظن أنني عدوة له، أو إرهابية، قلت لها: الملكة إليزابيث لا يصافها إلا سبعة رجال بحكم القانون البريطاني، لعلو مكانتها في المجتمع، والمرأة المسلمة أيضاً ملكة لا يصافحا إلا سبعة رجال من محارمها بحكم القانون القرآني، فطربت لهذا الجواب، واقتنعت بعدم المصافحة.
ومرة جاءتنا وزيرة نفط بريطانية، وفي وزارة النفط موظف كبير جداً، لكنه ملتزم، ففي المطار سحب يده، ولم يصافحها، فانزعجت انزعاجًا لا حدود له، فقال له الوزير: لو صافحتها هل كانت أكلتك ؟ هكذا سوّدتَ وجهنا ؟ قال له في غداء الظهر لا تأتي، لا يريده، قال له: كما تريد، هي جالسة إلى جانب الوزير ظهرًا، فقالت له: هناك شخص واحد ما صافحني، أين هو ؟ قال لها: اعتذر، قالت له: أريده، قال لهم: خبروه، خبروه، قالت له: لماذا لم تصافحني ؟ قال: لأنني مسلم، وديني يأمرني ألا أصافح امرأة أجنبية، وأنت امرأة أجنبية، ففكرت، وقالت للوزير: لو أن المسلمين أمثال هؤلاء لكنا تحت حكمكم، قال له: سودتُ وجهك أم بيضته ؟.
فيا أيها الإخوة، الكلمة الطيبة صدقة.
الحديث:

(( إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ في الجنة ))
حاول أن تتكلم الكلمة الطيبة، وحاول أن تطيب القلوب، وتألف بين الناس، وبين الزوجين، وبين الأخوين، وبين الجارين، وبين الشريكين.




والحمد لله رب العالمين



 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
للاحاديث, المختصر, الشرح, الشريفة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 6 )
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نسجل حضورنا بالاحاديث النبوية الشريفة منال نور الهدى رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 945 04-23-2024 09:28 AM
الدليل المختصر لزيارة انطاليا-تركيا السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 3 04-01-2018 11:42 AM
الدليل المختصر للسياحة في بلد الإبتسامه ( تايلند) السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 2 12-10-2017 02:32 PM
كسوة الكعبة الشريفة آفراح ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية 6 06-10-2014 10:53 AM

HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags

أقسام المنتدى

|~ هدي الرحمن لتلاوآت بنبضآت الإيمان ~| @ رياض روحآنيآت إيمانية @ رياض نسائم عطر النبوة @ رياض الصوتيات والمرئيات الإسلامية @ |~ قناديل الفكر بالحجة والبيآن ~| @ ريـــــــآض فلسفــة الفكـــر و الــــــرأي @ ريــــآض الـــدرر المـنـثـــــورة .. "للمنقول" @ رياض هطول الاحبة @ رياض التهآني و الإهدآءآت @ |~ صرير قلم وحرف يعانق الورق ~ | @ رياض منارة الحرف وعزف الوجدان "يمنع المنقول" @ رياض القصيدة و الشعر "يمنع المنقول" @ رياض القصة و الرواية المنقولة @ رياض صومعة الفكر واعتكاف الحرف @ رياض رشفة حرف @ |~ لباس من زبرجد وأرآئك وألوان تعانق النجوم~| @ رياض حور العين @ رياض آدم الانيق @ رياض الديكور و الاثاث @ رياض المستجدات الرياضية @ رياض ابن بطوطة لسياحة والسفر @ |~ فن يشعل فتيل الإبداع بفتنة تسحر ألباب الفنون ~| @ رياض ريشة مصمم @ رياض الصور المضيئة @ رياض الصور المنقولة @ |~ أفاق التكنولوجيا والمعلومآت الرقمية ~| @ رياض البرامج و الكمبيوتر @ رياض المنسجريات @ رياض الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية @ |~ دستور الهيئة الإدارية ~| @ رياض مجلس الادارة @ رياض المشرفين و المراقبين @ رياض الشكاوي والاقتراحات @ رياض الارشيف @ نــــور الأنــس @ ذائقة الشعر و القصائد المنقولة @ "ذائقة الخواطر والنثريات المنقولة" @ رياض رفوف الأنس @ رياض صدى المجتمع @ ريآض الآحاديث النبوية @ رياض الاعجاز القرآني @ ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين @ ريآض الطفولة والأسرة @ ريآض أروقــــــة الأنــــــــس @ رياض ملتقى المرح @ رياض نفحات رمضان @ ريآض شهِية طيبة @ ريآض فعآلية رمضآن المبآرك @ ريآض الفوتوشوب @ ريآض القرآرآت الإدآرية العآمة @ ريآض برنآمج كرسي الإعترآف @ ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية @ ريآض التاريخ العربي والعالمي @ ريآض إبن سينآ لطب والصيدلة @ |~ وشوشة على ضفآف شهد التحلية ~| @ ريآض مجآلس على ضوء القمر @ ريآض YouTube الأعضآء " لأعمآلهم الخآصة والحصرية " @ ريآض YouTube العآم @ ريآض فكّر وأكسب معلومة جديدة @ ] البصمـــة الأولــــى [ @ رياض Facebook "فيسبوك" @ ريآض المؤآزرة والموآسآة @ رياض تطوير الذات وتنمية المهارات @ رياض فضاء المعرفة @ رياض Twitter "تويتر‏" @ رياض شبكة الأنترنت @ رياض المحادثات @ رياض سويش ماكس @ رياض الأنبياء والرسل @ رياض Google @ رياض الإدارة والمراقبين العامين @ قسم خاص بالشروحات برامج التصميم بكافة أنواعه @ رياض لأعمال المصمم المبدع "ابوفهد" @ ابداع قلم للقصة والرواية (يمنــــــع المنقــــــول) @ أرشيف فعاليات رمضان ( للمشاهدة) @ رياض خاص بأعمال المصممة الرائعة ذات الأنامل الماسية "سوالف احساس" @ |~ بانوراما للإبداع الفتوغرافي ~| @ رياض خاص بأعمال المصممة المبدعة ذات الأنامل الذهبية "سهاري ديزاين" @ |~ واحة غناءة تغازل الأطياف وتتماوج بسحر الألوان ~| @ رياض خاص بالصحفي المتألق محمد العتابي @ رياض عقد اللؤلؤ المنثور "يمنع المنقـــول" @ رياض لتعليم الفتوشوب من الألف الى الياء @


الساعة الآن 03:22 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2012 vBulletin ,
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.