المقالة الثانية لصحفي محمد العتابي

ستعودين يابغداد مدينة للسلام
محمد كريم العتابي
قالوا عن بغداد الكثير من الكلام والكثير من الصفات الجميلة، البعض فتنَ بها والبعض الاخر جنَ بها لروعة ارضها وطيب ناسها
قال بعضهم الدنيا بادية وبغداد حاضرتها، وقال عنها الامام الشافعي ،مادخلتُ بلد قط الاعددته سفراً الا بغداد، فأني حين دخلتها
عددتها وطنا وقال بن خلف اليزماني: فقد طفت في شرق البلاد وغربها.. فلم ارَ فيها مثل بغداد منزلاً.وقال ابو بكر الخطيب ما وجدت
بلداً افضل ولا اطيب من بغداد..، اسفي على بغداد اليوم وعلى ما عُملَ بها ، لم تعد بغداد حاضرة الدنيا في ظل اللصوص ،بغداد دمرها
من قبل هولاكو واليوم يدمرها سياسيوها ،سياسيون أتوا من اجل مصالحهم الخاصة جاءوا من اجل سرقة ماضي وحاضر ومستقبل بغداد ،
لصوص وبأمتياز لا يهمهم سوى اتخام جيوبهم من اموال الشعب المسكين،سياسيون لا يعرفون الرحمة ولا الشفقة ولا حتى الخوف
من عقاب الله تعالى، سياسيون تعرفهم شوارع اوربا اكثر مما تعرفهم شوارع بغداد،ملجأهم الاول والاخير المنطقة الخضراء،لم اسمع
من قبل أنَ سياسياً واحداً زار مكان انفجار او زار مستشفى للأمراض او حتى زار مدرسة واطلع على حال طلبتها ، يعدونَ ايامهم
كي يستلموا رواتبهم ومخصصاتهم ويذهبوا بها الى دول اوربا من اجل المتعة او التبضع او زيارة بلدهم الثاني الذي هو المكان المفترض
لهم حين الهروب من نقمة الشعب، اتحدى اي شخص رأى سياسي واحد يسير في شوارع بغداد من اجل عمل يفيد الشعب ،
بغداد السلام كما كانت تسمى سابقاً اصبحت تستيقظ على اصوات الانفجارات فأي سلام هذا ..؟؟ّ!، بغداد مدينة الجمال والشوارع
والبنايات الاثرية الرائعة اضحت مدينة الخراب والدمار فلا عمران ولا بناء ولا مسئول يحن لها ، الى متى ارى بغداد على هذه الحال
والحسرة تاكل حشاشة قلبي ويعتصرني الالم، أأبكي لكِ عن حالي يابغداد ام أبكي عليكِ وعما جرى لكِ أم ابكي على نفسي
لأني لا استطيع عمل اي شيء لاجلك، ،أأبقى اعيش على ذكرياتكِ الجميلة وايام الطفولة وايام العز والامان ،
فلا حول ولا قوة لي سوى الدعاء ان ينقذنا الله من هؤلاء السياسيين وان تعود بغداد حاضرة الدنيا
ومستقبلها وستعودين يابغداد مدينة للسلام وان يعم الامن والامان الى ربوع بغداد الحبيبة ..






.