حفظ البيانات .. ؟ هل نسيت كلمة السر .. ؟

شغل الموسيقى هنا




اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَلامة والإسلَام، والعَافِية المُجَلّلة، ودِفَاع الأَسْقَام، والعَون عَلى الصَلاة والصِيام وتِلاوَة القُرآن..اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا، وقَبِلْتَهُ مِنَّا. اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوُّ كَرِيم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَأعْفُ عَنَّا يَاكرِيم . كُلّ عَامٍ وَ أنتُم بِأَلْفِ خيْرِ وَ صِحَة وَعَافِيَة بِحُلُول شَهر التَوبَة وَ المَغْفِرَة شَهْرُ رَمَضان الْمُبَارَك كَلِمةُ الإِدَارَة


جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة > ريآض الآحاديث النبوية

ريآض الآحاديث النبوية آحاديث نبوية ، آحاديث الصحابة عن رسول الله وآحاديث قدسية

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 11-13-2018, 07:01 AM   #11


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار







وفيه من الفوائد:

السعي في كل ما يزيل اليأس،
فإن الطلب والسعي
عنوان على الرجاء والطمع في حصول المراد،
وضده بضده،

وفي الحديث دليل على الترغيب
في توجيه الناس إلى فعل الخير،

وأن الشفاعة لا يجب على المشفوع عنده قبولها
إلا أن يشفع في إيصال الحقوق الواجبة،

فإن الحق الواجب يجب أداؤه
وإيصاله إلى مستحقه،
ولو لم يشفع فيه.
ويتأكد ذلك مع الشفاعة.



وفيه أيضاً:

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
في حصول الخير لأمته بكل طريق.


وهذا فرد من آلاف مؤلفة
تدل على كمال رحمته ورأفته
صلى الله عليه وسلم ،


فإن جميع الخير والمنافع العامة والخاصة
لم تنلها الأمة
إلا على يده
وبوساطته
وتعليمه
وإرشاده،


كما أنه أرشدهم
لدفع الشرور والأضرار العامة والخاصة بكل طريق.
فلقد بلَّغ وأدَّى الأمانة،
ونصح الأمة

صلوات الله وسلامه وبركته عليه
وعلى آله وصحبه.



قوله:
"ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء"


قضاؤه تعالى نوعان:

قضاء قدري،

يشمل الخير والشر والطاعات والمعاصي،
بل يشمل جميع ما كان وما يكون،
وجميع الحوادث السابقة واللاحقة.


وأخصّ منه
القضاء القدري الديني

الذي يختص بما يحبه الله ويرضاه،

وهذا الذي يقضي على لسان نبيه من القسم الثاني؛

إذ هو صلى الله عليه وسلم عبدٌ رسول،
قد وفَّى مقام العبودية،
وكمَّل مراتب الرسالة،

فكل أقواله وأفعاله وهديه وأخلاقه عبودية لله
متعلقة بمحبوبات الله تعالى.

ولم يكن في حقه
صلى الله عليه وسلم
شيء مباح محض لا ثواب فيه ولا أجر
فضلاً عما ليس بمأمور.


وهذا شأن
العبد الرسول
الذي اختار صلى الله عليه وسلم هذه المرتبة
التي هي
أعلى المراتب


حين خُيّر بين أن يكون رسولاً ملكاً،
أو عبداً رسولاً.


الحديث الخامس عشر

عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:

"أنزلوا الناس منازلهم"
رواه أبو داود.


يا له من حديث حكيم.
فيه الحث لأمته على مراعاة الحكمة.

فإن الحكمةوضع الأشياء مواضعها،
وتنـزيلها منازلها.


والله تعالى حكيم في خلقه وتقديره،
وحكيم في شرعه وأمره ونهيه
وقد أمر عباده بالحكمة
ومراعاتها في كل شيء
وأوامر النبي
صلى الله عليه وسلم وإرشاداته
كلها تدور على الحكمة.

فمنها:
هذا الحديث الجامع،
إذ أمر أن ننـزل الناس منازلهم.
وذلك في جميع المعاملات،
وجميع المخاطبات.
والتعلم والتعليم.



فمن ذلك:

أن الناس قسمان:
قسم لهم حق خاص،

كالوالدين والأولاد والأقارب،
والجيران والأصحاب والعلماء،
والمحسنين بحسب إحسانهم العام والخاص.

فهذا القسم تنـزيلهم منازلهم:

القيام بحقوقهم المعروفة شرعاً وعرفاً،
من البر والصلة والإحسان
والتوقير والوفاء والمواساة،
وجميع ما لهم من الحقوق،
فهؤلاء يميزون عن غيرهم بهذه الحقوق الخاصة.


وقسم ليس لهم مزية اختصاص بحق خاص،

وإنما لهم حق الإسلام وحق الإنسانية.

فهؤلاء حقهم المشترك:

أن تمنع عنهم الأذى والضرر بقول أو فعل،
وأن تحب للمسلمين ما تحب لنفسك من الخير
وتكره لهم ما تكره لها من الشر.

بل يجب منع الأذى عن جميع نوع الإنسان
وإيصال ما تقدر عليه لهم من الإحسان.




ومما يدخل في هذا:

أن يعاشر الخلق بحسب منازلهم.

فالكبير له التوقير والاحترام.
والصغير يعامله بالرحمة والرقة المناسب لحاله،
والنظير يعامله بم يحب أن يعامله به.
وللأم حق خاص بها،
وللزوجة حق آخر،

ويعامل من يُدل عليه ويثق به،
ويتوسع معه،
ما لا يعامل به من لا يثق به ولا يدل عليه.


ويتكلم مع الملوك وأرباب الرئاسة
بالكلام اللين المناسب لمراتبهم.

ولهذا قال تعالى لموسى وهارون:
{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ،
فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا
لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
}[1]

ويعامل العلماء بالتوقير والإجلال والتعلم،
والتواضع لهم،
وإظهار الافتقار والحاجة إلى علمهم النافع،
وكثرة الدعاء لهم،
خصوصاً وقت تعليمهم وفتواهم الخاصة والعامة.





ومن ذلك:

أمر الصغار بالخير، ونهيهم عن الشر بالرفق والترغيب،
وبذل ما يناسب من الدنيا
لتنشيطهم وتوجيههم إلى الخير،


واجتناب العنف القولي والفعلي.

ولهذا قال
صلى الله عليه وسلم :
"مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين،
واضربوهم عليها لعشر
"

وكذلك سلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مع المؤلفة قلوبهم
من العطاء الدنيوي الكثير
ما يحصل به التأليف،
ويترتب عليه من المصالح.

ولم يفعل ذلك مع من هو معروف بالإيمان الصادق
تنزيلاً للناس منازلهم.



وكذلك مخاطبة الزوجة والأولاد الصغار
بالخطاب اللائق بهم الذي فيه بسطهم،
وإدخال السرور عليهم.



وكذلك
من تنزيل الناس منازلهم:

أن تجعل الوظائف الدينية والدنيوية
والممتزجة منهما للأكفاء المتميزين،
الذين يفضلون غيرهم في ولاية تلك الوظيفة.


فمعلوم أن ولاية الملك:

أن الواجب فيها خصوصاً
وفي غيرها عموماً
مشاورة أهل الحل والعقد
في تولية من يصلح لها
ممن جمع بين القوة والشجاعة والحلم،
ومعرفة السياسة الداخلية والخارجية،

ومن له القوة الكافية لتنفيذ العدل،
وإيصال الحقوق إلى أهلها،
وردع الظلمة والمجرمين،
وغير ذلك مما يدخل في الولاية.

وكذلك ولاية القضاء:

يختار لها الأعلم بالشرع وبالواقع،
الأفضل في دينه وعقله وصفاته الحميدة.



وكذلك ولاية الإمامة
في المساجد في الجمعة والجماعة:


يختار لها الأعلم بأحكام العبادات الأتقى،
ثم الأمثل فالأمثل





وكذلك ولاية قيادة الجيوش:

يختار لها أهل القوة والشجاعة والرأي والنصح،
والمعرفة لفنون الحرب وأدواتها،

وما يتبع ذلك مما تتوقف عليه هذه الوظيفة المهمة
التي هي من أهم الوظائف وأخطرها،

إلى غير ذلك من الولايات الكبار والصغار.

فإنها داخلة في قوله تعالى:
{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }[1]

وهذه الولايات من أعظم الأمانات.
فيتعين أن تؤدى إلى أهلها،
وأن يوظف فيها أهل الكفاءة بها.
وكل وظيفة لها أكفاء مختصون.
وهو داخل في هذا الحديث الشريف.




وكذلك يدخل في ذلك
معاملة العصاة والمجرمين.

فمن رتب الشارع على جرمه عقوبة
من حَدٍّ ونحوه
تعين ما عينه الشارع،
لأنه هو عين المصلحة العامة الشاملة.


ومن لم يعين له عقوبة
عُزِّر بحسب حاله ومقامه.

فمنهم من يكفيه التوبيخ والكلام المناسب لفعلته،
ومنهم من لا يردعه إلا العقوبة البليغة.


وكذلك في الصدقة والهدية،

ليس عطية الطَّواف الذي يدور على الناس
فتكفيه التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان

كعطية الفقير المتعفف
الذي أصابته العَيْلة بعد المغني.
وفي الأثر (ارحموا عزيز قوم ذل).

وكذلك يميز من له آثار وسوابق
وغناء ونفع للمسلمين
على من ليس كذلك.



فهذه الأمور وما أشبهها
داخلة في هذا الكلام الجامع
الذي تواطأ عليه الشرع والعقل.

وما رآه المسلمون حسناً
فهو عند الله حسن.







 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 11-13-2018, 07:05 AM   #12


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار







الحديث السادس عشر

عن أبي صِرْمَةَ [1] رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من ضارَّ ضار الله به.
ومن شاقَّ شَقَّ [2] الله عليه"
رواه الترمذي وابن ماجه.

هذا الحديث دلّ على
أصلين من أصول الشريعة:

أحدهما:

أن الجزاء من جنس العمل
في الخير والشر.

وهذا من حكمة الله
التي يحمد عليها.

فكما أن من عمل ما يحبه الله أحبه الله.
ومن عمل ما يبغضه أبغضه الله،

ومن يسَّر على مسلم يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة.

ومن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا
فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

والله في حاجة العبد
ما كان العبد في حاجة أخيه،

كذلك من ضار مسلماً
ضره الله،

ومن مَكَر به
مكر الله به،

ومن شق عليه
شق الله عليه،

إلى غير ذلك من الأمثلة الداخلة في هذا الأصل.






الأصل الثاني:

منع الضرر والمضارة،
وأنه "لا ضرر ولا ضرار".

وهذا يشمل أنواع الضرر كله.


والضرر يرجع إلى أحد أمرين:

إما تفويت مصلحة،
أو حصول مضرة بوجه من الوجوه.


فالضرر غير المستحق
لا يحل إيصاله وعمله مع الناس،
بل يجب على الإنسان
أن يمنع ضرره وأذاه عنهم من جميع الوجوه.


فيدخل في ذلك :

التدليس والغش في المعاملات وكتم العيوب فيها،
والمكر والخداع والنجش،

وتلقي الركبان وبيع المسلم على بيع أخيه
والشراء على شرائه،
ومثله الإجارات، وجميع المعاملات،

والخِطْبة على خِطْبة أخيه،
وخِطْبة الوظائف التي فيها أهل لها قائم بها.

فكل هذا من المضارة المنهي عنها.

وكل معاملة من هذا النوع
فإن الله لا يبارك فيها،

لأنه من ضارَّ مسلماً ضارّه الله،
ومن ضاره الله ترحّل عنه الخير،

وتوجه إليه الشر،
وذلك بما كسبت يداه.




ويدخل في ذلك :

مضارة الشريك لشريكه، والجار لجاره،
بقول أو فعل،
حتى إنه لا يحل له أن يحدث بملكه ما يضر بجاره،
فضلاً عن مباشرة الإضرار به.


ويدخل في ذلك :

مضارة الغريم لغريمه،
وسعيه في المعاملات التي تضر بغريمه،
حتى إنه لا يحل له أن يتصدق
ويترك ما وجب عليه من الدين
إلا بإذن غريمه،

أو برهن موجوداته أحد غرمائه دون الباقين،
أو يقف، أو يعتق ما يضر بغريمه،
أو ينفق أكثر من اللازم بغير إذنه.


كذلك
الضرر في الوصايا:

كما قال تعالى:
{ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ
أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ }[1]

بأن يخص أحد ورثته بأكثر مما له،
أو ينقص الوارث،
أو يوصي لغير وارثه
بقصد الإضرار بالورثة.





وكذلك
لا يحل إضرار الزوج بزوجته من وجوه كثيرة،

إما أن يعضلها ظلماً لتفتدى منه،
أو يراجعها لقصد الإضرار،
أو يميل إلى إحدى زوجتيه ميلاً يضرّ بالأخرى،
ويجعلها كالمعلقة.


ومن ذلك :

الحيف في الأحكام والشهادات والقسمة وغيرها
على أحد الشخصين لنفع الآخر.


فكل هذا داخل في المضرة.
وفاعله مستحق للعقوبة،
وأن يضار الله به.


وأشد من ذلك :

الوقيعة في الناس عند الولاة والأمراء،
ليغريهم بعقوبته أو أخذ ما له،
أو منعه من حق هو له،
فإن من عمل هذا العمل فإنه باغٍ،
فليتوقع العقوبة العاجلة والآجلة.






ومن هذا:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم :

"أن يورد مُمْرِض على مُصِحّ"

لما في ذلك من الضرر.


وكذلك نهى الجذْمَى ونحوهم عن مخالطة الناس،

وهذا وغيره داخل في قوله تعالى:

{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }[1]


ونهى صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم،
ولو على وجه المزح.


ومن هذا

السخرية بالخلق،
والاستهزاء بهم،
والوقيعة في أعراضهم،
والتحريش بينهم.

فكله داخل في المضارة والمشاقة
الموجب للعقوبة.


وكما يدل الحديث بمنطوقه:

أن من ضارّ وشاق ضرَّه الله وشقَّ عليه،


فإن مفهومه يدلّ على:

أن من أزال الضرر والمشقة عن المسلم
فإن الله يجلب له الخير،
ويدفع عنه الضرر والمشاق،

جزاء وفاقاً،
سواء كان متعلقاً بنفسه أو بغيره.




الحديث السابع عشر

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"اتق الله حيثما كنت.
وأتبع السيئة الحسنة تمحها،
وخالق الناس بخلق حسن"
رواه الإمام أحمد والترمذي.


هذا حديث عظيم
جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين حق الله وحقوق العباد.

فحقّ الله على عباده:

أن يتقوه حقّ تُقاته.
فيتّقوا سخطه وعذابه
باجتناب المنهيات وأداء الواجبات.

وهذه الوصية هي وصية الله للأولين والآخرين،
ووصية كل رسول لقومه
أن يقول:
"اعبدوا الله واتقوه".



وقد ذكر الله خصال التقوى في قوله تعالى:

{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ

وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ

وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ

وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ

أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[1]


وفي قوله:

{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }[2]

ثم ذكر خصال التقوى فقال:

{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[3].

فوصف المتقين بالإيمان بأصوله وعقائده
وأعماله الظاهرة والباطنة
وبأداء العبادات البدنية والعبادات المالية،
والصبر في البأساء والضراء وحين البأس،

وبالعفو عن الناس، واحتمال أذاهم،
والإحسان إليهم،
وبمبادرتهم إذا فعلوا فاحشة
أو ظلموا أنفسهم بالاستغفار والتوبة،


فأمر صلى الله عليه وسلم ووصى بملازمة التقوى
حيثما كان العبد في كل وقت وكل مكان،
وكل حالة من أحواله،

لأنه مضطر إلى التقوى غاية الاضطرار،
لا يستغني عنها في كل حالة من أحواله.




ثم لما كان العبد لا بد أن يحصل منه تقصير
في حقوق التقوى وواجباتها

أمر صلى الله عليه وسلم بما يدفع ذلك ويمحوه.
وهو أن يتبع الحسنة السيئة

"والحسنة"
اسم جامع لكل ما يقرب إلى الله تعالى:

وأعظم الحسنات الدافعة للسيئات التوبة النصوح
والاستغفار والإنابة إلى الله بذكره وحبه،
وخوفه ورجائه،
والطمع فيه وفي فضله كل وقت.

ومن ذلك
الكفارات المالية والبدنية التي حددها الشارع.


ومن الحسنات التي تدفع السيئات:

العفو عن الناس،
والإحسان إلى الخلق من الآدميين وغيرهم،
وتفريج الكربات،
والتيسير على المعسرين،
وإزالة الضرر والمشقة عن جميع العالمين.

قال تعالى:
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ }[1]

وقال صلى الله عليه وسلم :
"الصلوات الخمس،
والجمعة إلى الجمعة،
ورمضان إلى رمضان
مكفرات لما بينهن
ما اجتنبت الكبائر"

وكم في النصوص من ترتيب المغفرة
على كثير من الطاعات.




ومما يكفر الله به الخطايا:
المصائب؛

فإنه لا يصيب المؤمن من هَمٍّ ولا غم ولا أذى،
حتى الشوكة يشاكها،
إلا كفَّرَ الله عنه بها خطاياه.

وهي إما فوات محبوب،
أو حصول مكروه
بدني أو قلبي،
أو مالي،
داخلي أو خارجي،


لكن المصائب بغير فعل العبد.

فلهذا أمره بما هو من فعله،
وهو أن يتبع السيئة الحسنة.




ثم لما ذكر حق الله
وهو الوصية بالتقوى
الجامعة لعقائد الدين وأعماله الباطنة والظاهرة

قال :
"وخالق الناس بخلق حسن".


وأول الخلق الحسن:

أن تكف عنهم أذاك من كل وجه،
وتعفو عن مساوئهم وأذيتهم لك،
ثم تعاملهم بالإحسان القولي
والإحسان الفعلي


وأخص ما يكون بالخلق الحسن:

سعة الحلم على الناس،
والصبر عليهم،
وعدم الضجر منهم،
وبشاشة الوجه،

ولطف الكلام والقول الجميل
المؤنس للجليس،
المدخل عليه السرور،
المزيل لوحشته ومشقة حشمته.


وقد يحسن المزح أحياناً
إذا كان فيه مصلحة،

لكن لا ينبغي الإكثار منه

وإنما المزح في الكلام
كالملح في الطعام،

إن عدم أو زاد على الحد
فهو مذموم.




الختام


 
 توقيع : السعيد


التعديل الأخير تم بواسطة السعيد ; 11-14-2018 الساعة 08:29 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الأبرار, الأخبار, الأخيار, بهجة, جوامع, شرح, عيون, في, نقرب, قلوب


 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ سوالف احساس رِيَاض الدُرَرُ المَنْثُــورَة .. " للْمَنْقُــول" 8 09-05-2018 05:00 PM
مقاطع رمضان قرب يلا نقرب 3 الأخ تامر مسعد رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 5 05-21-2018 07:11 AM
الخلوة مع الله .. مفتاح الأسرار وسبيل سعادة الأبرار منال نور الهدى رياض الصوتيات والمرئيات الإسلامية 1 01-06-2018 12:32 PM
درس دمج عيون وفم مع تفاحة درس فوتوشوب ابوفهد رِيَاض الفُوتُوشُوب و الملفَات المفتُوحة وبالشُروحات بَرامِج التَصْمِيم 2 05-07-2016 03:29 PM
الإحسان عبادة الأبرار منال نور الهدى رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 3 10-10-2013 02:13 AM


الساعة الآن 05:42 AM