حفظ البيانات .. ؟ هل نسيت كلمة السر .. ؟

شغل الموسيقى هنا




اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَلامة والإسلَام، والعَافِية المُجَلّلة، ودِفَاع الأَسْقَام، والعَون عَلى الصَلاة والصِيام وتِلاوَة القُرآن..اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا، وقَبِلْتَهُ مِنَّا. اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوُّ كَرِيم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَأعْفُ عَنَّا يَاكرِيم . كُلّ عَامٍ وَ أنتُم بِأَلْفِ خيْرِ وَ صِحَة وَعَافِيَة بِحُلُول شَهر التَوبَة وَ المَغْفِرَة شَهْرُ رَمَضان الْمُبَارَك كَلِمةُ الإِدَارَة


جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة > ريآض الآحاديث النبوية

ريآض الآحاديث النبوية آحاديث نبوية ، آحاديث الصحابة عن رسول الله وآحاديث قدسية

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 04-22-2018, 08:16 AM   #21


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




الحديث التاسع عشر




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون: لا زلنا في أبحاث المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، واليوم الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان بغير عذر، المؤمن في المسجد كالسمك في الماء، والمنافق في المسجد كالعصفور في القفص، العصفور لا يليق به، نريد تشبيه آخر غيره، على كل يف القفص متضايق، فإذا أذن المؤذن لا ينبغي أن تخرج من المسجد إلا في حالات نادرة جداً، أن يكون أحد المصليين إماماً في مسجد آخر وقد أخذه الوقت وسمع الأذان هذا إذا خرج من المسجد ليؤم أناس في مسجد آخر هذا مسموح له، ولكن لئلا يتهم ينبغي أن يعلن بأن يقول: أنا إمام في مسجد آخر، النبي عليه الصلاة والسلام كان يمشي مع زوجته صفية، فمر صحابيان جليلان فقال عليه الصلاة والسلام:

((.... يَا فُلَانُ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ...))
(صحيح مسلم)
فخروج المصلي من المسجد بعد سماع الأذان دليل تقصيره في الدين الشديد إذاً لابد إن كان معذوراً وإن كان إماماً في مسجد آخر من أن يعلم، ولكن هذه حالة نادرة جداً جداً.

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَمَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ ثُمَّ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يَخْرُجْ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ ))
(مسند الإمام أحمد)


هذا هو الحكم الشرعي، لكن في حالة ثانية، في أكثر المساجد يعلنون أن صلاة العصر بعد الأذان بنصف ساعة، وأن صلاة الظهر بعد الأذان بنصف ساعة، وأن صلاة الفجر بعد الأذان بعشرين دقيقة، وأن صلاة المغرب بعد الأذان بخمس دقائق فرضاً، أنت حينما تدخل إلى المسجد ويؤذن المؤذن والجماعة تنعقد بعد نصف ساعة وأنت مسافر عندك مواعيد لك أن تصلي وحدك الظهر وتنطلق لا إشكال عليك.
وفي موضوع آخر: هو الترغيب في بناء المسجد في الأمكنة المحتاجة إليها:
(( عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ ))
(صحيح البخاري)
هذا المسجد مكان عبادة، ومكان للاتصال بالله ومكان لتعليم العلم ومكان التوبة والإنابة والتجليات والرحمات ومكان القرب من الله عز وجل، فكل إنسان ساهم في بناء مسجد ولو بلبنة ولو بخمس ليرات بنى الله له بيتاً في الجنة، أحياناً مسجد يعمل نشاط كبير، يكون منطقة ميتة أسواق أيمان كاذبة نساء كاسيات عاريات يبنى مسجد يأتي المصلون فيصلون، يلقى درس علم، صار تذكير، فأكثر أهل الحي على إنابة لله وتوبة واتصال به بسبب هذا المسجد، نحن عندنا قاعدة: لا كيان بلا أرض، التجارة يلزمها مكان، مكتب تجاري هاتف فاكس مستودع، أي شيء كيانه، جامعة يلزمها بناء، مؤسسة يلزمها بناء محل للبيع يلزمه بناء، فأيضاً الدين أيضاً يلزمه مكان يحتاج غلى مكان لا كيان بلا أرض.
أذكر رجل من أهل اليسار الغنى وحجمه المالي بمئات الملايين، في حي شعبي في جنوب دمشق لا يوجد ولا مسجد ومكتظ بالسكان أقسم لي بالله شخص أكثر من ثلاثمائة كيلو متر في شمال شرق سورية لا يوجد مسجد ولا بأي قرية أبداً، فهذا الرجل وجد من المناسب أن يبني بيت لله في هذه المنطقة الجنوبية الحديثة التي كلها مخالفات، واكتظاظ سكاني كبير، فكلف مهندس من إخواننا قال: بحثت عن أرض، الأرض مناسبة سعرها مناسب ثلاثة ونصف مليون ! ورثها آذن مدرسة فقير فقر مدقع عنده خمس أولاد دخله أربعة آلاف أو ثلاثة تقريباً لا يكفوه يوماً أو ثلاثة، هذا وافق على بيعها بثلاثة ونصف مليون فأحضر المحسن الكبير المليونير وشاهد الأرض وعاينها ميدانياً، فجاء به أعجبته وسعرها مناسب أخرج دفتر شيكات وكتب اثنان مليون دفعة من ثمن الأرض قال صاحبها: والباقي متى ؟ قال: عند التنازل قال: ما التنازل ؟ قال: التنازل بالأوقاف أن تتنازل عن هذه الأرض بالأوقاف حتى اعمرها جامع، قال: هذه جامع ؟ فأمسك بالشيك ومزقه ! قال: أنا أولى أن أقدمها لله منك ! أنا أبيع الأرض وأنت تقدمها لله ؟ وهل أنا أقل منك ؟ يقول هذا الغني: بحياتي لم اُحتَقر أمام إنسان أو أصغُر كما صغرت أمام هذا الآذن، هو معه مئات الملايين، أما هذا الآذن دخله أربعة آلاف بالشهر وعنده خمسة أولاد يتمنى القرش، وهذا المبلغ يحل له كذا مشكلة، لكن استحيا من الله أن يبيع أرضاً لتكون مسجداً يقبض ثمنها في الدنيا قال: لا والله مزق الشيك قال: أنا أقدمها لله مكانك،
فهذا أخونا الكريم بيته جانب الأرض فأحب أن يكرمه فعينه ناطور وخصص له أربعة آلاف بالشهر لم يرضى بهم لماذا ؟ قال: أنا لا أريد أن أستفيد من أرضي، قال: ليس استفادة واسأل أياً كان أجر الناطور أربعة آلاف، المهم بصعوبة بالغة أخذ ألفين لا يريد أن يأخذ هذا إنسان توفاه الله ورأى عمله.
يوجد إنسان ثاني أوصى بمسجد ابنه والعياذ بالله ضال منحرف فلما توفى الأب امتنع الابن عن تنفيذ وصية والده، اعتبرها نوع من الجهل وأنجب هذا الابن المنحرف عقيدياً وسلوكياً ولداً صالحاً، هذا الولد سمع بقصة جده أنه وهب أرضاً لتكون مسجداً فقال لأبيه في وقت حاسم: إن لم تبني هذه الأرض مسجداً فأنت لست أبي ولن تراني بعد اليوم فاضطر الأب أن يعيدها لتكون مسجداً وأن يبنيها والمسجد موجود في جنوب دمشق، أنت بسبب وصية الابن امتنع عن تنفيذها أما ابن الابن نفذها قال تعالى:
﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾
(سورة الأنعام)
فابنه كان حياً بإيمانه والأب كان ميت والجد كان حي، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام: ((عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ ))
(صحيح البخاري)
وفي رواية أخرى: بنى الله له مثله في الجنة.
مرة دخلت لمسجد أنا لا أعتقد أن في دمشق كلها مسجد أنظف منه ! لو كنت ترتدي بذة كحلية وركعت وسجدت لن تجد مساحة بيضاء عند ركبتيك لأن السجاد يغسل بالماء والصابون ويلمع بمواد إن دخلت إلى مرافقه تظن أنك في بيت من بيوتات دمشق العريقة وله صاحبة موسوسة، عندها مرض وسواس النظافة، لا يوجد بيت فيه مرافق بهذه النظافة، كأن الرخام مركب البارحة، الستائر تغسل تعلق البلور ملمع، فمرة سألته هو في آخر أيامه افتقر وكان عاجز وأصابه المرض من شدة استعمال المياه والتنظيف قال: يكفيني شرفاً بهذا العمل أن الله قال:
﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ﴾
(سورة الحج)
كلف نبياً عظيماً أن يطهر بيته، فإذا الإنسان خدم بالمسجد مسح بلور نظف سجادة أحضر ساعة أو مكبر رتب أساس، هذا أيضاً من الأعمال الصالحة، أول شيء عدم الخروج من المسجد بعد الأذان، ثاني شيء الترغيب في بناء المساجد.
واحد معه العياذ بالله مرض خبيث بدمه فذهب لبلد بعيد وأجرى تحاليل، وقال: أحصل على النتيجة بالهاتف، ببيته يوجد عدة هواتف الهاتف قرع رفع السماعة تكلم ابنه هو يسمع هذا قيل له: أبوك منه يموت بعد يومين هكذا التقرير، سمع هذا بأذنه، طلب صديقه قال له: أنا انتهيت لي عدة صفقات تجارية فالذي دفعت ثمنه تستقبله وتبيعه وتعطي الربح لأولادي والذي لم أدفع ثمنه تعيده تعمل فاكسات بإلغاء الصفقة وأنا ميت، لم يصدق قال: أبداً ! استقبل الموت بنفس رضية عجيبة في اليوم الثاني أحضر بناته وأصهاره وأولاده وودع هم جميعاً له شيخ بالشام في اليوم الثالث هللوا له دخل وتغسل بنفسه ونظف نفسه جيداً واضطجع بسريره والساعة الواحدة سلمها، حدثني عنه صديقه قال: هذا عمر جامع صغير في الحريقة كلها مكاتب تجارية عنده مكتب كبير فعمره مسجد، مصلى البناء ضخم الكل يصلي فيه قال: إذا دخل رجل يريد قبض مساعدة له عبارة مشهورة افتح الصندوق وخذ ما تشاء ولا تعلمني ! فلما جاءه ملك الموت وجده بأحسن حال، قال صديقه لم أرى إنسان استقبل أموت بهذه النفس الرضية، بلغوه أنه منته، قال: لا يهم لا مشكلة، أنهى علاقاته وصفقاته كلها وودع أولاده وبناته وفي اليوم الثاني جاء شيخه وإخوانه وقالوا ذكر لنشوة هذه الوجهة لله جاءه ملك الموت بصورة أحب الناس إليه وانتقل إلى الدار الآخرة، والمؤمن ينتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، كما ينتقل الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا، فالإنسان له بوابة خروج يجعلها بوابة إلى الجنة



والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 08:18 AM   #22


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة




الحديث العشرون






الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون: لا زلنا في إبحاث المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم واليوم الترغيب في المشي إلى المساجد ولا سيما في الظلم.

(( سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ ))
(صحيح البخاري)


في بيته واضح في سوقه في مكتبه التجاري أو دكانه صلى في دكانه ولم يأتي إلى المسجد فصلاة الرجل في الجماعة تضعف صلاته في بيته او في محله خمساً وعشرون ضعفاً وذلك: ((وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ ))
لم يخطو خطوة
(( فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ ))
أنت في المسجد إلى أن تقام الصلاة أنت في صلاة مادمت في المسجد فأنت في أجر الصلاة كلام دقيق للبخاري ومسلم، رواه البخاري ومسلم.ولا يزال أحد في صلاة ما انتظر الصلاة.
مرة ثانية: (( صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ ))
(صحيح البخاري)
وفي رواية: اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذي فيه ما لم يحدث فيه.
مثلاً: ممكن أن تحكي مع أخوك بصوت عال دون أن تشعر في صلاة شوشت على كل المصليين صلاتهم، هم استمعوا إلى حوارك مع أخيك، يوجد أشخاص والعياذ بالله كأنه جالس بالسوق أو في بيته يحكي ويرفع صوته يوجد صلاة ودرس، فإذا الإنسان أذى المسلمين في المسجد أو أذى أو أحضر ابنه معه وبلّ نفسه على السجاد مكان السجود هذا إيذاء شديد هذا بيت الله.
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)﴾
(سورة الحج)
فانظر إلى هذا العطاء الكبير، مادمت في المسجد فأنت في صلاة، مادمت تنتظر الصلاة فأنت في صلاة بكل خطوة تخطوها نحو المسجد تحط عنك بها خطيئة تكتب لك بها درجة، فضلاً عن دعاء الملائكة اللهم اغفر له وارحمه اللهم تب عليه اللهم صلي عليه مـا لم يؤذي فيه ما لم يحدث فيه، يسبب أذى أو يحدث، أنا أرى أكبر أنواع الأذى الصوت، إذا كان في درس يشوش على المستمعين صلاة شوشت على المصليين.
يوجد شخص دون أن يشعر يحلو له صلاة جماعة يرفع صوته ويقول: الله أكبر الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم... أليس كذلك ؟ ضمن جماعة تصلي بجانبك أشخاص تشوش عليهم يرفع صوته ويتسلى ويدمدم، هذا يؤذي كل واحد له وجهة لله عز وجل يقرأ الفاتحة يتأمل معانيها يناجي ربه فيما بينه وبينه، حتى النبي الكريم مرة رجل قرأ الفاتحة بصوت مرتفع ورائه قال:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا قَالَ رَجُلٌ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ.... ))
(سنن النسائي)
فانزعج النبي اللهم صلي عليه فكلما كان الانضباط والصمت والهدوء وتهيئة جو للتدريس والصلاة، لك أجراً على ذلك
(( عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ الْمَسْجِدِ فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ فَقَالَ يَا بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ ))
(صحيح مسلم)
واحد ساكن بجانب الجامع خطوتان، ورجل قادم من المخيم ليسوا سواء عند الله أبداً، أحياناً للحضور للدرس واحد قادم من دوما ركب أول سيارة وثاني سيارة وتحمل الطريق معه ساعة، تعتقد أجره كمن يسكن بجانب الجامع ؟ لا أبداً، فالنبي قال: مكانكم تكتب آثاركم.
وفي رواية ثانية لمسلم قال:
(( سَمِعْتُ جَابِرَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَتْ دِيَارُنَا نَائِيَةً عَنِ الْمَسْجِدِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ بُيُوتَنَا فَنَقْتَرِبَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خَطْوَةٍ دَرَجَةً ))
(صحيح مسلم)
يجب أن نؤمن بأن الله خلقنا لنربح عليه ! مثلاً: واحد قال للثاني: أعطني قلم رصاص يقول: أريد ثمنه سيعطيك مقابله مليون ليرة، بيت سيارة هو يريد أن يعطيك لكن يريد سبب، فأنت امتنعت عن تقديم هذا السبب هكذا الوضع، لا يوجد أغبى من إنسان امتنع عن عمل صالح.
قصة لا أنساها والله، لي قريب أخذني نزهة إلى الزبداني يبدو أننا تأخرنا وعند التكية تعطل الدولاب ولم يكن معه رافعة فتوقفنا، مضى ربع ساعة نصف ساعَة ساعة ساعتين يقف واحد ؟ أبداً أول الطلعة آخذين لنص، ثم وقف واحد يا لطيف أنا كم عظمته قال: أؤمر ؟ قلنا نريد رافعة، قال: تفضل، أنا أحدث في أن الدنيا ما خليت، يوجد ناس يخافون الله ويحبون الخير في ناس في ناس.....بعدما انتهينا قال: اسمحوا لي بخمس ليرات قال له قريبي: والله لو طلبت مائة لأعطيك، لكن يا ليتك لم تطلبها، عمل عظيم سقط بخمس ليرات.
أنا أشهد بمثل للتقريب، ملك قال لمعلم: علم لي ابني دروس أنا أحاسبك، أعطى المعلم ادرس قال: أريد ثمنه أعطني حقي، فأعطاه الملك مائة ليرة بالعلم أنه كان قد خصص له مليون لكن هو قبل بمائة فقط خذها واذهب، تجد شخص مادي لا يعمل عمل صالح إلا بأجر إذا دل شخص يسأل ماذا طلع لنا ؟ لا يتحرك حركة إلا بأجر، هذا أفقر إنسان يوم القيامة لا عمل لها قبض أجره كله في الدنيا.
لذلك أيها الأخوة هذا حديث دقيق:
((بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ فَقَالَ يَا بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ ))
وفي رواية أخرى:
(( عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنِ الَّذِي يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ ))
(صحيح البخاري)
(( عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ قَالَ فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ قَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ))
(صحيح مسلم)
بمكان بعيد جداً، كان التزامه كامل مع بعد بيته، للطرفة فقط: لي درس بجامع العثمان أؤلف كتاب وعندي ضغط عمل فأوقفته مؤقتاً وكلما أمر من قريب أو ألتقي مع إخوان من هناك يطلبون مني بإلحاح غير معقول، النابلسي أمامكم لفوق عشرين متر لا يأتي يريد أن تأتي إليه بالعلم، أبداً نريد هنا، كانوا يأتون من مكان بعيد، إذا كنت تريدني أكيد أنا نحو الأعلى مائة متر في درس جمعة وأحد وسبت والظهر، لا يريد أن تأتي إليه ويريد فرشة بالجامع يتسطح ويسمع الدرس، شيء غير معقول، العلم يؤتى ولا يأتي، وكل إنسان حريص على درس علم يجب أن يحضره.
فهذا الرجل كان رجل من الأنصار رَجُلٌ لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ قَالَ فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ بالمناسبة حتى أكون معكم دقيق نحن عندنا قاعدة في الإسلام المشقة ليست مطلوبة لذاتها، الآن يحج شخص ماشياً ليس له أجر لأنه هو افتعلها، يوجد سيارات وطائرات وبواخر افتعلها افتعال، أما حينما تفرض عليك المشقة مرحباً بها، هذه قاعدة، إذا فرضت مقبولة قد تفرض عليك في الطواف في السعي في عرفات في مينا أما أن تخترعها أنت أو تفتعلها، سمعت خبر أن أناس من الصين يمشون مدة ثمانية أشهر ليحجوا ! النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجل في الشمس واقف قال:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِسًا فِي الشَّمْسِ فَقَلَصَتْ عَنْهُ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ))
(مسند الإمام أحمد)
إن الله غني عن تعذيب هذا نفسه، تعذب نفسك بلا سبب ؟ أما أحياناً بالصيف مشقة بالغة مرحباً بها عبادة، الحج في أيام الازدحام قد يكون في أربع ملايين مرحباً بها، أما أنا أخترعها أو أفتعلها أنا أطلبها وهي غير مطلوبة هذا ليس من الدين في شيء المشقة ليست مطلوبة بذاتها قاعدة.
الله عز وجل يسر الأمور، وبما أنه يسرها أنت استفد من هذا التيسير، مثلاً: أم تحب أولادها طبخت طبخ نفيس جداً يريد أحد أولادها لا يأكل يطلب طعام خشن لماذا ؟ تغضب الأم لمن طبخت هذا الطعام ؟
﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾
(سورة الأعراف)
بعض العلماء نذر كل واحد منهم أن يصوم أبد الدهر والثاني ألا يتزوج والثالث لا يأكل اللحم، فبلغ ذلك النبي دققوا فيما قال:
((.....وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ))
(صحيح البخاري)
أبو حنيفة النعمان أربعين سنة صلى الفجر بضوء العشاء لا تصدق هذا، هذا شيء لا يستطيعه بشر، عندما تقرأ القراءات ترى الدين غير معقول والدين خيالي والدين غير واقع الدين لنا، للإنسان الطبيعي الذي ينام ثمانية ساعات، صلي العشاء وصلي قيام الليل وصلي الفجر لكن أربعين سنة وضوء الفجر يصليه بوضوء العشاء هذا غير معقول هذا من التيئيس، رجل آخر قال: أحد التابعين يجب أن تبتر رجله فدخل يف الصلاة فبترت بالمناشير ولم يشعر من صلاته أعظم النبي الكريم أم هذا التابعي؟ صلى فبكى طفل فاختصر القراءة رحمة بأمه، معنى سمع، هذا صاحبنا لم يشعر بشيء البتة، رجله نشرت بالمناشير ووضعت بالقطران ولم يشعر أنا ليس عندي مثل هذه الصلاة، هذه كلها قصص أنا أعتقد غير صحيحة لكن روايتها تسبب مشكلة كبيرة، ترى الدين فوق طاقتنا والعبرة من هذه الروايات أن تيئس من الدين لا تطبقه، يقول: قرأ القرآن بكامله بقيام الليل تعال واقرأ كم ساعة يلزمه القرآن ؟ عشر ساعات راح الليل كله لم يعد هناك قيام ليل، توجد قصص غير معقولة إطلاقاً وقف في الصلاة وقرأ البقرة وآل عمران والنساء والأنعام والتوبة وفي السجود بقي مثلما قرأ ما هذه الركعتان يلزمهما أربع وعشرون ساعة، أين أكله شربه نومه يقضي حاجته ؟ أنا لا أقول قصص غير صحيحة وغير واقعية ينبغي أن لا تروى مرة أحجمت عن رواية قصة عن سيدنا عمر أربع سنوات غير معقولة جاءه رسول من أذربيجان في منتصف الليل كره أن يطرق بابه فدخل إلى المسجد، في المسجد رأى رجل يبكي ويناجي ربه ويقول: يا ربي هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي ؟ أم رددتها فأعزيها ؟ فقال: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عمر، قال: يا سبحان الله أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قال: ألم تنام الليل ؟ هذه الرواية أنا قرأتها سابقاً قال: إني إن نمت ليلي أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي، إذاً هو لا ينام أبداً، أي واحد منا إن لم ينم الليل في اليوم الثاني يختل توازنه، لا يستطيع، أحجمت عن هذه القصة أربع سنوات إلى أن عثرت على رواية أخرى إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي وإن نمت نهاري أضعت رعيتي، انتهى صح المؤمن يقوم الليل، أنا أريد أن لا تروجوا قصص غير واقعية تسبب ياس وتجعل الدين غر واقعي، لا تظن أن الدين نظام لا يطبق عبادة فوق طاقتنا، لا الدين لنا لكل الناس إلى يوم القيامة، تأكلوا وتشربوا وتتزوجوا وتعملوا وتؤسسوا عمل والدليل:﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ﴾
(سورة النور)
إذاً الجماعة يتاجرون،
﴿ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾
(سورة النور)






والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 11:36 AM   #23



الصورة الرمزية آفراح
آفراح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (11:45 PM)
 المشاركات : 15,156 [ + ]
 التقييم :  1818
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



جوزيت كل خير وبورك فيك على الفوائد القيمة الخاصة بشرح الحديث
تحية


 
 توقيع : آفراح


كلمة شكر لا تفي حقك على الاهداء مصممتنا المبدعة سوالف احساس على الرمزية والتوقيع


رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:29 PM   #24


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث ( واحد و العشرون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام: أخ كريم طلب مني أن يكون موضوع هذا الدرس عن هذه الأيام العشر التي نعيشها والحقيقة إن هذه الأيام العشر من أفضل الأيام على الإطلاق، ذلك أن الله سبحانه وتعالى من شأنه أن يفضل يوماً على يوم وشهراً على شهر وسنة على سنة ووقتاً على وقت ومكان على مكان، الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف، الله عز وجل اختار هذا المكان وأعطاه الأفضلية، رمضان له أفضلية، يوم الجمعة له أفضلية، أما الشيء الثابت أن أفضل يوم على الإطلاق في حياة المؤمن يوم عرفة، وأن أفضل ليلة على الإطلاق في حياة المؤمن ليلة القدر، الله جل جلاله في هذه الأوقات والأماكن المخصوصة يتجلى على عباده تجلياً استثنائياً فكل من حج بيت الله الحرام بإخلاص واتباع للسنة النبوية الشريفة يشعر أن الحر والازدحام ودفع الأموال لا شيء أمام السرور الذي غمره الله به، فأماكن مخصصة فيها تجليات مخصصة أزمنة مخصصة فيها تجليات مخصصة، لكن لبعد الناس الشديد عن الله عز وجل ابتعدوا عن هذه المواسم، كيف أنه في التجارة مواسم ألم يقولون موسم العيد يتضاعف ربحه في هذا الموسم، أكثر المصالح لها مواسم، والمواسم فرصة كي يحقق ربح كبير جداً، كما أن هناك مواسم في حياتنا الدنيا وفي تجارتنا وصناعتنا، هناك مواسم في عباداتنا، فهذه الأيام العشر بعض علماء التفسير يفسر قوله تعالى:

﴿ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)﴾

(سورة الفجر)
بأنها الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، ماذا ينبغي أن نفعل فيها ؟ طبعاً أول شيء وأولى شيء أن تحج بيت الله الحرام أو أن تعتمر في هذه الأيام، من لم يكتب له الحج في هذا العام ماذا يفعل في هذه الأيام ؟ العلماء قالوا: صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها لكن لابد من صيام يوم عرفة لغير الحجاج، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:


((مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.))

(صحيح مسلم)


وكما ورد في الحديث الصحيح:

(( عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ.....))

(صحيح البخاري)


الشيء الثالث الذي ينبغي أن نفعله في هذه الأيام العشر أن نكثر من التكبير وذكر الله عز وجل لقوله تعالى:

﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾

(سورة الحج)
فالحجاج هناك يذكرون الله ونحن هنا نقلدهم بذكر الله، لكن لئلا تفرغ هذه الأذكار من مضمونها، كم مسلم في العالم الإسلامي يقول الله أكبر ؟ كلما يؤذن المؤذن يقول الله أكبر، سأتكلم كلام أرجو ألا يكون قاسياً: من غش المسلمين وعصى رب العالمين وناله ربح وفير من هذا الغش فهو ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة ! لأنه رأى أن هذا الربح اكبر عنده من طاعة الله، من أطاع زوجته وعصى ربه ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة، لأنه رأى أن طاعة الزوجة وحسن العلاقة معها أكبر عنده من طاعة الله أوسع، من أطاع مخلوقاً كائناً من كان وعصى الخالق ما قال الله أكبر ولا مرة ولو رددها بلسانه ألف مرة لأنه رأى أن طاعة هذا المخلوق القوي أكبر عنده من طاعة الله فحتى لا نردد كلمات لا معنى لها أو نقع بالنفاق ينبغي للمسلم في هذه الأيام العشر أن يذكر الله ومن أفضل أنواع الذكر الله أكبر الله أكبر من كل شيء من المال والتجارة والأولاد، قالت له: أريد كذا وكذا فقال: اعلمي يا فلانة أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر فلأن أضحي بك من أجلهن أهون من أضحي بك من أجلك الله أكبر لئلا تفرغ هذه الكلمات من مضمونها، لئلا نرددها كالببغاء، لئلا نذكر هذه الكلمات والقلب ساهٍ ولاهٍ، فالعبرة في هذا التكبير أن تكون في مستوى التكبير، والعبرة في التهليل أن تكون في مستوى التهليل، لا إله إلا الله إنك تخاف من زيد وترجو عطاء عبيد، وتعلق الأمل على رضا فلان وتخاف من سطوة إعلان هذا نوع من الشرك فينبغي أن توحده وتكبره وتحمده وتسبحه، هذه الباقيات الصالحات.
بعض فقهاء التابعين يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، هذا الذي ينبغي أن يردد في هذه الأيام العشر.
الشيء الخامس كثرة الأعمال الصالحة وقبلها الرابع التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب.
بالمناسبة أيها الإخوة: قد يتوهم متوهم أنني سأذهب إلى الحج وهناك تغفر كل ذنوبي وتستر كل عيوبي وارجع من هناك كيوم ولدتني أمي، بأعماقه دون أن يصرح يريد أن يعود إلى ما كان عليه، فإذا أتيح له أن يحج مرة ثانية غفرت هذه الذنوب، صدقوني أن هذا الذي يفكر هذا التفكير سيحاسب على كل ذنوبه السابقة واللاحقة، لا يقبل حجك إلا إذا نويت الإقلاع كلياً عن الذنوب أما أن تعود إلى ما كنت عليه هذا شيء مرفوض.
الشيء الخامس: كثرة الأعمال الصالحة، صار عندنا أن نحج بيت الله الحرام أو أن نعتمر فإن لم يكتب لنا أن نصوم هذه الأيام أو ما تيسر منها ولا سيما يوم عرفة ثم أن نكبر ونهلل ونسبح ونحمد في هذه الأيام ثم أن نتوب عن كل المعاصي والذنوب ثم أن نكثر من الأعمال الصالحة، هذه أيام لها خصائص، الأجر في هذه الأيام أعلى بكثير من بقية الأيام.
طبعاً الشيء السادس: يشرع التكبير المطلق والتكبير المقيد، المقيد عقب دخول أيام العيد عصر يوم عرفة نبدأ بالتكبير إلى سادس أيام التشريق أي رابع يوم العيد، تشرع الضحية في هذه الأيام

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا ))

(مسند الإمام أحمد)
إطعام الطعام من أعظم ما في الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام: سئل ما أفضل الإسلام؟ قال: إطعام الطعام.
واللحم مادة أساسية جداً وهي غالية أيضاً فأنت حينما تقدم هذا اللحم للفقراء والمساكين وللأصدقاء والأقرباء وتطعم أهلك من هذه الأضحية فقد فعلت أشياء كثيرة تصدقت ووصلت وتغديت.
هناك من يطبق هذا الحديث:

((عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ))

(صحيح مسلم)
بعضهم على وجه الوجوب وبعضهم على وجه الاستحباب، من أراد أن يضحي ينبغي أن يقلد المحرم فلا يأخذ لا من شعره ولا من أظافره.
الشيء التاسع: مما يفعل في هذه الأيام الحرص على أداء صلاة العيد وحضور الخطبة والاستفادة منها، لأنها سنة مؤكدة، هذه الأشياء التي ينبغي أن نفعلها في هذه الأيام، نعيدها ثانية على وجه السرعة.
الأولى أن يؤدى الحج والعمرة في هذه الأيام فإن لم يكتب لنا في هذا العام صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها ولا سيما يوم عرفة، التكبير والذكر في هذه الأيام ثم التوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب وكثرة الأعمال الصالحة والتكبير المطلق عبر الصلوات الخمس إذا أوديت جماعة من دخول العيد إلى نهاية أيامه ثم الأضحية ثم عدم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي ثم الحرص على أداء صلاة العيد وسماع الخطبة، وبعد ذلك ينبغي أن يفعل الإنسان في هذه الأيام النوافل المطلقة، ولعل الله سبحانه وتعالى يرحمنا بهذه الأيام.
أما هو المؤمن لم تعمقتم أنا مع المواسم وذكرتها الآن لكن الناس لهم وجهة نظر عجيبة آخذ حريته الكاملة طوال العام، إذا في مواسم طاعات يحرص عليها حرصاً لا حدود له، هذا تناقض لم يكن هكذا أصحاب رسول الله، من غير مواسم يطلق لسانه بالغيبة والنميمة ويطلق بصره في الحرام ويفعل ما يشتهي وليس ورعاً ولا محافظاً ولا ملتزماً أما إذا جاء يوم الخامس عشر من شعبان ولم تصوم يقول: ألست صائم يا أستاذ ؟ أعوذ بالله، أنا مع المواسم لكن لست مع إنسان متحلل من منهج الله في غير المواسم، وفي المواسم يركز عليها للتعويض، عنده إحساس أنه مقصر جداً ، تجد امرأة ساترة كل مفاتنها ظاهرة، صائمة سبع وعشرون رجب وخمسة عشر شعبان لا تستطيع معقول لا نصوم يا أستاذ ؟ لا صوموا أنا أبين لكم أن هذا المتفلت من منهج الله طوال العام والحريص على صيام النفل في هذه المواسم هذا عملية تعويض وانهدام داخل معه، أما المؤمن طوال العام يغض بصره ويضبط لسانه ودخله حلال ولا يكذب، هذه البطولة، تأتي المواسم نور على نور خير على خير، بالمواسم المبالغة بالاحتفال بها دليل التقصير أحياناً





والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:33 PM   #25


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث ( الثانى و العشرون )




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة المؤمنون: لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، ونحن في باب الطهارة، والموضوع:
الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم:





((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ. قَالُوا: وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ *))


(مسند الإمام أحمد)

الذي يقضي حاجته في الطريق، الطريق مكان عام، يجب أن يكون نظيف، طاهر، فالذي يقضي حاجة في الطريق هذا ملعون، أو في شجرة ظليلة، في أيام الحر الناس يجلسون حولها، يأتي ويقضي حاجته تحت الشجرة، فأصبحت هذه النجاسة مقززة منفرة لمن يجلس تحت الشجرة، وهو لا يدري يلعنه، الآن يوجد عندنا قاعدة أصولية لما النبي عليه الصلاة قال:
(( عن أبي موسى ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما إلى اليمن فأمرهما أن يعلما الناس أمر دينهم وقال: لا تأخذ الصدقة إلا من هذه الأربعة الشعير والحنطة والزبيب والتمر. ))

رواه الطبراني في الكبير
في بيئة مكة والمدينة يوجد قمح وشعير وتمر وزبيب، حسناً محصول في بلاد أخرى الرز ؟ محصول يباع بمئات الملايين، الحمص ؟ العدس ؟ فكل هذه المحاصيل معفاة من الزكاة لأنها لم ترد في قول النبي ؟ العلماء قالوا: تجب الزكاة في علتها لا في عينها.
ما علتها ؟ أنها محصول استراتيجي أساسي، يخزن، قوت الناس، فأي محصول يخزن ويعتمد عليه الناس في أقواتهم يأخذ علة القمح والشعير والتمر والزبيب، فبهذه القاعدة يصبح أي محصول زراعي أساسي في أمة ما يخزن ويمون، ويمول، تجب فيه الزكاة.
حالة ثانية: النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَقْضِي الْقَاضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ.. ))

(سنن ابن ماجه )

لأن حكمه ليس دقيقاً، حكم مضطرب لأن القاضي غضبان، فقد الغضب علة النهي أن الغضب يجعل الحكم مضطرباً، حسناً القاضي ابنه مصاب بالتهاب السحايا، وقال له الطبيب: ابنك مصابح مماسي. هل هذا القاضي مؤهل أن يصدر حكم ؟ مضطرب. يوجد خبر سيئ، يوجد أمر خطير، طلاق، مرض، فالعلماء حملوا على هذا الحديث أكثر من ثلاثٍ وثلاثين حالة، هذا يأخذنا إلى موضوع العلة.
القرآن حرم الخمر، الآن يوجد مخدرات، لم ترد، يوجد mlsb، يوجد هيرويين، وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، معنى هذا أنها غير محرمة، لا بل هي محرمة، بالقياس، علة تحريم الخمر أنه يسكر، وأي شراب يسكر فهو محرم، الخمر لها مائة اسم في أوربا، أسماء لا أحب أن ألفظها أساساً، ومن أغرب الأسماء مشروبات روحية، قيم روحية، ومشروبات روحية، هذا هو مجتمعنا المعاصر، قيم روحية وتعني دين، ومشروبات روحية، فهل معنى إختلاف الأسماء أنها غير محرمة ؟ محرمة بالقياس، هذه المقدمة من أجل أن نعود للحديث
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ. قَالُوا: وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ ))

نحن الآن لدينا حياة أخرى، ممكن أن نحفر حفرة في الطريق، من دون علامة، إنسان يسير في الليل بسرعة عالية دخل بحفرة فماتت زوجته، هذه أخطر !! عدم استخدام الإشارات، إنسان يسير في الليل بدون ضوء قد يكون حادث مروع، أنا أذكر مرة قادم إلى الشام من حمص فجأة وجدت أمامي سيارة شاحنة بلا ضوء، الله عز وجل سلم، فعدم وضع مصباح أحمر في المركبة هذا أخطر من اللاعنين، قس عليها حفرة قد يقع فيها طفل، دخلنا بناء في الميدان، دعاني أخ إلى طعام الغداء غرف المصعد فارغة، ومن دون جدار، كم حادث في هذا البلد الطيب، أطفال ماتوا، دفعه أخاه فوقع في الحفرة فمات، كم حادث ؟ فهذا الحديث خطير جداً ويمكن أن يقاس عليه مليون حالة، الشاحنات الكبيرة أحياناً تقف في طلعة فتضع حجر !! ثم تكمل طريقها، حجر ثلاثين بثلاثين موضوع في ثلث الطريق، هذا الطريق فيه سير، لايهمه !! هو مشي، هو حل مشكلته ومشى، فيمكن أن نقيس على أي عمل يسبب لك اللعن، هذا مقياسه، أي عمل يسبب لك اللعن، أحياناً يكون بأثاث مسمار، كم ثوب يمزق بهذا المسمار ؟ قد يكون ثوب غالٍ جداً، قد يكون ثوب وحيد، أحياناً الذي يبلط يقلل من الإسمنت، فبعد يومين تبدأ البلاطة بالهز، تهطل المطر، تدوس عليها فترشم أحد ما، فتقول: لعن الله من بلط. تلعنه، وطالما أنك لعنته صار ضمن الحديث، على عهد النبي كان أصعب شيء أن شخص في ظل شجرة أو على قارعة الطريق، الآن البلاط يُلْعَن أحياناً، ركب دش مستعجل، السوق حامٍ جداً، سوق الرذيلة تكون حينها حامية، ركب الدش ووضع برغيين، جاءت رياح فطار الصحن وجاء فوق طفلة ابنة صديقي فقتلته، وهي في صف الثاني الإعدادي، مثل الوردة، لعن الله من ركب هذا الدش، صحيح ؟ انظروا القاعدة، اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ.
بلور مستعجل ركبه ووضع له مسمارين فقط، رجل دفعه بعزم فوقع البللور فوق طفل فقتله، من مدة مكرو باص في المهاجرين قتل أربع أو خمسة أطفال، لا يوجد معه مكابح، فإن كان الرجل لا يوجد معه مكابح فمعنى ذلك أنه ملعون، والله لا أبالغ، أكثر من مائة ألف حالة تنطبق على هذا الحديث في حياتنا
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ. قَالُوا: وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ ))

حتى أنا أعد قانون السير جزء من الدين، إتباع قانون السير، لا تعطي إشارة، تمشي وأنت شارد، ترتكب أخطاء في القيادة، تتسبب في حادث مروع أنت المسؤول فيه، أي عملٍ يسبب لك لعناً فهو محرم، لأن ألسنة الخلق أقلام الحق، أنت اذكر اسم شخص واسمع المديح جزاه الله خيراً، رحمه الله، علَّى الله قدره، معنى هذا أن عمله طيب، اذكر اسم شخص آخر، قال أحدهم لأمه: لماذا يسب الناس أبي، قالت له: لقد مات وانتهى الموضوع. ثم سألها: ماذا كان يعمل ؟ قالت له: إن أباك كان كلما مات ميتاً يشلحه كفنه ويبيعه.
عندما يموت الميت يفتح القبر ويشلحه كفنه ويتركه في القبر، يمشي في الطريق ويقول: رحم الله الميت، لأنه كان يبقي الميت في القبر.
فتجد أحياناً عملاً يسبب اللعن، وعمل يسبب السباب، وعمل يسبب سباب الأب، فأنت كمؤمن يجب أن تراعي، أحياناً قشرة موزة تميت إنسان، كرجل عمره ثمانون عاماً معه ترقق عظام، وقع على حوضه، هذا كسر مميت، إن وجد أحد ما معه ترقق عظام وسقط على وركه فقد انتهى، والعملية معقدة جداً، معنى هذا أن إشارات المرور مهمة، قواعد السير مهمة أن لا يوجد مسمار، مرة كنت في أمريكا لفت نظري أن كل عامود كهربائي ليس له أشرطة، وكان تثبيته بشريط بولاد، حول الشريط أسطوانة من الإسفنج ثخنها عشرة سنتيمترات، حتى إن كان يوجد طفل صغير يركض ولم ينتبه لها لا يتأذى منها، إذاً يوجد اهتمام.
دخلت مرة لملعب فرأيت أدوات الرشاقة، والأرض سوداء ! لماذا سوداء ؟ أمسكت بقطعة فإذا بها قطعة كوتشوك، كل إطارات السيارات المهترئة تذهب إلى معمل وتفرم كمكعبات، يضعونها تحت الملاعب حتى لو وقع الطفل فلا يتأذى، فإن كانت الأرض قاسية نلعن الشخص.
ألم يقل سيدنا عمر: والله لو تعثرت دابة في العراق لحاسبني الله عنها.؟ مرة كانوا يصنعون مقطع بطريق باتجاه حلب وضعوا مادة للتجريب آذت ثمانية عشر سيارة، ومات فيهم قتلى، ويقولون لك: ماذا حدث ؟ قضاءاً وقدراً !!! والله من يرتكب خطأً ويقصر ويؤذي الناس ويقول قضاءاً وقدراً فيجب أن يعذب مرتين، مرة لأنه قصر، ومرة لأنه افترى على الله، حسناً كل قضية نخطئ بها نقول قضاءاً وقدراً.
كم من مريض مات بسبب إهمال ؟ يقول لك سبحان الله انتهى أجله، هذه لا تحتاج إلا إلى توبيخ، طبيب مناوب يلعب بالطاولة، هو الآن غير متفرغ ليرى المريض فمات، كان من الممكن بإبرة أن يسعفه بها، ممكن بإنعاش، سأنزل الآن، وهو يكمل لعب الطاولة، فكم مشكلة في حياتنا هذا الحديث يحلها ؟ أي شيء يسبب لعن الناس لك محرم، الدين ليس صلاةً فقط بل هو استقامة، كم من حادث، كم من إنسان أوذي.
روى لي طبيب نسائية عن مريضة ولادة ولدت، من نظام المشفى أن يضعوا أوراق المريضة على طاولة صغيرة قرب غرفة العمليات، نسوا أن يأخذوا الإضبارة، فنجحت الولادة وذهبت المريضة الأولى، ثم أتوا بمريضة ثانية ونسوا أن يحضروا أوراقها، فالطبيب المولد وجد المريضة وقربها إضبارة، احتاجت إلى دم، فتح الأوراق وحدد منها زمرة الدم، ولما أعطي للمريضة كان الدم غير متوافقاً، فانحل دمها وماتت، هل من الممكن أن إنسانة لها خمسة أطفال تموت من أجل أننا نسينا أن نحضر إضبارتها ؟ هذا الذي يحدث أحياناً، فما موضوع إنسان تبول في الطريق أمام هذه الحوادث ؟ الأمور كبيرة جداً، والله أنا أريد أن أرش دالية العنب، أحضر دواءاً مشهوراً وأرش به العنب، لكن هذا الدواء إن بعت العنب قبل مضي شهرين من رش هذه المادة فهذا الدواء مسرطن، هذا الدواء أمانة شهرين، قبل شهرين العنب مسرطن، أنت لا تبيع عنباً بل أنت تبيع مادة مسببة للسرطان، أنا بذهني أشياء كثيرة الحديث منطلق، تعملوا يا أخوان، إن كنت مزارع فصحة الناس بعنقك، رجل قادم من السعودية إلى الشام بسيارته، معه زوجته وخمسة أولاد، غَّير زيت علبة السرعة، صاحب المحطة قال للطفل غيِّر الزيت، هذا الطفل غيَّر الزيت وهو يشد البرغي طلبه معلمه، فتركه ولم يكمل شده سأله ماذا حدث ؟ قال له: اذهب كل شيء جاهز. مشي وإذا بالزيت ينزل، كانت الحرارة ست وخمسون، توقف المحرك، نزل ليرى ما القصة فأصابته ضربة شمس فمات، والله أنا إيماني أيها الأخوة أن صاحب هذه المحطة سوف يحاسب عند الله كقاتل، قتل شخصاً معه زوجته وأولاده بضربة الشمس لأنه لم يشد البرغي، لماذا نحن متخلفون ؟ لأننا لا يوجد عندنا إتقان.
فيا أيها الأخوة: أنا لم أرد موضوع التبول بالطريق فقط، أردت من هذا الحديث مائة ألف حالة يعيشها الناس جميعاً وهذه كلها صاحبها ملعون



والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:36 PM   #26


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث ( الثالث و العشرون )




الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون : لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ، والموضوع اليوم

((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا ، مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى. كيف نجمع بين القولين ))


عامة المسلمين يتوهمون أن الكبيرة هي القتل ، وشرب الخمر والزنى والسرقة ، وغاب عنهم أن هناك كبائر لا تقل عن هذه الكبائر أساسها كلمة
إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى.
هذا المجتمع متى يقوى ؟ بالود والمحبة ، والصدق ، والأمانة ، فأنت إذا كنت لا سمح الله نماماً تجد شرخ بالأسرة ، شرخ بالشركة ، شرخ بالحي ، شرخ بالعائلة ، الآن أكثر الناس خصومات و عداوات وكيد ، أي طاقة الناس الآن كما وصفوا ، بأسهم بينهم ، لا على عدوهم ، بأسهم بينهم ، وهذا أساسه النميمة ، هل سمعت ماذا قال عنك ؟ قال أنك لا تفهم. هل هو من قال هذا ؟ نعم قالها أمام الناس جميعاً ، ولد عندك حقداً ، أصبحت كالمرجل الذي يغلي ، هكذا قال لي طبعاً.
النمام لا يدخل الجنة ، النميمة من أكبر الكبائر ، لو قلت له بالعكس ، شعرت أنه يودك ، ذاك لم يتفوه بكلمة ، لكن أنا من خلال لقائي معه شعرت أنه يودك ، شعرت أنك غالٍ عليه ، فيقول : جزاك الله خيراً والله أنا أحبه أيضاً ، كلمة ألفت بها بين قلبين ، وكلمة باعدت بها بين قلبين ، والله يكاد يكون سلوك النميمة سلوك شائع بين المسلمين ، ما عنده مشكلة ، هو صلى بالجامع ، وحج ، وعمل عمرة وزكى ، وهو من رواد مسجد معين ، لكن كيفما تكلم ينم ، وهذه المشكلة أصبحت بين العلماء ، تراهم إن التقوا ما أكثر الود الذي بينهم ، سيدنا نحن من بعدك ، أنت بركتنا ، ولكن إن ذهب !!! ما هذه القصة ؟ ما هذا المرض الخطير ؟ هذه النميمة
قَالَ عليه الصلاة والسلام (( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ ))
والله ما من مجلس إلا وبه كلام على أحد ما ، قد يكون مسلماً وقد تكون عقيدته صحيحة ، وقد يكون مستقيماً ، لكن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، يروى أن جحا كان ماشياً مع ابنه ومعهما حمار ، فركب الأب والابن ماشياً ، فقال الناس : ما هذا الأب القاسي ، الذي ليس عنده رحمة ، ابنه ماشي ! فركَّبه معه ، مر آخرون : مات الحمار المسكين ، الاثنين فوق الحمار ؟ فنزل الاثنين ، مجانين الحمار وهم يمشون لو ركبوه ، فركب ابنه، ما هذا الولد العاق الذي لا يستحي هو راكب وأبيه ماشي ، ثم أرادوا أن يحملوا الحمار ، إنهم مجانين ، الأمر لا نهاية له ، من أرضى الناس جميعاً فهو منافق ، قل الله ثم ذرهم في غيهم يعمهون ، من عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به ، هل هناك أكمل من رسول الله ؟ هل هناك أفصح منه ؟ أجمل منه ؟ ألطف منه؟ أشد منه رحمة ؟ ومع ذلك هناك من أبغضه في حياته ، رجل قال له : والله ما كان على وجه الأرض رجل أبغض إلي منك ، معركة الحق والباطل قديمة ، هي معركة الحق والباطل.
قصة سأرويها ولها مغزاً كبير ، في الخمسينات كان يوجد باصات عامة قطاع خاص سكانيا وغيرها ، كانت موجودة في كل البلد ، وفي أحد السنوات سمحوا لهذه الباصات أن تنقل الحجيج ، أنا أعي هذا الشيء ، ففرغت الشام ولم يبق باصات ، ترى مسلماً فيقول : هنأهم الله ويذهب إلى بيته مشياً. بينما الآخر : لا وفقهم الله. قضية ولاء وبراء ، رجل دعا لهم وذهب إلى بيته مشياً ، غير المؤمن سبَّهم ، فأنت مع من ؟ مع الله ؟ تحب الله ورسوله والمؤمنون ؟ انظر أنت لما يكون لأم بنتاً ، كيف تدافع عنها ، تصحو ظهراً ، مسكينة هي تعبة ، أما لو كانت كنتها فتقيم قيامتها ، نفس الحادث أمام الأم شيء ، وأمام أم الزوج شيء ثاني ، لأنه يوجد ولاء وبراء ، فأنت مع من ؟ إذا كنت مع الله ورسوله تقول هؤلاء المؤمنين قدرنا ، وعلينا أن نحبهم ، علينا أن نعالجهم ، أن نتساهل معهم ، أن نرشدهم ، أن نتحمل شيء من انحرافاتهم ، حتى يهديهم الله عز وجل ، لا أن نكفرهم ، الطرف الآخر يجب أن لا يمدحه
((إن الله يغضب إذا مدح الفاسق في الأرض))
(كنز العمال للمتقي الهندي )
تجد أحدهم أنيقاً ، ولكنه تارك للصلاة ، بابا هذا الإنسان محترم جداً ، الابن صدق أباه ، إنسان محترم جداً ، له تجارب ، فهيم ، لبق ، ولكن لا دين له ! فلما يراه ابنك داخل إلى ملهى ، أو إلى قهوة عامة ، أو لا يصلي إطلاقاً ، أو يمشي مع زوجته الغير محجبة جيداً ، ماذا قال عنه أبي ؟ قال عنه : إنه من أكابر الناس. أنت قد غلَّطته ، هدمت لابنك أساساته كلها
((إن الله يغضب إذا مدح الفاسق في الأرض))
(كنز العمال للمتقي الهندي )
إياك أن تمدح فاسقاً ولو كان أنيقاً
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ﴾
(سورة المنافقون )
أنيق جداً ، روائح عطرية غالية جداً ، وليس عطر مشايخ ترشح منه بعد دقيقتين ، سعر علبة عطره خمسة آلاف ليرة
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾
معه دكتوراه ، كلام منطقي ، ولكن لا دين فيه أبداً ، نتمنى من الطرف الثاني أن يكون راقياً أيضاً ، فالعبرة يا أخوان أنه يوجد كبائر دققوا في هذا الحديث :
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ))
(صحيح البخاري )
ورد في الأثر : أن قذف محصنة يهدم عمل مائة سنة.
قذف محصنة ، لو لم تقذفها ، لو قلت ، الله أعلم ، لا نعلم ، أنت لم تقل شيئاً لكن هذه مفهومة ، الله أعلم لا نعلم ، معنى هذا أنك اتهمتها بالزنى ، تروى قصة إن صحت لها مغزى كبير ولا أعرف مدى صحتها ، رواها بعض الخطباء ، أن امرأة كانت تغسل امرأة ميتة في عهد الإمام مالك ، فالتصقت يدها بجسدها ، ولم تستطع أن ترفعها عنها بأي قوة ، اجتمع الأهل ، لقد أذن الظهر ، ثم العصر ، وقرب المغرب ، وهي لاصقة بها ، هل نقطع جزءاً من لحم هذه الميتة؟ أم نقطع جزءاً من يد المغسلة ؟ هذه حية لكن تلك ميتة ، احتاروا !! فكان الإمام مالك إمام دار الهجرة ، فذهبوا وسألوه فقال : اجلدوها ثمانين جلدة ، لعلها اتهمتها بالزنى.
عند الجلدة الثمانون فكت يدها ، أحياناً يوجد ذنوب أنت لم تتكلم فيها كلمة ولكن حركت يدك ، أحياناً التحريك بحاجبيك يعني شيء ، أحياناً ابتسامة ساخرة يكون شخص تعبان عمل جهده ، أحياناً أن تكمش وجهك تعني شيء ، مثل آخر
ماذا قالت السيدة عائشة ؟ قالت قصيرة
(( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ ))
(سنن الترمذي)
ومياه البحر إخواننا يوجد مدن كبرى المياه المالحة تمشي فيه خمسون كيلو متراً ، ويظهر فيه خط أسود ، ومع ذلك البحر ماءه طاهر ، أي خمسون كيلو متراً من المياه المالحة لا ينجس البحر ، أما كلمة قصيرة تنجس بحراً، أحياناً تجد معلمة عندها بنت وديعة لطيفة تقول لها : أنت حمارة ، غبية. فتحمل عقدة حتى الموت ، أنها غبية لا تنجح ، يوجد معلمات مجرمات ، يوجد معلم مجرم ، يضرب الطفل على وجهه ، طفل وديع مربى تربية عالية ، يخطئ خطأً بسيطاً فيضربه كفاً ، قيل : علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف. كلمة لطيفة تجد نفسك أنك قد ملكت قلبه ، بالبر يستعبد الحر ، كلمة لطيفة مع زوجتك يصبح بينكما وداً ، أعطاك الله العافية هذا البيت مرتب ، أبقاك الله لنا ، نحن من دونك لا نساوي شيئاً ، ماذا كلفتك هذه الكلمة ؟ ما إن يدخل حتى يقول : هل جهز الطعام ؟ بدلاً من أن يقول لها : أعطاك الله العافية. يقول لها كلاماً قاسياً، الأحمق يشقى ويشقي ، والله تعالى قال :
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾
(سورة البقرة )
هذا الحديث
قَالَ عليه الصلاة والسلام : ((إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ ))
أينما جلس تكلموا عنك ، أنت لا تعجبه ، يقول : والله دخلت إليه وكان..! فيقول : لا تصدقه هذا كاذب.
شرخ ، تجد المجتمع متفتت ، ممزق ، هذه واحدة ، ربنا عز وجل قال :
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾
(سورة الأنفال )
والله أنا منذ يومين أو ثلاثة أحل مشكلة بين صهر وعمه ، قال لي الصهر كلمة ، قال لي : والله عمي جيد.
فأنا كبرتها وكبرتها وقلت له : الله وكيلك يحبك ، ويمدحك ولك فضل عليه. فانسر العم كثيراً ، هذا الصهر يريد أن يشتري بيتاً ، قال له عمه : نصف ثمن البيت علي. كلمة بسيطة ، يوجد بينهما خلاف ولكن أنا أخذت كلمة ووسعتها قليلاً ، فانسر العم ، والعم مليء قال : نصف ثمن البيت علي. فأنت مهمتك التوفيق ، قال عليه الصلاة والسلام :
((عَنْ أَبِي مُوسى؛ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا. وَبَيْنَ الأَخِ وَبَيْنَ أَخِيهِ))
(مسند ابن ماجه)
لا تفرق لا بين أم وابنها ، ولا بين أخ وأخيه ، ولا بين شريك وشريك ، ولا بين صانع وسيده ، كم يعطيك معلمك ؟ خمسة آلاف. فقط خمسة آلاف أنت تستاهل أكثر من هذا ، غيرك يأخذ عشرة ، هل أنت مجنون لتبقى عنده ؟ فتركه. ولما سأله عن عمل قال له : لا يوجد عمل. كان يعيش من خمسة آلاف ولكن الآن لا يوجد عمل.
رجل عنده سيارتين تشبهان بعضهما تماماً لأخَّين ، قصة قديمة ، باع إحداهما بستين ألف مثلاً ، جاء أحدهم وقال له : أصلحك الله إنها تساوي ثمانون. قال له : حسناً الثانية جاهزة بعها لي بثمانين. فارتبك ، يجب أن يزعجك ، يجب أن يندمك ، يجب أن يكرهك بهذه البيعة ، يكرهك بهذا البيت ، دخلت إلى صغير ، والله هذا البيت مثل العلبة ، هل يسعك هذا البيت ؟ فيجيب : والله ما معي إلا ثمن هذا البيت. دائماً يكرهك بعملك ، دخلت إلى بيت أحدهم فاصطدمت ساقي بطاولة الوسط ، غرفته تتسع لديوانين وطاولة وسط وممر لساق ، فاستحى ، قلت له أتستحي ؟ النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق ، الذي لا يوجد من هو أعظم منه ، كان إذا أراد أن يصلي قيام الليل لاتسع غرفته لصلاته وزوجته ، كان يزيحها جانباً ، فأين نحن أمام رسول الله ؟ هذه الكلمة تطيب القلب ، يوجد كلام يطيب القلب ، ويوجد كلام يجرح ، فالمؤمن يقول كلمة طيبة ، لا يزعج أحد أبداً ، ظله خفيف ، إن دخلت إلى بيت تقول : والله جيد ، والله مرتب، هو مأوى ، الحمد لله ، بيت ملك والإنسان مرتاح من الأجرة ، أما لماذا هو صغير ، كم ثمنه ، ثمنه كبير غشوك به ، فإن وقع شيء لا تندم صاحبه عليه ، أما إن سألك ولم يشتري بعد فقل له : والله لربما هذا لا يناسبك. ممكن لأنه شمالي والشمس لأولادك ، أما بعد أن اشتراه وعمل العقد ودفع ثمنه !! فيجب أن لا تكرهه به ، فأنا قصدي أن هذا اللسان الذي يرتكب باليوم ألف معصية دون أن يشعر ، الإمام الغزالي عد ثمانية عشر معصية من هذا اللسان ، فيقول عليه الصلاة والسلام :
إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ : بَلَى
ما يعذبان في كبير عندكم ، أنا لم أقتل إنساناً ، إياك أن تقتل إنسان ، لكن تفوهت بكلمة ، كله كلام بكلام ، بكلمة تهد جبلاً
((وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ))
أي لا يستحي ، من بال في الطريق جرحت عدالته ، حكى لي أخ عن جامعة في موسكو ، أن المراحيض عبارة عن صالون كبير عشرون بعشرين متراً ، كل المراحيض قرب بعضها ، يدخل الشباب ليقضوا حاجة قرب بعضهم جميعاً ، والحمامات مائة دش بصالون كبير ، فتيات وشباب يغتسلون قرب بعضهم ، أساساً لا يوجد تكليف بين النور
فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ
أو في رواية النسائي لا يستبرئ من بوله ، فالبول مادة مؤذية ، وفي رواية ابن ماجه لايستنزه من بوله.
بالمناسبة ثلاثمائة مليون إنسان في العالم مرضى من مرض القذارة ، عدا العالم الإسلامي ، لأنه يستنجي ويستبرئ ويتوضأ ، ويغتسل كل جمعة ، اغتسل ولو مداً بدينار ، ثلاثمائة مليون في العالم معهم أمراض النجاسة ، أمراض القذارة ، نحن والحمد لله ديننا دين نظيف جداً ، هل ترى في أمريكا المكونة من خمسين ولاية ؟ لا ترى مرحاض فيه ماء ، بكل أمريكا ، كله ورق ، مع أنه لا يوجد بلد في العالم عندها مياه مثلها ، في منطقة ديترويت عندها تسعة عشر ألف بحيرة ، مياه مدهشة ، وكل هؤلاء لا يتطهرون بالماء ، قال تعالى :
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (48)﴾
(سورة الفرقان )
نحن والحمد لله بالماء



والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:39 PM   #27


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث ( الرابع و العشرون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام: لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، والموضوع اليوم الترغيب في الوضوء وإسباغه:

((عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ ))
(صحيح البخاري )


أول شيء قد تجد مسلم متقدم في السن، لكن يلفت النظر لوضاءة وجهه، هذه الوضاءة أتت من الوضوء، ولو أردت تعليلاً علمياً فالقضية سهلة جداً، الوضوء خمس مرات في اليوم ينبه أعصاب الحس في الجلد، وهذا التنبيه ينعكس بتوسيع على الأوعية الدموية في الوجه، فتجد المتوضئ وجهه متورد دائماً، وبالتعبير العامي (له كبرة طيبة )، والعوام يستعيذون من كبرة اليهود، وجه مخيف، يقطع الرزق، أما المؤمن فله وجه وضيء، ولعل الوضاءة من الوضوء، قلت لكم البارحة فيما أذكر أن ثلاثمائة مليون إنسان بالعالم مصابون بأمراض القذارة، فلما يتوضأ الإنسان باليوم خمس مرات ويوجد أمراض كثيرة جداً، المسلم معافى منها، بسبب وضوءه، الأوعية الدموية كلما ابتعدت عن القلب ركدت الحركة فيها، أقصى مكان في الجسم أصابع القدم، فحينما يركد الدم في هذه الأمكنة النائية عن القلب قد تصاب هذه الأطراف بالموات، بالغنغرين، وهذا المرض لا شفاء له، ولابد من بتر القسم المصاب، المسلم لأنه يغسل رجليه خمس مرات ويخلل بين أصابعه ينشط الدورة الدموية في هذه الأماكن النائية، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما علمنا تخليل الأصابع كان لا ينطق عن هواه، ولا عن تجربته، ولكن عن وحي يوحى إليه، فخالق هذا الجسم عن طريق رسوله أمرنا أن نتوضأ باليوم خمس مرات وأن نخلل ما بين أصابعنا، أي يكاد يكون من المستحيل أن يصاب إنسان مصلي بالغنغرين في قدمه، لأنه يتوضأ باستمرار، ويخلل بين أصابعه، يوجد أمراض كثيرة، عندنا مرض اسمه انقلاب الرحم، مرض مشهور لا يصاب به المسلمون، لأن حركات الوقاية منه تطابق الصلاة تماماً، وعندي كتاب أن الوقاية من هذا المرض بتمرينات رياضية تطابق حركات الصلاة تماماً ركوع وسجود.
يوجد امرأة أصيبت بالشقيقة، والشقيقة مرض مستعصٍ، آلام في الرأس، فذهبت إمرأة موسرة إلى طبيب في أوربا فقال لها بالحرف الواحد: صلي يذهب ما بك. فغضبت غضباً شديداً !! أنا جئت إليك ودفعت الألوف المؤلفة لتقول لي صلي ؟! فشرح لها أن الإنسان حينما يسجد بحكم الجاذبية يهجم الدم إلى رأسه، وحينما يرفع رأسه يتراجع الدم، هذه العملية تسبب توسيع الشرايين بالإضافة إلى مرونة.
يوجد شخص مريض بالضغط، وضغطه اثنان وعشرون على ثمانية عشرة، لم يتأثر بشيء، الضغط عالٍ جداً وخطير، وشخص ضغطه ثمانية عشرة على أحد عشر، يصاب بخثرة بالدماغ وينشل، كرأي طبي لماذا يصاب هذا ولا يصاب هذا ؟ نقول أن المصلي أوعية دماغه مرنة، كم مرة نسجد باليوم ؟ الفجر أربعة، والظهر عشرة، أربعة عشر، والعصر أربعة، ثمانية عشر، والمغرب خمسة، ثلاث وعشرون، والعشاء ستة، وثلاثة للوتر تسعة، تقريباً ثلاثون، نضربها باثنين كل ركعة سجودين، فالمجموع ستون، هذا بالفرائض والرواتب، فستون مرة يسجد ويقوم، معنى هذا أن نتج إحتقان وإنخفاض بالضغط، هذه هي المرونة نفسها، يتوسع الشريان وينقبض، فيصبح مرناً، فلو ارتفع الضغط فجأة لا سمح الله في الأعم الأغلب هذا من باب التفاؤل عنده احتياط كبير جداً بسبب مرونة أوعيته الدموية، انقلاب الرحم المسلمة معافاة منه، لأنها تصلي، داء الشقيقة في الأعم الأغلب إن كان الإنسان يصلي يتراجع المرض، ارتفاع الضغط العالي، التوتر الشرياني، ومن ينحجم لأن النبي الكريم علمنا أن ننحجم، أشياء دقيقة جداً أيها الأخوان الكرام، هذا أخطر معمل في الجسم، معمل كريات الدم الحمراء، لأنه في كل ثانية يصنع مليونان ونصف مليون كرية حمراء، لو أن هذا المعمل كف عن تصنيع هذه الكريات فهذا مرض عضال لا دواء له، وهو مرض فقر دم لا مصنع، يعطوه الدم حتى يأتيه الأجل، يأخذ الدم من الخارج، لأن هذا المعمل كف عن تصنيع الكريات الحمراء، اسمعوا الجواب، ما الذي يقوي هذا المعمل ؟ ما الذي يصونه من العطب والعطل ؟ قال: نقص الدم المنتظم. هو مبرمج إن نقص الدم يجدد نشاطه، فلما الإنسان يأخذ دم بشكل دوري بالفصل مرة بالشهرين مرة، بالسنة مرة، نقص الدم يدعو معمل كريات الدم الحمراء الموجود في نقي العظام أن يعمل بانتظام، أيضاً هذا المرض أغلب الظن إن كان الإنسان يصلي بعيد عنه.
حتى سمعت أن في السويد حدثت موجة إقبال الناس على التمارين الرياضية، ورفعوا مستواها فنتجت أمراض وبيلة، جلطات وسكتات دماغية مفاجئة، فألفوا لجنة كبرى لوضع تمرينات، الآن دققوا، تمرينات يفعلها كل الناس بكل أعمالهم، ذكوراً وإناثاً، كباراً وصغاراً، عمالاً وقادة ً، فعملوا مجموعة تمرينات معتدلة تلين عضلات الجسم، المفاجأة التي لا تصدق أنها تشبه الصلاة تماماً.
فأنت حينما تصلي الصلاة المتقنة بظهر منتصب، وركوع مطمئن، وسجود، حينما تقف وتستعين بأصابع قدميك، هذا تدريب كبير جداً، أنت أحياناً أصابع قدميك تحمل وزنك كله، فلذلك الذي يصلي لصحته فلا تعد هذه عبادة عند الله، هو يصلي لأن الله أمره بالصلاة، ولكن تكريماً لهذا المصلي دون أن يشعر أمراضٌ كثيرة هو معافى منها، بسبب وضوءه وصلاته، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
(( إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ ))
في حديث آخر:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا. قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ. فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّه ؟ِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ))
أي لو كان لأحد ما خيل سوداء دهم بهم وبينهم خيل بيضاء ألا يعرفها ؟
(( قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ....))
(صحيح مسلم)
أي أنا أتقدمهم على الحوض لأسقيهم شربة لا يظمأون بعدها أبداً.
وفي حديث
((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ ))
(سنن النسائي)
وفي رواية مما ورد في الأثر: بل أنتم أصحابي، وأحبابي يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أجره كأجر سبعين. قالوا: منا أم منهم ؟ قال: بل منكم قال: لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون.
الآن ترى شاب مسلم بأسرة مسلمة محافظة وترتاد بيوت الله، إن أراد أن يقيم أمر الله تماماً أول من يعاديه أمه وأبوه، هل ستفرق العائلة الآن ؟ هكذا الشرع، الحمو الموت، لا !! يجب أن تعصي الله، هذا من قبل من؟ من قبل أمه وأبيه المسلمين، والذين يرتادون المساجد، فلأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون، ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ))
(صحيح مسلم )
وفي حديث آخر:
(( عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ تَوَضَّأَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمًا وُضُوءًا حَسَنًا ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لا يَنْهَزُهُ إِلا الصَّلاةُ غُفِرَ لَهُ مَا خَلا مِنْ ذَنْبِهِ ))
(صحيح مسلم)
(( عنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ....))
(صحيح البخاري)
((عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ لَا أَدْرِي مَا هِيَ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ))
(صحيح مسلم)
(( عنَّ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ أَخْبَرَهُ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِطَهُورٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمَقَاعِدِ فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَهُوَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ قَالَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَغْتَرُّوا))
(صحيح البخاري)
إذاً الوضوء عبادة، ونحن عندنا قاعدة تقول: مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض، ومالا تتم السنة إلا به فهو سنة، فالوضوء لا تتم الصلاة التي هي فرض إلا به فهو فرض، وآثار الوضوء أكثر من أن تحصى وهي علامة المسلم، المسلم وضيء منور، وجهه صافٍ، وجهه لا خبث به، لأنه مع الله، وهذه من علامات المسلم الصادق.
بالمناسبة من أدق ما قرأت من أحاديث رسول الله أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ إِجلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ ))
(سنن أبي داوود )
إن كان الإنسان مسلم وهو متقدم بالسن، إن أكرمته، إن أجلسته مكانك، إن حملت بعض حاجاته، والله يوجد شباب يجدون شيخ وقور ليس شيخ الدين، بل الإنسان المتقدم بالسن حامل حاجات يحملونها عنه، ويوجد شباب يوصلونه بالسيارة إلى بيته، هذا من أعظم الأعمال
((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ ))
(سنن الترمذي)
هذه هي آداب الإسلام، يوجد آداب رفيعة جداً، النبي عليه الصلاة والسلام نهى الابن أن يمشي أمام أبيه، ونهى أن يجلس قبله، ونهى أن يناديه باسمه، ممنوع، إلا بابا الوالد الكريم مثلاً، لاتمشي قبله، لاتمشي أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تناده باسمه، هذه هي آداب المسلم، والدين كله آداب، ونحن إلى أدبك أحوج منك إلى علمك، هكذا قال بعض الشيوخ لتلاميذه، يا بني نحن إلى أدبك أحوج منك إلى علمك، وكان أدب النبي عليه الصلاة والسلام يلفت النظر، فسأله أصحابه مرة يا رسول الله ما هذا الأدب ؟ قال:
(( أدبني ربي فأحسن تأديبي. ))
(الجامع الصغير للسيوطي)
هذا من تأديب الله له، وأنت كمؤمن الله يؤدبك، تجد كلامك معتدل، هل من الممكن أن يمزح مؤمناً مزحة جنسية ؟ هذا مستحيل، لو مزحت أمامه لايضحك، لأنه إن ضحك يشجع قائلها، والله جلست مع شخص من الكبراء في مهمة، فطرح مزاح جنسي والله يندى له الجبين، أنا تقصدت أن لا أبتسم، حتى لا أشجعه، أو أقره على عمله، فيا أيها الأخوة تأدبوا بآداب الإسلام.



والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:42 PM   #28


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث ( الخامس و العشرون )




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام: لا بأس من أن نقف وقفة عند ذكرى الهجرة .
الحقيقة أن هذه المناسبات الدينية لها معاني عميقة جداً، ويمكن أن تؤثر في حياتنا تأثيراً خطيراً، ولكن قد نمرّ عليها ممر الكرام، وقد نردد أحداثها من دون تعميق .
الحقيقة أن الدين حركة .
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾
(سورة الأنفال)
الدين فيه حقيقة وحركة والدليل:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾
(سورة الكهف)
القرآن كله ملخص:
﴿ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾
دعوة جميع الأنبياء كلهم ملخصة:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾
(سورة الأنبياء)
التوحيد هو الدين .
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾
(سورة الكهف)
فالدين عمل وحركة، يوجد معنى آخر: الإنسان ما لم يمتنع بحسب إيمانه وما لم يعطي وما لم يغضب وما لم يرضى وما لم يصل وما لم يقطع، بالحياة في صلة وقطيعة رضاء وغضب عطاء ومنع، فأية حركة للمؤمن ينبغي أن تكون وفق إيمانه انطلاقا من إيمانه .
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾
(سورة الأنفال)
الآن يوجد معنى للهجرة: أنك إذا عبدت الله في زمن الفتن، نساء كاسيات عاريات، شبهات بعضها فوق بعض، شهوات مشتعلة، ضلالات منتشرة نفاق سائد، ضعف في الطاعة منتشر، في مثل هذا الزمن عبادة الله تساوي هجرة إلى الله، فقد ورد في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:

((....الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ... ))
(صحيح مسلم)


لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروف ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا نهيتم عن المعروف وأمرتم بالمنكر .
هذا والله واقعي، ففي مثل هذا الزمان أن تعبد الله وتضبط جوارحك وتضبط دخلك وإنفاقك أن تضبط بيتك وعملك هذه هجرة إلى الله لأن الهجرة طاعة، يوجد معنى آخر: الهجرة انتقال من مكة إلى المدينة، قبل الفتح كل من انتقل من مكة مضطهداً مكذباً منكلاً به إلى المدينة معززاً مكرماً فقد هاجر، لكن بعد الفتح لم يعد هناك هجرة، لأن النبي الكريم فتح مكة، خرج منها ليلاً عاد إليها نهاراً، خرج منها مطارداً عاد إليها فاتحاً حالة خاصة بعد الفتح لا هجرة ! ولكن الهجرة والجهاد يستمران إلى يوم القيامة، تبقى الهجرة والجهاد قائمين ما قامت السماء والأرض ولكن بعد فتح مكة إذا كنت في بلد يشبه مكة قبل فتحها ينبغي أن تنتقل إلى بلد يشبه المدينة بعد فتحها .
إذاً قائمة بين كل بلدتين تشبهان مكة والمدينة، لو وسعنا المعنى: أنت مقيم في بلدك لكن لك عمل لا يرضي الله ينبغي أن تهجره إلى عمل يرضي الله لك أصحاب ليسوا على حق ينبغي أن تهجرهم إلى أصحاب آخرين مؤمنين لك بيئة لا ترضي الله، ينبغي أن تنتقل إلى بيئة ترضي الله، لك بيت في حي متفلت جداً تخشى على بناتك منه ينبغي أن تنتقل لحي آخر .
فبالمعنى الواسع هي حركة من بلدة إلى بلدة، من عمل إلى عمل من بيت إلى بيت من بيئة إلى بيئة من أصدقاء إلى أصدقاء، إذا لم توجد الحركة الإيمان ليس له قيمة ! أي إيمان تعتنقه لن يترجم إلى حركة لا قيمة له لأنه إيمان كإيمان إبليس حينما قال:
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (81)﴾
(سورة ص)
وحينما قال:
﴿ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ﴾
(سورة الأعراف)
وحينما قال:
﴿ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14)﴾
(سورة الأعراف)
آمن بالله عزيزاً ورباً وآمن به خالقاً وآمن بيوم القيامة وهو إبليس، فأي إيمان لا يترجم إلى عمل لا قيمة له إطلاقاً، هذا شيء واضح وبديهي، أما المشكلة هي الهجرة المعاكسة كما أن هناك حركة إلى الله وهجرة إليه، هناك حركة إلى الدنيا إلى مزيد من المال والرفاه ولكن على حساب الدين وطاعة الله وعلى حساب دين الأولاد ومستقبلهم وذريتهم وذرية ذريتهم .
الحكم الشرعي أنه في أي مكان ينقص فيه دينك، ينقص الإيمان حينما تعصي الله فيه، وحينما تقصر في واجباتك ففي هاتين الحالتين ينقص الإيمان، ففي أي بلد أنت فيه يحقق نقصاً في إيمانك ينبغي أن تدعه إلى بلد آخر، والآية التي تقسم الظهر:
﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا﴾
(سورة النساء)
هؤلاء الذين لم يهاجروا، مقيم ببلد الزنى على قارعة الطريق، ترك بلد مسلم يقيم فيه شعائر الله إلى بلد لا يستطيع أن يفعل شيئاً، لا يملك أولاده
فيا أيها الأخوة: يجب أن تعتقدوا أن أخطر شيء في الدين معرفة الحقيقة ثم الحركة وفقها، معرفة الحقيقة جاء بها الوحيان الكتاب والسنة، أما الحركة نحوها جاءت من الهجرة، فالهجرة حق لها أن تكون مبدأ للعام الهجري لأن المسلمون انتقلوا من مجتمع ضال قاهر مذل إلى مجتمع عاشوا فيه أعزة كرماء، فبالمدينة لهم كيان ولهم نظام وقوة وشوكة ورأي وغرادة أما في مكة لا يوجد شيء لهم، في المدينة اغتنوا بطاعة الله وتألفت قلوبهم بمعرفة الله، انتقلوا من شقاء إلى نعيم .
فنحن في كل مناسبة كم مناسبات الدين ينبغي أن نفهمها فهماً عميقاً، أتمنى أن يكون واضحاً لدى الإنسان أن لا يوازن بين بلد فيه متاعب كثيرة ودخل قليل وبطالة وبين بلد غني ضخم فلكي ولكن هناك يضمحل ويضيع الأولاد فتأتي على الذي هاجر ساعة في خريف عمره ويتمنى أنه لم يغادر بلده، كنت في بلد بعيد جداً فحدثت الأخوة البارحة في الجامع في الخطبة: سيارة تابعة لمدرسة تقيم رحلة في يوم من أيام الأحد فدخلوا إلى حديقة وفيها شباب وشابات على مرأى من الجوار جرى بين الشباب والشابات ما يجري بين الأزواج على قارعة الطريق ! فمن أقام في مثل هذه البلاد وابنه أحد هؤلاء الطلاب، أو ابنته أحد هؤلاء الفتيات أين دين أولاده ؟ نحن بخير والله أيها الأخوة: لا تعرفون قيمة هذا البلد الذي أثنى النبي عليه قال
(( بينا أنا نائم رأيت عمود الإسلام احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا فإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام ))
(الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي)
أن تستمع لأذان أن تحضر مجلس علم أن ترى حولك إخوان مؤمنين، لك أقرباء أخوات إخوة أصدقاء أصحاب كلهم على شاكلتك وعلى دينك هذه نعمة كبرى، الإمام الشافعي قال: من لم يعهد منه سفر لم يعهد منه علم تعرف ميزات بلدك التي قد تكون غافلاً عنها وتعرف سلبيات بلدك التي قد نظن أن الناس كلهم هكذا، لا يوجد إيجابيات لكن والله الإيجابيات أبلغ ألف مرة من السلبيات، أرجو الله سبحانه وتعالى أن نعود غداً إلى درس الترغيب والترهيب لإتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم .




والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:45 PM   #29


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث ( السادس و العشرون )






الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام: ذكرت لكم في دروس سابقة أن الله عز وجل جعل أحب البلاد إليه مساجدها وأبغضها إليه أسواقها.
والأسواق تعني الدنيا وهناك حاجات كثيرة في الأسواق قد لا تحتاجها ولكن تتمناها، مرة رئيس جمهورية فرنسا جيسكار ديستان كلف ثلاثين عالم من كبار علماء الاجتماع ان يجتمعوا في مكان ثلاثين يوماً ليجيبوه عن سؤال واحد: لماذا العنف في العالم ؟ نحن كنا في الخمسينات كل عشر اثنا عشر سنة يعدم واحد، الشام تزحف كلها لتراه انعدم رجل، يقولون: برواندة خمسمائة ألف إنسان ذبح بليلة واحدة، كل يوم بالأخبار مذابح وقتل، هذه قضية مقلقة شيء لم يكون من قبل، لماذا العنف في العالم ؟ ويوجد عندنا قاعدة العنف لا يلد إلا العنف، كل عنف يقابله عنف، والأحمق يسلك طريق العنف، فاجتمعوا الجماعة وكان الجواب مذهل: الجواب مجتمع الاستهلاك، أنت تجلس في بيت عندك آلات غسالة براد كل يوم ترى غسالة جديدة براد جديد سيارة جديدة مكيف جديد هذا بلا صوت وهذا أوتوماتيك فهذه المشاهدات المستمرة للسلع الجديدة والجميلة والأنيقة والرائعة يلزمها دخل فلكي دخل غير محدود، ما الذي يحصل ؟ الإعلانات جزء من مجتمع الاستهلاك، البضاعة بأجمل صورة كعرض بأجمل شرح فأنت بشر تتمنى أن تتملك هذه السلع إن كان طعام أو شراب أو جهاز فماذا تفعل ؟ أنت أحد ثلاث رجال غما أن تلغي وقت الفراغ وتعمل عمل إضافي حتى تؤمن دخل يكفي لشراء هذه الحاجات أنت كإنسان انتهيت.
إخواننا الكرام اسمعوا هذا الكلام: كل إنسان ليس عنده وقت فراغ ليحقق ذاته فيه أنت كمسلم تطلب العلم وتدعو إلى الله وتلتقي مع إخوانك المؤمنين وتحضر درس علم فأي عمل لا يبقي لك وقت فراغ فهو خسارة كبيرة ألغى وجودك وإنسانيتك، الآن أكثر الشباب يقولون: أذهب إلى عملي قبل أن يستيقظ أولادي وأعود بعد أن يناموا، عنده وظيفة وعمل إضافي بعد الظهر، هذا الذي ألغى وقت فراغه ألغى إنسانيته وذاته وعلة وجوده في الحياة وعبوديته لله عز وجل، فشيء خطير جداً أن يلغى هذا الفراغ أنت بوقت الفراغ تحقق ذاتك تعبد ربك تحضر مجلس علم تقرأ كتاب أو تقرأ القرآن، فكا إنسان حتى يؤمن لبيته حاجات كمالية ضاعف عمله وألغى وقت فراغه ألغى أبوته لم يعد أباً، الأولاد أصبح المسؤول عن تربيتهم التلفاز، الشارع أصدقاء السوء، لم يعد أب والأم لم تعد أم والابن لم يعد ابن كله انتهى.
فأول شيء إنسان ألغى وقت فراغه هذا إنسان شريف أكل دخل مشروع لكن نسي الغاية من وجوده ورسالته كأب وكمؤمن ونسي ان يحمل هم المسلمين ونسي أن يحقق وجوده عندما ألغى وقت فراغه.
الحالة الثانية: مد يده للحرام سقط من عين الله، حجب عن الله، إما أن يلغي وقت فراغه وإما أن يلغي استقامته.
الحالة الثالثة: إحساس بالحرمان مستمر، نكد دائم بالبيت، هذا مجتمع الاستهلاك، فكلما أتقنا الدنيا واخترعنا أجهزة حديثة ويجب أن نقتنيها انعكس شقاء منزلي، الآن ما سبب تفاقم الأمراض ؟ يوجد أخبار مذهلة، مرض السرطان متضاعف عشرة أمثال هذا من كلام خبراء أطباء متخصصين أنقله لكم ! شدة نفسية ضغط الحاجات كثيرة والدخل محدود، هذه مشكلة المشاكل، مشكلة معظم الناس، أجدادنا حياتهم بسيطة بيت عربي كبير كل ولد أخذ غرفة الطبخة واحدة، اليوم كل بيت يلزمه غرفة نوم وغرفة ضيوف وغرفة طعام ومطبخ وغسالة وجلاية وبراد وكيف أصبح الجو لا يحتمل، ويلزمك حمّاصة خبز ونشافة ويلزم ويلزم....أصبح الإنسان عبد بهذه الحضارة يعمل ليلاً نهاراً.


﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)﴾

(سورة المدثر)
أجدادنا عندهم حياة بسيطة وراحة نفسية، هذه وراء الصحة، حياتنا اليوم كسل عضلي كله أوتوماتيك، حتى إذا اشترى سيارة غير أوتوماتيك لا تنال الإعجاب، لماذا أخذتها هكذا ؟ صعب جداً أن تفتح الشباك بيدك، يريد أن يضغط على زر ليرتفع الشباك وينزل، يريد أصنصور يريد أوتوماتيك كل شيء يريده فل أوتوماتيك فل أوبشن، فكسل عضلي وشدة نفسية، هذه مراء الأمراض كلها، لي أقرباء كثر عاشوا خمس وثمانون لم يشكوا شيء كانوا يسيرون، هذه السيارة قاتلة، من عنده سيارة وليس عنده إمكان أن يضبط نفسه سبب موته منها، تسبب ترهل، كان أخ بأمريكا رأى ندوة عن الحصان، الحصان ينفي عن الإنسان أمراض القلب والكبد والكليتين لوجود الاهتزاز، السيارة تجلب أمراض القلب والكبد والكليتين لوجود الراحة وعدم الجهد، أكثر مشاكل الناس عدم الجهد، أكل طيب واستهلاك أكل وراحة.
إذاً أسباب الأمراض شدة نفسية وكسل عضلي، أسباب الصحة عند أجدادنا راحة نفسية وتعب عضلي، عندما قال النبي في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم



((أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا ))

(صحيح مسلم)



الأسواق تعني الدنيا، مائة ألف حاجة لست بحاجة إليها، امرأة دخلت أحد الأسواق الفخمة قالت ك يا إلهي كم هي الحاجات التي لا يحتاجها الإنسان بمثل بسيط تجد اليوم مائتين نوع جبن في السوبر ماركت ‍! نحن كلنا نحضر علبة جبن نغليها وزيتون درجة أولى أكل لا يلزمه تعليب صغير، البيبسي سبع ليرات ثمن العبوة، ثلاث ليرات ثمن الشراب، بكل ثانية تتلف كم عبوة ؟ كلها ثمن قمح وقطن وإنتاجنا الزراعي، طبعاً الأجانب أمسكوا بنا من مخانقنا أنت بحاجة لبضاعتهم وهذه العولمة أساساً، ذهبت لأقصى مكان في الدنيا ليبتون وبيبسي وكوكاكولا وماكدونال وكنتاكي وهات بيتزا، هذه العولمة، بالعالم كله، يجب أن تأكل طعام معين وتشرب شرب معين وتجلس بمكان معين، عمموا حياتهم المادية على العالم كله.
فيا أيها الأخوة: يجب أن نعيش كما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام، مهما فعلنا لا نلحق بهم أبداً، فالطريق مغلق، أما لو أخذنا خط آخر نسبقهم







والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2018, 01:47 PM   #30


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشرح المختصر للاحاديث الشريفة



الحديث (السابع و العشرون )





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:


((عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي الثُّومَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ))
(صحيح البخاري)


ذكرت من قبل أن للفقهاء في أصول الفقه قاعدة رائعة وهي: أنه قد يذكر النبي شيئاً محدداً يتناسب مع بيئته ومع طبيعة الحياة في عصره، فإذا قال مثلاً: تجب الزكاة في القمح والشعير والزبيب والتمر.
إذاً بلاد فيها محصول رز بالملايين ألا زكاة عليه ؟ بلاد فيها محاصيل كالتفاح مثلاً بالملايين فالعلماء قالوا: تجب في علتها لا في عينها، ما علة القمح ؟ أنه محصول استراتيجي، ما علة الشعير ؟ أنه محصول استراتيجي مهم جداً أساسي من عالم إلى عام، ما علة الزبيب ؟ محصول عام مجفف، ما علة التمر ؟ محصول أساسي فأي محصول في بلد آخر له الصفة نفسها يقاس عليها، قالوا: لا يقضي القاضي حكماً وهو غضبان، لأن الغضب يبعده عن الحق، إذا ابنه مريض معه مرض خطير والتقرير التهاب سحايا ويموت فالقاضي مضطرب، إذاً يحمل على الغضب وقد حمل الفقهاء على غضب القاضي ثلاثاً وثلاثين حالة كلها ينبغي ألا يحكم فيها القاضي حكماً لأنه مضطرب، هذا الفهم الفقهي دقيق جداً، فهم القياس، الخمر محرمة وعندنا مائة اسم للخمر الآن لن ترد في كتاب الله، مادامت العلة متحدة وهي الإسكار، فكل مسكر حرام، النبي عليه الصلاة و السلام قال: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي الثُّومَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا لو طبقنا هذا الحديث على القاعدتين السالفتين: إنسان يأتي بثياب العمل ولها رائحة كريهة، حداد يأتي بثياب العمل هذه تحمل على أكل الثوم، إنسان يجلس جلسة تعيق الأخوة المتأخرين عن رؤية المتكلم، يجلس جلسة متطاول بها، إنسان يضع كرسي في نصف الجامع يصلي على الكرسي، لكن ضعه وراء عامود، فيحمل على موضوع إيذاء المسلمين في المسجد أشياء كثيرة جداً، أي شيء يؤذي المسلم في المسجد ينبغي أن تمتنع عنه، يوجد درس علم ممكن أن تصلي صلاة فردية لا نريد أن نصلي صلاة جماعية ونرفع صوتنا إلى درجة أنه يشوش على الدرس، هذا يؤذي أيضاً، أحياناً تفعل شيئاً بإحضار ابنك الصغير وغير منضبط يشوش على المصليين صلاتهم ودرسهم، أحياناً تأتي بابنك الذي لم يضبط نفسه بعد فيبول على سجاد المسجد فالنبي قال حالة واحدة، كما أن أكل هذه الشجرة الثوم يؤذي من في المسجد.
مرة اضطررت إلى أن أصور فزرت طبيب عنده تصوير بانورامي قال لي: أنا سنتان لم أتخلف عن خطبة واحدة في مسجد النابلسي إلا مرة واحدة كانت الأخيرة، قال: صليت خلف إنسان لجواربه رائحة لا تحتمل فترك المسجد، أنا لا أقره على عمله، ولكن أحمل هذا الذي جاء إلى المسجد ولم يغسل جوربيه فكان سبب أذى للمسلمين، فهذا بيت الله.
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)﴾
(سورة الحج)
في مسجد انتهى الدرس تكلم اثنان مع بعضهما بعضاً بصوت مرتفع وكأنهما في الطريق مرتاح، هذا بيت الله هناك من يصلي، هذا الذي يصلي سمع كل الكلام، سمع المناقشة والمساومة.
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18)﴾
(سورة الجن)
كما أن الفقهاء حملوا على غضب القاضي ثلاثاً وثلاثين حالة، وكأنما الفقهاء حملوا على القمح والشعير والزبيب والتمر كل محصول أساسي كذلك يحمل على من أكل من هذه الشجرة عدم غسل الجوربين.
الاغتسال يوم جمعة اغتسل ولو مداً بدينار، لو أن مد الماء بدينار اغتسل بل إن غسل الجمعة يرقى إلى مستوى الوجوب، يكاد يكون واجباً، الإنسان يستحم روائح العرق تذهب، الجلد له رائحة طيبة، قالت: يا بنيتي إن الماء أطيب الطيب المفقود، اكتشف العلماء أن للجلد رائحة عطرة لمجرد أن تغتسل اغتسال جيد، تفوق رائحة الجلد العطرة، ابنك الصغير غسّله وشمّه تجد رائحة حلوة تنبعث من جلده، فالله هيأ الإنسان برائحة عطرة، فلذلك: والماء أطيب الطيب المفقود، الذي لا يوجد عنده عطر غالي الزجاجة بخمسة أو ستة آلاف فقط ينظف نفسه، هو معطر جاهز عنده عطر، فالاغتسال غسل الجوارب عدم القدوم بثياب العمل إلى المسجد عدم التشويش على المصليين عدم إيذائهم بمكان مرتفع، يجلس جلسة هو طويل ما شاء الله والله يمده طول أيضاً يجلس جلسة خاصة فحجب زاوية بكاملها عن المتكلم، لا يهمه هو مرتاح أو يصلي على كرسي بنصف المسجد، هذه لا تصح، أو يحدث أخيه بحديث دنيوي في المسجد، شوش على المصليين، أو يصلي جماعة بعد الجماعة الأولى بصوت مرتفع وكأنه وحده في المسجد، هذا كله محمول، أي أذى يلحق بالمصليين محرم في دين الله، أو ابن غير منضبط في لعبه أو في خروجه والله مئات المرات طفل صغير قضى حاجته فوق سجاد المسجد ! شيء مؤلم جداً، المؤمن لطيف ظله خفيف، كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته لف ثوبه، هل يمكن أن ينقظ حفيف الثوب إمرأته ؟ ومع ذلك مبالغة في الاحتياط كان إذا دخل بيته لف ثوبه، كان إذا صافح أحد أصحابه لا يسحب يده أولاً مبالغة في المودة، فأي شيء يلهي الأخوة الكرام في المسجد هذا محرم، هذا الحديث له ثلاث روايات:
(( مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ الْبَصَلَ مِنَ الْجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ))
وفي رواية ثانية: مساجدنا أي مسجد وفي رواية ثالثة: لا يأتين المساجد
لكن هل خطر في بالكم مرة في الحياة أن تفهموا هذا الحديث على الشكل التالي إن أردت أن لا تصلي الجمعة فكل الثوم أصبحت معذوراً عند الله، ماقولك ؟ والله هناك من يفهم هذا الحديث هكذا ! جالس مرتاح بالبيت والمكان بعيد للذهاب لصلاة الجمعة لن أذهب، أعطني يا امرأة سنان من الثوم أكلهم انتهى معذور، وفي حديث آخر:
((.... مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبْنَا أَوْ لَا يُصَلِّيَنَّ مَعَنَا ))
(صحيح البخاري)
والله برمضان كل الناس يصنعون فتة بالبدوة وثوم عيار أربعة أعلى عيار وكلما حب الواحد أن يخرج نفس من فمه يؤذي سبعة هكذا وسبعة هكذا، تخرج من جلدك في الصلاة وقتها لماذا يعزف الناس أحياناً عن صلاة الجماعة ؟ من أمثال هؤلاء المصليين، حديث ثالث:
(( لآعَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِاللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ.... ))
(صحيح البخاري)
وفي رواية لمسلم:
((عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ و قَالَ مَرَّةً مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ ))
(صحيح مسلم)
طبعاً إياكم أن تفهموا أن الثوم محرم أكله بالعكس مفيد جداً وهو معقم ومطهر ويخفف الضغط ثابت جداً، لكن يوم الجمعة صعب أن تتخلى عن أكلتك المفضلة ؟ أما أيام الأسبوع لا يهم، وإن أكلته مطبوخاً لا رائحة له، وفي حبوب مفيدة جداً مغلفة بغلاف أيضاً لا رائحة لها، ممكن أن نحتال على هذا الشجر



والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
للاحاديث, المختصر, الشرح, الشريفة


 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نسجل حضورنا بالاحاديث النبوية الشريفة منال نور الهدى رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 942 01-23-2023 07:39 PM
الدليل المختصر لزيارة انطاليا-تركيا السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 3 04-01-2018 11:42 AM
الدليل المختصر للسياحة في بلد الإبتسامه ( تايلند) السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 2 12-10-2017 02:32 PM
كسوة الكعبة الشريفة آفراح ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية 6 06-10-2014 10:53 AM


الساعة الآن 04:45 AM