سَمَاءُ الأُنسِ تُمطِر حَرْفًا تُسْقِي أرْضَهَا كلِمة رَاقِيَة وبِـ قَافِيَة مَوزُونَة و نبْضُ حرْفِ يُفجِّرُ ينَابِيع الفِكْرِ سَلسَبِيلًا، كُن مَع الأُنِسِ تُظِلُّ بوارِفِ أبجدِيَتِهَا خُضْرَة ونُظْرَة وبُشْرَى لـ فنِّ الأدبِ و مَحَابِرَهُ. وأعزِف لحنًا وقَاسِم النَاي بِروحَانِيَة وسُمُوِ الشُعُور و أَرْسُم إبْدَاعًا بِـ أَلْوَانٍ شَتَّى تُحْيِ النَفْسَ بِـ شَهقَةِ الفَنِّ نُورًا وسًرُورَا كَلِمةُ الإِدَارَة







جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة > ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية

ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية كل مآ يهم الحضآرة الإسلآمية والفتوحآت التي كآنت لهآ أثر وغيّرت العآلم لتوجه الإسلآم من شخصيآت وحوآدث و فتوحآت.

الإهداءات

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 09-18-2018, 01:02 PM   #1


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اعلام الائمة



بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( الاول )


الموضوع : المقدمة





أخترت لكم مصابيح اضاءت القرون الأولى للحضارة الإسلامية، منابر نطقت بالحق ولم تقبل الظلم وإن كان ذلك بأضعف الإيمان

لم يكن هناك قاعده محدده في أختيارهم إلا أني حرصت على أن يكونوا ممكن تركوا أثراً في المحيطين بهم أو أثراً قائماً إلى يومنا هذا، أو على أقل تقدير سيره عطره تستحق أن نطلع عليها... لن أطيل عليكم وأرجو أن أكون موفقاً في تقديم هذه الشخصيات

ولا أفضل من أن نبدأ بالبيت المبارك، بالنبتة الطيبة التي نمت جذورها في البيت النبوي لتكبر وتثمر وتصبح مقصداً لطالبي العلم والباحثين عن الأمان، وأن أنحرف بعضهم وغالى بعضهم الآخر، ألا أن ما يعنينا هو الشخص نفسه وسيرته التي أتفق عليها كل المؤرخين وكاتبو السير الذاتية بأنها من أورع وأروع الشخصيات، وللأسف نسيها الكثيرون منا في الوقت الحاضر


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-18-2018, 01:17 PM   #2


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة



بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( الثانى )


الموضوع : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - زين العابدين، رضي الله عنهم أجمعين




نسبه من ناحية أبيه غني عن التعريف، لكن ما يجهله الكثيرون هو نسب أمه وأثر ذلك النسب في نفوس الكثيرين.. هو الولد الوحيد الذي بقي من عقب الحسين بن علي – رضي الله عنهما، بعد كربلاء في عام 61 هجرية، وأمه هي أحدى ثلاث بنات ليزدجر آخر ملوك الفرس قبل الفتح الإسلامي، جيء بهن سبايا لعمر بن الخطاب في المدينة، فأهدى أحداهن للحسين بن علي فأولدها علياً، والثانية لمحمد بن أبي بكر فأولدها القاسم، والثالثة لعبدالله بن عمر فأولدها سالماً. وأصبح الثلاثة من أفاضل العلماء في المدينة، فعلي حمل علم آل البيت، والقاسم تكفلته عمته أم المؤمنين عائشة بعد وفاة أبيه في مصر، وحمل سالم علم أبيه وجده... بالرغم من فناء ذرية الحسين بن علي رضي الله عنهما في كربلاء إلا أن الحكمة الألهية أقتضت بقاء عقبه في ولده علي
وبالرغم من أن المصادر التاريخية أجمعت على أن عمر علي بن الحسين قد تجاوز الثالثة والعشرين عندما شهد كربلاء، وبأنه لم يخرج للقتال بسبب مرضٍ شديد ألّمّ به، ألا أن العديد من الشواهد تخالف هذا الرأي في تقدير عمره، ولربما حدث لبس بين الناس في تحديد عمره بسبب أن للحسين بن علي ثلاثة أبناء يحملون نفس الأسم، وهم عليٌ الأكبر، وعليٌ الأوسط، وعليٌ الأصغر، وثلاثتهم شهدوا معه كربلاء وأستشهدوا ما عدا واحد.

ولنلق نظرة على بعض ما جاء في المصادر التاريخية في وصف أحداث كربلاء:

"ثم أنتهوا إلى علي بن الحسين زين العابدين فأراد شمر بن ذي الجوشن قتله فقال له حميد بن مسلم: سبحان الله أتقتل الصبيان؟ - وكان مريضاً، وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال: لا يدخلن بيت هذه النسوة أحد ٌ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام المريض" ([1]).

ونلاحظ من مما سبق أن الصفة التي أطلقت على عليٍ بن الحسين هي صبي أو غلام، فأما غُلام فتعني في اللغة:الصَّبِيُّ من حين يولد إلى أن يشبَّ أو الصَّبيُّ حين يقاربُ سِنَّ البلوغ؛ إنه ما يزال غلامًا صغير السِّن ([2]). والصبيّ: الصَّغيرُ دون الغلام أو من لمَ يُفطَم بعد([3]).
هذا من جانب، ومن جانب آخر ما حصل عند ابن زياد عامل يزيد بن معاوية على العراق:
"ولما نظر ابن زياد إلى علي بن الحسين قال: ما أسمك؟ قال: علي بن الحسين، قال: أولم يقتُلُ الله علي بن الحسين؟ فسكت، فقال: مالك لا تتكلم؟ فقال: كان لي أخ يقال له أيضا علي فقتله الناس، فقال: إن الله قتله. فسكت علي فقال: مالك لاتتكلم؟ فقال: الله يتوفى الأنفس حين موتها، وماكان لنفس ٍ أن تموت إلا بإذن الله. قال: أنت والله منهم، ثم قال لرجل ٍ: ويحك انظر هذا هل أدرك؟ إني لأحسبه رجلاً ، قال: فكشف عنه مري بن معاذ الأحمري فقال: نعم قد أدرك، قال: أقتله، فقال علي: من توكل بهذه النسوة. وتعلقت به زينب فقالت: يابن زياد حسبك منا. ما رويت من دمائنا، وهل أبقيت منا أحداً، وأعتنقته وقالت: أسألك بالله إن كنت مؤمناً إن قتلته لما تقتلني معه. وقال له علي: يابن زياد إن كانت بينك وبينهن قرابة فأبعث معهن رجلا ً تقيا ً يصحبهن بصحبة الإسلام فنظر إليها ساعة ثم قال: عجباً للرحم والله إني لأظنها ودت لو أني قتلته أني قتلتها معه، دعوا الغلام ينطلق مع نسائه" ([4]).
ونستنتج من النص السابق أن علياً بن الحسين لم يكن بلغ مبلغ الرجال في شكله الخارجي، وفطنته وفصاحته في الرد على ابن زياد جعلت الأخير يشك في أن علياً قد بلغ الحلم، فأشار على أتباعه بالكشف على عليٍ لينظر أن كان قد بلغ الحلم، ومعني أدراك في اللغة: ادرك الشىء بلغ وقته وادراك الثمر نضج وادرك الصبى بلغ الحلم وادرك فلان بلغ علمهاقصى الشىء وادرك الشىء ببصره رآه([5])، وكرر ابن زياد لفظة الغلام يقصد بها علياً بن الحسين، مما يؤكد صغر سنه مع بلوغه الحلم، وأنه لم يكن في السن التي أشار لها المؤرخون. أضافةً إلى أن علياً بن الحسين لو كان في سن الثالثة والعشرين لما أبقى عليه ابن زيادٍ وعصبته، وهم لم يتركوا صغيراً ولا كبيراً في معسكر الحسين ألا قتلوه، وكما تشير بعض الروايات الشيعية إلى أنهم قتلوا رضيعاً للحسين لم يبلغ عامه الأول، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر لما رضي هو لنفسه أن يظل طريح الفراش ولا يخرج لنصرة أبوه وأخوته وهم يذبحون، ألا أن يكون صغيراً في السن وبه مرض ومنعته نساء الحسين من الخروج لساحة القتال.
ومما لا شك فيه أن هذا تدبير الله سبحانه وتعالى وحكمته في أن كف أيديهم عن علي بن الحسين ليكون هو الوحيد الناجي من آل البيت الحسينين.
عاش عليٌ بن الحسين في المدينة حزيناً دائم البكاء، كثير العبادة، وعندما ذُكر له ذلك قال: " إن يعقوب عليه السلام بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف، ولم يعلم أنه مات، وإني رأيت بضعة عشر من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبدا؟ "([6]).
وترتب على حالة الحزن التي عاشها ثلاثة أمور:
1) لم يشغل نفسه بالسياسة بعد ما حدث لأهل البيت، وشغل نفسه بدراسة الدين وعمل الخير، وكان أول من أتخذ مبدأ التقيّة من آل البيت، تجنباً لظلم الحكام الظالمين، وفي ذلك قال: " التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقي منهم تقاة. قالوا: وما تقاه؟ قال: يخاف جبارا عنيدا أن يسطو عليه، وأن يطغى ".
2) شغل وقته بطلب العلم ومجالسة الصالحين، وطلب الحديث فروى عن كثيرين منهم أبوه وعمه وجده وأم سلمة وعائشة وصفية أمهات المؤمنين، وأبو هريرة وجابر وابن عباس، وكان من الرواة الموثوقين، وروى عنه أبنائه وعدد كبير من أقرانه والزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري. ولم يمنعه نسبه من مخالطة عامة الناس بحثاً عن العلم، والسعي للإلتقاء بأهل العلم في زمانه، "وكان علي بن الحسين إذا دخل المسجد تخطى الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم، فقال له نافع بن جبير بن مطعم: غفر الله لك، أنت سيد الناس تأتي تخطي حلق أهل العلم وقريش حتى تجلس مع هذا العبد الأسود؟ فقال له علي بن الحسين: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع، وإن العلم يطلب حيث كان.وقال الأعمش، عن مسعود بن مالك، قال: قال لي علي بن الحسين: أتستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير؟ فقلت: ما تصنع به؟ قال: أريد أسأله عن أشياء ينفعنا الله بها ولا منقصة، إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء - وأشار بيده إلى العراق" ([7]).
3) أشفق على الناس وكان رحيماً بهم، كثير الجود والعطاء، يؤدي ديون من يودهم، ويروى أنه " ودخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد يعوده فبكى ابن أسامة فقال له: ما يبكيك؟ قال: عليَّ دين، قال: وكم هو؟ قال: خمسة عشر ألف دينار - وفي رواية سبعة عشر ألف دينار - فقال: هي عليَّ "، ويروى " وذكروا أنه كان كثير الصدقة بالليل، وكان يقول: صدقة الليل تطفئ غضب الرب، وتنور القلب والقبر، وتكشف عن العبد ظلمة يوم القيامة، وقاسم الله تعالى ماله مرتين.وقال محمد بن إسحاق: كان ناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من أين يعيشون ومن يعطيهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك فعرفوا أنه هو الذي كان يأتيهم في الليل بما يأتيهم به، ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين في الليل، وقيل: إنه كان يعول مائة أهل بيت بالمدينة ولا يدرون بذلك حتى مات" ([8]).
أما عن سبب تلقيبه بزين العابدين، " وقال أبو بكر بن محمد بن يحيى الصولي: ثنا العلاء، ثنا إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فدخل عليه علي بن الحسين فقال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه، ثم قال: «يولد لابني هذا ابنُ يقال له: علي، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو هذا». حديث غريب جدا أورده ابن عساكر."([9]).


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-18-2018, 01:19 PM   #3


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة







وأنقل لكم أهم ما روي في أخلاقه وعلمه وعبادته([1]):
v في حلمه وسماحته:
§ " سكبت جارية لعلي بن الحسين عليه ماء ليتوضأ، فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله يقول: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } [آل عمران: 134]، فقال: و قد كظمت غيظي قالت: { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ }، فقال: عفا الله عنك، فقالت: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }، قال: أنتِ حرة لوجه الله تعالى".
§ "وقال ابن أبي الدنيا: حدثت عن سعيد بن سليمان، عن علي بن هاشم، عن أبي حمزة الثمالي: أن علي بن الحسين كان إذا خرج من بيته قال: اللهم إني أتصدق اليوم - أو أهب عرضي اليوم - من استحله".
§ " وروى عبد الله بن حنبل، عن ابن اشكاب، عن محمد بن بشر، عن أبي المنهال الطائي، أن علي بن الحسين كان إذا ناول المسكين الصدقة قبّله ثم ناوله".
v في عبادته وتقربه إلى الله سبحانه وتعالى:
§ " وكان يصلي في كل يوم و ليلة ألف ركعةوقال طاووس: سمعته وهو ساجد عند الحجر يقول: عُبَيدك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك، قال طاووس: فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني".
§ "وذكروا أنه احترق البيت الذي هو فيه وهو قائم يصلي، فلما انصرف قالوا له: مالك لم تنصرف؟ فقال: إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى، وكان إذا توضأ يصفر لونه، فإذا قام إلى الصلاة ارتعد من الفرق، فقيل له في ذلك، فقال: ألا تدرون بين يدي من أقوم ولمن أناجي؟".
§ "ولما حج أراد أن يلبي فارتعد وقال: أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك، فيقال لي: لا لبيك، فشجعوه على التلبية، فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة".
§ " وكان يقول: إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرون عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وآخرون عبدوه محبة وشكرا، فتلك عبادة الأحرار الأخيار".
§ "وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي، وتقبح في خفيات الغيوب سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إليَّ، فإذا عدت فعد إليَّ، اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك".

v في حكمته:
§ " وقال لابنه: يا بني لا تصحب فاسقا فإنه يبيعك بأكلة وأقل منها يطمع فيها ثم لا ينالها، ولا بخيلا فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، ولا كذابا فإنه كالسراب يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب، ولا أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ولا قاطع رحم فإنه ملعون في كتاب الله، قال تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد: 22-23].
§ "وقال الطبري: حدثنا يحيى بن زكريا الغلابي، حدثنا العتبي، حدثني أبي، قال: قال علي بن الحسين - وكان من أفضل بني هاشم الأربعة -: يا بني اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق، ولا تخيب أخاك إلا في الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته لك.
§ "قال حفص بن غياث: عن حجاج، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، قال: إن الجسد إذا لم يمرض أشر وبطر، ولاخير في جسد يأشر ويبطر" .
v في علمــــه:
§ " وروى سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: دخلت على علي بن الحسين، فقال: يا زهري فيم كنتم؟ قلت: كنا نتذاكر الصوم، فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شيء واجب، إلا شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها، عشرة منها واجب كوجوب شهر رمضان، وعشرة منها حرام، وأربع عشرة منها صاحبها بالخيار، إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم النذر واجب، وصوم الاعتكاف واجب، قال الزهري: قلت: فسرهن يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما الواجب فصوم شهر رمضان، وصوم شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق، وصيام ثلاثة أيام كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام، وصيام حلق الرأس، وصوم دم المتعة لمن لم يجد الهدي، وصوم جزاء الصيد، يقوم الصيد قيمته ثم يقسم ذلك الثمن على الحنطة. وأما الذي صاحبه بالخيار: فصوم الاثنين والخميس، وستة أيام من شوال بعد رمضان، وصوم عرفة، ويوم عاشوراء، كل ذلك صاحبه بالخيار. فأما صوم الأذن: فالمرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها، وكذلك العبد والأمة، وأما صوم الحرام: فصوم يوم الفطر، والأضحى، وأيام التشريق، ويوم الشك، نهينا أن نصومه لرمضان. وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر، وصوم الضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزل على قوم فلا يصومنَّ تطوعا إلا بإذنهم». وأما صوم الإباحة: فمن أكل أو شرب ناسيا أجزأه صومه، وأما صوم المريض والمسافر، فقال قوم: يصوم، وقال قوم: لا يصوم، وقال قوم: إن شاء صام وإن شار أفطر، وأما نحن فنقول: يفطر في الحالين، فإن صام في السفر والمرض فعليه القضاء".
§ كان الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان يعود إليه في الكثير من الأمور، وعندما أرسل إليه قيصر الروم ثلاث مسائل يطلب من الملسمين جوابها، عجز مستشارو الخليفة عن الأجابة فما كان من عبدالملك إلا أن أرسلها لعلي بن الحسين رضي الله عنهما – المسائل كانت متعلقه بخلق آدم عليه السلام والموت والحياة. وكذلك عندما هدد قيصر بأنه سيمنع المسلمين من أستخدام دنانيره الذهبية، أستشار عبدالملم بن مروان علياً الذي أشار عليه بسك العملة الإسلامية مع تحديد أوزانها ونقوشها.
v موقفه من غلاة الشيعة:
§ "وقال الزبير بن بكار: ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن علي، عن أبيه، قال: جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما، ثم ابتدأوا في عثمان فقال لهم: أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين الذين { أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [الحشر: 8] ، قالوا: لا، قال: فأنتم من الذين { تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ } [الحشر: 9]، قالوا: لا ! فقال لهم: أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله عز وجل فيهم: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّا لِلَّذِينَ آمَنُوا } [الحشر: 10] ، فقوموا عني لا بارك الله فيكم، ولا قرب دوركم، أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله".
§ "وجاء رجل فسأله متى يبعث علي؟ فقال: يبعث والله يوم القيامة و تهمُّه نفسه".
v قالوا عـنه:
§ الزهري: " كان أكثر مجالستي مع علي بن الحسين، وما رأيت أفقه منه، وكان قليل الحديث، وكان من أفضل أهل بيته، وأحسنهم طاعة، وأحبهم إلى مروان وابنه عبد الملك، وكان يسمى زين العابدين".
§ سعيد بن المسيب: "وقال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان. فقال له سعيد: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال: لا ! قال: ما رأيت أورع منه".


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-18-2018, 01:20 PM   #4


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة







أن شخصاً بهذا الزهد وهذا الورع، والتقوى والخوف من الله، وهذا الأخلاق والنسب الشريف الذي لايضاهيه نسب، لا شك بأنه قد كسب محبة الناس وأحترامهم، وكان موضع إقدار وتجليل، فإذا مر في طريق مزدحم أفسح الناس له الطريق، وأن كان ذاك الطريق، طريق الحجر الأسود في البيت الحرام، وقد روى هذه القصة عدد كبير من الرواة: " أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة أبيه وأخيه الوليد، فطاف بالبيت، فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن حتى نصب له منبر فاستلم وجلس عليه، وقام أهل الشام حوله، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين، فلما دنا من الحجر ليستلمه تنحى عنه الناس إجلالا له وهيبةً واحتراما، وهو في بزة حسنة، وشكل مليح، فقال أهل الشام لهشام: من هذا؟ فقال: لا أعرفه - استنقاصا به واحتقارا لئلا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق – وهو شاعر بني أميةَ - وكان حاضراً، أنا أعرفه، فقالوا: ومن هو؟ فأشار الفرزدق يقول:

هذا الذي تـَعرف ُ البطحاءُ وَطأتهُ *** والـبيـتُ يــَعرفهُ والحِـلُّ والحــَرمُ


هذا ابنُ خير ِ عِبادِ اللهِ كُـلّهـِمُ *** هـــذا التقيّ النقيّ الطـّاهرُ العـَلـَمُ


هذا ابنُ فاطمةٍ، إن كنتَ جاهلهُ *** بـِجــدهِ أنــبياءُ اللهِ قد خــتموا


وَلَيسَ قَولُكَ: من هذا؟ بضائِرهِ *** الـعـــُربُ تـَعرفُ من أنكرتَ والعَجمُ


كِلتا يـَديهِ غِيـَاثٌ عمَّ نَـفعُهُماَ *** يُستوكـَفانِ، ولا يَـعـروهـما عـَدَمُ


سَهلُ الخليقةِ، لا تخشى بَوادِرُهُ *** يَزِيـــنُهُ أثنان: حُـسنُ الخَلق ِ والشّـيم


حمّالُ أثقال ِأقوام ٍ، إذا أفتُدِحُوا *** حُلـوُ الشّمائلِ، تـحلو عـندهُ نَـعَـمُ


ما قالَ لا قَط ُّ، إلا ّ في تَشهّدهِ *** لولا التـّشَـهّـدُ كانت لاءَهُ نـَـعَــمُ


عـَمَّ البَريّة َ بالإحسانِ فأنقشعت *** عنها الغياهبُ والإملاقُ والعَـــــدمُ


إذا رأتهُ قـريش ٌ قـالَ قائـِلـُهـا *** إلى مَكَارم ِ هـذا ينتـهي الـكـَرَمُ


يُغضِي حياءً ويُضى مـــن مـهابتهِ *** فـَما يُكـَلـَمُ إلاّ حـين يـَبتسمُ


بـِكفهِ خـــيزرانٌ ريحهُ عبقٌ *** من كفِ أروَع َ في عرنِيِنِيه شـَـــمَمٌ


يكادُ يُمسِــــكُهُ عرفانَ راحتهِ *** رُكــنُ الحـطــــيمِ إذا ما جاء يَسـتلِمُ


اللهُ شَـرّفَهُ قِـدما ً وعَظّـّمَــهُ *** جَـــرَى بِذاكَ لهُ في لوحِــهِ الــقـَـلَمُ


أيُّ الخـــلائقِ ليست في رِقَابِهِـمُ *** لأوّلــــيةِ هذا، أو له نِـــعَــمُ


من يَشـكُرِ الله يَشــكر أوّلّيـة ذا *** فالدِّينُ من بيــتِ هــذا نَاَلهُ الأمـمُ


يُنمَى إلى ذُروةِ الدّينِ التي قَــصُرَت *** عنها الأكُــفُّ وعَن إدراكِها القَـــدَمُ


من جَــــدُّهُ دان فَضلُ الأنبياءِ لهُ *** وَفَضلُ أُمــــتهِ دانت له الأمــــمُ


مشتـقــةٌ من رســولِ اللهِ نَبعتُهُ *** طابت مغارسُــهُ والخِـيمُ والشـــّيَمُ


يَنشَقّ ثّوبُ الدّجى عن نــورِ غرّتهِ *** كالشمسُ تنجابُ عن إشراقـها الظّـّـُلَمُ


من معــشرٍ حبُهُّمـ ديـنٌ وبغضُـهُمُ *** كُفــرٌ وقربُهُـــمُ منجىً ومُعتَصًمُ


مُقــدَّمٌ بعد ذِكـرِ اللهِ ذِكرُهُــمُ *** في كل بـدءٍ ومخـتومٌ به الكَلِــــم


إن عُدّ أهلُ التّـقـى كانوا أئِمتهم *** أو قيل "من خــيرُ أهل الأرضِ؟" قيل: همُ


لا يستطيعُ جـوَادٌ بعـد جُــودِهِمِ *** ولا يُـدانيـهمُ قــومٌ وإن كَرُمـــوُا


هُمُ الغـُــيُوثُ إذا ما أزمة ٌ أزَمَت *** والأُســدُ أُســدُ الشّرى والبأسُ محتدمُ


لا يُنقِـصُ العُسـرُ بسطاً من أكفّهِمُ *** ســـيّانِ ذلك إن أثروا وإن عـدِموا


يُستدفعُ الشرُّ والبلوى بحُبّــــهِمُ *** ويُستَرَبّ به الإحســـانُ والنِّعــمُ

" فغضب هشام من ذلك وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة، فلما بلغ ذلك علي بن الحسين بعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم، فلم يقبلها، وقال: إنما قلت ما قلت لله عز وجل ونصرة للحق، وقياما بحق رسول الله في ذريته، ولست أعتاض عن ذلك بشيء. فأرسل إليه علي بن الحسين يقول: قد علم الله صدق نيتك في ذلك، وأقسمت عليك بالله لتقبلنها فتقبلها منه"([1]).
بالرغم من أسلوب الفرزدق المتميز بالمبالغة والأكثار من أستخدام الصور البلاغية والمفردات المعقدة ألا أن هذه القصيدة كانت مختلفة تماماً عن الأسلوب الذي أعتاده الناس من الفرزدق حتى أنكر بعض المؤرخين هذه القصيدة على الفرزدق، ولكن على ما يبدو أن ورع علي بن الحسين ومكانته بين الناس أثرّا على أسلوب الفرزدق المعتاد...
نقل أبنائه عنه مجموعة من الأدعية هي الأروع في مناجاة العبد لربه – وللأسف يتم أن بعضها دارج بين الناس ولكنها لا تنسب إليه، جمعت فيما بعد فيما يعرف بالصحيفة السجّادية نسبة إليه، فهو يعرف بعلي زين العابدين وعلي السجّاد وذو الثفنات بسبب كثرة سجوده وركوعه...

توفي في تسعينيات القرن الهجري الأول وأختلفت المصادر في تحديد سنه وقت وفاته أو تحديد السنة التي توفي فيها، وقد بالغ بعض المؤرخين وجعلوا وفاته بعد وفاة أخته السيدة سكينة بنت الحسين التي توفيت في العشرينيات من القرن الهجري الثاني...


ألا يستحق هذا العابد الزاهد والعالم الجليل من آل البيت أن نقرأ سيرته ونتعرف عليه؟

********


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-18-2018, 01:23 PM   #5


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة





بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( الثالث )


الموضوع : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه





إمام المدينة و عالم زمانه حفيد الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فقهياً ومحدثاً... أختلف الرواة في تحديد السنة التي ولد فيها إلا أن الأرجح أنه ولد في بداية عهد الخليفة الراشد الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذي تزوج أرملة الصديق رضي الله عنه بعد وفاته، وتولى تربية أبنه محمداً، حتى كبر وشهد موقعة الجمل مع علي كرم الله وجهه، وولاه ولاية مصر، ولم يطل به الزمن حتى قتل هناك بطريقة بشعة أحزنت أهل المدينة وعلى رأسهم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، التي تكفلت بأيتام أخوها محمد وهم القاسم وشقيقته وكانوا أطفالاً صغاراً.
كبر القاسم وهو ينهل من علم وفقه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – حتى أصبح هو وعروة بن الزبير وعمرة من أعلم الناس بأحاديثها، وروى عنها وعن غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وعن بعض الصحابة كما أنه تلقى الحديث والفقة من ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم جميعاً، حتى غدا من أعلم أهل وقته وأصبحت حلقته العلمية في المسجد النبوي مقصداً لطلاب العلم من مختلف الأمصار، ولم يدفعه ذلك للغرور وقد أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء قصة تبين مدى حكمته وترفعه عن صغائر الامور "عن ابن إسحاق قال رأيت القاسم بن محمد يصلي فجاء أعرابي فقال أيما أعلم أنت أم سالم فقال سبحان الله كل سيخبرك بما علم فقال أيكما أعلم قال سبحان الله فأعاد فقال ذاك سالم انطلق فسله فقام عنه قال ابن إسحاق كره أن يقول أنا أعلم فيكون تزكية وكره أن يقول سالم أعلم مني فيكذب وكان القاسم أعلمهما"... والمقصود هنا هو سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وكان ابن خالته وتربطهم علاقة ود.
نهى القاسم طلابه ومجالسيه عن تدوين الأحاديث عملاً بسنّة عمر بن الخطاب عندما أزدادت الأحاديث الموضوعة والمكذوبة في عهده بسبب أزدياد الفتوحات وأنتشار رواية الأسرائيليات بين الناس.
ظهرت في تلك الفترة العديد من الفرق التي نادت بأفكار غريبة وكان القاسم يلعن القدرية كما ودر في سير أعلام النبلاء.
كان القاسم لا يفسر القرآن ويأتي بالحديث بحروفه لا بمعانيه، كما أنه كان قليل الفتيا وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء فيقول له القاسم هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك فإن كان حقا فهو لك فخذه ولا تحمدني فيه وإن كان لي فأنت منه في حل وهو لك.. سبحان الله
روي عن مالك أن ابن سيرين كان قد ثقل وتخلف عن الحج فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولبوسه وناحيته فيبلغونه ذلك فيقتدي بالقاسم.
v من أقواله:

§ " لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم"
§ " قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر"
§ " اختلاف الصحابة رحمة" .... بقصد التيسير على الناس.
§ " إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه"
v قالوا عنه:

§ قال عنه عبدالله بن الزبير عندما رآه: " ما رأيت أبا بكر ولدَ ولداً أشبه به من هذا الفتى"
§ روى مالك عن عمر بن عبدالعزيز أنه قال خلال ولايته للمدينة "لو كان لي من الأمر شيء لوليت أعيمش بني تيم" ويقصد القاسم بن محمد، لعلمه وفقهه و ورعه.... وقال القاسم عندما سمع بذلك أني لا أضعف عن أمر أهلي فكيف بأمر الأمة.

توفي في عام 108 هجرية في الطريق بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وقال لأبنه حينما أحس بدنو أجله كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها قميصي وردائي هكذا كفن أبو بكر وأوصى أن لا يبنى على قبره.


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-19-2018, 08:08 AM   #6


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة




بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( الرابع )


الموضوع : سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما






أبو عمر القرشي العدوي، إمام زاهد ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه، وأمه ثالث بنات يزدجر فهو ابن خالة علي بن الحسين والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
كان مليح الوجه شديد الأدمة (السمره) وأكثر أبناء ابن عمر شبهاً به، كما كان ابن عمر أكثر أبناء الفاروق شبهاً به.
تلقى علومه في مدرسة أبيه الصحابي الحليل ابن عمر، ومنه حمل علم البيت العمري و روى العديد من الأحاديث عن أبيه وجده رضي الله عنهما، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.
كان عبدالله بن عمر يلام على فرط محبته لسالم فأنشد يوماً:

يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم



وفي رواية لسعيد بن المسيب قال:" قال لي ابن عمر أتدري لم سميت ابني سالما قلت لا قال باسم سالم مولى أبي حذيفة"... وكان من السابقين للإسلام.
و روى نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر كان يقبل سالماً ويقول : " شيخٌ يقبل شيخاً".

وكما عاش أبوه عاش هو حياة زهد وتقشف حتى أنه كان يعمل بيديه في أرض يمتلكها ويذهب للسوق بنفسه لشراء ما يحتاجه، وفي رواية عن مالك قال "لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه كان يلبس الثوب بدرهمين".

ونقل أحد الرواة رواية عن مدى تقشف سالم بن عبدالله وأبيه أنقلها لكم من سير أعلام النبلاء للذهبي، " وروى أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال دخلت على ابن عمر فقومت كل شيء في بيته فما وجدته يسوى مئة درهم ثم دخلت مرة أخرى فما وجدت ما يسوى ثمن طيلسان ودخلت على سالم من بعده فوجدته على مثل حال أبيه".

ولم يكن الدخول على الخلفاء ليغير حال سالم بن عبدالله، فقد دخل سالم على سليمان بن عبد الملك وعليه ثياب غليظة رثة، فلم يزل سليمان يرحب به ويرفعه حتى أقعده معه على سريره، وعمر بن عبد العزيز في المجلس فقال له رجل من أخريات الناس عليه ثياب ذات قيمة، ما استطاع خالك أن يلبس ثياب فاخرة احسن من هذه يدخل فيها على أمير المؤمنين؟ فقال له عمر ما رأيت هذه الثياب التي على خالي وضعته في مكانك ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكان خالي ذاك.

من المواقف الطريفة التي تثبت مدى زهد هذا الفقيه بأمور الدنيا أن أولاد سالم ساءهم أن يركب أبوهم حماراً عتيقاً، فعمدوا إليه وقطعوا ذنبه حتى لا يعود سالم لركوبه، ولكنه ركبه فعمد أولاده إلى الحمار فقطعوا أذنه، ولم يغير ذلك من موقف سالم وركبه، ثم قام أولاده بقطع أذن الحمار الأخرى دون أن يغير ذلك من موقف سالم المتواضع الزاهد الرافض للتكلف الأجتماعي.

لم يتخذ هذا الزاهد علاقة القربى التي ربطته بوالي المدينة عمر بن عبدالعزيز وسيلة للتكسب أو لتحقيق أي نوع من الأرباح مادية كانت أو أجتماعية، بل أن خلفاء بني أمية حاولوا التقرب منه وتحقيق رغباته، كما بدر من هشام بن عبدالملك عندما وجد سالماً في الحرم فقال له سلني حاجة، فقال سالم أني أستحي من الله أن اسأل في بيته غيره فلما خرجا قال هشام فسلني حاجة الآن، فقال له سالم من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فرد هشام من حوائج الدنيا، فرد عليه سالم والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها... لله دره من زاهد.

ونقل لنا المؤرخون العديد من المواقف التي تثبت حكمة ورجاحة عقل سالم ابن ابن عمر من أبرزها قصته مع الحجاج بن يوسف الثقفي، أنقلها كما وردت في كتب السير "قال همام عن عطاء بن السائب دفع الحجاج رجلا إلى سالم بن عبد الله ليقتله فقال للرجل أمسلم أنت؟ قال نعم.. قال وصليت اليوم الصبح؟ قال نعم.. فرد إلى الحجاج فرمى بالسيف فقال ذكر أنه مسلم وأنه صلى الصبح وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فرد الحجاج غاضباً لسنا نقتله على صلاة ولكنه ممن أعان على قتل عثمان!! (بالرغم من مرور سنوات عديدة على مقتل عثمان رضي الله عنه، ولكنها ليست ألا محاولة من الحجاج لإثارة الفتن) فقال سالم ها هنا من هو أولى بعثمان مني ومنك فبلغ ذلك ابن عمر فقال مكيّس مكيّس... يعني عاقل عاقل".

عندما أزدادت مضايقات ابن الضحاك الفهري والي المدينة للسيدة فاطمة بنت الحسين بعد وفاة زوجها الحسن المثنى بن الحسن بن علي رضي الله عنهما، وإلحاحه في طلب يدها للزواج لجأت لسالم بن عبدالله تستفيه في أمرها فأشار عليها بأن تكتب للخليفة يزيد بن عبدالملك تشكو إليه أمر الوالي، وما أن وصل الكتاب ليزيد بن عبدالملك حتى أمر بعزل الوالي.

ويروى أن الإمام أحمد بن حنبل قال أن أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه، وهذا لا يقلل من رواية نافع مولى ابن عمر رضي الله عنه والتي كانت مطابقة في مجملها لما رواه سالم وابن المسيب.

كان سالم كما ذكرت مليح الوجه، فسأله هشام بن عبدالملك (ولم يؤتى حظاً من الحسن) أي شيء تأكل؟ فقال الخبز والزيت وإذا وجدت لحماً أكلته، فتعجب هشام وقال أتشتهيه؟ فقال سالم إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيته، فعانه هشام (حسده)... وما لبث سالم أن مرض ومات في العقد الأول من القرن الهجري الثاني، وحضر جنازته هشام بن عبدالملك في المدينة وهاله أعداد الناس الذين خرجوا في الجنازة فقال أن أهل المدينة لكثير، ففرض عليهم أن يخرج جمع من رجالهم لحماية الثغور، وكان له ما أراد ولم يعد منهم أحد...فتشائم منه أهل المدينة وقالوا عان فقيهنا وعان أهل بلدنا.

رحم الله سالم بن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما... ثاني أبناء خالة علي زين العابدين، وأحد فقهاء المدينة العشرة... كان أهل المدينة يرغبون عن الجواري أمهات الأولاد حتى ظهر فيهم العلماء الفقهاء الزهاد ابناء الخالة، وأبناء الخلفاء الذين فاقوهم علماً وعبادةً زهداً في الحياة... أنهم علي زين العابدين، والقاسم بن محمد وسالم بن عبدالله...
سيرة تستحق أن نطلع عليها ونتوقف عندها لما فيها من زهد بالدنيا وأقبال على الآخرة.





 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-19-2018, 08:11 AM   #7


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة



بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( الخامس )


الموضوع :عروة بن الزبير










ابن الزبير بن العوام أبن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبدالمطلب، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، كان أكثر التابعين رواية للأحاديث لملازمته لخالته أم المؤمنين عائشة، فأخذ عنها علم الفرائض والأحكام، وكان أعلم ناس بعلمها، ويروى عنه أنه قال: "رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج، وأنا أقول لو ماتت ماندمت على حديث عندها ألا وقد وعيته" ([1])، أعتزل الفتن ولم يشارك أخاه عبدالله فيما كان منه مع المروانيين.
ويروى أنه أول من دون الأحاديث والفقة، وكتب في ذلك كتباً كثيرة، ألا أنه أحرقها يوم الحرة ([2]) خوفاً من وقوعها بأيدي الأمويين، وندم بعد ذلك وكان يقول: " لأن تكون عندي أحب إليّ من أن يكون لي مثل أهلي ومالي" ([3])، كما أنه أول من صنف المغازي، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في أمور دينهم ودنياهم بالرغم من حداثة سنه، ما جعله أحد الفقهاء العشرة التابعين بالمدينة، وأحد الفقهاء السبعة في مجلس شورى عمر بن عبدالعزيز.

كان عابداً زاهداً يقرأ كل يوم ربع القرآن ويقوم به بالليل، كما أنه كان من أروى الناس للشعر.

و روى الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية قصةٌ تناقلها الرواة عن أبناء الزبير ومعهم عبدالله بن عمر، " قال الأصمعي: عن عبد الرحمن بن أبي زناد، عن أبيه قال: اجتمع في الحجر مصعب، وعروة، وابن الزبير، وابن عمر، فقالوا: ليقم كل واحد منكم وليسأل من الله حاجته، فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة، وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة، وقال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة ([4])، وسكينة بنت الحسين ([5])، وقال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم، قال: فنالوا كلهم ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر الله له " ([6]).

v في كرمه وجوده:
كان لعروة بستاناً في المدينة إذا دخله ردد هذه الآية { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } [الكهف: 39] حتى يخرج منه. وإذا نضج الثمر هدم حائطه وجعله سبيلاً للناس، فإذا أنتهى الناس من الثمر أعاد بناء الحائط.

v في صبره على البلاء – كما ورد في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير:
قد ذكر غير واحد أن عروة بن الزبير لما خرج من المدينة متوجها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت الأكله في رجله في واد قرب المدينة، وكان مبدؤها هناك، فظن أنها لا يكون منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك فما وصل إلى دمشق إلا وهي قد أكلت نصف ساقه، فدخل على الوليد فجمع له الأطباء العارفين بذلك، فأجمعوا على أنه إن لم يقطعها وإلا أكلت رجله كلها إلى وركه. وربما ترقت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها وقالوا له: ألا نسقيك مرقدا حتى يذهب عقلك منه فلا تحس بألم النشر؟ فقال: لا ! والله ما كنت أظن أن أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بد فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة، فإني لا أحس بذلك ولا أشعر به، قال: فنشروا رجله من فوق الأكلة، من المكان الحي، احتياطا أنه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلي، فما تصور ولا اختلج، فلما انصرف من الصلاة عزاه الوليد في رجله، فقال: اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا، فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد أبليت فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت، قال: وكان قد صحب معه بعض أولاده من جملتهم ابنه محمد، وكان أحبهم إليه، فدخل دار الدواب فرفسته فرس فمات، فأتوه فعروه فيه، فقال: الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت. فلما قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة، قال: فما سمعناه ذكر رجله ولا ولده، ولا شكا ذلك إلى أحد حتى دخل وادي القرى، فلما كان في المكان الذي أصابته الأكلة فيه قال: { لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبا } [الكهف: 62] فلما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه في رجله وولده، فبلغه أن بعض الناس قال: إنما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه.
فأنشد عروة في ذلك والأبيات لمعن بن أوس:
لعمرك ما أهويت كفى لريبة * ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها * ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
ولست بماش ما حييت لمنكر * من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة * وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة * من الدهر إلا قد أصابت فتى مثلي
وقال مسلمة بن محارب: وقعت في رجل عروة الأكلة فقطعت ولم يمسكه أحد، ولم يدع في تلك الليلة ورده، وقال الأوزاعي: لما نشرت رجل عروة قال: اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوء قط. وأنشد البيتين المتقدمين.

v في جكمته:
§ رأى عروة رجلا يصلي صلاة خفيفة فدعاه فقال: يا أخي أما كانت لك إلى ربك حاجة في صلاتك؟ إني لأسأل الله في صلاتي حتى أسأله الملح.
§ "رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا".
§ قال لبنيه يوماً: "إذا رأيتم الرجل يعمل الحسنة فاعلموا أن لها عنده أخوات، وإذا رأيتم الرجل يعمل السيئة فاعلموا أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها، والسيئة تدل على أختها".

v قالوا عنه:
§ الزهري: "كان عروة بحراً لا ينزف ولا تكدره الدلاء".
§ عمر بن عبد العزيز: "ما أحد أعلم من عروة، وما أعلمه يعلم شيئا أجهله".
§ ابنه هشام: "العلم لواحد من ثلاثة، لذي حسب يزين به حسبه، أو ذي دين يسوس به دينه، أو مختلط بسلطان يتحفه بنعمه ويتخلص منه بالعلم، فلا يقع في هلكه، وقال: ولا أعلم أحدا اشترطه لهذه الثلاثة إلا عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز".
توفي عروة بن الزبير سنة 94 هجرية، وكان مثالاً في العلم والورع والصبر على البلاء.



 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-19-2018, 08:15 AM   #8


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة



بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( السادس )


الموضوع : سعيد بن المسيب








هو سعيد بن المسيب ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يقظةالإمام العلم أبو محمد القرشي المخزومي عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه بالمدينة رأى عمر وسمع عثمان وعلياً وزيد بن ثابت وأبا موسى وسعداً وعائشة وأبا هريرة وابن عباس ومحمد بن سلمة وأم سلمة، رضي الله عنهم أجمعين.. وخلقاً سواهم وكان زوج بنت أبي هريرة وأعلم الناس بحديثه والأكثر رواية عنه، وكان ممن برز في العلم والعمل، لقب بالجرئ لجرئته في الإفتاء بالرغم من إنتمائه لمدرسة الحديث الحجازية المحافظة، ما جعله أبرز الفقهاء السبعة في المدينة.. لقب براوية عمر لكثرة ما نقل عنه من فتاوي وأقضية.
لم يوالي بني أمية قط، ولم يظهر مع ذلك ولائه لآل البيت... ألتزم الصمت ولم يسعى لإثارة أي فتنة بالرغم من أستنكاره لأفعال الأمويين علانيةً.
v من أقواله:
§ "من استغنى بالله افتقر الناس إليه".
§ "إنما العبادة التفكر في أمر الله والكف عن محارم الله".
§ "ما خفت على نفسي شيئا مخافة النساء".
§ كان إذا رأى الصبيان يلعبون قال: "هؤلاء الناس بعدنا".
§ "ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء".
§ "لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يعطي منه حقه ويكف به وجهه عن الناس".
v في عزة نفسه وصدعه بالحق:
§ حدثنا عمران بن عبد الله قال: "كان لسعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا عطاؤه وكان يدعى إليها فيأبى ويقول لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان".
§ أنبأنا علي بن زيد أنه قيل لسعيد بن المسيب ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك قال: " والله ما أدري إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد فصلى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصى فحصته بها زعم أن الحجاج قال ما زلت بعد أحسن الصلاة".
§ عن عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي قال حج عبد الملك بن مروان فلما قدم المدينة ووقف على باب المسجد أرسل إلى سعيد بن المسيب رجلا يدعوه ولا يحركه فأتاه الرسول وقال أجب أمير المؤمنين واقف بالباب يريد أن يكلمك فقال: "ما لأمير المؤمنين إلي حاجة ومالي إليه حاجة وإن حاجته لي غير مقضية" فرجع الرسول فأخبر عبدالملك فقال ارجع فقل له إنما أريد أن أكلمك ولا تحركه فرجع إليه فقال له أجب أمير المؤمنين فرد عليه مثل ما قال أولا فقال لولا أن تقدم إلي فيك ما ذهبت إليه إلا برأسك يرسل إليك أمير المؤمنين يكلمك تقول مثل هذا فقال: "إن كان يريد أن يصنع بي خيرا فهو لك وإن كان يريد غير ذلك فلا أرحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض" فأتاه فأخبره فقال رحم الله أبا محمد أبى إلا صلابة.
§ لما استخلف الوليد قدم المدينة فدخل المسجد فرأى شيخا قد اجتمع عليه الناس فقال من هذا قالوا سعيد بن المسيب فلما جلس أرسل إليه فأتاه الرسول فقال أجب أمير المؤمنين فقال: "لعلك أخطأت باسمي أو لعله أرسلك إلى غيري" فرد الرسول فأخبره فغضب وهم به قال وفي الناس يومئذ تقيّة فأقبلوا عليه فقالوا يا أمير المؤمنين فقيه المدينة وشيخ قريش وصديق أبيك لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه فما زالوا به حتى أضرب عنه.
§ عمران بن عبد الله من أصحاب سعيد بن المسيب قال: "ما علمت فيه لينا وكان عنده أمر عظيم من بني أمية وسوء سيرتهم وكان لا يقبل عطاءهم".
§ عن طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: "كان سعيد أيام الحرة في المسجد لم يخرج وكان يصلي معهم الجمعة ويخرج في الليل قال فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس".
§ استعمل ابن الزبير جابر بن الأسود بن عوف الزهري على المدينة فدعا الناس إلى البيعة ( لابن الزبير ) فقال سعيد بن المسيب: "لا حتى يجتمع الناس" ..فضربه ستين سوطاً فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إلى جابر يلومه ويقول مالنا ولسعيد دعه وعن عبد الواحد بن أبي عون قال كان جابر بن الأسود عامل ابن الزبير على المدينة قد تزوج الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة فلما ضرب سعيد بن المسيب صاح به سعيد والسياط تأخذه: "والله ما ربعت على كتاب الله وإنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة وما هي إلا ليال فاصنع ما بدا لك فسوف يأتيك ما تكره".. فما مكث إلا يسيرا حتى قتل ابن الزبير.
§ عن عمران بن عبد الله الخزاعي قال دعي سعيد بن المسيب ليبايع للوليد وسليمان بعد أبيهما فقال لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار فقيل ادخل واخرج من الباب الآخر قال والله لايقتدي بي أحد من الناس.... فقال له عبد الرحمن بن عبد القاري: "إني مشير عليك بخصال قال ما هن قال تعتزل مقامك فإنك تقوم حيث يراك هشام بن إسماعيل قال ما كنت لأغير مقاماً قمته منذ أربعين سنة قال تخرج معتمراً قال ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس لي فيه نية قال فما الثالثة قال تبايع.. قال أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي... وكان أعمى.... فدعاه هشام بن إسماعيل إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك مالك ولسعيد وما كان علينا منه شيء نكرهه فأما إذ فعلت فاضربه ثلاثين سوطاً وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس فدعاه هشام فأبى وقال لا أبايع لاثنين فألبسه تبان شعر وضربه ثلاثين سوطا وأوقفه للناس... فحدثني الأيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا علمنا أنه لا يلبس التبان طائعا ًقلنا له يا أبا محمد إنه القتل فاستر عورتك قال فلبسه فلما ضرب تبين له أنا خدعناه قال يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت أنه القتل ما لبسته.
§ حدثنا سفيان عن رجل من آل عمر قال قلت لسعيد بن المسيب ادع على بني أمية قال: "اللهم أعز دينك وأظهر أولياءك واخز أعداءك ".
§ عن أبي يونس القوي قال دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد بن المسيب جالس وحده فقلت ما شأنه قيل نهي أن يجالسه أحد و كان إذا أراد أحدا أن يجالسه قال "إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني".
§ عن أبي عيسى الخراساني عن ابن المسيب قال: " لاتملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكيلا تحبط أعمالكم".
§ سئل يوماً: "يزعم قومك أن ما يمنعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعوا الله على بني مروان، فقال: مافعلت ذلك، وما أصلي لله عز وجل ألا دعوت الله عليهم".
§ عن علي بن زيد قال قال لي سعيد بن المسيب قل لقائدك يقوم فينظر إلى وجه هذا الرجل ( وإلى جسده ) فقام وجاء فقال رأيت وجه زنجي وجسد أبيض فقال سعيد إن هذا سب هؤلاء طلحة والزبير وعليا رضي الله عنهم فنيهته ( فأبى ) فدعوت الله عليه قلت إن كنت كاذبا فسود الله وجهك فخرجت بوجهه قرحة فاسود وجهه.


تزويجه لأبنته بدرهمين:
تناقل الرواة قصة تزويج ابن المسيب لأبنته وفيها أن عبدالملك بن مروان حاول التقرب من ابن المسيب من خلال المصاهرة، فخطب لولده الوليد أبنة ابن المسيب وأبى الأخير ومازال عبدالملك يطلبها وابن المسيب يرفض حتى ضربة مئة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف.. وفي أحد الأيام ألتقى ابن المسيب بأحد فتيان قريش من أقاربه، وكان معتاداً على مجالسته وأفتقده لأيام، فقال له: " أين كنت قلت توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال ألا أخبرتنا فشهدناها ثم قال هل استحدثت امرأة فقلت يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة قال أنا فقلت وتفعل قال نعم ثم تحمد وصلى على النبي وزوجني على درهمين أو قال ثلاثة فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر فيمن أستدين فصليت المغرب ورجعت إلى منزلي وكنت وحدي صائما فقدمت عشائي أفطر وكان خبزا وزيتا فإذا بابي يقرع فقلت من هذا فقال سعيد فأفكرت في كل من اسمه سعيد إلا ابن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فخرجت فإذا سعيد فظننت أنه قد بدا له فقلت يا أبا محمد ألا أرسلت إلي فآتيك قال لا أنت أحق أن تؤتى إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم وضعت القصعة في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت السطح فرميت الجيران فجاؤوني فقالوا ما شأنك فأخبرتهم ونزلوا إليها وبلغ أمي وجاءت وقالت وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصنع بها صالح ما يصنع بنساء قريش إلى ثلاثة أيام، فأقمت ثلاثاً ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس وأحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق زوج فمكثت شهراً لا آتي سعيد بن المسيب ثم أتيته وهو في حلقته فسلمت فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض المجلس فلما لم يبقى غيري قال ما حال ذلك الإنسان قلت خير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، قال إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم".
v تفسيره للرؤى:
كان ابن المسيب من أعبر للناس للرؤيا في زمانه، وقد أورد الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء العديد من حوادث التعبير، أخترت لكم منها القصص التالية:
§ عن الوليد بن عمروا بن مسافع عن عمر بن حبيب بن قليع قال كنت جالسا عند سعيد بن المسيب يوما وقد ضاقت بي الأشياء ورهقني دين فجاءه رجل فقال رأيت كأني أخذت عبد الملك ابن مروان فأضجعته إلى الأرض وبطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد قال ما أنت رأيتها قال بلى قال لا أخبرك أو تخبرني قال ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك قال لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة قال فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته فسر وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر بقضاء ديني وأصبت منه خيرا
§ قال رجل رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول قبلة مسجد النبي أربع مرار فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال إن صدقت رؤياك قام فيه من صلبه أربعة خلفاء
§ عن مسلم الحناط قال رجل لابن مسيب رأيت أني أبول في يدي فقال اتق الله فإن تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة بينهما رضاع
§ وقال له رجل إني رأيت كأن حمامة وقعت على المنارة فقال يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر.... وأمها عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت علي التي شهدت كربلاء، حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أمر عبدالملك بن مروان الحجاج بتطليقها قبل أن يبني بها عندما علم أن عبدالله بن جعفر زوجه أتقاءاً لشره.
§ عن عمران بن عبد الله قال رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب " قل هو الله أحد " فاستبشر به وأهل بيته فقصوها على سعيد بن المسيب فقال إن صدقت رؤياه فقلما بقي من أجله فمات بعد أيام .


قالوا عنه:
§ علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما، قال: " ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفقههم في رأيه".
§ سئل الزهري عمن أخذ ابن المسيب علمه فقال: " عن زيد بن ثابت وجالس سعدا وابن عباس وابن عمر ودخل على أزواج النبي عائشة وأم سلمة وسمع من عثمان وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة وجل روايته المسندة عن أبي هريرة كان زوج ابنته وسمع من أصحاب عمر وعثمان وكان يقال ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه"
§ كان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضية يعني وهو أمير المدينة حتى يسأل سعيد بن المسيب فأرسل إليه إنسانا يسأله فدعاه فجاء فقال عمر له أخطأ الرسول إنما أرسلناه يسألك في مجلسك وكان عمر يقول: "ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه وكنت أوتى بما عند سعيد بن المسيب".
§ محمد بن يحيى بن حبان قال: "كان المقدم في الفتوى في دهره سعيد بن المسيب ويقال له فقيه الفقهاء".
§ ذكر ابن المسيب أمام ابن عمر رضي الله عنه فقال: "هو والله أحد المفتين".
§ عمران بن عبد الله الخزاعي قال: "سألني سعيد بن المسيب فأنتسبت له فقال لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية وسألني.. يقول عمران: والله ما أراه مر على أذنه قط إلا وعاه قلبه يعني ابن المسيب وإني أرى أن نفس سعيد كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب".
§ وقال قتادة ومكحول والزهري وآخرون واللفظ لقتادة "ما رأيت أعلم من سعيد بن المسيب"، قال علي بن المديني: "لا أعلم في التابعين أحدا أوسع علما من ابن المسيب هو عندي أجل التابعين".

v ذكر مرضه ووفاته:
أوصى هذا العالم الزاهد أهله قبل وفاته فقال: " لا يتبعني راجز ولا نار وأن يعجلوا بي فإن يكن لي عند الله خير فهو خير مما عندكم".
لم يرد أن يشق على الناس في جنازته، وأشهد زرعة بن عبدالرحمن على أبنه محمد فقال: " يازرعة إني أشهدك على ابني محمد لايؤذين بي أحداً حسبي أربعة يحملوني إلى ربي".
عن يحيى بن سعيد قال لما احتضر سعيد بن المسيب ترك دنانير فقال: "اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها حسبي وديني"... أشفق على بنيه حتى من تحمل تكاليف جنازته.
لم يترك الصلاة حتى في أشد لحظات المرض وعندما دخل عليه عبدالرحمن بن حرملة عليه وجده يصلي الظهر وهو مستلق يومئ إيماءاً ويتلو سورة الشمس.. ولما أشتد عليه المرض أغمي عليه، فدخل عليه نافع بن جبير يعوده وأمر بتوجيه فراشه ناحية القبلة، ففعلوا... ولما أستفاق ابن المسيب قال من أمركم أن تحلوا فراشي إلى القبلة.. أنافع؟ قالوا نعم، فقال له سعيد: لئن لم أكن على القبلة والملة والله لا ينفعني توجيهكم فراشي...وفي رواية أخرى أنه قال: " ألست أمرءاً مسلماً وجهي إلى الله حيث ما كنت".
فاضت روحه وأنتقل إلى جوار ربه في عام 94 هجرية، وسميت تلك السنة بعام الفقهاء، لكثرة من مات بها من الفقهاء.

شخصية أخرى لم تكتف بنقل العلم وإفتاء الناس في أمور دينها ودنياها، بل سجلت موقفاً ولم تخشى في الله لومة لائم.. رفض مصاهرة الخلفاء خوفاً على دينه ودنياه ولم يلهث خلف الولاة ليكسب ودهم.... أين نحن من هؤلاء،،،




 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-19-2018, 02:33 PM   #9


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة





بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( السابع )


الموضوع : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود








أبو عبدالله الهذلي، المدني.. إمام وفقيه من الفقهاء السبعة، أخوه المحدث عون، وشقيق جده الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه... كان عالماً فاضلاً تقياً، كثير الحديث ومن الثقاة، وعلى خلاف غيره من الفقهاء كان شاعراً رقيقاً ذا حس مرهف وعاطفة جياشة...


لازم ابن عباس رضي الله عنه، طويلاً وحدث عنه وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأبو هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهم، وخلق كثير غيرهم...



كان أبوه عبدالله رجلا صالحاً، تولى بعض الأعمال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فحمد سيرته... وله أخوان هما عون، وعبد الرحمن، وقد اشتهر عون بالفقه والأدب والنسك، وكان وثيق الصلة بعمر بن عبد العزيز...


v علاقته بعمر بن عبدالعزيز:

أرتبط بعلاقة وثيقة بعمر بن عبدالعزيز إذ كان معلمه، وله عليه ما للأستاذ على تلميذه من حقوق، ولا أدل على ذلك من قول عمر بن عبدالعزيز عندما تولى الخلافة: لو كان عبيدالله حياً ما صدرت إلا عن رأيه.
هذه المكانة أتاحت لأبو عبدالله الدخول على عمر بن عبدالعزيز عندما كان والياً للمدينة، ساعة يشاء دون أن يمنعه حارس أو يستوقفه حاجب... إلى أن حدث في يوم أن منع الحاجب أبو عبدالله من الدخول لأن الوالي مختلي بعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، فأنصرف غاضباً ظناً منه أنها تعليمات ابن عبدالعزيز، وما أن وصل إلى بيته حتى أرسل هذه الأبيات الغاضبة:



بسم الذي أُنزلت من عندهالسُّـــوَرُ


والحـمد للـه أمـا بعـد يـا عمـرُ




إن كـنت تعـلم مـا تأتيوما تَـذَرُ


فكُنْ علـى حذر قـد ينفـع الحـذر




واصــبر على القدر المحتوموارْضَ بـه


وإن أتاك بمـا لا تشـتــهـي القدرُ




فمـا صفـا لامـرئ عيشيُسَرُّ بـه


إلا سيَتبـعُ يوماً صــفوَه كـدرُ




وقد اختلف ترتيب هذهالأبيات في بعض كتب الأخبار وهي تكشف عن مدى اعتزاز عبيد الله بنفسه، وحرصه علىكرامته، ووقوفه من عمر بن عبد العزيز موقف الند، فليس معنى الولاية أن يحجب الأكابرعن بابه، أو أن ينتظر من عبيد الله أن يعود إليه بعد أن يرده حاجبه عنبابه...

v مشاهد من حياته:

§ كان عبيدالله ممن يطيلون في الصلاة، ولا يعجل عنها لأحد، ونقل الرواة أن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما، جاءه وهو يصلي وجلس ينتظره، وطالت صلاة عبيدالله، فعاتبه بعض أقرانه وقالوا له: يأتيك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحبسه هذا الحبس؟ فقال: اللهم غفراً، لا بد لمن طلب هذا الشأن أن يُعنى.
§ كان عبيدالله متزوجاً بأمرأة تدعى عثمة، وكان يحبها حباً شديداً، ولها مكانة في قلبه لم يصل إليها إنسان في حياته، فوقع بينهما ما يقع بين المرء وزوجه ويستلزم العتب، إلا أن الأمر تطور وأدى إلى الطلاق... لكن حب عثمة لم يطلق قلب عبيدالله، فقض مضجعه وأسهره ليله وأرق نهاره، ولم يستطع كتمان هذا الحب، فأنطلق شعره ليعبر فيه عن مكنونات صدره وينفث لهيب فؤاده جراء ما يعاني من ذلك الفراق.
§ كما كان رجلا ذا ذوق شاعري، وكان يطربللحن الجميل، والصوت الآسر، وكان له إلمام بالموسيقى لأنها صنو الشعر وما الشعر إلاموسيقى سرت في الألفاظ فتغلغت في المشاعر والأحاسيس وكان عبيد الله مثل غيره منالفقهاء المشهورين، والعلماء الذين لهم قدم راسخة في حقل الشرع، وعرفوا باستقامةالدين، ونقاء الفطرة، وسماحة الخلق، وسعة الأفق في معالجة الأمور.




v قالوا عنه:

§ قال الزهري : "كان عبيد الله بن عبد الله بحراً من بحور العلم ."
§ وقال أحمد بن عبد الله العجلي : "كان أعمش ، وكان أحد فقهاءالمدينة ثقة ، رجلا صالحاً ، جامعاً للعلم ، وهو معلم عمر بن عبد العزيز" .
§ قال الزهري: "كان عبيد الله بن عبد الله لا أشاء أنأقع منه على ما لا أجده إلا عنده ، إلا وقعت عليه" .
§ قال الواقدي : "كان ثقة ، عالماً ، فقيهاً ، كثير الحديث والعلم بالشعر ، وقدذهب بصره ."
§ قال أبو زرعة الرازي : "ثقة ، مأمون ، إمام . "


v وفاته:

أصيب أبو عبدالله في آخر حياته بمرض في عينيه أفقده البصر، ما كان له وقع شديد على نفسه بسبب رقة مشاعره وحساسيته المفرطة لشعوره بتغير الناس عليه حتى أقرب أصدقائه، وتوفي في منتصف التسعينيات من القرن الهجري الأول...






 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-19-2018, 02:36 PM   #10


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اعلام الائمة





بسم الله الرحمن الرحيم

اعلام الائمة

الدرس : ( الثامن )


الموضوع : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث






هو أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرشي المدني من سادة بني مخزوم، وأحد الفقهاء السبعة، قيل: اسمه محمد، وقيل: اسمه أبو بكر، وكنيته: أبو عبد الرحمن، والصحيح أن اسمه وكنيته واحد، وله من الأولاد والأخوة كثير.
روى عن عمار وأبي هريرة رضي الله عنهما، وأسماء بنت أبي بكر، و أمهات المؤمنين عائشة، وأم سلمة رضي الله عنهن، وغيرهم.
ولد في آخر خلافة عمر، ولقب براهب قريش لكثرة صلاته، وكان كفيف البصر، يصوم الدهر، وكان من الثقة والأمانة والفقه وصحة الرواية على جانب عظيم.
جمع العلم والعمل والشرف وكان ممن خلف أباه في الجلالة، لم يكثر من الأفتاء وكان فقيه أثر.
وروى الواقدي عن عبد الله بن جعفر المخرمي قال صلى أبو بكر ابن عبد الرحمن العصر فدخل مغتسله فسقط فجعل يقول والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئاً، فما علمت أن الشمس غربت حتى مات وذلك في عام الفقهاء 94 هجرية.






 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الائمة, اعمال


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 )
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيرة الائمة الاربعة السعيد ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية 12 05-28-2019 02:51 AM
اعمال مطلوبه قبل شهر رمضان المبارك محمد العتابي رِيَاض نَفَحَاتٌ رَمَضَانِيَة 3 05-20-2018 03:43 AM
اعمال متنوعه الدنيا فناء رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 4 01-10-2017 06:25 PM
اعمال فنية بالسمك جودي رِيَاضُ الصُوَر المَنْقُولَة 3 07-05-2014 05:57 AM

HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags

أقسام المنتدى

|~ هدي الرحمن لتلاوآت بنبضآت الإيمان ~| @ رياض روحآنيآت إيمانية @ رياض نسائم عطر النبوة @ رياض الصوتيات والمرئيات الإسلامية @ |~ قناديل الفكر بالحجة والبيآن ~| @ ريـــــــآض فلسفــة الفكـــر و الــــــرأي @ ريــــآض الـــدرر المـنـثـــــورة .. "للمنقول" @ رياض هطول الاحبة @ رياض التهآني و الإهدآءآت @ |~ صرير قلم وحرف يعانق الورق ~ | @ رياض منارة الحرف وعزف الوجدان "يمنع المنقول" @ رياض القصيدة و الشعر "يمنع المنقول" @ رياض القصة و الرواية المنقولة @ رياض صومعة الفكر واعتكاف الحرف @ رياض رشفة حرف @ |~ لباس من زبرجد وأرآئك وألوان تعانق النجوم~| @ رياض حور العين @ رياض آدم الانيق @ رياض الديكور و الاثاث @ رياض المستجدات الرياضية @ رياض ابن بطوطة لسياحة والسفر @ |~ فن يشعل فتيل الإبداع بفتنة تسحر ألباب الفنون ~| @ رياض ريشة مصمم @ رياض الصور المضيئة @ رياض الصور المنقولة @ |~ أفاق التكنولوجيا والمعلومآت الرقمية ~| @ رياض البرامج و الكمبيوتر @ رياض المنسجريات @ رياض الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية @ |~ دستور الهيئة الإدارية ~| @ رياض مجلس الادارة @ رياض المشرفين و المراقبين @ رياض الشكاوي والاقتراحات @ رياض الارشيف @ نــــور الأنــس @ ذائقة الشعر و القصائد المنقولة @ "ذائقة الخواطر والنثريات المنقولة" @ رياض رفوف الأنس @ رياض صدى المجتمع @ ريآض الآحاديث النبوية @ رياض الاعجاز القرآني @ ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين @ ريآض الطفولة والأسرة @ ريآض أروقــــــة الأنــــــــس @ رياض ملتقى المرح @ رياض نفحات رمضان @ ريآض شهِية طيبة @ ريآض فعآلية رمضآن المبآرك @ ريآض الفوتوشوب @ ريآض القرآرآت الإدآرية العآمة @ ريآض برنآمج كرسي الإعترآف @ ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية @ ريآض التاريخ العربي والعالمي @ ريآض إبن سينآ لطب والصيدلة @ |~ وشوشة على ضفآف شهد التحلية ~| @ ريآض مجآلس على ضوء القمر @ ريآض YouTube الأعضآء " لأعمآلهم الخآصة والحصرية " @ ريآض YouTube العآم @ ريآض فكّر وأكسب معلومة جديدة @ ] البصمـــة الأولــــى [ @ رياض Facebook "فيسبوك" @ ريآض المؤآزرة والموآسآة @ رياض تطوير الذات وتنمية المهارات @ رياض فضاء المعرفة @ رياض Twitter "تويتر‏" @ رياض شبكة الأنترنت @ رياض المحادثات @ رياض سويش ماكس @ رياض الأنبياء والرسل @ رياض Google @ رياض الإدارة والمراقبين العامين @ قسم خاص بالشروحات برامج التصميم بكافة أنواعه @ رياض لأعمال المصمم المبدع "ابوفهد" @ ابداع قلم للقصة والرواية (يمنــــــع المنقــــــول) @ أرشيف فعاليات رمضان ( للمشاهدة) @ رياض خاص بأعمال المصممة الرائعة ذات الأنامل الماسية "سوالف احساس" @ |~ بانوراما للإبداع الفتوغرافي ~| @ رياض خاص بأعمال المصممة المبدعة ذات الأنامل الذهبية "سهاري ديزاين" @ |~ واحة غناءة تغازل الأطياف وتتماوج بسحر الألوان ~| @ رياض خاص بالصحفي المتألق محمد العتابي @ رياض عقد اللؤلؤ المنثور "يمنع المنقـــول" @ رياض لتعليم الفتوشوب من الألف الى الياء @


الساعة الآن 03:19 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2012 vBulletin ,
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.