حفظ البيانات .. ؟ هل نسيت كلمة السر .. ؟

شغل الموسيقى هنا




اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَلامة والإسلَام، والعَافِية المُجَلّلة، ودِفَاع الأَسْقَام، والعَون عَلى الصَلاة والصِيام وتِلاوَة القُرآن..اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا، وقَبِلْتَهُ مِنَّا. اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوُّ كَرِيم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَأعْفُ عَنَّا يَاكرِيم . كُلّ عَامٍ وَ أنتُم بِأَلْفِ خيْرِ وَ صِحَة وَعَافِيَة بِحُلُول شَهر التَوبَة وَ المَغْفِرَة شَهْرُ رَمَضان الْمُبَارَك كَلِمةُ الإِدَارَة


جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة > ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين

ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين سيرة الصحابة والصحابيات والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 10-19-2017, 08:15 AM   #21


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



الحسن بن علي رضي الله عنهما






حول سيرة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه يقول الدكتور علوي أمين خليل الأستاذ بجامعة الأزهر:
ولد سيد شباب أهل الجنة في النصف من رمضان سنة ثلاثة من الهجرة، حنكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآله بريقه، وسماه حسنا وهو أكبر ولد أبويه.

وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبه حبا شديدا حتى كان يقبل رقبته وهو صغير وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه، وربما جاء ورسول الله ساجدا في الصلاة فركب على ظهره فيقره على ذلك ويطيل السجود من أجله.
،مما رواه البخاري في صحيحه: أنه يقول اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه.
تدليلا على شدة حبه له

وكان عليه الصلاة والسلام يلاعبه ويكثر السلام عليه والسؤال عنه، ويقول: أبو هريرة رضي الله عنه كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وآله ،في السوق فانصرف وانصرفت معه فجاء إلى فناء فاطمة فقال: أي لكع أي لكع أي لكع فلم يجبه أحد فانصرف وانصرفت معه إلى فناء فقعد، قال :فجاء الحسن بن علي، فلما دخل التزمه رسول الله والتزم هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآله ثم قال: إني أحبه وأحب من يحبه، ثلات مرات.

وأشار الدكتور علوي أمين خليل أن سيدنا الإمام الحسن قد ترعرع وهو غلام في بيت سيد الأنام عليه الصلاة والسلام فتأدب بأدبه وتعلم من علمه، وتربى على تربيته حتى بلغ الذروة في الأدب، إنه تربية مدرسة النبوة.

وكان الحسن رضى الله عنه قد شغف أبو بكر رضي الله به حبا حدث ،عقبة بن الحارث أن أبا بكر صلى بهم العصر بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وآله، ثم خرج هو وعلي يمشيان فرأى الحسن يلعب مع الغلمان فاحتمله على عنقه وجعل يقول: بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي، قال: وعلي يضحك وكان عمر رضي الله عنه يجله ويعظمه ويكرمه ويحبه ويتفداه.

فقد روي الواقدي أن عمر رضي الله عنه لما عمل الديوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر خمسة آلاف.

وقد جاء ولده يطالبه بأن يساوي بينه وبين الحسن والحسين في العطاء، فقال عمر: ائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجد كجدهما.

وقد كان ذو النورين رضي الله عنه يحب الحسن والحسين ويكرمهما وقد قابلاه بنفس الإحساس والشعور، فعندما حوصر عثمان يوم الدار كان الحسن رضى الله عنه عنده ومعه السيف متقلدا يحاجج عن عثمان فخشي عثمان عليه فأقسم عليه ليرجعن إلى منزله، تطييبا لقلب علي وخوفا عليه رضي الله عنه.

وأما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فحدث عنه ولا حرج فلقد كان مغرما بالحسن مكرما له إكراما زائدا ويعظمه ويجله.

وقد قال له يوما يا بني: ألا تخطب حتى أسمعك؟
فقال: إني استحي أن أخطب وأنا أراك.

فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن ثم قام الحسن في الناس خطيبا وعلي يسمع، فأدى خطبة بليغة فصيحة، فلما انصرف جعل علي يقول: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

وكان ابن الزبير يقول: والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي وكان الحسن رضي الله عنه إذا صلى الغداة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجلس في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس ويجلس إليه من سادات الناس من يجلس يتحدثون عنه ثم يقوم إلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وربما اتحفنه ثم ينصرف إلى منزله.

وبعد وفاة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بويع بالخلافة وكادت الحرب أن تضرم بين المسلمين فتنازل لمعاوية عن الخلافة حقنا لدماء المسلمين وقد حقق بذلك نبوءة سيد المرسلين عندما جلس على المنبر والحسن إلى جانبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.

لقد قاسم الله ماله ثلاث مرات، وأخرج من ماله مرتين، وحج خمسا وعشرين حجة ماشيا على قدميه، وكان مصاحبا للقرآن الكريم لا يغيب عنه ليلا أو نهارا، وكان من الكرم على جانب عظيم.

ذكرو أن الحسن رأى غلاما أسود يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلبا هناك لقمة،
فقال له: ما حملك على هذا؟
فقال: إني استحي منه آكل ولا أطعمه
فقال له الحسن: لا تبرح مكانك حتى آتيك فذهب إلى سيده فاشتراه، واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملكه الحائط.

فقال الغلام: يا مولاه، قد وهبت الحائط للذي وهبني له، وكان سبط النبي (صلى الله عليه وسلم) وآله خارجا عن سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان لا يسخط ولا يتبرم.

وفي يوم من الأيام رأى ريحانة النبي (صلى الله عليه وسلم) وآله في منامه أنه مكتوب بين عينيه قل هو الله أحد ففرح بذلك فبلغ ذلك سعيد بن المسيب
فقال: إن كان رأى هذه الرؤيا فقل ما بقي من أجله، وهذا الذي وقع فقد سقي الحسن السم مرات، حتى قطع السم أمعاءه فجاءه أخوه الحسين، وهو في آخر أنفاسه
فقال له: من سقاك السم؟
فقال: ولما يا أخي؟
قال: أقتله والله قبل أن أدفنك، ولا أقدر عليه أو يكون بأرض فأتكلف الشخوص عليه،
فقال: يا أخي إن الدنيا فائتة دعه حتى التقي أنا وهو عند الله، وأبى أن يسميه.

فإلى رحاب الجنة يا سيد شباب أهل الجنة، فلقد قال الرسول في حقه وأخيه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-19-2017, 08:16 AM   #22


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



أم كلثوم رضي الله عنها...






أم كلثوم هي الابنة الثالثة من بنات الصديق أبي بكر رضي الله عنه- وآخر ذريته، ولدت بعد وفاته، فقد كانت أمها حاملا بها حين مات بالمدينة وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول عنها الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم:

لما حضرت الوفاة أبا بكر رضي الله عنه- قال لابنته عائشة رضي الله عنها:

يابنية ما من الناس أحد أحب إليّ غنى منك، ولا أعز عليّ فقرا بعدي منك، وإني كنت نحلتك جدد عشرين وسقا، فلو حددته واحترزته كان لك، وإنما هو اليوم مال إرث، وإنما هو أخواك وأختاك، فاقسموه على كتاب الله.

فقالت عائشة رضي الله عنها-: يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته، إنما هي أسماء، فمن الأخرى.

قال: ذو بطن ابنة خارجة، أراها جارية. قد ألقي في روعي أنها جارية، فاستوصي بها خيرا.

فولدت بعد وفاته أم كلثوم وتربت في حجر عائشة أختها- رضي الله عنها- كما أوصاها أبوها- رضي الله عنهم أجمعين.

وأمها هي: الصحابية حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها.

وقد عاشت أم كلثوم بنت الصديق في كنف أختها عائشة رضي الله عنها- وكانت ذات تقى وصلاح وعلم وفقه مثل أختيها رغم أنها لم تعاصر أباها ولم تشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- ولكنها تعد من التابعيات ومن أهل زمان القرن الأول- قرن النبوة الذي هو خير القرون.

وقد خطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنفسه وفي ذلك يقول الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم: حين بلغت أم كلثوم سن الزواج خطبها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد أن أشار عليه أحد الصحابة أن يتزوجها إكراما لأبيها وصديقه أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- فقال له:

ألا تتزوج أم كلثوم بنت أبي بكر فتحفظه بعد وفاته وتخلفه في أهله.

فقال عمر- رضي الله عنه-: بلي أحب ذاك.

وأرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه- إلى السيدة عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- يخطب أختها أم كلثوم فقالت لرسول عمر بن الخطاب: حبا وكرامة.

ولكن عائشة رضي الله عنها- رأت أن أختها الصغرى لن تتحمل شظف العيش مع عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين، وأرادت لها زوجا أكثر لينا في عيشه من عمر، ودخل عليها الصحابي المغيرة بن شعبة وهي مهمومة وسألها عما أهمها فأخبرته بخطبة عمر بن الخطاب لأختها الصغرى أم كلثوم وقالت: إن هذه جارية حدث وأردت لها ألين عيشا من عمر.

فقال لها المغيرة: عليّ أن أكفيك.

وخرج من عندها ودخل على عمر فقال له:

يا أمير المؤمنين، قد بلغني ما أتيته من صلة أبي بكر الصديق في أهله وخطبتك أم كلثوم فقال عمر: قد كان ذاك.

قال المغيرة: إلا أنك يا أمير المؤمنين رجل شديد الخلق على أهلك، وهذه صبية حديثة السن، فلا تزال تنكر عليها الشيء، فتضربها فتصيح، فيغمك ذلك، وتتألم عائشة ويذكرون أبا بكر فيبكون عليه، فتجدد لهم المصيبة مع قرب عهدها في كل يوم.

فقال عمر له: متى كنت عند عائشة أصدقني؟

قال المغيرة: آنفا.


فقال عمر: أشهد أنهم كرهوني.

وصرف عمر بن الخطاب أمر الخطبة لأم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنهم.

ثم كان أن تزوجت رضي الله عنها- بالصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله أحد المبشرين بالجنة، سماه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بطلحة الفياض وطلحة الجود، وقال أيضا: من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.

فقهها وحسن مشورتها:

ويذكر الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم أنها كانت رضي الله عنها- فقيهة ذات صلاح وورع، مستشهدا على ذلك بما ذكره أصحاب السير أن زوجها طلحة رضي الله عنه- أتاه مال من حضرموت سبعمائة ألف فبات ليلته يتململ. فقالت له زوجته أم كلثوم: مالك؟

قال: تفكرت منذ الليلة فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟

قالت: فأين أنت من بعض أخلائك فإذا أصبحنا فادع بجفان وقصاع فقسمه.

فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق.

فلما أصبح دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة، فقالت زوجته له: أبا محمد! ما كان لنا في هذا المال من نصيب؟

قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي. فأخذت ما تبقى وكان ألف درهم.

وأنجبت أم كلثوم بنت الصديق من الصحابي طلحة بن عبيد الله ثلاثة أولاد هم زكريا ويوسف وعائشة.

فلما كان يوم موقعة الجمل وقتل طلحة رضي الله عنه. وعادت أم كلثوم رضي الله عنها- بعد الموقعة مع أختها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها- إلى مكة وحجت بها. ثم تزوجت بعد ذلك من عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة وأنجبت له أربعة أولاد هم: إبراهيم وموسى وأم حميد وأم عثمان.رضي الله عنها وأرضاها.





3/21


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-19-2017, 12:20 PM   #23



الصورة الرمزية آفراح
آفراح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (11:45 PM)
 المشاركات : 15,156 [ + ]
 التقييم :  1818
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



جوزيت كل خير وبورك فيك على طرحك القيم
تحية


 
 توقيع : آفراح


كلمة شكر لا تفي حقك على الاهداء مصممتنا المبدعة سوالف احساس على الرمزية والتوقيع


رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 12:50 PM   #24


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



تسلمين اختى افراح على حضورك الدائم


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 12:57 PM   #25


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين




أم الدرداء ..راي سديد وفهم صحيح للأسلام .








الصحابية الجليلة خيرة بنت أبي حدرد هي أخت أبي محمد عبد الله بن أبي حدرد وأم بلال بن أبي الدرداء، أسلمت وحسن إسلامها وكانت من فضليات النساء وعقلائهن، ومن ذوات الرأي السديد، مع العبادة والفهم الصحيح للإسلام.

وعن قصة اسلامها وزوجها تقول خيرة بنت أبي حدرد: كان عويمر بن مالك (زوجها) متعلقاً بصنم له، وقد تبع أهله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن رواحة أخا له في الجاهلية، وكان يدعوه إلى الاسلام
فيقول:
يا عويمر، أترضى أن تكون آخر دارك إسلاما؟ فيأبى أبو الدرداء وذات يوم وضع منديلا على صنمه وخرج، فجاء عبد الله بن رواحة ودخل بيتي.

فسأل عن عويمر فأخبرته أنه خرج آنفا، وكنت أمشط رأسي، فدخل ابن رواحه ومعه قادوم فأنزل الصنم وجعل يقدده (اي جعله قطعا) وسمعت صوت القادم وهو يضرب ذلك الصنم فقلت:
أهلكتني يا ابن رواحة، فخرج وأقبل عويمر، فوجدني أبكي شفقا منه
، فقال:
ما شأنك؟ قلت:
أخوك عبد الله بن رواحة دخل فصنع ما ترى، فنظر عويمر (أبو الدرداء) الى الصنم المحطم وغضب غضبا شديدا، ثم فكر

وقال:

لو كان عند هذا خير لدافع عن نفسه.

ثم انطلق الى عبد الله بن رواحة وقال له:
اصحبني إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فانطلقا حتى أتيا الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم عويمر بن مالك وأسلمت معه زوجته خيرة بنت أبي حدرد رضي الله عنها وعن زوجها.

صدق سلمان
حفظت خيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن زوجها أبي الدرداء، عويمر الانصاري رضي الله عنه، وروت خمسة أحاديث، ومن تلاميذها الذين حملوا العلم
عنها:
صفوان بن عبد الله بن صفوان وميمون بن مهران، وزيد بن أسلم.

ومن المواقف المعروفة للصحابية الجليلة أنه عندما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي، جاء سلمان لأبي الدرداء زائرا، فرأى أم الدرداء قد أهملت نفسها، ولاح في وجهها القهر،

فقال لها:

ما شأنك؟ فقالت:

إن أخاك ليس في حاجة الى شيء من الدنيا، أصبح أبو الدرداء لا ينام الليل. فسكت سلمان الفارسي ولم يكلم أبا الدرداء.

وقامت خيرة بنت ابي حدرد لتصنع لهما طعاما، فلما أكلا هيأت أم الدرداء لهما فراشهما فنام سلمان وأبو الدرداء هنيهة، ثم قام أبو الدرداء ليصلي، فأمسك سلمان بثوبه
وقال له:
نم يا أبا الدرداء.

ونام ثم نهض ليصلي، فأمسك سلمان به

وقال له:
نم.
فنام عويمر بن مالك، فلما كان الثلث الأخير من الليل قام أبو الدرداء ليصلي فقال سلمان الفارسي:

الآن انهض لتصلي.

وعندما انبلج الفجر خرجا ليصليا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أبو الدرداء:
لأشكونك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال سلمان الفارسي:
يا أبا الدرداء ان لربك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه..

فلما قضيت صلاة الفجر مال أبو الدرداء على أذن النبي صلى الله عليه وسلم وشكا له ما فعل سلمان الفارسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إن الرهبانية لم تكتب علينا، صدق سلمان”..

ودخلت أم الدرداء
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فسمعته
يقول:

“ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن”.

وخرجت أم الدرداء من الحمام يوما فلقيها النبي صلى الله عليه وسلم

فقال لها:

“من أين أقبلت يا أم الدرداء؟

قالت من الحمام.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما منكن امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها أو زوج، إلا كانت هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل”.

كنت خيرهم وأبرَّهم
وتضيف على ابي الدرداء ضيف فأبطأ عويمر بن مالك حتى نام الضيف طاويا، ونام الصبية جياعا فجاءت خيرة بنت أبي حدرد غضبى تلظى
فقالت:
لقد شققت علينا منذ الليلة.
فتساءل أبو الدرداء:
أنا؟
قالت أم الدرداء:
نعم، أطلت علينا حتى بات ضيفنا طاويا، وبات صبياننا جياعا.


فغضب أبو الدرداء
وقال:
لا جرم، والله لا أطعمه الليلة والطعام موضوع بين يدي.

فقالت أم الدرداء:
أنا والله لا أطعمه حتى تطعمه. فاستيقظ الضيف
وقال:
ما بالكما؟
قال عويمر بن مالك:
ألا ترى تجني عليّ الذنوب؟ إني احتسبت في كذا وكذا.
فقال الضيف:
أنا والله لا أطعمه حتى تطعماه.
فلما رأى أبو الدرداء الطعام موضوعا ورأى الضيف جائعا والصبية جياعاً قدم وأكل، ثم مشي الى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما
حدث فقال:
يا رسول الله لما رأيت الطعام موضوعا ورأيت الضيف جائعا والصبية جياعا قدمت يدي فأكلت، وقدموا أيديهم، فبروا والله يا رسول الله - وفجرت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“بل أنت كنت خيرهم وأبرهم”.

وطلبت ذات يوم خيرة بنت أبي حدرد من زوجها خادما فقال لها:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:

“لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم، فإذا خدم وجب عليه الحساب”.

وماتت الصحابية الجليلة خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى قبل موت أبي الدرداء، وذلك بالشام في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

فرضي الله عنها وعن المسلمين أجمعين
.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 12:57 PM   #26


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر ومن أوائل المهاجرات






تزوج أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قُتيلة بنت عبد العزى وأنجب
منها:
عبد الله وأسماء ذات النطاقين.

وتزوج أم رومان بنت عامر بن عويمر وأنجب منها:
عبد الرحمن وعائشة وتزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد وأنجب منها أم كلثوم إلا ان زواجه من أسماء بنت عميس كان مختلفاً. فالصديق كان يحبها ويحترمها لدرجة أنه أوصى بألا يغسله أحد سوى زوجته أسماء بنت عميس.

وتكنى أسماء بنت عميس بذات الهجرتين وزوجة الفضلاء.
وهي من المهاجرات الأوائل. أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.
وهاجرت مع زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة وهي عروس في شهر عسلها وولدت له هناك: عبد الله ومحمداً وعوناً.

وعندما عادت من الحبشة إلى المدينة المنورة داعبها عمر بن الخطاب قائلاً: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة.
فقالت:
لعمري، لقد صدقت، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله.

فأتته، فقال صلى الله عليه وسلم:

“ للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان”.

ودخلت أسماء في امتحان جدي.

إذ خرج زوجها جعفر إلى “مؤتة” بأمر واختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً ثانياً لجيش المسلمين، بعد زيد بن حارثة إذا كتبت له الشهادة وقد كان.

واستشهد جعفر بن أبي طالب بعد أن تقطعت يداه وهو يحتضن راية الإسلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله قد أبدل جعفراً عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.

وكان حزن أسماء بالغاً، فقد كان جعفر الرفيق والزوج والحبيب.
وجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت جعفر في اليوم الثالث لاستشهاده وقال لا تبكوا على أخي بعد اليوم.

وراح رسول الله يدعو لأبناء جعفر، ثم جاءت أسماء تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: العيلة - أي الفقر والحاجة - تخافين عليهم يا أسماء وأنا وليهم في الدنيا والآخرة.

وانكفأت أسماء على نفسها وعلى أبنائها ترعاهم وتربيهم تحت سمع وبصر ويد النبي صلى الله عليه وسلم..

حتى كان يوم حنين. فقد توفيت “أم رومان” زوجة أبي بكر الصديق، فزوج رسول الله أبا بكر من أسماء، بعد أن أبدى رغبته في الاقتران بها.

وكان هذا الزواج مواساة لكلا الطرفين..
وانتقلت أسماء إلى بيت الصديق لتعيش زوجة راضية كريمة وفية، ترعى الحق وتصون العهد، ورزقت منه - رضي الله عنه - بولدها محمد بن أبي بكر.

وكان الصديق يحبها ويغار عليها حتى انه ذهب يشكو إلى النبي دخول أحد الصحابة على أسماء في غيابه، فقضى النبي عليه الصلاة والسلام بألا يدخل الرجل منفرداً على الغائب زوجها، وإنما يدخل الرجلان والثلاثة درءاً للفتنة.

وعندما مرض الصديق مرض الوفاة أوصى بأن تقوم أسماء على غسله، وهذا منه - رضي الله عنه - منتهى الحب والثقة.

ولأنها كانت صوامة قوامة فقد أوصاها الصديق بأن تفطر في اليوم الذي تُغسله فيه
قائلاً: هو أقوى لك وتوفي الصديق وقامت أسماء بتغسيله، وذكرت وصيته في آخر النهار، فدعت بماء وشربت وقالت: والله لا أتبعه اليوم حنثا.

حكيمة

ولم تكد عدتها تنقضي حتى تزوجها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأنجبت منه ابنهما “عون”. وعاشت في بيت عليّ، سيدة فاضلة، تؤدي حق الزوجية، دونما تفريط أو إهمال أو انتقاص، وترعى أولادها الخمسة وتزرع فيهم الحب والإيمان.

ويروى أن ولديها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر تفاخرا ذات يوم
فقال كل منهما:
أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك !! وكان علي - رضي الله عنه - حاضراً
فقال لأسماء:
اقضي بينهما. هنا تتبدى أسماء في أسمى صورة للمرأة المسلمة، وللزوجة المؤمنة فقالت:

ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلاً خيراً من أبي بكر !

وسكت الولدان، ولم يعودا إلى ما كانا عليه من المفاخرة.

فقط تكلم “علي” مداعباً “فما أبقيت لنا؟!”.

وقاربت رحلة أسماء بنت عميس في الدنيا على النهاية فبعد وفاة الإمام علي أتاها من مصر نعي ولدها محمد بن أبي بكر، فقامت إلى مصلاها في بيتها، وكظمت غيظها، وأدت نفلها، وحبست دمعها، فانعكس كل ذلك على بدنها، وقد ضعف وشاخ، فشخب ثدياها دماً - أي سال منهما الدم - نزفت حتى فاضت روحها، وحلقت في السماوات العلا. وذكر الذهبي أن ذلك كان سنة 60 ه.

زوجة الشهداء

اسمها عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وهي ابنة عم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أسلمت عاتكة، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة وحسن إسلامها.

اشتهرت عاتكة عند كتاب السير بزوجة الشهداء لأن كل أزواجها ماتوا شهداء. كانت عاتكة حسناء جميلة، تزوجت بعبد الله بن أبي بكر فأحبها حباً شديداً حتى شغلته عن الجهاد والعمل وغيرهما.

ومر عليه أبو بكر الصديق وهو في حجرته يناغيها في يوم جمعة، وأبو بكر متوجه إلى صلاة يوم الجمعة، فصلى أبو بكر ثم رجع فوجده مازال يناغيها،
فقال:
يا عبد الله، صليت الجمعة؟
قال:
أو صلى الناس؟
قال: نعم.

قد شغلتك عاتكة عن المعاش والتجارة، وقد ألهتك عن فرائض الصلاة طلقها. فطلقها تطليقة. وبينما أبو بكر يصلي على سطح له في الليل إذ سمع ابنه عبد الله

وهو يقول:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق
وما ناج قمري الحمام المطوق


فسمع أبو بكر قوله فأشفق عليه، ورق له،
فقال:
يا عبد الله راجع عاتكة.
فقال أشهدك أني قد راجعتها، وقال لغلام له اسمه أيمن:
أنت حر لوجه الله تعالى، أشهدك أني قد راجعت عاتكة، ثم خرج إليها يجري إلى آخر الدار وهو ينشد:
أعاتك قد طلقت في غير ريبة
وروجعت للأمر الذي هو كائن

ثم أعطاها

حديقة له حين راجعها مشترطاً عليها ألا تتزوج بعده، لما مات من سهم أصابه حزنت عليه حزناً شديداً وقالت ترثيه:

فلله عيناً من رأى مثله فتى أكر وأحمى في الهياج وأصبرا..
حتى تقول:
فأقسمت لا تنفك عيني سخينة
عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة
وما طرد الليل الصباح المنورا

ثم إن زيداً بن الخطاب تزوج عاتكة، وقتل عنها يوم اليمامة شهيداً، ثم خطبها عمر بن الخطاب، وأرسل إليها أنك قد حرمت عليك ما أحل الله لك.

فقالت:
قد كان عبد الله بن أبي بكر قد أعطاني حديقة على ألا أتزوج بعده.
فقال لها عمر:
استفتي فاستفتت علي بن أبي طالب
فقال:

“ردي الحديقة إلى أهله وتزوجي”،

فخطبها عمر بن الخطاب وتزوجته وعاشت معه عيشة هنية، وخرجت معه إلى المسجد للصلاة فطعنه أبو لؤلؤة المجوسي فقالت
عاتكة ترثيه:

أبكي أمير المؤمنين ودونه
للزائرين صفــائح وصعيد

ولما انقضت عدتها تزوجها الزبير بن العوام ..

وقال:

يا عاتكة لا تخرجي إلى المسجد، وكانت امرأة عجزاء بادنة.

فقالت:

يا ابن الزبير أتريد أن أدع لغيرتك مُصلى صليت مع رسول الله
وأبي بكر وعمر فيه؟

قال:
لا أمنعك.

ولكنه تخفّى وانتظرها وهي ذاهبة إلى صلاة الفجر، فلما مرت به ضرب بيده على عجيزتها، فقالت:
مالك قطع الله يدك ورجعت، فلما رجع من المسجد قال:
يا عاتكة، مالي لم أرك في المسجد؟ قالت: يرحمك الله أبا عبد الله فسد الناس بعدك، الصلاة اليوم في البيت أفضل.

الشهادة الحاضرة

ولما قتل ابن الزبير رثته شعراً.

ثم خطبها علي بن أبي طالب فقالت:

إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله عن القتل. فكان علي بن أبي طالب

يقول: من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة.

ثم تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، فكانت أول من رفع خده من التراب، ولعن

قاتله والراضي به يوم قتل،

وقالت ترثيه:

وحُسيناً فلا نسيت حُسينا
أقصدته أسنة الأعداء
غادروه بكربلاء صريعاً
جاءت المزن في ذرى كربلاء

وترملت بعده فكان عبد الله بن عمر يقول: من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة.
ويقال:
إن مروان خطبها بعد الحسين فامتنعت عليه وقالت: ما كنت لأتخذ حماً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتوفيت عاتكة بنت زيد سنة 40 ه.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 12:58 PM   #27


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



ام عمارة جراحة ومقاتلة ..







وضع الإسلام النساء في مكانة سامية، فهن شقائق الرجال، والجنة تحت أقدامهن، والزوجة الصالحة خير متاع الدنيا، وما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم، وخيركم خيركم لأهله، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة جزاء وثواباً لمن ربى فتاة أو فتاتين أو ثلاثا وعلمهن وأدبهن.

وفتح المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الباب أمام المرأة في كل المجالات، فأصبحت مجاهدة في سبيل الله وعالمة وفقيهة وطبيبة، وهو ما أثمر جيلا من الإناث اللاتى تجاوزن مرحلة محو الأمية إلى الثقافة الموسوعية التي ميزت زوجات الصحابة وبناتهم..

فكن مثقفات..

مُحدثات..

أديبات..

مقاتلات في ساحات الجهاد وتنمية المجتمع.

وانعكس هذا الوضع على علاقة الصحابة بأزواجهم وبناتهم، حيث نلن كل الاحترام، ورُفعن إلى مكانة رفيعة تسمو فوق كل الموروثات التي كانت تنمي من مكانة المرأة وإنسانيتها.

فها هو الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي - وللمرة الأولى في الإسلام - بألا تغسله سوى امرأته أسماء بنت عميس، بل إن غيرة أبي بكر الصديق على أسماء جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي بألا يدخل الرجل منفرداً على المرأة الغائب عنها زوجها، بل يدخل الرجلان والثلاثة، وها هو عبد الله بن أبي بكر يتزوج عاتكة بنت زيد ويظل يناغيها حتى تفوته صلاة الجمعة.

طلب العلم



وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم المرأة ومحو أميتها دافعا النساء كي يطلبن العلم بلا حرج.. حتى ولو كان هذا ضد رغبة الأزواج أو الآباء.

فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، والإسلام ليس دينا خاصا بالرجال، بل إن نصرة هذا الدين ونشر الهداية والرشد فرض على كل أفراد المجتمع الإسلامي، رجالا ونساء، وفي سيرة زوجات وبنات الصحابة العبرة والعظة والقدوة للنساء في كل العصور، وخصوصا في عصرنا هذا الذي يتحدث البعض فيه عن تحرير المرأة المسلمة ولكن على الطريقة الغربية!

فالأمومة لم تكن أبدا عائقا لكي تهاجر المرأة المسلمة القانتة وتقاتل وتبيع وتشتري وتعمل وتكد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن تصحبه المرأة المسلمة - بجوار شقيقها المسلم - في كل الميادين، بداية من ساحات الوغى وحتى أماكن طلب العلم، وزاد بأن خصص لهن مكاناً وزماناً خاصاً بهن لكي يتزودن من العلم.


مزاولة الطب


فها هي أم عمارة..

نسيبة بنت كعب بن عوف المازنية الأنصارية تخرج للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسجل أشرف المواقف التي تفخر بها المرأة عبر العصور.


تزوجت أم عمارة من الصحابي زيد بن عاصم وأنجبت منه عبد الله وحبيباً، وصحبا النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تزوجها من بعده الصحابي غزية بن عمرو وأنجبت منه تميماً وخولة وعمارة.

عملت أم عمارة كجراحة في الجاهلية قبل إسلامها، وبعد إسلامها زاولت مهنة الطب بكل نجاح، وغزت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عدة غزوات لكي تداوى
الجرحى، لذا ذاع صيتها بين معاصريها لبراعتها في صناعة الطب ولشجاعتها في تقبل الصعاب والشدائد.

كانت أم عمارة -

هذه كنيتها فلم يكن لها ولد اسمه عمارة - في ريعان الصبا وفتوة الشباب وعروسا حديثة يوم شرفت وسعدت بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل عند العقبة مع وفد الأنصار..
فقد أسلموا جميعاً وأسلمت وبايعوا جميعاً وبايعت.

كانت أم عمارة ذات شخصية قوية مستقلة.. فكانت تقرأ وتكتب وتعمل كطبيبة متمكنة من صناعتها. وكانت تخرج للجهاد مع زوجها وأولادها.


المرأة المقاتلة


وكان يوم أحد. فخرجت مع زوجها غزية بن عمرو وولديها..
تحمل قربة وبعض أدوات الطب والجراحة لتسقي العطشى وتداوي الجرحى.
ونظرت أم عمارة فإذا بالمسلمين - بعد النصر - يتجرعون الهزيمة نتيجة مخالفتهم لأوامر قائدهم المصطفى..


وإذا بالمقاتلين يفرون من حول النبي صلى الله عليه وسلم، فألقت بالقربة وأدوات الجراحة وشدت ثوبها على وسطها وحملت السيف لتدافع عن رسول الله.

تصف أم عمارة هذا المشهد التاريخي: رأيتني وقد انكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي يوم أحد - فما بقي إلا في نفر ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه ندافع عنه، والناس - أي المسلمون - يمرون به منهزمين، ورآني ولا درع لي أدافع بها عن نفسي، فرأى رجلاً مولياً هارباً ومعه درع
فقال النبي:
“ألق ترسك إلى من يقاتل”

فألقاه فأخذته فجعلت أدافع به عن رسول الله.

وأقبل رجل على فرس فضربني فاتقيت الضربة بالدرع، وولى هارباً فضربت عرقوب فرسه بالسيف فوقع على ظهره، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصيح
“يا ابن أم عمارة أمك ! أمك!”
فجاء ابني وعاونني عليه حتى قتلته.

يقول ابنها عبد الله:
جُرِحت يومئذ جرحاً، وجعل الدم لا يتوقف فقال النبي:
“اعصب جرحك”
فأقبلت أمي إليّ ومعها عصائب في حقوها
(أي وسط إزارها وهي الأربطة التي كانت تستخدمها في الجراحة)
فربطت جرحي، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف فقال
“انهض بني، فضارب القوم”
ثم نظر الى أمي وراح يقول:
“ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟”.

تقول أم عمارة:
فأقبل الذي ضرب ابني فقال رسول الله:
“هذا ضارب ابنك”
فاعترضت طريقه وضربت ساقه فبرك.
فرأيت النبي يبتسم حتى رأيت نواجذه وقال
“استقدت يا أم عمارة” -
أي ثأرت لابنك - وتضيف ثم أقبلت أتابع ضربه بالسيف حتى قتلته فقال
النبي:
الحمد لله الذي ظفرك
“وينظر النبي إلى جروح أم عمارة فيقول لولدها:
“أمك ! أمك ! اعصب جرحها.

اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة
” لكنها تقفز للدفاع عن النبي قائلة:
والله ما أبالي ما أصابني من الدنيا!

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا ورأيت أم عمارة تقاتل دوني”.

الثأر لولدها


وخرجت أم عمارة من معركة أحد بثلاثة عشر جرحاً، أخطرها ضربة سيف في الرقبة وظلت تنزف وتداويها سنة.

ولم تتوقف أم عمارة
عن الجهاد في سبيل الله فخرجت مقاتلة في كل الغزوات.
ووقع اختيار النبي صلى الله عليه وسلم على ابنها حبيب ليكون أحد رسوليه إلى “مسيلمة
كذاب بني حنيفة الذي ادعى النبوة، وكان “حبيب” أصغر ولدي أم عمارة من زوجها الأول زيد بن عاصم وسيماً، قوي الإيمان، وحبيباً بالفعل إلى قلب أم عمارة.

فلما بلغ الرسالة وأدى الأمانة قتله مسيلمة، فجاءها رسول الله ومعه أبو بكر وعمر يواسونها في مصابها الأليم وكان جرحها مازال ينزف، فنذرت أن تشهد قتل “مسيلمة” وتشارك فيه، وألا يمس جسدها ماء من غسل حتى تبر بهذا النذر.

الى أن كانت حروب الردة ومعركة اليمامة ولم يجد الصديق رضي الله عنه بداً من موافقة أم عمارة على الوفاء بنذرها والإذن لها بالخروج مع الجيش للقتال.

وكانت رضي الله عنها قد كبرت في السن ووهن منها الجسم، فشدت ثوبها على وسطها وراحت تقاتل المرتدين وتبحث عن مسيلمة وانتصر المسلمون وأصيبت يومئذ بأكثر من اثني عشر جرحاً في مختلف أنحاء جسدها.

وقطعت يدها من عند كتفها المصاب فتركتها وراحت تبحث عن مسيلمة، فنظرت فإذا بالكذاب وقد اخترقت حربة “وحشي” قاتل حمزة جسده، فتقدمت إليه تضرب وتطعن حتى خمدت أنفاسه، عندئذ اطمأن قلبها واستراحت نفسها، ولم يمض سوى زمن يسير حتى أسلمت الروح آمنة مطمئنة لتلقى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته.

المساواة


ولم يقتصر عمل أم عمارة على الطب والجهاد، وإنما كانت تطلب العلم وتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولأنها كانت امرأة حرة فكانت تسأل النبي عليه الصلاة والسلام أسئلة شديدة الحساسية تتعلق بأوضاع المرأة في مجتمعها. فقد أخرج الترمذي عن أم عمارة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

“ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء بشيء”.

فأرسل الله إلى نبيه ملك الوحي بهذه الآية الشريفة :

“إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات”..

سورة الأحزاب 35.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 01:02 PM   #28


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين




فاتخة
.. مستشارة معاوية ..


اسلمت
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة يوم فتح مكة،



وكانت زوجة لعكرمة بن أبي سفيان الذي فر هارباً إلى الشام،

فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعته بيعة النساء، وطلبت منه الأمان لعكرمة فأمّنه، فاستأذنته في طلبه، فأذن لها فخرجت في طلبه، وخرج معها واحد، راودها عن نفسها، فلم تزل تعده وتقربه، حتى قدمت على أناس فاستعانت بهم عليه، فأوثقوه لها،
ثم انطلقت حتى أدركت زوجها في اليمن، فأقبل عكرمة مع أم حكيم حتى جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع ودخل في الإسلام.

وعاد عكرمة بن أبي جهل إلى زوجته أم حكيم على زواجه الأول بعد فراق دام سنة.

ثم قتل عكرمة يوم اليرموك شهيداً في سبيل الله، فتزوجت أم حكيم من بعد ذلك خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها شهيداً يوم مرج الصفر، فتزوجها عمر بن الخطاب فأنجبت منه فاطمة بنت عمر.

حب الجهاد



عرفت أم حكيم بحب الجهاد في سبيل الله، فقد قتل
خالد بن سعيد يوم مرج الصفر شهيداً، وكانت امرأته أم حكيم دخل بها في مرج الصفر، فخرج وهو عريس،
فقاتل فقتل، وخرجت هي بعمود فقتلت سبعة من الروم، وكانت قبله زوجة لابن عمها عكرمة، فقتل يوم اليرموك، فاعتدت عنه أربعة أشهر وعشراً،
وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها، وكان خالد بن سعيد يرسل اليها في عدتها يتعرض للخطبة، فمالت إلى خالد بن سعيد، فتزوجها على صداق أربعمائة دينار.
فلما نزل المسلمون مرج صفر. أراد خالد أن يدخل بأم حكيم، فجعلت تقول له: لو أخرت الدخول حتى يفض الله تلك الجموع. فقال خالد: إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم، قالت: فدونك، فأعرس بها عند القنطرة، فبها سميت قنطرة أم حكيم، وأولم عليها في صبح مدخله، فدعا أصحابه على طعام فما فرغوا حتى صنعت الروم صفوفاً خلف صفوف.

وبرز رجل منهم يدعو إلى المبارزة، فبرز إليه حبيب بن مسلمة فقتله حبيب، وبرز خالد بن سعيد فقاتل حتى قتل، وشدت أم حكيم بنت الحارث عليها ثيابها وانطلقت إلى ساحة المعركة، وان عليها لأثر طيب العُرس في وجهها، فاقتتلوا أشد القتال على النهر، فصبر الفريقان جميعاً، وأخذت السيوف بعضها بعضاً، فلا يرمى بسهم، ولا يطعن برمح، ولا يرمى بحجر، ولا يسمع إلا وقع السيوف على الحديد، وهام الرجال وأبدانهم، وكانت أم حكيم وسط المعركة تجاهد في سبيل الله، وقتلت أم حكيم بعمود الخيمة التي زفت فيها إلى خالد بن سعيد لمدة سبعة أيام فقط، سبعة من الروم،
وكانت وقعة مرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.

زوجة المشاهير



هي
الممتحنة.. بها سميت سورة من سور القرآن، أسلمت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وبايعت قبل الهجرة، وهي أول من هاجر من النساء بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولم نعلم قرشية خرجت من بيت أبويها - لم تكن متزوجة - مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم بنت عقبة، خرجت من مكة وحدها ماشية، فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة فقدما المدينة فقالا: يا محمد شرطنا أوف به (وهو على ألا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته الينا)
فقالت أم كلثوم: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي؟
فرفض النبي صلى الله عليه وسلم إعادتها إلى مكة، وفي أم كلثوم نزل “فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن” فامتحنها رسول الله وامتحن النساء بعدها يقول: والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام وما خرجتن لزوج ولا مال ؟ بالله ما خرجت من بغض زوج ؟ وبالله ما خرجت راغبة عن أرض إلى أرض ؟

وامتحنت أم كلثوم فنجحت في الامتحان. وكانت شابة لم تتزوج وخرجت مهاجرة إلى الله ورسوله وهو ما ينبئ عن شخصية مستقلة تملك حرية اتخاذ أي قرار.

وزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من
زيد بن حارثة وعاشت معه عيشة هنية وأنجبت منه، واستشهد زيد يوم مؤتة،فتزوجت الزبير بن العوام، وكان فيه شدة على النساء وكانت له كارهة، فطلبت الطلاق لكنه رفض وظل يرفض حتى ضربها الطلق وأوشكت على الولادة وهو لا يعلم، فألحت عليه وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة ثم خرجت فوضعت فأدركه رجل من أهله فأخبره أنها قد وضعت.
فقال خدعتني خدعها الله! فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: “سبق فيها كتاب الله فاخطبها” قال الزبير: لا ترجع إليّ أبداً.

وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوجت عبد الرحمن بن عوف، وذلك بناء على وصية رسول الله لها، وأنجبت منه حميداً وإبراهيم، وبعد وفاته تزوجت عمرو بن العاص فمكثت عنده شهراً ثم ماتت.

لقد فتحت
“الممتحنة” أم كلثوم بنت عقبة بواقعتها هذه أبواباً عدة لأحكام شرعية وقواعد حكمية، تنظم العلاقات الاجتماعية على أفضل ما يكون التنظيم والسلوك.

وكانت هجرتها وحدها وبدون علم أهلها عملاً غير مسبوق فتح الباب واسعاً أمام المسلمات كي يهاجرن إلى الله في أي زمان ومكان دون حرج أو خوف.

وروت
“الممتحنة”عشرة أحاديث عن النبي
أشهرها أنها سمعت رسول الله وهو يقول: “ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمي خيراً”. وقد روى عنها ابنها حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن نافع، وغيرهم. وروى لها الجماعة، سوى ابن ماجه.

فاختة.. زوجة معاوية



هي
فاختة بنت قرطة، وزوجها هو معاوية بن أبي سفيان. كانت فاختة من أصحاب العقل الرشيد والرأي السديد، وكانت تخرج مع زوجها معاوية إلى الجهاد في سبيل الله. وكان معاوية يحبها إلى حد أن أحد أصحابه قال له ذات يوم: يا أمير المؤمنين، كيف ننسبك إلى العقل، وقد غلب عليك نصف إنسان، يريد غلبة امرأته فاختة بنت قرطة عليه. فقال معاوية: إنهن يُغلبن الكرام، ويَغلبن اللئام.

وذكروا أنه لما استقامت الأمور لمعاوية استعمل على الكوفة المغيرة بن شعبة، ثم هَمّ أن يعزله، ويولي سعيد بن العاص، فقدم المغيرة إلى الشام وقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، قد علمت ما لقيت هذه الأمة من الفتنة والاختلاف، وفي عنقك الموت، وأنا أخاف إن حدث بك حدث أن يقع الناس في مثل ما وقعوا فيه بعد مقتل عثمان فاجعل للناس بعدك علماً يفزعون اليه، واجعل ذلك يزيد ابنك.

فدخل معاوية على امرأته فاختة - وكان يعتبرها
مستشاره الخاص - وكان ابنها منه عبد الله بن معاوية، وقد كان بلغها ما قال المغيرة فقالت فاختة: ما أشار به عليك المغيرة أراد أن يجعل لك عدواً من نفسك يتمنى هلاكك كل يوم.

فشق ذلك على معاوية، ثم بدا له أن يأخذ بما أشار عليه المغيرة.

وكانت تتمسك بأمور دينها في كل الأمور. فقد سمعت فاختة ليلة غناء عند عبد الله بن جعفر فجاءت إلى معاوية، فقالت: تعال فاسمع ما في بيت هذا الرجل الذي جعلته بين لحمك ودمك. فجاء فسمع وانصرف، فلما كان آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر للقرآن فقال لفاختة: اسمعي مكان ما أسمعتيني. وكان معاوية يستمع إلى رأيها ويجلها ويحترمها.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 01:03 PM   #29


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



أم سليم ..مهرها اسلام زوجها ..







"رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة” هكذا بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لأنها كانت من الصحابيات اللاتي شهدن الغزوات وجاهدن في سبيل الله.

تزوحت أم سليم مالك بن النضر بن ضمضم وأنجبت منه أنس بن مالك ثم تزوجها الصحابي أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود وأنجبت منه عبد الله وأبا عمير.

أسلمت أم سليم وبايعت رسول الله وشهدت يوم حنين وهي حامل بعبد الله بن أبي طلحة وشهدت قبل ذلك يوم أحد تسقي العطشى وتداوي الجرحى.

واتخذت أم سليم خنجراً تدافع به عن نفسها يوم حنين، فاشتكى زوجها إلى النبي قائلاً: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر! فقالت يا رسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وحث زوجها على أن يعينها على مهمتها.


إسلام زوجها



اشتهرت أم سليم في التاريخ الإسلامي بأنها أول امرأة كان مهرها إسلام زوجها.

تقول أم سليم: آمنت برسول الله.
وجاء أبو أنس، وكان غائيا، فقال أصبوت؟
فقلت: ما صبوت ولكني آمنت بهذا الرجل!

وجعلت تلقن أنساً: قل لا الله إلا اله، قل أشهد أن محمداً رسول الله.

فيقول لها أبوه: لا تفسدي علي ابني، فتقول إني لا أفسده بل أصلحه.

فخرج زوجها مالك، فلقيه عدو فقتله فلما بلغها قتله قالت لا جرم.. لا أفطم أنساً حتى يدع الثدي، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس.

فخطبها أبو طلحة، وهو يومئذ مشرك، فأبت.

فقالت له يوماً: أرأيت حجراً تعبده لا يضرك ولا ينفعك أو خشبة تأتي بها النجار فينجرها لك هل يضرك؟ هل ينفعك؟ فوقع في قلب أبي طلحة الذي قالت فأتاها وأعلن إسلامه أمامها فقالت: فإني أتزوجك ولا آخذ منك صداقاً غيره.

وفي رواية: أما إني فيك راغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فذلك مهري، ثم قالت لابنها: يا أنس قم فزوج أبا طلحة.


صحبة النبي



ونالت أم سليم الصحبة النبوية المباركة لأنها كانت من عقلاء وأفاضل النساء كما يصفها ابن عبد البر والذهبي في الاستيعاب وسير النبلاء، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها ويصلي بها وبأنس ثم يقول لها: يا أم سليم إذا صليت الصلاة المكتوبة فقولي سبحان الله عشراً والحمد لله عشراً والله أكبر عشراً ثم سلي الله ما شئت فإنه يقال لك: نعم. نعم. نعم.

وكانت أم سليم عندما يزورها النبي تتحفه بالشيء تصنعه له لأنها كانت طباخة ماهرة فإذا شرب في إناء حفظته وإذا شرب من قربة قطعت فمها وحفظته. وكان البعض يسأل النبي لماذا تُكثر من دخول بيت أم سليم فيرد صلى الله عليه وسلم: إني أرحمها، قتل أخوها معي.

وتقول أم سليم: كان رسول الله يقيل في بيتي، فاستيقظ وأنا أجمع عَرقه، فقال يا أم سليم ما تصنعين؟ فقلت: آخذ هذا للبركة التي تخرج منك. ثم إن لي عندك طلباً خاصاً يا رسول الله فقال وماهو؟ قالت: أن تقبل ابني أنس خادماً لك. فرفع النبي يديه إلى السماء ودعا لها بالخير وقال: “اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له”.

يقول أنس بن مالك: وكان لي أخ أصغر مني يكنى أبا عمير، فزارنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا أم سليم ما شأني أرى أبا عمير ابنك خائر النفس؟ فقالت: يا نبي الله ماتت صعوة له - عصفور صغير - كان يلعب بها. فراح النبي يمسح رأسه ويقول: يا أبا عمير ما فعل النُفير.


عمرة رمضان



وعاد النبي صلى الله عليه وسلم من الحج وقال: ما لأم سليم أتحج معنا هذا العام؟ فقالت: يا نبي الله كان لزوجي جملان فأما أحدهما فحج عليه وأما الآخر فتركه يسقي عليه نخله. قال النبي: فإذا كان رمضان أو شهر الصوم فاعتمري فإن عمرة فيه مثل حجة.

وقد جمعها هي وزوجها حبهما للنبي صلى الله عليه وسلم فذات ليلة - كما يحكي أنس - قال أبو طلحة لأم سليم: سمعت صوت رسول الله ضعيفاً، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟

فقالت: نعم. فأخرجت أقراصاً من شعير، ثم أخذت خماراً لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي، وجعلت بعضه رداء على رأسي ثم أرسلتني إلى رسول الله. فوجدته جالساً في المسجد، ومعه الناس فقمت عليهم
فقال رسول الله: رسلك أبا طلحة؟
فقلت: نعم.
فقال: الطعام؟
فقلت: نعم
فقال رسول الله :قوموا.
فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله بالناس، وليس عندنا ما نطعمهم.

قالت: الله ورسوله أعلم.

ودخل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هلمي ما عندك يا أم سليم، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فَفُتّ، وعصرت عليه أم سليم بقايا سمن، ودعا النبي بالبركة ثم قال: “ائذن لعشرة” فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا،
ثم قال: “ائذن لعشرة” حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون رجلاً. ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت وبقي شيء من الطعام.

وخرج أبو طلحة إلى المسجد وترك ابنه أبا عمير مريضاً، وأثناء ذلك توفي الصبي فقالت أم سليم لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أُعلمه أنا.

فلما رجع أبو طلحة سأل عن ابنه فقالت أم سليم وهي أم الصبي: خير ما كان وتطيبت له وتصنعت له وجاءت بعشاء فتعشى وأصاب منها ما يصيب الرجل من أهله، ثم قالت أم سليم: يا أبا طلحة أرأيت أهل بيت أعاروا أهل بيت عارية - أي استعاروا - فطلبها أصحابها أيردونها أو يحبسونها؟ فقال: بل يردونها عليهم قالت: فاحتسب أبا عمير.

فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله فأخبره بما كان فقال النبي: بارك الله لكما في غابر ليلتكما!

يقول الراوي: فحملت أم سليم بعبد الله بن أبي طلحة حتى إذا وضعته، وكان اليوم السابع قالت أم سليم لابنها أنس: اذهب بهذا الصبي وهذا التمر إلى رسول الله حتى يكون هو الذي يحنكه ويسميه. يقول أنس: فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فمد النبي رجليه وأضجعه وأخذ تمرة فلاكها ثم مجها في فم الصبي فجعل الصبي يتلمظها. فقال النبي: أبت الأنصار وإلا حب التمر. وسماه النبي: عبد الله.


حفظة قرآن



وقد أنجب عبد الله بن أم سليم سبعة أولاد كلهم من حفظة القرآن وختمته ولم لا وقد خرج وهو في بطن أمه للقتال يوم حنين، وهو دعوة النبي صلى الله عليه وسلم التي استجابها الله!

وروت أم سليم أربعة عشر حديثاً، اتفق لها البخاري ومسلم على حديث واحد، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديثين، والباقي عند أصحاب السنن وغيرهم.

وكانت تعلم التلاميذ وتحفظهم القرآن،

ومن تلاميذها الذين حملوا العلم عنها: أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وعمرو بن عاصم الأنصاري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

لقد اختارت أم سليم الإسلام وكانت في عصمة رجل مشرك، ثم اختارت الإسلام مهراً لها فأسلم زوجها، واختارت حب النبي صلى الله عليه وسلم وفضلته على كل حب، واختارت أن تهب ابنها أنس لخدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت خياراتها كلها تنم عن شخصية قوية حرة.. فلم تدع نفسها لزوج يفرض عليها الشرك بالله بل فرضت هي الإسلام على الرجل الذي طلبها للزواج فاستحقت إذن أن يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم:

“رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة - أم سليم - وسمعت حشفة - أي حركة - فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال”.


وفاتها

وتوفيت أم سليم وتركت سيرتها العطرة لكي تقتدي بها المسلمات المؤمنات القانتات في كل عصر ومكان. أليست من المبشرات بالجنة.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2017, 01:04 PM   #30


الصورة الرمزية السعيد
السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسة زوجات وابناء وبنات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين



الشاعرة ام ذر






هي شاعرة من شاعرات العرب، ارتبط اسمها بزوجها الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري .. الزاهد .. العابد .. الثائر وعاشت معه حياة الفقر الاختياري والزهد التي فرضها أبو ذر الغفاري على نفسه وعلى آل بيته.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يبتسم قال لأبي ذر: حدثني ببدء إسلامك.

قال أبو ذر: كان لنا صنم يقال له: نهم فأتيته فصببت له لبنا ووليت فحانت مني التفاتة فإذا كلب يشرب اللبن فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم فأنشأت أقول:

ألا يا نهم إني قد بدا لي

مدى شرف يبعد منك قربا

رأيت الكلب سامك خط خسف

فلم يمنع قفال اليوم كلبا

وسمعتني أم ذر فقالت:

ألا فابغنا ربا كريما

جواداً في الفضائل يا ابن وهب

فما من سامه كلب حقير

فلم يمنع يداه لنا برب

فما عبد الحجارة غير غاو

ركيك العقل ليس بأهل لب

فقال صلى الله عليه وسلم: صدقت أم ذر فما عبد الحجارة غير غاوٍ.

عاشت أم ذر مع زوجها المتبتل حياة الزهد وشظف العيش فصبرت ولم تشكو لأحد، بل كانت تشارك زوجها العبادة.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم، إلى بره وصدقه وجده، فلينظر إلى أبي ذر” ويقول عليه الصلاة والسلام: “ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر”.

لقد عاش أبو ذر الغفاري حياته كلها يقاوم الترف والبذخ، ويأخذ على بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ارتفعوا في البنيان. لقد وقف يسائل معاوية في غير خوف ولا مداراة عن ثرواته قبل أن يصبح حاكما، وعن ثروته اليوم!! عن البيت الذي كان يسكنه بمكة، وعن قصوره بالشام اليوم!

ثم يصرخ في الحافين حوله قائلا: “عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف يخرج على الناس شاهراً سيفه؟! بشر الكانزين بمكاوٍ من نار يوم القيامة”.

ويعرض عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان، بعد حوار طويل، الإقامة معه في المدينة فأجابه أبو ذر: لا حاجة لي في دنياكم!!

حضور دائم



وفي كُلٍ، كانت الأم والشاعرة والزوجة أم ذر حاضرة، ولم تسجل كتب السير أنها كانت تعترض على أسلوب حياة أبي ذر، بل المؤكد أنها كانت تشاركه نفس نزعة الزهد والتبتل، وكانت تعتبر هذا جهاداً في سبيل الله.

ويقبل أبو ذر النفي الاختياري في الربذة وتحضره الوفاة وبجانبه جلست أم ذر تبكي. فقال لها: ما يبكيك ؟

فقالت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يدان لي بنعشك، وليس معنا ثوب يسعك كفنا، وليس عندك مال!
فقال: لا تبكي وأبشري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يموت بين امرأين مسلمين، ولدان أو ثلاثة فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبداً” وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم: “ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين” وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة وإني أنا الذي أموت بالفلاة، والله ما كذبتُ ولا كُذبت، فأبصري الطريق.

تقول أم ذر: فقلت: أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطرق؟

فقال: انظري. فكنت أصعد فوق كنيب من الرمال أنظر إلى الطريق ثم أرجع إليه فأمرضه.
فبينما أنا كذلك إذ أنا برجال على رواحلهم فألححت عليهم، فأسرعوا إليّ، فقالوا: مالك يا أمة الله؟
فقلت: امرؤ من المسلمين تكفنونه، يموت،
قالوا: ومن هو؟
قلت: أبو ذر.
قالوا: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: نعم.

وإن عبد الله بن مسعود، وكان على رأس جماعة المؤمنين، ليبصر المشهد قبل أن يبلغه ة مشهد جسد ممتد يبدو كأنه جثمان ميت، وإلى جواره سيدة وغلام يبكيان، ويلوي زمام دابته والركب معه صوب المشهد، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان، حتى تقع عينه على وجه صاحبه وأخيه في الله والإسلام أبي ذر، وتفيض عيناه بالدمع، ويقف على جثمانه الطاهر يقول:

“صدق رسول الله.. تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك”.

ثم غسلوه وكفنوه وصلى عليه ابن مسعود وأصحابه، ودفنوه، وقامت أم ذر فذبحت شاة وطبختها لجماعة المؤمنين، وذلك بناء على وصية أبي ذر، وقد أرسل عثمان بن عفان إلى أم ذر وأبنائها فضمهم إلى أهله.

أم خلاد



أما “أم خلاد” فهي زوجة الصحابي الجليل: عمرو بن الجموح. وقد سجلت هذه الصحابية موقفاً خالداً سيظل مضيئا حتى قيام الساعة.

فقد شهدت أم خلاد غزوة أحد مع زوجها وولدها وأخيها،
ولما استشهد الثلاثة حملتهم الصحابية الجليلة على بعيرها ومضت بهم عائدة إلى المدينة ولقيتها في الطريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت لأم خلاد: ما وراءك ؟ قالت أم خلاد: أما رسول الله فصالح، وكل مصيبة بعده جلل - هينة - واتخذ الله من المؤمنين شهداء.
فقالت عائشة: ومن هؤلاء؟ (تسأل عن الشهداء)
فقالت: أخي، وابني خلاد وزوجي عمرو بن الجموح،
قالت عائشة: فأين تذهبين بهم؟
قالت: إلى المدينة لأدفنهم فيها، ثم زجرت بعيرها ليتابع سيره، فما استطاع، فلما وجهته إلى ميدان القتال أسرع، ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم حتى دفنهم، ثم قال “ترافقوا في الجنة: عمرو بن الجموح، وابنك خلاد، وأخوك عبد الله”
قالت أم خلاد: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني معهم، فدعا لها.

وبهذا المقياس، مقياس المسؤولية واحتمال التبعة، تحملت أم خلاد المحتسبة المجاهدة هذا الموقف العصيب بكل مضاعفاته، فكانت رمزاً من رموز القوة، وكانت على مستوى مسؤولية الإيمان الذي صاغ منها سلاحا من أسلحة القدر، فكانت بصبرها وبيانها صورة التحدي الإسلامي الذي صار شوكة في حلق عدو ظن أنه بالنصر الخاطف في أُحد قد قضي على المسلمين، فإذا بصفعة الصمود والجهاد تأتيه من أم خلاد، ومن حيث لا يحتسب.

بنت طبيب العرب



هي “أزدة” بنت طبيب العرب الحارث بن كلدة.. مجاهدة خاضت ساحات الوغى بكل بسالة، ورباطة جأش. فقد ذكر المؤرخون أن أهل ميسان اجتمعوا لحرب المسلمين فلقيهم المغيرة بن شعبة بالمرغاب وقد ترك العدو قريبا من دجلة.

فقالت أزدة بنت الحارث لمن معها من النساء: إن رجالنا في نحر العدو ونحن في الخلف ولا آمن أن يغيروا علينا وليس عندنا من يمنعنا، كما أنني أخاف أن يكثر العدو على المسلمين فيهزمونهم، فلو خرجنا لأمنا ما نخاف، ويظن المشركون أنا عدد ومدد قد أتى المسلمين فيكسرهم ذلك وهي مكيدة. فأجبنها إلى ما قالت، فاتخذت لواء من خمارها واتخذت النساء رايات من خمرهن ومضين وهي أمامهن وتقول:

يا ناصر الإسلام صفا بعد صف

أن تهزموا وتدبروا عنا نخف

أو يغلبوكم يغمزوا فينا القلف.

فلما رأى المشركون الرايات مقبلة ظنوا أن مدداً أتى المسلمين ففروا واتبعهم المسلمون فقتلوا منهم عدة.

وفي رواية: أن أزدة بنت الحارث كانت زوجة لعتبة بن غزوان فلما استعمل عمر عتبة قاتل أهل مدينة الفرات فراحت امرأته أزدة تحرض الناس على القتال، ففتح الله على المسلمين تلك المدينة.


 
 توقيع : السعيد



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أجمعين, الله, الصحابة, تعالى, رضوان, سلسة, زوجات, عليهم, وابناء, وبنات


 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيرة الصحابة رضوان الله عليهم السعيد ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين 51 08-30-2018 12:24 PM
آداب ذكر الله تعالى جودي رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 6 07-22-2014 02:40 AM
تعظيم الله تعالى (1 / 2 ) منال نور الهدى رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 4 06-21-2014 06:48 PM
نبذة عن زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم آفراح ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين 6 05-11-2014 02:17 PM
الحب الجلي بين عمر وعلي رضي الله عنهما أجمعين آفراح ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين 5 05-11-2014 02:16 PM


الساعة الآن 05:03 AM