المقالة الحادية عشرلصحفي محمد العتابي

مقالي ليوم الاحد 15/10/2017 في صحيفة النهار
ياويل من عذاب الله
محمد كريم العتابي
دخل إلى مكتبه الفاره والمعطر بأجود انواع العطور الفرنسية وقال بسم الله، توكلت على الله ... أطفأ موبايله الخاص وطلب من موظفيه ومعاونيه في العمل
عدم إزعاجه وإلغاء جميع مواعيده واغلق باب مكتبه اشعل سيجارته وارتشف قدحاً من الشاي وهمهم مع نفسه بكلمات غير مفهومة وعلى غير عادته أطفأ الانوار
وباتَت الاجواء ساكنة رومانسية والجميع ينظر بعضهم البعض مستغربين من هذه التصرفات الغريبة وغير المألوفة لديهم ، بدأ الدوام الرسمي في العمل والجميع ينتظر
ان تفتح الباب كي يعرفوا ما قصة مديرهم وذلك من باب الفضول ولا شيء آخر غير ذلك، الكل يترقب بحيرة وقلق ماسيحدث لو أن السيد المدير فتح الباب ،ساد الصمت
وانقطعت الانفاس وعباد الله المراجعين المساكين لتلك الدائرة الحكومية منتظرين رحمة الله كي يلطف بهم وتفتح الابواب ،الوقت يمر ببطيء وكأن عقارب الساعة قد توقفت ،
عيون كالحة وهمسات الناس تزداد ترقباً متى سيفرجها الله عليهم ،احدى النساء ارادت ان تسأل موظف الاستعلامات عن سبب التأخير لكن فوجئت بعدم تلقيها اجابة واضحة
ومقنعة،بعد اربع ساعات من الوقت خرج المدير فرحاً من مكتبه وطلب من الموظفين إحضار الحلوى والمشروبات الغازية والعصائر والكيك ليحتفلوا معه فقد وصل إلى مرحلة
متقدمة في لعبة المزرعة السعيدة على النت وحصل على مزارع كبيرة وحقول وفلل وابقار وطيور ووو... بعدها هنئه بعض الموظفين المتملقين اصحاب الوجوه المتعددة
على ذلك الانجاز الكبير وبدأ الدوام ووقف المراجعين بطوابير الانتظار من جديد وكأن شيئاً لم يكن والسيد المدير ظل مبتسماً فرحاً طول الوقت ونسيَ ان له رباً يراقب
جميع تصرفاته لانه اهمل عمله الموكل اليه ويا ويل من عذاب الله.!!


.