الوان الجزائر

بسم الله نبدأ..

قد يكون للموقع الاستراتيجي الذي تحتله الجزائر من اكثر العوامل التي جعلتها تزخر بتنوع طبيعي و ثقافي و حضاري مبهر.

فهي بتمركزها في وسط شمال افريقيا و باطلالة شمالها على مياه البحر الابيض المتوسط
و امتداد مساحتها جنوبا الى غاية الصحراء الكبرى.

كل هذا جعل منها مفترقا للعالم المتوسطي و العربي و الافريقي.

و اليكم خريطة الجزائر التي توضح لكم موقعها و الدول التي تحدها:

بحيث تحدها:

شرقا: ليبيا و تونس.

و غربا: المملكة المغربية، موريطانيا و الصحراء الغربية في جنوبها لغربي.

أما جنوبا: فتحدها دولتا المالي و النيجر.

و عليه سأقوم بتقسيم الموضوع الى ثلاثة اجزاء بحسب مناطق الجزائر:

1-مدن الساحل الجزائري.

2-المدن الداخلية.

3-مدن الجنوب الجزائر:

و نظرا لشاسعة الجنوب الجزائري بحيث يشكل ¾ من مساحة الجزائر أي اكثر من مليون كلم مربع، فسوف نقسم هذه المنطقة في حد ذاتها الى قسمين، كالتالي:

أ-الهضاب العليا و بوابات الصحراء.

ب-الصحراء الجزائرية.

اليكم الخريطة التي توضح تقسيمي لمناطق الجزائر من الشمال الى الجنوب:

و تجدر الاشارة الى أن عددها 15 ولاية و هي المدن المشار اليها باللون الازرق في الخريطة الموجودة اعلاه..

ففي الشمال أين تطل الجزائر على البحر الابيض المتوسط ممتلكة بذلك ساحلا ممتدا من اقصى الحدود التونسية شرقا الى غاية الحدود المغربية غربا على مسافة 1200 كلم و العديد من المدن الساحلية التي قد تبهرك بجمالها، لروعة شواطئها وعمرانها المتميز لتنوعه بين العمارة الاندلسية و العثمانية و الفرنسية، اضافة الى العديد من المدن الاثرية الرومانية، لتوالي الاستعمارات الأجنبية على أرضها منذ العصور القديمة.

الجزائر العاصمة..

وهران الباهية.



بجاية..




سكيكدة..



عنابة




ملاحظة:تم ذكر الولايات بحسب ترتيبها الجغرافي من الغرب الى الشرق، باستثناء العاصمة التي تتوسط الساحل الجزائري.
و على هذا الأساس سنضع الجزائر العاصمة هي النقطة المركزية لنحدد مواقع باقي المدن التي سنتعرف عليها.

وتذكروا جيدا: كلما رأيتم البحر فاعلموا أنكم في احدى مدن الشمال الجزائري.



صور تبين تنوع الطابع المعماري في مدن الساحل الجزائري..



































كما يتميز مناخ الشمال الجزائري بأنه متوسطي معتدل
حتى أننا في مدينة وهران بالغرب الجزائري نتابع الاحوال الجوية للجنوب الاسباني، فمتى ما كانت لديهم موجة برد او عواصف فاننا نترقب دورنا و وصولها الينا بعد اسبوع او اقل.

أجواء الشتاء في الشمال الجزائري بالصور .



ففي فصل الشتاء يكون الطقس بارد جدااا و بدرجات حرارة منخفضة بسماء ملبدة بالغيوم و امطار غزيرة، فنشتاق حينها الى الشمس و دفئها، لدى لكل من يرغب بزيارة الجزائر شتاءا عليه الوضع في حسبانه هذه النقطة.









أما بالنسبة للثلوج في شمال الجزائر، فلا تتساقط في المدن الساحلية الا في المدن التي توجد بها مرتفعات يزيد علوّها عن 2000م، و نجد أن هذه المرتفعات متمركزة في منطقة القبائل، باستثناء مدينة جيجل الساحلية و التي تتساقط فيها الثلوج على قمم قد لا تتجاوز 600 متر.

و هذا ما توضحه الخريطة الآتية:
هذه الصورة تم اعادة تحجيمها . الحجم الافتراضي لها هو 991x426.


صور الثلوج في مدن الساحل الجزائري..

بمرور فصل شتاء بارد و ممطر، تجدنا نتمتع بربيع دافئ مانحا ايانا مناظر طبيعية في قمة الروعة، بافتراش الارض لبساطها الاخضر و تنوع المحصولات الزراعية من مختلف الخضر و الفواكه.













سبحان الله حسيتها جدتي ربي يحفظها، بحجابها الابيض و نظاراتها، ربي يحفظ لنا أمهاتنا.


























مع الملاحظة انه كلما اتجهنا نحو الشرق الجزائري كلما زادت المناظر الطبيعية اخضرارا و روعة و بهاءا.

و طبعا لا تكتمل فصول السنة الا بالصيف أين يعلن فيه عن بداية موسم الاصطياف و عودة المغتربين الى أرض الوطن للإستمتاع بأمواج البحر الأبيض المتوسط، في شواطئ خلابة بحيث تجمع بين زرقة مياه البحر و خضرة الغابات المحيطة بالشواطئ و جبال تحفها من كل جانب، في منظر أكيد سيسحر أي عاشق و متذوق للطبيعة..

و الآن الى الصور مع الملاحظة ان جميع الحقوق محفوظة لأصحابها.

مع غروب الشمس نكون قد انهينا جولتنا الصيفية في سواحل الجزائر الممتدة من اقصى الغرب الى اقصى الشرق، مع أن أغلب الصور هي لشواطئ المدن التالية:بجاية، سكيكدة، جيجل، تيبازة.



و قد سبق لي و أن كتبت موضوعا مفصلا عن احدى مدن الساحل الجزائري و التي هي مدينتي "وهران الباهية"..

باذن الله تعالى سأحاول كلما سمحت الفرصة التكلم عن كل مدينة في موضوع مستقل حتى أعطي لكل ولاية حقها من الاماكن الجميلة التي تزخر بها، فلكل مدينة من مدن الشمال الجزائري طابع خاص و مميز بها.

ملاحظات متفرقة:

* تتركز معظم المدن الكبرى على الشريط الساحلي الجزائري، على غرار العاصمة الجزائرية "الجزائر".. وهران.. عنابة..

* نجد أن أكبر كثافة سكانية متواجدة كذلك في مدن الساحل الجزائري، رغم ضيق مساحة مدن الشمال مقارنة مع الجنوب الجزائري الذي يشكل اكثر من ثلاثة ارباع مساحة الجزائر.

* و لأن مدن الشمال تمثل المدن الكبرى للجزائر فاننا نجد الناس اكثر انفتاحية و تكلما للغة الفرنسية ، و العكس صحيح كلما اتجهنا جنوبا كلما كانت المدن اكثر محافظة على العادات و التقاليد و تمسكا باللغة العربية.
و مع ذلك يبقى الأمر نسبي، فلكل ولاية طابعها الخاص.

* سكان الشمال الجزائري عرب و يتكلمون العربية، باستثناء منطقة القبائل الفاتنة فسكانها أمازيغ و يتكلمون اللغة الامازيغية.

و أعتقد أني لا أبالغ ان قلت انها من أجمل بقاع الأرض، و أجمل ما يوجد في الجزائر.

انتهينا من الجزء الأول و الذي خصصناه فقط للتعرف على مدن الشمال الجزائري المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

و انتظروني إن شاء الله في الأجزاء القادمة للتعرف على لون جديد من ألوان الجزائر، وعلى بيئة أخرى مختلفة كليا عما رأيناه في الجزء الأول، و كأننا غيرنا البلد مع أننا مازلنا فقط ضمن حدود بلدي الجزائــــر..

مرحبـــــا بكم مجددا..

و هذه المرة على سفوح جبال الأطلس التلي، أين الخضرة والشلالات، الثلوج و الجبال الشامخة شموخ الجزائر..

فمرحبــا بكم في ولايات قد لا تتمتع بما يتمتع به الساحل الجزائري من شواطئ خلابة و مدن كبرى.
لكنها ولايات ذات طابع خاص، عرفت كيف تحافظ على موروثها الشعبي و تقاليدها الجزائرية العريقة.
فنجد في ريفها الهادئ الجمال الرباني و بساطة العيش و عادات و تقاليد جزائرية أصيلة.

فمرحبا بكم في قسنطينة"مدينة الجسور المعلقة"..

في سطيف عاصمة الهضاب العليا..

في البليدة و مرتفعات الشريعة..

في البويرة صاحبة أجمل المرتفعات، في قالمة و ملية، في معسكر و غليزان...

وغيرها من المدن و التي يصل عددها الى 15 ولاية تقريبا.
اضافة الى تلمسان طالما انها تشارك مدن الساحل و المدن الداخلية نفس الخصائص..

و الآن دعونا نتعرف على خصائص هذه المدن، فبعدما ابتعدنا قليلا عن الشمال و صخب المدن الكبرى متجهين جنوبا، نجد أنفسنا في المدن الداخلية و المشار اليها في الخريطة باللون الاخضر:

هذه المدن التي تخترقها سلسلة الأطلس التلي من أقصى الغرب الى أقصى الشرق، و تتميز هذه السلسة بأن جبالها أكثر تماسكا و محاذية للساحل لدى نجد أنه تكثر بها الغابات و يكون الغطاء النباتي بها كثيف جدا.

سبحان الله العظيم..
بصراحة منظر مهيب جداااا، أن يكون مقر اقامتك أسفل هذا الجبل الشامخ..

هذه الصور هي لجبال مؤخوذة من مختلف الولايات الداخلية و مرتبة من الغرب الى الشرق كالتالي:

مدينة البليدة-المدية-البويرة-سطيف-ميلة-قسنطينة- سوق اهراس.

طبعا و نحن بصدد التكلم عن جبال

سلسلة الأطلس التلي لا يمكننا الا أن نتوقف عند جبال جرجرة بولاية البويرة..
و التي بها أعلى قمة في السلسلة ككل "قمة لالة خديجة" و التي يبلغ ارتفاعها 2308م.


و دون أن اصف لكم جمال و روعة هذه القمة، أترككم مع الصور لتشاهدوا بأنفسكم،
على أمل أن يكون لي تقرير مفصل عنها في مستقبل الأيام ان شاء الله، لأنها تستحق فعلا ذلك..


الـــــــى الصور:

أعجبت جدا بهذه الصور، فالمصور كان في أعلى القمة و من تحته السحب ..رووووعة..
و أتوقع أنها تجربة فريدة و لا تنسى بسهولة..














سبحان الله العظيم..

اضافة الى ذلك نجد مجموع "السهول الداخلية" و التي تشكل أراض زراعية خصبة، و لهذا السبب نجد أن العديد من الولايات الداخلية تعتبر مدنا صغيرة
و في مقابل ذلك نجدها تتمتع بريف شاسعو أغلب نشاطات سكانها تكون في ميدان الزراعة و تربية المواشي.

وتاركين ورائنا حياة المدن الكبرى بصخبها و كل تعقيداتها، متوجهين نحو الريف، لنتعرف سوية على قرى و مداشر الريف الجزائري..

لنتعمق أكثر فنجد مثل هذه البيوت البسيطة المتناثرة في الريف الجزائري..






لنقترب أكثر من هذه البيوت بكل بساطتها..















و يبقى للتكنولوجيا حضور

..لكن رغم ذلك نجد من ضمنها مدنا كبرى على غرار "قسنطينة" (مدينة الجسور المعلقة)
و التي تعتبر عاصمة للشرق الجزائري.

مدينة "تلمسان" (ثان ولاية في الغرب الجزائري بعد وهران من حيث الأهمية).


مدينة "سطيف العالي" (عاصمة الهضاب العليا).












"مدينة البليدة"..مدينة الورود..





مدينة "سوق أهراس"..

طبعا و ما دمنا ابتعدنا عن الساحل و أصبحت تفصلنا عنه سلسلة جبلية متماسكة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب،

فبالتأكيد يكون المناخ قد تغير و اختلف عما كان عليه في مدن الساحل الجزائري.
و بهذا الخصوص أعلمكم أن المدن الداخلية تتمتع بمناخ قاري، فيختلف شتائها ليصبح أشد برودة من اقليم المتوسط..
بحيث إن زرت احدى هذه المدن شتاءا فتذكر أنك ستكون على موعد مع تساقط الثلوج و درجات حرارة جد متدنية تصل الى ما تحت الصفر..

و الآن الى الصور لنتعرف على أجواء فصل الشتاء في هذه المناطق من الوطن..
و انصحكم بلبس ملابس ثقيلة لأنو البرد شديـــد جدااا في الصور القادمة

و نبدأ بسم الله بمدينة قسنطينة..

ضباب و أمطار و درجات حرارة منخفضة..

و ثلوووووووج

و الآن الى شتاء مدينة البليدة..

سطيف..

تلمسان..

ميـــــلة..

و هذا ما يجعل الأسر الجزائرية لا تستغني عن المدفأة طوال هذا الفصل..

اضافة الى الملابس الثقيلة..



فيوجد لباس خاص بالرجال و الذي يسمى ب "القشابية" يصنع من الصوف و وبر الجمال ليقيهم برودة الطقس..

فينشتر مثل هذا اللباس في المناطق الداخلية..و يفتخر بلبسه الرجال..لكونه من ثرات الأجداد..

مع العلم انه بدأ بالانتشار في المدن و المنطاق الحضرية لكن يستغرب وجوده في الادارات و الشركات و المدارس

يلبس فقط في الشوارع و الأماكن العامة..

و الآن سننطلق نحو المرتفعات..و نرى كيف تكون أجواء هذا الفصل البارد..
على قمم جبال سلسلة الأطلس التلي..

مرتفعات الشريعة بالبليدة..







مرتفعات مدينة سطيف..












ولاية المدية..



و لاية تيسمسيلت..




ولاية البويرة..








لنختم جولتنا باعلى و أجمل مرتفع على مستوى الأطلس التلي ككل..

قمة "لالة خديجة" بمدينة البويرة و هو مغطى بالثلوج..



و بهذا الشكل نكون قد أخذنا فكرة وافية عن شتاء هذه المناطق..لذا لكل من يريد زيارة الجزائر في موسم الثلوج،
فعليه أن تكون زيارته في فصل الشتاء لاحدى ولايات المدن الداخلية..

أكيد بعد فصل شتاء بارد و مثلج لابد من ربيع لطيف و دافئ..
..و عليّ أن أعترف أنه أروع ما يكون في هذه المناطق

الــــــــى الصّور..فهي أبلغ مني في وصف جمال هذه المناطق..

ربيـــــــــع المدية..

قالمــــــــــــة..

ربيـــــــع سطيف..

ربيـــــع تلمسان..

معسكــــــــر..

صور من ولايات مختلفة..

و قبل أن أختم هذا الجزء، أحببت أن أتطرق لعادة مشهور جدا في أرياف الولايات الداخلية، و هي عادة موروثة عن الأجداد، ترمز إلى علاقة الرجل الجزائري بأرضه و تعلقه بها
و هي: "الوعدات أو الزردات"

و هي بمثابة ميعاد و التقاء الناس في مكان ما، يلعبون و يتبارزون على الجياد ويمرحون و يرقصون على الموسيقى الشعبية ثم يتغدون في نفس المكان.

فمنذ القدم كانت القبائل الجزائرية تقيم هذه الولائم و تستدعي القبائل المجاورة و القبائل القريبة منها في النسب و تحيي هذه المواعيد خلال ايام معدودة، و غالبا ما تكون في الأيام التي ينتهي فيها رجال القبيلة من أعمالهم و خصوصا بعد انتهاء موسم الحصاد أو بعد الحرث .
على هذا المنوال تقوم الوليمة، لتلتقي فيها جل القبائل للحديث عن الامور التي تخصهم و لتفك بينهم نزاعاتهم و كذلك لتمتين روابط نسبهم و مساعدة محتاجيهم .
كما تذبح الماشية ويعد الأكل و المتمثل في أشهر أكلة في المغرب العربي "الكسكسي" ليقدم للضيوف و عابري السبيل في جو تضامني يزيد من الروابط الانسانية تماسكا.

معلومات زاخرة عن دولة الجزائر بلد الشهداء
امتنان عميق لهذا الطرح استاذ السعيد
ودي لك

ماشاء الله تبارك الله ع جمال المناظر توحفه تاخذالعقل
شكرالك السعيد
لاعدمناك وجودك

تسلمين اختى سوالف على تشريفك الكريم للموضوع