حفظ البيانات .. ؟ هل نسيت كلمة السر .. ؟

شغل الموسيقى هنا




اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَلامة والإسلَام، والعَافِية المُجَلّلة، ودِفَاع الأَسْقَام، والعَون عَلى الصَلاة والصِيام وتِلاوَة القُرآن..اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا، وقَبِلْتَهُ مِنَّا. اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوُّ كَرِيم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَأعْفُ عَنَّا يَاكرِيم . كُلّ عَامٍ وَ أنتُم بِأَلْفِ خيْرِ وَ صِحَة وَعَافِيَة بِحُلُول شَهر التَوبَة وَ المَغْفِرَة شَهْرُ رَمَضان الْمُبَارَك كَلِمةُ الإِدَارَة


جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاضُ الإعْجَازُ القُرْآنــي

رِيَاضُ الإعْجَازُ القُرْآنــي ( الاعجاز العلمي و البياني وتفسير الآيات والعلوم القرآنية)

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 04-18-2018, 02:22 PM   #591


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفسير سور القران الكريم كاملا




بسم الله الرحمن الرحيم


سورة الاخلاص (112 )


الدرس الاول





الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون: ورد في بعض الأحاديث الصحيحة أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، لأن القرآن فيه أمر ونهي وفيه إخبار، وفيه صفات الله عز وجل وصفاته الحسنى، فهذه السورة فيها وصف دقيق للذات الإلهية، يقول الله عز وجل:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)﴾
( سورة الإخلاص )
الضمائر كلها في العربية تعود على اسم قبلها، الضمائر ضمائر مستترة وضمائر ظاهرة، ضمائر متصلة وضمائر منفصلة، الضمير كله في العربية يعود على اسم قبله، إلا ضميراً واحداً وهو ضمير الشأن يعود على ما بعده.
قل هو نبأ عظيم تعود على النبأ.
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)﴾
( سورة الإخلاص )
هو في هذه السورة ضمير شأن يعود على ما بعده، ولكن استعمال ضمير الشأن استعمال دقيق واستعمال خاص بمعنى بأن الشيء البارز الصارخ الذي لا يشك به أحد، أحياناً فيما بين الناس يقول أحدهم هو، من هو ؟ الشيء المعروف المدرك الظاهر، فربنا عز وجل هو الحقيقة الكبرى في الكون، كل ما في الكون من خلقه وبأمره، وإليه مصيره، أحياناً يقول لك يوجد في هذا البيت رجل واحد، يوجد في هذه المؤسسة مدير واحد بيده كل شيء، هذا الكون أمره بيد الله، خلقه بيد الله تسييره بيد الله، مصيره إلى الله، كلمة الله هي كل شيء.
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
ربنا عز وجل يقول:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)﴾
( سورة الإخلاص )
الذي خلق الكون ألا تعرفه ؟ الذي أمدك بما تحتاج، ألا تعرفه ؟ هو رب العالمين، ألا تعرفه ؟ هو المسير، هو الخالق، هو البارئ، هو المصور، أما كلمة الله قال عنها علماء التوحيد هي علم على الذات، الله عز وجل ذات كاملة، الاسم الذي يشير إلى هذه الذات الكاملة هو الله، ما سوى ذلك أسماءه، تقول الغني، القوي، الرحيم، اللطيف، الودود، الحليم، الخبير، هذه أسماءه، أما إذا جمعت كل هذه الأسماء بكلمة واحدة الله، اسم علم على الذات، إذا قلت الله أي الرحيم والعليم والقدير، واللطيف، والسميع، والمجيب.
قل هو الله أحد، الحقيقة كأنما الله عز وجل يدعونا إلى معرفته، هل عرفته هو الخالق، كان الله ولم يكن معه شيء، هل عرفته هو القوي الأرض كلها إذا دخلت في ثقب أسود فضائي أصبحت في حجم البيضة الأرض الخمس قارات الخمس والبحار أربعة أخماس، والأرض محيطها أربعين ألف كيلو متر، ووزنها عشرة بليون بليون طن، هذه إذا دخلت في ثقب أسود من ثقوب الفضاء ذات الضغط المرتفع يصبح بحجم البيضة، هذه قوة الثقب الأسود ومن منح هذا الثقب هذه القوة ؟ القوي، هل يوجد جهة في الأرض تقول أنا، من علامات قيام الساعة قال تعالى:
﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)﴾
( سورة يونس )
أكبر مدينة في العالم بقدرة الله تغدو تحت الأرض بثلاث ثواني، وترون بأعينكم ما يجري في العالم، أعاصير تدمر كل شيء، فيضانات تجعل ملايين مملينة بلا مأوى، تتلف المحاصيل، تخرب البيوت، فيضان نهر واحد ارتفع منسوبه ثلاثة أمتار أحرق الأخضر واليابس، زلزال واحد فجعلناها حصيداً كأن لم تغنى بالأمس، ماذا أقول القوي هل عرفت القوي ؟ قل هو الله أعرفته قوياً، أعرفته رحيماً أرحم الخلق بالخلق رسول الله، والله عز وجل رحمته واسعة قال تعالى:
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾
( سورة آل عمران )
امرأة تقبل ابنها وتضمه وهي تخبز على تنور، رآها النبي مع أصحابه قال أتلقي هذه المرأة ابنها إلى النار، احتمال امرأة لها مولود جميل جداً عقلها يكاد يختل من محبتها له، احتمال أن تلقيه بالتنور بالمائة كم ؟ صفر، قال: أتلقي هذه المرأة ولدها إلى التنور ؟ قالوا: معاذ الله، قال: والذي نفس محمد بيده الله أرحم بعبده من هذه بولدها.
هل عرفت رحمة الله ؟ قل هو الله، يجب أن تعرف رحمته، يجب أن تعرف قوته، يجب أن تعرف رحمته، يجب أن تعرف عدله.
إذا جار الأمير وحاجباه وقاضي الأرض أسرف بالقضاء
فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء
زارني طبيب قديم وقال لي أنا أحمل ثلاثة بورد، وخرجت خمسين جيل أطباء، اختصاصه بالسرطان والأشعة فزارته امرأة مع زوجها معها سرطان بالثدي منتشر إلى كتفها، فانفرد بزوجها وقال له: إنك مجرم، قال: لما، فقال له: لأنك تأخرت كثيراً في مجيئها إلي، السرطان يبدأ كحبة الحمص، والأمل كبير بالشفاء يستأصل، يعالج بالأشعة، أما تأتيني بعد سنتين من بدء المرض، فقال له زوجها: لا يا طبيب نحن عند الطبيب الفلاني وما قال هذا الكلام ونحن عنده سنتين نعالج ويعطينا كورتيزون ومسكنات، فقال له طالب الطب سنة الثالثة يعرف السرطان، عرف الزوج أن هذا الطبيب أراد أن يبتز هذه المريضة، لو قال لها سرطان ليس اختصاصي تذهب إلى غيره، فأوهما أنه قضية ورم عادي يزول ببعض الأدوية، يقول لي هذا الطبيب من شدة فزع الزوج وألمه وقع على الأرض وخاطب الله وهو منبطح وقال له: يا رب إذا كنت موجوداً فانتقم من هذا الطبيب، قال لي وبعد ستة أيام توفيت وانتهى الأمر، بعد حين يأتيني شاب وسيم، يجلس في المكان الذي جلس فيه زوج المريضة وقال لي: أنا زميلك فقال له ما اسمك فإذ هو نفسه الطبيب ومعه سرطان في الصدر.
أقسم لي وبحسب خبرته عمر هذا الورم أحد عشر شهر، في الساعة التي وقع فيها الزوج على الأرض وابتهل إلى الله أن ينتقم منه، الله قوي أنت حينما تؤمن بالله، لا يوجد إلا الله إله، حينما ترى مع الله أحداً، لا يوجد مع الله قوي، لا يوجد مع الله غني هو الغني وحده لا يوجد مع الله رحيم هو الرحيم وحده، هو اللطيف وحده، لذلك قل هو الله أحد، أحد، إذا وجد معه واحد رحيم لم يعد أحد، أذا وجد بهذه المنطقة طبيبين معهم بورد لا أستطيع أن أقول أنني وحدي معي هذه الشهادة و هي أنه طبيب و فلان معه مثلها، ما معنى أحد ؟ أي الله عز وجل ليس في خلقه واحد يشركه في صفاته و أسمائه، قال تعالى:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)﴾
( سورة الإخلاص )
فلذلك من السذاجة المضحكة أن تظن أنه لمجرد أنك تقول الله خلق الكون فإنك تعرفه لا و الله، لا بد من أن تقف عند أسمائه اسماً اسماً، لا بد من أن تعرف القوي و الغني و الرحيم و اللطيف، الله عز وجل لطيف.
أما هذا طبيب أسنان إن أراد أن يقلع ضرساً لطفل صغير لا بد من تخديره بإبرة ألمها لا يقل عن قلع الضرس، غرس الإبرة في النيرة مؤلم لكن الله عز وجل حينما يريد أن يبدل لهذا الطفل أسنانه هل يوجد ألم ؟ فجأة وجد سنه يأكله مع الطعام.
اسمه اللطيف، بلطف بالغ لو واحد رافقك الآن يضيق خلقك منه بعد ذلك يا أخي ابتعد عني، الإنسان ظله ثقيل، الله معنا كلنا و لكن بلطف لا تحس أنه مشكلة، هو معك أينما كنت في خلوتك و في جلوتك الله عز وجل لطيف، و يجب أن تعرف شيئاً عن لطفه و عن رحمته و عن قدرته، مركبة فضائية سموها المتحدي أطلقوها و سموها المتحدي و فيها سبعة رواد فضاء مع امرأة بعد سبعين ثانية كانت كتلة لهب في السماء، قوي مع أنه يوجد فحص دقيق و يوجد عد تنازلي، أنا أدعوكم في هذه الصورة إلى معرفة الله و إلى معرفة أسماء الله الحسنى، و هناك دروس من فضل الله فيها توفيق يمكن أن تستمع لكل اسم ساعة بأكملها أو خمسين دقيقة، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الرزاق، السميع، العليم، الخبير، أحد أكبر مهماتك في الإيمان أن تعرف أسماء الله الحسنى، وحده الرحيم ولا رحيم سواه، وحده القوي ولا قوي سواه.
العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني منهما شيئاً أذقته عذابي ولا أبالي.
قل هو الله أحد يعني واحد غير أحد، واحد عدداً، أحد نوعاً، لو فرضنا طبيب بقرية ولكنه درجة عاشرة ولكن نقول هذا واحد، ولكن طبيب بين مائة ألف طبيب لا يوجد أحد بمستوى علمه نقول هذا أحد، الواحد غير العدد، فالواحد غير الأحد، الله عز وجل قال: قل هو الله أحد، كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك، كلمة الله تعني أسماءه الحسنى كلها، الكلمة الجامعة المانعة، يا رحيم، يا قوي هذا دعاء كله كلام طيب، أما إذا قلت يا الله أي رحيم و عليم و قوي و قدير و متين و خبير و رزاق و سميع و مجيب، إذا قلت يا الله أي مائة اسم، كلمة يا الله تغني عن مائة اسم، قال تعالى:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)﴾
( سورة الإخلاص )
ليس في خلقه من يشركه في علمه و لا في قدرته، فحينما ترى أن الله عز وجل بيده كل شيء و إليه مصير كل شيء و هو فوق كل شيء و هو في كل شيء و هو قبل كل شيء و هو بعد كل شيء و ليس شيئاً في شيء عندئذ تتوجه إليه وحده، هذا التوحيد و هذا هو الدين كله قال تعالى:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾
( سورة الأنبياء )
حينما توقن أنه ليس مع الله أحد و لا يرقى إلى كماله أحد تتجه إليه وحده، أما و الله أيها الأخوة آلاف مؤلفة، ملايين مملينة من المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله و هم يعبدون آلاف الآلهة، لأقول لكم الآن أمثلة:
من أطاع مخلوقاً كائناً من كان و عصى خالقه فهو ما قال قل هو الله أحد، الذي أطاعه و عصى من أجله ربه رآه أقوى من الله فآثر طاعته على طاعة الله.
من أرضى زوجته على حساب دينه ما قال قل هو الله أحد إطلاقاً، رأى رضاء زوجته أغلى عنده من إرضاء الله عز وجل.
فالقضية ليست قضية كلام إنها قضية ممارسات، فالإنسان حينما يغش و سيربح مائة ألف بهذا الغش، رأى هذه المائة ألف أغلى عنده من رضوان الله، عصى الله و غش الناس، فالذي يغش الناس لم يقل قل هو الله أحد إطلاقاً و الذي لا يقيم الإسلام في بيته إرضاءً لزوجته لم يقل قل هو الله أحد، يعبد زوجته مع الله، و الذي يطيع مخلوقاً و يعصي خالقاً لم يقل قل هو الله أحد، القضية خطيرة جداً، القضية ليست أن تقول قل هو الله أحد قلها، إبليس قال له ربي فبعزتك، أي دخل الجنة ؟ كلا، العبرة ألا ترى مع الله أحداً، هو وحده الرحيم و القوي، أما حينما تيأس فلا يوجد أمل للمسلمين، أي الأقوياء أقوى من الله لأن الله ما فيه أن يساوي شيئاً، الفعل فعلهم، أنت أشركت و لم تشعر، حينما تيأس معنى ذلك توهمت أن أقوياء الأرض أقوى من الله أي أن الله لا يتدخل، هم يفعلون ما يفعلون و الأمر كما يريدون، هذا هو الشرك، ينبغي أن ترى أن الله بيده كل شيء و أنه لا إله إلا الله و أن الأمر راجع إليه و أنه يفعل ما يشاء و أنه لا يُسأل عما يفعل و هم يُسألون و أنه بيده الخلق و الأمر قال تعالى:
﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)﴾
(سورة الكهف )
و كذلك:
﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)﴾
( سورة الأنعام )
﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10)﴾
( سورة الفتح )
﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)﴾
( سورة الأنفال )
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾
( سورة فاطر )
هذا التوحيد، فهذه سورة التوحيد و تعدل ثلث القرآن و لنا جلسة أخرى إن شاء الله مع هذه السورة.





والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2018, 02:25 PM   #592


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفسير سور القران الكريم كاملا




بسم الله الرحمن الرحيم


سورة الاخلاص (112 )


الدرس الثانى





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، لا زلنا في سورة الإخلاص:﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)﴾
معنى الصمد ؛ أي أن الله جل جلاله لا يستمد وجوده، ولا استمرار وجوده من أحد، أما نحن سبقنا عدم، ثم وجودنا، وننتهي إلى عدم، ونحن موجودون مفتقرون إلى أسباب استمرارنا، لولا الهواء نموت، لولا الماء نموت، لولا الطعام نموت، لولا الزواج تنشئ مشكلة كبيرة جداً، لو تعطل أحد الأجهزة لأصبحت حياتنا جحيماً، أي جهاز، أي عضو، فنحن مفتقرون إلى الله في كل شيء، لكن الله جل جلاله غني عن كل خلقه.
﴿ وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ﴾
( سورة إبراهيم: 8 )
﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ﴾
( سورة الزمر: 7 )
(( عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ))
(قطعة من حديث طويل، أخرجه مسلم )
وجود الإنسان مفتقر إلى من يمد بالحياة، في شخص له مشكلة كبيرة، رجل توسط أن يحلها له، مقابل مبلغ ضخم جداً، فجاء على أمل أن يستقبله في المطار، ويحل له هذه المشكلة، جاء من أمريكة وصل الجمعة، كان الذي وعده أن يحل له المشكلة وتقاض مبلغ كبير مات الخميس، ما في إنسان يملك وجوده بعد دقيقة، إطلاقاً، لكن الله جل جلاله " الله الصمد " لا يحتاج في وجوده، ولا في استمرار وجوده إلى جهة خارجة عنه، إذا الإنسان ضغط على رقبته يموت، إذا وضع له غاز يموت، إذا توقف قلبه يموت، يعني نحن مفتقرون إلى ألف شرط، حتى نكون في صحة طيبة، ألف شرط، القلب بانتظام الدسامات، الشرايين، الأوردة، الكبد، الكليتين، المعدة، الأمعاء الأعصاب، الجهاز العضلي، الجهاز العظمي، الغدد كلها، نحن مفتقرون إلى الله في كل شيء، ما معنى العزيز ؟ يعني الصمد، يعني يحتاجه كل شيء، في كل شيء، من أوسع التعريفات، يحتاجه كل شيء في كل شيء، لكن الله جل جلاله غني عن كل شيء، من أي شيء، هذا معنى " الله الصمد " وجوده ذاتي، حي باقي على الدوام لا بداية له، ولا نهاية له، قديم باقي، أزلي أبدي، لا شيء قبله ولا شيء بعده.
النقطة الدقيقة الآن الإنسان إذا تعلق بما سوى الله، ما سوى الله فان.
﴿ كل من عليها فان ﴾
( سورة الرحمن: 26 )
ما سوى الله ضعيف.
﴿ واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ﴾
(سورة الفرقان: 3 )
أما إذا ربط مصيرك مع الإله، الإله الأبدي الأزلي، يعني ممكن إنسان يعلق آماله على شخص قوي، يموت فجأة، أو ينحى عن مكانه، ضاعت كل آماله، أما إذا كنت مع الله عز وجل، ما في عندك مشكلة إطلاقاً، لأن الله حي باقي على الدوام، بيده الأمر.
﴿ ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ﴾
( سورة هود: 123 )
بيده مقاليد السماوات والأرض، لا يشرك في حكمه أحد، خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل، هذا الله عز وجل.
لذلك أيها الأخوة الكرام: لا يليق بك كإنسان، أنت مخلوق أول مخلوق مكرم، مخلوق مكلف، لا يليق بك كإنسان أن تكون لغير الله إذا كنت لغير الله احتقرت نفسك، أنت لله، هذا الذي يبع نفسه إلى ما سوى الله، يحتقر نفسه، لأن الله عز وجل يقول: خلقت لك الكون من أجلك فلا تتعب، وخلقتك من أجلي فلا تلعب، فبحقي عليك، لا تتشاغل بما ضمنت لك عم افترضت عليك، الماء للتراب، والتراب للنبات، والنبات للحيوان، والحيوان للإنسان، والإنسان لمن ؟ لله الواحد الديان لمجرد أن تكون تابع لأحد، مجيراً لأحد، أن تكون محسوباً على أحد فقد احتقرت نفسك.
سئل عالم رحمه الله كان في بريطانية يجري عملية جراحية سألته إذاعة لندن أنه ما هذه المكانة التي حباك الله بها ؟ ماذا يقول ؟ أجاب إجابة رائعة، قال لأنني محسوب على الله، الآن فلان محسوب على فلان، فلان من جماعة فلان، فلان لفلان، فلان خادم لفلان فلان مجير لفلان، لمجرد أن تكون تابع للإنسان احتقرت نفسك أنت لأن هذا الإنسان ضعيف مثلك، لا يملك لك نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياةً، ولا نشوراً، ولا رزقاً، ولا أمنا، لذلك من أشد العذاب أن تعلق أملك على إنسان ضعيف مثلك، يموت، كل مخلوقٍ يموت، ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت.
أحد خلفاء بني أمية الكبار كان في الحج، رأى في الحرم المكي عالماً جليلاً، أراد أن يتقرب إلى الله بخدمته، قال له سلني حاجتك قال له والله إني أستحي أن أسأل غير الله في بيت الله، التقى به خارج الحرم، قال له سلني حاجتك، قال له وَاللَّهِ ما سألتها من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها ؟ قال له سلني حاجتك، قال له أدخلني الجنة وأنقذني من النار، قال له هذه لا أملكها، قال له إذاً ليس لي عندك حاجة.
عظمة المؤمن أنه محسوب على الله، وَاللَّهِ عز وجل لا يخزيه أبداً، هارون الرشيد على علو قدره، وكل القصص التي تشير إلى أنه عنده جواري، ونساء، كلها لا أصل لها، كان يحج عاماً، ويغزو عاماً على علو قدره، وعلى تدينه وصل إلى المدينة فقال: أريد عالماً نستفيد منه، فجاءوا الإمام مالك، إمام دار الهجرة، قالوا يا إمام أجب أمير المؤمنين، قال قولوا له يا هارون العلم يؤتى ولا يأتي، فلما قالوا له هذا قال صدق، نحن نأتيه، فلما أخبروه، قال قولوا له إن أتيتنا لا ينبغي أن تتخطى الرقاب، يجب أن تجلس حيث ينتهي بك المجلس، قال صح كلام طيب، فلما وصل إلى المسجد أعطوه كرسياً في آخر بالمسجد يجلس عليه، فقال الإمام مالك من تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه قال خذوا عني هذا الكرسي، جلس على الأرض، لأن الإمام مالك محسوب على الله.
سؤل الإمام حسن البصري، يا إمام لم نلت هذا المقام ؟ قال لاستغنائي عن دنيا الناس، وحاجتهم إلى علمي، الآية معكوسة الآن فإذا استغنى الناس عن علمي هذا الذي يعلمهم، وكان هو محتاج إلى دنياهم سقط العلم والعلماء، لاستغنائي عن دنيا الناس، وحاجتهم إلى علمي.
المنصور كان من أقوى خلفاء بني العباس، التقى بأبي حنيفة مرةً قال له يا أبى حنيفة: لو تغشيتنا، تعال وزرنا، نحبك نحن، قال ولم أتغشاكم وليس لي عندكم شيء أخافكم عليه، وهل يتغشاكم إلا من خافكم على شيء إنك إن قربتني فتنتني، وإن أبعدتني أزريتني، مالي حاجة، حينما تكون محسوباً على الله ترفع رأسك، حينما تكون محسوباً على الله لا تنافق أبداً، لأن الذي منحك الحياة هو وحده يأخذها منك، ولا جهةً أخرى، إن الذي منحك الرزق هو وحده يمدك به ودقق في قوله تعالى:
﴿ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ﴾
أيها الأخوة الكرام: هذا معنى " الله الصمد " كن مع الصمد إذا كنت معه، وقعت عين المطاردين على عين أبي بكر، قال له يا رسول الله وقعت عينه على عيني، قال يا أبا بكر ألم تقرأ قوله تعالى:
﴿ وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ﴾
(سورة الأعراف: 198)
الله جل جلاله لا تدركه الأبصار، فإذا كنت معه أيضاً لا تدركك الأبصار، إذا كنت ملتجأً إليه، الآخرون لا يرون عليك شيئاً، فإذا كنت معتزاً بنفسك بحثوا لك عن مشكلات لا نهاية لها، إذا كنت معه لا أحد يستطيع أن يصل إليك، إذا كان الله معك فمن عليك، عدوك اللدود يخدمك، وإذا تخلى الله عنك أقرب الناس إليك، زوجتك، وأولادك يهينوك، إذا تولاك الله خدمك أعدائك، وإذا تخلى الله عنك أهانك أقربائك هذه حقيقة، ينبغي أن نكون مع الله.
كن مع الله ترى الله معك واترك الكل وحاذر طمعك
فإذا أعطاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منـعك
يعني الله عز وجل له معنى ألف خيار وخيار مليون خيار ممكن عضو بسيط يعطله الله عز وجل، تصبح حياة الإنسان جحيماً لا يطاق، فأنت تحت ألطاف الله عز وجل، إذا كنت معه كان معك عبدي أنت تريد وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد، ما في إلا إله واحد، هذا الذي يقود أقوى دولة بالعالم، الله عز وجل فضحه 12مرة زنى بها هذا التي عنده في البيت الأبيض أليس كذلك ؟ الله عز وجل بيده كل شيء، هذا الذي يظن أنه أقوى إنسان بالعالم امرأة ضعيفة وضعته بالوحل أليس كذلك ؟ هذا ربنا عز وجل أما إذا كنت مع الله لا يستطيع أهل الأرض جميعاً أن يصلوا إليك، لأنه " الله الصمد " أما أنت وجودك مبني على عوامل خارجية، لكن ربنا عز وجل وجوده ذاتي، قديم، أبدي حي باقي على الدوام.









والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2018, 02:27 PM   #593


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفسير سور القران الكريم كاملا




بسم الله الرحمن الرحيم


سورة الاخلاص (112 )


الدرس الثالث





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة المؤمنون: لا زلنا في سورة الإخلاص، التي تتحدث عن الله عز وجل، وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن، لأن فيها وصفاً جامعاً مانعاً لذات الله عز وجل تحدثت في الدرس الماضي " الله الصمد " أن وجوده ذاتي لا يحتاج إلى شيءٍ خارج عنه، بعكس مخلوقاته، وجودهم مفتقر إلى إمداد خارجي، واستمرار حياتهم مفتقرة إلى إمداد خارجي، ومصيرهم إلى الفناء، أي مخلوق ما سوى الله، يسبقه عدم، وينتهي إلى عدم إذاً هو حادث، الله وحده واجب الوجود، ما سواه ممكن الوجود، يعني سبقه عدم، وسيعقبه عدم، له بداية وله نهاية، مادام ممكن الوجود لابد له من موجد، وما دام ممكن الوجود لابد له من نهاية لوجوده شأن مخلوقات الله هكذا، المخلوق حادث يسبقه عدم إذاً لا بد له من موجد، وينتهي إلى عدم، إذاً لا بد له من خالق لهذا العدم.
﴿ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ﴾
( سورة الملك: 2 )
أما:
﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)﴾
الإنسان من طبيعته أنه زمن، والزمن له تأثير واضح فيه، فكل منا قبل أربعين عاماً غير وضعه الآن، لونه، تجاعيد وجهه، لون شعره، انحناء قامته، ضعف قوته، هذه من تأثيرات الزمن، وكما قال سيدنا عمر بن عبد العزيز: الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما فالإنسان يحتاج إلى ولد، هذا الولد يعد استمراراً لوجوده، لأنه ضعيف ولأن صحته خطها البياني هابط، ولأنه يكبر سنه، ويضعف بصره ويشيب شعره، وينحني ظهره، إذاً هو يميل نحو الضعف، يميل نحو التلاشي، في بالإنسان في أعماقه رغبة أن يبقى مستمراً، كيف يبقى الإنسان مستمراً من خلال أولاده، ينجب أولاد، ينشئهم كما يتمنى أولاً يتمنى أن يعنونوه حينما يكبر، ويبتغي أن يكونوا استمراراً لوجوده كل هذه المعاني لا تليق بذات الله جل جلاله " لم يلد " الإنسان يلد ليكون ابنه خليفة له، يلد ليكون ابنه معيناً له، يلد ليحقق في ابنه ما فقده في ذاته، هذا شيء معروف، الإنسان إذا فاته العلم، يتمناه في ولده والأب الذي فاته الغنى يتمناه في ولده، فالإنسان أحياناً، الإنسان حينما يتزوج يهدف إلى إنجاب ولدٍ يعينه حينما تضعف سنه، ويهدف إلى إنجاب ولدٍ يكون استمراراً لوجوده، ويهدف إلى إنجاب ولدٍ يكون تحقيقاً لما عجز عن تحقيقه، هذه علة رغبة الناس من إنجاب الأولاد، لكن هذه الأهداف الثلاثة لا تليق بالله عز وجل، لذلك " لم يلد " الله عز وجل هو هو، لا يضعف، لا يطرأ على أسمائه الحسنى وصفاته أي تعديل هو هو، لأن الزمن من خلقه، نحن خاضعون للزمن، نحن تحت سيطرة الزمن، نحن أشخاص نتحرك لهدف ثابت، البعد الزمني أساسي عندنا، أما الزمن عند الله عز وجل من خلقه، أحد مخلوقاته هو الزمن، لذلك نحن نخضع للزمن في تطوير أجسامناً، وتغيرها من حالة إلى حالة، لكن الله جل جلاله حي باقي على الدوام، نحن ننام من شدة التعب، نتعب في النهار فننام في الليل، ربنا عز وجل:
﴿ الله لا إلـه إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم ﴾
( سورة البقرة: 255 )
نحن ننسى.
﴿ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴾
( سورة طه: 52 )
نحن نخطئ ربنا عز وجل يقول:
﴿إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ﴾
( سورة هود: 56 )
الله عز وجل ألزم نفسه بالاستقامة إلزام ذاتي، فكل ما خطر في بالك بالله بخلاف ذلك، ليس كمثله شيء، واحد لا شريك له، يقول الناس واحد أحد، فرد صمد، من الكلمات التي يصفون بها ذات الله عز وجل واحد أحد، فرد صمد، يعني تعليق لطيف، واحد ليس له شريك، وأحد ليس له مثيل، واحد غير أحد، واحد ليس له شريك يعني في بهذه القرية طبيب واحد، قد يكون من الدرجة العاشرة، لكن ما في طبيب آخر، نقول طبيب واحد، لكن في بالقرية مائة طبيب إلا أن هذا الطبيب متفوق باختصاصه نقول هذا أحد، من بين الأطباء، أول معنى واحد لا شريك له، أما الثاني، واحد لا مثيل له، واحد أحد طبعاً واحد تعطي المعنى العددي الكمي، أما أحد تعطي العدد النوعي نقول هذا الطالب كان الأول، يعني في مائتين وخمسين طالب هو الأول في نجاحه، أو الرابع، ما معناه هو أربع أشخاص هو واحد، أما مرتبته الرابع، وزن فاعل في الأعداد، تعطي معنى النوع، أما العدد الأساسي يعطي معنى الكم، هؤلاء أربعة، العدد أربعة، أما هذا فلان هو الرابع في صفه، مرتبته الرابعة، فلذلك ربنا عز وجل قال:
﴿ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ﴾
( سورة الزخرف: 81 )
الأول هنا بمعنى أول من عبد الله عز وجل ، نال الدرجة الأولى في العبادة، فالأول هنا تعني، النوع " لم يلد " لا يحتاج إلى ولد وهذا رد على من قال إن لله ولد " لم يلد " لا يحتاج إلى ولد، ليستمر به وجوده، ولا يحتاج إلى ولد ليعينه، ولا يحتاج إلى ولد ليكمل نقصه به، أما كل واحد منا، يتزوج ليكمل نقصه بزوجته، هو في عنده أفق واسع لكن عنده فقر بالعاطفة، المرأة تكمل زوجها بعاطفتها، والزوج يكمل زوجته بأفقه، وفكره، وقراره، وإرادته، وجلده، فكل منا يتكامل مع الآخر، يكمل نقصه في، والآباء دائماً يبحثون عن أولاد ليكملوا نقصهم بهم، يلي فاته يحققه في ابنه، قال ربنا عز وجل " لم يلد ".
أما: " ولم يولد " ما في جهة كانت سبب في وجوده، لكن الإنسان الله سبب وجوده، الإنسان له مسبب، له مسبب مباشر أبوه وأمه، وله مسبب غير مباشر وهو الله عز وجل، فالأب والأم سبب وجود الإنسان، تزوجا فأنجبا، لكن الله عز وجل لولا أنه خلق هذه النطفة في رحم الأم، ونقلها من حال إلى حال، لما كنت إنساناً والدليل يقول الله عز وجل:
﴿ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا﴾
( سورة الإنسان: 1 )
ما كان لك وجود أنت، لكن أبوك وأمك كانا سببي وجودك، و الله عز وجل هو مسبب الأسباب.
الشيء الثاني: " لم يلد ولم يولد " ما في جهة أكبر منه، ما في أعظم منه " لم يلد ولم يولد " لا يحتاج إلى ولد، وليس بسبب أب أكبر منه.
﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)﴾
يعني، شو معنى الله أكبر ؟ مهما عرفت من كماله، فهو أكبر مهما عرفت من قوته هو أقوى، مهما عرفت من رحمته فهو أرحم مهما عرفت من علمه فهو أعلم، أيام تقرأ مقالة لإنسان علمية تشعر بوجع في رأسك، من شدة تعقيدها، وهي كشف لقانون كوني، فكيف مقنن القانون، كيف ؟ كيف وما تسقط من ورقة إلا وهو يعلمها، في أيام الخريف كم ورقة تسقط، بالعالم كله ؟.
﴿ ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ﴾
( سورة لقمان: 27 )
الواحد منا إذا اشترى ليتر حبر، أنا أعتقد يكفيه من صف الأول لخمسين سنة قادمة، ليتر حبر واحد، إذا في عنده متر مكعب حبر إذا في عنده خمس أمتار مكعبة حبر، إذا في عنده بحيرة كبحيرة بردى نبع بردى حبر، إذا في عنده بحر المتوسط كله حبر، المحيط الهادي الخمس محيطات، ضرب سبعة ﴿ سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ﴾
﴿ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ﴾
( سورة طه: 109 )
تصور إنسان واقف بالطريق توجه نحو الشمس وتحمس لينفخ عليها كي تنطفئ، تصور، كلام دقيق أقوله، وقف بالشمس توجه نحو قرصها وسحب نفس طويل وأراد أن ينفخ عليها كي تنطفئ الشمس، كم هو أحمق، دقق في قوله تعالى:
﴿ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ".﴾
( سورة الصف: 8 )
نور الله أبلغ من نور الشمس، الشمس لا تستطيع أن تحرك ساكناً فيها، لسان لهبها طوله مليون كيلومتر، لسان لهبها، في أيام الكسوف هناك تصوير للشمس، طبعاً يغيب عنا قرص الشمس تماماً تبق الألسنة، ألسنة اللهب قاسوها عن طريق الطيف، وجد طولها مليون كيلومتر لسان لهب الشمس، فهل تستطيع أن تطفئها بنفخة ؟‍‍ وهذا الذي يتوهم أنه يستطيع أن ينهي الإسلام، إنسان يحتاج إلى مشفى مجانين يعني زرت تركيا، وزرت هذا قصر بهجت دولاما، يلي كان ساكنه كمال أتترك، وهذا الرجل أراد أن يلغي الإسلام، إلغاء كلي، يغير اللغة ويغير، ومنع الأذان، ومنع التدين، ومنع اقتناء المصحف، ومنع خطر ببالي وأنا في قصره خاطر، أنه ولا ألف طاغية يلغوا الإسلام يفطسوا والإسلام باقي، ولا ألف طاغية كأن تترك، يلغون الإسلام يفطسون والإسلام باق شامخاً.
﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ﴾
( سورة التوبة: 32 )
لا تقلق على الإسلام إنه دين الله، أقلق هل سمح الله لك أن تنصره أو لم يسمح ؟ هل منحك هذا الشرف ؟ هل منحك أن تكون جندي لهذا الدين ؟ هل منحك شرف أن يجري الله الخير على يديك ؟ على هذا أقلق، وما سوى ذلك لا تقلق، فإن الله سبحانه وتعالى ناصر نبيه والدليل:
الآن صدق أو لا تصدق، إنسان ملاحق وضعت مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، أثناء الهجرة تبعه سراقة، غاصت قدما فرسه في الرمل، ثم تبعه ثانية، فغاصت ثانية، فطلب الأمان، طيب واحد ملاحق، وضعت مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، يقول له يا سراقة، دقق، ما قالها وهو في المدينة، ما قالها وهو في أعلى مراتب قوته، قالها وهو في أضعف حالة وهو ملاحق مهدور دمه، قال له كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى تصور هيك إذا واحد باليمن بقرية من قرى صنعاء تقول له كيف بك إذا جلست محل كلينتون، تصور، كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى، دهش، في عهد سيدنا عمر جيء بتاج كسرى، وحلي كسرى وكل مقتنيات كسرى، وقال عمر أين سراقة، فجاء سراقة ألبسه سواري وتاجه، وقال بخ بخ أعرابياً من بني مدلج يلبس تاج كسرى لقد صدق رسول الله، النبي ما كان قلق على الدين، وهو في طريق الهجرة، مهدور دمه، مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، ما كان قلق على الدين، لما ذهب إلى الطائف وكذبوه وآذوه، قال له سيدنا أسامة والده زيد، قال له كيف تعود إلى مكة وقد أخرجتك، قال إن الله ناصر نبيه، شايف الثقة، أنا أقول لكم، لا تقلقوا على الإسلام، إن الله سينصره، لكن لنقلق ما إذا سمح الله لنا أن نصره أو لم يسمح، بقوله تعالى:
﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ﴾
( سورة محمد: 38 )





والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2018, 02:30 PM   #594


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفسير سور القران الكريم كاملا




بسم الله الرحمن الرحيم


سورة الفلق (113 )


الدرس الاول







الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون ؛ بدأت في الدرس قبل الماضي بسورة الفلق وشرحنا بعض منها وها أنا أتابع شرح هذه السورة .
ربنا جل جلاله هو رب الفلق ، رب الصبح ، رب الضياء ، رب النور ، هو المنور ، هو الهادي ، هو الذي يكشف ، هو الذي يبين ، بالمعنى المادي من خلق الشمس ونور بها العوالم ؟ الله جل جلاله ، بالمعنى الآخر المعنوي من ألقى في قلب المؤمن نوراً يهديه سواء السبيل وهذا ثابت في القرآن الكريم قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
[سورة الحديد الآية : 28 ]
فهناك نور مادي يريك ظواهر الأشياء ، وهناك نور آخر يلقى في قلب المؤمن فيرى الحق حقاً ويرى الباطل باطلاً ، وذكرت في درس سابق أن كل أفعال الإنسان أساسها رؤية ، فالذي يسرق يرى أن السرقة مغنم والذي يزني يرى أن الزنا مغنم ، والمؤمن لأن رؤيته صحيحة يرى أن طاعة الله هي المغنم قال تعالى :
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
[ سورة الأحزاب الآية : 71 ]
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾
[ سورة الحجرات الآية : 10 ]
فالقضية قضية رؤية ، أفعالك وحركاتك ، وسكناتك وحركاتك على وجه الأرض تنطلق من رؤية فإذا صححت الرؤية صح العمل وسعدت في الدنيا والآخرة ، وإذا اضطربت الرؤية فسد العمل .
ما من إنسان على وجه الأرض يرتكب خطأ أو يأكل مالاً حراماً أو يقتنص لذة محرمة إلا وهو يرى أن هذا العمل صواب وأن هذا العمل مغنم وأن هذا العمل فيه مكسب كبير قال تعالى : ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾
[ سورة الحج الآية : 46 ]
إنسان أوصى جاره بزوجته وسافر فخانه في زوجته ، فجاءه كلب وأكله بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( خان صاحبه ، والكلب قتله ، والكلب خير منه ))
رأى أن الخيانة مغنماً ، والمؤمن يرى أن الإخلاص مغنماً الذي ينور القلوب هو الله ، فإذا كنت مع النور أنت مع الله ، أنت مع الحقيقة ، أنت مع الصواب ، أنت مع الرؤية الصحيحة ، أنت مع الحق قال تعالى : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾
[ سورة الفلق الآية : 1 ]
لكن يوجد في العوالم أشرار ، ما هو الشر ؟ الشر المطلق ليس له وجود على الإطلاق وهو الشر للشر ، الشر المطلق يتنافى مع وجود الله تعالى لكن يوجد شر نسبي ، أي هو شر بالنسبة لهذا الإنسان لكن في النتيجة هو خير .
الله عز وجل يوظف الشر للخير المطلق ، يوظف الشر النسبي للخير المطلق ، تؤتي الملك لمن تشاء هذا خير ، وتنزع الملك ممن تشاء هذا شر نسبي لمن نزع الملك منه ، وتعز من تشاء هذا خير ، وتذل من تشاء هذا شر نسبي لأنه بيدك الخير المطلق .
لو فرضنا أب عالم ومربي وله ابن شدد عليه وحاسبه ، وضربه ، ووبخه ، وضيق عليه حتى نال أعلى شهادة وعاش حياة كريمة ، فماذا نقول ؟ هناك شرور نسبية أصابت هذا الابن انتهت به إلى الخير وهذا فعل الله عز وجل ، من شر ما خلق ، الشر في الأصل إذا نسب إلى مخلوق لابد من أن يكون مخيراً ، ولابد من أن تكون أودعت فيه الشهوات ، ولابد من أن يكون قد ترك منهج الله ، يخرج منه الشر .
الشر إساءة استعمال ، فالمرأة مصممة للرجل ولكن مصممة أن تكون زوجة له لا أن تكون عشيقة له .
الشر هو الخروج عن حكم الله عز وجل ، المال محبب ، الله أودعه في النفوس ، لكن حينما كسب عن طريق حرام صار شراً .
المخلوقات خلقت خيرة ، أما إساءة استعمالها يؤدي إلى الشر ، إخوانا الذين لهم علاقة بالميكانيك كيلو سكر ثمنه ثلاثون ليرة ضعه في محرك سيارة يكلفك المحرك ثلاثون ألفاً ، السكر مادة أساسية وغذائية ، أما وضع السكر بالمحرك يتلف المحرك ، فالمحرك خير لنفع الإنسان لينقله من مكان إلى مكان والسكر مادة غذائية أساسية ، أما سوء استعمال السكر بالمحرك صنع شراً ، وهذا الشر ليس من الأصل شر ، شر طارئ ، شر ناتج عن سوء الاستعمال .
كل شيء الله خلقه خير ، يأتي الشر من إساءة الاستعمال ، من إفساد الشيء ، من إخراجه عن صفاته الأساسية ، من شر ما خلق ، الله ما خلق شراً ابتداءاً ولا خلق شراً أصيلاً ، الشر عارض بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام : (( والشر ليس إليك ))
شركة سيارات تصنع أرقى أنواع السيارات حينما يقود إنسان هذه السيارة سكران وينزل في وادي وينقطع عموده الفقري ويصاب بالشلل ويخسر قيمة السيارة ، شرور السيارة تلفت والصحة تلفت ، هل نقول أن هذا المعمل يصنع الشر ؟ لا ، يصنع سيارة مريحة جداً مصممة لتؤدي كل رغباتك ، أما إساءة استعمال السيارة أن يقودها إنسان وهو ثمل ، لا نقول أن المعمل يصنع السيارات لتموت الناس بها ، لا ، المعمل يصنع سيارات ليرتاح الناس بها ، فالشر ليس في أصل الخلق ، الشر طارئ ناتج عن سوء الاستعمال ، ناتج عن إنسان مخير أودعت فيه الشهوات ضرب منهج الله عرض الطريق ، وتحرك حركة عشوائية .
أحدهم جائع أكل تفاحة ، شيء طبيعي أن يأكل تفاحة وهو جائع ، لكن إن أكلها سرقةً خالف الحكم ، لو أكلها تسولاً خالف الكرامة ، لو أكلها ضيافةً حقق الفائدة ، لو اشتراها بماله ، هذه التفاحة لك بإمكانك أن تأكلها تسولاً ، وبإمكانك أن تأكلها سرقةً لا سمح الله ، ...
شراء ، هدية ، تسول ، سرقة ، أما أصل التفاحة خير وهي مصصمة لك وأنت مهيأ لها ، أما حينما تأكلها سرقةً صار الشر مخالفة الحكم الشرعي ، قال تعالى : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾
[ سورة الفلق الآيات : 1-3 ]
وقب يعني دخل ، والغاسق هو الليل ، والإنسان في النهار حواسه تنقل له كل ما حوله ، أما في الليل تتعطل حاسة البصر ، لأنه نائم ولو كان مستيقظ الظلام ستر ، يوجد مفاجآت في الليل ، الله عز وجل جعل الليل لباس ، وجعل الليل سكن ، وجعل الليل نوم ، والنوم نوع من الموت ، الإنسان وهو نائم معطل كل شيء عنده فما الذي يحفظ الإنسان وهو نائم الله عز وجل لذلك الإنسان إذا أوى إلى فراشه يقول : يا رب إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فأحفظها مما تحفظ به عبادك الصالحين إما أن تفسر الغاسق الشيطان إذا دخل صدر الإنسان ، أو هذا الليل البهيم إذا لف الأرض بسواده . ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾
[ سورة الفلق الآية : 4 ]
أول مهمة للشيطان إفساد العلاقات ، أول مهمة من مهمات الشيطان إيقاع العداوات بين البشر ، التحريش بين المؤمنين ، إفساد العلاقة بين الزوجين ، إفساد العلاقة ضمن الأسرة الواحدة ، إفساد العلاقة بين الأخ وأخيه ، بين الأم وابنها ، بين البنت وأبيها ، أي فساد علاقة مبعثه الشيطان . ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾
[ سورة الفلق الآية : 5 ]
الحاسد هو إنسان محروم وجاهل وحاقد ، وإنسان آخر محسود خرج على قومه بزينته ، هل من المعقول أن يقف مستخدم على باب فندق خمس نجوم ، الناس يأتون بسيارات فاخرة مع زوجات شبه عرايا يأكلون ويرقصون ويتنعمون وهذا الحاجب يقف ، سوف يحسد ويشتهي أن يكون غنياً ، ويشتهي أن يكون قوياً ، ويشتهي أن يكون له زوجة كهذه الزوجة ، ويشتهي أن ينام ويرتاح لا أن يسهر ويحرس .
عندما الإنسان يظهر بزينته ، بما يملك من مال ورفاه ، لعله يزرع في صدر المحروم الحسد ، والحاسد الجاهل يحقد ، والله أعلم تخرج أشعة من هذا الحاسد تخرق المحسود .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن العين لتضع الجمل في القدر ، والرجل في القبر ))
المحسود الغافل تصيبه عين الحاسد ، الحاسد إنسان محروم وحاقد ، ومشرك وجاهل يتمنى أن تزول هذه النعمة عن هذا الإنسان لتصير إليه كيف أنك الآن بأشعة الليزر تجري عملية ترقيع شبكية ، يوجد أشعة لطيفة لا تراها تخرق الجسم وتفعل فعلها في الجسم ، لذلك الحاسد والله أعلم وهو ثابت في القرآن والسنة ، قارون خرج على قومه بزينته قال تعالى : ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
[ سورة القصص الآية : 79 ]
قال تعالى : ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
[ سورة القصص الآية : 83 ]
الإنسان عندما يريد العلو في الأرض يسلط عليه الحاسد ، يسلط عليه إنسان حاقد محروم يصيبه بأشعة قاتلة ، امرأة تتباهى بأولادها يمرض ، إنسان يتباهى بثيابه الغالية جداً تتمزق ، يتباهى بمركبته الغالية جداً يجري حادث ، إذا الإنسان أراد أن يستعلي ببيته بأولاده بثيابه بمركبته يأتي الحاسد يتألم محروم حاقد ، عنده أشعة قاتلة ، المحسود غافل يصاب هذا المحسود بشر عمله ، إلا إذا كان المحسود متواضع ومتأدب مع الله ولم يظهر ما عنده وكان موصول بالله ، عندئذ هو محصن لا تصيبه عين الحاسد إذا كان مستعيذ بالله من عين الحاسد لا تؤذيه عين الحاسد .
معنى ذلك أنك إذا كنت متصل بالله لا يؤذيك لا شيطان ولا جن ولا عين حاسد ولا ساحر ، كل هؤلاء مع الشياطين ، والشيطان مهمته أن يصل إلى الغافل عن الله ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾
[ سورة آل عمران الآية : 155 ]
﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾
[ سورة الحجر الآية : 42 ]
﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
[ سورة الأعراف الآية : 200 ]
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾
[ سورة الأعراف الآية : 201 ]
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾
[ سورة الفلق ]
الشر إفساد العلاقات ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ ))
أخطر شيء في مجتمعاتنا فساد ذات البين عن طريق الحسد ، وعن طريق الكبر ، وعن طريق العجب ، فكل الأمراض يقابلها أدوية مرة ، مرة دخلت إلى بيت فاستقبلني صاحب البيت وقال لي هذا البيت مساحته أربع مائة متر ، فقلت له : الله يهنئك به ، فقال لي : هذا الطقم من إيطالية أحضرناه معنا ، فقلت له : الله يهنئك به ، فقال لي هذا البلاط من إيطالية ، وأخرت هذا الحديث ، ماذا تريد من هذا الكلام كله ؟ أن تستعلي ، قال تعالى : ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾
[ سورة الإسراء الآية : 21 ]
مرتبة الدنيا لا تعني شيئاً بل هي مؤقتة ، مرتبة الآخرة تعني كل شيء وهي أبدية ، فالعبرة أن يكون لك مقعد صدق عند مليك مقتدر ، العبرة أن تكون عند الله في مرتبة عالية .




والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2018, 02:32 PM   #595


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفسير سور القران الكريم كاملا




بسم الله الرحمن الرحيم


سورة الناس (114 )


الدرس الاول





الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون: يقول الله عز وجل في سورة الناس
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)﴾
( سورة الناس )
الرب هو المربي، الرب هو الممد، يمد المربى بكل حاجاته ويربيه وينقله من حال إلى حال، أقرب اسم من أسماء الله الحسنى إلى ا_لإنسان رب العالمين، هو الذي يربي، يربي جسمك ويربي نفسك ويعدّك لجنة عرضها السماوات والأرض.
فالمربي عنده مكافآت وعنده عقوبات لأنه مربي والدليل قصة: ثلاثة أولاد في الطريق يدخنون، مر والد أحدهم، انفعال والد هذا الولد كان بأعلى درجة، والثاني ابن أخيه والثالث لا يعرفه غريب، لعله يؤدب ابنه أشد التأديب ويتألم أشد الألم ويصب عليه جام غضبه، ابن أخيه يعنفه، أما الثالث فيقول له اذهب.
والانفعال الكبير أشد اتجاه الابن، وأقل منه اتجاه ابن الأخ، والثالث لا يتكلم معه ولا كلمة، فالمربي يمد الجسم ويربي النفس، وينقلها من حال إلى حال كي تكون مهيأة لجنة الله عز وجل.
كل ما يسوقه الله لعباده مما يكرهونه هو من باب التربية، أشرك الإنسان يربيه، اعتد بنفسه يربيه، اتجه لغير الله يربيه، أكل مال حرام يربيه، نظر إلى من لا تحل له يربيه، الله عز وجل مربي.
﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)﴾
( سورة الأنعام )
مثل: ابن مريض مرض عضال، الأب عرف المرض ولكن خاف على أمه أن تنهار أعصابها، لم يبلغها المرض ولكن قال لها: إياك أن تطعميه هذا الطعام، ففي غيبة الأب رجاها ابنها أن يأكل هذا الطعام فسمحت له، الذي سمح جاهل والذي منع عالم، لو أن الأب أطلعها على مرض ابنها لمنعت عنه هذا الطعام ولو فعل ما فعل.
عندما تعلم حكمة المنع تقف موقفاً شديداً، أما حينما لا تعلم تتساهل، ربنا عز وجل رحيم وعليم، الرحيم أحياناً يعطيك شيء يضرك، رحمة مع جهل، هناك والدة جاهلة طلب منها ابنها وهو يعاني من التهاب في الأمعاء حاد والطبيب أمره أن يبقى على الحليب والنشويات، وهناك طعام مغلظ جداً اشتهاه الابن فأطعمته، هذه الأم تمثل الرحمة مع الجهل أما لو فرضنا أن والده طبيب، الأب يمثل الرحمة مع العلم، فربنا رحيم ولله المثل الأعلى رحيم وعليم، لذلك يسوق من الشدائد لكل إنسان أشرك، أو انحرف، أو زلت قدمه، أو ارتكب منهي، أو اعتد بنفسه أو تكبر يسوق له علاجاً يحجمه ويعيده إلى حجمه الصحيح إلى عبوديته هذا معنى قل أعوذ برب الناس، ولكن المربي لا يملك، أما ربنا عز وجل رب ومالك كل شيء قال تعالى:
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)﴾
( سورة الناس )
إله الناس المسير، أنت تربي هذا الابن وتملك ناصيته، أما الشمس ليست بيدك، القمر ليس بيدك، صار فيضان في الصين يمكن ثلث مساحة الصين مغمورة بالمياه الآن، كل شيء فسد، لو فرضنا أن في الصين مربين لكن أمر الإمطار ليس بيدهم، أما ربنا عز وجل هو المسير وكل ما في الكون يسيره هو، كل ما في الكون يملكه، أنت تملك بيت صدر قرار استملاك فقدت البيت، أنت مالك ولكن لا تملك مصير البيت، إنسان استأجر بيت يملك المنفعة ولا يملك الرقبة، يصدر قرار استئجار جديد فيخرجونك من البيت، إنسان مالك الرقبة ولا يملك المنفعة، بيت أجاره في الشهر مائة ليرة وثمنه عشرون مليون
إنسان يملك الرقبة ولا يملك المنفعة، وإنسان مالك المنفعة ولا يملك الرقبة، إنسان يملك المنفعة والرقبة لكن لا يملك المصير، أما ملكية الله عز وجل يملك خلقاً وتصرفاً ومصيراً، أعلى أنواع الملكية.
معمل طائرات حربية صنع ألف طائرة وباعهم، هو صنع ولكن هذه الطائرات بيد دولة أخرى تحارب بها تفعل سلم، تعتدي على دولة أخرى يقول المعمل أنا صنعتها وبعتها ولكن لا أملكها، الله عز وجل مالك خلقاً، ومالك تصرفاً، ومالك مصيراً.
﴿ إِلَهِ النَّاسِ (3)﴾
( سورة الناس )
حركة المجرات بيد الله عز وجل، هذا الرب وهذا المالك وهذا الإله استعذ به من أخطر مرض، من شر الوسواس، كل إنسان مفروز له ملك وشيطان، الملك يلهمه الصواب والشيطان يلهمه الفساد، والإنسان مخير قال تعالى:
﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)﴾
( سورة الحجر )
﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)﴾
( سورة ابراهيم )
لكن أنت أيها الإنسان يوجد معك سلاح فعال، قال تعالى:
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)﴾
( سورة الناس )
لمجرد أن تستعيذ بالله يخنس، أيام يكون هناك اثنين يسبون بعضهم قل الله يهرب الشيطان، لا تملك إلا أن تستعيذ بالله الشيطان يخنس، لأن الشر أساسه فكرة، أساسه وسوسة، الذين ارتكبوا الجرائم، أخذ زوجته على بستان منذ شهرين، يظهر أنها ضربها ضرب مبرح فابتسمت امرأة أخيه فذبحها من رأسها، وبكي ابنها فذبحه، هل من المعقول إنسان يذبح إنسانين لأنها ابتسمت هذه هي الجريمة ما تفسيرها؟
يوجد وسواس جعل في رأسه الحمية تبتسم اذبحها.
أكثر الجرائم والحماقات، حلف طلاق وعنده خمس أولاد لسبب تافه، وسواس خناس، خلاف بين شريكين بسيط قال له افسخ الشركة هذا هو الوسواس، يفسد العلاقات التجارية والعلاقات الأسرية، الأقارب ثلاثون سنة يحاربون بعضهم البعض، وسواس خناس، والأولاد يحملون عداوات الآباء، أسر مفككة، الجرائم، الحماقات، الآثام، عندما تزل قدم فتاة تنتقل من امرأة إلى عاهرة، من شر الوسواس الخناس، كل شيء من الشر يرتكب بسبب هذا الخناس، الشيطان جاهز.
﴿ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)﴾
( سورة الناس )
إذا قال لك صديق لا تصلي الآن، ماذا فيها الصلاة، هذا شيطان ولكن إنسي، يوجد شيطان إنسي وشيطان جني، انتهى مفعول الدواء فيقول له غير التاريخ فيغير الصيدلي التاريخ ويبيعها وأنا كنت أظن أنه لا يفيد فكان هذا الدواء يؤذي، لما المواد تتفكك تصبح مواد سامة.
يوجد مليون مشكلة بسبب الوسواس الخناس، أحياناً تزوير، أحياناً غش فلذلك الإنسان إذا شخص قال لك كلمة غلط قل له أنت شيطان، أما إذا جاءك خاطر غلط هذا شيطان الجن، الخواطر جن أما الحديث الشفوي إنس قال تعالى:
﴿ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)﴾
( سورة الناس )
أنت عندما تحضر ونش ارتفاعه ثلاثون متر يحمل ستين طن، هل من المعقول أن تحضر هذا الونش من أجل أن يرفع علبة فارغة هل هذا معقول ؟ عندما تحضر ونش ستين طن معنى هذا أنه يوجد عندك بضاعة وزنها ستين طن.
من أي شي أعوذ بالله ؟ من وسوسة، لا، الوسوسة وراءها جريمة، وراءها البعد عن الله، وراءها الزنا، وراءها أكل المال الحرام، وراءها الانحراف، وراءها استخدام أجهزة مفسدة في البيت، وراءها التفرقة بين الأسر، وراءها الغش في التجارة.
ممكن أن تضع مادة مسرطنة، مادة غذائية انتهى مفعولها ليس لها قيمة يشترونها معامل غذائية ويقولون انفرمت في هذا المعمل ويشعر نفسه أنه شاطر استطاع أن يأخذ بضاعة نصف قيمتها ويصنعها وباعها، صار إشكال كلفوه بخمس مائة ألف أو إغلاق المعمل، من الذي خسرك الشيطان، وسوس لك أن تضع مادة منتهي مفعولها، وهيأ لك أناس يكشفون الحقيقة.
هذا الوسواس شيء خطير جداً، حتى يتناسب مع الاستعاذة، أنت تستعيذ برب الناس وملك الناس وإله الناس هل هو شيء بسيط ؟ لا ليس بسيط، كل شر في الأرض أساسه وسوسة، أساسه فكرة، فعل الشر أساسه فكرة والفكرة تأتي من الشيطان، فالإنسان إما مع الشيطان وإما مع الرحمن، إما أن يكون رباني، وإما شيطاني، إما رحماني وإما شيطاني، فالمؤمن يستعيذ بالله ويستعيذ برب الناس وبإله الناس وملك الناس من شر الوسواس الخناس.
يوجد مليون معصية ترتكبها ولا أحد يستطيع أن يضبطك، يقول طبيب أنت تحتاج إلى اثني عشر تحليل، هل يستطيع أذكى مريض أن يكتشف هذا الاحتيال ؟ أبداً أنت تحتاج إلى اثنين والعشرة بينك وبين المحلل، ممكن مهندس أن يسحب قضبان الحديد بعد أن كشف، سحب قضبان الحديد، ممكن محامي أن يقول لموكله دعواك رابحة مائة بالمائة وهي خاسرة مائة بالمائة، لا يعرف، الوسواس خطير جداً، الوسواس أطعمك مال حرام، دفعك إلى معصية كبيرة، دفعك إلى فراق زوجي، إلى فك شراكة، كل حماقات الناس أساسها الوسواس إلا أن هذا الوسواس خناس، إذا قلت أعوذ بالله خنس.





والحمد لله رب العالمين



 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
القران, الكريم, تفسير, صور, كاملا


 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
امثال من القران الكريم السعيد رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 36 08-21-2018 07:54 AM
الفواكه المذكورة في القران الكريم السعيد رِيَاضُ الإعْجَازُ القُرْآنــي 3 11-16-2017 07:22 PM
اشهر قراء القران الكريم السعيد رِيَاضُ الإعْجَازُ القُرْآنــي 2 11-13-2017 11:19 AM
مد التاءات وقبضها في القران الكريم عاشقة الأنس رِيَاضُ أَرْوِقَةُ الأُنْس 6 10-31-2015 01:34 PM
قصة نبي ورد ذكره في القران الكريم ، بحث عن قصة نبي ورد ذكره في القران الكريم سجى ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين 1 09-17-2014 11:17 AM


الساعة الآن 04:53 AM