حفظ البيانات .. ؟ هل نسيت كلمة السر .. ؟

شغل الموسيقى هنا




اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَلامة والإسلَام، والعَافِية المُجَلّلة، ودِفَاع الأَسْقَام، والعَون عَلى الصَلاة والصِيام وتِلاوَة القُرآن..اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا، وقَبِلْتَهُ مِنَّا. اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوُّ كَرِيم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَأعْفُ عَنَّا يَاكرِيم . كُلّ عَامٍ وَ أنتُم بِأَلْفِ خيْرِ وَ صِحَة وَعَافِيَة بِحُلُول شَهر التَوبَة وَ المَغْفِرَة شَهْرُ رَمَضان الْمُبَارَك كَلِمةُ الإِدَارَة


جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ صَرِيـر قَـلَم وَ حَرَفٌ يُعَانِـق الْوَرَق ~ | > إبْدَاعُ قَلَم لـ القِصَّة والرِوَايَة (يُمنَـع المَنقُـول)

إبْدَاعُ قَلَم لـ القِصَّة والرِوَايَة (يُمنَـع المَنقُـول) مِن نَسْجِ الْفِكْرِ وَ مَحبَرَةِ وَ قَلَم يُدَوَّنُ الْحَكَايَا والْقِصَص .. خَاص بِإبْدَاعَاتِكُم و بِـ ملَكَةِ أُفُق خيَال الكُتَاب

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 09-24-2017, 12:21 AM   #1


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الرجوع من الذهاب ..... بعيداً (الجزء 1 ،2 ، .....31)


















أقدم لكم أولى نتاجاتي وقد سبق وان نشرتها
...في مجال كتابة القصة
وفي أعتقادي بأن أي قصة لابد وحتماً ان تكون ذات رسالة
وليس مجرد مُتعة فارغة ، تنتهي فصولها دون الخروج
منها بنتيجة ، أو هدف ، او إصلاح ..
فكل كاتب ( وأنا في الحقيقة لا أضع نفسي في موضع الكُتّاب )
له أسلوبه في توصيل رسائله ...
فمنهم من يبتغي المُتعة على حساب التوافق الأدبي
فيكتب بالفاظ نابية سطيحة يدغدغ بها مشاعر وأحاسيس القارئ
لتغذيته بأفكار تزيد من هوة إفساد الثقافة العربية
وتؤكد أفكار وثوابت خارجية لاتمت للمجتمع العربي بصِلة
فنراه يحبب القارئ للممارسات والسلوكيات الغربية
ومنهم من يحترم نفسه ، ويحترم البيئة العربية والمجتمع العربي
المسلم ، فيعطيه كل مايلزم من مُتعة نظيفة ، غير مُبتذلة أو خيالية
بل واقعية تمس الحياة الخاصة والعامة للمجتمع بتفاصيلها...
ويُرسل رسائل بطريقة ممتعة سهلة غير مُعقدة ...
تهدف للتنبيه والتحذير والأصلاح بطريقة سلسة حوارية ممتعة
وهناك من يكتب ويستغل التهافت على الرومانسيات والعواطف
ويدغدغ مشاعر القُراء بقصص ليس لها هدف ، سوى إفساد
الذوق العام ، ....وأحياء الشهوات.....
والحقيقة أخيكم اندبها يضن أنه من النوع الذي
يحب المُتعة النظيفة الهادفة الغير خيالية والتى تحمل رسائل
إصلاحية للمجتمع بطريقة فيها الحبكة الدرامية ، والعوطف الطبيعية
الغير مُصطنعة ، والمليئة بالحلول والاهداف والرسائل البسيطة
التى تهم كل مواطن عربي مسلم ،
فأخترت أن تكون اولي نتاجاتي القصصية من واقع أُمتنا
العربية ومن مجتمعاتنا ومانعانية من انتكاسات ثقافية
وهجمات من كل حدب وصوب ، فصورت بيت عربي مسلم
بسيط فيه من التناقضات المعروفة
ومن ناحية اخرى جعلت الأشخاص في القصة ممن توجهاتهم
الثقافية طيبة وعالية ، في اكثر المواقع إدراكاً للثقافة ومنابع العلم
مثل الجامعات ....
وهذه القصة هي محاولة لأيضاح مانعانية في مجتمعاتنا
من مشاكل اختلطت بمآسينا اليومية ،
فكنت اعتقد انها ستكون قصة قصيرة نلهوا بقراءتها
ولكن اتضح لي بعد ان كتبت الفصل الأول منها ، أنها ستكون
امانة ، والامانة لابد وأن تكون كاملة مُفصلة
فوضعت فيها كل ما أعرفه وكل ما أشعر به تجاه ديننا ووطننا
وبيئتنا العربية المسلمة ....
في قالب درامي حواري مترابط بشخوصه ....
وستكون على اجزاء متسلسلة حتى يسهل متابعة فصولها
والأستمتاع بما فيها ....
وقد أخترت لها عنوان
الرجوع من الذهاب بعيداً



فاتمنى لكم قضاء وقت مُمتع مليء بالأفادة والأستفادة
والمُتعة الأدبية النظيفة الترفيهية .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ....اندبها





 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-24-2017, 12:47 AM   #2


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الرجوع من الذهاب ..... بعيداً ( الجزء 1 )





بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله




تحطم قلبي على مشارف حديقة
في الوقت نفسه ، لملم جزيئاته وأشتد عوده
في صورة من صور قلب فتح
أبوابه لأول غازي فطمع في الأمل
كي يشعر الأخرين به ويعلموا
أن هذا القلب يحمل الحُب لمن يقدّر قيمته
فكان اللقاء في حديقة قريبة من بيتنا
فكانت هي دائماً الملجأ لي للتنفس والترويح عن نفسي
وأحياناً لألتقي بأحد زميلاتي في الجامعة التى تسكن قريباً منها
وأحيانا نتمشى فيها أنا واخواتي وأمي معنا
فجلست في أحدى زواياها البعيدة نسبياً عن منتصفها
ورحت مع خيالاتي وشرودي وفكري المشوش
والمليء بمتطلبات فتاة تريد أن تجرب الأختلاط
بالرغم من تواجد الجنس الاخر وبكثرة في الجامعة
إلا أنها تريد أن تكون أولى تجاربها خارج نطاق الجامعة
ففترة تواجدها في الجامعة أصبحت على وشك الأنتهاء
فلم يبقى لها الا فصلين فقط ...
ثم تأتي فترة التخرج ودخولها لسوق العمل ...
فخروجي اليوم يأتي ربما لإيجاد منفذ لمصاريع قلبي لتنفتح لأحد
فكانت الحديقة جميلة وكأني أراها لأول مرة ...
متناسقة لايوجد عيب فيها سوى
الطرف المقابل الذي أطمع أن يشاركني أحساسي
وشعوري تجاه نباتات هذه الحديقة
التى أتيت اليها هذا اليوم لكى أُفرغ شحنة
إمتلأ قلبي بها بعد أن قلّبت قنوات التلفاز الوحيد
المركون خِلسة في أحد زوايا بيتنا والذي شهِدت
صراعات على من يمتلك جهاز التحكم عن بُعد
مع أخواتي اللاتي يتصارعن من تأخذ
دورها لمشاهدة الحلقات الرومانسية الأتية من الهند
ألمليئة بخيالات ووجوه كالحة مليئة بالأصباغ لتُخفي
سواد بُشرتهم وتجعلها مُشابهه ومُنافسة للوجود التركية
أو المكسيكية .... ليتعلمن الحُب على أصوله
والخيانة بحذافيرها وعبادة الأوثان بتفاصيلها
فكانت أخواتي لكل واحده منهُن إتجاه فمنهُن من تتابع
الرومانسية في المسلسلات المكسيكية لألتهام كلمات
الحُب الزائفة مع الأستمتاع بملابس الممثلات الشبه عارية
والتى أصبحت دعاية ونشر لخطوط التفصيل ( الموضة )
والتمتع بالممارسات والأحضان وما الى ذلك
وأحياناَ يتابعن الوجوه الكالحة من المسلسلات الهندية
التى تُظهر الترف والثراء الفاحش من خلال القصص
وبيان كيف يلتجيْ أو تلتجيء بطلة المسلسل لحجر أو تمثال
وتسجد له طلباً في رجوع حبيب أو شفاء خطيب من مرضه
بسكب العبرات والدموع المليئة والمختلطة بمساحيق الزينة...
وأحياناَ يشتركن في متابعة المسلسلات التركية والتى مُعضم ممثليها
يُحسبون على الأسلام الحديث المٌفصل تفصيلاً بالمقاس
والمُفرغ من القيم الشرعية فنراهم بلبساهم العاري وبعبارات الحُب والهيام وإتباع المباديء الغربية من زنى وخيانة
وهروب من الأرتباط الزوجي وتربية الُلقطاء ....
فيوحي المسلسل للمشاهد بالتعاطف ، مع من أرتكتبت الحرام
فيجعلها هي لُب القصة ومحورها ، فيفرض على المتابع
أنها بريئة ورقيقة ورومانسية تستحق أن يحبها المشاهد...
ومنهُن من تتواصل مع المسلسلات المصرية
المنسوخة نسخ من الأفكار وحتى الشخصيات المُبتذلة لهليووود
والتى نافست المسلسلات الأجنبية في كمية كلمات الحُب
والهيام فأصبحت مادة دسمة لمن يحب هذا الكلام
وأيضاً أصبحت سبب في تفرق الأسرة العربية وامتناعها
عن مشاهدة هذه البرامج والمسلسلات ...
مثلها مثل المسلسلات الخليجية للأسف والتى أصبح
مُمثليها ومُمثلاتها يتنافسن في تغيير قسمات وجوههُنّ
بكُثرة عمليات الشد والنفخ والتمطيط والتضخيم...
وإظهار مدى البذخ وكيفية التعامل مع بقية الجنسيات ...
كل هذه الأفكار والقيم إمتلأ رأسي بهم وشبعت منهم
وتمنيت أن أعيش ولو لحظة واحدة أسمع فيها عبارات الحُب
والهيام مع أول من يقابلني حتى تكون لي قصة اعيشها
مع نفسي ومع زميلاتي في الجامعة التى أرتادها كل يوم
حتى وأن لم تكن لي فيها محاضرة ...
فالمهم هو أن أتي اليها
لنتناقش في كيف قبّل البطل التركي او المكسيكي حبيبته في المسلسل
او كيف هربت البطلة الهندية مع صاحبها ونسيت كل شيء
وتركت كل شيء الا تمثال بسيط صغير الحجم لتستمد منه القوة
والعون على مافعلته ....
عندها تنتهي مناقشاتنا بسكب الدموع لحال أبطال مسلسلاتنا
فهذا هو حال أسرتي والتى هي نموذج
لحال الأسر العربية المسلمة
التى فرّقها الجهاز السحري المُسمى ( تلفزيون )
وأصبح تجمعهم كأسرة واحدة لايكتمل الا إذا أنقطع
التيار الكهربائي على البيت...
والذي حلّ محل التربية والتوجيه الصحيح...
ومادون ذلك الكل يغني على ليلاه...
حتى الأهل من والدين أصبحوا للأسف
مشغولين بتوفير لقمة العيش والسعى
ليل نهار وراء الدنيا وزخارفها
وتم ترك التربية والتنشأة للظروف
المحيطة بالمجتمع من تفسخ وهجمات إعلامية
ذات ثقافات دخيلة على أصول المجتمع ....
فقلت في نفسي سأروح على نفسي واخرج قليلاً
فجلست في الحديقة بجسدي فقط أما فكرى فهو مليء
بأوهام وأفكار ومخططات أبحث عن كيفية تنفيذها ....
عندها رأيت خيالاً لرجل أو هكذا صًور لي
جالس في حدى زوايا حديقة ظاهرة أنعم الله عليه
من خلال قيافته المُرتبة وكأن الذي خاطها إيطالي أوفرنسي
على كرسي طويل مُخصص لأكثر من فرد
وبجانبه حقيبة مُبعثرة محتوياتها من أوراق وصًحف قديمة
وتماثيل صغرة الحجم لاتنفع الا لتزيين أرفف البيوت
بعد أن حلّت محل الكُتب والمصنفات والدواووين
وبين الحين والحين يحنوا على تمثال صغير
لم أتبين ماذا يعني في هل هو تمثال لحيوان او لأنسان أو لكائن غريب
يُقربه الى فمه وكأنه يهمس اليه
بعد أن يلثم الورود ويداعبها بِرقة
ويحنوا عليها وكأنها وليد صغير يخاف عليه من هوس
الذباب او الحشرات الضارة
فما كان منه الا أن نظر للطرف المقابل للحديقة
وهو يبتسم إبتسامة في ظاهرها بريئة وفي باطنها وسيلة لجذب
المتفرج له لأيقاعه في حبائله
ليُسمعه ماينقصه من عبارات وكلام يُذيب حجر الكهوف
ويأخذ منه مايريد لقاء مايطلب ...
فالكرسي الذي يجلس عليه هو مسرح لخططه
وعملياته ومكان لنسج شِباك ضحاياه ...
فأعتماده على وسامته وقامته وحُسن اختيار قيافته
ولسانه الذي يقطر شهداً .....
وتصرفاته تجاه الأشياء المنظورة للناس
في الحديقة العامة من حنوه بالورود
ولمسها بِرقة والأبتسام للماره
ورد السلام والتطفل على الناس لتقديم خدمات لهم
كل ذلك ليجلب اليه الطرائد ...
فكم من ضحية وقعت في حبائله ...بتوزيع ابتسامته
المُغرية للذباب البشري الذي ليس له مأوى...
فوجدني مُبتسمة ليس له
بل للموقف الجميل الذي أسر قلبي
من أن هناك من يستطيع أن يداعب الورود بهذا الحنو والرِقة
فشطح قلبي بعيداً ضناً أن الأبتسامة هي لي
لي وحدى وليس للورود
فتماديت وقلت لابد وأن ابادله بأبتسامة أخرى
لان مصاريع قلبي أنفتحت لأبتسامته
وخلف تلك الأبتسامة المٌشرقة طمعت في أن
ينفتح قلبه لي ....لي وحدى حتى الورود لا أريدها أن تشاركني
فحلمت وغبت عن واقع جلوسي في الحديقة
وكأني انتظر من يهزني ويخرجني من خيالاتي
ولكن تحطمت جدران الصمت حين أتى بطوله الفارع
وهو يمشي في أتجاهي
بخطوات مُتقنة مدروسة وكأن الذي علمّه هذا
الفن هو خبير ( الأتيكيت الهليووودي )
فوق البساط الأحمر الخاص بأحتفالات مشاهير هليووود
وقف بجانبي
وقال:
ـ الحديقة اليوم مزدانة بأنواع شتى من الورود
وأنت أحداها
فلم تكن حياتي من قبل فيها شيء اسمه خجل
بل قوة شخصية وعنفوان وشجاعة وقدرة على تمييز الخطأ من الصواب
ولكن تغير كل شيء وأصبحت سلعة ووسيلة لتنفيذ ما أُحب
وما أشتهي وما أريده ، أسوة بزميلاتي في الجامعة ، في أن يكون لي
عشيق يُسمعني ويوجهني الى حيثما يريد، فبطلات المسلسلات
لسن أفضل منى ولا أجمل ولا يملكن ما أملك ...
فالفارق فقط هو انهم يعيشون في الأضواء
أما انا فأعيش في بيت ،وأسرة متوسطة الحالة
لست بالثرية ولا المُعدمة
الكل فيها مشغول بخصوصياته
فاخي الشاب ليس له عمل او مشروع ثقافي او علمي سوى
السهر طوال الليل وهو يحادث الطرف الاخر بالتليفون ...
وأخواتي البنات عملهن هو التنافس فقط ، في أيهن تحفظ أسماء
فناني وممثلي السينما والتلفزيون....
فأردت أن أجرب وسائل الجذب ، التى املكها من جمال
وقسمات تُغرى من ينظر اليها مع ثقافة تلفزيونية
وقليل من الثقافة الاكاديمية ، وأنعدام الثقافة الأسلامية...
وبعد أن أسمعني تلك الكلمات ...
مع وقوفه بجانبي أصبح
خافقي هو من يحركني ، وهو من يُملي شروطه على أنفاسي
فتوردت وجنتاي خجلاً مُصطنع كُنت أجهزه ليكون دعماً لإرتعاش اطرافي
فقلت في خاطري هذا هو عشقي
فحاولت ان ابحث عن كلمة ليس للشكر بل
لفتح باب كان موصد من سنين
باب مصاريعه غُلفت بالصدأ
فصدقت خافقي في خفقانه ، وهربت الكلمات التى
كنت اريد أن أقولها له
فخرج فحيح وصوت لايكاد يُسمع
وقلت له وإمارات الارتباك ظاهرة على تصرفاتي:
ـ شكراً على توصيفك ووقوفك بجانب ورودك....
وإمعاناً في تأكيد وتقييد شباكه حولي
رد عليّ وقال:
ـ العفو يا أنسة ...
أنت هي الوردة الناقصة في هذه الحديقة
التى إكتمل جمالها بتواجدك في أركانها
فزادت سعادتي وحبوري لهذا اتيت إليك لاكلمك ....
عندها حلمت وهو واقف ينتظرني أن أتكلم
فبادرني وقال :
ـ أعتذر عن إن تطفلت عليك
أو لعلني أزعجتك او قطعت ماكنت تفكرين به ...
فنظر اليّ نظرة مدروسة ليجعلني أطيل
الأرتباك والتلعثم كي يستغل هذا الوضع
في أحراجي وجعلي أدقق ملياً في أدبياته المصطنعة
فهمّ بالأنصراف ...وقال:
ـ أرجوا المعذرة فعندي مايُشغلني الأن ....
فحاولت أن استوقفه ، لأقول له كلام كثير
لأبدأ معه صفحة أعيش فيها مع خيالي ومع لمساته
الرقيقة الحانية على الورود ولكن
ضاع كل شيء ، وانصرف وتركني جالسة
مُلتصقة على خشبات الكرسي القاسية الخشنة
والتى كانت قبل قليل وكأنها وسادة وثيرة محشوة
بالقطن المصري المعروف بطويل التيلة ...
بعد أن أنصرف أو بالاحرى تركني لأفكاري
وحيرتي في كيف أستطيع أن اراه مرة اخرى
وساتعلم كيف أرد عليه وأُسهل له الطريق لقلبي
ولكن هيهات أن تعود هذه الفرصة مرة اخرى
فهممت بالوقوف والتمشي قليلاً لعلي أُنفس عن غضبي
من عدم الطلب منه حتى عنوانه أو سؤاله في هل يعود
أو هل له أهل أو أين يسكن أو ماهو شغله ومصدر أعاشته...
وأنا في هذه الحيرة إلتفت متتبعة لبصري الى حيثما يقودني
فعاد بي الى المكان الذي كان يجلس عليه
فتخيلته جالس هناك فذهبت الى المكان
وجلست في نفس الكرسي الذي كان يشغله
وبدأت اتحسس عليه وكأني أريد أن ابحث عن رائحته
لأحفظها فربما يمر من أمامي يوماً ما ...
فوقع بصري على مُغلف به صندوق صغير
مفتوح فاخذني الفضول فنظرت في محتواه
فأذا بتمثال صغير لم أتبين ، هل هو لحيوان او لمخلوق ادمي
ففيه اكثر من يد وأكثر من قدم وآكثر من رأس...
فقلت في نفسي هذه فُرصة لرؤيته من جديد
حتى اعيد له لعبته أو تمثاله الذي كان يهمس له ....
وضعته في حقيبتي وقبضت على مغاليق الحقيبة
حتى لايسقط مني وانا راجعة البيت ....
دخلت أمي قبلي بقليل الى المنزل بعد أن أفرغت
محتويات سلة الخُضار التى أشترتها من السوق المجاور
حيث أوصاها ابي بتأمين لوازم البيت من تموين
وما شابه ذلك...
فابي ليس له وقت للبيت واحتياجاته أو لنا نحن بناته
او حتى لاخي الوحيد ...فقد ترك هذه المهمة لأمي
هي من تدير البيت واهله من مصاريف واكل وكل شيء
فألتزاماته لتوفير المصاريف لنا تُحتم عليه
الجلوس من الفجر حتى صلاة العشاء في دكان وصالة أثاث
الذي يقع في نهاية الحي الذي نسكن فيه....
والذي كان قد تحصل عليه من احد أصدقائه الذين كانوا
يقرضونه البضاعة فيبيعها لهم ، بتوزيعها على مراكز البيع
ويأخذ حصة من الربح
ولما أشتهر بأمانته وطيبته وخُلقه
بادره صاحب الصالة وباعه أياه على أقساط
فأستمر في هذا العمل حتى سدد كل الألتزامات وتم تمليك المحل
لذلك كان غيابه علينا طول الوقت كان له مايبرره
فالمصدر الوحيد لمعيشتنا هو عمل ابي في التجارة
أما أخواتي فهُنّ مازلنا في سن الدراسة
فأحداهُنّ طالبة في الشهادة الثانوية
والأخري في بداية المرحلةالثانوية
أما أخي فهو مازال يدرس في أحد المعاهد التخصصية...
وترك أمى للقيام ببقية الأعمال المنزلية
ذلك لعدم أهتمام أخي أو بالاحرى خروجه المستمر
للسهر مع من يسميهم أصحاب
وعدم اللامبالاته بشؤون البيت
فبادرتني بأبتسامة حانية مليئة حُب ورأفة وقالت :
ـ أين كنتي أبنتي الحبيبة ...؟
فنظرت اليها ملياً وأنا أحتقر نفسي في نفسي
لأني سأكذب بعد قليل ...
ـ انا كنت عند صاحبتي في الجامعة
لاخذ منها بعض الأشياء التى أريدها ....
وها أنا رجعت ....
فهل تريدين شيئاً قبل أن أذهب لحجرتي...؟
فردّت أمي قائلة:
ـ لا ...أبنتي الحبيبة لا أريد شيء
سوى سلامتك ونجاحك فقط .....
فألتفت الى الجهة الأخري اثناء انصرافي
منها والدموع تنهمر من عيوني لمعاملتها البليغة معي
ومع اخواتي بالرغم من أ ني قد كذبت عليها
ولم أكن فعلياً عند حُسن ضنها بي ...
من اني مهتمة بدراستي فقط ولا شيء يشغلني عنها...
في الوقت نفسه كان كل اهتمامي بنفسي
وبخيالاتي العبثية المريضة ....
فأرتميت على سريري وأكملت بقية تفريغ
دموعي تحسراً على سلوكي وكذبي على امي
وأيضاً على عدم تشجعي وسؤال رفيق الحديقة
عن هويته او عنوانه ...
فكل ماتركه صندوق صغير فيه تمثال لمخلوق عجيب...
وأرتميت على سريري أعيد شريط ماحصل في الحديقة...
وأنا مُمسكة بتمثال من تركه لي ليُذكرني بنفسه إن نسيت
عندها قررت أن استمر في معركتي العاطفية
ومغامرتي التى لا اعلم نهايتها ....فأخذت اتفحص
تمثاله وكأني أبحث عن شيء ماء يدلني على صاحبه
وأنا كذلك حتى وجدت مجموعة أرقام مكتوبة في قصاصة ورق
ومحشورة في أحد نتؤات التمثال
ففتحتها وتبين لي أنه رقم هاتف شخصي ...
هنا رجع الدم ليتدفق من جديد وبات الأمل في لقاء
سالب فؤادي وعقلي وقلبي ...قريب جداً
فهرعت مُسرعة لحقيبتي
وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال بهذا الرقم ...
فما الذي سيحصل إثناء محاولة ( ماجدة )
الأتصال بالرقم الذي وجدته ....
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الثاني
من
الرجوع من الذهاب ...بعيداً
متابعة ممتعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها




 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-24-2017, 04:09 PM   #3


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الرجوع من الذهاب ..... بعيداً ( الجزء 2 )





بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله



فهرعت مُسرعة لحقيبتي وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال لهذا الرقم
وحين بدأ النداء حتى سمعت دقات قلبي
اكثر مما سمعت الطرف المقابل حين
قال
ـ نعم من الذي يتكلم....؟
فهرب الكلام وانعقد لساني ...لبُرهة وجيزة
تم تشجعت وقلت له:
ـ مرحباً انا من كنت في الحديقة منذ قليل وقد وجدت
في مكانك الذي كنت تجلس عليه ...تمثال صغير
في داخل صندوق ...ووجدت رقم هاتفك....
فقال:
ـ نعم هو أعز ما أملك فإن ضاع هو
ضاع كل شيء فهو رفيقي وتميمتي التى تجلب لي الخير والعون
منذ كنت طفل صغير لا أفقه شيء
فهل من الممكن أن نلتقي لتسليميني أياه ...؟
فقلت له :
ـ أين تريد أن نلتقي ...فأنا حاضرة ومستعدة
لأرجاع الأمانة لأصحابها ...هكذا تعلمنا ....؟
فردّ بصوت مليء بالفرح والغبطة:
ـ هل تستطيعين مساء هذا اليوم أن تجلسي
في نفس المكان الذي إلتقينا فيه ....؟
فقلت :
ـ نعم أستطيع ...
فأستدرك الأمر وقال:
ـ ولكن المساء سيكون مُظلماً وربما يمنعك اهلك
من الخروج في هذا الوقت ....
فأنطلق لساني وكأن هناك من تحداه
ليتكلم ويدافع عن نفسه من ظُلم وقع عليه :
ـ لاتهتم لهذا الامر فانا من عائلة متحررة
ولنا أدبيات خاصة بنا وثقافتنا لاتأبه للثقافات
الرجعية التى تشدنا للوراء ....
في الواقع لست من عائلة متفسخة أو متحررة ولكن
مثلها مثل كل العائلات التى دخلها التحرر مع مقاومة رفضه
فقلت هذا الكلام لأبين له وأعطيه حُجة للقائي .....
فعقّب قائلاً:
ـ حسناً أذا لنا لقاء هذا المساء ...
وأقفل الخط مع قفله للخط قُفلت ابواب فكري
وعقلي وبدأت أصول تربيتي في الظهور أمامي
وبيان انني لست بتلك البنت التى تربت تربية
أصيلة يحكمها الدين ولا العرف ولا حتى التقاليد العربية
بل ظهرت تلك البنت التى اُشبع فكرها
وثقافتها بمن يحيطون بها ممن ألبس عليهم أبليس
ثقافته وهديه وطريقته عن طريق الحرب الأعلامية
الشرسة التى دخلت للبيوت العربية وأفسدت كل شيء
حتى وصلت للدين فغيّرت وبدلت أصوله وجعلته ممارسات
كهنوتيه مثل النصاري لايعرفون
من الدين سوى أن هناك رب فقط
او كالذين يعتقدون بان الأرحام تدفع والارض تبلع
وان الطبيعة هي من تسير هذه الدنيا وليس الله سبحانه وتعالى
وإثناء سرحاني في هذه التفاصيل
جاء صوت صاعق يهز كيان من نسيه
وهو الأذان لصلاة الظهر .....
والذي أصبح للأسف مصدر إزعاج للسُكان
وللسواح الأجانب ...
وهذا قول أحد المسلمات أو التى تدعيّ الأسلام
( نوال السعداوي )
والتى تعتنق التحرر والعلمنة الزائفة في أحد مقالاتها...
فحاولت بتثاقل أن اصارع نفسي وأقوم لأصلي
ولكن فكري المبهور بصاحب الحديقة منعني من القيام للقاء ربي
بحجة أن الوقت مازال طويل ...
فامتثلت لهذا الامر وأسترخت مفاصلي ونمت قليلاً
ولم أدري بنفسي الا وأنا خارجة من البيت
بعد ان رتبت ملابسي ووضعت قليل من العطور التى أشتريتها
حديثاً لتكون وسيلة للفت الأنتباه
كما تفعل صويحباتي في الجامعة
ففي المساء خرجت مُسرعة أسابق الزمن في أن أكون
أن من ينتظر حتى إُلملم شِعاث نفسي واتجهز للقاء ...
لمقابلة من سيكون وكان السبب في كذبي على أمي
وخيانة ثقة أبي الذي يسعى ليل نهار.....
إثناء مروري بالحديقة وولوجي
لمكان جلوسنا في أطراف الحديقة
مررت بعائلات وأطفال يسرحون ويمرحون وتتعالى أصواتهم
مع صراخهم المُحبب ...
فأخترقت تلك الموجات البشرية وأتجهت للمكان المُتفق عليه
فإذا بصاحب الحديقة قد سبقني في الأنتظار ويحمل
في يده كتاب لمحت أن هناك وردة تتدلى من وسط صفحاته
ـ مرحباً بالانسة
أرجوا ان لا اكون قد أزعجتك بالحضور .....
نطق بهذه الجملة مُحملة بأبتسامة ....
ـ أهلاُ بك ....
نطقت بهذه الجُملة وأنا مُرتبكة في كيف سيكون الحوار
ـ تفضلي بالجلوس يا أنسة ...
قالها بعد أن لاحظ مدى ارتباكي...
فبادرني وقال بعد أن جلست
ـ أنا أسف لجعلك تتكبدين مشقة
إرجاع لعبتي بعد أن نسيتها في الحديقة
ـ لابأس عليك فهذا من واجبي أن اُرجع أمانات لأصحابها...
أردف قائلا ..
: نعم هي امانة غالية وذكرى عزيزة على قلبي من إمرأة
مقامها رفيع عندي يناهز مقام امي وأكثر ....
هنا شعرت بسيل جارف من الغيرة وكذلك بموج من الفرح
عند قوله هي بمثابة امي ...
فقلت في نفسي أن غيرتك ليس في محلها
فربما تكون هذه المرأة من قامت بتربيته أو تعليمه أو نحو ذلك...
ـ على كل حال تفضل أمانتك ...
.قلت له هذه الجملة بعد أن خرجت
من متاهات أفكاري وتفاسيرها....
الحقيقة فقد فتحتها ووجدت بداخلها تمثال غريب لم أفهمه
هل هو لحيوان او مخلوق عجيب فقلت في نفسي لادخل لي فيه
فهذا أمر يخصه وما عليّ الا إرجاعه لصاحبه
ـ نعم يا أنسه .. ـ
قاطعته وقلت له:
ـ أسمي ماجدة
فيمكنك مناداتي بأسمي دون لقب .....
ـ لايمكن الا أن اناديك بآنسة ماجدة
لأضفاء قيمة شخصية تميزك
عن غيرك ....وأسمي هو مفيد ....
ـ طالما أنك ستناديني بأنسة فسأدعوك بالأستاذ مفيد....
وهنا زادت غبطتي وفرحى من حصولي على مثقف وسيم
ذو ابتسامات رائعة وأيضاً يفهم ويستوعب أسلوب التعامل
مع النساء .....
فاوقضني من سُبات أفكاري وسرحاني
بقوله:
ـ أين تدرسين في أي جامعة
على اعتبار ان عمرك لايصلح الا ان يكون عمر من تخرجت
او على وشك التخرج ....
اما بالنسبة لمناداتي لك بأنسة هذا لأني نظرت الي يديك فلم
اجد خاتم ( محبس ) للخطوبة او الزواج
من هنا عرفت أنك آنسة ....
فقلت له:
ـ بالفعل ملاحظتك قيمة تُنبيء
على مقدار سرعة بديهة وثقافة واتزان
وحُسن تصرف مع الاناث ....
ـ شكرً آنسة ماجدة
ـ العفو يا أستاذ مفيد ولكن أريد أن أفهم ماحكاية لعبتك
والتى أحببتها أنا بدوري لانها ساهمت في تعرفي عليك ....
ولكن قبل كل شيء هل هي صدفة أن وضعت فيها رقم هاتفك
او هي مقصودة حتى تضمن أن لاتضيع ....؟
فتح فاه بتعجب
وقال:
ـ انا سعيد جداً بفكرك وانتباهك للتفاصيل
وهذا يشعرني بأنك ستكونين رفيقة مُحببة وصديقة رائعة
فانا أحب أن يكون من أعاشره يملك الكثير من الثقافة والفهم
والأستيعاب وكذلك الجراة والشجاعة والمغامرة ....
أبتسمت له على ماقله من غزل أنيق لايرقى
للغزل الذي اسمعه من صويحباتي من كلام مُباشر عن الحب
وما شابه ذلك ....
ـ وبالنسبة لقصة هذه اللعبة فليس الان وقتها
وربما في لقاء اخر ...
فأحسست بأنه يريد أن يماطل ويفتح الطريق للقاءات اخرى
وهذا الذي ابتغيه تماماً ....
ـ ولكن قبل كل شيء ارجوا ان تقبلي مني هذه الهدية
اخرجني من فكري مرة اخرى بقوله هذا...
ـ شكراً لك أستاذ مفيد
ـ العفو ماجدة ...سأناديك بماجدة ولتتركي صفة استاذ مفيد
أبتسمت فرحة من هذا التطور السريع
ـ حسناً مفيد شكرا على هديتك وعلى الوردة الجميلة
التى زُرعت في داخل صفحاته....
ـ انت تستحقين كل طيب فأريدك أن تقرأي هذا الكتاب
وفي لقاء اخر سنرى مدى إستيعابك لأفكاره وما جاء فيه
فانت فتاة جميلة وطيبة ومثقفة
فمن خلال قراءتك لهذا الكتاب اريد أن افهم لأي مدى
من الثقافة والأستيعاب تكونين.....
هنا تبلدت أحاسيسي لاول وهلة وقد ساورني الندم للحظة
في مقابلته وبناء خيالات عاطفية وهمية
فلم أسمع من صديقاتي اللاتي يحببنا القصص العاطفية الرومانسية
انه في أولى جلسات التعارف يكون الحديث عن الثقافة
والدراسة والعلوم والقليل القليل من الأوصاف الجميلة
والتى لايُطلق عليها غزل .....
ولكن فى حالتى هذه قررت أن أتحداه
واظهر أمكانياتي الفكرية والثقافية وقوة شخصيتي وفهمي للمجريات
فكانت أمنيتي أن يكون لي حبيب او صديق او عشيق
وليس مُدرس اكاديمي لايفهم الا في الكُتب والمراجع
ولكن سأستمر وأرى الى أين سيصلني فكري معه....
ـ أنت لم تجيبيني على أستفساراتي ....ماجدة.....
خرجت من توهاني بكلمته ...
ولأسهل عليك الامر أنا أحب من أقترن بها أن تكون
ذات ثقافة وتحدي لكل ماهو مألوف ....
أبتسمت وتنفست الصُعدا بعد سماعي لكلمة اقترن بها
فهذه تعنى ان هناك تواصل وحب ورومانسية
تختتم بالزواج
ـ انا كذلك ...
.فخروجي في هذا الوقت لملاقاتك لهو دليل على تحرر فكري
وثقافتي وأنطلاقها بعيداً عن التكبيل ورجعية التفكير...
قال وهو يزهوا وكأنه انتصر:
ـ نعم أنا أستمع وأتلذذ بكلامك فأستمري بالكلام
فانا مثلك مُتحرر الفكر والثقافة
لهذا طلبت منك قراءة الكتاب حتى أتبين هل أنت من النوع
الذي يقبل أفكار جديدة أو هو متحجر ومُلتصق بالقديم...؟
فتربيتي هي هكذا ....
فقلت مختتمة جلستنا او بالاحرى محاولة
لأطالة الجلسة اكبر قدر ممكن ....
ـ على ذكر تربيتك مفيد
ماقصة لعبتك المفضلة...؟
فقال:
ـ هذه سنتركها للقاء اخر ...
والان استأذنك للمغادرة فالوقت تقارب على العاشرة ليلاً
وهذا أمر لا أرتضيه لك
قبل أن ينهي كلامه تشجعت وقلت له
ـ انا معجبة بأفكارك وساكون حيثما تريدني أن أكون
ـ شكراً لك وأنا ايضا جمالك وفكرك كانوا السبّاقين لقلبي
هذا ماحصل في لقاء ( ماجدة ) و ( مفيد )
ولكن بعد رجوعها للبيت حدث أمر ...مهم
سيتم التعرف عليه في الجزء 3
متابعة ممتعة مع قصة
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
ولنا لقاء أن شاء رب العباد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ..اندبها




 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-25-2017, 02:28 PM   #4


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الرجوع من الذهاب ..... بعيداً ( الجزء 3 )




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله



رجعت للبيت حامله معي عواطف جياشة من ناحية
ومن ناحية اخري إشارات إستفهامية كثيرة تحيط
بالسيد مفيد الذي أستطاع في جلسه بسيطة أن يغير
مفاهيمي العاطفية وجعلها تنحنى بأتجاه أفكار
غريبة وغير مفهومة منها
1.قصة لعبته التى يقول عنها أنها جالبة للحظ والخير وهي هدية من إمراة مقامها يفوق مقام أمي ...
2.إصراره على أن أقراء الكتاب الذي لم أتصفحه بعد
حتى عنوانه لم أعرفه ولم أقرأه فقد كانت واجهته مُغلفة
3.أهتمامه الشديد لفكري وثقافتي ومدى تقبلي لأفكار جديدة
4.حرصه الشديد أن يعطيني جرعات محسوبة من الغزل
حتى اكون طوع امره ان قال فيّ معلقة في الغزل
5.معرفته المُسبقة باني في الجامعة وكلامه عن عمري
في أنه يناسب طالبة في الجامعة...
فكيف عرف عمري لاني لم اقول له عن عمري شيء
ولم المح له عنه...
6.ولماذا وضع رقم الهاتف في التمثال
وكأنه يريد منى الاتصال به

كل هذه التساؤلات دارت في ذهني فلم أجد لها
أجابة مقنعة منه.....ولكن
جاملته وشكرته وبينت له أنه ذكي فقط من باب المجاملة
وعلى هذا الأساس قررت أن أحل هذه الألغاز
فلم يعد يهمنى كلامه الجميل أو تغزله بالقدر مايهمني
الان هو معرفة من يكون وماهي شخصيته وماذا يريد
مني بالتحديد ....
كل هذه الضنون حملتها معي الي البيت والي فراشي
بعد أن تحاورت
مع أمي إثناء وصولي للبيت ودخولي اليه
ـ مرحباً ابنتي
لقد سالت عنك أخواتك فلم يجيبني احد
لانهم لايعلمون أين ذهبتي
حتى ان والدك رجع للبيت وسأل عنكِ ودخل
حجرته لينام ....
ـ اهلاً ماما
أني متعبة قليلاً فقد تمشيت في الحديقة مع احد
صويحباتي في الجامعة ...
ـ وهل هناك من صاحباتك ممن يسكُنّ هنا بالقُرب من بيتنا
حتى تلتقي بها هنا ....؟
ـ نعم امي هي تسكن في المنطقة المجاورة لنا ...
ـ حسناً أبنتي
هل تريدين شيء لتاكليه....؟
ـ لا ...امي شكراً لك فقد اكلت مع رفيقتي ....
وانصرفت أمي.....
وسرحت في أكاذيبي التى كثُرت هذا اليوم على أمي
فاني لم اقابل صاحبتي بالرغم من سكنها القريب فعلياً مِنّا
بل قابلت الأستاذ مفيد
فما الذي حدث لي اليوم بدأت بالكذب وخيانة ثقة امي ووالدي
فجالت في نفسي هذه الأفكار
وأنا أقترب من خزانة ملابسي لأغير ما لبسته لأستعد
للنوم....بأستلقائي على السرير منهوكة القوى
مُحتضنة الكتاب المليء بعبق الوردة التى فاح
شذى عطرها بين الصفحات....
وإثناء تأملي للوردة راحت أصابعي تتحسس الكتاب
وكأني أربت على حيوان اليف لكسب وده
وانا أتذكر صاحب هذا الكتاب
فنزعت غلافه الخارجي
فرأيت شِعار وصور لمثلث هندسي مقلوب
وفوقه فرجار وفي أعلاه عين
وفي داخلهم حرف لاتيني ( جي )

فقلت ربما هذا كتاب يخص الهندسة المعمارية
على أعتبار أن المهندسين هم من يهتمون بهذه الادوات
هنا تبادر لذهني سؤال اخر وهو
مالفائدة من قراءة كتاب هندسي
واستيعاب مافيه والأستعداد
لمناقشة مفيد فيه....؟
فتخصصي هو ليس الهندسة المعمارية او حتى الانشائية
بل تخصصي هو العلوم الأساسية قسم أحياء ...
على كل حال الان لست في مزاج جيد لأقرأ كتاب مليئ
بالأرقام والحسابات ....
بالرغم من اني لم اتصفحه

ولكن خمنت فقط من خلال رؤيتي لصورة الغلاف...
فطرحت الكتاب جانباً وحضنت مخدتي كي تساعدني
على النوم والراحة من مشقة التفكير طوال اليوم ...
ـ صباح الخير ماجدة
الوقت قارب على ذهابك للجامعة...
فتحت عيوني بحذر كي لا يذهب النوم والنعاس
لاني من المحتمل ان ارجع لانام ...
ـ صباح الخير ماما
نعم ساقوم .....
فقررت الذهاب ليس لأنه هناك محاضرة
او ربما تكون هناك محاضرة لأني غائبة وليس معي جدول
مادة الكيمياء ...ولا أعلم بموعدها...
بل أيضاً لملاقاة صديقاتي والتحدث عن التطورات التى
حدثت معي ....
فنزلت لصالة الأكل في البيت فوجدت اخواتي
على طاولة الاكل ...
ـ صباح الخير لكم جميعاً
فاخذت كوب عصير وقطعة خبز مُحمص بالزبدة
وخرجت بسرعة لألحق الحافلة المغادرة لوسط المدينة
فحشرت نفسي في الحافلة المليئة بالبشر
فالواقف فيها اكثر من الجالس
ومما زاد الامر ارباكاً هو العادة الصباحية في الزحام
من مضايقات ومعاكسات وتحرشات
كل ذلك لم اهتم له فانا متعودة على مثل هذه الأمور
في الزحام ....فكان كل مايشغلني هو فكري
واستفهاماتي عن مفيد ....
وصلت الحافلة للمحطة الأخيرة والقريبة
من الطريق المؤدي للجامعة ...
فنزلت منها وأنطلقت أحُث الخطى ليس لأني حريصة
على المحاضرة ....فقط ...
بل حرصي أشد على

ملاقات صويحباتي لأتحدث معهُن عن مغامرتي
وفي اثناء ذلك رأيت أحداهُنّ وأسمها ( مريام )
وينادونها بأسم ( مريم ) وهي من أصول يونانية
فامها يونانية ووالدها عربي مسلم
وهي التى كذبت بشأن لقاءها معي عند أمي
حين سالتني أين كنتِ
فقد كانت تسكن بالفعل قريبة من الحي الذي أسكنه....
وهي ذكية نشطة ولها نشاطات فكرية ولها خبرة في تنظيم
المظاهرات الطلابية والتجمعات النسائية
فاحيانا تشارك في إضرابات تخص بأحتياجات الطلبة
او بأضرابات عامة لدعم قضية معينة
وكانت لها أفكار غريبة ومعتقدات مستوردة ...
تجعلها عُرضة للجدل والنقاشات
وأحياناً حتى للخلافات مع الطلبة

ومع ذلك حين نجتمع نحن وباقي الزميلات ننطلق
في الحديث عن كل شيء من مغامرات عاطفية
أو بتصفح المجلات او المواقع الألكترونية لمعرفة
أخر ما أٌنتج من برامج او مسلسلات مُدبلجة او اخبار
ممثلي وممثلات هوليووود ....
اما الجانب السياسي فلم يكن له الحظ الكبير في نقاشاتنا
وذلك لحدوث موقف وقع بيني وبينها في خروجنا
لمظاهرة تأييد لأبطال غزة يوم ان دخلت القوات الاسرائيلية
وقصفتها في يوم ( السبت الموافق 27 ديسمبر 2008
حيث بدأت العملية يوم السبت الساعة 11.30
التى راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد والف جريح
في الدقائق الاولى من بدء قصف الطيرات الأسرائيلي على غزة
صباحاً وأستمرت حتى زاد عدد الشهداء والجرحي
والتى أرتفعت هامات الشعوب العربية وهتفت
لنُصرت غزة وأبطالها ودعمهم حتى بالهتاف
في غياب الدعم المادي من الحكومات العربية الخانعة...
فخرجنا في ذلك اليوم نهتف لفلسطين وغزة
فما كان من زميلتي ( مريم ) الا أن فاجأتنا كلنا
فقالت:
ـ نحن ابناء عمومة مع اليهود فلماذا الشتم والسب
لماذا لا نتعايش مع بعض وننبذ الخلافات
فكما للعرب حق في فلسطين ايضاً أسرائيل لها الحق فيها
لانها أرضهم وجزء من تاريخهم...
هنا صعد الدم العربي الأصيل لرأسي
وصرخت في وجهها:
ـ أسكتِ ...أسكتِ هل انت معنا أو مع اليهود ....؟
فأنطلق لساني صارخاً فيها
امام الطلبة
وقلت ردا على كلامها بكلمات
لاقت في مابعد إستحسان الطلبة وهناك
من كتبها في مذكراتهم ...:
ـ لا أحسنت يا مريم القول والتعبير
ولا أجدتِ اظهار المشاعر والتصوير
و لا أعطيت صوراً ومختلجات قلوب أنعشتنا
بهواء فلسطين العليل ....
فكل الذي قلتيه هو زيف وبهتان مليء بالتظليل ...
ففلسطين بحُبيبات قلبها من غزة ورفح وجنين
والضفة والقدس وأحياء الجليل ...
لم ولن تكون لليهود وطن ومرتع ومقيل...
فشوارع وأزقة وأحياء الخليل...
كلها تُنذر بني صهيون أن لا مقام لهم الا الرحيل...
فتاريخ يهود خيبر وثقيف
يشهد على شرذمتهم في الآفاق طمعاً في البديل...
فقط وجب أن نثق في الخالق
في أن تكون نهايتهم على يد من يخاف الجليل...
ولا نركن للدعة والوداعة
والاعتماد على أصحاب العروش ففي اقوالهم
يكمن السفه والتظليل ....
فلا بكاء ولا لطم ولا تحسر
يُرجع الأرض من أيدي المغتصب الذليل....
فالأزمان تقول أن بني صهيون
هم اجبن القلوب والحناجر وغثاء اصواتهم والصهيل....
فأثارت كلماتي هذه حماس الطلبة
وتم التشابك بالأيدي
حتى وصل لمراحل متقدمة من الشتم في مابين
الطلبة و( مريم )
حتى تدخلت احدى الزميلات وقالت :
ـ انتم اخوات وزميلات دراسة وسكن فلا تجعلوا
الخلافات السياسية سبب في إفساد صداقتكم وحُبهم لبعض ...
وأُجبرت على التنازل والصفح والاعتذارات
وقررنا عدم الخوض في نقاشات سياسية او دينية
ـ اهلاً مريم
ـ اهلاُ ومرحباً بك ماجدة
كيف حالك وكيف حال الأسرة....
ـ الحمد الله الأسرة جيدة ولكن لماذا لاتقومين
بزيارتي حتى في البيت بالرغم من انكِ تسكنين بالقرب
من الحي الذي أسكن فيه ....؟
ـ بالفعل كنت مشغولة ولكن ربما في المستقبل ....
أين بقية زميلاتنا ....؟
ـ لا أعلم فقد وصلت الأن من بيتنا ....
ـ حسناُ تعالي لنجلس في الأستراحة ( الكافيتيرية )
لنشرب شيئاً .....
هل تطلبين شيئاً
ـ لا ...شكراً لا أريد الا كوب ماء فقط فقد لاقيت
اليوم من تعب الزحام ووقوفي في الحافلة مالاقيته...
قالت مريم:
ـ لابأس هذا حالنا جميعاً نعيش في الفوضى والزحام
ولا نعلم هل السبب في الشعب نفسه وعدم تحضره
أو نلوم الحكومات والمسؤلين لتقصيرهم
ام هل السبب هو في غباء الشعب وعدم اقتناعه
بتحديد النسل والتنظيم وتحجيم كُثرة الأنجاب مثل الفئران
وأعتمادهم على مقولات عفا عليها الزمن
مثل الرزق على الله وتكاثروا فاني اباهي بكم الامم يوم القيامة
هذه ياماجدة كلها اوهام تم زرعها في عقول الناس
لتخذير عقولهم كي لا يلتفتون للمشاكل الحياتية الأخرى
وتكون فيضانات بشرية ....عندها لن نجد ما ناكله ...
رددت عليها وكأنها لمست كرامتي كأنثى من قولها
الاناث مثل الفئران لايفهمن الا الانجاب فقط ...
بالرغم من أني لست ملتزمة التزام ديني كامل ولكن تحركت فيّ
عروق فطرية جعلتني اقول:
ـ ارجوك حبيبتي مريم لاتقولي هذا الكلام
فالذي أعرفه عن يقين هو ان الأرزاق بيد الله وما البشر
الا وسيلة لأستخراج الرزق من الأرض والتنفع به
فالرزق ليس من أعمال البشر بل من تيسير الله له
وعليه لاتقولي أن سبب ضنك المعيشة هو الكُثرة والأنجاب
المُبالغ فيه وتشبهين بنات جنسك بالفئران ....
فهذه افكار غير صحيحة بالمرة فارجوا أن تتوقفي عن هذه
الشطحات الخيالية الوهمية والتى مصدرها وسوسة الشيطان
ليوهم تابعيه ويشكك حتى في اعتقادهم في الله سبحانه وتعالى
فقالت وكأنه مسّها مس وانتفضت :
ـ لا ..لا...لاتقولي الشيطان ، فلا دخل له في نقاشنا هذا
فالشيطان بريء مما نحن فيه من سبب في الكوارث
التى نراها اليوم وما الفاظ الشيطان والنفس والدين والأعتقاد
ماهي الا وسيلة لتخذير عقول الشعوب العربية
حتى ينسوا
فانا حبيبتي لست من النوع الخانع الإمعة الذي يقول
مايقولون ...بل من النوع العقلاني الحر التفكير...
هنا اتضح لي اكثر أن مريم هذه متجهة نحو اتجاه مغاير
للفكر العربي المسلم السليم والمنبثق من الدين
وحتى العُرف وايضاً العادات ...
ولكن مضطرة في أن اوقفها عن هذه النقاشات على الأقل
الأن ....فتحملي لسلوكها هذا ينبع من حرصي على
الوفاء بالعهد و الامانة والوصية من أبيها الذي
اوصانا نحن زميلاتها بمسايرتها وتحملها من بعد الصدمة
التى تلقتها في هجران اُمها اليونانية لأبيها وهي صغيرة ..
فقام والدها بتربيتها فترك لها العنان في كل شيء
ضناً منه انه يعوض لها عن فقدان امها ...
ـ حسناً اختي مريم فانسي هذا الأمر وهذا النقاش وتاكدي
بأني أستطيع ان اجيبك وأرد عليك بالصيغة التى تريدي
ولكن كما هو معروف عنك أن قابليتك للفهم والاقتناع صعبة
لذلك لا أريد أن أخسر زميلة أو صاحبة ....
ـ تمام ياماجدة انت الان ترتكبين خطأ وهو انك تتهمينني بالغباء
وعدم الفهم وكأنك تشيرين وتلوحين بتكفيري .....
ـ لا..لآ ...لآ لم أقل أنك كافرة فليس من حقي تكفير أحد
أو إخراج أحد من المِلة
ولكن واجبي هو أن انبهك على أن أفكارك هذه ستوصلك
لنقطة تجحدين فيها حتى وجود الله ....
وهذا ما لا أريده لكِ...
ـ ياماجدة تأكيدي ايضاً بأن علمي وثقافتي وحرية فكري
هي السبيل لفهم مجريات الحياة وليس بالضرورة أن اتبع
افكار غيري والتى عفاء عنها الزمن وأصبحت رجعية ...
ـ ماذا تقصدين بكلامك هذا ....؟
ـ لا أقصد شيء وسوف يأتي عليك يوم وتوافقيني رأيي
وتقتنعي بما أقول فأصبري قليلاً
فكوني متاكدة من ذلك حبيبتي ماجدة ....
والأيام بيننا ...
ثم أنطلقت مُسرعة وكأنها لاتريد أن أكمل كلامي معها
وعلامات النصر والتحدي بادية على مُحياها ....
وكانها تقول في نفسها أصبري فهناك طبخة تطبخ لكِ
على نار هادئة ....فقلت لها:
ـ لا تنسي سنلتقي في
مُدرج المحاضرة المخصصة لمادة الكيماء العضوية...
فنهضت بدوري من مكاني وأحسست بتعب فكري
وجسدي وأرهاق عام ....من خلال نقاشي معها
وظهور استفسارات وعلامات استفهام حول كلامها
فتارة تكون مرحة وتارة تلعن السياسيين وتارة تلعن
الألتزام وأهله وتارة تجاهر علناً برفضها للمضاهرات
التى تنضمها ...فامرها عجيب ....
واكثر شيء تكرهه هو الحديث عن الدين او الجلوس
مع زميلتنا الملتزمة
فمرات عِدة أشعر انها تجاملنا فقط لغاية في نفسها
فشعورنا يقول عنها احيانا أنها مُلحدة وليس بمسلمة
مثلنا ...
ولكن الذي زاد في حيرتي هو تأكيدها على أنني ساكون مثلها
وساعتنق أفكارها يوماً ماء ...!!!!!
فما الذي جعلها متاكدة هكذا....؟
هذه الأستفهامات وطريقة تأكيد ( مريم )
ل(ماجدة ) بأنها ستعتنق فكرها ...
هو مايشغل بال وفكر ( ماجدة )

ففي الجزء الرابع القادم
ستتضح بعض الأمور لماجدة في فهم
ماترمي اليه ( مريم ) من تهديد...
من قصة
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
مُتابعة طيبة وممتعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ...أندبها



 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-27-2017, 12:32 AM   #5


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الزجوع من الذهاب .....بعيداً ( الجزء 4 )




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله



بعد أن إلتقت ماجدة ومريم في مقهى
الجامعة ( الكافيتيريا ) في نهاية الجزء 3 وتم النقاش مع مريم
في موضوع تحديد النسل وتوصيفها للنساء
بالفئران ، وكيف كان رد ماجدة عليها
وتهدي
د مريم المُبطن لماجدة بأنها سوف تعتنق أفكارها
يوماً ما ....
انسحبت مريم للذهاب ، على أمل اللقاء في مدرج الكيمياء
لحضور محاضرة في ( الكيمياء العضوية )مع بقية الزميلات
، وبقيت ماجدة في المقهى...

ـ أرجوك أعطني كوب من الماء
أتجهت لعامل المقهي وطلبت منه ذلك.....
ثم بعد ذلك ذهبت لأتأكد متى سيكون التوقيت
للمحاضرة وأيضاً لمعرفة الجدول الخاص بها
وخرجت لأسأل رئيس قسم الكيمياء عن المحاضرة
لانه هو من سيدرسنا مادة ( الكيمياء العضوية )
والتى تعني بدراسة المواد الكيميائية التي
تحتوي على روابط بين ذرات الكربون
فهي من ضمن مادة ( الاحياء الدقيقة )
فمررت بالبهو المؤدي لمكتب الدكتور ( راشد )
فطول الممر يُشعرك أنه قصير لِما فيه من مُلصقات وشهادات
تخرج للطلبة في السنوات الفائته...
فأقتربت من مكتب الدكتور (راشد ) وقرعت الباب
ليسمح لي بالدخول
فقد تمتع هذا الدكتور بشخصية قوية صارمة لاتهتم الا بالمناهج
فقط ولا سبيل لتوزيع ابتساماته للكل ....
حتى يُفهم من غيره أنه يستغل منصبه مثل مايفعل
الدكتور ( نادر ) أستاذ مادة (الكيمياء الحيوية )
والتى تعني بدراسة التعامل مع التراكيب
والعمليات الكيميائية التي تحدث داخل الكائنات الحية
. والذي لاينفك
في أن يقايض نجاح أو رسوب الطلبة وبالتحديد الطالبات
بمدى قبولهن لأنشاء علاقات خاصة والجلوس معهُن
في المقهي او في ممرات الجامعة ....
ومن تتمنع او ترفض ببساطة يُسقط لها نتيجة المادة
ويعرقل تصفيتها والانتقال لمادة اخرى
وحجته ان مادة ( الكيمياء الحيوية) صعبة وهو الوحيد
الذي يفهمها اما الباقي فعددهم قليل من يتجاوزها
واختياره لضحاياه يخصصه
فقط للتى يري فيها استجابة بسيطة
اما من يري فيها صرامة فيتعامل معها بقسوة ....
أو من ليس له القدرة على تيسير أعماله ومتطلباته
المدنية فمثلاً كان يسأل ويتقرب من كل طالب
يعرف أن أبوه له مكانة إقتصادية أو إعتبارية أو له معارف
في الدوائر الحكومية ...
فكان يسأل أي طالب أو طالبه عن مهنة أباءهم ...
فمثل هذه النماذج منتشرة للأسف في الجامعات
ـ السلام عليكم دكتور ( راشد )
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أبنتي ماجدة
نعم ماذا تريدين ...؟
ـ اريد أن أسأل متى ستكون محاضراتك لقسم الأحياء
فقد قيل لي أنه لديك محاضرة لنا الأن ....
لاني كنت غائبة اثناء توزيع جدول المحاضرات ...؟
ـ نعم ....هي الأن بعد ساعة ...
والأيام الأخري هي السبت ...والأثنين ....والخمسي ...
ـ شكراً دكتور
ـ العفو أبنتي
ـ أستأذنك ...
ـ تفضلي ....
فخرجت مُسرعة لقاعة المحاضرات
ودخلت قبل الموعد كي أجهز نفسي
فمادة الكيمياء أحبها كثيراً فأسلوب الدكتور لتوصيل
المعلومة هو اسلوب سهل وشيق ....
فبدأ الطلبة والطالبات بالدخول لقاعة المحاضرة
فرأيت زميلاتي مريم وسناء الملتزمة ومروى
( فمروى ) هذه أنسانة هادئة جداً وإن تكلمت أبلغت
وهي من عائلة شبه ثرية فعندهم خادمة من الهند
وعامل مصري للحديقة ...
ومع ذلك لا نراها تتباها أو تتبجح أو تتكلم عن معيشتهم
وعندما نلتقوا جميعاً تذوب الفوارق في ما بيننا
وتنطلق مروى مثلها مثل بقية البنات في عمرها
في الأهتمام بمظهرها دون شطط أو مُغالاة
وتهتم بالقصص الرومانسية والعلاقات بين الزملاء
في الجامعة ...
اما ( سناء ) فهي ملتزمة بالحجاب ومحافظة حتى على
علاقتها بزملائها الطلبة فنراها تحادثهم علناً في الممر
بتواجد الطلبة ولا تتخذ الأركان أو الزوايا المنعزلة لفعل ذلك
وجُل وقوفها معهم هو للسؤال عن كتاب او محاضرة
أو أستفسار فقط ....
حتى أثناء جلوسنا مع بعض وحكاياتنا عن العلاقات
والمسلسلات والفنانين والأغاني
كانت ساكتة لا تشارك لانها ترى ان العلاقة الحقيقية
هي التى تنشأ وتأتي من الأبواب الشرعية من خطبة
وزواج ...اما المراسلات واللقاءات وما الى ذلك
كانت ترفضه وتقول دائماً ساحتفظ بكلمات الحب والغرام
لمن سيكون زوجي فليس سهلاً أن أتلفظ بهذه الكلمة
وأستعملها لكل من هب ودب ....
فكُنّا نحترم رأيها ونقدرها تماماً ونلتجيء اليها في مساائل شرعية فقهية....
وكلنا تقريباً في الفصول الأخيرة للدراسة في
كلية العلوم قسم كيمياء ...
ولم يبقي الا سنة أوأقل...على تخرجنا
ـ أهلاً يابنات تعالوا فقد حجزت
لكم مقاعد مع بعض
ـ أهلاَ ماجدة
ـ مرحباً بك اختى سناء
كيف حالك ان شاء الله تكوني في أحسن حال
ـ الحمد الله لازلنا نصارع مصاعب الحياة
ـ مروى كيف حالك
وكيف حال والدك فقد سمعت أنه مريض...؟
ـ بارك الله فيك اختى ماجدة
الحمد الله هو في تحسن ولكن العمر له دور كبير
فأصبح يشكوا من كل شيء
قالت سناء
ـ الله هو الشافي المعافي فأحرصي اختى مروى
على الأهتمام بوالدك فيكفي أن الله أوصانا بالوالدين
فهما الخير والبركة ورضاهم هو السبيل لنجاحنا في الحياة....
ــ ان شاء الله اختى سناء وها نحن نحاول
والله هو المساعد ....
قالت مريم وكأنها تريد أن تغير مسار الحديث
عن المرض والموت والوالدين .
لأنها تعلم مُسبقاً كيف يكون رد سناء
وهي لاتريد ان تحتك بها كثيراً.:
ــ نعم يابنات بعد المحاضرة لابد وأن نذهب لحجرتنا
كي نسري على أنفسنا ونفرح ونتحدث عن أخر مغامراتنا
دخل الدكتور (راشد ) ووضع كتبه وبعض الأوراق على طاولته
بجانب جهاز ( البروجكتر)
ليعرض شروحاته لدرس الكمياء
فقال:
ــ السلام عليكم
فردوا جميعاً وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته دكتور
فدخل مباشرة في الدرس حول مادة الكيمياء العضوية
وأهميتها في معرفة المعادلات في علم الأحياء الدقيقة
وأرتباطهما ببعض ...
وتخلل الدرس بعض النقاشات بينه وبين الطلبة
ليزيد من فهم مايريد توصيله لهم....
وبعد ساعتين انتهت المحاضرة فطلب من الحضور
أن يعدوا بحث لبعض النقاط ....
ــ اراكم في المحاضرة القادمة ...
وخرج الدكتور( راشد )
وهنا قمت وزميلاتي وانطلقنا للحجرة المخصصة لاحد
زميلاتنا والتي تتخذها سكن داخلي لها
لبُعد المسافة بين بيتها والجامعة وايضاً لصعوبة ايجاد
مواصلات لنقلها من والي الجامعة
ولظروفها المادية السيئة تم خصيص سكن لها في الداخلي
فكُنّا نستغل هذه الحجرة لجلوسنا وأيضاً لوضع الكُتب وأشياء
اخرى فيها حتى لانضطر أن نحملها يومياً الى بيوتنا....
وهذا الامر بموافقة زميلتنا ( ليلى ) صاحبة الحجرة
فليلة هذه أنسانة بسيطة من عائلة بسيطة جداً ويقطنون خارج
نطاق المدينة...فكانت تسكن طوال الأسبوع
وتتركها يومي الخميس والجمعة لتعود للبيت ....
وهذه المرة غابت ولا نعلم مالذي حدث لها ...
وكانوا يلقبونها ( بالخام ) اي التى ليس لها تجارب عاطفية
او نشاطات فكل الذي تهتم به هو دراستها وأستكمال تعليمها
لتدخل لسوق العمل كي تساعد اهلها مادياً ....
فمن شضف العيش احياناً كانت لاتستطيع أن تذهب للمحاضرة
لانها لا تملك ثمن تصوير المحاضرة ونسخها ....
فكُنّا نساعدها على هذا الامر ولا نتركها هكذا ....
بالمقابل كانت تسمح لنا بأستعمال حجرتها في أي وقت ....
ففتحنا الغرفة وقلت:
ــ الواجب أن نقوم بتنظيف الحجرة ونرتبها وبعدها
نستطيع أن نجلس فيها على راحتنا .....
فاخذت المكنسة وبدأت في كنس وتنظيف الحجرة
وقامت مريم للمطبخ لتعُد لنا الشاي
اما مروى وسناء فجلسوا يراجعون ماتم كتابته من محاضرة
الدكتور ( راشد )
وفي لحظات انتهينا من التنظيف وترتيب الغُرفة
وأجتمعنا على سفرة الشاي مع بعض المُرطبات التى أحضرتها
سناء من بيتهم فهي مُبدعة في تحضير المرطبات والحلويات
وبدء الضحك والمشاغبات البريئة في ما بيننا
حتى وصلنا للموضوع الرئيسي وهو المغامرات العاطفية
لكل مِنّا ....أو النقاش حول أخر المستجدات في المسلسل
الهندي المعروض في تلك الأيام ...
فقلت لهم :
ــ الحقيقة انا لم اشاهد الحلقة الماضية لاني كنت مشغولة
وليس لي مزاج حتى للجلوس على التلفاز ....
هنا انطلقت مريم وكأنها تريد أن تعرف أكثر عن انشغالي
ــ ماجدة مالذي حدث لك من انشغال
هل هو الحب الجديد ....أصدقينا القول ...
فمن هو وما عمره وكيف شكله وهل قال لك شيء ....؟
فقلت لها:
ــ أنتظري قليلاً ولا تستعجلي المعرفة .....
فأنطلقت صيحات استهجان وسخرية مختلطة بالضحك
تأييد لكلام مريم في معرفة المزيد ....
الا سناء فقد التزمت الصمت ولم تعلق
فقلت لهم بعد أن عدّلت جلستي :
ــ ساخبركم بشيء حدث لي أمس
ولا اعلم هل أنا على صواب
أو خطأ ...
فقالت مروى ومريم بلسان واحد :
ــ هل لمس يدك هل تمادى ...هل ...هل تغزل فيك ...؟
فقلت لهم:
ــ هو شاب مثقف ووسيم وذكي وغريب بعض الشيء...
فقالت مروى:
ــ هذه توصية خاصة لكِ فهوا متكامل كما تريدين ....
فقلت لهم:
ــ لا ...ليس توصية خاصة او مصنوعة
بالمقاس على ما أريد
ولكن هي الصدفة المحضة فقط ....
فقالت مريم:
ــ كيف ذلك ...ونحن نعرف عنك أنك رومانسية وعاطفية
وبجانب ذلك ذكية ومثقفة ومميزة في الدراسة ...
فانت تستحقين التوصية والصناعة المخصوصة لكِ ...
فالحب والوله والعشق هو مانسعى اليه ...
فجاء صوت سناء بعد صمت :
ــ الحب الذي نسعى اليه ليس مثل هذا وليس بمثل
هذا المقياس أو المنظور والذي نشاهده هنا وهناك
ومن اشخاص لاقيمة لهم الا اللعب بالكلمات وبعواطف
الفتيات الغافلات ....
فنظرت اليها مريم وقالت :
ــ ماذا دهاكِ ياسناء حتى الحب تتفلسفين عليه وتضعين له
شروط ومقاييس ...
فأتركي الأمر على طبيعته ودعيه ينطلق
فردّت عليها سناء بعد أن عدّلت جلستها
وكأنها ستدخل لمعركة كلامية مع مريم :
ــ الانطلاق يامريم لابد له من وسيلة ومشروع وهدف
فوسيلة الأنطلاق لا بد وأن تكون صحيحة وسليمة وشرعية
والهدف لا نقرره نحن بل يقرره أولياء امورنا
في مدى صلاحية من نختار وليس نحن
لاننا لانعرف الغث من السمين ومن الكاذب من الصادق
ومن الأنتهازي والحقيقي الذي يريد بناء أسرة ....
فكل الذي نراه هو الشكل ومدى براعة من نقابله في
الغزل والكلام المُنمق الذي يذيب الصخور....
ــ لا...لا...ياسناء
تفكيرك رجعي وبالي فليس من حق أحد ان يختار لنا الا
نحن أصحاب الشأن....
ــ يامريم لم أقل يختارون لنا ونحن مُغيبون
بل قلت هم من يساعدوننا على تصحيح خياراتنا ومساعدتنا
في أتخاذ القرارات المصيرية ويكون ذلك بتعليمنا حًسن
الاختيار وليس تجريب ما نختاره وكأننا نصارى
بل نختار على أسس سليمة واضحة بشرط عدم التعدي
على التشريعات التى نؤمن بها ....
وهنا أريد أن أسألك يامريم
هل الصادق هو الذي يأتي للبنت مباشرة ويقول لها كلمة
واحدة وليس معلقة في الغزل ....
انا اريد ان اعرف بيتك
وأهلك لاني رأيت أنك تعجبينني واريد الأرتباط بك ....
او الذي يقول وجب أن نعيش لحظات عشق وهيام وحُب
ولقاءات تحت الاشجار وفي زوايا الجامعة
وندرس سلوك بعضنا بعض مثل مايحدث في المجتمعات
النصرانية التى تبيح العيش مع
( البوي فرند ) وكأنه زوج
وبعدها إما يقررون الزواج أو الأنفصال عن بعض
فقولي لي وبصراحة
أيهما يصلح أن يبني بيت وأنشاء اسرة...؟
أم الذي يُشبع غرائز الفتاة من كلام في الغزل والهيام
والتمنيات وبعدها ينطلق لأخرى ...بعد أن يأس منها...
فقالت مريم لتنهي النقاش مع سناء
ــ انا اتكلم عن نفسي وأقول لا أحب
الا أن أكون حُرة في كل شيء
وأعيش بعواطفي كاملة مع من أخترته قبل الزواج
حتى وأن فشلت في الأختيار
فلا بأس هكذا الحياة هي تجارب ....
فشعرت أن النقاش وصل لمرحلة لابد وأن أتدخل
لأفض الشبه نزاع ...
فماذا حدث إثناء النقاش حول مغامرات ماجدة....؟
بين ( سناء ) و ( مريم )
وكيف توصلت ماجدة لمعرفة أن مريم لها شبه علاقة
من قريب او من بعيد بالمدعو ( مفيد )
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الخامس
من
الرجوع من الذهاب ......بعيداً
مُتابعة ممتعة
تقديري الكبير لكل المتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم....اندبها



 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-28-2017, 04:03 PM   #6
سليلة الأبجدية



الصورة الرمزية عاشقة الأنس
عاشقة الأنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 07-22-2023 (09:39 AM)
 المشاركات : 4,471 [ + ]
 التقييم :  2789
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الرجوع من الذهاب ..... بعيداً ( الجزء 1)



قصة أكثر من رائعة وجميع فصولها مترابطة الاحداث
الهمتني كثيرا في قراءتها
ننتظر ما تبقى من الاحداث أستاذ أندبها
ودي لك


 

رد مع اقتباس
قديم 09-28-2017, 04:12 PM   #7
سليلة الأبجدية



الصورة الرمزية عاشقة الأنس
عاشقة الأنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 07-22-2023 (09:39 AM)
 المشاركات : 4,471 [ + ]
 التقييم :  2789
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الزجوع من الذهاب .....بعيداً ( الجزء 4 )



سرد رائع وقصة مشوقة
في انتظار باقي الأحداث
ودي لك


 

رد مع اقتباس
قديم 09-28-2017, 10:14 PM   #8


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الرجوع من الذهاب .....بعيداً ( الجزء 5 )




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

وأستمر النقاش بين البنات
في حجرة( ليلى ) حتى أحتدم بينهم
فحاولت ( ماجدة ) إيقاف ذلك بقولها :

ــ الهدوء يابنات
ولا تنسوا أنكم تتكلمون على مشكلتي فاجعلوا الأمر محدد
ولا تتطرقوا لمسائل ليس وقتها ولا مجالها...
ــ حسناً قولي لنا ياماجدة مالذي حدث
بالدقة والتفصيل
قالت مريم هذا الكلام لتدخل لصُلب موضوع ماجدة
فقلت :
ــ لم يحدث شيء سوى أني ألتقيت به وكان رومانسياً بأمتياز
يداعب الورود ويتاملها وكأنه يراها لأول مرة....
فخرجت أهات وآهات من مريم ومروى وقالوا:
ــ هل من مزيد ...أستمري في الكلام ....
فقلت :
ــ فأبتسم لي وأبتسمت له وبادرني بالتحية ثم أعتذر وذهب
فقالت مريم:
ــ وكيف يحدث هذا وبدون ان يتغزل فيك او يترك شيء ليُذكرك بنفسه
هنا لفت أنتباهي لملاحظتها وكأنها تعلم مالذي حدث
ولكن أستبعدت الامر وقلت:
ــ نعم لقد نسي شيء خاص به فاخذته
فلم أفهم شكله ولا خِلقته فليس بحيوان ولا انسان ففيه
اكثر من يد وأكثر من قدم وأكثر من عين....
فوجدت فيه لفافة ورق مكتوب عليها رقم هاتفه...
فهزّت مريم رأسها إعجاباً بالموقف وقالت:
ــ هكذا يُفترض أن يكون الأمر...
وعلّقت سنا بقولها:
ــ الدمية التى تركها كيف شكلها....؟
فقلت لها:
ــ شكلها كذا وكذا وكذا .....
فقالت سناء
هذه مثل التميمة او التماثيل التى يعبدونها الهنود ويعتقدون
أنها آلهة من دون الله ...فنراهم يقدسونها
بكل ما تحملة معنى كلمة تقديس ....
فقلت :
ــ لم أفكر في هذا الأمر مع أني مُدمنة على المسلسلات الهندية
او الأفلام الهندية ولكن لم يخطر ببالي هذا الامر ....
فتوقفت قليلاً لأسترجع ماقاله لي مفيد عن لعبته هذه
من انها غالية عليه جداً هي تميمة تحمل الخير والبركة
وقد اعطتني اياها هدية امراة مقامها أكثر من مقام امي ....
عندها أسترسلت في الكلام وتركت التفكير في امرها الى وقت اخر....
فقالت مريم:
ــ وماذا حدث بعد ذلك....؟
فقلت:
ــ لقد اتى لي بهدية اخرى وفيها وردة جميلة
اثناء أرجاعي للعبته بعد أن أتصلت به من الرقم الذي وجدته
في داخل اللعبة....
فكلمته وأتفقنا على لقاء أخر....
فقالت مريم :
وماذا حدث بعد ذلك ....؟
فقلت:
لقد أتى لي بهدية وفيها وردة جميلة ....
فصاحوا البنات مريم ومروى :
ــ نعم هذا هو الحب من اول لقاء ....
فما هي تلك الهدية ....؟
فقلت لهم :
ــ هي للأسف كتاب هندسة لم أفهم حتى عنوانه وهو يختص
بالهندسة المعمارية او الانشائية او البناء والتشييد
المهم هي هكذا فهمتها من خلال الصورة على واجهة الكتاب...
فقالت مريم:
ــ وهل قرأتيه.....؟
فقلت لها بحزم:
ــ لا ....لم أقرأه
ولم اتصفحه حتى....
فقالت مريم:
ــ ولماذا لم تقرأيه ....لماذا .....؟
هنا أستغربت إصرارها على قراءته وقارنت
إصرارها بأصرار وإلحاح مفيد حين أعطاني اياه
فوجدت تشابه في الأهتمام بقراءة الكتاب..!!!!
فقلت لها:
إمعاناً في تحديها وتحدي مفيد ورفضي لطلبها
وطلبه ....
ــ لا ....لن أقرأه ...فما الذي أعطاني أياه
ثمن قراءته حتى أنه لم يغازلني أو حتى يظهر
أهتمامه بمعرفتي
او حتى لم يسمعني لابوح ولا بيت شعر
سوي إصراره على القراءة
وكأني في فصل دراسي ليختبرني ويختبر ثقافتي....
هنا امتعضت مريم وقالت:
ــ لماذا تخافين من قراءة كتاب اُهدي اليك....؟
فحاولي قراءته اليوم....
فقلت وهذه المرة أصبح الامر تحدي:
ــ لن ألمسه أو حتى اتى لناحيته حتى أتأكد من أن صاحبي
هذا يستحق أن أجازف وأنفذ له مايطلب
فالكتاب هو كتاب عادي ربما يختص بمجالات علمية
ولكن المبدأ هو أن لا أُصغر نفسي وأجعلها مطية وفرض رأي
في أن يملي عليّ مايريد ....فهذا...لن يكون.....
ــ حسناً ....حسناً ....متى ستقابلينه مرة اخرى...؟
قالت مريم هذا الكلام وهي تنتظر الرد من ماجدة.....
فقلت لها:
ــ لا أعلم فلم يأخذ رقم هاتفي ولايعلم شيء عني
الا مكان تواجدي في الحديقة احياناً....
فقالت مريم:
ــ لابأس ...لابأس ....
قالت ذلك بعدها أستأذنت
أستأذنكم يابنات
لأخرج قليلاً لقضاء حاجة لي وسأعود....
فخرجت لفترة وجيزة تتعدى الربع ساعة
ورجعت بوجه غير الذي خرجت به وقالت لماجدة:
ــ فكري في مقابلته ثانية اليوم
فربما تجدينه .....
ــ حسناً سارجع فلن اخسر شيء
على الأقل لأملي عليه شروطي في ان لايفرض
عليّ شيء لاأحبه أو لا أقبله
فالأشياء التى تاتي بتلقائية لها وقع في النفس...
فلا يمكن أن تكون أولى تجاربي العاطفية فيها الكثير
من الأجبار أو الأكراه في أفعلي ...كذا ولا تفعلي كذا ..
فالعلاقات الأجتماعية العامة والعاطفية خاصة بداياتها
تكون تحت حُكم نبضات القلب وتحرك الأفئدة ووحى المشاعر
وهنا التلقائية في تآلف القلوب شيء ضروري
فلا يمكن أن يكون هناك شعور عاطفي والتى يتوج
بالحُب والوله يأتي بأفعل كذا ولا تفعل كذا....
وأمر جوارحنا في أن تتحرك كذا ...وكأننا أمام
مقابلة تحضيرية لقبول دور في مسلسل أو مسرحية ...
فالمشاعر يابنات هي من تتحرك بتلقائية فإن شعرت
بشيء تجاه الطرف المقابل فهنا وجب معرفة هذا الشيء
في هل هو مريح ومطمئن أو هو مُزعج ويكدر الصفو
أما أن تكون المشاعر العاطفية مثل الصنعة التى يتم طلبها
فهذا لايصلح ....
إنبهرت مريم من قولي هذا
وقالت وأمارات التعجب بادية على مُحياها:
ــ ماهذا الحس المُرهف ياماجدة
لم اعلم أنكِ تملكين من الفهم والأستيعاب
والفكر الناضج تجاه المشاعر وكأنك شاعرة أو أدبية ...
فالذي يقول مثل قولك هذا لابد وأن يكون شعوره
تجاه من يُحب أو يكره ...شعور صادق ....
ولكن أيضاً لايمنع ياماجدة من أن تتعاملي مع صاحبك
تعاملاً بشرياً بترك المشاعر والأحاسيس تتكلم وحدها
بتلقائية دون حساب مُسبق أو تنسيق....
ـ نعم هذا ماكُنت أريد أن أوصله لكم ....
لاشروط لاتنازلات وأيضاً لا أشياء مُبهمة
وساكون هناك اليوم في المساء ....
قالت مريم:
ــ فليكون المساء أذاَ....
مروي:
ــ ماهذا يامريم نلاحظ أنكِ مهتمة بماجدة وصاحبها
وكأنكِ خاطبة تحاولين تزويج أثنين .....
فأنطلقت ضحكات من البنات على كلام مروى.....
أما مريم فقد أسرّتها في نفسها وتبسمت ولم تُعقب ...
وكأنها تقول في نفسها نعم أنا الخاطبة...أنا كذلك ...
ومن خلال ملاحظة مروى
اتضح لي ان تخميني حول حرص مريم وتحديدها لموعد اللقاء
بعد خروجها ورجوعها مباشرة ... يزداد تأكيد ...
حول علاقتها المُباشرة بالموضوع ....
هنا زاد الامر ريبة وشكوك في الكثير من روابط الأستفهامات
حول كلامها إثناء نقاشنا الحاد في موضوع الانجاب
وقولها سترين كيف ستوافقيني على أفكاري ....
ــ هيا بنا يامُراهقات للأستعداد لمحاضرة الدكتور ( نادر )
قالت سناء هذا الكلام وهي تضحك ....
بعدها وقفت وألتقطت أوراقها هي ومروى ومعهم مريم
فقلت :
سألحق بكم بعد قليل
خرجوا البنات للمُدرج الخاص بمادة ( الكيمياء الحيوية )
للدكتور ( نادر )...
أما انا فبقيت في الحجرة قليلاً لأنظف الحُجرة بعد أن
تم جلوسنا فيها وتجميع بقايا الحلويات وأكواب الشاي...
فلا أريد أن تأتي ( ليلى ) في الأيام القادمة وتجد حجرتها
غير مُرتبه...
ففي إثناء ترتيبي للحجرة سرح خيالي قليلاً في الأحداث
المُتسارعة في هذا اليوم من نقاشات مع زميلاتي
ونقاشنا حول ( مفيد ) الذي لم أذكر أسمه أمامهم
حتى أتبين من يكون ، بالأضافة لبعض الأستفهامات
المحيطة حوله...وبالتحديد حرصه الشديد على قراءة الكتاب
وفهم محتواه ....وأيضاً إصرار ( مريم ) على معاودة مقابلته
ولكني نسيت في كيف لا أسألها في لماذا لا تكون لها علاقة
مع احد الطلبة ، طالما هي تشجع مثل هذه الأمور ...
ولكن أستدركت الأمر لأني أعلم مُسبقاً انها مرت بتجارب
فاشلة سوى مع أعضاء هيئة التدريس وبالتحديد مع
الدكتور( نادر ) الذي حاول معها ونجح في البداية
ثم تم الأنفصال في ما بينهم ، بعد أن نجحت في مادته
ليس لأنها رضخت لمطالبه ، ولكن لأنها اعطت المادة
لدكتور أخر ....
فكانت لها تجارب عديدة ولكن علمت ان لها صديق
خارج الجامعة ....فتوقفت عن مشاكسة زملائها في الجامعة
والحقيقة الكُل يخشاها ، لانها حادة الطباع وجدلية
ومؤخراً أصبح لها أفكار تخيف من يصادقها
أو يتقرب منها...
اما تحملنا أياها كان للوفاء بعهدنا لوالدها ....
فاليوم ان شاء الله سأقرا الكتاب
ولن أقول لأحد أني فعلت ذلك ....
بعد ان أنهيت من ترتيب الغرفة ومُحاكات نفسي
خرجت لألتحق بزميلاتي ( سناء ومروى )
في مدرج ( الكيمياء الحيوية ) أما مريم فلن تكون
في المحاضرة لانها سبق وأن نجحت فيها ....
وستنتظرنا خارج المُدرج ....
فالتحقت بهم وحضرنا المحاضرة مع الدكتور ( نادر )
والذي رحب بنا وأظهر قليل من الحزم والكثير
من الأبتسام الغير مُبرر ...
وبدأ في شرحه المُسهب على هذه المادة
والتى تعني العلم الذي يبحث عن كيمياء الكائنات الحية
سواء نباتية أو حيوانية اوكائنات دقيقة
وهي دراسة تركيب المواد الكيميائية في الخلية والتغييرات
التى تطرأ عليها ...
ودراسة مكونات النواة والأسس الكيميائية لعلم الوراثة
وإثناء شرحه لاحظت على مروى أنها متضايقة
من نظراته اليها ، فما كان منها إلا أن غيرت مكان
جلوسها بحجة أنها لاترى جيداً عن قُرب ...
وبالطبيعي ( سناء ) لايستطيع أن يقترب منها
الا في حدود الدرس ....فلا أعلم لماذا يخشاها
فربما هو معرفته بوالدها الذي رآه أكثر من مرة
حين يوصلها أو يأخذها معه للبيت ....
بالأضافة أنه يعلم انها مميزة في مادته هذه ...
أما انا ففكري مشغول بما في نفسي ...
فجسدي فقط في المحاضرة اما الباقي ففي مكان آخر...
وأيضاً في اللقاء المُرتقب مع ( مفيد )
فماذا سيحدث في هذا اللقاء...وكيف تكتشف
نقاط أخرى تُدعم شكوكها حول مايخططون لها
مريم ومفيد ...
هذا ما سيتم معرفته في الجزء السادس
من
الرجوع من الذهاب.....بعيداً
تقديري وامتناني لكل من اراد المتابعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها




 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2017, 02:24 PM   #9


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الرجوع من الذهاب .....بعيداً ( الجزء 6 )





بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
وعند انتهاء المُحاضرة خرجنا ، فوجدنا ( مريم )
في الأنتظار ونحن في الطريق لبيوتنا
قالت:
ــ مارأيكم في أن نذهب للنادي وهو قريب من هنا
لنلهوا قليلاً وبعدها نرجع لبيوتنا...
فقلت لها:
ــ أعذروني فأنا لا أستطيع فاني تعبة جداً وربما مرة اخرى...
ـ نعم تعبة جداً لانك ستقابلين صاحبك المُزعج
قالت ( مريم ) هذا الكلام وتخللته ضحكات ....
فقلت لها:
ــ ساحاول أن ألتقيه أن تيسر لي ذلك...
والا فسيذهب للجحيم ...يكفي تصغير نفسي وإذلالها ...
هنا أنقلبت ملامح ( مريم ) وفتحت فمها وقالت:
ــ ماهذا ياماجدة تقولين عنه فليذهب للجحيم...لماذا ...؟
ــ نعم فليذهب للجحيم ..فلا أريد ان أكون أسيرة أحد
وعندما أريد ان اكون أسيرة ، فسيكون أسري برغبتي
وبأرادتي وبمزاجي فقط ...
والان مع السلامة يابنات ....
وذهبوا في طريقهم ( مريم ومروى ) اما سناء
فكالمعتاد فقد أتى والدها وأخذها معه ....
وتبدأ معاناتي مع بقية هذا اليوم
فرجعت للبيت مُنهكة جسدياً وفكرياً
فوجدت أمي كالعادة تجهز الغذاء
فدخلت معها للمطبخ لأساعدها في التحضير
مع اني مُتعبة من زحام الحافلة ومن كل شيء
الا أني أردت أن اقف بجانبها فهذا أقل القليل
تجاه والدتي وقُرة عيني الحبيبة أُمي ...
ــ مرحب حبيبتي ماجدة
كيف حالك اليوم وحال الدراسة ...؟
ــ الحمد الله ماما
كل شيء على مايرام
حشر لنا الدكتور ( راشد ) والدكتور ( نادر )
عقولنا الصغيرة بكثافة هائلة من المعلومات ...
بدأت أمي تضحك وقالت:
ــ أنت دِماغك كبير ولست أنت من يشكوا صعوبة
المناهج ...فأني أعرفك مميزة في كل شيء ...
ــ شكراً ياحبيبتي
انت هكذا دائماً تشكرينني على أتفه شيء
لأنك أمي ...ولايشكر الأبنة الا الأم مهما أخطأت ...
ـ وماذا فعلتي أيضاً ...؟
إلتقيت بزميلاتي وقضينا وقت ممتع ...
ــ حسنا أبنتي يمكنك أن تستريحي الأن
وسوف أُكمل الطهي ...
ــ شكراً ماما بالفعل انا أحتاج للراحة قليلاً ...
وبعد ساعة أو أكثر بقليل
سمعت احد أخواتي تقرع باب حجرتي
ــ ماجدة الغذاء جاهز ونحن ننتظرك ...
ــ حاضر سآتي بعد قليل .....
جلسنا أنا وأخواتي ومعهم أخي ( أحمد ) بالأضافة لأمي
وبدأنا نلتهم في الطيبات التى أعدتها الرائعة امي ...
وفي أثناء ذلك قال أخي أحمد :
ــ ماجدة هل أجد عندك ( بطاقة ذاكرة إضافية )
ــ ولماذا تريدها ....؟
ــ لأن هاتفي النقال مملؤ وكذلك بطاقة ذاكرته
احتاج لاخري ....
ــ ولماذا تحتاجها ،
فيمكنك نقل ماتريد الى جهاز ( الكمبيوتر )
الخاص بك وهكذا تستطيع أن تستعمل
بطاقة الذاكرة مرات كثيرة
فقال:
ــ لا ... أفضل هذه الطريقة ، لاني أحتاج للبطاقة وهي في هاتفي
حتى يتسني لي مشاهدة أي ( فيديوا او اغاني او صور )
مع أصحابي ....
فعلقت عل كلمة أصحابي وقلت وأنا أهمس في أذنه
ــ وصاحباتك أيضاً اليس كذلك ....
فتفاجأ وقال :
ــ أسكتي أرجوك فأمي دائما تعيرني
بأني اتكلم كثيراً مع البنات
وهذا غير صحيح ....
فشعرت أني أحرجته فقلت له:
ــ ليس عندي بطاقة ذاكرة أحتياطية ولكن أن كنت تحتاجها
فعلاً فسأشتريها لك اليوم ....
قلت هذا الكلام وكأني أريد ان أعلم الجميع باني سأخرج
هذا المساء ...
وستكون حُجة لي....وللخروج ...
فقال أخي:
ــ شكراً ياماجدة وساذهب معك لشرائها ...
ـــ لآ.. لاداعي إبقى هنا في البيت وأنتظرني ...
ولكي أغير مسار الحديث وأهرب من طلبه في مرافقتي
قلت وكاني أحقق معه لأستفزه :
ــ قل لي ماهذه البرامج
والأفلام التى تُحمِلها في جهازك
ولاتريد أن تحتفظ بها في
( الكمبيوتر الخاص بك )....؟
فقال:
ــ لا شيء هي فقط بعض الأغاني ولقطات للاعبين المُفضلين
عندي مثل ( رونالدو البرازيلي وكريستيانوا البرتغالي
وزيدان ولويس فيقو
وروبيرتو كارلوس ..
.الا ميسي فأني لا أحبه ...)
وبعض أشياء اخرى طريفة ....فقط....
ــ فقط ...!!!! فهل تسمح لي بمشاهدة ماعندك ....؟
ــ ياماجدة هل تفهمين في كرة القدم حتى تشاهدي ما عندي ...؟
ــ نعم أفهم فيها جيداً فالأسماء
التى ذكرتها هي للاعبين مشهورين
ويلعبون في نادي واحد مع بعض
وهو نادي ( ريال مدريد )...
فتح أخي فمه وهو مملؤ بالطعام تعجباً مما سمع
وقال والكلام لايخرج بسلاسة من جراء مافي فمه ...
ا ــ نت تفهمين أيضاً في كرة القدم ..!!!!!!.؟
وتشجعين ايضاً نادي ( ريال مدريد ) المُفضل عندي !!!!
ــ نعم وماهي المشكلة ....وأزيدك من الشعر بيت
واللاعب ( لويس فيقو ) كان يلعب مع نادي ( برشلونة )
وانتقل لريال مدريد ...
حتى في أحدى المباريات التى جمعت
( مبارة الكلاسيكوا ) بين ريال مدريد وبرشلونة في ملعب برشلونة ،( الكامب نو )
قام الجمهور الكاتلوني
بشتم وقذف لويس فيقو بالحجارة والزجاجات الفارغة...
وكلهم أعتزلوا اللعب ،
الا كريستيان رونالدوا لازال يتألق ...
وهو نجم الفريق الملكي ......
فهل أزيدك أيضا .....؟
ـ الله أكبر ماهذا ....؟
وتفهمين أيضا في مشاكل اللاعبين ...!!!!!
ولكن عادة الأهتمامات الكروية مقتصرة
على الشباب فقط أما البنات فلهُنّ اهتمامات اخرى
مثل ما أري من صراع أخواتي على التلفزيون لمشاهدة
المسلسلات والبرامج الغنائية .....
ــ لا يأخي فالعالم اليوم أصبح مُتاح فيه كل شيء
مفهوم ومتداول ،
فالقنوات الفضائية جعلت العالم كأنه زقاق
في أحد الأحياء...
تستطيع أن تدخل هنا وهناك وتنتقل حيثما تريد
ففيه العلم والمعرفة والثقافة وأيضا المفاسد ....
وهنا اردت أن أنبهه للأمر بطريقة شبه ذكية ....
فقلت له:
ــ وهذا الزقاق فيه من المفاسد الشيء الكثير وأيضاً المنافع
الشيء الكثير ايضاً ، فاحذر من الدخول للازقة المُظلمة
كي لا تتوه ...
فالقنوات الفضائية لم تعد مثل قبل تحت رقابة الدولة
بل أصبحت خارج نطاق رقابتها ، هنا ظهر سوق
لتشجيع المفاسد والترويج لها .....
ولكن لايمنع من أن الشبكة العنكبوتية لها منافع أيضاً
فمثلاً الدكتور ( راشد ) والدكتور ( نادر ) كثيراً
ما كانوا يطلبون من الطلبة بحوث لعلماء في الكيمياء
وهذه البحوث نجدها في مواقع خاصة بهم ...
حتى في المدارس الأبتدائية يطلب الأستاذ من التلاميذ
البحث عن مواضيع تختص بالمنهج المخصص لهم
كل ذلك ليعلمهم البحث عن الفوائد ....
وأيضاً هناك منتديات اجتماعية تواصلية ثقافية رزينة ومحترمة
يسعون اهلها لنشر الطيبات بُغية الأجر والثوابا ....
ويعلمون جيداً أن كل كلمة تُشر ستُحسب لهم او عليهم
فنراهم حريصون على كل شيء ....
وهنا قال أخي( أحمد ) كلام لم اكن أتوقعه :
ــ ولكن يا ماجدة هذه التقنية فيها أيضاً مفاسد وثقافات
غريبة تُفسد العقول وتغير المفاهيم ....
ــ ولماذا أنت لاتدخل لمواقع هذه الثقافات الغريبة
أو المفاسد كما تقول ....؟
فقال:
ــ أنا مثلي مثل أي شاب يحب ان يطلع ولكن تربية
كل شاب والبيئة التى خرج منها هي التى تحدد نوع المشاهدة
او المتابعة التى يريدها....
ولكن لكي لا أظهر امامك بأني مثالي الفكر
أقول لك نعم أرتكتب أحياناً أخطاء في بعض الحالات
وأشعر أني أستهلك مصروفي الخاص في تحميل وشراء
( كروت الدفع المُسبق للنت ) وكل ذلك بلا فائدة تُذكر
ولكن من باب اللهو في تجميع الصور فقط ....
نعم هذه مشكلة شباب الأمة ....
فنظرت أمي لنا وقالت:
ــ لقد حولتم جلسة الغذاء الي
قاعة مناقشة ، فاتركي أخاك
يهنأ باكله ....
ــ حسناً ماما ولكن اخي أحمد من
المرات القلائل التي يجلس فيها
معنا وندخل سوية في نقاشات جدية ....
وألتفت لأخي وقلت له:
ــ حاضر اخي الحبيب سأشتري لك ماتريد .....
قمنا جميعاً من على طاولة الأكل
وانطلقنا نحن البنات لتنظيف الأواني ومساعدة الوالدة
وبعد ان أنهينا عملنا في المطبخ ...
ذهب كُلاً الي حجرته وذهبت بدوري لمكمن
راحتى أحيانا وشقاء نفسي أحيانا ً اخرى...
لأرتاح قليلاً وأستعد في المساء لتجديد اللقاء ...
فوقع نظري على الكتاب الذي دار حوله نقاشات كثيرة
فقلت ساتصفحه ، ولأرى مافيه ...
ففتحت الصفحة الأولى
فوجدت كلمات جذابة تغري القارئ وتعلمه بأن
النتيجة النهائية حتى قبل أن تقرأ الكتاب هي
( حرية ، إخاء ، مساواة ، إنسانية )
فكأنه يوحي للقارئ بالنتيجة المُسبقة حتى لايتفاجأ
بما في داخله من معتقدات أو تصورات او أوهام ...
فقلت في نفسي
هذه بادرة طيبة من خلال هذه الكلمات لكتاب هندسي ...
وتركته ونمت ....
وفي المساء جهزت نفسي ، ولكن هذه المرة
لم أبالغ في لباسي مثل المرة الماضية
بل تركت نفسي على سجيتها وخرجت بنفس الملابس
التى ذهبت بها للجامعة ، فلم يعد يهمني مظهري
بقدر مايهمني ما سألاقيه في الحديقة ...
ونزلت فوجدت اخي ينتظر
خروجي فبادرني وقال :
ــ لاتنسي ما أوصيتك عليه ....
ــ حاضر سأفعل ....
فالمهم الأن هو إنهاء هذه المسرحية وأسدال الستار
على بداية فصولها ، أو فتح الستائر لها وأكون أولى
المشجعات لفصولها ....
وفي اثناء مروري ودخولي لنطاق الحديقة
فكرت في أن أشتري له هدية ....ولكن تراجعت
وقلت تكفي وردة اقطفها من مصدرها هنا ...
كما فعل هو ...
أخوتنا الكرام
هل ستجد (ماجدة ) ( مفيد )
وتقابله لتتعرف أكثر عنه....وتكون سعيدة بلقائه
أم ستكره الدقائق التى جمعتها به ....؟
هذا ماسيتم معرفته في الجزء السابع القادم
من
الرجوع من الذهاب.... بعيداً
تقديري لكم ولكل مُتابع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم... اندبها


 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
قديم 09-30-2017, 09:57 AM   #10


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1039
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 09-15-2019 (09:20 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  637
لوني المفضل : Cadetblue
43 الرجوع من الذهاب .....بعيداً ( الجزء 7 )




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
فلم تمضي دقائق من وصولي للحديقة وأنا احرك رأسي يميناً وشمالاً
باحثة عن خياله ، فكنت متأكدة بانه سيأتي
فمن خلال إصرار ( مريم ) وثقتها بأنه سيأتي هو
ما أعول عليه ....
وبالفعل لم تمر لحظات حتى رأيته من بعيد بقامته الفارعة
واناقته المُبالغ فيها ولا شيء في يديه ...
سوى بعض المطويات الدعائية
والتى عرفتها بعد أن جلست
بجانبه ...
فأتجهت ناحيته وأنا أمشي وكأن على رأسي الطير
فتقدم خطوات في أتجاهي ووقف حتى أصل أليه ...
ــ مرحباً آنسة ماجدة....
زهرة الحديقة وزنبقتها الجميلة ...
ــ أهلاً أستاذ مفيد ...
ــ كيف حالك ...
ــ حالي ياوردتي هو حال الياسمينة التى تتلهف شوقاً
لمن يلثم أريجها ويتحسس مباهجها ويتنسم عبيرها
فأنا ياوردتي هكذا لا أرتاح حتى أتمتع بلقياك وأجلس
في ظِلك وأستمع لصوتك ...لأشحن وأستزيد قبل
فقدك أن فكرتي عدم الرجوع ....
هذا هو حالي ياوردتي ماجدة ...
هنا أنقلبت كل موازين فكري فأنشرح صدري
وتحركت أوصالي وأهتز كياني هزة عنيفة
ففتحت مسامات فؤادي لكلامه الذي لم أكن أتوقعه
وكأنه كان على علم بما أريد من سماع هذه
الخواطر الجياشة ...
فأنطلق لساني يترجم مافي نفسي بكلام لا أدري
كيف خرج وبأي لسان نطق ...ولكنه نطق وقال:
ــ نعم يامفيد هي هكذا
وردتك وحديقتك التى لم يسبق لأحد أن شم أريجها
ولا تحسس أوراقها
ولا جُرحت انامل من ملمس سيقانها
هذه هي وردتك التى أحتفظت بشذاها
ومخازن قطرات نداها
وإخضرار أوراقها فلم يعبث بها أحد أو سلاها ...
وستكون هكذا لمن يستحقها ويُحبها ويرعاها ...
وإن تطفل عليها أحد فلا يجد الا الأشواك
والقهر والندم من فرط التعدي على حِماها...
فأحذر يا من غزوت القلب
فوردتك مصاريعها مفتوحة فلا شمس ولا قمر
يستطيع إفساد ضوءها ولا جو سماها ...
ــ وردتي ماجدة
القُرب من الورد من غير سبب فناء
ومُحاكات أريج عِطرها يجدد اللقاء
فهذا قلبي ومفاتيحه تحت إمرة ماجدة سيدة الحديقة واللقاء ...
ــ لا فُض فوك ولا أندثرت حياتك تحت الفناء
فلا أستحق هذه الكلمات
الجميلة الخارجة ندية من قلب مليء بالرجاء ..
الرجاء لقبول زفّة قلبين تحت بريق النجوم في السماء ...
فمازال قلبي يدق ويرتعش
باول ضغط على شرايينه كي يشعر
أنه ليس بنائم أو مُكبل لحركته في هذا اللقاء ...
بادرني بعد ان صغت كلماتي والتى لا أدري
هل وصلت فكرتي له ليحذر ويعلم من انا ...
ــ ماجدة كيف انت وماهي اخبارك
فاني اعلم بأني تركتك دون أن أفسر لك ما تريدين فهمه
فان أردتي الأستفهام عن شيء فأنا جاهز لك ...
فقلت له وأنا مُنتشية من كلامه وخواطره
ــ لاتوجد أستفهامات سوي ماسألتك عنه بخصوص لعبتك
وأيضاً أريد أن أعرف من تكون أنت ...؟
اما أنا فبأختصار فتاة من طبقة متوسطة
فقاطعني وقال :
ــ اعلم ذلك من خلال طيبتك وسلوكك الطيب
فأستغربت مرة أخري في كيف يعلم وأنا لم احدثه عن نفسي
ولكن سأستغل الموقف وأستمع له بخصوص لعبته
ــ نعم ....ماهي قصة لعبتك...؟
ــ قصة لعبتي او كما تحبين ان تسميها هي
تمثال عاشرني وأنا طفل رضيع لازال في المهد ...
من هنا احببته ...
ــ ولكن كيف تحبه فمن أعطاك إياه ...؟
ـ أنا ياماجدة من عائلة معروف ثرائها
ولكثرة سفر والدي وأنشغال والدتي بالحياة الرغدة التى
نعيش فيها وأحياناً بسفرياتها
كُنت سبب في عرقلتهم في تنقلاتهم من هنا وهناك
فتم تكليف خادمة او سيدة فاضلة من الهند
وهي معروفة بنزاهتها وامانتها وحُبها للأطفال
فتم تكليفها كخادمة ومديرة ومدبرة المنزل
بالأضافة الاهتمام بي وباخوتي الأخرين
وتوفير متطلباتنا من أكل ونظافة وترتيب البيت
وأحيانا ً إستقبال الضيوف ...
فكانت هي الأم الثانية بعد والدتي
وكان هذا يرضي غرور أمي ويجعلها لاتهتم كثيراً
بمتطلبات طفل صغير لا زال يحبوا
فكانت هذه المُربية الفاضلة هي من تقوم بكل شيء
بدء بالعناية بي من نظافة واكل ولما كبرت
قليلاً ودخلت المدرسة كانت هي من تراجع لي دروسي
وبحكم انها تتقن الانجليزية ،
كانت تساعدني كثيراً في الواجبات
المدرسية ....فتجلس بجانبي وتهتم بي
حتى اتعب وانام فتنقلني الي فراشي ...
واحياناً اجلس بجانبها في حجرتها الخاصة
واكتب واجباتي تحت أشرافها ...
وعندما يتملكني النوم
انام بجانبها ...
وكانت امي لاترى في ذلك غضاضة
بل تفرح لأطمأنانها على أبنها وأنه في أيدي أمينة
ومن عادة هذه السيدة الفاضلة انها قبل أن تنام
تصلي ....
فلم أكن أدري ماهي الصلاة الا ماتعلمته من المدرسة
ولم يكن لأبي أو أمي أي دور حتى في تعليمي الصلاة
فكنت حينما أراها جالسة مع أعواد البخور
وهي متجهة نحو مُربع صغير فيه تمثال لأمراة لها أيدي كثيرة
كنت أسألها ماذا تفعلين ....؟
تقول :
ــ أني أصلي ....لربي هذا
وتشير للتمثال
فأقول من باب الأستغراب لاني لم أرى أي رجل من أهلي
او حتى امي يصلي أمام تمثال ...
ــ كيف تصلين لهذا الحجر ...؟
ـ فكانت تقول لي انه الإله الذي خلق الكون وهو من يعطيني
الصحة والنعمة والحياة ..والنجاح في كل شيء
فلفت أنتباهي لكلمة النجاح فقلت لها :
ــ هل أفهم منك أن صليت له سأنجح ....؟
فقالت :
ــ نعم ولكن أحذر أن يراك أحد من أهلك
ـ لماذا....؟
فالكل يصلي أمام بعض ولا مشكلة ...
ـ لا يا ابني الصلاة عندكم عامة
اما نحن فهي خاصة ونفعلها لوحدنا كي لا يرانا احد ....
لذلك ياماجدة من باب أني صغير وطفل لايفقه شيء
كنت اجلس بجانبها وأفعل ماتفعل وأذهب للمدرسة
فصدف اني نجحت لأني في الأصل أُعتبر من التلاميذ النشيطين
فأتيت لها في غياب والدي ووالدتي المتكرر
وقلت لها
ـ ماما ( كنت أناديها ماما )
انا نجحت ....ومن الاوائل
ـ فقالت ماذا تفعل أن نجحت ....؟
رددت عليها وقلت ....
ـ لا أعلم ...
فقالت :
ـ يجب ان تصلي لربك وتشكره
على أنه ساعدك على النجاح
فتعال معي ...
فذهبت معها الى حجرتها وجلست كما جلست
وأشعلت اعواد من البخور وبدأت أصلي للتمثال ...
فتعودت على هذا الامر
الي أن حصل موقف
من أبي حين دخل فجأة في احد الأيام
فبحث عني في حجرتي ...فلم يجدني
فصعد لحجرة المربية فوجدني أصلي بجانبها
فغضب غضباً شديداً وانهال عليّ بالضرب
وقال للخادمة أنت لاتستحقين البقاء هنا فانت أفسدت ابني
وجعلتيه وهو صغير لايفقه شيء ...جعلتيه
مثلك يعبد الأصنام ....
فاخرجي غير مأسوف عليك ...
فقالت له وسيل من الدموع تجري على وجهها:
أهكذا هو المعروف الذي أستحقه منك
فأين ذهبت تربيتي لأبنك وخدمتك أنت والسيدة الفاضلة
والاهتمام بكل شيء في غيابكم المتكرر ....؟
فهل أستحق كل هذا لمجرد أن أبنك يجلس بجانبي ...؟
فما كان من أبي الا أن طردها...وأبلغ السلطات
المحلية وسمع بها الناس وأنتشرت حتى في الصحف
من أن الخادمات الهنديات يُفسدنا أطفال المسلمين ...
فالحقيقة ياماجدة لم أخرج من هذا الأمر
ولم أنساه لانه أنطبع في قلبي ولم أرد أن اتخلي عنه
وهو حُبي لهذه المرأة وحُب كل شيء منها
بدء بحاجياتها التى رماها أبي في الشارع
فأسرعت حينها واخذت هذا التمثال ليبقى ذكرى لي منها ...
هنا بادرته بسؤال مُحرج
ـ ولكن يامفيد أنت كنت طفل ولا تعلم شيء
فلماذا تُصر على أهمية هذا التمثال حتى وانت كبير الان
وتقول عنه أنه جالب للخير والبركة والراحة ....؟
ـ نعم أنا أفعل ذلك للشعور الذي أنطبع في نفسي منذا الطفولة
ولم يغيره أحد حتى أهلي لم يستطيعوا تغييره
فقالوا ربما حينما يكبر سيعرف
لوحده الخطأ من الصواب ....
ـ هل تعلم يامفيد
ان مشكلتك تكررت كثيراً في الدول الخليجية
التى تتنافس على الخدم من الهند
والفلبين وسيرلانكا وحتى من اوروبا
وهل تعلم أن المشاكل التى يعاني منها المجتمع الخليجي خاصة
والعربي عامة جاء من جراء استقدام الخدم الوثنيين وتركهم
ليغيروا ويبدلوا اخلاق ومناهج اطفالهم بحجة التنافس
بين العائلات في من يستقدم جنسية مغايرة للتي عند الأخر
وهل تعلم ان المفاسد الأخلاقية انتشرت في داخل البيوت
عن طريق الخادمات الأسياويات.....
وهل تعلم ان انتشار الأوبئة والانحرافات الغير اخلاقية
اتت من هذه الشريحة الخدمية التى تستقدمها
الشركات المُدعية انها تساعد
على توفير العمالة الرخيصة....
ـ نعم ياماجدة اعلم ذلك ولكن وجب
أن نتطور أمام زحف العلمنة الفكرية والثقافية حتى نواكب
المسيرة ولا نتخلف عنها بأمور ثانوية
فكل تقدم او محاولة الوصول للقمة لابد لها من نتائج
سلبية ....ولكن لايهم طالما أننا ننجح في البناء والتشييد
ونبذ التطرف والتحيز لدين دون الاخر ومعاملة الكل
سواسية ولا نفرق بين جنسية واخري او دين واخر ...
فالعالم كله يستقدم الخدم من جميع الجنسيات
فلماذا يُحلل لهم ويُحرم علينا نحن العرب.....؟
سرحت بخيالي مع ( مريم ) حين سمعته يتكلم
وكأنها هي التى تحادثني الأن وليس هو فقلت:
ـ العالم الاخر يا مفيد هو صفحة مفتوحة تتلقى كل شيء
وتطبق كل شيء ولا تهتم الا بما يفيدها أقتصادياً فقط
اما اجتماعياً فهم لايهتمون له ...
أما نحن فبناء المجتمع هو الأساس لانه لدينا شرائع
وقوانين تشريعية سماوية تحكمنا ....
لذلك أقول لك هذه أحدى المفاسد التى اٌبتليت بها
امتنا العربية المسلمة وهي الثروة التى لم نقدرها حق
قدرها فاتت إلينا فجأة فأنطلقنا هنا وهناك نعبث بكل شيء
حتى وصل الأمر بدخول العبث لبيوتنا ولعائلاتنا ولمجتمعاتنا ...
واخيراً وصل الأمر لأفساد حتى ديننا ....
مثل ماحدث لك ولأسرتك تماماً ....
فأسمح لي يامفيد ان أقول لك
حتى وأن لم اكن مُلتزمة وكثيرة الاخطاء
ولكن أقول لك أن ماتفعله من عبادة غير الله هو كفر واضح
ولا يستحق الجدال فيه ....
ـ ماجدة أسمحي لي أن استأذن الأن
فلي بعض المشاغل وربما سألتقي بك مرة أخري
وأريد أن أستفسر ياوردتي الجميلة هل أعجبكِ الكتاب ...؟
فقبل قليل كان يناديني بوردتي
وكنت سعيدة مُبتهجة جداً ....أما الان
لأول مرة حين سمعت كلمة وردتي تمنيت أنه لم يلفظها
على لسانه ...لا أدري لماذا
ولكن شعرت أنها زائفة وأنها خرجت من فم كله شوك
وأسلاك شائكة .....لماذا .....؟
لا أدري .....
فقلت له :
ـ نعم هو كتاب مثل كل الكتب لا جديد فيه ....
فما كان مني الا أن أستأذنت بالانصراف وأعقبت
وقلت له:
ـ اسمح لي بالذهاب لقضاء بعض المشاغل ....
ـ حسناً هل أراك مرة ثانية
ـ ربما ولكن دع اللقاء للظروف ....
ـ شكراً على تخصيص وقتك لهذا اللقاء ...
ـ مع السلامة
فأنصرفت دون أن أنتظر منه كلمة
فقبل ذلك كنت أخر من يغادر ، أما اليوم
فسيعلم من أكون ....
.......
اخوتنا الكرام
مالذي سيحدث لماجدة بعد هذا اللقاء العاصف
وهل ستستمرفي سعيها للحصول عليه
أم ستنقلب عواطفها في اتجاه اخر...
هذا ماسيتم معرفته في الجزء 8
من
الرجوع من الذهاب....بعيداً
تقديري وامتناني لمتابعاتكم الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم...اندبها




 
 توقيع : اندبها




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
.....بعيداً, ....بعيداً, 20, 30, لن, الذهاب, الجزء, الرجوع


 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رعشة الرجوع ........... رعد الحلمي رِيَاضُ الْقَصِيدَة وَ الشِعْرُ المَوْزُون "يمنع المنقول" 5 01-08-2018 01:41 PM
شعار سلمان الحزم ابوفهد رياض لأعمال المصمم المبدع "ابوفهد" 4 03-05-2016 09:29 PM
عمل الجسم على حرق الدهون الزائدة منال نور الهدى ريآض إبن سينآ لطب والصيدلة 3 10-10-2015 05:40 PM
السكر واضراره على الجسم منال نور الهدى ريآض إبن سينآ لطب والصيدلة 2 10-07-2014 05:40 PM
الرجوع إلى الحق فضيلة منال نور الهدى رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة 5 05-31-2013 08:01 PM


الساعة الآن 06:23 AM