رمضان في عمارة الرياض الحلقة من 1 إلى..

في الشقة 19

تسكنها امرأة خمسينية.. منذ ان سكنت العمارة لم يزرها احد..ولا يعرف اي احد من الجيران شيئا عنها سوى انها تسكن في تلك الشقة..
فايزة لم تتزوج.. ورثت على ابويها مبلغا اشترت به هذه الشقة وجهزتها وبقيت تصنع شمعا للزينه وتبيعه للمحلات لتقتات منه.. لا تحب الاختلاط او التدخل في امورها الشخصية.. الا ان..

دق جرس بابها الليلة وكانت جارتها ميساء..
_السلام عليكم.. معذرة جاتك هذا الوقت.
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. اهلا تريدين شيء ما.
_لا ابدا.. جأت اليك بطبق الحلوى هذا اتمنى يعجبك تسهرين عليه.
_شكرا لكرمك.. لكن لم يكن هناك داعي لذلك.
_انت جارتي المقربة وليس بيننا داعي وماداعي... اتركك الان وتصبحين على خير سحور مقبول...
هااا ذوقي حلوتي هي من صنع ايدي ��.

تبتسم فايزة وتقول:
_ حسنا.. شكرا لك وتقبل الله منك صالح الاعمال.

عندما نزعت الغطاء عن الصحن لم تجد الحلوى فقط.. بل وجدت غلاف بريدي صغير.. وستغربت ماهذا..!؟
فتحت الغلاف به ورقة مكتوب عليها اللآتي..
تعلم الإختلاط بجميع أنواع البشر، وواظب على الاحتكاك المستمر بهم، إلى أن تتمهد الأجزاء غير المتساوية من عقلك، وهذا مالا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك.
ميساء جارتك.
جلست وهي تتمعن في المقولة.. ماذا تقصد.. اتلمح لمصداقتي..؟!
لكن اعجبني تصرفها.. طيعا ساحاول الاهتمام بهذه الرسالة.. واشكرها لانها حركت شيئا بي كان ميت...!!


والى شقة اخرى

في الشقة 18 الطابق السادس

هذه الشقة يستاجرها اربعة طلاب جامعة.. ولانهم بعيدون عن مدنهم يقيمون فيها الى حين التخرج..
خالد.. ربيع.. فيصل.. نبيل.. كل واحد من مدينة مختلفة وكل وتخصص دراسته لكن تجمعهم صداقة طيبة.. متعاونون في اكلهم وشربهم وفاتوراتهم..

قبل الافطار بربع ساعة دق جرس الباب.. كانت جارتهم بثينة قد اتت لهم بالافطار وطلبت منهم الدعاء لابنها بالشفاء.... وكانوا سعداء بالافطار و قاموا برفع ايديهم للدعاء لاجلها واجل ابنها...

خالد: هذه المراة مسكينة تربي يتيما مريضا وتتحمل مصاريف علاجه كل شهر.. كان الله في عونها.

نبيل: امين يارب.. يااخي هم الناس منتشر هناك من هم اكثر سوءا..
ربيع: خالد.. الا ترى انها معجبة بك؟!
خالد: اتقي الله.. انت صائم.. البنت حالتها حالة وانت تقول معجبة.. اتقي الله يارجل

يبتسم فيصل ويضرب بيده كتف ربيع ويقول؛:
فيصل: ياربيع سلم لسانك من من ذكر النساء.. ياليت تصوم عن التفكير بهم..
ربيع: فيصل انصح حالك ياخوي.. نسيت نفسك وانت مع الطالبات لكل لقب اسكت اسكت..

نبيل: مجانين والله قد يؤذن اللحظة.. لنتوضاء قبل الافطار حتى نصلي جماعة.

خالد: هيا بنا.. ولي معاكم حديث بعد الافطار ياصحابي

... يتبع

يتبع للشقة 18
كان الافطار شهيا..
خالد: عجبكم الاكل..؟
ربيع: الاكل لذيذ صراحة.. ماشاء الله عليها.
نبيل: الحمدلله كان شهيا بفضل الله وبفضل الجارة الحلوة.
فيصل: اممم نبيل ماذا قلت؟
نبيل: عادي الحلو بالتصرف ليش شرطا الشكل.

يسكتهم خالد ليبدا الحديث
خالد: اخواني.. الاخت بثينة جزاها الله خيرا.. لكنكم تعلمون انها لها مصاريف لعلاج ابنها المريض.. وعلينا مساعدتها في ذلك مارايكم.
نبيل: انت تعلم اننا لا نملك الا مالا يكيفينا لمساعدتها فنحن طلاب ويلزمنا مصاريف.
خالد: ليس شرطا يانبيل ان يكون من عندنا ثم لو بالقليل نساعد ومانقص مال من صدقة..
ربيع: كيف لن يكون من عندنا ما تقصد؟!
خالد: سنقوم بجمعه من الجيران او من طلاب الجامعة مارايكم؟
فيصل: فكرة جميلة وبادرة طيبة اذا نجحت ياخالد.. ستفرح المسكينة


والى شقة بثينة

في الشقة 17

بثينة امراة زوجها متوفي ترك لها ابنا في السابعة لكنه مريض بالكلى وفي كل شهر تذهب به الى مركز غسيل الكلى، وظروفها صعبة.. لكن كل امنياتها ان يشفى ولدها وتراه معافى كباقي الاطفال..

احلام بسيطة تعانق وجدان الانسان الطيب والبسيط.. تغدو به الى عالم الرضا.. لا مال ولا مساكن ولا سيارات ولا رفاهية.. فقط دعوة الى رب السماء وليست للنفس لكنها لنفس النفيس لروح خرجت من روح.. لفلذة الكبد.. فقط شفاء ونظرة سعادة في عيونه.
الصحة اغلى من اي مال من اي زواج من اي بلد من اي شيء في شيء من لا شيء..
الصحة كنز من الكنوز اذا ثمنها العبد واقام مقامها.. الحمد والشكر من اساسيات الحفاظ عليها.. والاكل والنوم والشرب والرياضة مهمين فيها.

تحمل ورقتها الليلة لتكتب الى الانا..

انا بثينة امراة في الثلاثين.. اسكن انا وابني في هذه الشقة الجميلة تركها لي زوجي الحبيب رحمة الله عليه .. ادعوك يا الله ان ترحمه وتغفر له وتسكنه فسيح جناتك..
انا بثينة راضية بقضاء الله وقدره.. وبابتلاء مرض ابني الغالي.. سيشفى ويقيني بالله في شفاءه..
ان الله سخر لي الكثير في مواصلة العيش والصبر على بعض الظروف..
لست حزينة بالعكس سعيدة.. ان الابتلاء للمؤمن هو حب من الله..
فلك الحمد والشكر... راضية يا الله فارضى عني يارب

بثينه



اى شقة اخرى.

في الشقة 16

هدوء هذه الشقة يعني انه لا سكان فيها.. لكن في كل مرة ياتي شخص ما محملا بحقيبة ثم يبقى فيها ساعة ثم يخرج بدونها..
الا ان جاءت هذه الليلة وجاء هو واخاه حزيم.. كليهما يحملان حقيبة..

_حزيم ان الامر اصبح خطيرا.. صاحبنا رامي لم اعد اثق به.
_لماذا هل رايت امرا مريبا منه؟
_ نعم فقد سالته متى موعد تسليم البضاعه تلعثم في المكان.. وقال ليس مهما الموعد الان اخبركم لاحقا..
_وماالضير في ذلك الامر بينه وبين الجماعة.. ماعلينا نحن الا الانتظار موعد التسليم واخذ مالنا وكل وطريقه.
_حزيم ان البضاعة كلها في شقتنا ولا تخرج منها.. وهم بعيدون عن الخطر... الخطر عندنا... الشقة باسم والدنا..
_اتعلم سنفكر في خطه نتسلل منهم بطريقة تجعلهم لا يشكون اننا نريد فك الشراكة بيننا وبينهم.

_حسنا.. فكر بالامر بسرعه.. لم اكن خائفا من المشكلة هذي قبلا مثل اليوم.. لا اعلم لم؟!
_لا تخف.. هيا لنخرج الان وغدا يحلها ربنا.

وفجأة دق جرس الباب!!!..
_ياالهي من يعرف اننا هنا.. من بالباب ياحزيم؟!
_اهدأ.. اهدأ مابك؟ قد يكون احد غلطان بالعنوان.

يذهب حزيم لفتح الباب.. لكن المفاجأة...


يتبع


كل حلقات المسلسل حصرية لمنتديات رياض الانس


اتمنى حفظ الحقوق لمن ينسخ المواضيع من المنتديات.

_هذا انت يا أبي!!؟؟
ويفاجأه الاب بكف على وجهه.. نعم قد ضربه اباه بدون اي سؤال او تبرير او مناقشة.. او ادلاء بسبب

_ابي ما بك ماذا حصل؟!!!!
_اسكت انت والا ضربتك انت ايضا... تستحقان ان اتبرأ منكما بدلا من الضرب..
.. وذهب ورمى بالحقيبتان خارج البيت

كنّ الشابان بداخلها خوفا انه عرف ما الذي يحدث بشقته... ولكنهما حاولا ان يخفيا الحقيقة..
_ابي.. اخبرنا ما الذي حدث ما فعلنا لك.!؟
_انكما عار علي وعلى الاهل والمجتمع حتى... ياخسارة التربية والتعب فيكما..
_وضح لنا ماذا هناك!؟
_هل تعتقدو.....
وفجاة تاتي الشرطة مداهمة للبيت.. ويامر الضابط معاونيه بتفتيش البيت..

الاخوان كانا بقمة الرعب والخوف من البضاعة التي بالغرفة...
بعد انتهاء رجال الشرطة من التفتيش خرج الجميع الى الضابط.. لا يوجد شيء سيدي..
استغرب الضابط من الامر وقال...
_من صاحب البيت هذا؟
_انا صاحبه... وهذان ولداي...
_قد جاءنا بلاغ عن شقتكم ان فيها اوراق نقدية مزورة...
_ماذا؟!!! اعوذ بالله ومن هذا الذي ابلغك بهذا الكذب.
_ليس مهما.. على العموم نتاسف على هذا الهجوم.. لكن لا يعني انكم قد سلمتم.. بل انتم في موضع شك .. احذروا.

_لا تخف يا حضرة الضابط.. قد ربيت ابنائي على القيم والاخلاق.. ليس ممكنا ان يقوما بامر كهذا ابدا..
_ومن قال اني اتهمت ابناءك.. لعلك انت وليس هما...

يتلعثم الاب ويقول..
_ماذا!؟... ا اا نا!؟ وهل يعقل ان افعل شيئا مريبا وانا في هذا السن..
_ههه كم من شيخ في السجن وهو مجرم.. وبعضهم اجرم على كبر.. لا تامن نفسك في اي سن كنت يا عمي... على العموم لنعتبر البلاغ كاذب.. لكن هذا لا يعني انكم غير مراقبين.
_شكرا لك ووفقكم لخدمة الشعب والقانون..

ذهبت الشرطة...
الغريب انهم لم يجدو الحقائب الاخرى فاين ذهبت؟!

يتبع

_من الاكيد انكم تتسألون اين هي بقية الحقائب.. ساخبركم ايها الاحمقان.
عندما كنت كل ليلة تاتي بحقيبتك الملعونة الى الشقة.. كان يتصل علي جارنا الذي بالاسفل.. ان احدا دخل البيت كان يسمع حركة من فوق بيته.. ومن حرصه المسكين كان يخبرني بذلك... فكنت ااتي الى هنا واجدك قد ذهبت والحقيبة تحت السرير فاقوم بتخبئتها عند جارنا هذا واطلب منه كتمان السر.. وقد رميت له الحقيبتان قبل قليل.. حتى لا تجدها الشرطة.
_لكن ابي كيف وثقت به قد يكون هو من بلغ الشرطة!؟
_ لا.. ابحثا فيمن تصاحبا من الخائن بينكم.. اما جارنا فنعم الجار هو.. لا كلام فيه.
_لكن ابي كيف عرفت بمداهمة الشرطة بهذا الوقت؟!!
_لان هناك شرطي صديقي اخبرني انه علم بعنوان البيت الذي ستداهمه الدورية اليوم.. ولانه يعرف بيتي هذا سالني ماذا هناك؟! فاخبرته ان الامر اكيد فيه غلط.
يا ابنائي الحرام والعمل الغير شرعي ليس طريق الصواب ابدا.. لولا نجيتم هذه المرة وستركم المولى لكنتم حديث الحي.. فكروا في صمعتكم وشرفكم لا تلطخوه بالفعل الحرام.

والى شقة اخرى