حفظ البيانات .. ؟ هل نسيت كلمة السر .. ؟

شغل الموسيقى هنا




اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسَلامة والإسلَام، والعَافِية المُجَلّلة، ودِفَاع الأَسْقَام، والعَون عَلى الصَلاة والصِيام وتِلاوَة القُرآن..اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا، وقَبِلْتَهُ مِنَّا. اللَّهُمَّ إنّكَ عَفُوُّ كَرِيم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَأعْفُ عَنَّا يَاكرِيم . كُلّ عَامٍ وَ أنتُم بِأَلْفِ خيْرِ وَ صِحَة وَعَافِيَة بِحُلُول شَهر التَوبَة وَ المَغْفِرَة شَهْرُ رَمَضان الْمُبَارَك كَلِمةُ الإِدَارَة


جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة

رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة (السيرة النبوية الكاملة ، سيرة سيدنا محمد عليه آفضل الصلاة والسلام)

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 08-26-2018, 12:49 PM   #1


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس



من غير شك معاشر المؤمنين ، أن سِفَارة بين الخالق والمَخْلوق لابد أن تَعْتمد على المَنْطِق الخَلاب، والبيان الجَذَّاب، والحُجَّة المُقْنِعة، والحِكْمة البالغة، والكلام الذي يَمْلِك النُّفُوس، ويَأْسِر الألباب. وإذا كان العَرَب أُمَّة البلاغة، وأئِمَّة الفَصَاحة؛ تَعْنو لهم أَزِمَّة القول، وتَنْقاد أعِنَّة الكلام، ويَهْتِفون بروائع الخَيال، فيَنْصاعُ لهم عَصِيّـُه، ويذل لهم أَبِيّـُه، وإذا كان الكلام صناعتـَهم التي بها يُباهون ويَتشدَّقون؛ فلا بُدّ أن يكون الرسول الذي يُبَلِّغهم عن ربّهم، ويَهْدم عقائدهم الباطلة، ومذاهبهم الزائفة؛ ويُغيِّر ما أَلِفوا من عادات، وما وَرِثوا من تقاليد
[ فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس]
*الحمد لله منزل القُرْآن الكريم والكتاب الحكيم، المشتمل على أفضل طرائق التعبير، ورَوائع الأُسْلوب المنقطع النظير، وإعجاز الصِّياغة ، والقَصْد إلى الهَدَف ببَرَاعة.
* و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد ذي الأُسلوب الباهر، والبيان السَّاحر، والحِكـَم البالغة، والبَلاغة المُؤثِّرة، التي لم تُعْرَف في كلام العرب، وظَلَّت بعده من الحَسَنات التي لم يَنْسج الناس على مِنْوالها في ميدان الأدب .
* و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، علم رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم فأحسن تعليمه، و هذبه فأكمل تهذيبه، و أجرى على لسانه ضُروب الكلام بقُدْرته الفائقة، المصورة للمعاني الرائعة الرائقة.
* ونشهد أن سيدنا و نبينا و مولانا محمدا عبد الله و رسوله و مصطفاه من خلقه و خليله، أفصح من نطق بالضاد، و أبلغ من وصل رسالة الله إلى العباد، فصلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم وعلى آله وصحابته، وعلى من حافظ على دينه و شريعته واستمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين .
* أما بعد، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك منهاجا قويما و سبيلا رشدا ومن يعص الله و رسوله فقد غوى و اعتدى، و حاد عن الطريق المشروع و لا يضر إلا نفسه و لا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله و له،
عباد الله ـ سيكون حديثنا في خطبة اليوم عن بَلاغة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم التي كانت و لا تزال و ستظل مَضْرِب المَثَل، ومَوْضِع الدَّهَش، ومَحَل الإعجاب من كُل مَن سَمِعه، فمن أنصت إلى ألفاظه صلى الله عليه و سلم وجدها تَقْطُر رِقّة، وتَفِيض عُذُوبة، ومن أصغى إلى معانيها ألفاها تـُطِلُّ منها أروعُ الحكم، وتَنْبَجِسُ خِلالها أصدقُ الأمثال، حتى لقد عجب من ذلك البَلِيغُ المِنْطِيق: سيدنا عَلِيّ بن أبي طالب -رَضِي الله عنه- فقال: يا رسولَ الله، نحنُ بنو أبٍ واحد، ونراك تُكلِّم وُفود العرب بما لا نَعْرِفه، فمَن عَلَّمك؟ فقال صلوات الله وسلامه عليه-:" أَدَّبَني رَبِّي فأَحْسَن تَأْدِيبي"(السيوطي في الجامع الصغير و صححه)، وقال له صَفِيُّه وصَدِيقُه أبو بكر - رَضِي الله عنه: "لقد طُفْتُ في العرب وسَمِعتُ فُصَحاءهم، فما سَمعتُ أفصح منكَ"وكان عليه الصلاةُ والسلامُ يَعتزُّ بما مَنَحه الله من نَقاء الفِطْرة، وصفاء القَرِيحة، وخلابة المَنْطِق ورَجَاحة الفِكْر وسَجَاحة الأُسلوب، فيقول:" أنَا أفْصَحُ العَرَب بَيْد أنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ في بني سَعْد بن بَكْر".
من غير شك معاشر المؤمنين ، أن سِفَارة بين الخالق والمَخْلوق لابد أن تَعْتمد على المَنْطِق الخَلاب، والبيان الجَذَّاب، والحُجَّة المُقْنِعة، والحِكْمة البالغة، والكلام الذي يَمْلِك النُّفُوس، ويَأْسِر الألباب. وإذا كان العَرَب أُمَّة البلاغة، وأئِمَّة الفَصَاحة؛ تَعْنو لهم أَزِمَّة القول، وتَنْقاد أعِنَّة الكلام، ويَهْتِفون بروائع الخَيال، فيَنْصاعُ لهم عَصِيّـُه، ويذل لهم أَبِيّـُه، وإذا كان الكلام صناعتـَهم التي بها يُباهون ويَتشدَّقون؛ فلا بُدّ أن يكون الرسول الذي يُبَلِّغهم عن ربّهم، ويَهْدم عقائدهم الباطلة، ومذاهبهم الزائفة؛ ويُغيِّر ما أَلِفوا من عادات، وما وَرِثوا من تقاليد . لا بُدّ أن يكون بيانُه أسْمَى من بيانهم، ومَنْطِقُه أبلغَ من مَنْطِقهم . ومن هنا كان تَأْيِيد الله سُبْحانه له بمُعْجِزة القرآن، وحُجَّة البيان . ومن هنا أيضا كان بيانُه- عليه الصلاة و السلام- السِّحْرَ الحلال، والنَّبْعَ الدافق الزلال، والمشرع العَذبَ الذي يَتفَجَّرُ من طبع مُهذَّب مَصْقول، وفِطْرة عريقة أصيلة، تَساندت في صَقْلها أقوى العوامل، وتعاونت على إذكائها أبلغ المُؤثِّرات، إذ نشأ صلى الله عليه و سلم وتقلـَّبَ في أفصح القبائل وأصحها لَهْجة،وأخلصها مَنْطِقا، وأعذبها بيانا، وأرهفها جَنانا، وأقومها سَلِيقة
كان مَوْلِدُه صلى الله عليه و سلم فيبني هاشم،وهم ذِروةُقُرَيش،سَلاسَة َ لِسان وفَصَاحة َ كَلام، وسَماحة بيان؛ وأخوالُه منبني زُهْرة،ورِضَاعُه فيسَعْد ابن بَكْر،ونشأته فيقُرَيش،وتزوَّجخَدِيجةوهي منبني أسَدٍ،وكل هذه قبائل خصَّها الله بعِرْق في الفصاحة عَرِيق، وسببٍ من البلاغة وَثِيق . وكان ذلك كلـُّه إعدادا من الله لنبيّه عليه الصلاة و السلام، ليَنْهَض بأتم دَعْوة، وأكمل رسالة . وكذلك كان الأمر، فقد كان صلى الله عليه و سلم فصيح المَنْطِق، سَلِس الأسلوب، مُونق العِبَارة، رائع الحِكْمة، قَوِيّ الحُجّة ، بليغ التأثير في النُّفُوس، يُحِس المَرْء لكلامه حَلاوة العَسَل، ويَسْتشعِر اللذَّة الفنيَّة التي تهُزّ النُّفوس، وتُثِير الأحاسيس، وتأخذ بمَجامع القُلوب . إذا تكلَّم خَشَعت القُلُوب من جَلال العِظَة، وإذا خطب انقطعت الشّـُبَه لبلاغة الحُجَّة، وامتلأت النُّفُوس اقتناعا بالحقيقة، ورِضًا برأيه وامتثالا لأمره. وكما عصم الله رسوله صلى الله عليه و سلم من لـَدُن طُفولته من الرِّجْس والدَّنس وحفظه من شُرُور
الجاهليَّة وآثامِها، كذلك عدَّلَ لسانَه، وقوَّم بيانَه وأرْهَف مَنْطِقه ، وأفاض
عليه من لـَدُنهُ قوَّة بيان يستطيع بها أن يُناضِل عن دَعْوته ، ويُنافِح دون رِسالته .
وبعدُفإليكم أيها الإخوة المؤمنون هذه الصورة الرائعة المُشرِقة من صُور بلاغة الهُدَى النَّبوي:
خطَب النبي- صلَّى الله عليه وسلم- فيالأنصارعَقِب غَزْوةحُنَيْن ،حينما بَلَغه أنهم سَاخِطون على قِلَّة نَصيبهم من الغنائم ، فقال بعد أن حَمِد الله وأثنى عليه:
"يَا مَعْشَر الأَنْصَارِ : ما قَالـَةٌ بَلَغَتْني عَنْكُم، وَجِدَةوَجَدْتُمُوها في أَنْفُسِكم؟ أَلَمْ آتِكُم ضُلالا فَهَداكُم الله، وَعَالةًفَأغْناكُم الله، وأَعْدَاءً فألَّفَ بَيْن قُلُوبِكم؟ قَالُوا: بَلَى، الله ورَسُولُه أَمَنُّ وأفْضَلُ، ثم قال:" أَلا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَر الأَنْصَار ؟ قَالوا: بماذا نُجِيبُك يا رَسُول الله؟ لله ورَسُولِه المَنُّ والفَضْل. قال صلى الله عليه وسلم: أَمَا وَاللهِ لو شِئْتُم لقُلْتُم ، فَلَصَدَقْتُم ولَصُدِّقْتُم ، أَتَيْتَنا مُكذَّبًا فَصَدَّقْنَاك، ومَخْذُولا فَنَصَرْناك، وطَرِيدا فآوَيْناكَ، وعَائِلا فآسَيْنَاك أَوَجَدْتُم يا مَعْشَر الأنصار في أَنْفُسكم في لُعَاعَةمِن الدُّنْيا تَأَلَّفْتُ بها قَوْمًا لِيُسْلِموا ووَكَلْتُكمإِلَى إِسْلامِكُم؟ ألا تَرْضَونَ يا مَعْشَر الأنصارِ أنْ يَذْهَب الناسُ بالشَّاةِ والبَعِيرِ ، وتَرْجِعوا برَسُولِ اللهِ إلى رِحالِكُم؟ فوَ الَّذِي نَفْسُ مُحمَّد بيَدِه، لولا الهِجْرَةُ لكنتُ امْرَءًا مِن الأنصارِ، وَلَو سَلَكَ الناس شِعْبًاوسَلَكَتِ الأنصارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْب الأنصار، اللهُمَّ ارْحَم الأنصارَ وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ".
فبَكَى الأنصارُحتى أخْضَلُوا لِحَاهم، وقالوا: رَضِينا برَسُولِ اللهِ قَسْما وحظًّا"
عباد الله لقد جمع الرواة في موضوع فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم و بلاغته شواهد كثيرة.ومن ينظر فيما رُوي عنه من الخطب، والرسائل، والمحاورات، والفتاوى، وما يلقيه في أثنائها من الحكم، وما يورده فيها من الأمثال، والاستعارات - يرى في ذلك من وجوه البلاغة، وحسن البيان ما لم يره، ولن يره قد تَأَتَّى لأحد البلغاء من غيره.والحق أن فصاحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وروعة بيانه لا يدركها إلا من تردد بنظره على الحديث الشريف، ودخل في كل باب من أبوابه؛ إذ يرى الكلامَ الذي يصدر عفواً دون أن يكون للتصنع فيه أثر، ويمر فيما يقرأ على جمل تهتز لروعتها القلوب.ومن لم يسعده الحال أن يطالع كتب الحديث فلينظر في كتب غريب الحديث؛ فإنه يطلع في أقرب وقت على جانب عظيم من الألفاظ النبوية البالغة منتهى الفصاحة، وحكمة الأسلوب.
ايها المومنون:في الناس من تسمو حكمته في بعض نواحي الحياة، وتقتصر في بعض، أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيلقي الحكمة في النواحي المختلفة من شؤون الحياة الفردية أو الاجتماعية، فتتردد في أعلى طبقة من سمو اللفظ، وحسن التصوير؛ فهو الذي يتكلم في الحقوق مثلاً، فيقول: "ولا يجني على المرء إلا يدُه".(رواه الشيخان)ويتكلم في سياسة الحرب، فيقول: "الحرب خدعة(البخاري)".ويحذر من الخروج على جماعة المسلمين، فيقول: "من خالف الجماعة، فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه".(ابوداود في سننه)ومن الظلم، فيقول: "الظلم ظلمات يوم القيامة".(أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن عمر)ويشير إلى شأن المؤمن أن يكون نبيهاً حازماً، فيقول: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"(البخاري و مسلم)
و.لبلاغته -صلى الله عليه وسلم- مظاهر شتى، ومن أوضح مظاهرها الأمثال التي يضربها لإخراج المعاني في صورة المحسوسات الخفية في صورة المحسوسات الجلية.انظروا إلى قوله في موقع بعثته من بعثات الأنبياء قبله: "إنما مثلي ومثل الأنبياء قبلي كرجل بنى داراً فأكملها، وأحسنها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها، ويتعجبون منها، ويقولون: لولا موضع تلك اللبنة؛ فكنت أنا موضع تلك اللبنة(الترمذي)".وإلى قوله في محو الصلاة للآثام: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل منه خمس مرات هل يبقى من درنه شيء(البخاري ومسلم)".وإلى قوله فيما ينبغي أن يكون عليه المسلمون من الإخاء والتراحم: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". (أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير)وهكذا نرى في تشابيهه صلى الله عليه و سلم، واستعاراته سهولةَ مأخذٍ، وبعداً عن التصنع، وإبداعاً في إعطاء المعنى صورة تجعله أوضح ما تكون، أو تزيد النفوس ترغيباً فيه، أو تنفيراً منه؛ فانظروا إلى قوله يصف الشريعة الغراء: "قد تركتم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك"(ابن ماجة)
وفي الناس من إذا خطب في الجمهور، رأيته في درجة عالية من حسن البيان؛ فإن عرض له حديث مع بعض الأفراد، أو حديث في معان قريبة التناول رأيته قد انحط إلى درجة دون الدرجة الأولى.أما حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الأفراد في المعاني السهلة الفهم فإنه لا ينزل عن مرتبة بلاغته العليا.يقول -صلى الله عليه وسلم- في بعض خطبه: "من كان همّـُه الآخرة جمع الله شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كان همه الدنيا فرق الله أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له".(الترمذي)وهذا طرز فصاحته في المعاني التي تجري على الألسنة كثيراً، كقوله في الاستعداد للسفر: "إني على جناح سفر".( دلائل النبوة للبيهقي)وقوله في معنى الموت على الفراش: "من مات حتف أنفه في سبيل الله فهو شهيد".وهذه الكلمة من الكلمات التي لم تعرف في حديث قبل حديث رسول الله وقد عقد ابن دُرَيْد في كتاب المُجتبى باباً للألفاظ التي سمعت من النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم تسمع من أحد قبله.وبالنظر في أحاديثه - عليه الصلاة والسلام - تجده ينحو في كلامه، وخطبه، ومراسلاته نحو الإيجاز؛ فهو الغالب في أقواله، وربما خطب فأطنب.قال أبو سعيد الخدري: خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد العصر خطبة قال فيها: "ألا إن الدنيا خضرة حلوة، ألا وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون".قال: ولم يزل يخطب حتى لم يبق من الشمس إلا حمرة على أطراف السعف.(مسلم)
وكان -صلى الله عليه وسلم- يلقي الكلام مفصلاً، لأن من متممات الفصاحة أن لا يعجل بالكلام، بل يلقي الكلمات مفصلة حتى تقع في الذهن كلها كأنها عقد جيد تنسيقه. قالت عائشة - رضي الله عنها -: "ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسرد سردكم هذا، ولكن كان إذا تكلم بكلام بَيَّنه؛ فيحفظه من يجلس إليه". وقالت أم معبد تصف حديث رسول الله: "حلوُ المنطق، كأن منطقـَه خرزاتٍ نُظِمْنَ"
لقد سمت بلاغة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الذروة، ولكنها لم تبلغ حد الإعجاز الذي هو خاص بالقرآن المجيد.والفرق بين بلاغة الحديث وبلاغة القرآن لا يخفى على ذوي الفطر السليمة، لا سيما الذين دربوا فنون البلاغة، وقلبوا أنظارهم في أساليبها المختلفة، وعرفوا كيف يضعون كل كلام بليغ في مرتبته.وهذا التفاوت الواضح بين القرآن والحديث من أصدق الشواهد على أن القرآن الكريم كتاب نزل من السماء، لا أنه من صنع النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يزعم من يجحدون بآيات الله.
عباد الله إن هذه الخصلة من خصال كماله -صلى الله عليه وسلم- وهي الفصاحة، وحسن البيان تدخل فيما يطلب الاقتداء به فيها؛ فإن دراسة علوم البلاغة، ومطالعة منشآت البلغاء، والتمرين على الخطابة والتحري - كل ذلك مما ينهض بالناشئين إلى أن يكونوا فصحاء بلغاء؛ حتى إذا تصدوا لبيان حق، أو دعوة إلى خير، استطاعوا أن يسترعوا الأسماع، ويأخذوا بالقلوب.
نفعني الله و إياكم بالذكر الحكيم و كلام سيد الأولين والآخرين .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
* الحمد لله على نواله و إفضاله ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله ، و نشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد :
عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن طاعته أقوم وأقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واحذروا أسباب سخط الجبار، فإن أجسامكم لا تقوى على النار واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النارـ أي صاحبها ـ وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار.عباد الله:يقول الله تعالى(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)فاستعينوا عباد الله على الاستجابة لأوامر الله و المبادرة إلى طاعته بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم، صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، و تقضي لنا بها جميع الحاجات، و تطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات، و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك و خلفاء نبيك، القائمين معه و بعده على الوجه الذي أمر به وارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرين بالجنة والأنصار منهم و المهاجرين، وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، وعن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم و لا تخالف بنا عن نهجهم القويم وسنتهم.
(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
(ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم .)
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون)
( و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين).


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-28-2018, 06:00 PM   #2



محمد العتابي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : 03-23-2024 (06:13 PM)
 المشاركات : 22,615 [ + ]
 التقييم :  6412
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس



صلى الله عليه واله وسلم
جزاك الله خيراً اخي السعيد على الطرح
تحياتي


 
 توقيع : محمد العتابي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-29-2018, 07:43 PM   #3



منال نور الهدى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : 03-27-2024 (09:41 PM)
 المشاركات : 22,812 [ + ]
 التقييم :  6713
 الدولهـ
algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkgreen


افتراضي رد: فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس



عليه أزكى صلاة وسلام
بارك الله بك وجزاك الله خير جزاء لطرحك القيم أخي السعيد
في أمان الله وحفظه


 
 توقيع : منال نور الهدى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-30-2018, 12:22 PM   #4



آفراح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (11:45 PM)
 المشاركات : 15,156 [ + ]
 التقييم :  1818
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس



بورك فيك وجوزيت كل خير
تحية


 
 توقيع : آفراح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-27-2018, 10:57 AM   #5
سليلة الأبجدية



عاشقة الأنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 390
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 07-22-2023 (09:39 AM)
 المشاركات : 4,471 [ + ]
 التقييم :  2789
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس



في ميزان حسناتك وبارك الله فيك


 
 توقيع : عاشقة الأنس

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-07-2019, 01:33 AM   #6


سما غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1264
 تاريخ التسجيل :  Sep 2019
 أخر زيارة : 04-22-2020 (04:32 PM)
 المشاركات : 1,057 [ + ]
 التقييم :  337
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصاحة النبي صلى الله عليه و سلم وبَلاغته وأثرها في النُّفوس



جزاك الله خير
طرح رااائع


 
 توقيع : سما

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الله, النبي, النُّفوس, سلم, صلى, عليه, في, فصاحة, وأثرها, وبَلاغته


 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ناصح أمين رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 6 06-12-2020 03:46 PM
وظيفة النبي - صلى الله عليه و سلم - ... ناصح أمين رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 9 06-12-2020 03:41 PM
النبي صلى الله عليه وسلم خليل الله منال نور الهدى رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 4 06-09-2016 08:13 AM
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم منال نور الهدى رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 6 06-09-2016 08:02 AM
مرض النبي صلى الله عليه وسلم سجى رِيَاض نَسَائِم عِطْرُ النُبُوَّة 5 09-08-2013 01:21 PM


الساعة الآن 05:17 AM