كَلِمةُ الإِدَارَة |
|
جديد المواضيع |
|
رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة ( يختص بالعقيدة والفقه الاسلامي على نهج أهل السنة والجماعة) |
الإهداءات |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
10-30-2019, 06:30 AM | #1 |
|
هذا هو القرآن ... يتبع .
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =================================== ======== 01 ======== القرآن كتاب دعوة . و دستور نظام ، و منهج حياة ، لا كتاب رواية و لا تسلية و لا تاريخ . و القرآن يصدق في عمومه ما سبقه من الكتب السماوية ، فأساس دين الله واحد في جميع الكتب السماوية و جميع الديانات الإلهية . فهو هدى و بشرى للقلوب المؤمنة . إن نصوص القرآن لتسكب في قلب المؤمن من الإيناس ، و تفتح له من أبواب المعرفة . ======== 02 ======== القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ، و رائدها الناصح ، و أنه هو مدرستها التي تلقت فيها دروس حياتها .. و أن الله – سبحانه – كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها إقامة منهجه الرباني في الأرض .. و أنه – تعالى – أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي – الباقي بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه و سلم – لقيادة أجيال هذه الأمة و تربيتها و إعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به . ======== 03 ======== إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى .. و لكنه دستور شامل .. دستور للتربية ، كما أنه دستور للحياة العملية .. و من ثم فقد تضمن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التي جاء لينشئها و يربيها .. و تضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن آدم – عليه السلام – و قدمها زادا للأمة المسلمة في جميع أجيالها . تجاربها في الأنفس ، وتجاربها في واقع الحياة . كي تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقها و هي تتزود لها بذلك الزاد الضخم و ذلك الرصيد المتنوع . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة منال نور الهدى ; 11-03-2019 الساعة 07:39 PM
|
10-30-2019, 09:15 AM | #2 |
سليلة الأبجدية
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
في ميزان حسناتك وبارك الله فيك استاذ ناصح آمين
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-31-2019, 07:00 AM | #3 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 04 ========
فهو كائن حي متحرك . و نحن نراه في ظل الوقائع يتحرك و يعمل في وسط الجماعة المسلمة ، و يواجه حالات واقعة فيدفع هذه و يقر هذه ، ويدفع الجماعة المسلمة و يوجهها . فهو في عمل دائب ، و في حركة دائبة .. إنه في ميدان المعركة و في ميدان الحياة و هو العنصر المحرك الموجه في الميدان . ======== 05 ======== هو كتاب هذه الدعوة . هو روحها و باعثها . و هو قوامها و كيانها . و هو حارسها و راعيها . و هو بيانها و ترجمانها . و هو دستورها و منهجها . وهو حادي الطريق و هادي السبيل على توالي القرون . ذلك أنه خطاب الله الأخير لهذا الإنسان في جميع العصور . و هو في النهاية المرجع الذي تستمد منه الدعوة – كما يستمد منه الدعاة – وسائل العمل ، و مناهج الحركة ، و زاد الطريق . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-04-2019, 07:14 AM | #4 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 06 ========
نزل هذا القرآن الكريم على قلب رسول الله- صلى الله عليه و سلم – لينشئ به أمة ، و ليقيم به دولة ، و لينظم به مجتمعاً ، و ليربي به ضمائر و أخلاقاً و عقولاً .. و ليحدد به روابط ذلك المجتمع ، فيما بينه ، و روابط تلك الدولة مع سائر الدول ، و علاقات تلك الأمة بشتى الأمم .. و ليربط ذلك كله برباط قوي واحد يجمع متفرقه ، و يؤلف أجزاءه ، و يشدها كلها إلى مصدر واحد و إلى سلطان واحد و إلى جهة واحدة .. و ذلك هو الدين . كما هو في حقيقة عند الله ، و كما عرفه المسلمون . أيام أن كانوا مسلمين . ======== 07 ======== إن هذا القرآن هو معلم هذه الأمة و مرشدها و رائدها و حادي طريقها على طول الطريق . و هو يكشف لها عن حال أعدائها معها ، و عن جبلتهم و عن تاريخهم مع هدى الله كله . و لو ظلت هذه الأمة تستشير قرآنها و تسمع توجيهاته ، و تقيم قواعده و تشريعاته في حياتها ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام . و لكنها حين نقضت ميثاقها مع ربها ، و حين اتخذت القرآن مهجورا – و إن كانت ما تزال تتخذ منه ترانيم مطربة و تعاويذ و رقي و أدعية – أصابها ما أصابها . ======== 08 ======== إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي ، إنما جاء منهجا مطلقا خارجا عن قيود الزمان و المكان . منهجا تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي تنزل فيه هذا القرآن . و هي اليوم في مثل هذا الموقف تماما ، و قد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء . فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين . و الشعور الواضح بحقيقة قدرة الله و قهره . و المفاصلة الحاسمة مع الباطل و أهله .. لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة .. و الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-06-2019, 06:51 AM | #5 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 09 ========
و نزل القرآن ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته ، لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة . و لينشئ في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه و بين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة و لا يقف تحت رايتها الخاصة . المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية . فهذه صفة المسلم دائما . و لكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا لله و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و الذين آمنوا . ======== 10 ======== و القرآن يهدي إلى الرشد بما ينشئه في القلب من تفتح و حساسية ، و إدراك و معرفة ، و اتصال بمصدر النور و الهدى و اتساق مع النواميس الإلهية الكبرى . كما يهدي إلى الرشد بمنهجه التنظيمي للحياة و تصريفها . هذا المنهج الذي لم تبلغ البشرية في تاريخها كله ، في ظل حضارة من الحضارات ، أو نظام من الأنظمة ، ما بلغته في ظله أفرادا و جماعات ، أخلاقا فردية و معاملات اجتماعية .. على السواء . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-07-2019, 07:01 AM | #6 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 11 ========
القرآن منهج حياة كامل . منهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كل أطوارها و أحوالها .. و التي تصرف الجماعات الإنسانية في كل ظروفها و أطوارها . و من ثم فهو يعالج النفس المفردة ، و يعالج الجماعة المتشابكة بالقوانين الملائمة للفطرة المتغلغلة في وشائجها و دروبها و منحنياتها الكثيرة . يعالجها علاجا متكاملا متناسق الخطوات في كل جانب ، في الوقت الواحد ، فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة ، و لا ملابسة من الملابسات المتعارضة في حياة الفرد و حياة الجماعة . ======== 12 ======== لقد جاء هذا القرآن ليربي أمة ، و يقيم لها نظاما .. فتحمله هذه الأمة إلى مشارق الأرض و مغاربها .. و تعلم به البشرية هذا النظام وفق المنهج الكامل المتكامل . و من ثم فقد جاء هذا القرآن مفرقا وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمة ، و وفق الملابسات التي صاحبت فترة التربية الأولى . و التربية الزمان الطويل ، و بالتجربة العملية في الزمن الطويل جاء ليكون منهجا عمليا يتحقق جزءا جزءا في مرحلة الإعداد ، لا فقها نظريا و لا فكرة تجريدية تعرض للقراءة و الاستمتاع الذهني . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-10-2019, 06:48 AM | #7 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 13 ========
إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ، و لم يجئ ليكون علما تجريبيا كذلك . إنما هو منهج للحياة كلها . منهج لتقويم العقل ليعمل و ينطلق في حدوده . و لتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل و الانطلاق . دون أن يدخل في جزئيات و تفصيليات علمية بحتة . فهذا متروك للعقل بعد تقويمه و إطلاق سراحه . ======== 14 ======== لقد كان القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل الأمانة . و هذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة و القوة و التجرد بحيث لا تتطلع – و هي تبذل كل شيء و تحتمل كل شيء – إلى شيء في هذه الأرض . و لا تنتظر إلا الآخرة . و لا ترجو إلا رضوان الله . قلوبا مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب و شقاء و حرمان و عذاب و تضحية و احتمال ، بلا جزاء في هذه الأرض قريب . و لو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة و غلبة الإسلام و ظهور المسلمين . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-11-2019, 06:48 AM | #8 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 15 ======== إن هذا القرآن جميل . و موح . و فيه من اللمسات و الموحيات ما يصل القلب البشري بالوجود الجميل ، و ببارئ الوجود الجميل . و يسكب فيه حقيقة الكون الكبيرة الموحية بحقيقة خالقه العظيم ======== 16 ======== و لقد جاء القرآن بمنهاج كامل شامل للحياة كلها . و جاء في الوقت ذاته بمنهاج للتربية يوافق الفطرة البشرية عن علم بها من خالقها . فجاء لذلك منجما وفق الحاجات الحية للجماعة المسلمة ، و هي في طريق نشأتها و نموها ، و وفق استعدادها الذي ينمو يوما بعد يوم في ظل المنهج التربوي الإلهي الدقيق . جاء ليكون منهج تربية و منهاج حياة لا ليكون كتاب ثقافة يقرأ لمجرد اللذة أو لمجرد المعرفة . جاء لينفذ حرفا حرفا و كلمة كلمة ، و تكليفا تكليفا . جاء لتكون آياته هي الأوامر اليومية التي يتلقاها المسلمون في حينها ليعملوا بها فور تلقيها كما يتلقى الجندي في ثكنته أو في الميدان الأمر اليومي مع التأثر و الفهم و الرغبة في التنفيذ و مع الانطباع و التكيف وفق ما يتلقاه . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-12-2019, 06:46 AM | #9 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 17 ========
و القرآن يوجه القلوب و العقول دائما إلى مشاهد هذا الكون ، و يربط بينها و بين العقول و القلوب . و يوقظ المشاعر لاستقبالها بحس جديد متفتح ، يتلقى الأصداء و الأضواء ، و ينفعل بها و يستجيب ، و يسير في هذا الكون ليلتقط الآيات المبثوثة في تضاعيفه ، المنثورة في أرجائه ، المعروضة في صفحاته .. و يرى فيها يد الصانع المدبر ، ويستشعر آثار هذه اليد في كل ما تقع عليه عينه ، و كل ما يلمسه حسه ، و كل ما يلتقطه سمعه .. و يتخذ من هذا كله مادة للتدبر و التفكر ، و الاتصال بالله عن طريق الاتصال بما صنعت يداه . ======== 18 ======== و هو طرف في استحياء الكون دائما في ضمائرنا ، و في إحياء شعورنا بالكون من حولنا .. و في تحريك خوامد إحساسنا التي أفقدها طول الألفة إيقاع المشاهد الكونية العجيبة . و طرف من ربط العقول و القلوب بهذا الكون الهائل العجيب . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-14-2019, 06:33 AM | #10 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 19 ========
و إن في هذا القرآن من القوة و السلطان ، و التأثير العميق ، و الجاذبية التي لا تقاوم .. ما كان يهز قلوب الكفار هزا .. و يزلزل أرواحهم زلزالا شديدا .. فياغلبون أثره بكل وسيلة فلا يستطيعون إلى ذلك سبيلا . و لقد كان كبراء قريش يقولون للجماهير : { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } . ======== 20 ======== لقد شاء الله أن يجعل هذا القرآن هو معجزة هذه الرسالة – و لم يشاء أن ينزل آية قاهرة مادية تلوي الأعناق و تخضعها و تضطرها إلى التسليم – ذلك أن هذه الرسالة الأخيرة رسالة مفتوحة للأمم كلها ، و للأجيال كلها .. و ليست رسالة مغلقة على أهل زمان أو على أهل مكان . فناسب أن تكون معجزتها مفتوحة كذلك للبعيد و القريب لكل أمة و لكل جيل . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
..., القرآن, يتبع, إذا, هو |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|
HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags