كَلِمةُ الإِدَارَة |
|
جديد المواضيع |
|
رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة ( يختص بالعقيدة والفقه الاسلامي على نهج أهل السنة والجماعة) |
الإهداءات |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
11-07-2021, 09:24 AM | #1 |
سليلة الأبجدية
|
علم القدر
في سورة الكهف
أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام * ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ * و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة ؟* الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ، قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص لماذا ؟ *لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ، و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض * علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم ﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾ ، هذا اللقاء كان استثنائيا * لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها * السؤال لماذا خلق الله الشر و الفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال؟ كيف يعمل القدر؟ البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر المتكلم لعله يرشدنا ﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾ أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم . فقال النبي البشر ( موسى ) : ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾ يرد القدر المتكلم ( الخضر ) : ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها يرد موسى بكل فضول البشر : ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾ هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر؟ يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب .. تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب .. معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع . جعل موسى البشري يقول ﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾ .. * عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما * أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا ؟ أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟ يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟ يارب أنستحق هذه المهانة ؟ ﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ * ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟* ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر .. يمضي الرجلان .. و يقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام .. و يمضي .. فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي و يعاتب بلهجة أشد .. ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ تحول من إمراً إلى نكراً و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه .. لكنه بشر مثلنا .. و يعيش نفس حيرتنا .. يؤكد له الخضر مرة أخرى ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل .. فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى .. و هنا ينفجر موسى .. * فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة _ القدر * ﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾ هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة .. الشر نسبي .. * ومفهومنا كبشر عن الشر قاصر * لأننا لا نرى الصور الكاملة .. * القدر أنواع ثلاث * شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو * النوع _ الأول * و هذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه * النوع _ الثاني * مثل قتل الغلام .. شرا تراه فتحسبه شرا .. لكنه في الحقيقة خير .. * لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك * * فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا * هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث ؟ هل أخبرها الخضر ؟ الجواب لا .. بالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله و يمضي .. و بالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول .. وأن الأول كان سيكون سيئا ﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾ فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم ولم تستطع تفسيره أبدا ولن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك ؟ أما هي فلم ولن تعرف * النوع _ الثالث من القدر و هو الأهم * هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي .. الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره و لن تراه ، و لن تعلمه .. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم ؟ لا .. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ؟ لا .. هل شاهدوا لطف الله الخفي .. الجواب قطعا لا .. هل فهم موسى السر من بناء الجدار ؟ لا .. فلنعد سويا إلى كلمة الخضر ( القدر المتكلم ) الأولى : ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله .. الصورة أكبر من عقلك .. * استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما و ثق في ربك فإن قدرك كله خير ..* و قُل في نفسك .. أنا لا أفهم أقدار الله .. لكنني متسق مع ذاتي و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها .. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا إذا وصلت لهذه المرحلة ستصل لأعلى مراحل الإيمان .. * الطمأنينة * .. و هذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله خيراً بدت أم شراً .. و يحمد الله في كل حال .. حينها فقط سينطبق عليك كلام الله ... |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-08-2021, 06:03 AM | #2 |
|
رد: علم القدر
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ماشاء الله موضوع جدا جميل ومطمئن فيه خير كثير بارك الله فيك عزيزيتي |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-08-2021, 02:42 PM | #3 |
|
رد: علم القدر
من اركان الإيمان الستة ان نؤمن بالقدر خيره وشره
موضوع قيم جداً بوركتِ اختنا عاشقة ولكل خير وفقتِ |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-09-2021, 08:39 AM | #4 | |
سليلة الأبجدية
|
رد: علم القدر
اقتباس:
كل الشكر على الحضور الراقي استاذة رسل ودي لك |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-09-2021, 08:40 AM | #5 | |
سليلة الأبجدية
|
رد: علم القدر
اقتباس:
كل الشكر على الحضور الراقي استاذ مداد اليراع ودي لك |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-10-2021, 07:45 AM | #6 |
|
رد: علم القدر
حياك الله
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم ودمتم على طاعة الرحمن |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-10-2021, 08:57 AM | #7 | |
سليلة الأبجدية
|
رد: علم القدر
اقتباس:
استاذ ناصح آمين تشرفت بحضورك ونور حرفك بارك الله فيك |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-10-2021, 10:44 AM | #8 |
|
رد: علم القدر
سُبْحَان الله القدَر الإيمَان بِه واجِب حتى تكتمِل أركَان الأإسْلَام
بَارَكَ الله بِك وَجزَاكَ الله خَيْرُ الجَزاء غَالِيتِي عاشقة الأأنس فِي أمانِ الله وَ حِفْظِهِ |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
علم. القدر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|
HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags