المقالة التاسعة لصحفي محمد العتابي

مقالي ليوم غد الأثنين في صحيفة النهار ...

العلمانية خطر على المجتمع
محمد كريم العتابي
بين حينٍ وآخر استمع الى بعضاً من التصريحات التي يطلقها السياسيين او الى بعض من رجال الدين او بالاحرى اشخاصاً محسوبون
على الدين وهم لا يفقهون بامور الدين شيئاً سوى التي تتناسب مع رغباتهم واهوائهم ، قبل ايام كان لي موعداً مع احد الاصدقاء
في بيته وكان معي عدداً من الحضور المدعوين الى هذه الجلسة ، كنا نتمنى ان نستفيد من هكذا لقاءات وجلسات ايمانية تريح النفس
وتكون الفائدة عامة للجميع ،كان احد الحضور شيخاً وقوراً ومتكلماً لبقاً يعرف في كل امور الفقه والشريعة ومظهره يدل على الوقار
والهيبة ويتكلم بهدوء وثقة واضحتين للمستمع ،ومن ضمن الاسئلة التي وجهت له من احد الاشخاص له هو لماذا تخشون العلمانية
في العراق اجاب :ان العلمانية هي خطر على المجتمع وان الدين لا يرضى بها لانها تجلب الفساد وتدعو الى الرذيلة والانحطاط
لان غالبية الشعب متعطشون الى ان يشبعوا رغباتهم فأذا ما توفرت لهم هكذا فرص يتجهون صوب هذه التفاهات ويكون وضع البلد
في خطر حتى يصعب السيطرة عليهم لاننا في وضع متعب يحتاج الى جهود طيبة من كافة افراد المجتمع والحمد لله ازيل نظام الطاغية
الذي كان يمنع اي ممارسات دينية لافراد الشعب لكن الوضع تغير حالياً فجميع الناس يمارسون شعائرهم ومعتقداتهم بكل حرية دون مضايقات
او حتى انتقادات من اية جهة كانت، وان شاء الله الخير قادم بوجود سلطة وحكومة واحزاب اسلامية اتاحت لنا ممارسة عباداتنا
وشعائرنا بحرية دون قيد او شرط، قاطعه احد الحضور :شيخنا اربعة عشر سنة والحكومة اسلامية والاحزاب السياسية غالبيتها اسلامية
وكثيراً من السياسيين اما سادة او شيوخاً معممين يعرفون شرع الله والعراق يتجه نحو الهاوية ،والحكم بيدهم وبيد احزابهم وكتلهم
ورغم ذلك حصل الفساد والسرقة والرشاوى وكل مجالات البلد دمرت واغلب الوزارات بيد الاحزاب الدينية فلا زراعة ولا صناعة محلية
تلبي الطموح واغلب المواد الزراعية والصناعية مستوردة من الخارج والتعليم يقترب من الصفر والاعمار والبناء مفقود والكهرباء
لا ذكر لها والماء غير صالح حتى للاستهلاك الحيواني والمستشفيات اصبحت بؤر للامراض وشبه معطلة فلا ادوية ولا مستلزمات طبية
تلبي حاجة المرضى ، انتشر الفساد وعم الجوع وانتشرت البطالة بين الناس وازدادت الجرائم واصبحت بعض مناطق البلد مرتعاً للنفايات
ومصدراً للامراض كل هذا يحصل والاحزاب الدينية هي من تحكم البلد فلماذا يا شيخنا الوقور العلمانية خطر على المجتمع ..؟
وهنا اطرق الشيخ رأسه خجلاً ونهض وحمل عصاه وذهب الى من حيث اتى ..

مقالة رائعة لمحمد العتابي
شكرا سيدتي منال على الطرح