كَلِمةُ الإِدَارَة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
جديد المواضيع |
رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة ( يختص بالعقيدة والفقه الاسلامي على نهج أهل السنة والجماعة) |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . =================================== ======== { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم .. } الفاتحة . يردد المسلم هذه السورة القصيرة ذات الآيات 7 ، 17 مرة في كل يوم و ليلة على الحد الأدنى ، و أكثر من ضعف ذاك إذا هو صلى السنن ، و إلى غير حد إذا هو رغب في أن يقف بين يدي ربه متنفلا ، غير الفرائض و السنن . و لا تقوم صلاة بغير هذه السورة لما ورد في الصحيحين عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من حديث عبادة بن الصامت : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية ، و كليات التصور الإسلامي ، و كليات المشاعر و التوجهات ، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة ، و حكمة بطلان كل صلاة لا تذكر فيها . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
======== تبدأ السورة " بسم الله الرحمن الرحيم "
و مع الخلاف حول البسملة : أهي آية من كل سورة أم هي آية من القرآن تفتتح بها عند القراءة كل سورة ، فإن الأرجح أنها آية من سورة الفاتحة ، و بها تحتسب آياتها سبعا . و هناك قول بأن المقصود بقوله تعالى : " و لقد أتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم " .. هو سورة الفاتحة بوصفها سبع آيات " من المثاني " لأنها يثنى بها و تكرر في الصلاة . ======== و البدء باسم الله هو الأدب الذي أوحى الله لنبيه – صلى الله عليه و سلم – في أول ما نزل من القرآن باتفاق و هو قوله تعالى : " اقرأ باسم ربك " و هو الذي يتفق مع قاعدة التصور الإسلامي الكبرى من أن الله " هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن " فهو – سبحانه – الموجود الحق الذي يستمد منه كل موجود وجوده ، و يبدأ منه كل مبدوء بدأه . فباسمه إذن يكون كل ابتداء ، و باسمه إذن تكون كل حركة و كل اتجاه . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ======== " الرحمن الرحيم " و وصفه – سبحانه – في البدء بالرحمن الرحيم يستغرق كل معاني الرحمة و حالاتها .. و هو المختص وحده باجتماع هاتين الصفتين ، كما أنه المختص وحده بصفة الرحمن . فمن الجائز أن يوصف عبد من عباده بأنه رحيم ، و لكن من الممتنع من الناحية الإيمانية أن يوصف عبد من عباده بأنه رحمن ، و من باب أولى أن تجتمع له الصفتان . و إذا كان البدء باسم الله و ما ينطوي عليه من توحيد الله و أدب معه يمثل الكلية الأولى في التصور الإسلامي ، فإن استغراق معاني الرحمة و حالاتها و مجالاتها في صفتي " الرحمن الرحيم " يمثل الكلية الثانية في هذا التصور ، و يقرر حقيقة العلاقة بين الله و العباد . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ======== { الحمد لله رب العالمين }. و الحمد لله هو الشعور الذي يقيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره الله .. فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضا من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد و الثناء . و في كل لمحة و في كل لحظة و في كل خطوة تتوالى آلاء الله و تتواكب و تتجمع ، و تغمر خلائقه كلها و بخاصة هذا الإنسان .. و من ثم كان الحمد لله ابتداء ، و كان الحمد لله ختاما قاعدة من قواعد التصور الإسلامي المباشر : " و هو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى و الآخرة ". و من فضل الله – سبحانه – و فيضه على عبده المؤمن ، أنه إذا قال : الحمد لله . كتبها له حسنة ترجح كل الموازين . أما " رب العالمين " فهو يمثل قاعدة التصور الإسلامي ، فالربوبية المطلقة الشاملة هي إحدى كليات العقيدة الإسلامية .. و الرب هو المالك المتصرف ، و يطلق في اللغة على السيد و على المتصرف للإصلاح و التربية ، و هذا يشمل العالمين . و الله خلق الكون و هو يتصرف فيه بالإصلاح و يرعاه و يربيه و كل العوالم و الخلائق تحفظ برعاية الله رب العالمين . و الصلة بين الخالق و الخلائق دائمة ممتدة قائمة في كل وقت و في كل حالة . و الربوبية المطلقة هي مفرق الطريق بين وضوح التوحيد الكامل الشامل ، و الغبش الذي ينشأ من عدم وضوح هذه الحقيقة بصورتها القاطعة . و كثيرا ما كان الناس يجمعون بين الاعتراف بالله بوصفه الموجد الواحد للكون ، و الاعتقاد بتعدد الأرباب الذي يتحكمون في الحياة . و كانوا يقولون عن أربابهم المتفرقة : " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
======== { الرحمن الرحيم } .
هذه الصفة التي تستغرق كل معاني الرحمة و حالاتها و مجالاتها تتكرر هنا في صلب السورة ، في آية مستقلة ، لتأكد السمة البارزة في تلك الربوبية الشاملة ، و لتثبت قوائم الصلة الدائمة بين الرب و مربوبيه ، و بين الخالق و مخلوقاته .. إنها صلة الرحمة و الرعاية التي تستجيش الحمد و الثناء .. إنها الصلة التي تقوم على الطمأنينة و تنبض بالمودة ، فالحمد هو الاستجابة الفطرية للرحمة الندية . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ======== { مالك يوم الدين } . و هذه تمثل الكلية الضخمة العميقة التأثير في الحياة البشرية كلها ، كلية الاعتقاد بالآخرة .. و الملك أقصى درجات الاستيلاء و السيطرة . و يوم الدين هو يوم الجزاء في الآخرة .. و كثيرا ما اعتقد الناس بألوهية الله ، و خلقه للكون أول مرة ، و لكنهم مع هذا لم يعتقدوا بيوم الجزاء . " بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أإذا متنا و كنا ترابا ذلك رجع بعيد " . و الاعتقاد بيوم الدين كلية من كليات العقيدة الإسلامية ذات قيمة في تعليق أنظار البشر و قلوبهم بعالم آخر بعد عالم الأرض ، فلا تستبد بهم ضرورات الأرض . و عندئذ يملكون العمل لوجه الله و انتظار الجزاء حيث يقدره الله في الأرض أو في الدار الآخرة سواء ، في طمأنينة لله ، و في ثقة بالخير ، و في إصرار على الحق ، و في سماحة و يقين .. و من ثم فإن هذه الكلية تعد مفرق الطريق بين العبودية للنزوات و الرغائب ، و الطلاقة الإنسانية اللائقة ببني الإنسان . مفرق الطريق بين الإنسانية في حقيقتها العليا التي أردها الله الرب لعبده ، و الصورة المشوهة المنحرفة التي لم يقدر لها الكمال . و ما تستقيم الحياة على منهج الله الرفيع ما لم تتحقق هذه الكلية في تصور البشر . و ما تطمئن قلوبهم إلى أن جزاءهم على الأرض ليس هو نصيبهم الأخير ، و ما لم يثق الفرد بأن له حياة أخرى تستحق أن يجاهد لها . و ما يستوي المؤمنون بالآخرة و المنكرون لها في شعور و لا خلق و لا سلوك و لا عمل . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ========{ إياك نعبد و إياك نستعين } . و هذه الكلية الاعتقادية التي تنشأ من الكليات السابقة في السورة . فلا عبادة إلا لله ، و لا استعانة إلا بالله . و هنا مفرق طريق بين التحرر المطلق من كل عبودية ، و بين العبودية المطلقة للعبيد . و هذه الكلية تعلن ميلاد التحرر البشري الكامل الشامل . التحرر من عبودية الأوهام ، و من عبودية الأوضاع . و إذا كان الله وحده هو الذي يعبد ، و الله وحده هو الذي يستعان فقد تخلص الضمير البشري من استذلال النظم و الأوضاع و الأشخاص ، كما تخلص من استذلال الأساطير و الأوهام . و هنا يعرض موقف المسلم من القوى الإنسانية ، و القوى الطبيعية .. ++ فأما القوى الإنسانية – بالقياس إلى المسلم – فهي نوعان : قوة مهتدية ، تؤمن بالله ، و تتبع منهج الله ، و هذه يجب أن يؤازرها ، و يتعاون معها على الخير و الحق و الصلاح .. وقوة ضالة لا تتصل بالله و لا تتبع منهجه ، و هذه يجب أن يحاربها و يكافحها . و لا يهولن المسلم أن تكون هذه القوة الضالة ضخمة أو عاتية فهي بضلالها عن مصدرها الأول – قوة الله – تفقد قوتها الحقيقية ، تفقد الغداء الدائم الذي يحفظ لها طاقتها . ++ و أما القوة الطبيعية فموقف المسلم منها هو موقف التعرف و الصداقة ، لا موقف التخوف و العداء . ذلك أن قوة الإنسان و قوة الطبيعة صادرتان عن إرادة الله و مشيئته ، محكومتان بإرادة الله و مشيئته ، متناسقتان متعاونتان في الحركة و الاتجاه . إن عقيدة المسلم توحي إليه أن الله ربه قد خلق هذه القوى كلها لتكون له صديقا مساعدا متعاونا ، وأن سبيله إلى كسب هذه الصداقة أن يتأمل فيها ، و يتعرف عليها ، و يتعاون و إياها ، و يتجه معها إلى الله ربه و ربها . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ======== { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين } . و فقنا إلى معرفة الطريق المستقيم الواصل ، و وفقنا للاستقامة عليه بعد معرفته .. فالمعرفة و الاستقامة كلتاهما ثمرة لهداية الله و رعايته و رحمته . و التوجه إلى الله في هذا الأمر هو ثمرة الاعتقاد بأنه وحده المعين . و هذا الأمر هو أعظم و أول ما يطلب المؤمن من ربه العون فيه فالهداية إلى الطريق المستقيم هي ضمان السعادة في الدنيا و الآخرة عن يقين .. و هي في حقيقتها هداية فطرة الإنسان إلى ناموس الله الذي ينسق بين حركة الإنسان و حركة الوجود كله في الاتجاه إلى الله رب العالمين . و يكشف عن طبيعة هذا الصراط المستقيم ، فهو طريق الذين قسم لهم نعمته . لا طريق الذين غضب عليهم لمعرفتهم الحق ثم حيدتهم عنه . أو الذين ضلوا عن الحق فلم يهتدوا أصلا إليه .. إنه صراط السعداء المهتدين الواصلين . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() و قد ورد في صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن .. عن أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين . فنصفها لي و نصفها لعبدي ، و لعبدي ما سأل إذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين . قال الله : حمدني عبدي . و إذا قال : الرحمن الرحيم .. قال الله أثنى عليّ عبدي . فإذا قال : مالك يوم الدين . قال الله : مجدني عبدي . و إذا قال : إياك نعبد و إياك نستعين . قال الله : هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل . فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين . قال الله : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل . و لعل هذا الحديث الصحيح يكشف عن سر من أسرار اختيار السورة ليرددها المؤمن 17 مرة في كل يوم و ليلة ، أو ما شاء الله أن يرددها كلما قام يدعوه في الصلاة . |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|