كَلِمةُ الإِدَارَة |
|
جديد المواضيع |
|
رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة ( يختص بالعقيدة والفقه الاسلامي على نهج أهل السنة والجماعة) |
الإهداءات |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
12-23-2019, 06:44 AM | #21 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 38 ======== إن هذا القرآن يربي الفرد المسلم على أساس إخلاص ولائه لربه و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و عقيدته و جماعته المسلمة .. و على ضرورة المفاصلة الكاملة بين الصف الذي يقف فيه و كل صف آخر لا يرفع راية الله .. و لا يتبع قيادة رسول الله – صلى الله عليه و سلم - .. ولا ينضم إلى الجماعة التي تمثل حزب الله .. و إشعاره أنه موضع اختيار الله ليكون ستارا لقدرته و أداة لتحقيق قدره في حياة البشر و في وقائع التاريخ . و أن هذا الاختيار – بكل تكاليفه – فضل من الله يؤتيه من يشاء . و أن موالاة غير الجماعة المسلمة معناه الارتداد عن دين الله ، و النكول عن هذا الاختيار العظيم ، و التخلي عن هذا التفضل الجميل . ======== 39 ======== يربي القرآن وعي المسلم بحقيقة أعدائه ، و حقيقة المعركة التي يخوضها معهم و يخوضونها معه . إنها معركة العقيدة . فالعقيدة هي القضية القائمة بين المسلم و كل أعدائه .. و هم يعادونه لعقيدته و دينه قبل أي شيء آخر .. و هم يعادونه هذا العداء الذي لا يهدأ لأنهم هم فاسقون عن دين الله .. و من ثم يكرهون كل من يستقيم على دين الله . { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل من قبل و أن أكثركم فاسقون } فهذه هي العقدة ، وهذه هي الدوافع الأصيلة . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-28-2019, 06:55 AM | #22 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 40 ========
إن القرآن لا يقص قصة إلا ليواجه بها حالة . و لا يقرر حقيقة إلا ليغير بها باطلاً .. إنه يتحرك حركة واقعية حية في وسط واقعي حي . إنه لا يقرر حقائقه للنظر المجرد ، و لا يقص قصصه لمجرد المتاع الفني . ======== 41 ======== الحروف المقطعة في بداية بعض السور تشير إلى أن هذا القرآن مؤلف من جنس هذه الأحرف العربية التي يستخدمها البشر .. ثم يعجزهم أن يؤلفوا منها كلاما كهذا القرآن . و أن هذا بذاته برهان أن هذا القرآن ليس من صنع البشر ، فقد كانت أمامهم الأحرف و الكلمات التي صيغ منها ، فلم يستطيعوا أن يصوغوا منها قرآنا مثله . فلا بد من سر آخر وراء الأحرف و الكلمات . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-01-2020, 06:57 AM | #23 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 42 ========
نزل القرآن ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة و لينشئ في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه و بين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة و لا يقف تحت رايتها الخاصة . المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية . فهذه صفة المسلم دائما و لكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا لله و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و الذين آمنوا .. الوعي و المفاصلة اللذان لا بد منهما للمسلم في كل أرض و في كل جيل . ======== 43 ======== هذا القرآن جاء ليكون كتاب الأمة المسلمة في حياتها إلى يوم القيامة . الكتاب الذي يبني تصورها الاعتقادي ، كما يبني نظامها الاجتماعي ، كما يبني خطتها الحركية .. سواء . و يعلمها ففيم يكون التناصر بين المسلم و غير المسلم .. و كيف يكون . إنها قضية جازمة حاسمة لا تقبل التميع ، و لا يقبل الله فيها إلا الجد الصارم ، الجد الذي يليق بالمسلم في شأن دينه . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة ناصح أمين ; 01-01-2020 الساعة 08:33 AM
|
01-05-2020, 06:46 AM | #24 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 44 ========
لقد جاء هذا القرآن لا ليقرر عقيدة فحسب ، و لا ليشرع شريعة فحسب . و لكن كذلك ليربي أمة ، و ينشئ مجتمعا ، و ليكوّن الأفراد و ينشئهم على منهج عقلي و خلقي من صنعه .. و هو يعلمهم أدب السؤال ، و حدود البحث ، و منهج المعرفة .. و ما دام الله – سبحانه – هو الذي ينزل هذه الشريعة ، و يخبر بالغيب ، فمن الأدب أن يترك العبيد لحكمته تفصيل تلك الشريعة أو إجمالها ، وأن يتركوا له كذلك كشف هذا الغيب أو ستره . و أن يقفوا هم في هذه الأمور عند الحدود التي أرادها الله العليم الخبير . لا ليشددوا على أنفسهم بتنصيص النصوص و الجري وراء الاحتمالات و الفروض . و الله أعلم بطاقة البشر و احتمالهم . فهو يشرع لهم في حدود طاقتهم . ======== 45 ======== لقد كان القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده و وجود هذا الكون ن حوله .. كان يقول له : من هو ؟ و من أين جاء ؟ و كيف جاء ؟ و لماذا جاء ؟ و إلى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ .. من ذا الذي جاء به من العدم و المجهول .. و كان يقول له : ما هذا الوجود الذي يحسه و يراه ، و الذي يحس أن وراءه غيبا يستشرفه و لا يراه .. و كان يقول له أيضا : كيف يتعامل مع خالق هذا الكون ، و مع الكون أيضا ، و كيف يتعامل العباد مع خالق العباد . لقد كان يعالج القرآن القضية الأولى و القضية الكبرى و القضية الأساسية في هذا الدين الجديد " قضية العقيدة " ممثلة في قاعدتها الرئيسية : الألوهية و العبودية و ما بينهما من علاقة . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-08-2020, 07:01 AM | #25 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 46 ========
لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة الإنسان بما في وجوده هو و بما في الوجود من حوله من دلائل و إيحاءات .. كان يستنقذ فطرته من الركام ، و يخلص أجهزة الاستقبال الفطرية مما ران عليها و عطل وظائفها .. و يفتح منافذ الفطرة لتتلقى الموحيات المؤثرة و تستجيب لها . كان القرآن و هو يبني العقيدة في ضمائر الجماعة المسلمة يخوض بها معركة ضخمة مع الجاهلية من حولها .. كما يخوض معركة ضخمة مع رواسب الجاهلية في ضميرها و أخلاقها و واقعها . ======== 47 ======== إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي ، إنما جاء منهجا مطلقا خارجا عن قيود الزمان و المكان . منهجا تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي تنزل فيه هذا القرآن . وهي اليوم في مثل هذا الموقف تماما ، و قد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء . فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين . و الشعور الواضح بحقيقة قدرة الله و قهره . و المفاصلة الحاسمة مع الباطل و أهله . لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة .. و الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-12-2020, 06:47 AM | #26 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 48 ======== إن أسرار هذا القرآن ستظل تتكشف لأصحابه جديدة دائما كلما عاشوا في ظلاله .. و هم يخوضون معركة العقيدة .. و يتدبرون بوعي أحداث التاريخ .. و يطالعون بوعي أحداث الحاضر .. و يرون بنور الله الذي يكشف الحق و ينير الطريق . ======== 49 ======== لقد نزل هذا الكتاب ليحكم بالعدل بين الناس فيما اختلفوا فيه ، و لتتمثل فيه حاكمية الله و ألوهيته . ثم لقد نزل هذا الكتاب مفصلا محتويا على المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحياة جملة . كما أنه تضمن أحكاما تفصيلية في المسائل التي يريد الله أن يثبتها في المجتمع الإنساني مهما اختلفت مستوياته الاقتصادية و العلمية و الواقعية جملة .. و بهذا و ذلك كان في هذا الكتاب غناء عن تحكيم غير الله في شأن من شؤون الحياة . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-15-2020, 06:57 AM | #27 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 50 ======== إن هذا القرآن يتلى على الناس في هذه الدنيا الحاضرة ، و في هذه الأرض المعهودة .. و لكنه يعرض مشهد الآخرة كأنه حاضر قريب ، و مشهد الدنيا كأنها ماض بعيد .. فننسى أن ذلك مشهد سيكون يوم القيامة ، و نستشعر أنه أمامنا اللحظة ماثل .. و أنه يتحدث عن الدنيا التي كانت كما يتحدث عن التاريخ البعيد . و ذلك من عجائب التخييل . ======== 51 ======== و إن العكوف على هذا القرآن - في وعي و تدبر لا مجرد التلاوة و الترنم – لينشئ في القلب و العقل من الرؤية الواضحة البعيدة المدى .. ومن المعرفة المطمئنة المستيقنة .. و من الحرارة و الحيوية و الانطلاق .. و من الإيجابية و العزم و التصميم .. ما لا تدانيه رياضة أخرى أو معرفة أو تجريب . و إن رؤية حقائق الوجود – من خلال التصور القرآني – و حقائق الحياة ، و رؤية الحياة البشرية و طبيعتها و حاجاتها من خلال التقريرات القرآنية .. لهي رؤية باهرة واضحة دقيقة عميقة . تهدي إلى معالجتها و إلى مزاولتها بروح أخرى غير ما توجه إليه سائر التصويرات و التقريرات البشرية . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-19-2020, 06:49 AM | #28 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 52 ========.
إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا وساطة .. و لا يحول بينه و بينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب و يحجب القلب عنه .. فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن و وجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان . و القلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيمانا و ما ينتهي به إلى الاطمئنان . ======== 53 ======== إن هذا القرآن دستور حياة شامل ، منسق بحيث يفي بمطالب هذه البشرية في حياتها الفردية و الجماعية .. و يهديها إلى طريق الكمال في حياة الأرض بقدر ما تطيق ثم إلى الحياة الأخرى في نهاية المطاف . و من يدرك القرآن على حقيقته لا يخطر له أن يطلب سواه أو يطلب تبديل بعض أجزائه . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-21-2020, 06:55 AM | #29 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 54 ========
و هذا القرآن يفصل كتاب الله و يبين وسائل الخير الذي جاء به ، و وسائل تحقيقه و صيانته . فالعقيدة في الله واحدة ، و الدعوة إلى الخير واحدة . و لكن صورة هذا الخير فيها تفصيل ، و التشريع الذي يحققه فيه تفصيل يناسب نمو البشرية وقتها و تطورات البشرية بعدها ، بعد أن بلغت سن الرشد فخوطبت بالقرآن خطاب الراشدين ، و لم تخاطب بالخوارق المادية التي لا سبيل فيها للعقل و التفكير . ======== 55 ======== إن هذا القرآن يخاطب الكينونة البشرية بجملتها .. فلا يخاطب ذهنها المجرد مرة .. و قلبها الشاعر مرة .. و حسها المتوفز مرة .. و لكنه يخاطبها جملة ، و يخاطبها من أقصر طريق ، و يطرق كل أجهزة الاستقبال و التلقي فيها مرة واحدة كلما خاطبها . و ينشئ فيها بهذا الخطاب تصورات و تأثرات و انطباعات لحقائق الوجود كلها . لا تملك وسيلة أخرى من الوسائل التي زاولها البشر في تاريخهم كله أن تنشئها بهذا العمق ، و بهذا الشمول ، و بهذه الدقة و هذا الوضوح ، و بهذه الطريقة و هذا الأسلوب أيضا . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-01-2020, 06:57 AM | #30 |
|
رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
======== 56 ========
.فقد جاء القرآن بالتوحيد ، و سلك إلى تقرير هذه العقيدة و إيضاحها طرقا شتى ، و أساليب متنوعة ، و وسائل متعددة " ليذكروا " فالتوحيد لا يحتاج إلى أكثر من التذكر و الرجوع إلى الفطرة و منطقها .. و إلى الآيات الكونية و دلالتها . ======== 57 ======== إن معجزة الإسلام هي القرآن . و هو كتاب يرسم منهجا كاملا للحياة . و يخاطب الفكر و القلب ، و يلبي الفطرة القويمة . و يبقى مفتوحا للأجيال المتتابعة تقرؤه و تؤمن به إلى يوم القيامة . كتابا مفتوحا لجيل محمد – صلى الله عليه و سلم – فآمن به من لم يشهد الرسول – صلى الله عليه و سلم – و عصره و صحابته . إنما قرأ القرآن أو صاحب من قرأه . و سيبقى مفتوحا يهتدي به من هم في ضمير الغيب . و قد يكون من هو أشد إيمانا و أصلح عملا ، و أنفع للإسلام من كثير من سبقوه . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
..., القرآن, يتبع, إذا, هو |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
|
|
HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags