عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2019, 06:38 AM   #1


ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 760
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : يوم أمس (06:09 AM)
 المشاركات : 5,530 [ + ]
 التقييم :  4989
 الاوسمة
وسام روح الأنس وسام حرف روحاني وجداني وسام التواجد اليومي وسام كاتب مميز 
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي فلينظر الإنسان مم خلق ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمع






===============================
======== { فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب و الترائب } الطارق .

فلينظر الإنسان من أي شيء خلق و إلى أي شيء صار ..

إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب و الترائب ..

خلق من هذا الماء الذي يجتمع من صلب الرجل و هو عظام ظهره الفقارية و من ترائب المرأة و هي عظام صدرها العلوية . حيث يلتقيان في قرار مكين فينشأ منهما الإنسان .

و لقد كان هذا سراً مكنوناً في علم الله لا يعلمه البشر ، حتى كان في القرن الأخير حيث اطلع العلم الحديث على هذه الحقيقة بطريقته ..



======== و المسافة الهائلة بين المنشأ و المصير ..

بين الماء الدافق و الإنسان المدرك العاقل المعقد التركيب العضوي و العصبي و العقلي و النفسي ..

هذه المسافة الهائلة التي يعبرها الماء الدافق إلى الإنسان الناطق توحي بأن هنالك يد خارج ذات الإنسان هي التي تدفع بهذا الشيء المائع الذي لا قوام له و لا إرادة و لا قدرة في طريق الرحلة الطويلة العجيبة حتى تنتهي إلى هذه النهاية الماثلة .

و تشي بأن هنالك حافظا من أمر الله يرعى هذه النطفة المجردة من الشكل و العقل ، و من الإرادة و القدرة في رحلتها الطويلة .



======== هذه الخلية الواحدة الملقحة لا تكاد ترى بالمجهر إذ أن هنالك ملايين منها في الدفقة الواحدة ..

هذه الخليقة التي لا قوام لها و لا قدرة و لا إرادة تبدأ في الحال بمجرد استقرارها في الرحم في عملية بحث عن الغداء .

حيث تزودها اليد الحافظة بخاصية أكالة تحوّل بها جدار الرحم حولها إلى بركة من الدم السائل المعد للغداء الطازج .

و بمجرد اطمئنانها على غداءها تبدأ في عملية جديدة .

عملية انقسام مستمرة تنشأ عنها خلايا .

و تعرف هذه الخليقة الساذجة ماذا هي فاعلة و ماذا هي تريد حيث تزودها اليد الحافظة بالهدى و المعرفة و القدرة و الإرادة التي تعرف بها الطريق .

إنها مكلفة أن تخصص كل مجموعة من هذه الخلايا الجديدة لبناء ركن من أركان هذه العمارة الهائلة .. عمارة الجسم الإنساني .



======== هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الهيكل العظمي . و هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العصبي . و هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العضلي . و هذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز اللمفاوي .. إلى أخر هذه الأركان الأساسية

تقوم كل مجموعة بنوع معين من العمل في الركن المخصص لها من العمارة الكبيرة .



======== و لكن العمل ليس بمثل هذه البساطة ..

إن هنالك تخصصا أدق .

فكل عظم من العظام ، و كل عضلة من العضلات ، و كل عصب من الأعصاب .. لا يشبه الآخر . لأن العمارة دقيقة الصنع ، عجيبة التكوين ، متنوعة الوظائف .

إن كل خلية تنطلق وهي تعرف طريقها ، تعرف إلى أين هي ذاهبة ، و ماذا هو مطلوب منها .

و لا تخطئ واحدة منها طريقها في هذه المتاهة الهائلة .

======== سبحان الله العلي العظيم =============


 
 توقيع : ناصح أمين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس