منتديات رياض الأنس

منتديات رياض الأنس (http://www.riyadelounss.com/vb/index.php)
-   رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة (http://www.riyadelounss.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [قبس نوراني] هذا هو القرآن ... يتبع . (http://www.riyadelounss.com/vb/showthread.php?t=10525)

ناصح أمين 10-30-2019 06:30 AM

هذا هو القرآن ... يتبع .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين


===================================
======== 01 ========

القرآن كتاب دعوة .

و دستور نظام ، و منهج حياة ، لا كتاب رواية و لا تسلية و لا تاريخ .

و القرآن يصدق في عمومه ما سبقه من الكتب السماوية ، فأساس دين الله واحد في جميع الكتب السماوية و جميع الديانات الإلهية .

فهو هدى و بشرى للقلوب المؤمنة .

إن نصوص القرآن لتسكب في قلب المؤمن من الإيناس ، و تفتح له من أبواب المعرفة .

======== 02 ========

القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ، و رائدها الناصح ، و أنه هو مدرستها التي تلقت فيها دروس حياتها ..

و أن الله – سبحانه – كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها إقامة منهجه الرباني في الأرض ..

و أنه – تعالى – أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي – الباقي بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه و سلم – لقيادة أجيال هذه الأمة و تربيتها و إعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به .

======== 03 ========

إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى .. و لكنه دستور شامل .. دستور للتربية ، كما أنه دستور للحياة العملية ..

و من ثم فقد تضمن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التي جاء لينشئها و يربيها ..

و تضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن آدم – عليه السلام – و قدمها زادا للأمة المسلمة في جميع أجيالها .

تجاربها في الأنفس ، وتجاربها في واقع الحياة . كي تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقها و هي تتزود لها بذلك الزاد الضخم و ذلك الرصيد المتنوع .

عاشقة الأنس 10-30-2019 09:15 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
في ميزان حسناتك وبارك الله فيك استاذ ناصح آمين

ناصح أمين 10-31-2019 07:00 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 04 ========

فهو كائن حي متحرك .

و نحن نراه في ظل الوقائع يتحرك و يعمل في وسط الجماعة المسلمة ، و يواجه حالات واقعة فيدفع هذه و يقر هذه ، ويدفع الجماعة المسلمة و يوجهها .

فهو في عمل دائب ، و في حركة دائبة ..

إنه في ميدان المعركة و في ميدان الحياة و هو العنصر المحرك الموجه في الميدان .

======== 05 ========

هو كتاب هذه الدعوة .

هو روحها و باعثها .

و هو قوامها و كيانها .

و هو حارسها و راعيها .

و هو بيانها و ترجمانها .

و هو دستورها و منهجها .

وهو حادي الطريق و هادي السبيل على توالي القرون .

ذلك أنه خطاب الله الأخير لهذا الإنسان في جميع العصور .

و هو في النهاية المرجع الذي تستمد منه الدعوة – كما يستمد منه الدعاة – وسائل العمل ، و مناهج الحركة ، و زاد الطريق .

ناصح أمين 11-04-2019 07:14 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 06 ========

نزل هذا القرآن الكريم على قلب رسول الله- صلى الله عليه و سلم – لينشئ به أمة ، و ليقيم به دولة ، و لينظم به مجتمعاً ، و ليربي به ضمائر و أخلاقاً و عقولاً ..

و ليحدد به روابط ذلك المجتمع ، فيما بينه ، و روابط تلك الدولة مع سائر الدول ، و علاقات تلك الأمة بشتى الأمم ..

و ليربط ذلك كله برباط قوي واحد يجمع متفرقه ، و يؤلف أجزاءه ، و يشدها كلها إلى مصدر واحد و إلى سلطان واحد و إلى جهة واحدة ..

و ذلك هو الدين .

كما هو في حقيقة عند الله ، و كما عرفه المسلمون . أيام أن كانوا مسلمين .

======== 07 ========

إن هذا القرآن هو معلم هذه الأمة و مرشدها و رائدها و حادي طريقها على طول الطريق .

و هو يكشف لها عن حال أعدائها معها ، و عن جبلتهم و عن تاريخهم مع هدى الله كله .

و لو ظلت هذه الأمة تستشير قرآنها و تسمع توجيهاته ، و تقيم قواعده و تشريعاته في حياتها ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام .

و لكنها حين نقضت ميثاقها مع ربها ، و حين اتخذت القرآن مهجورا – و إن كانت ما تزال تتخذ منه ترانيم مطربة و تعاويذ و رقي و أدعية – أصابها ما أصابها .

======== 08 ========

إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي ، إنما جاء منهجا مطلقا خارجا عن قيود الزمان و المكان .

منهجا تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي تنزل فيه هذا القرآن .

و هي اليوم في مثل هذا الموقف تماما ، و قد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء .

فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين .

و الشعور الواضح بحقيقة قدرة الله و قهره .

و المفاصلة الحاسمة مع الباطل و أهله ..

لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة ..

و الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين .

ناصح أمين 11-06-2019 06:51 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 09 ========

و نزل القرآن ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته ، لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة .

و لينشئ في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه و بين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة و لا يقف تحت رايتها الخاصة .

المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية .

فهذه صفة المسلم دائما .

و لكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا لله و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و الذين آمنوا .

======== 10 ========

و القرآن يهدي إلى الرشد بما ينشئه في القلب من تفتح و حساسية ، و إدراك و معرفة ، و اتصال بمصدر النور و الهدى و اتساق مع النواميس الإلهية الكبرى .

كما يهدي إلى الرشد بمنهجه التنظيمي للحياة و تصريفها .

هذا المنهج الذي لم تبلغ البشرية في تاريخها كله ، في ظل حضارة من الحضارات ، أو نظام من الأنظمة ، ما بلغته في ظله أفرادا و جماعات ، أخلاقا فردية و معاملات اجتماعية .. على السواء .

ناصح أمين 11-07-2019 07:01 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 11 ========

القرآن منهج حياة كامل .

منهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كل أطوارها و أحوالها ..

و التي تصرف الجماعات الإنسانية في كل ظروفها و أطوارها .

و من ثم فهو يعالج النفس المفردة ، و يعالج الجماعة المتشابكة بالقوانين الملائمة للفطرة المتغلغلة في وشائجها و دروبها و منحنياتها الكثيرة .

يعالجها علاجا متكاملا متناسق الخطوات في كل جانب ، في الوقت الواحد ، فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة ، و لا ملابسة من الملابسات المتعارضة في حياة الفرد و حياة الجماعة .

======== 12 ========

لقد جاء هذا القرآن ليربي أمة ، و يقيم لها نظاما ..

فتحمله هذه الأمة إلى مشارق الأرض و مغاربها ..

و تعلم به البشرية هذا النظام وفق المنهج الكامل المتكامل .

و من ثم فقد جاء هذا القرآن مفرقا وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمة ، و وفق الملابسات التي صاحبت فترة التربية الأولى .

و التربية الزمان الطويل ، و بالتجربة العملية في الزمن الطويل

جاء ليكون منهجا عمليا يتحقق جزءا جزءا في مرحلة الإعداد ، لا فقها نظريا و لا فكرة تجريدية تعرض للقراءة و الاستمتاع الذهني .

ناصح أمين 11-10-2019 06:48 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 13 ========

إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ، و لم يجئ ليكون علما تجريبيا كذلك .

إنما هو منهج للحياة كلها .

منهج لتقويم العقل ليعمل و ينطلق في حدوده .

و لتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل و الانطلاق .

دون أن يدخل في جزئيات و تفصيليات علمية بحتة .

فهذا متروك للعقل بعد تقويمه و إطلاق سراحه .

======== 14 ========

لقد كان القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل الأمانة .

و هذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة و القوة و التجرد بحيث لا تتطلع – و هي تبذل كل شيء و تحتمل كل شيء – إلى شيء في هذه الأرض .

و لا تنتظر إلا الآخرة .

و لا ترجو إلا رضوان الله .

قلوبا مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب و شقاء و حرمان و عذاب و تضحية و احتمال ، بلا جزاء في هذه الأرض قريب .

و لو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة و غلبة الإسلام و ظهور المسلمين .

ناصح أمين 11-11-2019 06:48 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 15 ========

إن هذا القرآن جميل . و موح .

و فيه من اللمسات و الموحيات ما يصل القلب البشري بالوجود الجميل ، و ببارئ الوجود الجميل .

و يسكب فيه حقيقة الكون الكبيرة الموحية بحقيقة خالقه العظيم

======== 16 ========

و لقد جاء القرآن بمنهاج كامل شامل للحياة كلها .

و جاء في الوقت ذاته بمنهاج للتربية يوافق الفطرة البشرية عن علم بها من خالقها .

فجاء لذلك منجما وفق الحاجات الحية للجماعة المسلمة ، و هي في طريق نشأتها و نموها ، و وفق استعدادها الذي ينمو يوما بعد يوم في ظل المنهج التربوي الإلهي الدقيق .

جاء ليكون منهج تربية و منهاج حياة لا ليكون كتاب ثقافة يقرأ لمجرد اللذة أو لمجرد المعرفة .

جاء لينفذ حرفا حرفا و كلمة كلمة ، و تكليفا تكليفا .

جاء لتكون آياته هي الأوامر اليومية التي يتلقاها المسلمون في حينها ليعملوا بها فور تلقيها كما يتلقى الجندي في ثكنته أو في الميدان الأمر اليومي مع التأثر و الفهم و الرغبة في التنفيذ و مع الانطباع و التكيف وفق ما يتلقاه .


http://www.a3zz.net/srab-a3z-alnass/img/reputation.gif http://www.a3zz.net/srab-a3z-alnass/img/report.gif

ناصح أمين 11-12-2019 06:46 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 17 ========

و القرآن يوجه القلوب و العقول دائما إلى مشاهد هذا الكون ، و يربط بينها و بين العقول و القلوب .

و يوقظ المشاعر لاستقبالها بحس جديد متفتح ، يتلقى الأصداء و الأضواء ، و ينفعل بها و يستجيب ، و يسير في هذا الكون ليلتقط الآيات المبثوثة في تضاعيفه ، المنثورة في أرجائه ، المعروضة في صفحاته ..

و يرى فيها يد الصانع المدبر ، ويستشعر آثار هذه اليد في كل ما تقع عليه عينه ، و كل ما يلمسه حسه ، و كل ما يلتقطه سمعه ..

و يتخذ من هذا كله مادة للتدبر و التفكر ، و الاتصال بالله عن طريق الاتصال بما صنعت يداه .

======== 18 ========

و هو طرف في استحياء الكون دائما في ضمائرنا ، و في إحياء شعورنا بالكون من حولنا ..

و في تحريك خوامد إحساسنا التي أفقدها طول الألفة إيقاع المشاهد الكونية العجيبة .

و طرف من ربط العقول و القلوب بهذا الكون الهائل العجيب .

ناصح أمين 11-14-2019 06:33 AM

رد: هذا هو القرآن ... يتبع .
 
======== 19 ========

و إن في هذا القرآن من القوة و السلطان ، و التأثير العميق ، و الجاذبية التي لا تقاوم ..

ما كان يهز قلوب الكفار هزا ..

و يزلزل أرواحهم زلزالا شديدا ..

فياغلبون أثره بكل وسيلة فلا يستطيعون إلى ذلك سبيلا .

و لقد كان كبراء قريش يقولون للجماهير :

{ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } .

======== 20 ========

لقد شاء الله أن يجعل هذا القرآن هو معجزة هذه الرسالة – و لم يشاء أن ينزل آية قاهرة مادية تلوي الأعناق و تخضعها و تضطرها إلى التسليم –

ذلك أن هذه الرسالة الأخيرة رسالة مفتوحة للأمم كلها ، و للأجيال كلها ..

و ليست رسالة مغلقة على أهل زمان أو على أهل مكان .

فناسب أن تكون معجزتها مفتوحة كذلك للبعيد و القريب لكل أمة و لكل جيل .


الساعة الآن 12:23 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2012 vBulletin ,
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.