كَلِمةُ الإِدَارَة |
|
جديد المواضيع |
|
رِيَاضُ الإعْجَازُ القُرْآنــي ( الاعجاز العلمي و البياني وتفسير الآيات والعلوم القرآنية) |
الإهداءات |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
01-29-2020, 09:01 PM | #1 |
|
الفرق بين ( اسطاعوا ) و ( استطاعوا ) في سورة الكهف
قال الله تعالى : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) الكهف / 97 .
وقد جاء مثل ذلك أيضا في السورة نفسها في قوله تعالى : ( سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) وفي آخر القصة : (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) . يقال : (استطاعوا) و(اسطاعوا) بالتاء وحذفها ، وهما بمعنى واحد . وذكر بعض المفسرين أن الفائدة من هذا التغاير هي فائدة لفظية ، وأن هذا هو مقتضى الفصاحة ، حتى لا تكرر الكلمة بلفظها فإن ذلك معيب عند الفصحاء . وهذا ظاهر في قصة ذي القرنين ، لأن التكرار واقع في الآية نفسها . وذهب آخرون إلى أن الفائدة من هذا : فائدة معنوية ، وهي أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، فزيادة حرف (التاء) في إحدى الكلمتين تدل على أن الاستطاعة فيها أشد من الكلمة التي حذفت منها التاء ، فعند المقابلة بين أمرين ، يقال في الأشد منهما : (استطاع) بالتاء ، ويقال في الأخف : (اسطاع) بحذف التاء . وهذا هو المناسب للموضعين في السورة . ففي قصة موسى عليه السلام مع الخضر ، (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) فالاستطاعة هنا أشد لأن موسى عليه السلام لم يكن علم سبب فعل الخضر ما فعل . فلما أخبره بذلك قال : (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) ، لأن الأمر هنا صار أخف . وكذلك في الموضع الثاني ، وهي قصة ذي القرنين ، فصعودهم على السد أقل صعوبة من نقبه ، ولذلك جاء في الأول بحذف التاء (فما اسطاعوا أن يظهروه) وجاء في الثاني بالتاء (وما استطاعوا له نقبا) . قال الطاهر بن عاشور رحمه الله في "التحرير والتنوير" (8/419) : "(تَسْطِعْ) مضارع (اسطاع) بمعنى (استطاع) . حذف تاء الاستفعال تخفيفاً لقربها من مخرج الطاء ، والمخالفةُ بينه وبين قوله : (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) ، للتفنن تجنباً لإعادة لفظ بعينه مع وجود مرادفه . وابتدىء بأشهرهما استعمالاً ، وجيء بالثانية بالفعل المخفف لأنّ التخفيف أولى به ، لأنه إذا كرر (تَسْتَطِع) يحصل من تكريره ثقل" انتهى . وقال أيضا (8/433) : "(اسْطَاعُوَا) تخفيف (اسَتَطَاعُوا) ، والجمع بينهما تفنن في فصاحة الكلام كراهية إعادة الكلمة . وابتدىء بالأخف منهما لأنه وليه الهمز وهو حرف ثقيل لكونه من الحلق ، بخلاف الثاني إذ وليه اللام وهو خفيف . ومقتضى الظاهر أن يُبتدأ بفعل (اسَتَطَاعُوا) ويثني بفعل (اسْطَاعُوَا) لأنه يثقل بالتكرير ، كما وقع في قوله آنفاً : (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) ثم قوله : (ذلك تأويل ما لم تَسْطِع عليه صبراً) . ومن خصائص مخالفة مقتضى الظاهر هنا : إيثار فعل ذي زيادة في المبنى ، بموقع فيه زيادة المعنى لأن استطاعة نقب السد أقوى من استطاعة تسلقه ، فهذا من مواضع دلالة زيادة المبنى على زيادة في المعنى" انتهى . وقال ابن كثير رحمه الله : " قال تعالى : ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) وهو الصعود إلى أعلاه ، ( وما استطاعوا له نقبا ) ، وهو أشق من ذلك ، فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى ، والله أعلم " . انتهى من " تفسير ابن كثير " (5/188) . ومن اللطائف : أن القاسمي رحمه الله في تفسيره ، بعد أن ذكر بعض ما قيل في ذلك ، ختم البحث بقوله : "وما ألطف قول الشهاب في مثله : هذه زهرة لا تحتمل هذا الفرك!" . انتهى من " محاسن التأويل " (7/56) . والله أعلم . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-02-2020, 08:10 PM | #2 |
|
رد: الفرق بين ( اسطاعوا ) و ( استطاعوا ) في سورة الكهف
جزاك الله خيراً
وبارك الله فيك |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-09-2020, 10:00 AM | #3 |
سليلة الأبجدية
|
رد: الفرق بين ( اسطاعوا ) و ( استطاعوا ) في سورة الكهف
في ميزان حسناتك وبارك الله فيك استاذة افراح
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-09-2020, 08:31 PM | #4 |
|
رد: الفرق بين ( اسطاعوا ) و ( استطاعوا ) في سورة الكهف
بارك الله بك وجزاك الله خير جزاء ووفقك الله لما يحبه ويرضاه
في أمان الله وحفظه |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-09-2022, 06:24 PM | #5 |
|
رد: الفرق بين ( اسطاعوا ) و ( استطاعوا ) في سورة الكهف
شكراً لكن حبيباتي على الحضور الجميل والرائع
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الفرق, الكهف, استطاعوا, اسطاعوا, بين, سورة, في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags