كيف تكون انسانًا..؟؟

قد يعيش الإنسان في هذه الحياة كالحيوان..


لا غاية له ولا مرام إلا إشباع شهوة بطنه وفرجه..


وإذا كان كذلك فلا شك أنه ُفي ضلالٍ مبين..


يتخبط في حياته خبط العشواء في المدلهمة الظلماء..


ذو نفس سافلة تأبى إلا الضعة في الحضيض الأوهد..


ولا ترضى بالرفعة الى السنام الأمجد..


ثم انه ليس كذلك إلا لأنه جاهل شحيح على تنوير عقله..


في مطالعة الكتب التي هي زاد العلماء وملاذ الأتقياء..


ولذلك أرتأيت أن أذكر لك أيها المثقف المبتدىء..


طائفة من أمهات الكتب التي لا بد من قراءتها..


لأني لا أجهل أنك محتار في قراءة ما تقرأ أولاً..




وعلى ذلك سأذكرها لك..



وما عليك إلا السير على مثالها والنسج على منوالها ..


سائلاً من الله عز وجل أن يجعل جهدي هذا شفيعًا لي يوم القيامة..


فأقول أن كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبو حامد الغزالي..


هو أول ما يجب عليك قراءته..


وذلك لِما فيه من لطائف دينيه تطهر الانسان من الرجس..


وإذا وجدت نفسك قد اخذت بلبابه واستحكمت على ابوبه..


أقرأ كتاب الدرة اليتمة لأبن المقفع حتى تكون ذَرِب اللسان..


وصاحب اسلوب مميز في مخاطبتك للآخرين أو الكتابة لهم..


وحتى تتأصل فيك هذه الملكة أقرأ كتاب البيان والتبيين للجاحظ..


ليأتي الدور بعد ذلك لقراءة مقدمة ابن خلدون..


لأن ابن خلدون سيوضح لك اشياء تهمك وقد كنت في حيرة من أمرك نحوها..


ثم بعد ذلك أقرأ كتاب الحكمة الخالدة لابن مسكويه..


ففي هذا الكتاب مجموعة من الوصايا الحكيمة والمواعظ العظيمة..


ستنفعك ان شاء الله وستكون عونًا لك في فهم الحياة أكثر..


ليأتي بعد ذلك الدور لقراءة كتاب الاخلاق لأرسطو..


لأن ارسطو في هذا الكتاب سيمهد لك الطريق لنيل السعادة..


فاذا فرغت من ذلك اقرأ كتاب فن الحرب للفيلسوف الصيني صن تزو..


فهذا الكتاب يحتوي على مجوعة من القواعد..


يُقال أنه كان لها اليد الطولى..


في نهوض اليابان وبلوغها ذروة تسنم المجد..


صحيح ان هذه القواعد متعلقة بالحروب وغوائلها..


ولكن لا يمنع ذلك ان نسقطها على الحياة المدنية والاحتماعية..


وبعد فهذا ما يجب عليك قراءته للمتقدمين أمّا المتأخرين..


فأقرأ أولاً كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي..


لأن الكواكبي في كتابه هذا سيصنع منك انسانًا غيورًا على وطنه..


ثم بعد ذلك اقرأ مختارات جرجي زيدان ثلاثة اجزاء..


ففي هذه الثلاثة الأجزاء قد عالج جرجي قضايا اجتماعية تهمنا كعرب..




فضلاً عن أنها ستزيد من رصيدك الثقافي..



ثم اقرأ كتاب النظرات للمنفلوطي بقطع النظر عن مبالغته في بعض الامور..


ثم ان كتاب النظرات سيفيدك كثيرا في الكتابة ..


وذلك لتميز المنفلوطي بأسلوبه الكتابي..


على ان هناك من المؤلفات للكُتّاب الغرب سأذكر منها اثنين..


لكي تكون لك نقطة انطلاق للتفتيش في مؤلفاتهم..


أولها كتاب المؤمن الصادق للكاتب الأمريكي ارئيك هوفر..


وثانيها كتاب سيكولجية الجماهير للفرنسي جوستاف لوبون..


وأخيرًا اذا تعذر عليك قراءة ما ذكرت لك من كتب..


فاعلم انك مذنب ولا بد لك من التوبه والرجوع الى الله..


أمَا ترى الشاعر يقول :


شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نــور ونور الله لا يهـدى لعاصي



والسلام بعد الكلام..!!




...