سَمَاءُ الأُنسِ تُمطِر حَرْفًا تُسْقِي أرْضَهَا كلِمة رَاقِيَة وبِـ قَافِيَة مَوزُونَة و نبْضُ حرْفِ يُفجِّرُ ينَابِيع الفِكْرِ سَلسَبِيلًا، كُن مَع الأُنِسِ تُظِلُّ بوارِفِ أبجدِيَتِهَا خُضْرَة ونُظْرَة وبُشْرَى لـ فنِّ الأدبِ و مَحَابِرَهُ. وأعزِف لحنًا وقَاسِم النَاي بِروحَانِيَة وسُمُوِ الشُعُور و أَرْسُم إبْدَاعًا بِـ أَلْوَانٍ شَتَّى تُحْيِ النَفْسَ بِـ شَهقَةِ الفَنِّ نُورًا وسًرُورَا كَلِمةُ الإِدَارَة







جديد المواضيع

العودة   منتديات رياض الأنس > |~ هُدَى الرَحْمَن لِـ تِلَاوة بِـ نبَضَات الإيمَان ~| > رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة

رِيَاضٌ رَوحَانِيَـاتٌ إيمَـانِيَـة ( يختص بالعقيدة والفقه الاسلامي على نهج أهل السنة والجماعة)

الإهداءات

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 06-14-2018, 08:01 PM   #431


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: موضوعات علمية من خطب الجمعة





بسم الله الرحمن الرحيم

موضوعات علمية من القران والحديث الشريف

الدرس : ( اربعمائة وسبعة وعشرون )

الموضوع :الشمس و الارض



الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله الله ولي الصالحين ، شهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، حب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تمهيد :
عن أبو الدرداء رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' ألا أخْبِرُكم بخيرِ أعمالِكم ، وأرفَعِها في درجاتكم ، وأزكاها عند مليكِكم ، وخير لكم من الوَرِق والذهب ، وخير لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقَكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذِكْرُ الله '
[أخرجه مالك والترمذي]
شأن الذكر:

يبدو من خلال هذا الحديث الشريف ، أن الذكر له شأن كبير في حياة المؤمن ، كيف لا وقد ورد الذكر في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثمائة آية تؤكد هذه الآيات في مجموعها أن الذكر ينبغي أن يدور مع الإنسان في كل شؤونه وأحواله وأطواره ؛ لأنه عبادة القلب ، والكفر واللسان فمن الذكر ؛ أن تذكر الله في آياته الكونية ، وفي آياته القرآنية ، وفي آياته التكوينية وأن تذكره من خلال نعمه الظاهرة ، والباطنة ، وأن تذكره في أمره ونهيه ، وأن تذكره لعباده معرفاً به ، وأن تذكره في قلبك وعلى لسانك مُسبحاً وحامداً وموحداً ومكبراً ، وأن تذكر ربوبيته لك فتدعوه وحده ، في أحوالك كلها ، وأطوارك جميعها ، وأن تذكره ذكراً كثيراً ؛ ليطمئن قلبك ولينجلي همك ، ولينشرح صدرك ، وليتسع رزقك ولتنصر على عدوك .
التفكر في آيات الله :
فمن الذكر التفكر في آيات الله في الآفاق ، وفي الأنفس ، وهذا التفكُّر من أجل أن نعرف الله جل وعلا ، وأن نقدره حق قدره ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
[سورة آل عمران]
من آيات الله في الآفاق التجاذب الحركي :
فمن هذه الآيات التي بثها الله في الآفاق ، التجاذب الحركي فيما بين الكواكب والنجوم ، قال تعالى :

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
[سورة الرعد الآية 2]
فكلمة تَرَوْنَهَا تفيد ـ فيما تفيد ـ أن الله جل وعلا رفع السماوات بعمد لا نراها إنها قوى التجاذب التي تنظم الكون كله ، بدءاً من الذرة ، وانتهاءً بالمجرة .
الشمس والأرض :
فالشمس مثلاً تجذب إليها الأرض بقوة هائلة ، بحيث تجري الأرض في مسار مُغلق حول الشمس ، ولو أنعدم جذب الشمس للأرض ، لخرجت الأرض عن مسارها حول الشمس ولاندفعت في متاهات الفضاء الكوني ، حيث الظلمة والتجمد ، وبزوالها عن مسارها (أي بغنحرافها عنه) تزول الحياة فيها ، إذ تصل درجة حرارتها إلى مئتين وسبعين درجة تحت الصفر . وهي درجة الصفر المطلق ، التي تنعدم فيه حركة الذرات . قال تعالى :
﴿ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
[سورة فاطر الآية 41]

ولكي ندرك قوة جذب الشمس للأرض ، نفترض أن هذه القوة انعدمت لسبب أو لآخر ، ومن أجل أن تبقى الأرض مرتبطة بالشمس ، تجري في مسار حولها ، لابد من أن نربطها إلى الشمس بأعمدة مرئية من الفولاذ ، والفولاذ من أمتن المعادن ، ومن أعظمها تحملاً لقوى الشد فالسلك الفولاذي الذي قطره ميلمتر واحد ، يتحمل من قوى الشد ما يعادل مئة كيلو غرام ، إننا بحاجة إلى مليون مليون حبل فولاذي ، طول كل حبل مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، وقطر الحبل الواحد خمسة أمتار والبل الواحد ن هذه الحبال يتحمل من قوى الشد ما يزيد عن مليوني طن ، فكم هي قوة جذب الشمس للأرض ؟ .. إنها مليونا طن مضروبة بمليون مليون ثم إذا زرعنا هذه الحبال على سطح الأرض المقابل للشمس ، لفوجئنا أننا أمام غابة من الحبال الفولاذية ، بحيث تقلُّ المسافة بين الحبلين عن قطر حبل ثالث ، هذه الغابة تحجب عنا أشعة الشمس ، وتُعيق كل حركة وبناء ونشاط . كل هذه القوى الهائلة من أجل أن تحرف الأرض في مسارها حول الشمس ثلاثة ميلمتارت كل ثانية . لقد صدق الله العظيم إذ يقول :
﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
[سورة الرعد الآية 2]
﴿ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
[سورة فاطر الآية 41]
من آيات الله في الأنفس :
هذه آية من آيات الآفاق ، فماذا عن آيات النفس ؟ .. قال تعالى :
﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
[سورة الذاريات ]
لو أن رجلاً كان يتنزه في بستان ، ولمح فجأة كائناً مؤذياً قاتلاً ، فما الذي يحدث في جسمه ؟!..

ينطبع خيال هذا الكائن على شبكية العين ، إحساساً ، وينتقل هذا الإحساس الضوئي إلى المُخِّ ، فيصبح إدراكاً للخطر ، وعندها يأمر المخ ـ وهو ملك الجهاز العصبي ـ الغدة النخامية ـ وهي ملكة الجهاز الهرموني ـ بأن تواجه هذا الخطر .. هذه الملكة تصدر أوامر لغدة الكظر لكي تعطي الجسم الجاهزية القصوى لمواجهة الخطر ، والكظر بدوره يعطي أمراً هرمونياً إلى القلب ، ليُسرِّع نبضاته ، (فالخائف تزداد ضربات قلبه) والكظر يعطي أمراً هرمونياً ثانياً للرئتين ، ليتوافق وجيبها مع ازدياد نبضات القلب (فالخائف يزداد وجيب رئتيه فيلهث) والكظر يعطي أمراً ثالثاً للأوعية الدموية فتضيق لمعتها ، ليتحول الدم إلى العضلات (فالخائف يصفرُّ لونه) والكظر يعطي أمراً هرمونياً رابعاً للكبد ، ليطرح في الدم كمية من السكر إضافية ، والسكر مادة الوقود في العضلات ، والكظر يعطي أمراً هرمونياً خامساً للكبد ليزيد من هرمون التجلط منعاً من نزيف الدم ، كل هذا في ثوان معدودة ؟!.
﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
[سورة لقمان الآية 11]
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم :
(( مَثل الذي يذكر ربَّه ، والذي لا يذكر ربه : مَثلُ الحيِّ والميت ))






والحمد لله رب العالمين






 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-14-2018, 08:04 PM   #432


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: موضوعات علمية من خطب الجمعة






بسم الله الرحمن الرحيم

موضوعات علمية من القران والحديث الشريف

الدرس : ( اربعمائة وثمان وعشرون )

الموضوع :الاغذية


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . تمهيد :
أيها الإخوة المؤمنون ؛ انطلاقاً من أن الدين هو الحياة القويمة ، قبل أيام أحد أصدقائي قال لي : إن مقابلةً تمَّت في بعض المحطات الفضائية ، تتعلَّق بالغذاء الذي يأكله الناس في شتّى بقاع الأرض ، وكيف أن هناك خللاً خطيراً في هذا الغذاء ، انطلاقاً من أهمية التوعية الصحية ، أردت أن أجعل هذا الدرس في موضوعاتٍ هي في رأيي ليست بعيدةً عن الدين ، ولكن في رأي مستمعٍ آخر قد يتوهم ألاّ علاقة لها بالدين ، فأنا أؤمن أن الدين هو الحياة ، وأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف .
أصل المرض :

أبدأ هذا الدرس بقوله تعالى :
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ  وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ  وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
[ سورة الشعراء الآيات : 78 – 80 ]
فلم يقل : وإذا أمرضني ، وَإِذَا مَرِضْتُ ، فالقرآن الكريم يشير إلى أن أصل المرض من صنع الإنسان .. ﴿ مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾
[ سورة الملك الآية : 3 ]
إتقانٌ ما بعده إتقان ، ودقةٌ ما بعدها دقّة ، وإحكامٌ ما بعده إحكام. ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ  وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ  وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
[ سورة الشعراء الآيات : 78 – 80 ]
استنبط علماء التفسير ، وهذا كلام رب العالمين ، أن أصل المرض بسببٍ آو بآخر يعود إلى الإنسان ، لأنه خالف منهج الله ، في الأمور التي تتعلَّق بصحته .
أيها الإخوة ؛ النقطة الدقيقة في هذا الدرس : النقطة الأولى : السببية .
أن الله عز وجل شاءت حكمته أن يجعل لكل شيءٍ سبباً ، وأن هذا الكون مبنيٌ على نظام السببية ، وأنّه مِن لوازم عبوديَّتك لله عز وجل أن تتأدَّب مع قوانينه التي تحكم جسمك ، كلُّ هذا مستنبط من قوله تعالى :
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
[ سورة الشعراء الآية : 80 ]
النقطة الثانية : الجهل .
يجب أن تعلم علم اليقين أن أكبر عدوٍ لك على الإطلاق ليس الذي يتربَّص بك ، وليس الذي يُخَطِّط ليهجم عليك ، إن أعدى أعدائك هو الجهل ، لأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به .

أخ طبيب ، جزاه الله خيراً ، استشارني في أن يتخصص بالأمراض النسائية ، قال لي : مع علمي أن هناك مطبَّات في هذا الاختصاص ، ولكن الذي يؤلمني أشد الألم أن تجد المرأة المسلمة في وقتٍ مبكِّر تتراجع صحتها ، لجهلٍ فاضح في نظامها الغذائي ، وفي حركتها ، وفي أدائها أعمالها اليومية .
فمثلاً ، مرضٌ خطير يصيب النساء بعد الأربعينات ، بعد الخمسينات وهو مرض " ترقق العظام " ، هذا المرض من أخطر الأمراض ، لأدنى تعثر ينكسر عظم الفخذ ، أو عنق الفخذ ، أو عظم الحوض ، عظم هش رقيق ، هشاشةٌ ورِقَّة ، والوقاية الناجعة لهذا المرض هي المَشيُ ، وتناول المواد الكلسية ، وفي مقدمتها الحليب ، فالمرأة ينبغي أن تكون واعيةً إلى أن هيكلها العظمي قوام جسمها ، وأن هذا الهيكل العظمي يحتاج إلى تدريب .
ذكر لي أخ جراحُ عظام في أمريكا ، فقال : أجريت عملية تبديل مفصل للاعب كرة سلة ، وأردف قائلا : في حياتي كلها ما شاهدت عظمًا كالفولاذ صلابة وقوةً إلا هذه المرة ، فانتبهت أنا إلى أن الحركة تقوي العظم ، وعدم الحركة تصيب العظم بالهشاشة أولاً ، وبالترقق ثانياً.

وقد يقول قائل : ما علاقة هذا الدرس بالدين ، الدين هو الحياة ، والمؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى مِن المؤمن الضعيف ، قال أحدهم : أذهب إلى بلاد الغرب فأرى النساء في السبعينات وفي الثمانينات بصحةٍ جيدةٍ ، ونساؤنا في الخمسينات ، في صحةٍ سيئةٍ ، السبب الجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان .
أيها الإخوة ؛ النقطة الأولى في المجتمع الإسلامي أوهام كثيرة :
مثل : أنْ كُلْهَا وسَمِّ الله ، ولا يضر مع اسمه شيء ، هذا جهلٌ فاضحٌ بالدين .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ قَالَ :
(( اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ))
[ رواه الترمذي ]
لا يتناقض التوكل مع الأخذ بالأسباب إطلاقاً ، بل كنت أقول دائماً : ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، والغرب أخذ بالأسباب ، وجعلها كل شيء ، ونسي الله عز وجل ، فوقع في الشرك ، والشرق لم يأخذ بها جهلاً أو تجاهلاً فعصى ، وكأن طريق الإيمان طريقٌ على طرفيه واديان سحيقان ، الوادي الأول وادُ الشرك ، والوادي الثاني وادُ المعصية ، فمن أخذ بالأسباب واعتمد عليها وقع في الشرك ، ومن لم يأخذ بها وقع في وادي المعصية . النظام الغذائي:
أيها الإخوة ؛ مِن لوازم عبوديتك لله عز وجل أن تتأدَّب مع قوانينه التي تحكم جسمك ، حدثني أخ قال :
احذروا السموم الثلاثة الدقيق الأبيض والملح الأبيض والسكر الأبيض

في بريطانيا بلدة فحصوا كل أفرادها ، فلم يجدوا مع أيّ واحدٍ منهم ضغطاً مرتفعاً ، السبب هذه البلدة تعزف عن أكل المِلح ، وتناول الملح عادةٌ غذائيةٌ سيئة ، لأن الجسم يستطيع أن يأخذ الملح مِن أي عنصرٍ غذائيٍ آخر ، من التفاح يأخذه أحياناً ، فهناك عادات غذائية سيئة تحكم حياتنا ، نظام معيشي معيّن يحكم حياتنا ، أنواع مِن الأغذية قد تحكم حياتنا .
أنا ما أحب أن أطيل في هذا الموضوع ، ولكن الشيء الذي يلفت النظر أن حبة القمح تحوي كل الخير ؛ فالمعادن ، والفيتامينات ، وكل الخير في قشرتها ، نحن ماذا نفعل ؟ نطعم قشرتَها الدوابَ ، ونأخذ لُبَّها الذي لا جدوى منه إطلاقاً
هذا القمح الأبيض الصافي منظره جميل ، وقد يكون طعمه طيّبًا ، ولكنه غراءٌ جيدٌ للمعدة ، وقد قال بعضهم : احذر السموم البيضاء الثلاث : الدقيق الأبيض ، والسكر الأبيض ، والملح الأبيض .
طبعاً ذكرت هذا انطلاقاً كما قلت في مطلع الدرس مع مقابلةٍ جرت مع عالمة تغذيةٍ ، ذَكَرَت أشياء دقيقة تلفت النظر إليها ، وركزت على موضوع القمح ، وأول بدعةٍ ابتدعها المسلمون بعد وفاة رسول الله " نخل الدقيق " ، كل الخير في قشرة القمح ، نحن نلقي بالقشرة للدواب ، ونأخذ اللب ، ونظن أننا متحضّرون ، فالحضارة أن تتوافق مع تصميم الله لغذاء جسمك ، هذه واحدة .
طبعاً مِن حين لآخر أحب أن أُذَكِّر أن النعم الكبرى ثلاث : النعمة الأولى : الهداية .
أول نعمةٍ على الإطلاق أن تكون مهتدياً إلى الله ، حتى إن بعض العلماء قال : تمام النعمة الهدى .


النعمة الثانية: الصحة .

النعمة التي تليها مباشرةً نعمة الصحة ، فما قيمة المال ؟ وما قيمة العز والسلطان ؟ ما قيمة الحاجات المتوافرة حولك إن لم تكن صحيحاً ؟ فلذلك صحة المؤمن ليست مِلْكَه ، صحته مِلْك أسرته ، وصحته ملك المسلمين ، فعنايته بصحته نوعٌ مِن العبادة .
أقول مرةً ثالثة : الإسلام هو الحياة .
أيها الإخوة ؛ أنت في الدنيا مِن أجل أن تصل إلى الجنة ، ثمن الجنة العمل الصالح ، العمل يحتاج إلى قوة ، يحتاج إلى صحة ، يحتاج إلى نشاط ، فالإنسان حين يفقد صحته ، أصبح أعضاءً وأشلاءً ، ويصبح عالةً على الناس ، وعبئاً عليهم ، فحينما تعتني بصحتك ، وتتأدب مع القوانين التي تحكم جسمك هذا من الدين ، وكل إنسان لا يعبأ بهذه القوانين هو يُصَغِّر منهج الله عز وجل ، وعاقبته عندئذ وخيمة .
هناك شيء يلفت النظر ، وقد حدثني بعض الإخوة الأكارم أن أمراض السرطانات ، الأورام الخبيثة ، نسبها مرتفعة إلى درجة مخيفة ، إلى تسعة أمثال ، في هذه السنوات العشر ، نسب الإصابة بهذه الأورام ارتفعت إلى تسعة أمثال ، وهذا يدل على خلل في حياتنا ، إذًا عندنا أشياء غير طبيعية ، هناك مَن يعزو هذا إلى الطعام المُعَلَّب ، ونحن بفضل الله عز وجل لا تزال بيوتنا تأكل الطعام الطازج ، بل إن أحد الأصدقاء ، جزاه الله خيراً ، قال لي : أجريت دراسة دقيقة في العالم الغربي عن غذاء الشعوب ، كان غذاء شعوب حوض المتوسط مِن أفضل أغذية الشعوب في العالم والأسباب :
1- الاعتماد على البروتين النباتي :
أن هذا الغذاء يعتمد على البروتين النباتي ، أي الحمص والفول .
2-الاعتماد على السيلولوز :

ويعتمد على السيلولوز ، نحن نأكل البرتقالة بكاملها ، والتفاحة بكاملها ، وليس لدينا إمكانية نشرب كأسًا من العصير ثمنها سبعون ليرة ، هذا فوق طاقة الأسرة المتوسطة ، نحضر كيلوين من البرتقال لنأكلها ، فحينما تأكل الفاكهة كما خلقها الله عز وجل ، وحينما تأكل الخضر والفواكه كما خلقها الله عز وجل ، معنى ذلك أن الأمعاء تمتلئ بالسيلولوز ، وامتلاء الأمعاء بالسيلولوز يقلِّل إبقاء الطعام في الأمعاء إلى أقل وقتٍ ممكن ، وهذا السيلولوز يمتص الكولسترول الزائد ، فالمعنى أن تأكل الطعام كما خلقه الله عز وجل فهذا صحة .
طبعاً هناك ملاحظات كثيرة ، ولكن غذاء شعوب حوض المتوسط يُعَدُّ من أفضل أغذية شعوب العالم ، لأنه يعتمد على البروتين النباتي ، ولأسباب اقتصادية ، بسبب فقر هذه الشعوب أحياناً يعتمد على أكل السيلولوز مباشرةً ، كالخضار والفواكه .
3-الاعتماد على زيت الزيتون :
والشيء الثالث : تعتمد هذه الشعوب على زيت الزيتون ، وزيت الزيتون ربنا جل جلاله وصف هذه الشجرة بأنها مباركة :

﴿ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ ﴾
[ سورة النور الآية : 35 ]
وإلى عهدٍ قريب كان هناك مَن يتوهم أن زيت الزيتون مؤذٍ ، لكن الحقيقة أنني قرأت مقالةً علميةً حول زيت الزيتون : وإذا به يخفض الضغط ، ويخفض الكولسترول ، ويقي الشرايين مِن التصلُّب ، فهذا الزيت كما قال عليه الصلاة والسلام : (( كلُوا الزَّيْتَ وادَّهنُوا به ، فإنه من شجرة مُباركة ))
[أخرجه الترمذي عن عمر بن الخطاب وأبو أسيد رضي اللَّه عنهما ]
بالمناسبة أيها الإخوة ؛ ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في شؤون الصحة لا علاقة له إطلاقاً بثقافته ، ولا بثقافة عصره ، إنه وحيٌ مِن الله عز وجل ، إنه مِن خالق الإنسان ، مِن الخبير ، فكلما قرأت حديثاً فيه توجيهات صحية ، يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن هذا ليس من ثقافة عصر النبي ، ولا من ثقافته الشخصية .. ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
[ سورة النجم الآية : 4 ]
فقد أرشدنا إلى أكل حبة البركة " الحبة السوداء " ، وسمعت أن مؤتمراً عقد في مصر لدراسة هذه الحبة ، فإن فيها الشفاء كما قال عليه الصلاة والسلام ، وبعد دراسات طويلة وجدوا أن هذه الحبة تقوِّي جهاز المناعة . العلم والدين :
الغدة الصعترية " التيموس " :
وأنا أريد أن أبين لكم أن ليس كل شيء توصل الطبُّ إليه هو الصحيح ، أنا في آخر زيارة زرت فيها أمريكا ، أحد إخواننا الأطباء يتخصص بالغدد الصماء ، حدثني عن هذه الغدة الصعترية " التيموس " ، هذه الغدة تنمو مع الولادة ، وبعد سنتين تضمر ، هناك أطباء كبار ، وأساتذة في الجامعات قالوا : هذه الغدة لا وظيفة لها ، فإذا هي أخطر غدة في الإنسان .

الغدة الصعترية تدرب الكريات البيضاء للدفاع عن جسم الإنسان

هذه الغدة كلِّية حربية ، بكل معنى هذه الكلمة ، لأن بداخل الإنسان جيش هو جهاز المناعة المكتسب ، كريات الدم البيضاء ، هذه الكريات البيضاء ؛ بعضها مهمتها استطلاعية ، وبعض هذه الكريات مهمتها قتالية ، وبعض هذه الكريات مهمتها تصنيع السلاح ، مؤسسة معامل الدفاع ، وبعض هذه الكريات مهمتها خدمات سلاح الهندسة ، وتوجد فرقة الكوماندوس ، هذه الفرقة كشفها عالمٌ في عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين ، وقال : الكرية البيضاء من فرقة الكوماندوس ، تستطيع أن تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر جداً وتلتهمها .
هذه الغدة الصعترية تستقبل كريات الدم البيضاء المقاتلة ، فقط المقاتلة ، كرية معها سلاح خطير ولكنها همجية ، تدخل إلى هذه الغدة الصعترية كي تتدرَّب ؛ مَن هو الصديق حتى تسالمه ، ومَن هو العدو حتى تقاتله ، كبَّروا هذه الغدة مئات المرات بمجهر إليكتروني فإذا بها كالمدرج الروماني تماماً ، والكريات البيضاء تصطف على هذا المدرَّج وكأنها طلابٌ في جامعة ، وهذه الغدد في سنتين تتلقى معلومات عن الأصدقاء والأعداء ، عن طريق مناعة الأم أولاً ، وعن طريق الأمراض التي يُصاب بها الطفل الصغير ثانياً ، وعن طريق عادةٍ أودعها الله في هذا الطفل ؛ أن كل شيءٍ يضعه في فمه ليتعرف عليه ، وهناك عشرات بل مئات الألوف من البروتينات الصديقة النافعة ، أيضاً هذه الكريات تتعرَّف عليها بعد سنتين ، هل هناك جامعة لا يوجد فيها امتحان ؟ لابد مِن امتحان ، قال : هناك مخرج امتحاني مِن هذه الكلِّية ، مخرج امتحاني ، على هذا المخرج فاحصان ؛ أستاذان كبيران يفحصان هذه الكريات البيضاء ، الفاحص الأول يعطيها عنصرًا صديقاً ، فإذا قاتلته يقتلها ، والفاحص الثاني يعطيها عنصراً عدواً ، فإذا لم تقتله يقتلها ، الرسوب هو القتل .
الخرف المناعي سببه مهاجمة الكريات البيضاء للخلايا السليمة

الآن تتخرج الكريات البيضاء المثقفة ، كان اسمها كريات همجية أصبحت مثقفة ، تتخرج هذه الكريات البيضاء كي تقاتل أعداء الجسم ، جيش بكل معنى الكلمة ، قالوا : هذه الكريات المتخرجة تسمى الخلايا التائهة ، هذه أصبحت مثقفة ، يوكَل إليها أمر تعليم الأجيال الصاعدة ، فهذه الخلايا تعلم مثيلاتها ، ولكن في سن الستين أو السبعين يضعف التعليم ، فيصاب الإنسان بمرض اسمه الخرف المَناعي ، أي تقوم حرب أهلية ضِمْن الجسم ، هذا الجيش العَرَمْرَم المهيَّأ لقتال العدو يهاجم الصديق ، ففي بعض أنواع التهاب المفاصل سببه أن الكريات البيضاء تهاجم المفاصل ، وذكر لي أن بعض الأمراض أساسها الخرف المناعي ، أي : تقوم حرب أهلية داخل الجسم ، إلى سنوات عديدة ما كان أحدٌ يعرف قيمة هذه الغدة الصعترية التيموس ، وهي في الحقيقة كلِّية حربية بكل ما في هذه الكلمة من معنى .
لذلك سيدنا سعد بن أبي وقاص قال : ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحدٌ من الناس ـ من هذه الثلاثة ـ قال : ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقٌ من الله تعالى . عملية الذبح :
وقد كنت ذكرت لكم سابقاً أن النبي الكريم مِن توجيهاته في ذبح الذبيحة أن تقطع مِن أوداجها فقط ، لا في عصره ، ولا في كل المراكز العلميّة في عصره ، لا في بلاد الهند ، ولا في بلاد الصين ، ولا في بلاد الرومان ، مركز علمي يمكن أن يفسِّر توجيه النبي ، اقطع رأس الخروف مِن أوداجه ، وأبقِ الرأس متصلاً بالجسم ، وإلى فترة بسيطة جداً اكتشف أن القلب فيه ثلاث مراكز كهربائية لتنبيهه ؛ المركز الأول هو الأصل ، فإذا تعطل واحد فالثاني احتياط ، وإذا تعطل الثاني فهناك مركز ثالث احتياط ، وأحياناً يزرعون بطارية في القلب ، لأن هذه المراكز قد تعطلت ، وعندنا شيء اسمه نظم القلب ، نظم القلب تتولاه هذه المراكز الكهربائية ، ولأن القلب خطير جداً فليس مِن المعقول أن يعتمد على الشبكة العامة
الحكمة من ابقاء رأس الذبيحة متصل لزيادة عدد ضربات القلب وبالتالي اخراج الدم كله

فهل يقبل من المستشفى إجراء جراحة القلب ويكون لديهم مولد كهربائي ؟ مفتوح قلبه ، وقطعت الكهرباء ، عظم الله أجركم ، مستحيل ، فالقلب يحتاج إلى مركز توليد كهربائي ذاتي ، قال : هذا المركز يمد القلب بضربات نظامية تبلغ ثمانين ضربة فقط ، أما الإنسان عندما يواجه عدوًا ، أو يصعد درجًا فهو يحتاج إلى مئة وثمانين ضربة ، هذه تأتيه عن طريق الرأس ، فلو قطع رأس الدابة عند ذبحها ، بقي القلب ينبض ثمانينة نبضة فقط ، هذا النبض لا يكفي لإخراج الدم مِن الدابة ، فيبقى لون الذبيحة أزرق مكتنزاً ، أما حينما يبقى الرأس متصلاً بالجسم ، ويأتي الأمر الاستثنائي برفع ضربات القلب إلى مئة وثمانين ضربة ، عندئذٍ يخرج الدم كله مِن جسم الدابة ، فإذا هي دابةٌ مُذَكَّاةٌ حقًّا في نظر الشرع ، هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ، فليس هناك في تاريخ الأرض مَن يكشف حكمته .. ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
[ سورة النجم الآية : 4 ]
إذًا لا بد من التسليم .
ثلاثةٌ أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك فأنا واحد مِن الناس ـ من هذه الثلاثة ـ ما سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى . الشدة النفسية :
أيها الإخوة ؛ الإنسان حينما تصيبه شدة نفسية ، هذه الشدة النفسية تضعف جهاز المناعة ، لذلك هناك أورام خبيثة سببها أحياناً الخوف ، ما الذي يقيك مِن الشدة النفسية ؟ التوحيد ..
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
[ سورة الشعراء الآية : 213 ]

أنا ما قابلتُ أخًا كريمًا طبيبًا إلا وذكر بشكل أو بآخر أن الشدة النفسية لها علاقة بأمراض المعدة ، بأمراض القلب ، ببعض الأمراض العصبية ، بعضُ الآلام في الأعضاء سببها الشدة النفسية ، والتوحيد هو العلاج الوحيد للشدة النفسية ، أمرك بيد الله ، والله قوي ، وغني ، وسميع ، ومجيب ، وقريب ، ورحيم ، هذه المعاني وحدها تريح الإنسان يقول : أمري بيد الله فقط ، والله معي ، لا يحتاج لا إلى وصل ، ولا إلى يمين ، ولا إلى شهادة ، مطَّلع على نيتي ، والأمر كله بيده .. ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
[ سورة هود الآية : 123 ]
فالتوحيد مريح ، إخواننا الكرام التوحيد وحده صحة ، حدثني أخ قال لي : الإنسان المستقيم الذي له اتصال بالله ، تجد جهاز مناعته قويًا ، يتغلب على أمراض بأعلى مستوى ، يأتي إنسان آخر صحته في الأصل أفضل ، لكن جهاز مناعته ضعيف مِن الشدة النفسية ، أي من الشِرْك ، فالله عز وجل قال : ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾
[ سورة آل عمران الآية : 151 ]

فأنت حينما تشرك يمتلئ القلب خوفاً ولو كنت قوياً ، هذا قانون إلهي ، إذاً التوحيد صحة ، بالمعنى المادي الدقيق ، التوحيد يخفف عنك الشدة النفسية ، والشدة النفسية إذا خفَّت قوي جهاز المناعة ، عندئذٍ يتغلَّب على كل عوامل المرض ، والدليل أن الذين يصابون بالإيدز أكثرهم يصاب بالسرطان ، السبب ضعف جهاز المناعة ، وجهاز المناعة مسؤول عن الأورام الخبيثة والأمراض الجرثومية ، مسؤول عن هاتين الزمرتين الكبيرتين مِن الأمراض ، طبعاً أنا أستسمحكم عذراً فالدرس كله صحي ، لأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ، والصحة تأتي في الدرجة الثانية بعد الهدى .
بعض الناس يقولون لك : الصحة تمثل رقم واحد ، المال بجانبه صفر ، صار الرقم عشرة ، الزوجة صفر ثانٍ ، ليست الزوجة صفرًا من حيث القيمة الاجتماعية ، لا ، فالزوجة مهمة ، حتى لا أحد ينتقدنا ، لكنها صفر ثانٍ من حيث القيمة الرقمية ، صار المجموع مئة ، الأولاد صفر ثالث ، المكانة الاجتماعية صفر رابع ، فلو سحبنا الرقم واحد (1) ، هذا الواحد فماذا نرى ؟ أصبح الكل أصفارًا ، أنا قناعتي أنّ الإيمان يساوي واحدًا ، والصحة صفر أمامه ، والزوجة والأولاد والمال والكفاية والمكانة كلهم أصفار ، فإذا سُحب الإيمان فلا شيء يبقى له قيمة ، فالكل أصفار ، لذلك قال الله تعالى : ﴿ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾
[ سورة المائدة الآية : 6 ]
قال علماء التفسير : تمام النعمة الهدى . التوافق بين العلم والدين :
الآن ، أنا حسب معلوماتي المتواضعة في الأمور العلمية أعرف أنه كلما تقدم العلم اقترب مِن الدين ، حدثني طبيب أسنان فقال لي : كانت عمليات زرع الأسنان ، الزرعة أسطوانية ، لكنهم وجدوا جذر السن موشوري ، فجعلوها موشورية ، كان الطبيب مكلّفًا أن يجعل الزرعة متعامدة مع سطح الفك ، وجدوا أن الجذر مائل ، والمائل أقوى ، فصار عليك أن تزرع زرعًا مائلاً ، فكلما تقدم العلم اقترب مِن التصميم الإلهي ، لأن الله عز وجل خبرته قديمة .

ذات مرة زرت معمل سيارات بأمريكا ، فالذي أطلعني على أطراف المعمل أردت أن أداعبه ، قلت له : هل تعرف سيارة موديل ألف وتسعمائة وعشرة ؟ قال لي : طبعاً ، قلت له: صِفها لي ؟ كان يشعل الفانوس بالكبريت ، وكان يشغلها بالمناويل ، وآلة التنبيه مثل آلة بائعي زيت الكاز ، والعجلات بدون هواء ، صب ، وحركة واحدة ، فلو وازنت بين سيارة موديل 1910 وسيارة ستمائة مرسيدس إنتاج عام تسعة وتسعين ، وجدت فرقا كبيراً بينهما ، فبمَ تفسر ذلك ؟ إنّ الإنسان خبرته حادثة تنمو ، أما ربنا عز وجل عندما خلق الإنسان هل جعل إنسان موديل1910 وموديل 1999 ، هذه النقطة مهمة ، خبرة الله قديمة ، طرأ تعديل في موديل تسعين ، هناك مثلاً " إس دي " ، أما الإنسان هو نفس الإنسان ، أنا حتى أرفض أن يقول الطبيب : هذه الزائدة الدودية ، بل عليه أن يسميها ذائدة ، أي مدافعة ، في خط الدفاع ، خطأ أن تقول : زائدة ، قل ذائدة ، زائدة اسم فاعل مِن زاد ، بينما ذاد بمعنى دافع .
فلذلك أيها الإخوة الشدة النفسية وراء معظم الأمراض ، والمؤمن موحِّد ، أمره بيد الله ، والله عز وجل يراه ، ويسمع صوته ، وهو راضٍ عن الله ، والله راضٍ عنه ، فعند المؤمن من السعادة والله أيها الإخوة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ، عنده طمأنينة والدليل :
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
[ سورة الأنعام الآيات : 81-82]
الشفاء الذاتي :
قرأت مرة موضوعًا في مجلة محترمة ، تلخِّص هذه المجلة كتابًا عنوانه :
الشفاء الذاتي .

جاء فيها : إن الشفاء الذاتي في العصور السابقة ربط بأوهام ، وبآراء الكهان ، وببعض التفسيرات الدينية الساذجة ، فالأطباء أعرضوا عن هذا الموضوع كلياً ، ولكنه واقع ، أحياناً مرض عُضال نتيجته الموت الزؤام المُحَقَّق ، فإذا به يتراجع ذاتياً ، أنا أعرف صديقًا أصيب بسرطان الرئة ، أعرفه معرفة جيدة ، والخزعات أكَّدت ذلك ، والفحص السريري أكد ذلك ، والأطباء كبار ومخلصون وأصحاب خبرات عالية كلهم أجمعوا على أن المرض مميت ، وأخذت خزعة إلى بريطانيا ، والعملية احتمال نجاحها بالمئة ثلاثون ، وتكلفتها ثمن بيته ، وهو صديق قريب مني ، هذه قصة من ستة عشر عامًا تقريباً ، ثم تراجع المرض ذاتياً ، والآن هو حيٌ يرزق بأعلى درجة من الصحة .

فأنا ذكرت هذه القصة على موضوع الشفاء الذاتي ، ففي ثنيات هذا الكتاب المترجم والملخص في مجلة تصدر شهرياً في الكويت ، مجلة العربي ، جاء فيها : أكثر الأجهزة بالجسم البشري لها مركز إدارة بالجسم ، فجهاز الدوران مركزه القلب ، جهاز الأعصاب مركزه الدماغ ، جهاز الإفراز مركزه الكليتان ، إلا جهاز المناعة مركزه خارج الجسم ، كأنه بيد الله عز وجل ، قال : وتتحكم فيه الحالة النفسية للمريض .
والآن هذه حقيقة هي أن بعض المؤمنين إذا مرضوا فلحكمة بالغة ، آلامهم أقل بكثير مِن آلاف الشاردين ، ذلك أن طريق الآلام يبدأ مِن المحيط عبر أعصاب الحس ، إلى النُخاع الشوكي ، فالبصلة السيسائية في المخيخ ، فالمخ ، إلى قشرة الدماغ ، هذا اسمه طريق الآلام ، وعلى هذا الطريق بوابات ـ دققوا الآن ـ إذا أغلقت منعت مرور الألم ، قال : هذه البوابات تتحكم بها الحالة النفسية للمريض .
وحدثني طبيب ، يمكن أنْ يكون معنا الآن ، وجزاه الله خيرًا ، قال : كنت في مستشفى ، دخل مريض مصاب بورم خبيث في الأمعاء ، وقال : عجيب أمره ، وجه مشرق ، كلما دخل إنسان يعوده يقول : اشهدْ أنني راضٍ عن الله ، يا رب لك الحمد ، مستبشر ، قال لي : والآلام لا تحتمل ولكنه لا يصيح أبداً ، وكلما زاره عائدٌ يقول له : اشهد أني راضٍ عن الله ، وعندما يقرع الجرس ، يتدافع الممرضون والممرضات لخدمته ، الأطباء يزورنه كل ربع ساعة ، تجد غرفته ملتقى ، مع روحانية ، وسرور ، الأطباء مع الممرضين والممرضات تجذبهم هذه الغرفة ، وينجذبون لها ، ويعرضون خدماتهم عليه ، يدخلون عليه من حين لآخر ، وهو يقول لهم : الحمد لله ، يا ربِ لك الحمد .

قال لي : لكن الله أراد أن يعلمنا درسًا لا ينسى ، ثم توفي هذا المريض ، وقد توفي على أطيب حال ، وهو راضٍ عن الله ، وقد ذكر عن رجل كان يطوف البيت الحرام وهو يقول :
يا رب هل أنت راضٍ عني ؟ وكان راءه الإمام الشافعي ، قال له :
يا هذا ، هل أنت راضٍ عن الله ، حتى يرضى عنك ؟
قال له : يا سبحان الله مَن أنت يرحمك الله ؟
قال له : أنا محمد بن إدريس الشافعي .
قال له : كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ؟!
قال له : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله .
فهذا المريض راضٍ عن الله ، واللهِ أعرف أخًا ، رحمه الله ، تقول زوجته : سنتين وهو مصاب بسرطان الأمعاء ، اشتهت مرة أن تسمع شكواه ، بل كان يقول : يا رب لك الحمد ، وأنا أعتقد أن آلامه خفيفة .
قال الطبيب : مات هذا المريض ، دخل مريض آخر مصاب بالمرض نفسه ، وبالغرفة نفسها ، ما ترك دينًا لم يسبه ، وما ترك نبيًّا إلاّ وسبّه ، روائح كريهة في غرفته ، نعوذ بالله ، يقرع الجرس ولا أحد يلبيه ، كأن هذه الغرفة جهنم ، الناس يتحاشونها ، هذا الدرس البليغ أن المرض واحد ، فالمؤمن عنده بوابات ألم ، يغلقها الله له إذا أراد أن يكرمه .
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف:
فيا أيها الإخوة ؛ أنا أريد أن أقول كلامًا : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ، ماذا يمنع ؟ يقول لي واحد : العمر ثابت ، أقول له : صحيح ذلك ، لك عند الله سبعة وستين سنة تقضيها واقفا على قدميك ، أو طريح الفراش عليلاً ، لكن إذا لم يعتن الواحد بصحته يقضيها فإنه يقضيها طريحاً ، وإذا اعتنى بصحته يمضي هذه الأعوام في عمل صالح ، أنت في الدنيا من أجل عمل صالح ، فإذا كنت تمشي على قدميك ، والأجهزة سليمة ، فأنت في غنى كبير ، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من منامه يقول :
(( الحمد لله الذي عافاني في جسدي وَرَدَّ عَلَيَّ رَوحي ـ أي سمح لي أن أعيش يومًا جديدًا ـ وأذِنَ لي بذِكرِه ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبو هريرة رضي الله عنه ]

فالصحة نعمة كبيرة ، كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل إلى الخلاء يقول : (( الحمد لله الذي أذاقني لذته ـ لذَّة ماذا ؟ الطعام ، هناك شخص يعطونه سيروم ، وآخر يطعمونه أكلة طيبة ، كلاهما غذاء ، ولكن هذه غير هذه ـ وأبقى فَّي قوته ، وأذهب عني أذاه ))
[ الجامع الصغير ]
فكل واحد منا أيها الإخوة إذا كانت أجهزته سليمة ، وكانت كليتاه سليمتين فليحمد الله ، قال لي شخص مصاب بفشل كلوي ، ذهب لغسل كليتيه ، فقالت له الممرضة بقسوة بالغة : لا تشرب ماء هذه المرة ، فالآلة معطلة ، وأنت تقول : احضروا لي كأًس من الماء ، وتتبعها بالثانية ، والثالثة ، وأنت مرتاح ، فالماء عذب فرات ، فأنت حينما تشرب كأس ماء فهذه نعمة لا يعرفها إلا مَن عنده فشل كلوي ، كلما شرب صار بحاجة لغسل كليتيه .
فالإنسان حينما يعرف قيمة الصحة ، يعتني بها ، صحتك مِلْك أهلك ، ملك المسلمين ، صحتك قوام عملك الصالح ، أنت بالصحة لك عمل ، ولك دعوة ، ولك خدمة ، ولك زيارة مريض ، ولك إنفاق ، أما عندما تكون معطلاً فقد انتهت مهمتك ، وككلمة كنت أقولها دائماً : المؤمن يعرف ماذا يدخل إلى جوفه مِن الطعام وماذا يخرج ، الغربيون لنا عليهم مآخذ كثيرة ، هناك أغذيةٌ كثيرة لا يمكن أن تُباع في بلادهم ، يبيعونها لنا ، ومنذ يومين ذُكِر لي أن هناك نوعًا مِن الجبن مشهور ، فالعالم كله يقبل عليه إقبال النهم ، في البلد المُصَنِّع ممنوع بيعه ، معنى ذلك : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾
[ سورة النساء الآية : 71 ]
أكثر أنواع الزيوت المهدرجة ممنوع بيعها في بلد المنشأ ، زيوت رخيصة ، فالآن الصناعة الغذائية متقدمة ، فمن الممكن من الفضلات ، مِن فضلات العظام ، من الغضاريف ، من قوائم الحيوانات ، من شيء لا يمكن أن يؤْكل ، يضعونه في مراجل ، وبعد الغلي ، والمجانسة ، وتحديد قوامه ، والتنكيه والتعطير ، تنتج مادة جيدة .
أحد إخواننا قال لي : كنت بهولندا ، جاءت سيارة قمامة ، كل إنسان يبيع لحم يأخذون ما عنده من فضلات الدابة ، وهذه تعود إلينا طعامًا مُعَلَّبًا ، غاليًا ، راقيًا ، تأكله الطبقة الراقية .
احذروا المواد الغذائية المستوردة فقد تكون سم لكم

فيا إخواننا الكرام ؛ موضوع الغذاء مهم ، وهناك فكرة يجب أن تعرفوها هي : أن أكثر الأغذية لها نهاية مفعول ، طبعاً إذا كان الإنسان بعيدًا عن الله يكون وحشًا ، هناك معامل يمكن أن تعطي لصاقة جديدة مكان القديمة لصلاحية خمس سنوات قادمة ، بعد أن تنتهي مفعولها ، وتأتي تهريباً أحياناً ، وأنت فرحٌ بحالك لأنك أخذت قالب قشقوان من درجة أولى ، أو أخذت علبة نيدو ، بينما تكون منتهية المفعول ، وأنا كنت أتوهم أنا الدواء إذا انتهى مفعوله لا يؤذي ، ولكن لا ينفع ، لكن قد ظهر عكس ذلك ، فهو يتفكك تركيبه يصير مادة سامة ، وإذا انتهى مفعول شيء فليته لا ينفع ، بل يؤذي .
أنا أتكلم لا من باب المديح ، إذا كان شيء يدخل بلادنا بشكل نظامي تجد عليه مراقبة شديدة ، وتُجرى له تحاليل في المخابر ، شيء أكيد ، وهو كلام موثوق ، إذا كان الشيء داخلاً بشكل نظامي ، أما بشكل غير نظامي فلا يوجد عليه رقابة ، قد يكون منتهيًا مفعوله ، أو فيه مادة مسرطنة ، أو مادة سامة . الخلاصة :
بعد ذلك ، هذه الندوة هاجمت الأغذية المعلبة هجومًا شديدًا ، يضعون بالأغذية المعلبة مواد بنزوات الصوديوم الحافظة ، مسموح بالألف واحد ، أحياناً يضعون واحدة بالألف ، ضماناً لحفظها ، وكلها مواد مسرطنة ، فلابد أن تفهم لماذا الأورام الخبيثة متضاعفة تسعة أضعاف منذ عشر سنوات ؟ لأن عندنا أخطاء بالغذاء ، فهل كأس من اللبن يساوي كأسَ مياه غازية ؟ والغازية كلها مواد كيماوية ، عندنا شراب ليمون ، وبرتقال ، وعلب أناناس ليس فيها مادة طبيعية إطلاقاً ، ليس فيها جنس المادة الطبيعية ، فكلها مواد كيماوية ، وجسمك أيها الأخ نباتي ، ليس كيماويًا ، فإذا أكثرتَ من المواد الكيماوية حدثت لك مشكلة كبيرة .

يجب أن نقف ، نتأمَّل ، ماذا نأكل ؟ وأولادك أمانة بعنقك ، أعيد وأكرر : الجاهل يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به ، ابدأ برغيف الخبز ، وانظر إلى هذا الذي تشربه ، يا ترى حليب طازج ؟ هذا الجبن الذي تأكله ، يا ترى جبن صحيح أم به مواد لا تعلم ما ما هي ؟ بالمناسبة الصناعات الغذائية بالعالم متقدمة بشكل مذهل ، وتعطي نكهات عالية ، وقد سمعت أن الندوة ذكرت: أن جلد الدجاج مع أصداف الدجاج شيء لا يؤكل إطلاقاً ، فهي مع رؤوس الدجاج ، كله يطحن ويعالج ، ويأتي إلينا كأكل يقبل عليه الشباب بشكل مذهل ، فهم يبيعون لنا فضلاتهم ، يبيعون لنا مواد عندهم ساقطة لا قيمة لها ، بالمناسبة ، نحن نشتري أحياناً تورب للنباتات ، هذا التورب هو قمامة الغرب ، طبعاً مخمرة ، ومعالجة ، ونشتريها بثمن أغلى من القمح .

ذلك ذكرت أن هذا الدجاج ، هذا ليس دجاجًا ، بل دجاج معالج بالأنابيب ، ليس له قوائم ، ولا رؤوس ، ولا أطراف ، فقط لحم ، بالاسم دجاج وهو ليس دجاج ، أو يعطونه مواد هورمونية من أجل تسريع النمو ، وهذه المواد تتراكم بأجسامنا ، ألا أقول لك : قشة قصمت ظهر البعير ، من الممكن أن تكون مادة قليلة بالجسم ، ولكن مع تناول الطعام بشكل مستمر تتراكم هذه المواد ، حتى تبلغ درجة مهلكة .
وبعد ؛ أتمنى على الله عز وجل أن يكون هذا الدرس مسموعا لديكم ، فكله إيضاحات وتوجيهات ، فدقق أيها الأخر ، قد يكون الطعام رخيصًا ، وبسيطًا ، ومن إنتاج بلدنا أفضل ألف مرة من طعام أجنبي غالٍ لذيذ الطعم ، ذات مرة جاءنا نوع من السكاكر أقبل الناس عليه إقبالاً منقطع النظير ، لي قريب زوجته فرنسية ، ذهبت لفرنسا حللت هذه السكاكر ، فظهر أن فيها مادة معينة على الإدمان ، فالمعمل حتى يبيع باستمرار ، وضع مواد بالسكاكر تعين على الإدمان ، أحياناً الطفل يكاد يسرق من جيب أبيه لكي يشتري قطعة من الحلويات الأجنبية ، فما السر ؟ السر أن فيها مادة تعين على الإدمان ، وقد باعت إسرائيل تهريبًا للدول المجاورة " مسكة " ، في جامعة بإسيوط جرت ثلاث عشرة حالة زنا بليلة واحدة ، هذه المسكة تثير الجنس بشكل ليس معقولاً إطلاقاُ ، وكذلك وصلت حلويات مهربة من إسرائيل تصيب الإنسان بالعُقم أيضاً ، فقبل ما تفك الغلاف وتأكل ، تعرَّف إلى هذا الشيء مَن أنتجه ؟ وهل خضع للمراقبة ؟ يا ترى صحي ؟ يا ترى أهو مشروع ، مقبول ، مفيد ؟ وأنا أنصح فأقول : " عودوا إلى الطبيعة " .

فكر بالأكل المفيد لك ولأولادك

وقد حدثني أخ قال : تجد في بعض البلاد الغربية تفاحة صغيرة ، زرقاء اللون ، ثمن الكيلو عشرة دولارات ، تجد التفاح الكبير والخد أحمر بسعر دولارين ، ذاك التفاح لم يتلق أي معالجة كيماوية ، لا أسمدة ولا مبيدات ، والآن بعض دول على الحدود وضعت مخابر ، فأي بضاعة غذائية تحلل ، فإذا كانت معالجة بمواد كيماوية ، كالمبيدات ، أو معالجة بأغذية وبأسمدة كيماوية ، تردها من حيث جاءت .
الآن الإنسان بدأ يرجع إلى أصل تصميم الخلق ، نحن عندنا شيء اسمه ملوحة التربة ، وعندنا أمراض وبيلة جداً للنباتات سببها التسميد الكيماوي ، ولدينا اتجاه جديد والحمد لله إلى السماد الطبيعي ، وإلى المكافحة الحيوية ، بدلاً من أن نرش المرض الوبائي بالنبات بمبيدات كيماوية ، نأتي بكائنات حية تلتهمه ، الآن طبقوها في الساحل ، المكافحة الحيوية للذبابة البيضاء .
وأخيرا لقد أردت أن يكون هذا الدرس توعيةً لكل أخ كريم ، ماذا ينبغي أن يأكل ؟ فكثير من اللحوم المعلبة ممزوجة بشحم الخنزير ، من دون أن نذكر أسماء ، يجب أن أن تنتبه إذا كان الشيء مستوردًا ، قد يكون المستورد كمعجون ، هنا معبَّأ تعبئة مجزأة ، فالعبرة أن تنتبه إلى ماذا ينبغي أن تأكل ؟
أنصح : عد إلى الطبيعة ، إلى أصل التصميم الإلهي ، بيت لا تمر فيه جياع أهله ، ست وأربعين مادة غذائية بالتمر ، ففيه مواد مهدئة ، ومواد ملينة ، ومواد مسكنة ، ومواد تمنع تلوث التمر ، شيء دقيق ، العسل ، قد يكون العسل سعره غير معقول ، لكن فرضاً كأس لبن معقول ، هذه الفواكه البسيطة ، السكريات الأحادية ، المواد التي تنتجها الأرض بتسميد طبيعي ، هذا الذي أتمنى عليكم أن تنتبهوا إليه ، فيجب أن تبذل مِن وقتك جهدًا كبيرًا لتعرف ماذا ينبغي أن تأكل ، وأن تطعم أولادك؟
بعد ذلك من لوازم المحافظة على الصحة الحركة ، فالحركة مهمة ، تجد النساء قابعات في البيوت ، أكل وراحة ، وأجهزة كلها كهربائية والحمد لله ، لا توجد حركة أبداً ، أخ طبيب قال لي كلمة بليغة : أجدادنا كان في حياتهم شيئان ؛ كان لهم جهد عضلي عالٍ ، وراحة نفسية ، فالجهد العضلي والراحة النفسية وراء الصحة ، قال لي : حياتنا فيها كسل عضلي عالي جداً ، كله أوتوماتيك ؛ الغسالة ، السيارة ، المصعد ، كله ذاتي الحركة ، وشدة نفسية عالية ؛ قلق ، خوف ، حسد ، تنافس ، مشكلات ، سيوف مُسَلَّطة أحياناً ، شدة نفسية وكسل عضلي ، وأجدادنا راحة نفسية وتعب عضلي .

فأنا ما أردت أن أستوعب ، أو أن أستقصي كل الحالات الصحية ، لكنني أردت أن يكون هذا الدرس منطلق فكر ، لا بد أن تمشي ، من أجل ألاّ ترقق العظام ، وأن تشرب حليبًا باستمرار ، واعلم دائماً أن الغذاء أرخص من الدواء ، أرخص من الدواء بكثير ، وأنفع ، سمعت عن بعض الخضراوات ؛ الملوخية مثلا ترمم الجهاز الهضمي مِن الداخل ، فيها مادة مخاطية ترمم الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي ، مرة طبيب قال خمس كلمات أنا لا أنساها : كلْ كلَّ شيء ، في الأسواق شوندر ، احضره واسلقه ، في الأسواق لفت ، اعمل مخلل لفتٍ ، كذلك الفليفلة ، خمس نقاط من الليمون تعقم لتر ماء ، ضع بالسلطة ليمون ، ولكن ظن بعض الناس أن نعم الإدام الخل جبر خاطر ، هو جبر خاطر حقًّا ، ولكن الخل مفيد ، يذيب الكولسترول ، نعم الإدام الخل ، نوِّعْ ليمونًا وخلاً ، وأكثرْ من الخضار والفواكه ، وقلل من المواد الدسمة العالية ، وتحركْ ، كلْ كلَّ شيء وكلْ باعتدال ، وابذل جهدًا ، ولا تحمل نفسك الهموم ، ثم قال لي : لكن هذه الهموم ليست بيدي ، أكرر : كلْ كلَّ شيء ولكن باعتدال ، وابذل جهدًا ، ولا تحملها ، هذه نصائح ذهبية غالية .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يكون هذا الدرس منطلقًا إلى الوعي الصحي .






والحمد لله رب العالمين


 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-14-2018, 08:06 PM   #433


السعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1095
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 العمر : 47
 أخر زيارة : 11-22-2018 (07:57 AM)
 المشاركات : 12,670 [ + ]
 التقييم :  1432
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: موضوعات علمية من خطب الجمعة






بسم الله الرحمن الرحيم

موضوعات علمية من القران والحديث الشريف

الدرس : ( اربعمائة وتسعة وعشرون )

الموضوع :غض البصر




غض البصر :

الحمد لله رب العالمين , والصـلاة والسـلام على سـيدنا محمـد الصـادق الوعـد الأمين .

أيها الإخوة ؛ شيءٌ واضحٌ جداً أن ترى أن الذي خلق الإنسان هو الذي أنزل القرآن ، وكمثلٍ صارخ هذا الغشاء الذي تعرف به الفتاة ما إذا كانت طاهرةً عفيفة ، أو ما إذا كانت زانية ، ليس له أية وظيفةٍ فيزيولوجية إطلاقاً ، إن مهمته اجتماعية ، فالذي حرم الزنا هو الذي خلق هذا الغشاء ، هذه واحدة .
بعض الغدد تلتهب ، وتتضخم عند عدم الزواج ، فكأن الذي خلق هذه الغدة وصممها تصميماً دقيقاً ، هو الذي أمر بالزواج ، هذه مقدمات .
الإنسان يأكل في اليوم ثلاث وجبات أو وجبتين فقط ، أما هذا الذي يأكل باسـتمرار هذا نشأ عنده أمراضٌ لا حصر لها ، لأن أصـل هذا الجسـم مصمم على أكل وجبتين أو ثلاث ، فمَن أكل أكثر من ذلك تحمل من متاعب مرضية ما لا يعد ولا يحصى ، هذه تمهيدات إلى موضـوع الجنس .
أثر النظرة على تبدلات الجسم .

الإنسان حينما ينظر إلى امرأةٍ ، ويعيد النظر ، هذه النظرة شبهها بعض الأطباء كالضغط على زناد السلاح ، ضُغِطَ على الزناد ، الآن ستجري مجموعة أعمال ، من هذه التبدلات سوف تنطلق هرمونات جنسية تجوب أنحاء الجسم ، هذه الهرمونات الجنسية تبدِّل ضربات القلب ، وتوسِّع الأوردة المُحيطية ، وتضيِّق الشرايين المتوسطة والصغيرة ، وترفع ضغط الدم ، هذه الهرمونات الجنسية تصل إلى البروستاتة ، فيغلق طريق البول ، ويفتح طريق الخصيتين ، وتنطلق مادةٌ مطهّرة ، ومادةٌ معطرة ، ومادةٌ مغذِّية هذا هو المذي ، ثم يجري في تبدلٌ في كيمياء الدم ، وهناك تغيرات لا مجال إلى ذكرها على هذا المنبر ، يعني حينما يطلق الإنسان بصره النظرة تلو النظرة ، تجري في جسمه تفاعلاتٌ معقدةٌ جداً ، أحدها تبدُّل ضربات القلب ، ثانيها ارتفاع الضغط
ثالثها توسع الأوردة المحيطية ، رابعها تضيّق الشرايين المتوسطة والصغيرة ، خامسها تبدل في كيمياء الدم ، سادسها شيء متعلق بالبروستاتة ، من أجل أن تتم هذه العملية ويتم اللقاء الزوجي ، ويحافَظ على النوع البشري ، هذا أصل التصميم .
إلى هنا الأمر طبيعي جداً .
أما حينما يطلق الإنسان بصره طول النهار، ما الذي يحصل ؟ قال : يحصل أن هناك هرمونات جنسية تجوب أنحاء الجسم باستمرار ، كمن يأكل باستمرار ، فالذي يطلق بصره باستمرار عنده هرموناتٌ تجوب أنحاء جسمه عبر الأوعية الدموية .
الآن يقول الله عزَّ وجل :
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾
[ سورة النور الآية : 30 ]
ماذا يفعل السهم المسموم في الجسم :

العلماء قالوا : أزكى أي أطهر ، ويمكن أن يكون المعنى أنفع وأطيب ، إما أن يكون أزكى لهم الطهر من الذنوب ، أو الوقاية من الأمراض والعيوب . فعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : قال عليه الصلاة والسلام :

(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، من تركها من خوف الله تعالى، أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))
[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]
وفي روايةٍ أخرى : (( النظر سهمٌ مسمومٌ من سهام الشيطان ، من تركها مخافتي ، أعقبته عليها إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))
أيها الإخوة ؛ السهم إذا دخل في الجسم خطرٌ جداً ، أما إذا كان مسموماً خطرٌ جداً ، فهذا السم يسري إلى كل أنحاء الجسم ، أما إذا كان سهماً فقط قد يتلف مكاناً معيَّناً ، أما حينما يكون السهم مسموماً يسري السم إلى كل أنحاء الجسم .
النبي قبل أربعة عشر قرناً عليه الصلاة والسلام بين مخاطر النظرة التي تتبع النظرة ، فالنظرة بمثابة ضغطٍ على الزناد ، الذي تبدأ بسببه سلسلةٌ من التفاعُلات ، والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة ، التي لها تأثيراتها على كل عضوٍ بل على كل خلية ، والتي تهيئ الجسم لعملية الاتصال الجنسي ، لتؤدي مهمتها في استمرار النسل ، كل هذا يجب أن يتم في وقتٍ محددٍ ، أما إذا استمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم من دون تفريغٍ لهذه الشحنة ، هذه تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ في الجسم .
علاقة النظر بالهرمونات :
أيها الإخوة الكرام ؛ عثرت في موقعٍ معلوماتي على موقعٍ علمي يعبِّر عن خلاصة بحثٍ مضى على البدء به عشرون عاماً ، وتوصَّل هذا البحث إلى هذه النتائج :
هذه الهرمونات التي تجري وتجول في جسم الإنسان طول النهار ، لأن طول النهار يطلق بصره في الحرام ، حتى إذا كان في مكتبٍ هناك امرأةٌ تعمل في المكتب ، وهناك عريٌ ، وهناك تفلتٌ ، وهناك إبراز مفاتن ، وهناك خلوةٌ ، وهناك حديثٌ جنسيٌ ، وهناك مجلةٌ .. إلخ .
أيها الإخوة ؛ النبي الكريم لا ينطق عن الهوى ، نهى عن إتباع النظرة النظرةَ ، نهى عن تبرُّج النساء ، نهى عن تعطُّر المرأة إذا خرجت من بيتها ، نهى عن الخلوة بالأجنبية ، نهى عن المصافحة ، نهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها ، هذا كله من أجل الوقاية من أمراض لا تعد ولا تحصى .
الهرمونات سموم :

الآن إلى التفصيلات :
أيها الإخوة ؛ كيف أن الأفعى إذا لدغت إنسان قد تميته ، السبب العلمي أن هذا السم يوسع الأوعية إلى درجة غير مقبولة ، فيهبط الضغط ، فيموت الإنسان ، الآن يؤخذ من سم الأفعى دواء فعَّال جداً لتوسيع الشرايين والأوردة ، إذاً حينما تتوسع الأوردة والشرايين توسُّعاً غير مقبول هذا قد يؤدي إلى الموت ، هذه الهرمونات سمَّاها الباحث ( سموماً ) ، السم بقدرٍ محدودٍ منه جيد ، أما بقدرٍ واسعٍ خطير .
ما الذي يحدث ؟ أول ظاهرة أنه تظهر رائحةٌ كريهةٌ جداً في الإبطين والقدمين ، من أثر دورة هذه السموم طول النهار ، الأصل وجبة طعام ، لها وقت محدد ، أما مادام في إطلاق بصر ، ومجلاَّت ، ومشاهد ، وأفلام ، وسكيرتيرات ، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات ، وخلوةٌ بالأجنبيات ، وحديثٌ جنسي ، هذا يؤدِّي إلى دورة هذه الهرمونات التي هي سموم طوال النهار .

نتائج الإدمان على النظر :
أعراض مرضية


أول ظاهرة : ظهور رائحةٍ كريهةٍ في الإبطين والقدمين ، توسع فتحات الغدد العرقية والدهنية في الكعبين وأسفل القدمين وفي المؤخرة ، وهذا يسبب بعض البواسير ، توسع الفتحتات الدهنية في الوجه ، وهذا يسبب حَب الشباب من دورة الهرمونات ، دوران هذه الهرمونات الجنسية ، وهي بمثابة السموم ، ولا سيما عند تهيجها لحدٍ أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة ، أو الصداع النصفي الذي لم تعرف له أسبابٌ حتى اليوم فيما غير هذه الدراسة .

1- آلام المفاصل .

أما الشيء الكبير آلامٌ في المفاصل عامة ً، وفي المفاصل الكبيرة خاصةً ، مفصل الركبة ومفصل الورك ، يبدو أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين العظام ، وهذا يدعو إلى جفاف هذا السائل ، ثم إلى احتكاك العظام ، ثم إلى آلامٍ مفصليةٍ لا تحتمل .
مفصل الركبة مثلاً ، ومفصل الورك بسبب جفاف السائل ، وفي المجتمعات الغربية ، وفي سنٍ مبكرة يعانون من هذه الظاهرة ، بسبب دوران هذه السموم في الجسم طوال النهار ، هناك موظفان في سيرك في بريطانيا ، في الثلاثين أصيبا بحالاتٍ حادةٍ في مفاصلهما ، وليس هناك سبب مقنع إلا الإثارة الجنسية المستمرة .


2- آثار النظر على القلب والأوعية .

أما في مجال القلب والأوعية : هبوطٌ في ضربات القلب أو تسرعٌ بها، بطءٌ في الدوران ، جلطةٌ وريديةٌ محتملة ، وهذا منتشر في المجتمعات المتفلتة ، في الشرايين ؛ تتوسع الشرايين توسعاً مستمراً ، مما يفقدها مرونتها ، وعندئذٍ ومع تبدُّل كيمياء الدم يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين ، وهو مرض العصر الأول ، المرض المميت الأول تصلب الشرايين .

3- خطر الجلطة الدهنية .

أيها الإخوة الكرام ؛ ثم إن هذه السموم التي تجوب في أنحاء الجسم ، تسبب جلطةً دهنيةً ، إذا ترسَّبت في مكان معين أورثت عمىً ، أو كساحاً ، أو شللاً ، أو جنوناً ، أو فقد ذاكرةٍ إلى ما هنالك ، وهذه السموم إذا دارت طوال النهار في الجسم ، تسبب ثقلاً في اللسان ، وصعوبة في حركة اللسان داخل الفم ، كما إنها تسبب إمساكاً ، وهناك خمسون مرضا ينتج عن الإمساك من دورة هذه السموم طوال النهار . هذا الذي يطلق بصره طوال النهار في الحسناوات ، وفي الغاديات الرائحات ، ويتابع المسلسلات ، ويقرأ المجلات ، ويجلس جلساتٍ لا ترضي الله ، هذه كلها أعراضٌ تصيبه .


4- حصى المرارة .

ثم إن هناك بعض النتائج في حصى المرارة ، هذا أيضاً من نتائج دورة هذه السموم ، وأيضاً في بعض الحالات التي تزداد عن الحد المعقول يكون هناك تضخم للبروستاتة كبير جداً .

أيها الإخوة الكرام ؛ هذه نتائج بحث طبيبٍ في مؤسسةٍ علميةٍ في دولةٍ عربيةٍ ، وجدتها في موقعٍ معلوماتي ، ولكن هذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، فمن تركها مخافة الله عز وجل أورثه الله حلاوته في قلبه إلى يوم يلقاه ))
[ من الجامع لأحكام القرآن ]
إن توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ليس من عنده .. ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
[ سورة النجم الآية : 3-4 ]
إنّ ربّك حكيم عليم

أيها الإخوة ؛ مستحيل أن يشرِّع الله شيئاً أو أن يحرم شيئاً إلا وله نتائج مذهلة ، عرفها من عرفها ، وجهلها مَن جهلها ، نحن كمؤمنين نطبق أمر الله من دون أن نعلق التطبيق على فهم الحكمة ، لكن حينما تكشف لنا الحكمة يزداد إيماننا بعظمة هذا التشريع ، قال تعالى :

﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾
[ سورة الفتح الآية : 4 ]



والحمد لله رب العالمين







 
 توقيع : السعيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لن, موضوعات, الجمعة, خطب, عملية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء : 0 , والزوار : 1 )
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابن البيطار.. عبقرية علمية نادرة آفراح ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية 6 08-03-2022 06:56 AM
رحلة العلاجية الى الهند (مدراس) علاج الشرايين بدون عملية السعيد رِيَاض إبْنُ بَطُوطَة لِسْيَاحَة والسَفَر 1 10-30-2018 02:06 PM
نجاح أول عملية لزراعة رأس بشري.. منال نور الهدى رِيَاض صَدَى المُجْتمَع و الْأخبَار الرِيَاضَيَة 4 03-16-2018 03:41 PM
13 عملية جراحية حوّلته إلى "سوبرمان منال نور الهدى رِيَاض صَدَى المُجْتمَع و الْأخبَار الرِيَاضَيَة 2 09-15-2013 11:26 AM
برنامج Startup Delayer Standard 3.0 لجعل عملية بدأ تشغيل الجهاز في أقل من 10 ثواني آفراح رِيَاض الْبَرَامِج وَ الكُمْبيُوتُر 4 03-20-2013 12:34 PM

HTML | RSS | Javascript | Archive | External | RSS2 | ROR | RSS1 | XML | PHP | Tags

أقسام المنتدى

|~ هدي الرحمن لتلاوآت بنبضآت الإيمان ~| @ رياض روحآنيآت إيمانية @ رياض نسائم عطر النبوة @ رياض الصوتيات والمرئيات الإسلامية @ |~ قناديل الفكر بالحجة والبيآن ~| @ ريـــــــآض فلسفــة الفكـــر و الــــــرأي @ ريــــآض الـــدرر المـنـثـــــورة .. "للمنقول" @ رياض هطول الاحبة @ رياض التهآني و الإهدآءآت @ |~ صرير قلم وحرف يعانق الورق ~ | @ رياض منارة الحرف وعزف الوجدان "يمنع المنقول" @ رياض القصيدة و الشعر "يمنع المنقول" @ رياض القصة و الرواية المنقولة @ رياض صومعة الفكر واعتكاف الحرف @ رياض رشفة حرف @ |~ لباس من زبرجد وأرآئك وألوان تعانق النجوم~| @ رياض حور العين @ رياض آدم الانيق @ رياض الديكور و الاثاث @ رياض المستجدات الرياضية @ رياض ابن بطوطة لسياحة والسفر @ |~ فن يشعل فتيل الإبداع بفتنة تسحر ألباب الفنون ~| @ رياض ريشة مصمم @ رياض الصور المضيئة @ رياض الصور المنقولة @ |~ أفاق التكنولوجيا والمعلومآت الرقمية ~| @ رياض البرامج و الكمبيوتر @ رياض المنسجريات @ رياض الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية @ |~ دستور الهيئة الإدارية ~| @ رياض مجلس الادارة @ رياض المشرفين و المراقبين @ رياض الشكاوي والاقتراحات @ رياض الارشيف @ نــــور الأنــس @ ذائقة الشعر و القصائد المنقولة @ "ذائقة الخواطر والنثريات المنقولة" @ رياض رفوف الأنس @ رياض صدى المجتمع @ ريآض الآحاديث النبوية @ رياض الاعجاز القرآني @ ريآض سيرة الصحآبة رضوآن الله عليهم أجمعين @ ريآض الطفولة والأسرة @ ريآض أروقــــــة الأنــــــــس @ رياض ملتقى المرح @ رياض نفحات رمضان @ ريآض شهِية طيبة @ ريآض فعآلية رمضآن المبآرك @ ريآض الفوتوشوب @ ريآض القرآرآت الإدآرية العآمة @ ريآض برنآمج كرسي الإعترآف @ ريآض الفتوحآت والشخصيآت الإسلآمية @ ريآض التاريخ العربي والعالمي @ ريآض إبن سينآ لطب والصيدلة @ |~ وشوشة على ضفآف شهد التحلية ~| @ ريآض مجآلس على ضوء القمر @ ريآض YouTube الأعضآء " لأعمآلهم الخآصة والحصرية " @ ريآض YouTube العآم @ ريآض فكّر وأكسب معلومة جديدة @ ] البصمـــة الأولــــى [ @ رياض Facebook "فيسبوك" @ ريآض المؤآزرة والموآسآة @ رياض تطوير الذات وتنمية المهارات @ رياض فضاء المعرفة @ رياض Twitter "تويتر‏" @ رياض شبكة الأنترنت @ رياض المحادثات @ رياض سويش ماكس @ رياض الأنبياء والرسل @ رياض Google @ رياض الإدارة والمراقبين العامين @ قسم خاص بالشروحات برامج التصميم بكافة أنواعه @ رياض لأعمال المصمم المبدع "ابوفهد" @ ابداع قلم للقصة والرواية (يمنــــــع المنقــــــول) @ أرشيف فعاليات رمضان ( للمشاهدة) @ رياض خاص بأعمال المصممة الرائعة ذات الأنامل الماسية "سوالف احساس" @ |~ بانوراما للإبداع الفتوغرافي ~| @ رياض خاص بأعمال المصممة المبدعة ذات الأنامل الذهبية "سهاري ديزاين" @ |~ واحة غناءة تغازل الأطياف وتتماوج بسحر الألوان ~| @ رياض خاص بالصحفي المتألق محمد العتابي @ رياض عقد اللؤلؤ المنثور "يمنع المنقـــول" @ رياض لتعليم الفتوشوب من الألف الى الياء @


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2012 vBulletin ,
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.