الموضوع: فنُّ الَّتورية
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2018, 08:57 PM   #1



الصورة الرمزية منال نور الهدى
منال نور الهدى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2012
 أخر زيارة : 04-28-2024 (10:31 AM)
 المشاركات : 22,904 [ + ]
 التقييم :  6713
 الدولهـ
algeria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 الاوسمة
صاحب الموقع 
لوني المفضل : Darkgreen


افتراضي فنُّ الَّتورية



فنُّ الَّتورية :

التورية هي أن يطلق لفظ له معنيان. أحدهما قريب . والآخر بعيد فيراد البعيد منهما , ويورَّى عنه بالقريب.
وتنقسم التورية إلى أربعة أقسام – مجردة . ومرشحة . ومبينة .ومهيأة .

1- فالمجردة : هي التي لم تقترن بما يلائم المعنيين كقول الخليل لما سأله الجبار عن زوجته : فقال :
" هذه أختي " – أراد أخوة الدين وكقوله ( وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ماجرحتم بالنهار ) .

2- المرشحة : هي التي اقترنت بما يلائم المعنى القريب وسميت بذلك لتقويتها به لأن القريب غير مراد فكأنه ضعيف
فإذا ذكر لازمه تقوّى به نحو ( والسماء بنيناها بأييدٍ ) فإنه يحتمل الجارحة وهو القريب .

3- المبينة : هي ما ذكر فيها لازم المعنى البعيد – سميت بذلك لتبيين المورى عنه بذكر لازمه ,
إذ كان قبل ذلك خفياً فلما ذكر لازمه تبين , نحو :
يا من رآني بالهموم مطوقاً ... وظلت من فقدي غصوناً في شجون
أتلومني في عظم نوحي والبكا ... شأن المطوق أن ينوح على غصون

4- المهيأة : هي التي لاتقع التورية فيها إلا بلفظ قبلها أو بعدها , فهي قسمان أيضا فالأول - وهو ما تتهيأ بلفظ قبل , نحو قوله :
وأظهرت فينا من سماتك سنة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك الندب
فاافرض والندب معناهما القريب الحكمان الشرعيان , والبعيد : الفرض معناه العطاء والندب الرجل السريع
في قضاء الحوائج , ولولا ذكر السنة لما تهيأت التورية ولا فهم الحكمان .
والثاني – وهو ماتتهيأ بلفظ بعد : كقول الإمام علي رضي الله عنه في الأشعث بن قيس أنه كان يحرك الشمال باليمين ,
فالشمال معناها القريب ضد اليمين , والبعيد جمع شملة , ولولا ذكر اليمين بعده لما فهم السامع معنى اليد الذي به التورية : ومن المجردة قوله :
حملناهموا طراّ على الدهم بعدما ... خلعنا عليهم بالطعان ملابسا
فإن الدهم له معنيان – قريب وهو الخيل الدهم , وليس مراداً . وبعيد وهو القيود الحديد السودوهو المراد.


في عصر الخلية العباسي هارون الرشيد لم يزل مذهب الاعتزال ينمو , فظهر بشر
المرسي , وأحضر الإمام الشافعي مكبلاً في الحديد , فسأله بشر :
بشر : ما تقول يا قرشي في القرآن ؟
الشافعي : إياي تعني ؟
بشر : نعم .
الشافعي : مخلوق .
( فخلى الرشيد عنه , وأحسَّ الشافعي رضي الله عنه بالشَّر وأن الفتنة تشتدُ في إظهار القول
بخلق القرآن , فهرب من بغداد إلى مصر ) .

** جواب الإمام الشافعي رضي الله عنه كان تورية . والتورية أن تذكر كلمة لها معنيان
أحدهما قريب , ظاهر الكلام يدل عليه , والآخر بعيد وهو الذي يقصده القائل , نحو :
أنـت الحُسين ولــكن . . . جــفاك فيــنا يـزيدُ
والشافعي رضي الله عنه عندما سُئل هذا السؤال وقال : إياي . عنى أنه هو المخلوق .
والله أعلم .


منقول للأمانة


.



 
 توقيع : منال نور الهدى





أطروحاتكم وردودكم الراقية تعكس ما مدى توازن فكركم و ثقافتكم.
جملوا حضوركم بتفاعلكم الذي يترك أثار طيبة وينثر روائح زكية.


رد مع اقتباس