بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة .. } النحل .
أن الجنسين : الذكر و الأنثى متساويان في قاعدة العمل و الجزاء و في صلتهما بالله ، و في جزائهما عند الله .
و أن العمل الصالح لا بد له من القاعدة الأصيلة يرتكز عليها .
قاعدة الإيمان بالله .
فبغير هذه القاعدة لا يقوم بناء ..
و بغير هذه الرابطة لا يتجمع شتاته ، إنما هو هباء كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف .
و العقيدة هي المحور الذي تشد إليه الخيوط جميعا .
وإلا فهي أنكاث .
فالعقيدة هي التي تجعل للعمل الصالح باعثا و غاية .
فتجعل الخير أصيلا ثابتا يستند إلى أصل كبير . لا عارضا مزعزعا يميل مع الشهوات و الأهواء حيث تميل .
======== و أن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض .
لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال .
فقد تكون به و قد لا يكون معها .
و في الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب به الحياة في حدود الكفاية :
فيها الاتصال بالله و الثقة به و الاطمئنان إلى رعايته و ستره و رضاه ..
و فيها الصحة و الهدوء و البركة و الرضى و سكن البيوت و مودات القلوب ..
و فيها الفرح بالعمل الصالح و آثاره في الضمير و آثاره في الحياة
و ليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل حين يتصل القلب بما هو أعظم و أزكى و أبقى عند الله .
======== و أن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخرة .
و أن هذا الأجر يكون على أحسن ما عمل المؤمنون العاملون في الدنيا ..
و يتضمن هذا تجاوز الله لهم عن السيئات .
فما أكرمه من جزاء .